أحدث المواضيع
U3F1ZWV6ZTQ4NjU0ODU1Mjc4NzIwX0ZyZWUzMDY5NTY4OTkzNzEzNA==
أحدث المواضيع
أحدث المواضيع

اوائل الرهبان | تاريخ الرهبنة في مصر | تأسيس الرهبنة القبطية | مؤسسوا الرهبنة المصرية


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/01/2.html

تاريخ الرهبنة في مصر

تابع : مقدمة عن نشأة الرهبنة القبطية وتاريخها في مصر


مقدمة 

في مُستهل حديثنا ـ الذي نُِقدم به لسلسلة " تاريخ الرهبنة المصرية " ، في فترة القرن الرابع الميلادي - وتحديداً - في خلال فترة عهد حكم الإمبراطور " قسطنطين الأول " - في الفترة من سنة 313 م ، وحتي سنة 343 م ، وإستكمالاً لما بدأناه من حديث عن تاريخ الرهبنة في الجزء الأول من المقدمة التمهيدية لهذا الموضوع ، نقول - أن الرهبنة كانت قد نشأت بدايةً في أرض مصر ، ثم إنتشرت من مصر إلى سائر أرجاء العالم ، حيث أنها عرفت في القرن الثالث الميلادي ، أي قبل ظهور الآباء القديسين الأنبا بولا ] ، و الأنبا أنطونيوس ] ، الذين تعتبرهم الكنيسة القبطية - أوائل الرهبان في التاريخ ، وباكورة من إستوطنوا المغائر ، والكهوف ، وعاشوا في البراري والصحارى القاحلة ، في ما يُعرف بإسم [ الرهبنة الأولى ] ، والتي ظهرت في البرية الشرقية بالبحر الأحمر في منتصف القرن الرابع الميلادي .
حيث أنه توجد في بعض المصادر التاريخية القديمة ، التي تؤرخ للرهبنة الأولى في مصر ، أن الرهبنة كانت قد بدأت أولاً في صعيد مصر ، وأن أول رهبان البرية في تاريخ الرهبنة المصرية ، كان القديس " فرومنتينوس " .
وفلسفة الرهبنة هى «الموت عن العالم» ، ولذا تم تسميتها بـ «رهبنة الكفن» ، وهى رغبة الإنسان بإختياره ومحض إرادته للجوء للدير ، وبعد اختباره وإرشاده لسنوات يُقبَل فى شركة الدير الذى يصلى عليه صلاة جنائزية ، بعد أن يغطى بستر يُعتبر بمثابة «كفن» ، ويعيش بعد ذلك بالنذور الرهبانية ، التى تشمل الإنعزال عن العالم والفقر الإختيارى وحياة الطاعة والتبتل الطوعى ، لكى تكون حياته نقية. 
والرهبنة تُعتبر الزاد الحقيقى لخدمة الكنيسة وعملها فى كل مكان ... هكذا شرح قداسة البابا تواضروس الثانى ، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، الرهبنة القبطية فى الديباجة التى كتبها لقانون الرهبنة القبطية الجديد الصادر فى 2013 م ، فالرهبنة القبطية ظهرت فى مصر أولاً ، ثم إنتشرت فى كل أنحاء العالم ، والرهبان - هم مجموعة من النُساك الذين بحثوا عن «الخلاص» بالمفهوم المسيحى ، فى دروب الصحراء وأطراف المدن ، إنعزلوا عن الناس بمحض إرادتهم، مكرّسين حياتهم للصلاة ، مستمدين فكرهم ، بحسب القمص أثناسيوس فهمى جورج، فى كتاب « التربية عند آباء البرية » ، من أقوال السيد المسيح وتلاميذه ، فلم تكن الرهبنة نوعاً جديداً من المسيحية، بل نبعت من حياة الكنيسة.
ويشير « فهمى » إلى أن الأنبا أنطونيوس هو أوّل شخصية مؤثرة وهامة فى الرهبنة الأولى، ويُعتبر « أبوالرهبنة » ، رغم أنه لم يكن الأوّل فى ذلك المجال ، فقد سبقه آخرون فى حياة الرهبنة ، وعاشوا على حدود قرى مصر ، ومنهم أخذ القديس أنطونيوس إرشاده ، ولكن هؤلاء الرهبان لم يعرفوا البرية البعيدة ، أما الأنبا أنطونيوس ،  فقد دخل إلى « البرية » ، وعاش عشرين عاماً من حياة الوحدة ، ليخرج بعد ذلك ، ويقوم بإرشاد الرهبان الذين عاشوا متتلمذين له ملتفّين حوله ، فنشأت الأديرة حتى فى الجبال، وصارت البرية مدينة مليئة بالرهبان الذين تركوا مدنهم.

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_14.html
القديس الأنبا أنطونيوس

( أول الرهبان )

وقد ولد الأنبا " أنطونيوس " - فى بلدة قمن العروس ، التابعة لبنى سويف ، نحو عام 251م ، من والدين غنيين ، وبعد موت والده باع أملاكه ووزعها على الفقراء وتفرغ للعبادة بزهد عام 269 م ، حينما ظهر له ملاك يدعوه إلى ذلك - بحسب المراجع الكنسية - قبل أن يذهب إلى الصحراء متوحداً عام 285 م ، حينما نهرته فتيات وطالبنه بالذهاب إلى الصحراء - حسب المراجع الكنسية - وكسر خلوته عام 305م لتعليم تلاميذه الرهبنة.
أما الخطوة التالية نحو تنظيم أفضل للرهبنة ، فقد قام بها القديس الأنبا باخوميوس ، والمعروف بـ«أبوالشركة» (292 - 346) م ، الذى أنشأ أول أديرته فى عام 323 م ، وعند وفاته كان أسس تسعة أديرة للرهبان ، وديرين للراهبات ، وكان إجمالى عدد هؤلاء الرهبان والراهبات نحو عشرة آلاف ، كما يُعد الأنبا باخوميوس هو أول مشرّع رهبانى. 
وكانت الفكرة لديه هى أن يضع قانون جهاد روحى مشترك يستطيع جميع الرهبان أن يُتمموه ويُبلّغوه ، ثم يُشجعهم بعد ذلك أن يرتقوا فى جهاداتهم لمقامات أعلى، كل بحسب إشتياقاته وقدراته ، ثم جاء الأنبا شنودة رئيس المتوحدين (348-466) م الذى يُعد أهم شخصية فى الرهبنة القبطية ، وكان مُشرِّعاً شهيراً وكاتباً معروفاً باللغة القبطية. 
وفى قانونه - إختلف عن باخوميوس - وتحدّث عن نذر رهبانى مكتوب يوقّعه الرهبان ، وبعده ظهر باسيليوس الكبير (330-379) م المعروف بـ « أبوالرهبنة الشرقية » ، وقدّم فكرة الأديرة الصغيرة التى يضم كل منها ما بين ثلاثين إلى أربعين راهباً ، وأكد على الاهتمام بالتعليم والثقافة ، لتنتشر بعد ذلك الحركة الرهبانية فى الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط ، ولتصبح الرهبنة قوّة فعّالة تستخدمها الكنيسة فى مواجهة الهراطقة والوثنيين ، بحسب القمص أثناسيوس. 
أما الأنبا مكاريوس ، الأسقف العام للمنيا وأبوقرقاص ، فيقول فى كتابه: «لماذا يُقبل شباب الأقباط على الرهبنة» ، إن الرهبنة جاءت بديلاً عن شهوة الإستشهاد التى كانت تتملّك كل إنسان تقى يعرف المسيح ، مشيراً إلى أن الرهبنة : " هى إستشهاد يومى بدون سفك دم ، وهذا ما كان آباء الرهبنة يريدون أن يقدموه فى بداية خوضهم فى هذا الطريق " .

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_14.html
ثلاثي مصابيح البرية المصرية 

الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس والأنبا باخوميوس


وقد أضاف الأنبا مكاريوس قائلاً : ما مضمونه - أن عدد رهبان وراهبات الكنيسة القبطية ، وصل فى تسعينات القرن الماضى إلى ما يقارب 1500 راهباً وراهبة ، بمن فى ذلك الرهبان والراهبات الذين يعيشون فى أديرة خارج مصر ، مشيراً إلى تناقص عدد الرهبان على مدى القرون الماضية بسبب العوامل التى تعرضت لها البلاد ، لافتاً إلى أنه - بحسب بعض الكتابات - كان يعيش فى مصر، وقت الفتح العربى ، نحو 70 ألف راهب ، قائلاً : " بدأ عدد الرهبان فى الهبوط منذ غزو الفرس وهدم الأديرة وسوء الأحوال فى البلاد بسبب الإضطرابات السياسية حتى تخرّب أكثر الأديرة وهجرها سكانها، باستثناء ما يقارب عدد الأصابع ، ثم تحسنت الأحوال قليلاً خلال القرنين الحادى عشر والثانى عشر ، ثم ما لبثت أن مُنيت الرهبنة بنكسة ، حتى وصل عدد الرهبان فى العصور المظلمة ، ما بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر ، إلى عدة عشرات فى كل الكنيسة ، ثم عادت الحياة لتدب من جديد منذ أيام البابا كيرلس الرابع أبى الإصلاح ، حتى وصل عددهم فى بداية القرن العشرين نحو مائة وخمسين راهباً فى منطقة وادى النطرون ، ثم شهدت الرهبنة القبطية أخيراً نهضة كبيرة فى أيام قداسة البابا كيرلس السادس ، وإزدهرت فى أيام  قداسة البابا شنودة " .

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_14.html
الحياة داخل الأديرة في الزمن المعاصر



نذكر في هذا الصدد أيضاً - " يوحنا الأول " - أول « إبن من أبناء البرية » يصبح بطريركاً عام 496 ميلادية ، وأديرة « المُتبتلات » تسمى « بيوت العذارى » ، والبابا السابق قصرها على خريجى المؤهلات العليا .
ويبلغ عدد رهبان وراهبات الكنيسة القبطية حالياً ما يزيد على 3 آلاف ، واللافت فى التاريخ الكنسى أن فكرة الرهبنة تقوم على العزلة والموت عن العالم ، إلا أنه بمرور الوقت أصبحت الأديرة ، والرهبان هم المسئولين عن إدارة الكنيسة ليتولوا مناصب الأساقفة والمطارنة وصولاً إلى البابا البطريرك.
وكان أول راهب يصير بطريركاً هو البابا يوحنا الأول ، البطريرك 29 فى تاريخ الكنيسة ، وذلك عام 496 ميلادياً ، قبل أن يصبح من المستقر منذ البابا إسحق، البطريرك 41 للكنيسة ، فى عام 690 ميلادياً ، أن يكون الرهبان هم بابوات الكنيسة، بإستثناء حالات قليلة.

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_14.html
https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_14.html
الحياة داخل الأديرة في الزمن المعاصر


أما عن أديرة الراهبات ، فيشير الدكتور القس " باسيليوس صبحى " ، وكيل الكلية الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس ، إلى أنها بدأت منذ القرن الرابع الميلادى، وكان يطلق عليها «بيوت العذارى»، حتى إن التاريخ الكنسى يذكر إدخال الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة، شقيقته إلى بيت العذارى فى الإسكندرية قبل رهبنته ، وأن الأنبا باخوميوس المعروف بـ «أبوالشركة» ، وضع تنظيماً لتلك البيوت ، وكانت تلك البيوت توجد على أطراف المدن ، نظراً لأن ساكنيها من الفتيات ولا يتم إنشاؤها فى الصحراء كأديرة الرهبان.
ويلفت «باسيليوس» إلى أن طفرة دخلت على الأديرة والرهبنة فى نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات من القرن الماضى ، وذلك بدخول حمَلة المؤهلات العليا وخريجى الجامعة إلى الرهبنة القبطية ، حتى تطور الأمر ، وصار شرطاً فى طالب الرهبنة أن يكون حاصلاً على مؤهل عالٍ فى عهد قداسة البابا  شنودة الثالث.
وعن دخول الكهنوت على الرهبنة ، يوضح وكيل الكلية الإكليريكية ، أن الأصل كان الرهبنة والموت عن العالم ، وأن درجة الكهنوت كانت تُمنح إلى راهب أو اثنين حسب الاحتياج إلى خدماتهما ، ولا تُمنح إلى جميع الرهبان .

تاريخ الرهبنة القبطية

( منتصف القرن الرابع الميلادي )

القديس الانبا بولا - أول السواح



https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_20.html


المَوٌلد والنشأة الأولى والشباب
ولد القديس الأنبا " بولا " في مدينة الإسكندرية حوالي سنة 228م ، في أسرة على جانب كبير من الثراء ، حيث كان والده يمتلك الكثير من الأراضي ، والممتلكات الأخرى ، ولديه من الأموال ما لايُعد ولا يُحصى .
ولما توفي والد " بولا " ترك له ولأخيه الأكبر بطرس ثروة طائلة ، فأراد بطرس أن يغتصب النصيب الأكبر من الميراث ، إذ إشتد بينهما الجدل أراد القديس أنبا بولا أن يتوجه إلى القضاء. 

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_20.html


بداية السلوك في حياة النسك 
أثناء سيره في الطريق رأى " بولا " جنازة مهيية لأحد عظماء المدينة من الأغنياء ، فسأل نفسه - إن كان هذا الغني قد أخذ معه شيئًا من أمور هذا العالم - فإستتفه هذه الحياة الزمنية ، وإلتهب قلبه بالميراث الأبدي ، لذا فقد عَوٌضَ إنطلاقه إلى القضاء خرج من المدينة ، ودخل في قبر مهجور يقضي ثلاثة أيام بلياليها طالبًا الإرشاد الإلهي.
ظهر له ملاك يرشده إلى البرية الشرقية ، حيث أقام بجبل نمرة القريب من ساحل البحر الأحمر. 
وقد عاش أكثر من 80 سنة لم يشاهد فيها وجه إنسانٍ، وكان ثوبه من ليف وسعف النخل ، وكان الرب يعوله ، ويرسل له غرابًا بنصف خبزة كل يوم ، كما كان يقتات من ثمار النخيل والأعشاب الجبلية أحيانًا ، ويرتوي من عين ماء هناك.

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_20.html

لقاءه مع الأنبا أنطونيوس 
لقد كان القديس الأنبا أنطونيوس ، يظن في نفسه ، أنه أول من سكن البراري ، فأرشده ملاك الرب بأن في البرية إنسانًا لا يستحق العالم وطأة قدميه ؛ من أجل صلواته يرفع الله عن العالم الجفاف ويهبه مطرًا
إذ سمع القديس هذا الحديث السماوي ، إنطلق بإرشاد الله نحو مغارة القديس أنبا بولا حيث التقيا معًا ، وقد ناداه أنبا بولا بإسمه ، وصارا يتحدثان بعظائم الله. 
وعند الغروب جاء الغراب يحمل خبزة كاملة ، فقال الأنبا بولا : " الآن علمت أنك رجل الله حيث لي أكثر من 80 عامًا يأتيني الغراب بنصف خبزة ، أما الآن فقد أتى بخبزة كاملة ، وهكذا فقد أرسل الله لك طعامك أيضًا ."


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_20.html


نياحة الأنبا بولا
في نهاية الحديث ، طلب الأنبا بولا من الأنبا أنطونيوس أن يُسرع ويحضر الحلة الكهنوتية التي للبطريرك البابا  أثناسيوس  أن وقت إنطلاقه قد إقترب  .
و رجع القديس أنبا أنطونيوس - وهو متأثر للغاية - وإذ أحضر الحلة ، وعاد مُتجهًا نحو مغارة الأنبا بولا رأى في الطريق جماعة من الملائكة تحمل روح القديس متجهة بها نحو الفردوس وهم يسبحون ويرتلون بفرحٍ.
بلغ الأنبا أنطونيوس المغارة ، فوجد الأنبا بولا جاثيًا على رُكبتيه ، وإذ ظن أنه يصلي انتظر طويلًا ، ثم إقترب منه ، فوجده قد تنيح ، وكان ذلك في الثاني من أمشير (سنة 343 م). بكاه متأثرًا جدًا ، وإذ صار يفكر كيف يدفنه أبصر أسدين قد جاءا نحوه ، فأشار إليهما نحو الموضع المطلوب فحفرا حفرة ومضياً ، ثم دفنه وهو يصلي ـ ثم حمل القديس الأنبا أنطونيوس ، الثوب الليف الذي كان يلبسه القديس الأنبا بولا ، وقدمه للأنبا أثناسيوس ، ففرح به كثيراً ، وكان يلبسه في أعياد الميلاد والغطاس والقيامة ، وقد حدثت عجائب من هذا الثوب.


تاريخ دير الأنبا بولا
لقد تحّول الموضع الذي يعيش فيه القديس إلى دير يسكنه ملائكة أرضيون يكرسون كل حياتهم لحياة التسبيح المفرحة بالرب.
ويرجع تاريخ دير القديس الأنبا بولا [ القديم ] ، إلى القرن منتصف الرابع الميلادي ، وقد مر الدير على إمتداد العصور ، بأكثر من عملية ترميم ، أحدثت تغييرات كبيرة في معالمة الأثرية ، والتاريخية التي شيٌد بها ، ولكن لم تزل بعض من الأماكن داخل الدير ، تحتفظ بطابعها المعماري القديم .

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_20.html
دير القديس الأنبا بولا – البرية الشرقية


تابع : تاريخ الرهبنة القبطية

( منتصف القرن الرابع الميلادي )

القديس الانبا أنطونيوس - أول المتوحدين



https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_54.html


مقدمة
يُعتبر القديس الأنبا أنطونيوس - هو المؤسس الفعلي لنظام الحياة الرهبانية في العالم ، وليس في مصر فقط ، فهو الذي أسس القواعد الرئيسية والأساسية للحياة الرهبانية منذ منتصف القرن الرابع الميلادي ، ولذلك - فيعتبره العالم " أب الأسرة الرهبانية " ، ومؤسس الحركة الرهبانية في العالم كله ، بالرغم من وجود حركات رهبانية سابقة له.

المَوٌلِد والنشأة الأولى
وُلد القديس الأنبا أنطونيوس في بلدة قمن العروس ، وهي بلده تابعة لبني سويف حوالي عام 251 م - من والدين ميسورين على قدر كبير من الثراء .


بداية السلوك في حياة الرهبنة
ولما مات والده ـ وقف أمام الجُثمان يتأمل زوال هذا العالم ، فإلتهب قلبه نحو الأبدية. وفي عام 269 م - إذ دخل ذات يوم الكنيسة سمع الإنجيل يقول : " إن أردت أن تكون كاملًا اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء ، وتعال إتبعني " .
فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته ، عاد إلى أخته الشابة ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد ، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية.

الأنبا أنطونيوس والحياة في البرية
https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_54.html

في بداية حياة الرهبنة - سكن أنطونيوس - الشاب - في منطقة قريبة من  نهر النيل ، وكان يقضي كل وقته في الصلوات بنسكٍ شديد، لكن إذ هاجمته أفكار الملل والضجر صار يصرخ إلى الله ، فظهر له ملاك على شكل إنسان يلبس رداءً طويلًا متوشحًا بزنار صليب مثل الإسكيم cxhma ، وعلى رأسه قلنسوة ، وكان يجلس يضفر الخوص. قام الملاك ليصلي ثم عاد للعمل وتكرر الأمر. 
وفي النهاية - قال الملاك له : " إعمل هذا وأنت تستريح " ، صار هذا الزي هو زي الرهبنة ، وأصبح العمل اليدوي من أساسيات الحياة الرهبانية حتى لا يسقط الراهب في الملل.


التجارب الأولى في الحياة الرهبانية
في أحد الأيام - نزلت سيدة إلى النهر لتغسل رجليها هي وجواريها ، وإذ حَول القديس نظره عنهن ، منتظرًا خروجهن بدأن في الإستحمام ، ولما عاتبها على هذا التصرف ، أجابته : " لو كنت راهبًا لسكنت البرية الداخلية ، لأن هذا المكان لا يصلح لسُكنى الرهبان ". 
وإذ سمع القديس هذه الكلمات قال في نفسه : " إنه صوت ملاك الرب يوبخني " ، وفي الحال ترك الموضع وهرب إلى البرية الداخلية ، وكان ذلك حوالي عام 285 م.
   

الإتجاه إلى الرهبنة في البرية الشرقية بالبحر الأحمر
1- بداية حياته في البرية الشرقية وإنتصاره على الحروب الشيطانية
لقد إستقر القديس الأنبا أنطونيوس في البرية الشرقية بالبحر الأحمر ، وسكن في مغارة على جبل القلزم ، تقع تحديداً في شمال غربي البحر الأحمر ، عاش فيها مواظباً على الممارسات الروحية بإنتظام ، مُمارساً حياة الوحدة والعبادة بكل جدية وإلتزام ، وهناك - لم تتوقف محاولات الشياطين معه من أجل الإيقاع به ، فكانت حروبهم له متعددة ، علانية تارة على شكل نساء ، وأخرى على شكل وحوش مرعبة ، ولكنه إنتصر عليها جميعاً ، بثباته في الإيمان ، وبقوته صلواته التي كانت لاتتوقف ليلاً . نهاراً ، فكانت حياته التوحدية ، هي حياة جهاد روحي مُستمر .

2 - إنتشار سيرة الأنبا أنطونيوس وترك التوحد وقتياً
لقد كانت المشيئة الإلهية قد إرتضت إنتشار سيرة القديس الأنبا أنطونيوس ، المتوحد في البرية الشرقية بالبحر الأحمر ، فعَلِمَ الجميع بأمره ، وطلب الكثير من الناس مقابلته لنوال البركة منه ، ولتعلم أساليب الحياة الرهبنة وقواعدها وما يرتبط بها من ترتيبات وصلوات وطقوس ومبادئ.

في حوالي عام 305 م - إضطر القديس الأنبا أنطونيوس أن يكسر خلوته ليلتقي بتلاميذ جاءوا إليه يشتاقون إلى التدرب على يديه ، فكان يعينهم ويرشدهم ، وإن كان قد عاد إلى وحدته مرة أخرى.


3 - تأسيس قواعد الرهبنة الأنطونية
إن كان هذا العظيم بين القديسين هو مؤسس نظام الرهبنة (الوحدة) ، فإن حياته تكشف عن مفهوم الرهبنة المسيحية ، خاصة نظام الوحدة :

|+| أولًا : خرج للرهبنة بلا هدف كهنوتي ، وكانت حركته شعبية لا كهنوتية ، لا يطلب التدخل في التنظيم الكنسي ، وحتى حينما أرسل إليه الإمبراطور قسطنطين يطلب بركته أرجأ الرد عليه ، ولما سأله تلاميذه عن السبب؟ أجاب أنه مشغول بالرد على رسالة الله ملك الملوك ، وبعد إلحاح بعث بالرد من أجل سلام الكنيسة.
|+| ثانيًا : حبه الشديد للوحدة لم يغلق قلبه نحو الجماعة المقدسة ، بل كان في عزلته يؤمن بعضويته الكنسية - لذلك - عندما إستدعى الأمر ، نزل إلى البابا أثناسيوس الرسولي ( الذي تتلمذ على يدي القديس أنطونيوس ) ، وبدخوله الإسكندرية ارتجت المدينة ، وخرج الكل متهللين لأن رجل الله قادم ، وبالفعل عاد كثير من الأريوسيين إلى الكنيسة ، وقد حدث أن نزل إلى الإسكندرية ، لكي يُساند المُعترفين في السجون ويُرافقهم حتى ساحة الإستشهاد .
|+| ثالثًا : مع محبته الشديدة للوحدة تلمذ القديس مقاريوس الكبير الذي أسس نظام الجماعات ، كما فرح جدًا بأخبار باخوميوس مؤسس نظام الشركة ومدحه... هكذا لم يحمل روح التعصب لنظام معين  !.
|+| رابعًا : عُزلته لم تكن ضيقًا وتبرمًا، لذا كان الكل يدهش لبشاشته وتهليله الداخلي، وقد اتسم بصحة جيدة حتى يوم نياحته ، وكان قد بلغ المائة وخمسة عامًا.
|+| خامسًا : قيل أنه كان أميًا لا يعرف القراءة والكتابة ، لكنه كان يفحم الفلاسفة اليونان ببساطة قلبه ، وقد جذب بعضهم إلى الإيمان ، وعندما سأله بعضهم كيف يتعزى وسط الجبال بدون كتاب ، قال لهم إن الله يعزيه خلال العقل الذي يسبق الكتابة.
|+| سادساً : البصيرة الروحية الكاملة : قيل إنه سُئل عن عبارة في سفر العبرانيين، فإتجه ببصره نحو البرية ، ثم رفع صوته وقال : " اللَّهم أرسل موسى يفسر لي معنى هذه الآية " ، وفي الحال سُمع صوت يتحدث معه ، وكما يقول الأب أمونيوس إنهم سمعوا الصوت ، ولم يفهموه.

+ حياتنا وموتنا هما مع قريبنا ، فإن ربحنا قريبنا نربح الله ، وإن أعثرنا قريبنا نخطئ ضد المسيح. 

+ أحزن البعض أجسادهم بالِنسك ، وبسبب عدم التمييز فهم بعيدون عن الله.

+
 يأتي وقت فيه يصاب البشر بالجنون ، فإن رأوا إنسانًا غير مجنون ، يهاجمونه ، قائلين : " أنت مجنون ، إنك لست مثلنا " .

+ الطاعة مع الزهد يهبان البشر سلطانًا على وحوش البرية.

نياحة القديس الأنبا أنطونيوس
بعد أن قضى القديس الأنبا أنطونيوس  ، حياة صالحة ، كان فيها مثالاً مُتجسداً للحياة المجردة من ملذات ومباهج العالم الفانية ، وكان فيها خير نموذج ، تجتمع فيه كل الفضائل ، تنيح في شيخوخة وقورة. 


دير القديس الأنبا أنطونيوس بالبرية الشرقية
دير القديس الأنبا أنطونيوس – البرية الشرقية


يرجع تاريخ دير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر ، إلى منتصف القرن الرابع الميلادي ، والدير لم يزل يحتفظ بالعديد من معالمه الأثرية الفريدة ، وطرازه المعماري المتميز ، وقيمته الأثرية والتاريخية الهامة في تاريخ الرهبنة القبطية ، على الرغم من قِدَم عهده ، ومع الأخذ في الإعتبار ، تأثره بالعديد من عوامل الزمن ومتغيراته ، ولكنه كان قد مر بعدة مراحل من الترميم والتجديد الشامل ، فتغيرت معه بالتالي ، بعض المعالم الأصيلة للدير ، لما طرأ عليه من أعمال إصلاح شامل للمباني المتهدمة ، وما تم إجراؤه من عمليات ترميم ، وتجديد ، على إمتداد العصور ، كانت قد شملت جميع المباني الداخلية للدير القديم ، والسور ، والقلالي القديمة ، وقد أُجريت عمليات توسيع وتجديد وترميم شامله للدير في عهد قداسة البابا شنودة الثالث [ 1971م - 2012 م ]،


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_54.html
دير القديس الأنبا أنطونيوس – البرية الشرقية



https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_54.html
دير القديس الأنبا أنطونيوس – البرية الشرقية


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_54.html

دير القديس الأنبا أنطونيوس – البرية الشرقية


وعلى مدار تاريخ دير القديس الأنبا أنطونيوس ، أحد صروح الرهبنة في برية مصر الشرقية ، جلس على الكرسي الباباوي المرقسي ، عدد من الرهبان الأنطونيين ممن ترهبوا في هذا الدير ، كبطاركة - نذكر منهم ما يلي  :


البابا غبريال السادس البطريرك الـ 91 .

البابا يوأنس الخامس عشر البطريرك الـ 99 .

البابا مرقس السادس عشر البطريرك الـ 101 .

البابا يوأنس السادس عشر البطريرك الـ 103 .

البابا يوأنس السابع عشر البطريرك الـ 107 .

البابا مرقس الثامن البطريرك الـ 108 .

البابا بطرس الجأولى البطريرك الـ 109 .

البابا كيرلس الرابع الشهير بأبى الإصلاح البطريرك الـ 110 .
البابا يوساب الثاني البطريرك الـ 115 .

تابع : تاريخ الرهبنة القبطية

( منتصف القرن الرابع الميلادي )

القديس الانبا باخوميوس - أب الشركة


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_40.html


مقدمة
كما أن القديس الأنبا أنطونيوس ، هو المؤسس الفعلي للأسرة الرهبانية في العالم بكونه أول قائد للحركة الرهبانية في العالم ، تتلمذ على يديه متوحِّدون عاشوا في مغائر أو قلالي منفردة حوله، كما كان مرشدًا لعددٍ كبيرٍ من قادة الحركة الرهبانية في مصر وخارجها ، فإن القديس باخوميوس يُعتبر أب نظام الشركة ، إنه أول أب يشيد ديرًا يضم داخل أسواره جماعة رهبانية تعيش في حياة الشركة في عبادتها وكل تصرفاتها.
بالإضافة إلى ما سبق ، تبقى شخصية القديس الأنبا باخوميوس ، شخصية بارزة عبر العصور كشخصية قيادية عجيبة جمعت الآلاف في الأديرة المتقاربة والبعيدة بالصعيد، يدبِّر أمورها بروح الحب مع الحزم ، مهتمًا في نفس الوقت بخلاص كل نفسٍ ونموِّها الروحي.
كما عُرف القديس الأنبا باخوميوس أيضاً ، بوادعته وإتضاعه ، فعندما سأله بعض الإخوة عن أي منظر ، أو رؤيا قد أعجَبَتَهُ ، أجاب أنه يُعجب بمنظر أخٍ وديعٍ إذ فيه يسكن الله.


المولد والنشأة الأولى والطفولة

 |+| الشجاعة منذ الطفولة |+| 
وُلد القديس الأنبا " باخوميوس " بالصعيد الأقصى - من والدين وثنيين حوالي عام 292 م.، وكان باخوميوس منذ طفولته محبًا للعفة والطهارة ، غير راضٍ عن العبادة الوثنية، ولا يشترك في ولائمها.
أخذه والداه دفعة ليُقدما ذبيحة للشياطين التي في النهر ، وإذ رآه كاهن الوثن صرخ : قائلاً : " أقصوا عدوّ الآلهة من هنا حتى تكف عن غضبها علينا ، وتعود فتحضر الآلهة ! " ، فحزن الوالدان جدًا.


|+| إنتصاره على الحروب الشيطانية |+|
في صبوته ، إذ حمل طعامًا للرعاة ، بات في المساء هناك ، وكان لأحدهما بنتان جميلتان ، فجاءت إحداهما تطلب منه أن يضطجع معها ، وأما هو فأجابها : " لا تدعيني إرتكب هذا الفعل الدنس ! ، هل عيناي عينا كلب فأنام مع أختي؟ " ، وإذ خلَّصه الرب من يديها ، هرب مسرعًا إلى بيته.


|+| من الوثنية إلى المسيحية |+|
ثم حدث أن تَجَنَّد باخوميوس في الجيش ، وكان منطلقًا مع زملائه لقمع ثورة ضد الإمبراطور. 
وفي الطريق ، إستراحوا عند مدينة لاتوبوليس ( إسنا ) ، وكان الكل منهك القوى، فجاء أهل المدينة يقدمون لهم طعامًا وشرابًا بسخاءٍ وفرحٍ ـ سأل باخوميوس عن سبب هذا الكرم ، فقيل له إنهم يفعلون هذا من أجل إله السماء ، فهم محبّون للجميع ، بعد صلاة طويلة ، قرر أن يصير مسيحيًا إن عاد سالمًا. 
وبتدبيرٍ إلهي خَمَدت الثورة وسُرِّح الجنود ، فإنطلق إلى شينوفسكيون ( قصر الصياد ) ، حيث سجَّل إسمه في قائمة الموعوظين ، ونال العماد المقدس. 

بداية الإستعداد للإنطلاق إلى البرية
ظل القديس الأنبا باخوميوس مقيماً في القرية ثلاث سنوات ، كان يمارس أعمال المحبة والرحمة ، خاصة عندما حلّ بها وباء فكان لا يكف عن خدمة الجميع.
أحبت القرية كلها القديس باخوميوس ، لكن قلبه كان يلتهب نحو التكريس للعبادة، وإذ سمع عن راهبٍ قديسٍ يسكن البرية بجوار القرية يدعى "بلامون" انطلق إليه، وسأله أن يقبله تلميذًا له. 
وقد أظهر له القديس بلامون صعوبة الحياة الرهبانية ، وطلب منه أن يرجع إلى القرية يجرِّب نفسه بتداريب معينة لكنه أمام ثبات قلب باخوميوس قبله ، بل وأحبَّه جدًا - خاصة - وأن باخوميوس قد إتسم بالطاعة مع النسك الشديد وحب العبادة.


فضائل القديس الأنبا باخوميوس
مع حبه الشديد لأولاده ، ورقَّته في التعامل ، وطول أناته ، فأنه كان يتسم أيضًا بالحزم ، حيث أنه قد جاء عنه ، أنه إذ أراد إفتقاد بعض الأديرة طلب من مدبر المائدة أن يهتم بالإخوة ، ويُعد لهم طعامًا مطبوخًا ، لكن الأخ لم يفعل ذلك ، وعندما عاد القديس إلى الدير ، إشتكى له أحد الشباب الحديثين في الرهبنة أنه منذ فترة طويلة لم يُقدم لهم طعامًا مطبوخًا ، فأجابه القديس أنه سيهتم بأمرهم بنفسه ، إستدعى الموكل بهذا العمل ، وسأله عن أمر تدبير المائدة ، فأجابه أنه طهي الطعام في البداية وكان الكل يمتنعون عن أكله زهدًا ، لهذا توقف عن الطهي وشغل وقته في عمل سلالٍ. طلب منه القديس أن يحضر كل ما صنعه من سِلال ، وفي وسط كل الرهبان أمر بحرق السلال موضحًا لهم ضرورة الطاعة ، كاشفًا لهم أنه كان من الأفضل أن يخسر الدير الطعام الذي يمتنع الرهبان عن أكله بإرادتهم عن أن يفقد الدير شخصًا واحدًا يتعثر بسبب حرمانه من الطعام المطبوخ بغير إرادته.


تأسيس نظام الشركة في الرهبنة
كان القديس باخوميوس متهللًا بحياة الوحدة ، سعيدًا بعمل الله معه خلال أبيه الروحي أنبا بلامون ، لكن قلبه كان متوجعًا من جهة إدراكه أن كثيرين ، كانوا يشتهون الحياة الرهبانية لكنهم عاجزين عن ممارسة حياة الوحدة القاسية ، فكان يطلب من أجلهم. وفي أحد الأيام إذ كان يجمع حطبًا في منطقة طبانسين Tabennhci  ( جنوب قصر الصياد ) ، ظهر له ملاكاً ، وطلب منه أن يقيم ديراً هناك ، وأعطاه لوحًا به البنود الأساسية لنظام الشركة ، وقد جاءت سهلة للغاية ، يستطيع الكثيرون أن يمارسوها.
وقد أخبر القديس الأنبا باخوميوس معلِّمه الأنبا بلامون بما حدث ، ففرح الأب جدًا وبارك العمل، وبالرغم من شيخوخته ، لم يعترض على إقامة نظام جديد للرهبنة لم يعهده، بل ذهب معه إلى طبانسين Tabennhci ، وساعده في تأسيس الدير ، ثم إستأذن منه ليعود إلى مغارته على أن يلتقيا مرة كل عام، تارة في الدير وأخرى في المغارة، وإن كان القديس بلامون لم يعشْ كثيرًا بعد ذلك. 

بداية العمل في بناء دير طبانسين بإدفو

    دير القديس الأنبا باخوم – إدفو



لقد أسس القديس الأنبا باخوميوس - أول دير له - في حوالي عام 318 م. 
وقد أسس الدير في طبانسين Tabennhci ، بالقرب من باقو - أو بابو - وقد أعطاه الله نعمة في أعين الكثيرين حتى أنشأ في المنطقة حوالي عشرة أديرة ، وكان عدد الرهبان في الدير الرئيسي بباقو وحده حوالي 1500 راهبًا.

زيارة الأخ الأكبر للقديس باخوميوس للدير
جاءه لزيارة القديس الأنبا باخوميوس ، شقيقه الأكبر يوحنا ، بغرض الرهبنة ، وكان يعمل معه بكل طاقته في تأسيس هذا النظام ، كما جاءته أخته فقابلها وشجَّعها على الحياة الرهبانية ، وأسس لها ديرًا في الإتجاه المقابل من النيل ، ضمَّ حوالي 300 راهبة تحت قيادتها.


    مدخل دير القديس الأنبا باخوم 



مبادئ النظام الباخومي في الرهبنة 
نال هذا النظام تقدير الكنيسة حتى من قادة نظام الوحدة ، فقد إمتدح القديس أنبا أنطونيوس القديس باخوميوس على عمله هذا ، وحسب نجاحه عطيَّة من الله. وقد حفظت سيرة القديس باخوميوس ونظام الشركة في كثير من التفاصيل ، إذ وصلت إلينا بأكثر من لغة ولهجة ، كالقبطية البحيرية ، والصعيدية ، وأيضًا باليونانية الخ ، أكتفي هنا بتقديم الخطوط العريضة لملامح هذا النظام.

1 - قام هذا النظام كحركة شعبية (علمانية) ، لذا رفض القديس باخوميوس أن ينال درجة كهنوتية ، وعندما شعر أن البابا أثناسيوس في زيارته له سيقوم بسيامته كاهنًا هرب ، وإضطر البابا أن يُطمئنه قائلًا لأولاده - ما مضمونه - أنه لن يمد يده عليه لسيامته ، وإنما يطلب بركته ، وبالفعل عند عودة البابا من أسوان ، إستقبله القديس بفرحٍ شديدٍ - وبهذا - قدَّم نفسه مثلًا حيًا للحياة الرهبانية ، كي لا يشتهي أحد درجة كهنوتية ، ويجد عدو الخير مجالًا لبث الغيرة بين الرهبان.

2 - لقد إتَّسم [ النظام الباخومي ] أنه يناسب الكثيرين ، فمن جهة الصوم يأكل الراهب مرتين كل يوم ، ويمارس صلوات جماعية متكررة، كما يقوم بعملٍ يناسب مواهبه وقدراته مثل النجارة أو الفلاحة أو الطبخ أو الغزل أو البناء أو النسخ، ولكل جماعة رئيس يدير الأمور ماديًا وروحيًا ، وكان العمل جزءًا أساسيًا من الحياة الروحية.

3 - إنفتحت الأديرة لغير المصريين مثل اليونان والرومان ، ولكل جماعة منهم رئيس يدبِّر حياتهم في الرب.

4 - سُمح للشخصيات البارزة المحبة للوحدة أن تُمارس هذه الحياة ، وكان القديس باخوميوس كثيرًا ما يجتمع بالمُتوحدين .

القديس الأنبا باخوم 



القديس الأنبا باخوميوس وإنتصاره على الشيطان
حدث ذات مرة ، أن ظهر الشيطان للقديس الأنبا باخوميوس على شكل السيد المسيح، وهو يقول : " إفرح يا باخوميوس لأني جئت لأفتقادك " - أما هو ففي اتضاع أعلن أنه يريد أن يرى السيد المسيح في الحياة الأبدية لا بالعين الجسدية هنا، وللحال صار الشيطان كدخَّان تلاشى.


مرض القديس الأنبا باخوميوس ونياحته
لقد حدث إنتشار لوباء مُميت في صعيد مصر ، أصيب على أثره الكثير من الرهبان حيث تنيَّحوا ، وكان الأنبا باخوميوس - هو واحد ممن تنيحوا من بين الرهبان في عام 348 م.
هذا - ويُعيد الغرب للقديس الأنبا باخوميوس في 14 مايو ، وتعيد له الكنيسة القبطية في 14 بشنس.


أثر القديس الأنبا باخوميوس في تاريخ الرهبنة
نظام الشركة - كما أسَّسه القديس باخوميوس - كان قد جَذَبَ قلوب الكثيرين من قادة الفكر الرهباني في الشرق والغرب ، فقاموا بترجمته ، وتطبيقه عمليًا إن لم يكن في مُجمله ففي أغلبه ـ منهم القديس باسيليوس الكبير ، والقديس يوحــــنا كاـــيان ، والأب 
قيصريوس أسقف أرل Arles ، وخلفه أوريليوس ، والأب بندكت الذي وضع نظامه المشهور ، كأب للرهبنة الغربية ، مُقتبسًا الكثير من [ النظام الباخومي ] .


حامل أيقونات هيكل كنيسة دير القديس الأنبا باخوم


تابع : تاريخ الرهبنة القبطية

( منتصف القرن الرابع الميلادي )

القديس الأنبا مقار الكبير- مؤسس الرهبنة في برية الإسقيط




مقدمة 
يعتبر القديس مقاريوس - أو الأنبا مقار الكبير - أو الأنبا مكاريوس الكبير ( حوالي سنة 300 - 392 م ) - هو مؤسس الفعلي للرهبنة في برية الأسقيط ، وهي أيضاً البرية التي كانت تُعرف قديماً بإسم " برية شيهيت " ، والمعروفة الآن بإسم " برية وادي النطرون " .
هذا - ويُطلَق عليه القديس الأنبا مقار الكبير ، تمييزًا له عن القديس الأنبا مقارــوس
الصغير الإسكندري - والذي كان مُعاصِرًا له ، وهو أحد الثلاث مقارات القديسين ، وقد تأثر جدًا بالعظيم أنبا أنطونيوس [ أول الرُهبان ] ، وقد زاره علي الأقل مرتين.


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_47.html

الثلاث مقارات القديسين



وقد دعاه المؤرخ سقراط " الإناء المختار " ، بينما قال عنه مؤرخ الرهبنة القبطية الشهير بالاديوس : " تأهل لنوال نعمة الإفراز هكذا حتى رعي الشيخ الشاب، وقد نال موهبة شفاء المرضي ومعرفة أسرار المستقبل " .
وقد حدث أن نفاه الأسقف الأريوسي لوقيوس إلي جزيرة في النيل بناء علي منشور صدر من الإمبراطور فالنس ، خوله هذا الحق ، وكان القديس في سن متأخرة، وقد تنيح بعد عودته إلي البرية بوقتٍ قصيرٍ.


نشأته الأولى وهروبة من الزواج إلى البرية
وُلد القديس الأنبا مقاريوس الكبير في شبشير من أعمال منوف من أبوين صالحين بارين ، إسم أبيه إبراهيم ، ولم يكن له ولد ، فحدث في إحدى الليالي أن أبصر شخصًا من قِبَل الرب يقول له أن الرب سيرزقه ولدًا يكون ذكره شائعًا في أقطار الأرض ويُرزَق أبناء روحانيين ، وبعد زمن رُزِق ولدًا ، فسماه " مقاره " - أي الطوباوي - وكان مطيعًا لوالديه ، وقد حلت عليه نعمة الله منذ صغره.
وقد أقيم مقاريوس الشاب المحبوب من الكهنة ومن شعب القرية قارئًا " أغنسطس " ، ولما كملت قامته ، زوٌجه والده بغير إرادته ، فتظاهر بالمرض أيامًا ، ثم إستسمح أباه أن يمضي إلى البرية لتبديل الهواء ، فسمح له. 
فمضى وصلى إلى الرب يسوع أن يساعده على عمل ما يرضيه ، فلما صار في البرية أبصر رؤيا كأن كاروبًا ذا ستة أجنحة قد أمسك بيده ، وأصعده على رأس الجبل وأراه كل البرية شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا ، وقال له : " يقول لك الله أنه منحك أنت وأولادك هذا الجبل كله لتكرس كل وقتك للعبادة. كثير من القادة يأتون إلي هذه البرية . " إسهر وتذكر ما أقوله لك : إن سلكت بكمال أظهر لك وأعلن لك كلمات الله " ، وقد قيل أن الكاروب صحبه كل حياته تقريباً " . 


التدرج في حياة الخدمة الكهنوتية وسيامته كاهناً
لما عاد من البرية وجد زوجته ، قد ماتت وهي بعد عذراء ، فشكر السيد المسيح كثيراً ، وبعد ذلك مات أبواه ، فوزع كل ما خلَّفاه له على المساكين ، ورأى أهل شبشير طهره وعفافه ، فأخذوه إلى أسقف أشمون ، فرسمه قسًا عليهم ، وبنوا له موضعًا خارج البلد وكانوا يأتون إليه ويتقربون منه ، وعينوا له خادمًا ليبيع له شغل يديه وقضاء ما يحتاج إليه.
بعد فترة قصيرة من سيامته كاهنًا ذهب إلى قرية أخري - إذ حسب نفسه غير أهل للكهنوت ، ولتكريم شعبه له ، تذكر بعض المخطوطات أنه لم ينل نعمة الكهنوت إلا بعد ذهابه إلي الإسقيط .


الإستقرار في برية الإسقيط
أكد القديس مقاريوس أن برية الاسقيط تفقد قيمتها الرهبانية ، عندما تدخل إليها المدنية - قال : " عندما ترون القلالي اتجهت نحو الريف ، اعرفوا أن نهاية الإسقيط قد اقتربت ، وعندما ترون أشجارًا ، فإعلموا أنها علي الأبواب ، وإذا رأيتم أطفالًا احملوا  ثيابكم الجلدية ، وإهربوا " .
حتى في برية الأسقيط إعتاد القديس مقاريوس أن يهرب من إزدحام الشعب ، ويخبرنا بالاديوس أنه حفر سردابًا تحت الأرض يمتد من قلايته إلي حوالي نصف ميل وينتهي بمغارة صغيرة. فإذا ما جاءت إليه جموع كثيرة يترك قلايته سرًا إلي المغارة فلا يجده أحد. وقد أخبرنا أحد تلاميذه الغيورين أنه إعتاد أن يتلو 24 صلاة في طريقه إلى المغارة و24 صلاة في العودة.


إنتصاره على الحروب الشيطانية في البرية
لما رأى الشيطان تعاليمه في الفضيلة جلب عليه تجربة شديدة ، وذلك أنه أوعز إلى فتاة كانت قد إرتكبت شرًا مع شاب بأن تدَّعي بأن القديس مقاريوس هو الذي أتى معها هذا الشر ، فلما علم أهلها بذلك أهانوه وضربوه ضربًا موجعًا فتحمله وهو صامت. ولما داهم الطلق هذه المرأة لتلد لبثت أربعة أيام معذبة ولم تلد حتى اعترفت بكذبها على القديس، وذكرت اسم الشاب الذي أغواها. فلما رأى ذلك أهل الفتاة توجهوا إليه يستغفرونه عما حصل منهم له ، فهرب منهم تنكرًا لمجد العالم، وكان له من العمر وقتئذٍ 30 عامًا ، وإذ فكر ألا يعود إلى قلايته ظهر له ملاك الرب وسار معه يومين حتى وصلا إلى وادي النطرون، ثم قال له القديس : "حدد لي يا سيدي مكانًا أسكن فيه" ، فأجابه: "لا لئلا تخرج منه فيما بعد فتكون مخالفًا لقول الرب، بل البرية كلها لك فأي موضع أردت أسكن فيه". 
ومنذ ذلك الحين ، سكن الأنبا أنطونيوس في البرية الداخلية ، حيث الموضع الذي فيه دير القديسين مكسيموس ودوماديوس وهو المعروف الآن بدير البراموس.


لقاءه بالقديس الأنبا أنطونيوس 
لما ذهب لزيارة القديس أنطونيوس قال عنه حينما رآه: "هذا إسرائيلي حقًا لا غش فيه " ، ثم ألبسه الإسكيم المقدس cxhma ، وعاد مكانه. 
ولما تكاثرت عنده الأخوة بنى لهم كنيسة وذاع صيته وسمع به الملوك لكثرة العجائب التي كان يعملها. وظهر له ملاك الرب وأتى به إلى رأس الجبل عند البحيرة الغربية المالحة الماء وأعلمه أن يتخذ له هذا المكان مسكنًا ، وبنى له قلاية وكنيسة لأن شعبًا كثيرًا سيجيء إليه.


الفضائل في حياة القديس الأنبا مقاريوس 
لقد إكتشف القديس مقاريوس أن الفهم الحقيقي للتوحد ليس هو مجرد العزلة عن البشر، بل هو الرغبة الصادقة للإتحاد مع الله محب البشر. المتوحد الحقيقي يهرب بالجسد عن البشر لكنه عمليًا يحب كل إنسان.
وقد كان روح الحب والحنو يسودان بين رهبانه كإنعكاس لحب القديس لهم. 
وقد روي  لنا روفينوس قصة عنقود العنب الذي قُدم للقديس فقدمها بدوره لراهبٍ مريضٍ، وعبر هذا العنقود من راهبٍ إلى آخر في كل القلالي دون أن يمسه أحد منهم ليقدمه للغير.
كما عُرف عن القديس الأنبا مقاريوس أيضاً - بِسِمته الخاصة بستر الخطايا فقيل عنه: " صار إلهًا علي الأرض ، فكما أن الله يحمي العالم ويحتمل خطايا الناس هكذا كان الأب مقاريوس يستر الأخطاء التي رآها أو سمعها كأنه لم يرَ أو يسمع شيئاً " .
وبحبه - كسب وثنيين للإيمان ، فقد جاء عنه أنه إذ كان ذاهبًا من الإسقيط إلي نتريا مع تلميذه سبقه التلميذ الذي التقي بكاهن للأوثان كان يجري. فقال له التلميذ : " إلي أين أنت تجري أيها الشيطان ؟ " ، فإستدار الكاهن وصار يضربه حتى تركه بين حي وميت ، وإذ التقي بالقديس مقاريوس مدحه القديس : " لتصحبك المعونة يا رجل النشاط". دُهش الكاهن ونُخس قلبه ، ولم يترك القديس مقاريوس حتى جعله راهبًا. 
ذات يوم ذهب الأب مكاريوس ليقطع الخوص ، وكان الأخوة معه ، فقالوا له في اليوم الأول : " هلمّ وكل معنا يا أبانا " ، فمضى وأكل ، وفي اليوم التالي طلبوا منه أن يأكل معهم أيضًا - فأبى أن يأكل ، وقال لهم : " أنتم تحتاجون إلى الطعام يا أولادي، لأنكم ما تزالون جسدًا، لكن أنا لا أريد أن آكل الآن " .


لقاءه بالقديس الأنبا باخوميوس الطابنسيني
زار الأب مكاريوس الأب باخوميوس الطابنسيني ، فسأله باخوميوس : عندما يكون عندنا إخوة بطّالون ، هل يحسن أن نعاقبهم ؟ أجابه الأب مكاريوس : عاقب واحكم بعدل من هم تحت أمرك ، لكن لا تدن أحدًا من خارج ، لأنه قد كتب: "أنتم ألا تدينون الذين هم من داخل ، أما الذين من خارج، فالرب يدينهم؟" (1 كور12:5).


المحبة في حياة الأنبا مقاريوس الكبير
لقد كان الأب مقاريوس - من دافع المحبة الذي في داخله - يزور أجد الإخوة يوميًا لمدة أربعة أشهر ، فلم يجده ولا مرة قد فرغ من الصلاة ، فتعجب وقال له : " أنت ملاك أرضي حقًا " .


مواهب الروح القديس 
تشير " الأبوفثجماتا باتريم " - أي " أقوال الآباء" - إلى صراعه ضد الشياطين ، كما روى لنا بالاديوس عن إقامته ميتًا لكي يهدي هرطوقيًا لا يؤمن بقيامة الأجساد ، ونال موهبة صنع المعجزات. 


|+| قصة المرأتان
طلب يومًا من الرب أن يريه من يضاهيه في سيرته، فجاءه صوت من السماء قائلًاً : " إنك إلى الآن لم تبلغ ما بلغت إليه إمرأتان في مدينة الإسكندرية " ، وسأل حتى وصل إلى منزلهما ، فلما دخل رحبتا به وغسلتا قدميه ، ولما استعلم منهما عن سيرتهما قالت له إحداهما : " لم تكن بيننا قرابة جسدية ، ولما تزوجنا هذين الأخوين طلبنا منهما أن يتركانا لنترهَّب ، ولما لم يسمحا لنا عاهدنا أنفسنا أن نقضي حياتنا بالصوم إلى المساء والصلاة الكثيرة ، وقد رُزِقت كلٍّ منا بولد ، متى بكى أحدهما تحضنه الواحدة وترضعه حتى وإن لم يكن ولدها ، ونحن في عيشة واحدة ووحدة الرأي رائدنا واتحاد القلوب غايتنا ، وعمل زوجينا رعاية الغنم ونحن فقراء ونكتفي بقوت يومنا وما يتبقى نوزعه على المساكين ". فحينما سمع القديس هذا الكلام هتف قائلًا: "حقًا إن الله ينظر إلى إستعداد القلوب ويمنح نعمة روحه القدوس لجميع الذين يريدون أن يعبدوه "، ثم ودعهما وانصرف راجعًا إلى البرية.

|+| قصة الراهب الأوسيمي
كان بأوسيم راهب قد أضل قومًا بقوله أنه لا قيامة للأموات، فحضر إلى القديس مقاريوس أسقف أوسيم ، وشكا إليه أمر هذا الراهب، فذهب إليه ولم يزل به حتى أرجعه عن ضلاله.

من أقوال القديس الأنبا مقاريوس الكبير

|(+)| إن كنت وأنت تنتهر أحدًا يتحرك فيك الغضب ، فأنت تشبع هواك ، ففي خلاص أخيك لا تخسر نفسك.

|(+)| إن احتفظنا بتذكر الأخطاء التي ارتكبها الناس ضدنا، فإننا نحطم القدرة علي تذكر الله.

|(+)| إن طول الروح هو الصبر... والصبر هو الغلبة... والغلبة هي الحياة... والحياة هي الملكوت... والملكوت هو الله.

|(+)| البئر عميقة، ولكن ماءها طيّب عذب - الباب ضيّق ، والطريق كَرِبَة، ولكن المدينة مملوءة فرحًا وسرورًا ، البرج شامخ حصين ، ولكن داخله كنـــوز جليلة. الصوم ثقيل صعب ، ولكنه يوصِّل إلى ملكوت السموات. فعل الصلاح عسير شاق، ولكنه ينجِّي من النار برحمة ربنا الذي له المجد.

نياحة القديس الأنبا مقاريوس الكبير
في يوم نياحة القديس الأنبا مقاريوس الكبير ، حدث هذا الأمر :
رأى القديس الأنبا مقاريوس كلِ من : الأنبا أنطونيوس والأنبا باخوميوس ، وجماعة من القديسين والملائكة ، وأسلم الروح بالغًا من العمر سبعًا وتسعين سنة وكان ذلك في اليوم السابع والعشرين من برمهات سنة 392م ، وكان قد أوصى تلاميذه أن يخفوا جسده ، فأتى قوم من أهل شبشير وسرقوا جسده وبنوا له كنيسة وضعوه نيف ومائة وستين سنة إلى ، ثم أرجعوا جسده لكي يُدفن في ديره .


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_47.html
    دير القديس الأنبا مقار – برية وادي النطرون


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_47.html
   القسطلة " الحصن الأثري "

  دير القديس الأنبا مقار – برية وادي النطرون



https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_47.html
    دير القديس الأنبا مقار – برية وادي النطرون



إعداد الكاتب والباحث / أشرف صالح

الموقع الرسمي لمملكة الأرض
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة

التصنيفات
تاريخ البطاركة201 مقالات تاريخية67 تاريخ الحضارة المصرية القديمة46 مقالات متنوعة27 مقالات في التاريخ24 تاريخ الكتاب المقدس23 أبحاث تاريخية21 مصر في العصر اليوناني21 تاريخ مصر القديم16 تاريخ مصر في العصر الروماني16 تاريخ الإمبراطورية الرومانية15 الاباطرة الرومان14 تاريخ مصر في عصر الإسلام14 تاريخ مصر في عصور الإسلام13 قسم المخطوطات13 تاريخ الحروب الصليبية | موسوعة شاملة في تاريخ الحملات الصليبية12 موسوعة الحروب الصليبية12 تاريخ البدع والهرطقات11 مقالات متنوعة في التاريخ11 موسوعة آباء الكنيسة11 أبحاث تاريخية | تاريخ المتاحف الكبرى في مصر والعالم10 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية10 موسوعة الكنائس والأديرة10 تاريخ الرهبنة المصرية9 تاريخ الكنيسة9 تاريخ الحروب الصليبية8 دراسات في تاريخ الكنيسة القبطية8 تاريخ الكون6 موسوعة الآباء الرهبان6 بطاركة الإسكندرية5 أبحاث تاريخية | تاريخ الجامعات المصرية4 تاريخ البطالمة4 تاريخ الحملات الصليبية | مشاهير قادة الجيوش الصليبية4 دراسات في التاريخ العربي الإسلامي4 مكتبة المرئيات4 أبحاث تاريخية | تاريخ الأسكندرية عبر العصور3 أبحاث تاريخية | حريق القاهرة في يناير عام 1952م3 تاريخ الجامعات المصرية3 تاريخ الحضارات الإنسانية الأولى3 تاريخ روما القديم3 تاريخ مصر في عصور الإسلام | العصر العثماني | الأسرة العلوية3 مصر في العصر الجمهوري3 مصر في العصر اليوناني | مقدمة3 أبحاث تاريخية | الإسكندر الأكبر2 أبحاث تاريخية | التاريخ المصري القديم2 أبحاث تاريخية | الحروب الصليبية في تاريخ مصر2 أبحاث تاريخية | المتحف المصري2 أبحاث تاريخية | تاريخ الكنيسة2 أبحاث دينية ولاهوت2 التاريخ الطبيعي للأرض2 تاريخ الانسان الاول2 تاريخ البطاركة | مقدمة عن تاريخ الكنيسة القبطية2 تاريخ الثورات في مصر2 تاريخ مصر في العصر الجمهوري2 تاريخ مصر في العصر الروماني | فصل خاص عن تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ما بعد الإسلام2 تاريخ مصر في العصر اليوناني2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأيوبية2 تاريخ مصر في عصر الاسلام | جرائم العرب المسلمين في مصر2 حياة الديناصورات2 مصر في عصر الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مصر في عصور الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مقالات في الدين2 أبحاث الكتاب المقدس1 أبحاث تاريخية | أكتشاف الصليب المقدس1 أبحاث تاريخية | تاريخ أقدم القصور في مصر والعالم1 أبحاث تاريخية | تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية | حياة الأسد المرقسي1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر21 أبحاث تاريخية | مقدمة عن تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية حصرية | الحملة الفرنسية على مصر1 أبحاث تاريخية حصرية | محمد على باشا الكبير | تاريخ الأسرة العلوية1 أبحاث في اللاهوت والعقيدة1 إنسان العصر الحجري ومراحل التطور | تاريخ الإنسان عبر العصور1 التاريخ الطبيعي وأوائل الكائنات1 العصر العثماني | إكتشاف حجر رشيد1 العصر العثماني | الحملة الفرنسية على مصر1 تاريخ الأرض الطبيعي1 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الغربية1 تاريخ العالم | القرن الرابع الميلادي1 تاريخ الكون وبداية نشأة الحياة على كوكب الأرض1 تاريخ الكون وبداية نشأة كوكب الأرض | فيديو أحدث الإكتشافات العلمية في مجال علم الفضاء1 تاريخ المسيحية في مصر1 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأموية1 تاريخ مصر في عصور الاحتلال | عصر الجمهورية1 جرائم العرب المسلمون في مصر | الكاتب / أشرف صالح1 حضارات ما قبل التاريخ | حضارات ما قبل الطوفان العظيم1 دراسات في الكتاب المقدس1 دراسات في تاريخ الإسلام1 دراسات في تاريخ العالم القديم1 قاموس القديسين والشهداء1 مصر عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية | الدولة العباسية الثانية1 مصر في العصر الإسلامي | مقدمة الكاتب أشرف صالح عن تاريخ العرب القديم ما قبل الإسلام1 مصر في عصر الإسلام1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الإخشيدية1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الطولونية | مقدمة عن الدولة الطولونية1 مصر في عصر الإسلام | العصر الأموي1 مصر في عصر الإسلام | العصر العباسي | الدولة العباسية الأولى1 مصر في عصر الإسلام | جرائم عمرو بن العاص | حرق مكتبة الأسكندرية1 مصر في عصر الإسلام | دراسات في تاريخ الإسلام وحكم مصر1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية الرابعة1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية1 مصر في عصر الإسلام | عصر المماليك البرجية الشركسية1 مصر في عصر الإسلام | مصر في عصر الخلفاء الراشدين1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة الأيوبية1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة العباسية الثالثة1 مصر في عصور الإحتلال |عصر المماليك1 مصر في عصور الإسلام | العصر الجمهوري1 مصر في عصور الإسلام | عصر الدولة العباسية1 مقتطفات من حياة البطاركة1 موسوعة أقباط مصر1 موسوعة أنبياء العهد القديم1 موسوعة المؤرخون الأوائل1 موسوعة مصر التاريخية الشاملة1 موسوعة مملكة الأرض الجغرافية1