أحدث المواضيع
U3F1ZWV6ZTQ4NjU0ODU1Mjc4NzIwX0ZyZWUzMDY5NTY4OTkzNzEzNA==
أحدث المواضيع
أحدث المواضيع

الأباطرة الرومان | الإمبراطور هادريان Hadrian | هادريانوس | الثالث في الأباطرة الجيدون

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/04/blog-post_30.html

تابع : مصر في عصور الإحتلال
15 – الإمبراطور هادريان - Hadrian
117 م - 138 م


مقدمة
يُعتبر الإمبراطور " هادريان Hadrian " ، أو" أدريان" ، أو" هادريانوس" - هو الثالث في ترتيب الأباطرة الجيدون الذين حكموا الإمبراطورية الرومانية ، وقد بدأت فترة حكمه من سنة 117م ، بعد وفاة إمبراطور الفتوحات الكبرى " تراجان " ، وحتى وفاته في سنة 138 م.
إلى جانب كون الإمبراطور " هادريان " رجل دولة يمتلك القدرات التي تُمكٌنهُ من تحمل مسئولية إمبراطورية بحجم الإمبراطورية الرومانية ، وأيضاً بالإضافة إلى كوٌنه قائداً مُحنٌكاً للجيش الروماني ، إلا أنه كان كاتباً قديراً ، وخطيباً مفوهاً ، وفيلسوفاً لامعاً ، يُنافس في القدرات والمهارات ، أعظم الفلاسفة المعاصرين ، سواء أكانوا من رواد الثقافتين : الرواقية ، أوالأبيقورية .
هذا - ويُمكن للدارس والباحث في تاريخ " هادريان " - كإمبراطور - أن يُلخص حياته كلها في ثلاث مراحل رئيسية ، نستطيع من خلالها ، أن نوجز فترة حكم الإمبراطور " هادريان " - والتي إستمرت على مدى نحو واحد وعشرون عاماً ، على أنها كانت فترة حكم بدايتها مُتعثرة ، ووسطها مجيد ، وخاتمتُها مأساوية.

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/04/hadrian.html
الإمبراطور هادريان

ولد الإمبراطور الروماني " هادريان " - في مُستعمرة إيتاليكا الإسبانية ، والواقعة بالقرب من مدينة قرطبة لأسرة سيناتورية رومانية.
ولقد كان " هادريان " - في واقع الأصل - أبن أخ للإمبراطور تراجان ، الإمبراطور السابق له في الجلوس على عرش الإمبراطورية الرومانية ، وعندما مات والده في نحو العام 85م ، صار يتيم الأبوين ، فتعهده بالرعاية قريبه الإمبراطور السابق له في الجلوس على عرش الإمبراطورية الرومانية " تراجانوس " ، ونشأ في روما ، ونَهَلَ من علومها وثقافتها.
وقد بدأ " هادريان " حياته العسكرية منذ عام 95م ضابطاً في الجيش الروماني ، وقائداً لإحدى الفرق العسكرية ، وشارك في الحروب الداكية تحت قيادة الامبراطور تراجان ، وتولى مناصب إدارية مختلفة أظهر فيها كفاءته ومقدرته.
كان هادريان - رجلاً لكل المواقف ذا طاقة عقلية وجسمية خارقة للعادة - وتَشَوٌق شديد لمعرفة كل شيء عن العالم الذي يعيش فيه.
كما أنه كان يُشارك الجندي العادي في تدريبه ، ويزاول التمارين العسكرية ، وتدريبات السير ، ويشهد المناورات العسكرية في أقاصي حدود الإمبراطورية ، وقد تسلق جبل إتنا البُركاني في صقلية ، وهو في سن الخمسين من عمره.
ولعل من ضمن ما إشتهر به الإمبراطور الروماني " هادريان " ، رحلاته التي قادته إلى سائر أقاليم وبلدان الامبراطورية ، وإمتدت سنوات طويلة في الفترة ما بين سنة 120 م ، وحتى سنة 130م ، قام خلالها بجولة موسعة في عديد من بلدان العالم ، زار فيها بريطانيا ، وإسبانيا ، وبلاد الغال [ فرنسا الحالية ] ، وشمالي إفريقيا ، ومناطق نهري الراين والدَانوب ، وآسيا الصغرى ، وبلاد اليونان ، وإنطاكية سوريا ، ومصر.
وقد علق أحد المؤرخين القدماء على هذه الرحلات بقوله : [ لم يقم أي امبراطور آخر بزيارة مثل هذه الأجزاء العديدة من الامبراطورية ، كما فعل هادريان ] .
وقد قدم العُون لكل الناس بلا إستثناء - فمن أجل بعضهم - مد أنابيب المياه وللآخرين أقام الموانئ ولآخرين شيد المباني العامة ومنحهم ممتلكات وإمتيازات ومساعدات وعطايا جزيلة.
ولقد كانت رحلات الإمبراطور الروماني " هادريان " ، تَهٌدُفَ إلى الاطلاع على الأوضاع الإدارية ، وتفقد الجيوش  الرومانية ، والإطمئنان على أحوالهم ، وحُسن أوضاعهم ، وكذلك نشر العدالة بين الناس ، وزيادة الإطلاع والمعرفة.
لقد حدث أن مَرِضَ الإمبراطور " تراجان " في كيليكيا ، حيث كان في طريقه عائداً إلى روما ، فأعلن تبنيه لـ هادريان ، وأوصى بأن يكون هو الإمبراطور خلفاً له على عرش روما - وهكذا - نودي به إمبراطوراً في إنطاكية ، وصادق مجلس الشيوخ الروماني على هذا الإختيار.

إستقرار الجلوس على العرش وبداية الحكم 
وبعد وفاة الإمبراطور " تراجان " فى عام 117م ، كانت الإمبراطورية الرومانية ، في أكثر مراحلها التاريخية إزدهاراً ، وإتساعاً ، وإمتداداً للنفوذ والسلطة والهيمنة على أجزاء كبيرة من العالم ، وقد تولى هادريان الحكم ، وأصبح أمبراطوراً .

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/hadrian_31.html
الإمبراطورية الرومانية في أقصى إتساع لها في عهد الإمبراطور هادريان

ولقد وضع كاتب سيرة الإمبراطور الروماني " هادريان " ، وصفاً دقيقاً ، حيث أنه قال عنه - أنه فيما يخص الشكل والهيئة الجسدية ، أنه كان طويل القامة ، رشيقاً ، متثني الشعر ، ذا لحية طويلة ، يخفي تحتها ما في وجهه من عيوب طبيعية .
وقد إقتدى به أهل مات روما ، فأطالوا من ذلك الوقت لِحَاهُم ، وكان قوي البنية ، وقد حافظ على قوته بممارسة الكثير من ضروب الرياضة البدنية ، وأهمها كلها الصيد ، وكثيراً ما قتل السباع بيده .
وقد إمتزجت في خلقه عناصر بلغت من الكثرة حداً يتعذر معه وصفها ، فيقول لنا كتاب سيرته إنه كان " صارماً ، بشوشاً في ذات الوقت ، فكها وقوراً ، شهوانياً وحذراً، شديداً وكريماً ، قاسياً ورحيماً ، بسيطين بساطة خادعة ، جمع المتناقضات في كل شيء " .
وكان ذا بصيرة نافذة سريعة ، وكان نزيهاً متشككاً ؛ ولكنه كان يحترم التقاليد ، ويرى أنها النسيج الذي يربط الأجيال بعضها ببعض ، وكان يقرأ كتب إبكتتس الرواقي ويعجب به ، ولكنه كان يطلب اللذة ويتذوقها دون حياء.
بالإضافة إلى ذلك - كان رجلاً غير متدين ، يعتقد بالخرافات ، ويسخر من النبوءات ، ويمارس السحر والتنجيم ، ويشجع الإستمساك بالدين القومي ، ولا ينقطع عن القيام بواجباته بوصفه الكاهن الأكبر للدين الروماني. وكان مجاملاً وعنيداً ، قاسياً في بعض الأحيان ، ورحيماً في العادة ؛ وربما كانت هذه المتناقضات أعمالاً ، إقتضتها مختلف الظروف.
وكان يعود المرضى ، ويساعد المنكوبين ، وقد وسع نطاق أعمال الإحسان القائمة في وقته حتى شملت اليتامى والأرامل ؛ وكان سخياً في مناصرة الفنانين ، والكُتّاب، والفلاسفة ؛ وكان يجيد الغناء والرقص ، والعزف على القيثارة ؛ وكان مصوراً قديراً، ومثّالاً وسطاً.
وقد أَلٌفَ عِدة كُتب - منها كتاب في النحو وآخر في سيرته - ومنها قصائد مؤدبة وأخرى بذيئة ، باللغتين اللاتينية ، واليونانية ؛ وكان يفضل الأدب اليوناني على اللاتيني ، ويُفضل لغة كاتو الشيخ البسيطة على لغة شيشرون الفصيحة السلسة الفياضة.
وقد حذا كثير من كتاب ذلك الوقت حذوه ، فأخذوا يكتبون بأسلوب عتيق متكلف ، وقد جمع الأساتذة الذين كانت تؤجرهم الدولة ، وأنشأ منهم جامعة علمية ، ورفع مرتباتهم ، وشاد لهم مجمعاً علمياً فخماً ، لكي ينافس به متحف الإسكندرية ، وكان يسره أن يجمع حوله العلماء ، ورجال الفكر ، ويلقي عليهم الأسئلة المحيرة ، ويضحك من متناقضاتهم ومجادلاتهم العلمية.
وكان فافورينس ، هو من أعظم فلاسفة هذه الندوة حكمة ، وكان إذا ما سَخَرَ منه أصدقاؤه لأنه يوافق هادريان على آرائه ، أجابهم بأن كل رجل يشد أزره ثلاثون فيلقاً لابد أن يكون على حق.
ولقد واجه " هادريان " في البداية مشكلة حروب تراجان في الشرق ، فقرر التخلي عن فتوحات سلفه ، ولم يحتفظ إلا بالولاية العربية ، وولاية داكيا ( رومانيا حالياً ) ، في حين عادت المملكة الفرثية وأرمينيا إلى ملوكها الأصليين وعاد نهر الفرات ليشكل الحدود بين الامبراطوريتين الرومانية والفرثية.
وقد أثار ذلك غضب قواد تراجان الكبار ، فبدأوا بالتآمر عليه ، فأمر بإعدام أربعة من زعمائهم - وعلى رأسهم كورنيليوس بالما - الذي إحتل البتراء وقضى على مملكة الأنباط .

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/hadrian_31.html

عُملة الإمبراطور هادريان


ثم بعد ذلك ، عاد " هادريان " مسرعاً إلى روما ، وأقام موكب نصر كبير بإسم الامبراطور الراحل تراجان ، وجدد الإمتيازات الممنوحة لمجلس الشيوخ ، وأعلن إلغاء الديون المترتبة للدولة بقيمة 900 مليون سسترس ، كما وزع كثيراً من الأعطيات على الناس والجنود ، وأقام إحتفالات جماهيرية كبيرة لزيادة شعبيته.
ثم بدأ الإمبراطور هادريان بعد ذلك ، خطة الإصلاح الشامل ، من أجل النهوض بجميع مجالات الحياة في الإمبراطورية الرومانية ، وفيما يلي ذِكراً بعض من أعماله وأنجازاته الأهم في تاريخ حكمه .

إستقرار حكم هادريان وبداية مسيرة الإصلاح

1- الإهتمام بالتكافل والرعاية الإجتماعية للمواطن 
لقد وَجٌهَ الإمبراطور " هادريان " - إهتماماته لأجل النهوض بالحياة الإجتماعية للمواطن الروماني البسيط - حيث أنه بعد أن إستقر حكمه للإمبراطورية الرومانية ، بدأ العمل في برنامج إصلاح شامل ـ في كل ما يخص تقديم خدمات الرعاية الإجتماعية والمعروفة بإسم : أليمنتا لمساعدة الأيتام والأطفال الفقراء.

2 - إعادة التنظيم الإداري والمالي الداخلي للدولة
إهتم الإمبراطور "هادريان" أيضاً بتطوير منظومة الإدارة المركزية للإمبراطورية الرومانية ، فأنشأ مجلساً استشارياً للامبراطور ، وأحدث سِلكاً وظيفياً جديداً للأمور المدنية ، والمالية ، كما عمل على جعل القوانين أكثر موضوعية وعدالة وإنسانية ، وتحسين وضع المرأة القانوني وتحديد حقوق الأسياد تجاه عبيدهم.
وفي عام 128م - أمر بتدوين القوانين ، وأصدر القانون الدائم ، وهكذا فقد سعى إلى تطبيق مبادئ الفلسفة الرواقية على صعيد الواقع العملي.
لقد إهتم الإمبراطور هادريان بالجيش الروماني إهتماماً كبيراً ، فزاد من صرامة نظمه وإنضباطه ، وقد وصلت وحداته إلى مستوى عالٍ من التدريب والجاهزية والمقدرة القتالية ، وصار الحرس الامبراطوري بمنزلة كلية للأركان ، تخرج القادة العسكريين ، وأنشئت فرق خاصة من القوات المساعدة لشعوب الامبراطورية حسب أسلحتها التقليدية.

3 - إعادة تنظيم صفوف الجيش الروماني وتطوير آلياته
وفي عهده جرى التحول إلى إستراتيجية عسكرية دفاعية بإقامة التحصينات والأسوار والخطوط الدفاعية في المناطق المهددة ، لعل من أشهرها سور هادريان في بريطانيا الذي إمتد مسافة بلغت نحو 130 كم ، والذي يعد من أروع منجزات الهندسة الحربية في العصور القديمة.

4 - إمتداد خطة الإصلاح والتطوير إلى مصر
فى عام 118 م - أرسل الأمبراطور "هادريان" والياً لمصر من قِبَلِه ، وكانت مهمته إصلاح ما خَرٌبه اليهود نتيجة ثورتهم ، وأعاد تخطيط مدينة الإسكندرية - وخاصةً - الحى اليهودى فيها الذى تم تدميرة أثناء الحرب بالكامل ، وأمر بتوزيع اليهود في جميع احياء المدينة ليأمن منهم ، وحتى لا يتجمعوا ويتكدسوا في مكان واحد ، ويشعروا بقوتهم ، ويعاودوا الثورة مرة أخرى .
وفى عام 130م - وصل الأمبراطور "هادريان" إلى مدينة الإسكندرية ، لكي يرى أعظم مدينة بعد روما في إمبراطوريته ، وكان عدد سكانها حوالى ثمانمائة ألف نسمة ، ورأى الآلهه التى يعبدها أهل مدينة الأسكندرية ، وهى عبادة سرابيس الأله المصرى والأفريقى ، وعبادة إيزيس التى إمتلأت بها أرجاء الإمبراطورية الرومانية ، وكانت بها المسيحية وبها عبادة يهوه إله اليهود.

 5 - زيارة الإمبراطور هادريان لسوريا وأهم مشاريعه فيها

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/hadrian_31.html
جانب من آثار مملكة تدمر القديمة


لقد زار الإمبراطور "هادريان" - سوريا لعدة مرات ، وأنعم على كثير من المدن والمعابد والأماكن المقدسة فيها بالإمتيازات والعطايا ، ثم زار مدينة تدمر التي أعلنها مدينة حرة ، فإتخذت إسمه لقباً لها : بالميرا هادريانا Hadriana Palmyra.
وفي عهده ، صدرت التعرفة الجمركية التدمرية الشهيرة ، ثم توجه إلى مدينة دمشق التي منحها لقب ميتروبوليس Metropolis .

 6 - زيارة الإمبراطور هادريان لفلسطين وأهم أعماله فيها
ثم إِنطلق إلى مدينة جرش ومنها إلى فلسطين ، حيث وضع حجر الأساس لمستعمرة ايليا كابيتوليا Aelia Capitolia  في أورشليم.
ثم قام بزيارة غزة ، والبتراء ، ومكث فيها لفترة ، أقام خلالها عدة مشروعات إصلاحية.

7 - زيارة الإمبراطور هادريان لمصر للمرة الثانية
بعد ذلك ، إنطلق الإمبراطور " هادريان " إلى مصر لتفقد آثارها العظيمة في رحلة نيلية ، فَقَدَ في أثنائها صديقه الحبيب أنتينوس ، فأعلن الحزن في ربوع الامبراطورية ، كما أنه من فرط حزنه على صديقه ، أسس مدينة رومانية في مصر حملت إسمه : أنطينوبوليس .


فترة السلام في عهد الإمبراطور هادريان
لقد ساد السلام في عهد في عهد الإمبراطور " هادريان " ، فكانت فترة حكمه ، فترة خالية من الحروب ، ولكن لم يُعكر صفوها سوى ثورة واحدة فقط ، قام بها اليهود في فلسطين بقيادة باركوخبا ( في الفترة من سنة 132 م - إلى سنة 135 م ، وتم أخيراً قمعها بحضور هادريان الذي قاد الجيوش الرومانية ، وقُتِل عدد كبير من اليهود الذين مُنعوا بعدها من دخول مدينة القدس التي حملت إسم أيليا حتى حدوث الغزو العربي الإسلامي .
وقد تحولت مدينة يودايا بعد ذلك ، إلى ولاية رومانيـــة ، بإسم سوريا الفلسطينيـــة.

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/hadrian_62.html
تمثال الإمبراطور هادريان

[ المتحف البريطاني ]




أهم القرارات التي إتخذها هادريان في عهد حكمه 
لقد كان أول قرار أصدره هادريان ، بعد إرتقائه عرش الإمبراطورية أن نقض سياسة عمه الإمبراطورية.
وكان قد نصح تراجان بعدم المضي في حملته في بارثيا ، لأنها تكلفه الكثير من المال والرجال ، ولأنها تجيء في أعقاب حروب داشيا ، وأنها في أحسن الظروف تبشر بمكاسب يصعب الإحتفاظ بها ، ولم يغفر له قواد تراجان الحريصين على المجد هذه النصيحة قط.
فلما أصبح صاحب الأمر ، سحب الفيالق الرومانية من أرمينية ، وأشور ، وبلاد النهرين ، وبارثيا ، وجعل أرمينية مملكة تابعة له بعد أن كانت ولاية خاضعة للدولة ، ورضي أن يكون نهر الفرات حد الإمبراطورية من جهة الشرق ، وكان مسلكه بعد تراجان كمسكن أغسطس بعد قيصر ، فنظم بإدارته السلمية ما يستطيع تنظيمه من الدولة التي لم يكن لها في سعتها مثيل من قبل ، والتي كسبتها الجيوش الباسلة المغامرة.
وقد ظن القواد الذين كانوا على رأس جيوش تراجان - بالما ، وسلس ، وكويتس ، ونجرينس - أن هذه خطة مبعثها الجُبن ، وأنها بعيدة كل البعد عن الحكمة والسداد، وكانوا يشعرون أن وقف الهجوم ُ، معناه الإقتصار على الدفاع ، وأن الإقتصار على الدفاع هو بداية الموت.
وبينما كان هادريان مع فيالقه على ضفاف الدانوب ، أعلن مجلس الشيوخ أن القواد الأربعة يدبرون مؤامرة لقلب الحكومة ، وأنهم أعدموا بأمر المجلس.
وكان إعدامهم دون محاكمة صدمة شديدة لأهل روما ، ومع أن هادريان ، عاد مُسرعاً إليها ، وأعلن أنه لم تكن له يد في الأمر كله ، فإن أحداً لم يصدقه ، حتى بعد أن أقسم أنه لم يقتل شيخاً إلا بأمر المجلس ، ولقد وزع على الشعب هبة سخية من المال ، وأقام له كثيراً ًمن الألعاب ليسليه بها ، وألغى من الضرائب المتأخرة ما قيمته 900,000,000 سسترس ، وحرق سجلات الضرائب علناً ، وظل عشرين عاماً يحكم البلاد حكماً عادلاً ، حكيماً تحت راية السلم ، ولكنه رغم هذا كله لم يكن له في قلوب الشعب كل ما يرجوه من حب.


وصف المؤرخون لصفات هادريان كرجل إدارة

لقد وضع عدد من المؤرخون - منهم من كان معاصراً له ، ومنهم من جاء بعد عهده بفترة وجيزة - محاسن صفات الإمبراطور الروماني " هادريان " ، هذا الإنسان الذي جَمَعَ هذه المُتع العقلية الجمٌة في داخل جسداً سليماً ، مُفعماً بالنشاط ، وعقل يَقِظ وواعي بكل ماتقتضية الواجبات العملية للإمبراطور ، حيث وصفوه بأنه كان قد حذا بحذو الإمبراطور السابق لعصره بأكثر من 30 عاماً " دوميتيان "، الذي لم يول ِمعاتيقه إلا المناصب الصغيرة ، وإختار رجال الأعمال ذوي الكفايات المجربة ، ليتولوا الإدارات الحكومية ، وألف منهم ، ومن بعض الشيوخ ، وفقهاء القانون مجلساً ، عُرِفَ بإسم Concilium ، كان في أوقات منتظمة للنظر في سياسة الدولة ، ثم عين كذلك وكيلاً للخزانة ، ليكشف عما عساه أن يرتكب من فساد أو غش في شئون الضرائب ، وكانت نتيجة هذا أن زادت إيرادات الدولة زيادة ملحوظة من غير زيادة في الضرائب ، وكان يراقب نفسه كل إدارة من إدارات الحكومة، وقد أدهش رؤساءها ، كما أدهش نابليون رؤساء إدارته ، لإلمامه الدقيق بتفاصيل أعمالها .
ويقول إسبارتيانس إنه : " كان قوي الذاكرة ، وإنه كان يكتب ، ويُملي ، ويستمع، ويتحدث إلى أصدقائه كل ذلك في وقت واحد ، وإن كان تكرار هذه القصة يَبعث على الريبة في صدقها " .
وبفضل عنايته ، وبمعونة إدارة المدنية الواسعة النطاق ، نَعَمَت الإمبراطورية بحكم لعلها لم تنعم بمثله قبله أو بعده ، وكان الثمن الذي أداه لهذا النظام المحكم هو قيام بيروقراطية مُطٌردة الإتساع وإسرافاً في إصدار الأوامر والنظم يبلغ حد الجنون ، قرب الزعامة أكثر من ذي قبل إلى الملكية المطلقة.
وقد حَرَصَ هادريان على كل مظاهر التعاون مع مجلس الشيوخ ، ولكن موظفيه كانوا يزدادون كل يوم اعتداء على اختصاصات تلك الهيئة التي كانت تبدو من قبل "جمعية من الملوك" ، ولقد كان هو قريباً من المشكلة قرباً ، يحول بينه وبين التنبؤ بأن بيروقراطيته القديرة المُطٌرَدَة التكاثر قد تصبح على مدى الأيام عبئاً باهظاً ينوء به دافعوا الضرائب ، بل كان بعكس هذا يعتقد أن لكل شخص في الإمبراطورية سيجد لنفسه في داخل هذا النطاق من القانون والفرائض الذي أنشأته الحكومة طريقاً يظهر فيه مواهبه ، وأن في وسع كل إنسان أن يرقى من طبقة إلى طبقة أعلى منها.


جولات الإمبراطور هادريان في ربوع الإمبراطورية 
لقد كان " هادريان " إلى هذا شغوفاً بمعرفة ما لدى الشعوب المختلفة في الإمبراطورية من فنون ، وما تتبعه في حياتها من أساليب ، وما تكتسي به من ثياب، وما تدين به من عقائد ، وكان يتوق إلى رؤية الأماكن الشهيرة التي ذاع صيتها في تاريخ اليونان ، وأن يضرب بسهم تلك الثقافة اليونانية التي كانت العامل الأكبر في تهذيب عقله ، كما كانت هي زينته ، ويصفه فرنتو بقوله: "إنه لم يكن يحب أن يحكم العالم فحسب، بل كان يحب فوق ذلك أن يطوف به" ففي عام 120 م - غادر روما ، ولم يغادرها بأبهة الملك وزينته ، بل كان يصحبه فيها الخبراء ، والمهندسون المعماريون ، والبناءون ، والمهندسون والفنانون ، وذهب أولاً إلى غالة " وأعان جميع ما فيها من العشائر بما أفاض عليها من سخائه وجوده " ، ثم إنتقل منها إلى ألمانيا ، وأدهش كل من فيها بما أظهره من الدقة والعناية في تفتيش وسائل الدفاع عن الإمبراطورية ضد من قضوا عليها في مستقبل الأيام ، وأعاد تنظيم الطرق الحصينة الممتدة بين الرين والدانوب ، وزاد من أطوالها ، وأصلحها.


الإمبراطور هادريان - رجل الحرب والسلام
كان الإمبراطور هادريان على نقيض من سبقوه من الأباطرة ، من ناحية الإهتمام بالعاصمة ، أكثر من إهتمامه بالإمبراطورية ذاتها .
ومن أجل سار سيرة أغسطس قيصر الحميدة ، فقرر أن يزور كل ولاية من ولاياتها، ويفحص عن أحوالها ، ويتعرف حاجاتها ، ويبادر بتخفيف أعبائها بما في يديه من موارد الإمبراطورية.
ثم حدث أن إنحدر بعد ذلك في نهر الراين نحو مصبه وأبحر من هناك إلى بريطانيا . ولسنا نعلم عن نشاطه في تلك الكتاب أكثر من أنه أمر أن يقام سور من خليج سلواي إلى مصب نهر التين ، لكي يفصل ما بين البرابرة والرومان " ، ثم عاد بعد ذلك من هناك إلى بلاد غالة [ فرنسا حالياً ] ، ومر على مهل بأفنيون ، ونيمر ، وغيرهما من بلاد تلك الولاية ، وألقى عصا التسيار ليقضي الشتاء في طرقونة في شمالي أسبانيا ، وبينما هو سائر بمفرده في حديقة مضيفه إذ هجم عليه عبد وسيفه مسلول في يده وحاول أن يقتله ، ولكن "هادريان" تغلب عليه ، وأسلمه في هدوء إلى الخدم ، فوجده مختل العقل.
وفي ربيع عام 123 م - قاد "هادريان" بعض الفيالق ليحارب المغاربة الضاربين في شمالي أفريقية الغربي ، والذين كانوا يغيرون على مدن مورتانيا الرومانية ، فهزمهم وردهم على أعقابهم إلى تلاهم ؛ ثم أبحر إلى إفسوس ، حيث قضى فصل الشتاء ، ثم زار مدن آسيا الصغرى ، وإستمع إلى مطالب أهلها وشكواهم ، وأنزل العقاب بمن أساءوا إستخدام سلطتهم من الموظفين ، وكافأ القادرين منهم ، وأعد المال والرسوم ، والعمال لتشييد الهياكل ، والحمامات ، ودور التمثيل ، وكانت سزكس ، ونيقية  ، ونيقوميديا ، فد نكبت بزلزال شديد ، فأصلح هدريان ما تخرب منها بنفقات من أموال الدولة ، وشاد في سزكس هيكلاً عد من فوره بين عجائب الدنيا السبع ، ثم اتجه شرقاً محاذياً ساحل بحر إليكسين إلى طرابزوس ، وأمر حاكم كبودكيا - المؤرخ أريان - أن يبحث أحوال جميع الثغور الواقعة على البحر الأسود ، وأن يعد له تقريراً عنها ؛ ثم إتجه نحو الجنوب الغربي ، وإخترق بفلجونيا ، وقضى الشتاء في برجموم.
وفي خريف عام 125 م - أبحر إلى رودس ومنها إلى أثينا ، حيث قضى شتاء طيباً سعيداً ، عاد بعده إلى وطنه ، ولم تفارقه الرغبة في الإستطلاع وهو في الخمسين من عمره فإنتقل من إيطاليا إلى صقلية ، وتسلق جبل إتنا ، يشاهد شروق الشمس من فوق صخرة ناتئة تعلو فوق البحر 11000 قدماً .
ومما هو جدير بالذكر أنه إستطاع أن يغيب من عاصمة ملكه خمس سنين وهو واثق من أن مرؤوسيه سيصرفون شئون الدولة كما يحب ، ذلك أنه قد عمل ما يجب أن يعمله الحاكم القدير ، فأنشأ ودرب أداة حكومية صالحة تكاد تسير من تلقاء نفسها. 
وقد أقام في روما ، بعد عودته إليها أكثر قليلاً من عام ، ولكن حب الأسفار كان يسري في دمه ولحمه ، وكان لا يزال في العالم أجزاء كثيرة تتطلب البناء والإصلاح ، فغادر إيطاليا مرة أخرى في عام 128م ، وقصد في هذه الرحلة يتكا ، وقرطاجنة، والمدن الجديدة المزدهرة في شمالي أفريقية.


رحلات الإمبراطور هادريان الإصلاحية في قرطاجنة
ثم عاد إلى روما في فصل الخريف ، ولكنه غادرها بعد قليل ، وقضى شتاء آخر في أثينة (128 - 129) م ، وقد إختير فيها أركوناً ، ورأس وهو مُبتهجاً سعيداً حفلات الألعاب والأعياد ، وسره أن يلقب بالمحرر ، وبهليوس ، وزيوس ، ومنقذ العالم ، وفيها إختلط بالفلاسفة ، ورجال الفن ، وأظهر ما أظهره نيرون وأنطونيوس من ظرف ولطف دون أن ينزل إلى ما نزلوا إليه من حماقة وسَخَفٍ ، وساءه ما في قوانين أثينا من فوضى ، فكلف جماعة من كبار المشترعين ، أن يجمعوا هذه القوانين وينسقوها ، وإذ كان هو على الدوام من المهتمين بشئون الدين المتشككين فيه ، فقد أن يتطلب الطقوس الإلزيانية الخفية ، ولما وجد التعطل يُهدد أثينا ، وكان يعتزم في الوقت نفسه أن يعيد المدينة إلى ما كانت عليه من الفخامة في عصر بركليز ، إستدعى رجال العمارة ، والمهندسين ، ومهرة الصناع ، وبدأ مشروعاً ضخماً من المباني يفوق مبانيه العامة في روما.

الإمبراطور هادريان يعود إلى أرض الوطن 
أمر " هادريان " بتخصيص مساحة مربعة من الأرض التي كانت تحيط بها طائفة كبيرة من الأعمدة ، كان يبلغ عدد الأعمدة فيها نحو 120 عموداً ، من أجل بناء مكتبة عامة ، حيث أمر بأن تُشيٌد جدران هذه المكتبة من الرخام  ، وأن يكون سقفها مذهباً ، وحجراتها رحبة ، تتلألأ فيها أحجار المرمر ، والصور ، والتماثيل ، ثم بنوا ملعباً رياضياً، وقناة لماء الشرب، وهيكلاً لهيرا ، وآخر لزيوس "إله اليونان أجمعين" ، وكان أعظم هذه الأعمال كلها هو إتمام الأولمبيوم - أي الهيكل الفخم المقام لزيوس الأولمبي والذي بدأه بيستراتس قبل ذلك الوقت بستة قرون ، وعجز أنتيوخس إبفانيز عن إتمامه ، ولما غادر هادريان أثينا ، غادرها ، وهي أنظف وأكثر رخاء وجمالاً ، مما كانت عليه في أي عهد من عهودها السابقة .
وفي ربيع عام 129 م - أبحر إلى إفسوس ، ثم رحل مرة أخرى إلى آسية الصغرى، وكان ينشئ المدن ويشيد المباني أينما حل ، وسافر إلى كبدوكيا ، وفتش حاميتها ، ولما جاء إلى أنطاكية وهبها المال اللازم لبناء قناة لماء الشرب ، وهيكل ، ودار للتمثيل، وحمامات عامة ، ثم زار في خريف ذلك العام تدمر وبلاد العرب ، ثم رحل في عام 130 إلى أورشليم.
وكانت المدينة المقدسة لا تزال مخربة، لا تكاد تفترق في شيء عما تركها عليه تيتس قبل ذلك الوقت بستين عاماً، يسكنها عدد قليل من اليهود الفقراء المساكين يقيمون في حظائر وأكواخ بين الصخور ، وتأثر قلب هدريان وخياله بما شاهده من آثار الدمار والتخريب بمكانها المقفر ، لقد كان يرجو بما شاهده في بلاد اليونان والشرق الهلنستي ، وما أعاده إليهما من مظاهر الفخامة أن يقيم الحواجز بين الحضارة اليونانية - الرومانية ، وبين العالم الشرقي إلى أعلى مما كانت قبل ؛ أما الآن فقد أصبح يحلم بأن يحول صهيون نفسها إلى قلعة وثنية ، فأمر أن يعاد بناء أورشليم لتكون مستعمرة رومانية وأن تسمى إبليا كبتولينا ، تخليداً لذكرى قبيلة هادريان وكبتول جوبتر في روما. 
وقد إرتكب بعمله هذا خطأ نفسانياً وسياسياً كان خليقاً أن لا يرتكبه رجل من أوسع الساسة عقلاً وأعظمهم حكمة في التاريخ كله. 
ثم إنتقل " هادريان " بعد ذلك إلى الإسكندرية ، وإبتسم إبتسامة الرجل المتسامح ، الواسع الأفق ، حين أبصر أهلها المتخاصمين المتشاحنين.

كما قام بتزويد محتويات المتحف ، وأعاد بناء ضريح بومبي ، ثم عمل ما لم يعمله قيصر ، فأرخى لنفسه العنان ، وصعد في النيل على مهل بصحبة زوجه سبينا ، وحبيبه أنتنؤوس Antino ، وكان قد إلتقى بالفتى اليوناني في بيثينيا قبل ذلك الوقت ببضع سنين ، وأعجبه جمال الشاب ذي الوجه المستدير، والعينين الرقيقتين ، والشعر الملتوي ، واتخذه خادماً خاصاً له ، وشعر نحوه بعاطفة قوية وحب عظيم ، ولم يصل إلينا ما يدل على أن سبينا إحتجت على هذه الصلة ، ولكن ألسنة السوء في المدينة كانت تقول إن الغلام جنميدي - كان بمثابة زيوس الجديد.

وربما كانت الحقيقة أن الإمبراطور الذي لا ولد له قد أحب الغلام لأنه يرى أن الآلهة قد حبته به ليكون ولداً له.
وفي هذه الرحلة وبينما كان هدريان في أوج سعادته مات أنتنؤوس في الثامنة عشرة من عمره - ويلوح أنه غرق في نهر النيل وحزن ملك العالم " وبكى كما تبكي النساء " على حد قول إسبارتيانس ؛ وأمر بأن يقام له هيكل على شاطئ النهر ، ودفن فيه الغلام، وأعلن للعالم أنه إله ، ثم أنشأ حول ضريحه مدينة هي مدينة أنتينوبوليس التي قدر لها أن تكون فيما بعد عاصمة من عواصم الدولة البيزنطية.
وبينما كان هادريان يعود محزوناً إلى روما ، بَدٌَلَت الأساطير القصة : " فقالت إن الإمبراطور عرف عن طريق السحر أن أعظم خططه لن تفلح إلا إذا مات أحب الأشياء إليه ، وسمع أنتنؤوس بهذه النبوءة فأمات نفسه طائعاً مُختاراً " .
 ولعل هذه الخرافة قد نشأت بالسرعة التي تكفي لأن تمر عيش هادريان وتهد ركنه في سني ضعفه وشيخوخته.

العودة إلى أرض الوطن
لما عاد الإمبراطور هادريانوس إلى روما في سنة (131) م - كان يحس بأنه قد جعل الدولة خيراً ، مما كانت حين جلس على عرشها.
ولقد كان على حق في هذا الإحساس ، فإن الدولة في واقع الأمر لم تبلغ في وقت من الأوقات ، ولا في عهد أغسطس نفسه ، ما بلغته وقتئذٍ من الرخاء ، ولم يصل عالم البحر الأبيض في يوم من الأيام إلى مثل ما وصل إليه في عهده من الاستمتاع بالحياة الكاملة ، ولم يعد مرة أخرى موطناً لحضارة بلغت ما بلغته حضارة تلك الأيام من رقي، وسعة إنتشار ، وعُمق أثر في جميع السكان.
ولم يكن في الحكام جميعهم حاكم أكثر من هدريان حباً لخيرها ، وعملاً لرفاهيتها ، لقد كان أوغسطس يرى أن الولايات توابع لإيطاليا تفيد منها مالاً وثراء ، وكان يحكمها حكماً صالحاً لتدر الخير على إيطاليا.
أما الآن - فقد نضجت آراء قيصر وكلوديوس ، وآتت أكلها كاملة لأول مرة، فلم تكن رومة جابية الضرائب لإيطاليا ؛ بل كانت الحاكم المسئول عن دولة يستمتع كل جزء من أجزائها بقسط من عناية الحكومة مكافئ لما تستمتع به سائر الأجزاء ، وتحكم فيها الروح اليونانية بلاد الشرق ، ويحكم فيها العقل الروماني الواسع الأفق سعة الروح الرومانية الدولة والغرب ، لقد رأى هدريان قبله موته الدولة كلها بعينيه وجمع شتاتها ووحدها ، وكان قد وعد أنه " سيُدبر شئون هذه المجموعة من الأمم تدبير من يدرك أنها ملك الشعب لا ملكه الخاص " في عام (37) م ؛ وقد أنجز ما وعد.


أهم إنجازات الإمبراطور هادريان في مجال المعمار

لقد إشتهر الإمبراطور "هادريان" ، بإقامة عدد كبير من الأبنية والصروح المعمارية التي خلدت إسمه في كل أنحاء الامبراطورية ، ولكن أشهرها تلك التي شيدها في روما وعلى رأسها معبد البانثيون - Pantheon ، أحد أجمل الأبنية المعمارية ، وأكملها من العصور الكلاسيكية ، كما أقام معبداً لروما وفينوس على تل البلاتين.

أما قصره الذي أقامه في ضاحية تيبور (تيفولي حالياً) ، فكان مجمعاً ضخماً يضم القصور والمكتبات والحمامات والمسارح والنوادي ومضمار السباق وتمثيلاً لأجمل المناطق الطبيعية التي أحبها في أثناء جولاته ورحلاته في الإمبراطورية ، وقد زينها بأروع التماثيل والأعمال الفنية.

كما شيد ضريحه المشهور على ضفة نهر التيبر - والذي كان من الضخامة - بحيث انه صار في العصور الوسطى حصناً عسكرياً لبابوات روما ، ويُعرف اليوم بإسم حصن سانت أنجلو Sant Angelo .
ولم يكن باقياً إلا شيء واحد - إذا حصلت عليه روما ، كانت أيضاً أجمل مما كانت قبل ، ولقد كان هادريان الفنان ، لا ينفك يناقش "هادريان" الحاكم ، فقد أعاد بناء البانثيون في الوقت الذي كان يعيد فيه تنسيق القانون الرماني ، ولسنا نعرف رجلاً غيره أكثر منه بناء ، ولا حاكماً شاد من المباني مثل ما شاد هو ، ولقد كان في بعض الأحيان يضع بنفسه تصميم ما يشاد له من المباني ، وكان يفحص عنها بنفسه ويقومها بخبرته في أثناء تشييدها ، وقد أمر بإصلاح نحو مائة مبنى أو إعادة بنائها ، ولم ينقش اسمه على أي واحد منها.


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/hadrian_62.html
جانب من أعمال الإمبراطور هادريان المعمارية الفريدة في روما وهو حصن سانت أنجيلو

وقد جَنَت روما الشيء الكثير من حكمته وقدرته مجتمعين ، وهما قلّما تجتمعان في إنسان - أما هو - فقد إجتمعت فيه قوة الشباب وحكمة الشيوخ.
وأشهر ما أعاده كن المباني حرم البانثيون - وهو أحسن بناء احتفظ بشكله من أبنية العالم القديم ، ولقد دمرت النار الهيكل الرباعي الذي بناه أجربا ، ويلوح أنه لم يبق منه إلا مدخله الكورنثي الأمامي المُعَمٌد ، فـأمر الإمبراطور هادريان مهندسيه أن يقيموا شمالي هذا الهيكل القديم هيكلاً دائرياً ، وألا يخرجوا في بنائه على الأنماط اليونانية الأصيلة ، وكان ينزع بحكم ذوقه اليوناني إلى تفضيل الأشكال اليونانية على الأشكال الرومانية فيما ينشئه من مباني في عاصمة ملكه.

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/hadrian_62.html

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/hadrian_62.html
جانب من المعابد التي أنشأها الإمبراطور هادريان في أنحاء متفرقة من روما وآسيا الصغرى على طراز المعابد اليونانية


ولم يكن الهيكل الجديد هو ومدخله المعمد وحدة منسجمة متناسقة ، أما داخله - وهو دائرة قطرها 132 قدماً ، خالية من الدعائم التي تعترض السائر فيها - فكان بفراغه يوحي للسائر فيه بإحساس من الحرية لا يجد له نظيراً إلا في الكنائس القوطية ، وكان سُمك جدرانه عشرين قدماً ، وكانت مشيدة من الآجر ومغطاة في جزئها الأسفل الخارجي بالرخام، وفي أجزائها الأخرى بالمصيص ، تبرز منها الفصوص من حين إلى حين. وكان سقف المدخل من صفائح البرنز ، وقد بلغ من سُمكها أنها حين أزالها البابا إربان الثامن وجدها تكفي لصب مائة مدفع وعشرة مدافع ، وإقامة المظلة المرفوعة فوق المذبح العالي في كنيسة القديس بطرس ، وكانت أبوابه البرنزية الضخمة مغطاة في بادئ الأمر بصفائح الذهب.

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/hadrian.html
معبد الإمبراطور هادريانوس في سلجوق

وأنشئت في الأجزاء السفلى من جدرانه الداخلية الخالية من النوافذ سبعة محاريب زينت بعمد عالية ترتكز عليها دعامات هي والعمد من الرخام ، وكانت هذه المحاريب في أول الأمر كوات غير نافذة ، وضعت فيها تماثيل - أما الآن - فهي محاريب صغيرة في كنيسة فخمة ، وقد غُطِيَت بعض الأجزاء العليا من الجدار بألواح من الحجارة الغالية تفصلها بعضها عن بعض عمد من الحجر السماقي.
وكانت أعظم روائع الهندسة الرومانية ، هي القبة المصندقة التي ترتفع في الداخل فوق أعلى الجدران.
وكانت طريقة إنشائها ، أن قام بصب الأسمنت المسلح في أقسام مضلعة، ثم تركت حتى تتماسك ، فيتكون منها كلها كتلة قوية صَلبة ، كأنها حجر ضخم واحد، وكانت بهذه الطريقة في غنى من الدعامات الجانبية ، ولكن المهندس الذي أقامها أراد أن يزداد ثقة بقوتها ، فأنشأ لها أكتافاً في الجدران ، وكانت مشكاة يسمونها [ العين ] ، يبلغ قطرها 20 ميلاً ، هي الفتحة الوحيدة التي تمد الضريح بحاجته من الضوء ، ويبلغ طول قطر هذه القبة الفخمة الضخمة 26 قدماً ، وهي أكبر قباب العالم كله قديمة وحديثة ، وقد أُنشئت على غرارها سلسلة من القباب ، تختلف من الطراز البيزنطي إلى الطراز الروماني ، وإلى طراز قبة القديس بطرس إلى قبة الكبتول في واشنجتن ، وما بين هذه من طرز تماثلها - أو تختلف عنها تماثلاً ، وإختلافاً متفاوتين في القرب والبعد.
وأكبر الظن أن الإمبراطور هادريان نفسه ، هو الذي وضع تصميم هيكل فينوس ، وروماRoma  ، ذي القباءين الذي كان يقوم أمام الكلوسيوم ، لأن الخرافات تروي أنه أرسل تصميم الهيكل إلى إبلودورس ، وأنه أمر أن يعدم هذا الفنان الشيخ لأنه أرسل إليه يسخر من هذا التصميم .
كما إشتهر هذا الهيكل بعدة صفات إنفرد بها عن كثير من الهياكل الأخرى : منها أنه كان أكبر هيكل في روما ، فقد كان له محرابان ، كل منهما لأحدى الآلهتين، وكانتا تجلسان فيه على عرشين متصلين ، وظهر كل منهما في ظهر الأخرى؛ ومنها أن سقفه المقبي المصنوع من ألواح البرنز ، والمُغطى بصفائح الذهب كان من أجمل مناظر المدينة وأكثرها لألاء.
كما قام الإمبراطور " هادريان " ببناء بيتاً لنفسه أوسع من هذا الهيكل ، وهو القصر الريفي الذي لا تزال بقاياه تستهوي الزائرين إلى الضاحية الجميلة التي كانت تعرف في أيام الإمبراطور بإسم تيبور ، والتي تُعرف حتي اليوم بإسم تيفولي ، فقد أقيم في هذا المكان ، وسط ضيعة يبلغ محيطها سبعة أميال ، قصر إحتوى على كافة أنواع الحُجرات والحدائق التي إزدحمت بالروائع الفنية الذائعة الصيت والتي بلغ من كثرتها أن اغتنى ببقاياها كل متحف من متاحف أوربا في هذه الأيام. وقد أظهر واضع تصميم هذا القصر ما اعتاده المهندسون الرومان من عدم المبالاة بتناسب الأجزاء، فقد كان يضيف إليه بناء إثر بناء كلما دعته إلى ذلك الحاجة أو استهواه الخيال، ولم يحاول أن يجعل فيه من التناسق أكثر مما في مباني السوق الرومانية من فوضى معمارية ، ولعل الرومان ، قد ملٌوا التناسب ، كما ملٌه اليابانيون ، ولعلهم كانت تعجبهم مفاجآت الشذوذ وعدم الإنتظام.

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/hadrian_62.html
   جانب من أعمال الإمبراطور هادريان المعمارية وهو المعروف بإسم ( جرش هادريان ) في الأردن 


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/hadrian_62.html
سور الإمبراطور هادريان - إنجلترا 



الإمبراطور هادريان وإشتعال حرب الوراثة
وكان أولهما إبن شقيق أنطونينس ، وثانيهما إبن لوسيوس فيرس ـ ومنح هادريان أنطونينس في ذلك الوقت لقب قيصر ولم يكن يلقب به قبل ذلك الوقت إلا الأباطرة وأبناؤهم ومن تناسل من أبنائهم الذكور - أما بعده - فقد كان الأباطرة يمنحون هذا اللقب كل من وارث للعرش مُفترض ، ويحتفظون لأنفسهم بلقب أغسطس.
لقد أراد أن يخمد حرب الوراثة التي كانت نارها مشتعلة وقتئذ في بلاطه ، فتبنى صديقـــــه لوسيوس فيروس ، وإختـــاره كخليفة له ، ولمــا مَـــات لوسيوس بعد قليل من ذلك الوقت ، إستدعى هادريان إليه ، وهو على سريره في تيبور رجلاً أبيض الصحيفة ، إشتهر بين الناس باستقامته وحكمته وهو تيتس أورليوس أنطونينس ، وتبناه وجعله وارثاً لملكه من بعده. ثم شاء أن يكون أبعد من هذا نظراً ، فأشار على أنطونينس أن يتبنى هو الآخر شابين كانا يعيشان وقتئذٍ في بلاطه ، ويربيهما تربية تجعلهما أهلاً لهذا المنصب السامي ، وهما ماركس أنينس فيرس ، وكان وقتئذٍ في السابعة عشرة من عمره ، ولوسيوس إيليوس فيري ، وهو غلام في الحادية عشرة من عمره.


إشتداد المرض على الإمبراطور هادريان ووفاته
بعد فترة من قضاء الإمبراطور " هادريان " - على ثورة اليهود التي شبت في عام (135) م ، والتي أنهكته كثيراً ، وأَضنٌت مضجعه ، وأمَرٌت عيشه ، غير أنه أخمدها بوسائل رحيمة ، حدث أن أصيب في ذلك العام نفسه ، بمرضٍ عُضال ، ولم يكن قد تجاوز التاسعة والخمسين من عمره ، ربما كان هو ذات الرئة أو داء الاستقساء - هد كيانه ، وبرحت به آلامه ، وأنهك شيئاً فشيئاً جسمه وروحه وعقله، وزاد مزاجه حدة، وأخلاقه شكاسة، فأخذ يرتاب في أصدقائه القدامى ، ويظنهم يأتمرون به ليقتلوه ويجلسوا على العرش بعده، وأخيراً أمر أن يعدم جماعة منهم - ولسنا نعلم أكان على حق في ريبته ، أم أنه أصدر أمره هذا في ساعة ذهب فيها عقله.
لما مَرِضَ الإمبراطور " هادريان " ، وإشتدت عليه آلامه جداً ، فكان كثيراً ما كان الدم ينزف من منخاريه ، فضاق ذرعاً بالحياة ، وأخذ يتمنى الموت.
وكان قد أعد لنفسه قبراً على الضفة الأخرى من نهر التيبر- وهو ذلك الضريح الضخم الذي أضحت بقاياه الآن قلعة القديس أنجيلو ، والذي لا يزال الناس يصلون إليه فوق جسر إبليوس الذي أقامه هادريان ، وكان قد تأثر بالمثل الذي ضربه الفيلسوف الرواقي يفراتيز ، وكان وقتئذٍ في روما ٍ، ذلك أن هذا الفيلسوف لما وجد أن المرض قد هَدٌَ جسمه ، والشيخوخة قد أنهكته ، طلب إلى هادريان أن يأذن له بأن يقتل نفسه ، فلما أذن له ، تجرع عصير الشوكران .
ورجا الإمبراطور أن يقدم له سُماً أو سيفاً ، ولكن أحداً ممن كانوا حوله لم يجب رجاءه ، فأمر عبداً من بلاد الدانوب أن يطعنه طعنة قاتلة ، ولكن العبد فرمنه ؛ ثم أمر طبيبه أن يَسِمَهُ ، فلم يكن من الطبيب إلا أنه إنتحر ، ثم عثر بعدئذ على خنجر وهم بقتل نفسه ، ولكن الخنجر انتزع منه.
وقد حزن أشد الحزن لأنه ، وهو الذي يستطيع أن يقتل أي إنسان ، لا يسمح له هو نفسه أن يموت ، فلما ضاقت به الحيل صرف أطباءه ، وأوى إلى بايا ، وتعمد أن يأكل ويشرب الأطعمة والأشربة التي تعجل مَنِيٌتَهُ ؛ وأخيراً خارت وقواه وجن من شدة الألم ومات في سنة 138م ، بعد أن عاش ستين عاماً وحكم واحداً وعشرين ، وقد خلف وراءه قصيدة صغيرة وجميلة ، تُعبر كما تعبر قصيدة دانتي عما ينتاب الإنسان من الأسى حين يذكر في أيام حزنه ما مر به من أيام السعادة - مضمونها : " أيا نفسي ، أيا نفسي الجميلة ، أيا نفسي الخفاقة ، أيا شريكة جسمي الطيني وضيفه ، إلى أين أنت مسرعة - أيتها النفس الشاحبة ، أيتها النفس الجاسية ، أيتها النفس العارية - إلى حيث لا تعودين ، إلى حيث لا تعودين " ؟.

[ الولاة الرومان المعاصرون في مصر ]

- 35 ماركوس توربو 117م - 118م

36 - رهميوس مارتياليس 118 م - 121 م

37 -  هاتيروسنيبوس 121م - 126 م 

38  -فلافيوس تيتانوس 126م - 134 م

 - 39بترونيوس مامر تينوس 134 م - 134 م

 40 -فاليريوس ايدامون 134م - 134 م

 41- أفيدوس هيليود وروس  134م - 139 م
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة

التصنيفات
تاريخ البطاركة201 مقالات تاريخية67 تاريخ الحضارة المصرية القديمة46 مقالات متنوعة27 مقالات في التاريخ24 تاريخ الكتاب المقدس23 أبحاث تاريخية21 مصر في العصر اليوناني21 تاريخ مصر القديم16 تاريخ مصر في العصر الروماني16 تاريخ الإمبراطورية الرومانية15 الاباطرة الرومان14 تاريخ مصر في عصر الإسلام14 تاريخ مصر في عصور الإسلام13 قسم المخطوطات13 تاريخ الحروب الصليبية | موسوعة شاملة في تاريخ الحملات الصليبية12 موسوعة الحروب الصليبية12 تاريخ البدع والهرطقات11 مقالات متنوعة في التاريخ11 موسوعة آباء الكنيسة11 أبحاث تاريخية | تاريخ المتاحف الكبرى في مصر والعالم10 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية10 موسوعة الكنائس والأديرة10 تاريخ الرهبنة المصرية9 تاريخ الكنيسة9 تاريخ الحروب الصليبية8 دراسات في تاريخ الكنيسة القبطية8 تاريخ الكون6 موسوعة الآباء الرهبان6 بطاركة الإسكندرية5 أبحاث تاريخية | تاريخ الجامعات المصرية4 تاريخ البطالمة4 تاريخ الحملات الصليبية | مشاهير قادة الجيوش الصليبية4 دراسات في التاريخ العربي الإسلامي4 مكتبة المرئيات4 أبحاث تاريخية | تاريخ الأسكندرية عبر العصور3 أبحاث تاريخية | حريق القاهرة في يناير عام 1952م3 تاريخ الجامعات المصرية3 تاريخ الحضارات الإنسانية الأولى3 تاريخ روما القديم3 تاريخ مصر في عصور الإسلام | العصر العثماني | الأسرة العلوية3 مصر في العصر الجمهوري3 مصر في العصر اليوناني | مقدمة3 أبحاث تاريخية | الإسكندر الأكبر2 أبحاث تاريخية | التاريخ المصري القديم2 أبحاث تاريخية | الحروب الصليبية في تاريخ مصر2 أبحاث تاريخية | المتحف المصري2 أبحاث تاريخية | تاريخ الكنيسة2 أبحاث دينية ولاهوت2 التاريخ الطبيعي للأرض2 تاريخ الانسان الاول2 تاريخ البطاركة | مقدمة عن تاريخ الكنيسة القبطية2 تاريخ الثورات في مصر2 تاريخ مصر في العصر الجمهوري2 تاريخ مصر في العصر الروماني | فصل خاص عن تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ما بعد الإسلام2 تاريخ مصر في العصر اليوناني2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأيوبية2 تاريخ مصر في عصر الاسلام | جرائم العرب المسلمين في مصر2 حياة الديناصورات2 مصر في عصر الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مصر في عصور الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مقالات في الدين2 أبحاث الكتاب المقدس1 أبحاث تاريخية | أكتشاف الصليب المقدس1 أبحاث تاريخية | تاريخ أقدم القصور في مصر والعالم1 أبحاث تاريخية | تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية | حياة الأسد المرقسي1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر21 أبحاث تاريخية | مقدمة عن تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية حصرية | الحملة الفرنسية على مصر1 أبحاث تاريخية حصرية | محمد على باشا الكبير | تاريخ الأسرة العلوية1 أبحاث في اللاهوت والعقيدة1 إنسان العصر الحجري ومراحل التطور | تاريخ الإنسان عبر العصور1 التاريخ الطبيعي وأوائل الكائنات1 العصر العثماني | إكتشاف حجر رشيد1 العصر العثماني | الحملة الفرنسية على مصر1 تاريخ الأرض الطبيعي1 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الغربية1 تاريخ العالم | القرن الرابع الميلادي1 تاريخ الكون وبداية نشأة الحياة على كوكب الأرض1 تاريخ الكون وبداية نشأة كوكب الأرض | فيديو أحدث الإكتشافات العلمية في مجال علم الفضاء1 تاريخ المسيحية في مصر1 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأموية1 تاريخ مصر في عصور الاحتلال | عصر الجمهورية1 جرائم العرب المسلمون في مصر | الكاتب / أشرف صالح1 حضارات ما قبل التاريخ | حضارات ما قبل الطوفان العظيم1 دراسات في الكتاب المقدس1 دراسات في تاريخ الإسلام1 دراسات في تاريخ العالم القديم1 قاموس القديسين والشهداء1 مصر عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية | الدولة العباسية الثانية1 مصر في العصر الإسلامي | مقدمة الكاتب أشرف صالح عن تاريخ العرب القديم ما قبل الإسلام1 مصر في عصر الإسلام1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الإخشيدية1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الطولونية | مقدمة عن الدولة الطولونية1 مصر في عصر الإسلام | العصر الأموي1 مصر في عصر الإسلام | العصر العباسي | الدولة العباسية الأولى1 مصر في عصر الإسلام | جرائم عمرو بن العاص | حرق مكتبة الأسكندرية1 مصر في عصر الإسلام | دراسات في تاريخ الإسلام وحكم مصر1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية الرابعة1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية1 مصر في عصر الإسلام | عصر المماليك البرجية الشركسية1 مصر في عصر الإسلام | مصر في عصر الخلفاء الراشدين1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة الأيوبية1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة العباسية الثالثة1 مصر في عصور الإحتلال |عصر المماليك1 مصر في عصور الإسلام | العصر الجمهوري1 مصر في عصور الإسلام | عصر الدولة العباسية1 مقتطفات من حياة البطاركة1 موسوعة أقباط مصر1 موسوعة أنبياء العهد القديم1 موسوعة المؤرخون الأوائل1 موسوعة مصر التاريخية الشاملة1 موسوعة مملكة الأرض الجغرافية1