أحدث المواضيع
U3F1ZWV6ZTQ4NjU0ODU1Mjc4NzIwX0ZyZWUzMDY5NTY4OTkzNzEzNA==
أحدث المواضيع
أحدث المواضيع

تاريخ البطاركة | 110 - البابا كيرلس الرابع Cyril IV | البابا كيرلس أبو الإصلاح | بطاركة القرن الثامن عشر الميلادي





[ تابع : بطاركة القرن الثامن عشر الميلادي ]
Cyril IV 110 - البابا كيرلس الرابع -
( أبو الإصلاح )

1852م - 1862م


مقدمة   
ولد البابا " كيرلس الرابع " في قرية نجع أبو رزقالي في مدينة الصوامعة - مركز أخميم | جرجا ، في عام : 1532 ش - والموافق لعام : 1816 م ، وكان إسمه " داود  بن توماس بن بشوت " ، من أبوين مسيحيين بارين وتقيين ، وكان أبوه أمياً لا يعرف القراءة والكتابة ، إلا أنه إعتنى به كثيرًا ، وإهتم بتعليمه وترتبيته وتقويمه أفضل تقويم حتى صار مُلِمًّا بالقراءة باللغتين العربية والقبطية وشيء من الحساب ، ولما كبر " داود " إشتغل مع أبيه بالزراعة ، وفي هذه الأثناء ، إختلط " داود " بالعربان المجاورين لقريته ، فتعلم منهم الفروسية ، وركوب الخيل ، وركوب الهجن (الجمال) أيضاً .
https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/110-cyril-iv.html
صورة نادرة للبابا كيرلس الرابع على ظهر الجمل

ولما كانت النشأة الأولى للبابا " كيرلس الرابع " نشأة قويمة و صالحة ، حيث تربى على محبة الكنيسة ، وتعاليم الكتاب المقدس ، فنمى في الفضيلة ، وإزداد في النعمة ، وثبت في المحبة الإلهية ، فلما كبر وأصبح شاباً يانعاً ، إشتهى الحياة في البرية ، فسلك في حياة الرهبنة ، قاصداً الذهاب إلى البرية الشرقية ، وترهب في دير القديس الأنبا أنطونيوس ، وصار راهباً فيه بإسم : " داود " ، ثم رسم قساً بإسم الراهب القس داود الصومعي ، وكانت رسامته على يد البابا " بطرس الجاولي " ، قسًا وعينه رئيسًا لدير الأنبا أنطونيوس ، فقام على رعاية شئون الدير والرهبان أفضل رعاية ، مهتماً بأمور الدير والرهبان طوال فترة تولية مسئولية الرئاسة للدير أبلغ إهتمام ، وكان بالإضافة إلى ما كان يستم به من بر وصلاح وإستقامة في طريق الإيمان ،  يتمتع بالفطنة والذكاء ، كما أنه كان عالماً قديراً ببطون الكتاب المقدس ، وفي الأمور العقائدية ، ولجميع تلك الأسباب ، إستدعاه البابا " بطرس السابع ( الجاولي ) " ، وكلفه بالذهاب إلى البلاد الحبشية لفض هذا النزاع ، فقام بمهمته خير قيام ، وعاد الأب داود من الحبشة في يوم السبت 13 يوليه من سنة 1853 م ، وكان قد تنيَّح البابا " بطرس السابع ( الجاولي ) " في يوم 15 أبريل سنة 1852 م. 
وعند الشروع في إختيار خلف له ، إختلفت أراء الشعب ، فالبعض إختار الأب داود ، والبعض إختار غيره. 
ثم إستقر الرأي علي رسامته مطرانًا عامًا سنة 1853 م ، وإستمر سنة وشهرين، أظهر خلالها من حسن التصرف ، ما جعله أهلاً لأن يقام بطريركاً ، فتمت رسامته في 28 بشنس سنة 1571 ش. ( 1854 م.) ، وقد أفرغ قصارى جهده في سبيل تهذيب الشبان وتعليمهم. 
فقد أنشأ المدرسة القبطية الكبرى بالبطريركية ، وفتح مدرسة أخرى في حارة السقايين وشدد في تعليم اللغة القبطية فيهما ، كما إشتري مطبعة كبيرة طبع فيها عدة كتب كنسية. 
وعموماً فإن إليه يرجع الفضل في تقدم الأقباط ، وقد هدم كنيسة البطريركية القديمة وشيد غيرها ، ولكنه لم يتمكن من إتمامها لتغيبه في البلاد الحبشية للمرة الثانية ، وكان هذا الحبر العظيم عالماً شديد الإعتصام بقوانين الكنيسة ، وكان محسنا ذا عناية شديدة بذوي الحاجة ومحبوباً من رعيته ، وتنيَّح في 23 طوبة سنة 1577ش (1861 م).

إنقسام الكنيسة القبطية بسبب إختيار البطريرك 
لقد حدث أن قام البابا " كيرلس الرابع " وعد بإعطاء وعداً للقس " داود " 
، بترقيته إلى رتبة المطران ، إذا نجح في تسوية المشكلة الإثيوبية ، ولكن داود عاد إلى القاهرة بعد نياحة البابا بإثنين وسبعين يومًا ، ووجد الشعب يعمل لترشيح بطريرك جديد، وقد انقسمت صفوفه إلى ثلاثة أحزاب هي :
الحزب الأول : كان ينادى بترقية الأنبا يوساب أسقف جرجا وأخميم إلى رتبة بطريرك.
الحزب الثاني : قال بصلاحية القس داود الصوامعي إلى منصب البطريركية على أساس توصيه البابا الراحل بذلك.
الحزب الثالث: رأى أن الأنبا أثناسيوس أسقف أبو تيج هو رجل المهام الصعبة الذي يليق بالموقف الراهن حينئذٍ.
وقد تزعم أنصار أسقف أخميم الأرخن " جاد افندى شيحة " ، وآخرون من وجهاء الأقباط ، الذين عمدوا إلى ترديد شائعة تقول "أن أصحاب الدجل وعلوم المطالع يؤكدون أنه لو صار داود بطريركاً ، فسوف يكون قدومه شؤماً على الحاكم والمحكومين !! .
ولكن هذه الأمور وغيرها لم توهن من عزيمة أنصار القس داود ، بل أخذوا يزدادون نفوذًا وعددًا ، حتى أصبحوا يمثلون صوت الشعب القبطي برمته ، وخدمتهم الظروف بانسحاب الأنبا أثناسيوس من المعركة.
أما أتباع أسقف جرجا - فلما رأوا أن فوز مناهضيهم قد أًصبح وشيكاً ، إدعى عميدهم أنهم اخذوا أمرا شفويًا من عباس باشا الأول بتنصيب أسقف أخميم بطريركًا ، وتأهبوا لرسامته يوم الأحد الموافق 10 إبريل 1853 م ، ولكن أنصار القس داود ، كانوا قد أصرّوا على رسامته رغم وقوف عباس الأول في صف الآخرين خصوصاً ، بعد أن أرجفوه بما قاله الدجالون من أن رسامته مُستجلب الخراب على البلاد.
ولما كاد الشقاق يستعلى إستعان أنصار القس داود بالمستر ليدر ، أحد مرسلي جمعية التبشير الإنجليزية ، وطلبوا منه التوسط لدى قنصل إنجلترا في مصر لتعليم عباس الأول في قبول القس داود بطريركاً ، وفعلاً قام بعرض الأمر عليه ، فوعد ، ولكنه ماطل في وعده حتى قدم من الحبشة قس حبشي ومعه كثير من الهدايا وكتاب من النجاش لعباس باشا ، فقابله عباس ، ومكث الرجل لدية أياماً ، فأشيع أيامها أن القس داود سار إلى بلاد الحبشة ليستعين هو وأتباعه بالنجاش على الخروج على طاعة عباس، فاستدعى القس داود إلى دار المحافظة ، وإستجوب في شأن هذه الإشاعة على ما كان بينه وبين نجاش الحبشة ، وكان الباشا قد أمر أن يذهب به إلى مجلس الأحكام بقلعة الجبل ، فكانوا يأتون أمام المجلس كل يوم مرة أو مرتين ، ويضيقون عليه الخناق في التحقيق ، أما هو ، فكان هادئاً ثابتاً يتكلم برزانة وتعقل ، فإغتاظ عباس باشا ، وإشتد غضبه على الأقباط ، فأمر بفصل الموظفين منهم من خدمة الحكومة ، ونفي الأعيان منهم إلى ستار في السودان ودارفور ، وأذل الباقين في مصر كلها وعاشت الكنيسة والشعب في إضطهاد رهيب.
إستدعى بعد ذلك كتخدا باشا ( في مرتبة رئيس الوزراء الآن ) جاد أفندي شيحة ، وأعلمه برغبة الباشا في إختيار بطريرك غير القس داود ، وطلب منه التعجيل في ذلك خشية تدخل القنصل الإنجليزي ، فجمع جاد أفندي الأساقفة وعرض الأمر : فكثرت آرائهم وحججهم ، في الوقت الذي إتفق فيه حزب أسقف أخميم على تنفيذ رغبتهم بالحيلة. وكانت حيلتهم أنهم يجتمعون ليلاً في دير ليرسموه بطريركًا ، فإذا أصبح الصباح وجد أنصار القس داود أن السهم قد نفذ ، فيرضخون مكرهين أمام الواقع ، وكما قبل من قيل أن جاد أفندي شيحة قد حصل على أمر شفهي من عباس الأول برسامته.
إجتمع الأساقفة بالدار البطريركية ، ويتبعهم الغوغاء سراً ، ومعهم أسقف أخميم وجاد أفندي وبعض أقاربه ، وأغلقوا عليهم الأبواب ، ووضعوا عليها حراسًا ، وبدأوا يتممون الرسامة في الداخل سراً ، ولكن حيلتهم لم تتم. 
إذ بينما هم كذلك ظهر أحد العميان العرفان ، وجعل يطوف في شوارع المسيحيين والحارت والأزقة ، وينادى أن قوموا من نومكم يا قوم ، ففي هذه اللحظة يتممون رسامة أسقف أخميم. وظل ينادى ويصيح حتى إستيقظ الناس ، وإنطلقوا مسرعين إلى الدار البطريركية فتصدى لهم الحراس ، فإقتحموا الأبواب ، وكثر الهياج ، وكان في البطريركية بعض الأحباش نيام فاستيقظوا وسألوهم الخبر ، فأوعزوا إليهم بإخراج الأساقفة من الكنيسة بالقوة ، فأمسكوا القس وكسروا أبواب الكنيسة ، واخرجوا الأساقفة رغمًا عنهم ، واختلطت الأصوات وتعالى الصياح ، وإستمر الهياج خارج الكنيسة وداخلها وفي الشوارع المؤدية إليها حتى مطلع الفجر!!
ولما خابت جهود المتشعين (المُناصِرين والذين وراءه) للأسقف جعلوا يختلقون الأقاويل على القس داود ، فأشاعوا أنه في مدة إقامته بالحبشة تزوج من إمرأة حبشية وله منها ولدان ، وكان أصل هذه الإشاعة قسيس حبشي كان مغتاظا منه بسبب ما ذهب إلى الحبشة من أجله ، وكان قد أتى ليشي به بهذا القول إلى البطريرك ليعطل رسامته ، فوجده قد تنيَّح ، ولما إستقصى الناس عن حقيقة هذا الإشاعة ، أتضح كذب القس الحبشي.
ورأى القنصل الإنجليزي أن الفتنة كادت تعم ، فحذر عباس باشا من سوء العاقبة، وكان الخلاف قد ظل قائمًا عشرة أشهر، انتهى بتوسيط الحكومة الأنبا كيرلس مطران الأرمن الأرثوذكس بالقاهرة في الصلح بين الفريقين ، ولم يوفَّق أولاً ، لكنه أعاد الكرة ونجح أخيرًا في إقناع الطرفين برسامة القس داود مطراناً عاماً - أو مطراناً لبابليون على رأى بعضهم ، فإن ثبتت كفاءته قلدوه البطريركية بعدئذٍ ، وان لم تثبت فيظل مطرانا لمصر، ويتجه الأقباط بعد ذلك إلى مرشح آخر ، ثم كتبت له تزكية بذلك ووقع عليها كل من: الأنبا صرابامون أسقف المنوفية ، الأنبا ابرام أسقف أورشليم، الأنبا باكوبوي (ياكوبوس - يعقوب) أسقف المنيا والاشمونين ، الأنبا أثناسيوس أسقف منفلوط، الأنبا مكاريوس أسقف أسيوط ، الأنبا يوساب أسقف جرجا وأخميم، الأنبا إبرام أسقف قنا وقوص، الأنبا ميخائيل أسقف إسنا ، الأنبا اسحق أسقف الفيوم والبهنسا والجيزة.

الجلوس على الكاتدراء المرقسي 
https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/110-cyril-iv.html
البابا كيرلس الرابع 


لقد رُسِمَ القس " داود " بإجماع الآراء - كبطريركاً للكنيسة القبطية في يوم 28 بشنس 1570 س / 1854 م ، وقد لقب بالبابا " كيرلس الرابع " .
ولما تمت رسامته بطريركاً بإحتفال عظيم ، قَدُمَت عليه الوفود للتهنئة ، أما هو فسعى لجمع قلوب الناس على المحبة ، وإزالة أسباب النفور حتى تم له ما أراد ، ثم عكف على العمل لما فيه رقى الأمة القبطية ، وكان الكرسي الباباوي في فترة بطريركيته موجود في الكنيسة المرقسية بالأزبكية ، فنظم إدارة البطريركية والأوقاف ، وأتم بناء المدرسة ليجعل التعليم في متناول الجميع بعد أن كان قاصرًا على مدارس الدولة التي كان قد أنشأها محمد على ، وإقتصرت على أبناء الوجهاء ، وبعد جلوسه على الكرسي البابوي ، وسع مساحتها حتى تستوعب أكبر عدد من التلاميذ ، وإفتتحها رسمياً بحضور وجهاء الدولة في سنة 1855م ، وكان يقوم بكل مطالب التلاميذ من دفع مرتبات المدرسين ، وإختارهم من المهرة في تعليم اللغات الحية من عربية وتركية وفرنسية وإنجليزية وإيطاليا ، مع كافة المواد الأخرى التي أقرتها برامج المدارس الحكومية ، وجعل فيها التعليم والكتب والأدوات بالمجان.


الكنيسة المرقسية بالأزبكية


خطة الإصلاح الشاملة للبابا كيرلس الرابع
بعد أن إستقر البابا " كيرلس الرابع " في منصبه كمطران عام لجميع تخوم الكرازة المرقسية بدأ بهمة لا تعرف الكلل في تنفيذ مخططه الإصلاحي دون حساب لما يدور حوله ، فوجه إهتمام إلى نشر التعليم بين أبناء شعبه ، وكتب في ذلك منشورا مطولا ينتقد فيه طرق تعليم النشء في الكتاتيب التي يديرها عرفاء فاقِدوا البصر، وجعل يحث الأراخنة والمعلمين وأرباب الحرف على المساهمة في جمع المال لإنشاء المدارس النظامية لتهذيب البنين والبنات ، ونشر المعارف الصحيحة في كل البلاد ، فاستجاب الشعب لرغبته ، وإنهالت العطايا عليه ، فبلغ ما جمعه من تبرعات لهذا المشروع 44106 فرشًا ، وبالطبع كان لهذا المبلغ قيمته في تلك الفترة.
ومن أهم الأعمال التي قام بها البابا " كيرلس الرابع " خلال فترة باباويته للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، ما يلي بالتفصيل :
https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/110-cyril-iv.html
البابا كيرلس الرابع
 ( أبو الإصلاح )
1- أعمال الإصلاح في مجال التعليم وإحياء اللغة القبطية
لقد كان أول عمل قام به البابا " كيرلس الرابع " هو بناء المدرسة الكبرى للأقباط وكانت إلى فترة وجيزة موجودة في فناء البطريركية القديمة بالدرب الواسع ، كما إشترى عدة منازل قديمة ، ثم قام بهدمها ، وأقام على أنقاضها مدرسة مسيحية ويقال أنه أنفق في بنائها 600 ألف قرشًا ، فكان بناؤها موجباً لإجماع الجميع على اختياره بطريركًا، وطلبوا من قنصل إنجلترا معاونتهم على ذلك لدى عباس باشا الأول ، واخذ فعلا موافقته بحضور الأساقفة ما عدا أسقفي أخميم وأبو تيج. 
ولكن على الرغم من كل تلك المساعي التي بادر بها البابا " كيرلس الرابع " من أجل دفع عجلة التقدم العلمي ، والنهوض بالمجتمع القبطي ثقافياً وعلمياً وفكرياً ،  فقد كان إقبال الأقباط على التعليم في مدرسة الأزبكية (مدرسة الأقباط الكبرى) - محدود جداً ، فلم يزد عدد طلبتها على مائة وخمسين طالبًا ، وكان المُشار إليهم في تعليم الأطفال حينئذ جماعة من العرفان ، فلما أحسوا بما أجراه البطريرك سعوا يلقون بالفتنة ضده في البر، وجعل هؤلاء العرفاء يوهمون أهالي الأولاد بأن بين البطريرك والوالي عقدًا على أن يجند له من الأولاد ألوفًا. 
وكان إذا وصل الدار البطريركية شيء من الأدوات المدرسية بكوا وناحوا، وقالوا هذه آلات للحرب! وإذ رأى البابا كيرلس الرابع هذا الخطر يتزايد من جراء إشاعات هؤلاء العرفان، بدأ يستميلهم بأن أشركهم في مراحل التعليم الأولى في الدارس التي أنشاها، فلم تمض مدة حتى بدأوا يرتلون بحمده ويستديروا مائة وثمانين درجة! .
وقد كلف أحد قسوس الكنيسة الكبرى بالأزبكية (القمص تكلا) ، وكان يجيد الألحان بأن يختار من بين التلاميذ ، عددًا من ذوى الأصوات الحسنة ، وعهد إليه بتعليمهم ، وأعد لهم ملابس خاصة ، ليقوموا بالخدمة في الكنيسة القبطية ، مما دفع الأهالي للإعجاب بالمشروعات ، ودفعوا أولادهم على الإلتحاق بمدارسه والانتظام فيها.
وقد تخرج من مدرسة الأزبكية عدد كبير أيضاً ، وإتفق إنشاء مصلحة السكك الحديدية بمصر ، فدخلوها موظفين ، وإنتشروا في محطاتها ، وكانوا يؤدون أعمالهم باللغة الإنجليزية، وعمل بعضهم في البنوك وعند التجار لمعرفتهم باللغات الأجنبية.
كما قام أيضاً ببناء مدرسة قبطية في حارة السقايين ، حيث أدرجت خلالها مبادئ تعليم اللغة القبطية لأول مرة .
وكان يقوم هو نفسه بإلقاء بعض الدروس التاريخية والأدبية على الطلبة مما يناسب إدراكهم وسنهم ، وجعل تعليم اللغة القبطية إجباريًا مع الإشراف على ذلك بنفسه ، وإذ رأى أن بعض الطلبة من جهات بعيدة يتكبدون مشقة الحضور إلى المدرسة أنشأ لهم مدرسة بحارة السقايين كان يزورها كل أسبوعين ، كما أنشأ بحارة السقايين مدرسة أخرى للبنات ، فكانت أول لفته في مصر لتعليم البنات ، حيث كانت البنات تعانى من قبل من الجهل وعدم العناية بها.
ولذلك ، فيحسب للبابا  " كيرلس الرابع " - كونه الأسبق في القيام بهذه الخطوة من أجل النهوض باللغة القبطية ، وإحياءها من جديد ، حيث أنه قام بإصلاح النطق بحروفها ، وذلك بمساعدة أحد مدرسي اللغة اليونانية في المدرسة العبيدية ، فنبغ في مصر وقتها كثيرون كان في مقدمتهم ، المعلم عريان جرجس مفتاح - القمص فيلوتاوس إبراهيم عوض - برسوم إبراهيم الراهب - فانوس ميخائيل جرجس - الدكتور إبراهيم بك حلمي من مركز صحة السويس.

2 - إدخال منظومة الطباعة لأول مرة في البطريركية 
عندما إنتظمت مدارس البنين والبنات التي أنشأها البابا " كيرلس الرابع " ، رأى أن رسالتها لا تكتمل إلا بوجود مطبعة تتولى طبع الكتب المدرسية ، وما تحتاج إليه الكنيسة من الكتب الدينية على إختلاف أنواعها وشتى مجالاتها ، وكانت حتى ذلك الحين تعتمد على الكتب المخطوطة التي حرفها النساخ أو كتبوها بخطوط رديئة تصعب قراءتها ، فكلف صديقًا له يدعى رفلة عبيد الرومي بشراء مطبعة من أوربا وفعلا حقق له رفلة رغبته ، وإشترى له مطبعة من إيطاليا ، وصلت ميناء بولاق وكان يومها في دير الأنبا انطونيوس بالصحراء الشرقية ، فكتب إلى وكيل البطريركية بالقاهرة بأن يستقبلها في زيه الكهنوتي ، ويكون الشمامسة بملابسهم الكهنوتية ، وهم يرددون ألحان الفرح والسرور، ولما عابه البعض على ذلك بعد مجيئه من البرية ، أجابهم لو كنت حاضرا فور وصولها لرقصت أمامها كما رقص داود النبي أمام تابوت العهد.


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/110-cyril-iv.html
أأقدم نسخة تمت طباعتها للكتاب المقدس في مصر

2 - إصدار لائحة لتنظيم أحوال مجتمع الكنيسة القبطية 
وكان من إصلاحاته المبكرة أيضاً أن أصدر أيام أن كان مطراناً على مصر منشوراً في 23 أغسطس 1853 م يوصى فيه بالآتي :

1- منع الكهنة من عمل عقد أملاك عند إجراء الخطوبة حتى تترك فترة للتعارف.
2- تحذير الكهنة من تزويج البنات القاصرات.
3- تحذير تزويج النساء المترملات المتقدمات في السن من الشباب.
4- تحتيم أخذ رضاء وموافقة الزوجين قبل الإكليل المقدس.

3 - الإهتمام بترميم وتوسيع الكنائس والأديرة القديمة 
لقد وضع البابا " كيرلس الرابع " مهمة ترميم وإعادة بناء الكنائس والأديرة القديمة في مقدمة خطة الإصلاح الشامل للكنيسة القبطية ، وفي هذا الإطار ، قام بترميم الكنائس القديمة ، والأديرة الأثرية ، وقام بإعادة ما تخرب منها ، فأعادها إلى ما كانت عليه، ولما رأى صعوبة تحمل مساكن حارة السقايين والجهات القريبة منها المشاق لحضور الصلاة في الكنيسة المرقسية بالأزبكية سعى لدى سعيد باشا سنه 1572 ش. ليحصل على إذن ببناء كنيسة في تلك الجهة ، فصدر له في 5 ربيع الأول 1272 هجرية ، فكرس مكاناً بمنزل رجل شهرته القيصاوى ليكون كنيسة إلى حين التمكن من بناء جديد ، وأقام أول صلاة شكر في تلك الكنيسة ، وبقيت كذلك إلى أن بنيت الكنيسة الحالية في عام 1881 م.
أما كنيسة البطريركية بالدرب الواسع بالأزبكية ، فقد وجد مبناها الذي كان قد بناه المعلمان إبراهيم وجرجس الجوهرى ضيقًا متواضعًا ، وأن عمارتها ضعفت ومهدده بالإنهيار ، فقام بهدمها من أساسها ، ووضع تصحيحًا يليق بكاتدرائية كبرى تليق بمركز الرئاسة وترفع من شأن قومه أمام الجاليات الأجنبية ، وإحتفل بوضع أساسها يوم الخميس 6 مايو 1858 بحضور كثيرين من وجهاء مصر وكبار رجال الدولة ، إلا انه مات أثناء بنائها ، فأكملها خليفته البابا ديمتريوس الثاني.

4 - زياراته الرعوية للخارج [ زيارته لكنيسة الحبشة ]
وقع في أيام البابا " كيرلس الرابع " خلاف بين الحكومتين المصرية والحبشية بسبب تعيين الحدود بينها ، وقيل أن السلطان عبد المجيد العثماني - هو الذي أوعز إلى سعيد باشا خديوي مصر بأن يرسل بطريرك الأقباط إلى البلاد الحبشة ، لعقد إتفاق بينه وبين ثيودور ملك الحبشة ، والذي كان قد تعدى على بعض نقاط الحدود في إقليم هرر ، وحدثت مشاكل للتابعين في ذلك الوقت للحكومة المصرية العثمانية ، فجهزت له باخرة

5 - إنشاء أول مكتبة قبطية
عقب هذا التقدم والنجاح العلمي والديني ، وجه نظره نحو إنشاء مكتبة تجمع الكتب النفيسة ، فوجد في الدار البطريركية كثيراً من الكتب المهملة دون عناية ، وبها كتب نفيسة للغاية ، فجعل يصلح نظمها وتنظيمها ووضعها في مكان خاص بها أخذ يجمع من خزائن الأديرة الكتب الثمينة والسجلات المهمة لوضعها في المكتبة ، كما أمر بتصحيح الكثير من كتب الكنيسة ، حيث كانت تضم كثيراً من الحشاوي والتخاريف فأصلحها وضبطها.

6 - الموافقة على إتاحة التجنيد للأقباط 
عندما تولى سعيد باشا الحكم ، واجهته مشاكل متعددة فيها الجيش والتجنيد ، فجعل التجنيد إجبارياً على كل المصريين ، وَشَنَّ نظامًا للإقتراع يدعى بموجبه كل المصريين بلا فارق بينهم لحمل السلاح حتى الأقباط ، وقد رحب البابا " كيرلس الرابع " بهذا ليكون القبطي مواطناً لأخيه المسلم ، ويكون هذا مُبررًا لرفع الجزية التي كانت تدفع بدعوى الدفاع عن المسيحيين ، وان كان الأقباط قد خافوا ووقعوا ضده في هذا ، إلا أنه إستمر في موقفة وشجع سعيد باشا على هذا ، ليكون للمسيحي شرف الجندية ، وشرف المواطنة كمصري.

7 - الإرتقاء بشأن المرأة والإهتمام بتعليمها
كانت المرأة في ذلك الوقت تعد من سقط المتاع ، إلا في مجال الأمومة، فجاء البابا كيرلس الرابع ليغيرها ، فأصبحت شريكة الرجل في كل أطوار حياته، وعمل على تعليمها وتهذيبها في مدرسة خاصة بها ، وكانت الأولى في مصر ، وقد اقتدت الحكومة به، ونظرت إليه كرائد إجتماعي ، وفُتحت بعده مدارس البنات ، كما حفظ للمرأة كرامتها فلم يكن يسمح بالطلاق إلا لعلة الزنا تطبيقاً لمبدأ الإنجيل، كما كان يوصي أولاده المسيحيين بعدم التفريق بين الأثنيّ والذكر في الميراث فهم سواء لأن الله لا يميز بين روح الرجل ، وروح المرأة.

8 - رسامة أساقفة على بعض الإيبرشيات
لقد قام البابا " كيرلس الرابع " الخلال فترة باباويته للكنيسة القبطية ، برسامة عدد من الأساقفة على بعض الإيبرشيات ، من أجل القيام على أمور الخدمة فيها ، كما قام أيضاً بتعيين بعض من الأساقفة على رئاسة بعض الأديرة ، وفيما يلي بياناً بتلك الرسامات الأسقفية التي قام بها :
أولاً : الأساقفة الذين رسمهم : قائمة الآباء الأساقفة الذين قام برسامتهم قداسة البابا كيرلس الرابع البطريرك رقم 110 .
ثانياً :  رؤساء الأديرة : القمص عبد القدوس رئيس دير السريان، والقمص حنا رئيس دير البراموس ، والقمص جرجس كاهن دير أبو مقار وإذ كان جماعة الأحباش لا يحبون القس داود ، ولم يرضوا عن رسامته إجتمعوا مع بعض العامة وبأيديهم العصي ودخلوا الكنيسة قبل إتمام الرسامة ، وصاحوا في وجوه المصلين بالسب والشتم، وإشتد الهياج ، فهرب الأساقفة ، وتعقب الأحباش القس داود ليقتلوه فاختفي، ولكن الكتلة كانت قد إتحدت على رسامته مطرانًا ، فرشم في اليوم الثاني باسم كيرلس وكان ذلك في يوم 10 برمودة 1569 / 1853 م.

9 - المطالبة بالعمل بالتقويم القبطي
ومن الأعمال النافعة التي حققها البابا " كيرلس الرابع " أيضاً ، أنه أقنع الحكومة القائمة على شئون البلاد في ذلك الوقت ، بإستعمال التاريخ القبطي، وقال في ذلك صاحب كتاب التوقيعات الإلهامية (في إبتداء 21 شوال سنه 1271 هـ. استعملت التواريخ القبطية بحسابات مصر) - أي من أول أبيب 1571 شهداء الموافق 7 يوليو 1855 م ، وبقى مستعملاً إلى أن أبدل بالتوقيت الإفرنجي من أول ديسمبر 1875 م.


أهم الأحداث المعاصرة 
ظهور الحركة اليسوعية ومحاولة ضمها للكنيسة الحبشية 
لما صدر الفرمان السلطاني في 18 فبراير سنه 1856 بمساواة كل المواطنين والتمتع بكافة الحقوق، قام البابا كيرلس الرابع وتقدم إلى الوالي يطلب منه تطبيق نصوص الفرمان على جميع المصريين فوعده الباشا بذلك، ولكن عندما رآه يماطل في تنفيذه ، إستاء من تهربه وَتَوَجَّه إلى دير الأنبا انطونيوس ومعه الأنبا كلينيكوس بطريرك الروم الأرثوذكس الذي كانت تربطه به صداقة قويه ، ومكثا هناك قرابة ستة أشهر ، فإنتهز قنصل فرنسا هذا الخلاف ، وعرض على البطريرك تسوية الأمر بينه ، وبين أمير البلاد شريطة أن يسمح للرهبان اليسوعيين بتأسيس مراكز تبشيرية في الحبشة إلا أن البابا رفض هذه الوساطة التي لا تتفق ومصلحة الكنيسة.

دور البابا كيرلس الرابع في الصلح بين مصر والحبشة
قام البابا " كيرلس الرابع "  في خلال فترة جلوسه على الكاتدراء الباباوي المرقسي بالقيام بمهمة سياسية ، بدون أن يدرى به أحد إلا الذين رافقوه في السفر وبعض خدامه ، وألفت النظر هنا إلى أن الكنيسة القبطية لا تعمل بالسياسة أصلا ولا تتدخل فيها إلا إذا طلب منها ، وأن تنفيذها للسياسة في حدود ما تكلف به فقط ويقود إلى حياتها الدينية كما هو موضوع بها.
وقد سافر البابا " كيرلس الرابع " رغم أن السفر كانت تعلوه الكآبة ويشوبه التشاؤم من هذه السفرية ، وكان يرافقه اثنان من أغوات المنزل (جمع أغا)، فانتهز فرصة طول السفر وتعلم منهم التركية.
ولما علم النجاش بقدومه خرج لملاقاته بموكب حافل على مسيرة ثلاثة أيام من عاصمة مملكته ، وطلب منه أن يمسحه ملكاً بحضور جميع ملوك الحبشة، وكان في الحبشة بعض من المرسلين الإنجليز المرسلين من (جمعية التبشير بالإنجيل) لبث تعاليم ما رتبه لوثر كينج البروتستانتية بين الأحباش، وقد تقربوا من النجاش بعمل المدافع وصنع الأسلحة لحبشة، وتعليمهم فنون الحرب والقتال ، حتى سأل إليهم وأعطاهم الحرية ليجولوا في كل مكان ، فكانوا يعبثون بطقوس الكنيسة القبطية ، ولم يفلح مطران الحبشة في مقاومتهم ، فإنتهز فرصة وجود البطريرك ورفع أمرهم إليه ، فبعد إنقضاء الأفراح ، طلب البطريرك من النجاش أن يرد لبلاد مصر ما أخذه منها ، فأجابه إلى طلبه بسرور زائد، ثم كلمه بشأن المرسلين الإنجليز وطلب منه ترحيلهم ، فإعتذر بكونهم يعلمون جنوده فنون الحرب ، فأفهمه أن الحال غير داعية للحرب، فأمر النجاش بإخراج المرسلين من بلاده ، فحقدوا على البطريرك ، وعملوا على الانتقام منه.
وكان البطريرك قد بعث يطلب من سعيد باشا أن يسير إليه بعض الصناع والمعلمين، فدس إليه قنصل الإنجليز ، بأن كيرلس هذا يريد أن يسلم بلاده إلى النجاش ، وما زال سعيد باشا حتى قام إلى الخرطوم بجيش عظيم ، وفي الوقت نفسه كان الإنجليز يحيكون مكيدة أخرى ضد كيرلس لدى النجاش ، فدسوا عليه أنه قدم لطرد الإنجليز الذين كانوا يعدون لك الآلات الحربية ليمكن والي مصر منه ، وقد حمل إليه من قبل سعيد باشا كسو (كساء) مسموماً إذا ما لبسته قضي عليه! ، وكان فعلاً من بين الهدايا التي قدمها البابا كيرلس للنجاش برنسا مزركشا بالجواهر الكريمة ، فهاب النجاش الأمر ، لاسيما لما علم بقدوم سعيد باشا بجيشه إلى الخرطوم ، فأمر بسجن البطريرك وضيق عليه الخناق ، وخشية من أن يفلت البطريرك ، ويمسح ملكاً آخر للحبشة سواه ، إصطحبه معه ، فكان يسوقه أمامه في كل مكان يحل به محاطا بالحراس ، وكان إذا جلس يقف أمامه ، ويبكته بأغلظ الألفاظ.
زيارة البابا كيرلس الرابع الرسمية للحبشة


وقد تمكن البابا " كيرلس الرابع " من أن يصل إلى والدة النجاش ، وكانت تقية ورعة، وأفهمها بحقيقة الأمر ، فتوسلت إلى ولدها من جهته ، فسمح له أن يدافع عن نفسه، فتمكن من إقناعه بجليل مقاصده ، ومن ثم طلب أن يلبس الثوب الذي ارتاب فيه فلبس البطريرك مدة يومين دون أن يصاب بأذى، ولبسه رجل محكوم عليه بالإعدام مدة ثلاثة أيام فلم يصبه سوء، وكان النجاش قد أمر بحرم البطريرك حياً ، فعفي عنه، وأرسل البطريرك إلى سعيد باشا أن نجاحه متوقف على رجوعه من حيث أتى ، فرجع سعيد باشا إلى مصر بقواته من الخرطوم ، وهنا عرف النجاش حقيقة الموقف ، واعتذر للبطريرك على سوء فعلته وذلك برفع حجر على رأسه كعادة الأحباش ، وكان قد مر أكثر من سنه منذ خرج الأنبا كيرلس من مصر ولم يرد عنه خبر أو يسمع عنه شيء ، وكان الناس قد قلقوا عليه كثيرًا ، وبعد سنه وأربعة أشهر حل مكتوب منه ينبئ بأنه وصل إلى الخرطوم ومعه إثنان من رجال حكومة الحبشة ، أحدهما قسيس الملك والثاني وزيره، فسر الشعب بعد أن ظنوا أنه مات ، ووصل إلى القاهرة في 17 أمشير 1574 ش ، وقد إستقبل إستقبالاً عظيماً.
ولما وصل الأنبا أندراوس إلى إثيوبيا ، وجد المشاكل التي تركها سلفه متفاقمة، فكتب للبطريرك بطرس السابع يشرح له أوجه الخلاف ، ويسأله المعونة في تصفية هذه المشاكل ، فأرسل إليه القس داود رئيس دير الأنبا أنطونيوس وحمله رسالتين واحدة للمطران والأخرى للشعب الإثيوبي (الحبشي) فسافر القس داود الصوامعي سنه 1851 وإصطحب معه القس برسوم الأنطونى ، الذي صار فيما بعد مطرانًا للمنوفية باسم الأنبا يؤانس، وقد حاول القس داود أثناء وجوده في الحبشة أن يحل المشاكل العقائدية القائمة بين المطران والشعب ، وأن يضع حدًا حاسمًا لمشكلة دير السلطان الذي تتنازعه الكنيستان ، إلا أنه لم يتوصل إلى تسوية قاطعه في كلا الأمرين ، وكان للأسف للقنصل الإنجليزي يدًا في هذا النزاع ، لدرجة أنه أثار النجاش عليه فأخر موعد عودته إلى مصر وضايقه إلى حد ما، ثم سمح بعد ذلك بالسفر، فعاد إلى القاهرة في 17 يوليو 1852م - بعد أن قضى هناك سنه وبضعة أشهر.
وفيما بعد نقم الأحباش على الأنبا إندراوس ، فأودعوه السجن ، حيث ظل فيه إلى أن تنيَّح بسلام 1867م .

الملوك المعاصرون للخدمة
تابع فترة حكم الأسرة العلوية 
الخديو عباس حلمي الأول
1848 م – 1854م

عباس حلمي الأول

مقدمة
هو عباس حلمي الأول بن أحمد طوسون باشا بن محمد علي باشا. 
ولد بمدينة جدة عام 1813 م ، ثم إنتقل لاحقًا إلى القاهرة ، بذل جده محمد علي شيئا من العناية في تعويده ولاية الحكم ، إذ كان أكبر أفراد الأسرة العلوية سنًا وبالتالي أحقهم بولاية الحكم بعد عمه إبراهيم باشا ، فعهد إليه بالمناصب الإدارية والحربية. فتقلد من المناصب الإدارية منصب مدير الغربية ، ثم منصب الكتخدائية التي كانت بمنزلة رئاسة الناظر. 
ولم يكن في إدارته مثلًا للحاكم البار بل كان له من التصرفات ما ينم عن القسوة، وكان يبلغ جده نبأ بعض هذه التصرفات ، فينهاه عنها ، ويحذره من عواقبها ولكن طبيعته كانت تتغلب على نصائح جده وأوامره. 
ومن الجهة الحربية ، فقد إشترك مع عمه إبراهيم باشا في الحرب بالشام، وقاد فيها إحدى الفيالق ، ولكنه لم يتميز فيها بعمل يدل على البطولة أو الكفاءة الممتازة. وبالتالي لم تكن له ميزة تلفت النظر، سوى أنه حفيد رجل أسس ملكًا كبيرًا فصار إليه هذا الملك، دون أن تؤول إليه مواهب مؤسسة ، فكان شأنه شأن الوارث لتركة ضخمة جمعها مورثه بكفاءته وحسن تدبيره وتركها لمن يخلو من المواهب والمزايا. 
وكان عمه إبراهيم باشا لا يرضيه منه سلوكه وميله إلى القسوة ، وكثيرًا ما نقم عليه نزعته إلى إرهاق الآهلين ، حتى إضطره إلى الهجرة لمكان ولادته جدة وبقي هناك إلى أن داهم الموت عمه إبراهيم باشا.

بداية الحكم  
تولى عباس حلمي الثاني الحكم لمدة خمس سنوات ونصفًا، وكان يبدو خلالها غريب الأطوار، شاذًا في حياته ، كثير التطير ، فيه ميل إلي القسوة، سيئ الظن بالناس، ولهذا كان كثيراً ما يأوي إلى العزلة ، ويحتجب بين جدران قصوره. وكان يتخير لبنائها الجهات الموغلة في الصحراء أو البعيدة عن الأنس ، ففيما عدا سراي الخرنفش وسراي الحلمية بالقاهرة ، حيث بنى قصرًا بصحراء الريدانية التي تحولت إلى العباسية أحد أشهر أحياء القاهرة ، والتي سُميت من ذلك الحين بإسمه ، وكانت في ذلك الوقت في جوف الصحراء ، وقد شاهد الميسو فرديناند دي لسبس هذا القصر سنة 1855 فراعته ضخامته وذكر أن نوافذه بلغت 2000 نافذة ، وهذا وحده يعطي فكرة عن عظمة القصر وإتساعه ، فكأنه بنى لنفسه مدينة في الصحراء ، كما بنى قصرًا آخر نائيًا في الدار البيضاء الواقعة بالجبل على طريق السويس ، ولا تزال آثاره باقية إلى اليوم. وقصر بالعطف ، كما بنى قصرًا في بنها على ضفاف النيل بعيدا عن المدينة ، وهو القصر الذي قتل فيه.
فردينان ديلسبس

سياسته الخاصة في الحكم
وقد أساء الظن بأفراد أسرته ، وبكثير من رجالات محمد علي باشا وإبراهيم باشا وخيل له الوهم أنهم يتآمرون عليه فأساء معاملتهم ، وخشي الكثير منهم على حياتهم فرحل بعضهم إلى الأستانة والبعض إلى أوروبا خوفًا من بطشه ، وإشتد العداء بين الفريقين طول مدة حكمه ، وبلغ به حقده على من يستهدفون غضبه أنه حاول قتل عمته "الأميرة نازلي هانم" ، وإشتدت العداوة بينهما حتى هاجرت إلى الأستانة خوفًا من بطشه. 
وقد سعى إلى أن يغير نظام وراثة العرش ليجعل ابنه إبراهيم إلهامي باشا خليفته في الحكم بدلًا من عمه محمد سعيد باشا ، ولكنه لم يفلح في مسعاه ونقم على عمه سعيد الذي كان بحكم سنه وليًا للعهد ، وإتهمه بالتآمر عليه ، وإشتدت بينهم العداوة حتى إضطره أن يلزم الإسكندرية ، وأقام هناك بسراي القباري.

مساوئ الحكم
إنتشار الجاسوسية 
لقد إنتشرت الجاسوسية في عهده إنتشارًا مخيفًا ، فصار الرجل لا يأمن على نفسه من صاحبه وصديقه ، وكان من يغضب عليه ينفيه إلى السودان ويصادر أملاكه. 
وكان ينفي المغضوب عليهم إلى أقصى السودان من الأمور المألوفة في ذلك العصر. 
وكان مولعًا بركوب الخيل والهجن ، ويقطع بها المسافات البعيدة في الصحراء ، وله ولع شديد بإقتناء الجياد الكريمة ، حيث كان يجلبها من مختلف البلاد ويعني بتربيتها عناية كبرى، وبنى لها الإصطبلات الضخمة وأنفق عليها بسخاء شأنه شأن هواة الخيل.


تراجع مظاهر النهضة بالدولة المصرية
 يختلف عهد عباس حلمي الأول عن عصر محمد علي ، وذلك فيما يتعلق بحركة النهضة والتقدم والنشاط التي إمتاز بها هذا العصر ، حيث أنها قد تراجعت في عهده ، وهناك ظاهرة أخرى للفرق بين العهدين ، إذ أن محمد علي كان يستعين بذوي العلم والخبرة من الفرنسيين في معظم مشاريع الإصلاح لكنه لكونه لم يفكر في تعهد هذه الإصلاحات قام بإقصاء معظم هؤلاء الخبراء واستغنى عنهم ، وقد تضاءل النفوذ الفرنسي في عهده ولم يعد إلى الظهور إلا في عهد محمد سعيد باشا. 
وعلى العكس من إنحسار النفوذ الفرنسي ، فقد بدأ النفوذ الإنجليزي في عهده على يد القنصل البريطاني في مصر "مستر مري" ، حيث كان له تأثير كبير عليه وله عنده كلمة مسموعة. 
ولا يُعرف حتى الأن السبب الحقيقي لهذه المنزلة سوى أنه نتيجة المصادفة ، إلا أنه قيل إنه كان يستعين به في السعي لدى الحكومة العثمانية بواسطة سفير إنجلترا لتغيير نظام وراثته العرش كي يؤول إلى ابنه "إلهامي" ، وفي رواية أخرى أنه كان يستعين به وبالحكومة الإنجليزية ليمنع تدخل الدولة العثمانية في شؤون مصر، إذ كانت تريد تطبيق القانون الأساسي المعروف بالتنظيمات على مصر.

علاقته بالمذهب السلفي
كان عباس حلمي الأول مؤيدًا للشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وقام بتهريب أحد أبنائه أثناء وجوده في السجون المصرية بعد أسره في المعركة التي خاضها إبراهيم باشا ضد الدولة السعودية الأولى. 
كما قام بإحياء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مصر.

الخديو محمد سعيد باشا
 1854 م – 1863 م
 محمد سعيد باشا


مقدمة
هو محمد سعيد باشا (1237 هـ / 1822 - 1279 هـ / 18 يناير 1863) م ، والي مصر من سلالة الأسرة العلوية .
وكان الإبن الرابع لمحمد علي ، تلقى تعليمه في باريس ، وكان ذا نزعة غربية.

بداية الحكم 
لقد تولى محمد سعيد باشا مقاليد الحكم في مصر بدايةً من يوم 24 يوليو 1854 إلى وحتي وفاته في يوم 18 يناير 1863 م - تحت حكم الدولة العثمانية. 

أهم أعماله وإنجازاته في الحكم 
من أهم الأعمال التي تمت في خلال فترة حكم محمد سعيد باشا - نورد مايلي :
  • تأسيس البنك المصري في عام 1854م. 
  • إعطاء فرديناند دي لسبس الموافقة على حفر قناة السويس.
بدأية أعمال الحفر في مشروع إنشاء قناة السويس
  • قام بإغلاق المدارس العليا (الكليات) التي أنشأها والده محمد علي باشا ، وقال بعد إغلاقها.
  • قام بتخفيض الضرائب على الأراضي الزراعية ، وأسقط المتأخرات عن الفلاحين ومنحهم حق تملك الأرض وذلك طبقًا للقانون الذي أصدره في 5 أغسطس 1858.
  • تطهير ترعة المحمودية.
  • إتمام سكة حديد القاهرة - الإسكندرية والذي بدأ العمل به في فترة حكم عباس حلمي الأول.
 نموذج لأول قطار سكة حديد ظهر في مصر في عهد الخديو محمد سعيد باشا
  • الإهتمام بتطوير منظومة بالملاحة التجارية الداخلية والخارجية، فأنشأ شركتين للملاحة أحداهما نيلية أسهها عام 1854م ، والأخرى بحرية أسسها عام 1857.
  • قصر مدة الخدمة العسكرية ثم عممها على جميع الشبان على اختلاف طبقاتهم، فجعل متوسط الخدمة سنة واحدة وبذلك أدخل في نفوس الناس الطمأنينة على مصير أبنائهم المجندين.
  • أصدر لائحة المعاشات للموظفين المتقاعدين.
  • أصلح مجلس الأحكام ، وقام بعدة تغييرات في هيكله.
  • أصلح القضاء الشرعي.
  • منع نقل الآثار المصرية ـ وأمر بجمعها في مخازن أعدت لها في بولاق.
  • أنهى الإختلاط الذي كان متبعًا في التقويم ، حيث كان هناك التقويم الهجري والميلادي والقبطي ، فحدد لكل وظيفته.
  • إلغاء الجزية على أقباط مصر.
الحروب المعاصرة لفترة الحكم 
وقائع حرب المكسيك 
بسبب ميوله نحو إمبراطور فرنسا نابليون الثالث مما جعله يلبي دعوته ، حينما طلب منه أن يمده بقوة حربية مصرية لتعاون الجيش الفرنسي بهذه الحرب .

مساوئ حكم محمد سعيد باشا
فتح الباب للتدخل الأجنبي في الشأن الداخلي
لقد شهدت مصر في عصره بدايات التدخل الأجنبي ، وذلك عن طريق القروض الأجنبية وإمتياز قناة السويس .
وقد إعتمد سعيد باشا على رؤوس الأموال الأجنبية ، فإستدان من البيوت المالية الأوروبية ، وبذلك بدأت الأزمة المالية حيث عقد في 1862 م .
وقد تمثلت عقود الإقتراض في التالي :
1 - أول قرض كان من أحد البنوك البريطانية ، ثم إندفع سعيد باشا بعد ذلك في الإستدانات ، فلجأ للمرابين يستدين منهم مقابل سندات على الخزانة المصرية.
2 - إمتياز قناة السويس : منح سعيد باشا فرديناند دليسبس عقدين لإمتياز قناة السويس - حيث كان :
الإمتياز الأول نوفمبر 1854م ، يقضي بمنحه إمتياز تأسيس شركة عامة لحفر قناة السويس وإستثمارها لمدة 99 عاما من تاريخ افتتاح القناة للملاحة
الامتياز الثاني يناير 1856 م ، وقد جاءت شروطه مجحفة لمصر والمصريين حيث كانت أهم شروطه :
1- تمنح الحكومة الشركة الحق في : 
أ - انشاء قناة السويس .
ب - إنشاء ترعة المياه الصالحة للملاحة النيلية ، وقد سميت بترعة الاسماعيليه فيما بعد ، والتي تستمد مياهها من النيل ، وتصب في قناة السويس * انشاء فرعين للري والشرب يستمدان مياههما من ترعة الإسماعيلية ، فرض ما تشاء من رسوم على السفن التي تمر في قناة السويس أو ترعة الإسماعيلية .


ترعة الإسماعيلية 
2 - تتنازل الحكومة المصرية للشركة مجـاناً عن جميع الأراضي المملوكة لها ، والمطلوبة لإنشاء قناة السويس ، وترعة الإسماعيلية .
3 - مد الإمتياز 99 سنة تبدأ من افتتاح قناة السويس وتصبح القناة بعدها للحكومة المصرية .
4 - يكون أربع أخماس (80%) العمال من المصريين ( أصبح ذلك شرط إلزاميا على الحكومة المصرية للشركة) .
5 - تحصل مصر على 15% من صافي الأرباح مقابل الأراضي والإمتيازات الممنوحة للشركة
6 - يصدق السلطان العثماني على إمتياز حفر قناة السويس شرطا لصحته .
وترتب على ذلك : فتح باب التدخل الأجنبي في شئون مصر - إرتباك الميزانية المصرية وتورط البلاد في الإستدانة من البنوك الأجنبية - عدم إستفادة مصر شيئاً من القناة في تلك الفترة ، فقد عادت أرباحها للشركة الأجنبية.
ولقد ظل الخديو محمد سعيد باشا متربعاً على عرش مصر ، حتي نياحة البابا  " كيرلس الرابع ". ، حيث عاصر البابا " ديمتريوس الثاني " .

نياحة البابا كيرلس الرابع وتفاصيل موته مسموماً
بعد أن قضي على الكرسي الباباوي المرقسي مدة 6 سنوات و7 أشهر و13 يومًا ، تنيح البابا " كيرلس الرابع " في ليلة الأربعاء 23 طوبه 1577 ش والموافق / 1861 م. 
وقد دفن جسد البابا " كيرلس الرابع "  بقبره الذي كان قد بناه لنفسه بالكنيسة الكبرى ، بعد أن قدم للكنيسة ، ولمصر كل هذه الأعمال الجليلة والإصلاحات الكبيرة ومن ثم دعي (أبو الإصلاح) .
لم ينسى الإنجليز له موقفه هذا ، فدبروا له مأساة محزنه لقاء إيعازه للنجاش بطرد تابعيهم من الحبشة ، ولم يمكنهم من أخذ السلطان ، كما إشتد غيظ الإنجليز عندما علموا أنه ينوى توحيد الكنائس الأرثوذكسية ، فبعد رحيل وزير نجاش إلى الحبشة شعر البابا كيرلس بتغير محمد سعيد باشا عليه ، وإتفق انه إصطحب معه بطريركي الروم والأرمن إلى دير القديس انطونيوس ، ترويحًا عن أنفسهم ، فانتهز القنصل الإنجليزي ودس له عند سعيد باشا بأنه يريد توحيد الكنائس تحت حماية روسيا التي كانت مكروهة من السلطان ، ومن سعيد باشا ، فأرسل سعيد باشا إلى مدير مديرية بنى سويف يأمره بأن يستدعى البطريرك فورا، فاستمهله أيامًا، فاشتد غيظ سعيد باشا، ويروى التاريخ أنه كان في أحد الأيام أن جاء إلى البابا رسول من قبل محافظ مصر يستدعيه إلى الديوان لأمر لا يتم إلا بحضوره، فلم يقبل الذهاب، وصرف هذا الرسول بالحسنى فعاد إليه مرة ثانية وثالثة، فلم ير البابا بدا من الذهاب، واصطحبه وغاب ساعة وعاد ووجهه يقطر منه العرق، وقد نزلت به حُمى ، فعرف العلة وأشار بالدواء، فلم يأته حتى أتاه طبيب محمد باشا بأمر منه ، وأخذ في علاجه ، وظل يعالجه أيامًا، وقد اشتدت عليه الحمى وعظم مرضه، وفقد الرشد وسقط شعر رأسه ولحيته على وسادته وانحل جسده.. ومات.
ويروى من كانوا حوله ، أنه لم يقبل السم في القهوة لأنه سمعهم يتكلمون بالتركية وكان يفهمها، ورجع إلى قلايته حزينًا، حتى حضر إليه كل من صديقه ربيب الأرمن والخواجة حنا مسرة وأحضرا له طبيبًا قالا عنه أنه أمين، ولكنه دَسَّ له السم في الدواء، ولما شعر به يمزق أحشاءه من الألم سَلَّم أمرهُ لله وجعل يُرَدِّد: "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، بل خافوا مَنْ يقتل النفس".
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة

التصنيفات
تاريخ البطاركة201 مقالات تاريخية67 تاريخ الحضارة المصرية القديمة46 مقالات متنوعة27 مقالات في التاريخ24 تاريخ الكتاب المقدس23 أبحاث تاريخية21 مصر في العصر اليوناني21 تاريخ مصر القديم16 تاريخ مصر في العصر الروماني16 تاريخ الإمبراطورية الرومانية15 الاباطرة الرومان14 تاريخ مصر في عصر الإسلام14 تاريخ مصر في عصور الإسلام13 قسم المخطوطات13 تاريخ الحروب الصليبية | موسوعة شاملة في تاريخ الحملات الصليبية12 موسوعة الحروب الصليبية12 تاريخ البدع والهرطقات11 مقالات متنوعة في التاريخ11 موسوعة آباء الكنيسة11 أبحاث تاريخية | تاريخ المتاحف الكبرى في مصر والعالم10 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية10 موسوعة الكنائس والأديرة10 تاريخ الرهبنة المصرية9 تاريخ الكنيسة9 تاريخ الحروب الصليبية8 دراسات في تاريخ الكنيسة القبطية8 تاريخ الكون6 موسوعة الآباء الرهبان6 بطاركة الإسكندرية5 أبحاث تاريخية | تاريخ الجامعات المصرية4 تاريخ البطالمة4 تاريخ الحملات الصليبية | مشاهير قادة الجيوش الصليبية4 دراسات في التاريخ العربي الإسلامي4 مكتبة المرئيات4 أبحاث تاريخية | تاريخ الأسكندرية عبر العصور3 أبحاث تاريخية | حريق القاهرة في يناير عام 1952م3 تاريخ الجامعات المصرية3 تاريخ الحضارات الإنسانية الأولى3 تاريخ روما القديم3 تاريخ مصر في عصور الإسلام | العصر العثماني | الأسرة العلوية3 مصر في العصر الجمهوري3 مصر في العصر اليوناني | مقدمة3 أبحاث تاريخية | الإسكندر الأكبر2 أبحاث تاريخية | التاريخ المصري القديم2 أبحاث تاريخية | الحروب الصليبية في تاريخ مصر2 أبحاث تاريخية | المتحف المصري2 أبحاث تاريخية | تاريخ الكنيسة2 أبحاث دينية ولاهوت2 التاريخ الطبيعي للأرض2 تاريخ الانسان الاول2 تاريخ البطاركة | مقدمة عن تاريخ الكنيسة القبطية2 تاريخ الثورات في مصر2 تاريخ مصر في العصر الجمهوري2 تاريخ مصر في العصر الروماني | فصل خاص عن تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ما بعد الإسلام2 تاريخ مصر في العصر اليوناني2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأيوبية2 تاريخ مصر في عصر الاسلام | جرائم العرب المسلمين في مصر2 حياة الديناصورات2 مصر في عصر الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مصر في عصور الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مقالات في الدين2 أبحاث الكتاب المقدس1 أبحاث تاريخية | أكتشاف الصليب المقدس1 أبحاث تاريخية | تاريخ أقدم القصور في مصر والعالم1 أبحاث تاريخية | تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية | حياة الأسد المرقسي1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر21 أبحاث تاريخية | مقدمة عن تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية حصرية | الحملة الفرنسية على مصر1 أبحاث تاريخية حصرية | محمد على باشا الكبير | تاريخ الأسرة العلوية1 أبحاث في اللاهوت والعقيدة1 إنسان العصر الحجري ومراحل التطور | تاريخ الإنسان عبر العصور1 التاريخ الطبيعي وأوائل الكائنات1 العصر العثماني | إكتشاف حجر رشيد1 العصر العثماني | الحملة الفرنسية على مصر1 تاريخ الأرض الطبيعي1 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الغربية1 تاريخ العالم | القرن الرابع الميلادي1 تاريخ الكون وبداية نشأة الحياة على كوكب الأرض1 تاريخ الكون وبداية نشأة كوكب الأرض | فيديو أحدث الإكتشافات العلمية في مجال علم الفضاء1 تاريخ المسيحية في مصر1 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأموية1 تاريخ مصر في عصور الاحتلال | عصر الجمهورية1 جرائم العرب المسلمون في مصر | الكاتب / أشرف صالح1 حضارات ما قبل التاريخ | حضارات ما قبل الطوفان العظيم1 دراسات في الكتاب المقدس1 دراسات في تاريخ الإسلام1 دراسات في تاريخ العالم القديم1 قاموس القديسين والشهداء1 مصر عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية | الدولة العباسية الثانية1 مصر في العصر الإسلامي | مقدمة الكاتب أشرف صالح عن تاريخ العرب القديم ما قبل الإسلام1 مصر في عصر الإسلام1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الإخشيدية1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الطولونية | مقدمة عن الدولة الطولونية1 مصر في عصر الإسلام | العصر الأموي1 مصر في عصر الإسلام | العصر العباسي | الدولة العباسية الأولى1 مصر في عصر الإسلام | جرائم عمرو بن العاص | حرق مكتبة الأسكندرية1 مصر في عصر الإسلام | دراسات في تاريخ الإسلام وحكم مصر1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية الرابعة1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية1 مصر في عصر الإسلام | عصر المماليك البرجية الشركسية1 مصر في عصر الإسلام | مصر في عصر الخلفاء الراشدين1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة الأيوبية1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة العباسية الثالثة1 مصر في عصور الإحتلال |عصر المماليك1 مصر في عصور الإسلام | العصر الجمهوري1 مصر في عصور الإسلام | عصر الدولة العباسية1 مقتطفات من حياة البطاركة1 موسوعة أقباط مصر1 موسوعة أنبياء العهد القديم1 موسوعة المؤرخون الأوائل1 موسوعة مصر التاريخية الشاملة1 موسوعة مملكة الأرض الجغرافية1