تابع
: مصر في عصور الإحتلال
ثالثاً
: عصر الإحتلال الروماني
الإمبراطور
مكسيميان - Maximian
286 م - 311 م
مقدمة
لقد بدأ مكسيميان تاريخه في الحكم - كإمبراطور كشريك للإمبراطور
دقلديانوس - وقد تولى مسئوليات حكم الجزء الغربي من الإمبراطورية في الفترة من
(286 - 305) م ، ثم إنفرد بالحكم لكامل الإمبراطور الرومانية في الفترة من [305 -
313 م] .
وكان الإمبراطور دقلديانوس في مارس عام 303م - منشورين متلاحقين بسجن
رؤساء الكنائس ، وتعذيبهم بقصد إجبارهم على ترك الإيمان.
وفي يوم 30 أبريل من نفس العام أصدر مكسيميان منشوراً ، وهو أسوأها
ويقضي بإرغام جميع المسيحيين في المدن والقرى في أنحاء الإمبراطورية بالتبخير
والتضحية للآلهة.
تمثال يُجسد مدى عُمق الصلة
بين الإمبراطور دقلديانوس
والإمبراطور مكسيميان
الحكم بالمشاركة مع دقلديانوس
كان دقلديانوس قد أشرك مكسيميان معه في الحكم في عام 286م ، وكان يهدف من وراء ذلك ، أن يسد الطريق على حروب الوراثة ، وأن يعيد إلى الحكومة إستقرارها ودوامها ، وسلطانها
، وأن تكون الإمبراطوريّة متأهبة لملاقاة الأخطار في أربع نقاط هامة ، سواء أكانت هذه
الأخطار ناشئة من الثورات الداخلية ، أم من الغزو الخارجي.
ولقد كان تنظيماً باهراً ،
جمع كل الفضائل إذا إستثنينا فضيلتي الوحدة والحرية.
فقد إنقسمت الملكية ، ولكنها
كانت ملكية مطلقة ، وكان كل قانون يصدره كل حاكم من الحكام الأربعة يصدر بأسمهم جميعاً
، ويطبق في أنحاء الدولة ، وكان قرار الحكام يصبح قانوناً ساعة صدوره ، من غير حاجة
إلى تصديق مجلس الشيوخ في روما.
وكان الحكام هم الذين يعينون
جميع موظفي الدولة ، ومدت أداة بيروقراطية ضخمة فروعها في جميع أنحاء الدولة.
وأراد دقلديانوس أن يزيد من
قوة هذا النظم فحول عبادة عبقرية الإمبراطور إلى عبادة شخصه بوصفه تجسيداً لجوبتر ،
وتواضع لكسمليان فرضي أن يكون هو هرقول ؛ وهكذا هبطت الحكمة ، والقوة من السماء لتعيدا
النظام والسلم إلى الأرض ، واتخذ دقلديانوس لنفسه تاجاً "عصّابة عريضة مرصعة باللآلئ" ، وأثواباً من الحرير والذهب ؛ وأحذية مرصعة بالحجارة الكريمة ، وإبتعد عن أعين الناس
في قصره ، وحتم على زائريه أن يمروا بين صفين من خصيان التشريفات والحجاب وأمناء القصر
ذوي الألقاب والرتب ، وأن يركعوا ويقبلوا أطراف ثيابه.
ولقد كان في الحق رجلاً يعرف
العالم حق المعرفة ، وما من شك في أنه كان
يضحك في السر من هذه الخرافات والأشكال ، ولكن عرشه كان يعوزه ما يخلعه الزمان عليه
من شرعية ، وكان يأمل أن يدعمه وأن يقمع إضطراب العامة وعصيان الجيش بأن يخلع على نفسه
مظاهر الألوهية والرهبة.
وفي ذلك يقول أورليوس فكتور
: " وإتخذ لنفسه لقب " السيدDominus "، ولكنه كان يسير في الناس
سيرة الأب " ، وكان معنى إقامة هذا الطراز الشرقي من الحكم الاستبدادي على يد
إبن عبد رقيق ، وهذا الجمع بين الإله والملك في شخص واحد ، كان معنى هذا عجز الأنظمة
الجمهورية في العهود القديمة ، والتخلي عن ثمار معركة مارثون ، والعودة إلى مظاهر بلاط
الملوك الأخمينيين ، والمصريين ، والبطالمة ، والبارثيين ، والملوك الساسانيين ، وإلى
النظريات التي كان يقوم عليها حكم هؤلاء الملوك كما عاد الاسكندر إليها من قبل.
ومن هذه الملكية الشرقية الصبغة
جاء نظام الملكيات البيزنطية والأوربية ، وهو النظام الذي طل قائماً إلى أيام الثورة
الفرنسية ، ولم يبقَ بعد هذا إلا أن يتحالف الملك الشرقي في عاصمة شرقية مع دين شرقي
، ولقد بدأت الخواص البيزنطية في الظهور أيام دقلديانوس.
عملة نقدية على أحد وجهيها صورة للإمبراطور مكسيميان
مكسيميان وإضطهاد الكنيسة
في محاولة يائسة لمحو المسيحية ، وبعث الوثنية أصدر مكسيميانوس دازا منشوراً في خريف عام 308م يقضي بسرعة إعادة بناء مذابح الأوثان ، وأن يقدم الجميع الرجال والنساء والأطفال الذبائح مع الإلتزام بتذوق التقدمات وأن يقف الحراس أمام الحمامات ليدنسوا بالذبائح كل من يدخل للإغتسال، وقد استمر العمل بهذا لمدة سنتين حتى أنه لم يكن أمام المسيحيين في ذلك الوقت إلا أن يقتلوا أو يموتوا جوعا أو يجحدوا تنصرهم
وفي سنة 311 م - أمر مكسيميانوس دازا بإقامة الهياكل في كل مدينة ، وعين كهنة لخدمة طقوس عبادة الأصنام ، ومنحهم الإمتيازات .
تحالف دقلديانوس وجاليريوس ضد المسيحية
فيما يتعلق
بسياسة الإمبراطور " دقلديانوس " تجاه المسيحيين ، والكنيسة المسيحية
بشكل عام ، فقد كانت سياسته في البداية سياسة تسامح ، فمنح للمسيحيين حرية ممارسة
طقوسهم وشعائرهم في ربوع الإمبراطورية ، دون وضع أي شكل من أشكال التقييد على
حريتهم في ممارسة عقيدتهم ، ولكن ، لم تلبث الأوضاع في إستقرارها كثيراً ، حتى
تبدٌلت إلى الأسوأ فيما يتعلق بإستمرار هذه السياسة ، حيث كان هناك في داخل البلاط
الإمبراطوري من لم تًرُق إليه تلك السياسة من التسامح والليٌن مع المسيحيين من
قٍبل الإمبراطور " دقلديانوس " ، وكان هذا الإنسان الشرير هو جاليريوس Galerius زوج إبنة الإمبراطور " دقلديانوس" ،
الذي قاده فِكره الشرير في أن يفتعل كارثة في داخل قصر الإمبراطور ، تتمثل في
إشعال النيران فيه ، ثم ألصق التهمة بالمسيحيين ، فما كان على الإمبراطور ، إلا أن
بادر بإعلان منشوره الإضطهادي الشهير في سنة 284 م ، الذي كان منشوراً إضطهاد عام
، يشمل جميع الكنائس المسيحية في ربوع الإمبراطورية الرومانية ، ومنذ ذلك الوقت ذاق المسيحيون كأس الإستشهاد ،
وإصطبغوا بها ثانيةً ، مثل زوئي زوجة السَّجان ، التي كانت تعتني بالشُهداء الذين
تحت حراسة زوجها ، ثم تنصرت ، فعُلِّقت على شجرة تشتعِل بالنار في جذعها ، ثم
أُلقِيت في نهر ، وقد عُلِّق حجر كبير في عُنُقها.
صورة تعكس جانب من أشكال الإضطهاد التي كان يتبعها
الأباطرة الرومان ضد المسيحيين وهو إلقاءهم في جُب الأسود
لتصبح أجسادهم فريسة ينهشها الحيوانات المفترسة في
مشهد وحشي لايعرف الرحمة
ومما يُذكر من مآسي الصورة
الإضطهادية الأليمة في زمن الإمبراطور " دقلديانوس " حادث إستشهاد الكتيبة
الطيبية العسكرية في عام 286 م ، وكان كل أفرادها من أبناء الأقصر ، وذلك لأنهم رفضوا
الإذعان لأمر الإمبراطور مكسيميان بتقديم الذبائِح للأوثان والنطق بالقَسَمْ على إنهاء
المسيحية في بلاد الغال - التي أرسل إليها أفراد هذه الكتيبة ، وكان ذلك في 22 سبتمبر عام 286 م.
الشهيد العظيم مارمينا المعروف
بالعجائبي
أحد شهداء إضطهاد عصر دقلديانوس
ومما يُذكر من مآسي الصورة
الإضطهادية الأليمة في زمن الإمبراطور " دقلديانوس " حادث إستشهاد الكتيبة
الطيبية العسكرية في عام 286 م ، وكان كل أفرادها من أبناء الأقصر ، وذلك لأنهم رفضوا
الإذعان لأمر الإمبراطور مكسيميان بتقديم الذبائِح للأوثان والنطق بالقَسَمْ على إنهاء
المسيحية في بلاد الغال - التي أرسل إليها أفراد هذه الكتيبة - وكان ذلك في 22 سبتمبر
عام 286 م.
في يوم 25 نوڤمبر
في عام 311 م - أمر الإمبراطور مكسيميان الذي كان يملُك على الشرق ، بإضطهاد
الكنيسة ـ وإعتبار كل مسيحي ، خارج عن القانون ـ وقد إستُشهِد البابا القديس
البابا بطرس البطريرك السابِع عشر ـ في تلك الفترة من إضطهاد الإمبراطور مكسيميان
في سنة 305م ، وقد توفي الإمبراطور مكسيميان في سنة 211م.
تمثال للإمبراطور
مكسيميان - تونس
عملة نقدية للإمبراطور مكسيميان
النهاية المأساوية بالموت شنقاً
كان قصاص الله عادلاً مما إرتكبه الإمبراطور مكسيميان من أعمال وحشية في حـــــــق أولاده من شعب الكنيسة المسيحية ، فكانت نهايته هي الموت شنقاً في سنة 211م.
إرسال تعليق