وعند الشروع في إختيار خلف له ، إختلفت أراء الشعب ، فالبعض إختار الأب داود ، والبعض إختار غيره.
ثم إستقر الرأي علي رسامته مطرانًا عامًا سنة 1853 م ، وإستمر سنة وشهرين، أظهر خلالها من حسن التصرف ، ما جعله أهلاً لأن يقام بطريركاً ، فتمت رسامته في 28 بشنس سنة 1571 ش. ( 1854 م.) ، وقد أفرغ قصارى جهده في سبيل تهذيب الشبان وتعليمهم.
فقد أنشأ المدرسة القبطية الكبرى بالبطريركية ، وفتح مدرسة أخرى في حارة السقايين وشدد في تعليم اللغة القبطية فيهما ، كما إشتري مطبعة كبيرة طبع فيها عدة كتب كنسية.
وعموماً فإن إليه يرجع الفضل في تقدم الأقباط ، وقد هدم كنيسة البطريركية القديمة وشيد غيرها ، ولكنه لم يتمكن من إتمامها لتغيبه في البلاد الحبشية للمرة الثانية ، وكان هذا الحبر العظيم عالماً شديد الإعتصام بقوانين الكنيسة ، وكان محسنا ذا عناية شديدة بذوي الحاجة ومحبوباً من رعيته ، وتنيَّح في 23 طوبة سنة 1577ش (1861 م).
إنقسام الكنيسة القبطية بسبب إختيار البطريرك
، بترقيته إلى رتبة المطران ، إذا نجح في تسوية المشكلة الإثيوبية ، ولكن داود عاد إلى القاهرة بعد نياحة البابا بإثنين وسبعين يومًا ، ووجد الشعب يعمل لترشيح بطريرك جديد، وقد انقسمت صفوفه إلى ثلاثة أحزاب هي :
إذ بينما هم كذلك ظهر أحد العميان العرفان ، وجعل يطوف في شوارع المسيحيين والحارت والأزقة ، وينادى أن قوموا من نومكم يا قوم ، ففي هذه اللحظة يتممون رسامة أسقف أخميم. وظل ينادى ويصيح حتى إستيقظ الناس ، وإنطلقوا مسرعين إلى الدار البطريركية فتصدى لهم الحراس ، فإقتحموا الأبواب ، وكثر الهياج ، وكان في البطريركية بعض الأحباش نيام فاستيقظوا وسألوهم الخبر ، فأوعزوا إليهم بإخراج الأساقفة من الكنيسة بالقوة ، فأمسكوا القس وكسروا أبواب الكنيسة ، واخرجوا الأساقفة رغمًا عنهم ، واختلطت الأصوات وتعالى الصياح ، وإستمر الهياج خارج الكنيسة وداخلها وفي الشوارع المؤدية إليها حتى مطلع الفجر!!
خطة الإصلاح الشاملة للبابا كيرلس الرابع
ومن أهم الأعمال التي قام بها البابا " كيرلس الرابع " خلال فترة باباويته للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، ما يلي بالتفصيل :
وكان إذا وصل الدار البطريركية شيء من الأدوات المدرسية بكوا وناحوا، وقالوا هذه آلات للحرب! وإذ رأى البابا كيرلس الرابع هذا الخطر يتزايد من جراء إشاعات هؤلاء العرفان، بدأ يستميلهم بأن أشركهم في مراحل التعليم الأولى في الدارس التي أنشاها، فلم تمض مدة حتى بدأوا يرتلون بحمده ويستديروا مائة وثمانين درجة! .
9 - المطالبة بالعمل بالتقويم القبطي
دور البابا كيرلس الرابع في الصلح بين مصر والحبشة
وكان عمه إبراهيم باشا لا يرضيه منه سلوكه وميله إلى القسوة ، وكثيرًا ما نقم عليه نزعته إلى إرهاق الآهلين ، حتى إضطره إلى الهجرة لمكان ولادته جدة وبقي هناك إلى أن داهم الموت عمه إبراهيم باشا.
وقد سعى إلى أن يغير نظام وراثة العرش ليجعل ابنه إبراهيم إلهامي باشا خليفته في الحكم بدلًا من عمه محمد سعيد باشا ، ولكنه لم يفلح في مسعاه ونقم على عمه سعيد الذي كان بحكم سنه وليًا للعهد ، وإتهمه بالتآمر عليه ، وإشتدت بينهم العداوة حتى إضطره أن يلزم الإسكندرية ، وأقام هناك بسراي القباري.
وكان ينفي المغضوب عليهم إلى أقصى السودان من الأمور المألوفة في ذلك العصر.
وكان مولعًا بركوب الخيل والهجن ، ويقطع بها المسافات البعيدة في الصحراء ، وله ولع شديد بإقتناء الجياد الكريمة ، حيث كان يجلبها من مختلف البلاد ويعني بتربيتها عناية كبرى، وبنى لها الإصطبلات الضخمة وأنفق عليها بسخاء شأنه شأن هواة الخيل.
ولا يُعرف حتى الأن السبب الحقيقي لهذه المنزلة سوى أنه نتيجة المصادفة ، إلا أنه قيل إنه كان يستعين به في السعي لدى الحكومة العثمانية بواسطة سفير إنجلترا لتغيير نظام وراثته العرش كي يؤول إلى ابنه "إلهامي" ، وفي رواية أخرى أنه كان يستعين به وبالحكومة الإنجليزية ليمنع تدخل الدولة العثمانية في شؤون مصر، إذ كانت تريد تطبيق القانون الأساسي المعروف بالتنظيمات على مصر.
هو محمد سعيد باشا (1237 هـ / 1822 - 1279 هـ / 18 يناير 1863) م ، والي مصر من سلالة الأسرة العلوية .
- تأسيس البنك المصري في عام 1854م.
- إعطاء فرديناند دي لسبس الموافقة على حفر قناة السويس.
- قام بإغلاق المدارس العليا (الكليات) التي أنشأها والده محمد علي باشا ، وقال بعد إغلاقها.
- قام بتخفيض الضرائب على الأراضي الزراعية ، وأسقط المتأخرات عن الفلاحين ومنحهم حق تملك الأرض وذلك طبقًا للقانون الذي أصدره في 5 أغسطس 1858.
- تطهير ترعة المحمودية.
- إتمام سكة حديد القاهرة - الإسكندرية والذي بدأ العمل به في فترة حكم عباس حلمي الأول.
- الإهتمام بتطوير منظومة بالملاحة التجارية الداخلية والخارجية، فأنشأ شركتين للملاحة أحداهما نيلية أسهها عام 1854م ، والأخرى بحرية أسسها عام 1857.
- قصر مدة الخدمة العسكرية ثم عممها على جميع الشبان على اختلاف طبقاتهم، فجعل متوسط الخدمة سنة واحدة وبذلك أدخل في نفوس الناس الطمأنينة على مصير أبنائهم المجندين.
- أصدر لائحة المعاشات للموظفين المتقاعدين.
- أصلح مجلس الأحكام ، وقام بعدة تغييرات في هيكله.
- أصلح القضاء الشرعي.
- منع نقل الآثار المصرية ـ وأمر بجمعها في مخازن أعدت لها في بولاق.
- أنهى الإختلاط الذي كان متبعًا في التقويم ، حيث كان هناك التقويم الهجري والميلادي والقبطي ، فحدد لكل وظيفته.
- إلغاء الجزية على أقباط مصر.
إرسال تعليق