أحدث المواضيع
U3F1ZWV6ZTQ4NjU0ODU1Mjc4NzIwX0ZyZWUzMDY5NTY4OTkzNzEzNA==
أحدث المواضيع
أحدث المواضيع

تاريخ البطاركة | 112 - البابا كيرلس الخامس - Cyril V | بطاركة القرن التاسع عشر / العشرين الميلادي


[ تابع : بطاركة القرن التاسع عشر / العشرين ]
112 - البابا كيرلس الخامس - Cyril V 
1874م - 1927م


مقدمة   
ولد البابا " كيرلس الخامس " في مدينة  تزمنت - مركز بني سويف ، في عام 1824م ، في ظل أسرة متدينة ذائعة الصيت في تلك البلدة ، وكان والداه قد هاجرا بعد ذلك من بلدتهما الأصلية ببني سويف ـ إلى مديرية الشرقية ، وتحديداً - في كفر فرج - ثم حدث بعد ذلك ، أن توفى والده ، وهو لم يزل طفلاً ، فتكفل به شقيقة الأكبر المعلم بطرس ، ولما بلغ سن الرشد رسمه الأنبا إبرام مطران القدس شماساً ، وكانت تبدو عليه دلائل التقوى والميل إلى الزهد ، والإنقطاع عن العالم ، ومحبة الكتب والقراءة ، فكان يتجنب أصدقاءه الشبان ويعكف على الروحيات.
وفي سنة 1843م ، رُسِمَ شماسًا ، وهو إبن إثنتي عشرة سنة ، فقام بخدمة الشماسية خير قيام. 
ولما كان ميالًا بطبعه الفطري إلى الزهد والتقشف وحب الوحدة ، فقد ترك العالم بكل مافيه من صخب وضوضاء تُعيٌق الروح عن الحياة مع الله بالصورة اللائقة ، وقصد دير السيدة العذراء الشهير بالسريان بوادي النطرون ، وهو لم يزل في العشرين من عمره - أي في سنه 1844 م - تردد بين أمرين : إما أن ينذر نفسه لله ويعيش بتولاً بين الرهبان ، أو يتزوج ويصبح أب أسرة، إلا أن الوازع الأول تغلب عليه ، فقصد دير السريان ، ولكن أسرته سعت لإرجاعه ورجوه ألا يتركهم ، إلا أنه ما لبث أن هرب ليعيش راهباً في دير البراموس ، وهناك تتلمذ للأب الشيخ الروحي القمص جرجس الفار - أب إعتراف الرهبان - وعلم أبوه بمكانه ، فحضر إليه وأخذه ، ولكن حب النسك الذي كان متملكًا عليه لم يدعه يلبث قليلاً ، فعاد إلى البرية وترهب في دير البرموس في سنة 1850 م ، فأحسن القيام بواجبات الرهبنة ، وإشتهر بالنسك والعفة والحلم حتى أصبح قدوة صالحة لسائر الرهبان ، فرسموه قساً في سنة 1851 م ، ثم قمصاً سنة 1852 م. 


البابا كيرلس الخامس

وكان عدد الرهبان في الدير في ذلك الوقت قليلاً جدًا ، وإيراد الدير يكاد يكون معدومًا ، فكان هذا الأب يكد ويجد في نسخ الكتب وتقديمها للكنائس ، ويصرف ثمنها علي طلبات الرهبان من أكل وكسوة وذاعت فضائله من علم وحلم وتقوي ، فرسم بطريركًا في 23 بابه سنة 1591 ش. (أول نوفمبر سنة 1874م) ، بإحتفالٍ مهيب ، فوجه عنايته إلى الإهتمام ببناء الكنائس وتجديد الأديرة والعطف علي الفقراء والعناية بشئون الرهبان. وفي سنة 1892 م ـ فضل أن يُنْفَي من أن يفرط في أملاك الرهبان ، كما نٌفِيَ معه الأنبا يؤنس مطران البحيرة والمنوفية ، ووكيل الكرازة المرقسية وقتئذٍ وبعد ذلك عاد الاثنان من منفاهما بإكرام وإحترام زائدين.


دوره في حياة الخدمة قبل الرسامة الباباوية
كان دير البراموس ببرية وادي النطرون آنذاك لم يزل يعانى من الفقر المُضجع ، وكانت إيراداته في أيدي الغير ، حيث كانوا يستأثرون بها ويستغلونها لأنفسهم ، حتى أن رهبانه كانوا يقتاتون على الترمس الذي كان مدخرًا في الأديرة منذ أيام المعلم إبراهيم الجوهري ! ، ولذلك كان عدد رهبانه قليل ، حيث وصلوا إلى أربعة رهبان ، أما هو فكان معهم ، فتعلم أصول الفضيلة ، ومن ثم إتفقت كلمتهم على ترقيته إلى درجة الكهنوت ، وكتبت له ترقية ، ورسم قسًا 1845 م - على يد الأنبا صرابامون أسقف المنوفية في حارة زويلة.
وبعد قليل طلبه الرهبان ليتولى إدارة شئونهم ، فتسلم تدبير مجمع الرهبان بدير البراموس ، فنجح لأنه احتقر نفسه ليرفع الرهبان ، وكان يوزع عليهم ما يكسبه من حرفة نسخ الكتب ، ومن هنا سمى " يوحنا الناسخ " ، وتحسنت أحوال الدير في عهده وزاد عدد رهبانه.
ولما فاح عطر سيرته الحسنة ، رغبت الأمة القبطية في إحضاره إلى القاهرة وتعيينه في رتبه أعلى ، فلم يقبل ، ولم يسمح كبار الرهبان بأن يتركهم ، إلى أن إستدعاه البابا " ديمتويوس الثاني " في عام 1855م ـ ورسمه إيغومانسًا ليكون مُساعدًا له في الكاتدرائية بالأزبكية ، إلا أن الرهبان في البراموس شق عليهم هذا ، فكتبوا يستعطفون البابا في رجوعه ، فأرجعه.

الجلوس على الكاتدراء المرقسي
بعد نياحة البابا " ديمتريوس الثاني " ، إجتمع الأساقفة مع وجهاء الشعب الأرثوذكسي ، وقرروا تعيين مطران البحيرة ، ووكيل الكرازة المرقسية ، نائبًا بطريركيًا ، إلى أن يتفقوا على إختيار بطريركاً جديداً ، إلا أن هذا المطران لم يقنع بهذا المنصب المؤقت بل طمع في المنصب بشكل دائم ، فرشح نفسه بطريركًا ، ولكي يكسب عطف الشعب ، شكل لهم مجلسًا مليًا من أربعة وعشرين عضواً ، وإعتمده من الخديوي بقرار حكومي صدر في 29 يناير 1874م .

البابا كيرلس الخامس

وكان هذا المطران يخطو بثقة ، بل أن وهبة الجيزاوي كبير كتاب المالية آنذاك استطاع أن يقنع الخديوي بصلاحيته دون غيره للكرسي البطريركي ، فأخذ إسماعيل باشا برأيه ، واظهر إستعداده له متى إجتمعت كلمه الأقباط عليه.
إلا أن الأساقفة برئاسة الأنبا إيساك أسقف البهسنا والفيوم زاروا وهبه بك هذا في داره ، وافهموه أنهم إتفقوا جميعاً على ترشيح القمص حنا الناسخ البراموس بطريركاً ، وأنهم لن يرضوا غيره بديلاً ، كما حملوه بلهجة شديدة مسئولية تأخير الرسامة ، وما يترتب عليها من سوء العواقب ، والتي تضر بالأمة القبطية وبالكنيسة والشعب ، وقالوا له أنه قد مات أساقفة قسقام ومنفلوط وأسيوط وقنا وإسنا والخرطوم وإنهم يخشون من تأخر الرسامة أكثر من ذلك ، فلا يجدون فيما بعد العدد الكافي من الأساقفة لتنصيب البطريرك ، وصارت مشكلة بين وهبه بك والأنبا إيساك ، وما لبث أن مات وهبه بك من الحزن لما فعل ، كما حزن إسماعيل باشا على وهبه بك ، فأرجأ إصدار أمر عال بالرسامة.

البابا كيرلس الخامس

إلا أنه في هذا الوقت ، كانت الكنيسة الحبشية تُعانى من بعض المشاكل التي لا يمكن حلها إلا عن طريق البطريرك ، ولذلك ، فقد وَسٌطَ النجاش قنصل روسيا ، لكي يتدخل ويعجل برسامة بطريرك في مصر عند الباب العالي في الأسيتانة ، وبعد أن درس الباب العالي القضية في الديوان العثماني بالأستانة ، كتب السلطان يتعجل الخديوي في سيامة البطريرك ، فلم يجد إسماعيل باشا بُداً من التنفيذ ، بأن أعطى الحكومة أمرًا بهذا.
وعليه - إلتمس الشعب القبطي رسامة القس يوحنا ، طلب من المنام الخديوي عن طريق المجلس الملّي إحضاره بمساعدة الحكومة لرسمه بطريركاً ، فتم ذلك ، وكلفت الحكومة مدير أمن البحيرة بإحضاره ، فحضر القمص يوحنا إلى القاهرة ، وإنتخبه البطاركة والأساقفة الأعيان بطريركاً للكرازة المرقسية في 23 بابة 1591 م ، 1 نوفمبر 1874م بإحتفال كبير حضره كبار رجال الأمة والرؤساء الروحيون ، وكان ذلك في الكنيسة الكبرى في الأزبكية.
تاريخ التقدمة: 23 بابه 1591 للشهداء - أول نوفمبر 1874 للميلاد.
المقر الباباوي : الكنيسة المرقسية بالأزبكية .

الكنيسة المرقسية بالأزبكية 


مشاهير القديسين المعاصرين للخدمة
مقدمة
لقد إزدانت الكنيسة في خلال عصر باباوية البابا " كيرلس الخامس " للكنيسة القبطية - بالقديسين والعلماء : منهم الأب العظيم رجل الطهر والوداعة والإحسان الأنبا إبرآم مطران كرسي الفيوم (كتب تاريخه تحت اليوم الثالث من مسرى) ـ هذا الحبر الذي بلغت فضائله حدًا بعيدًا من الذيوع والإنتشار وبلغ من تناهيه في الإحسان علي الفقراء وذوى الحاجات أنه لم يكن يدخر نقودًا ، بل كان كل ما يقدمه له أهل الخير يوزعه علي المحتاجين وله من العجائب التي أجراها في إخراج الشياطين ، وشفاء المرضي الشيء الكثير.
ومن العلماء الأب اللاهوتي الخطير والخطيب القدير الأيغومانس "فيلوثاؤس إبراهيم الطنطاوي" - رئيس الكنيسة المرقسية الكبرى والأب العالم الجليل والراهب الناسك الزاهد القمص "عبد المسيح صليب البرموسي" ، الذي كان مُلِماً إلماماً تاماً باللغات القبطية والحبشية واليونانية والسريانية ، وقليل من الفرنسية والإنجليزية وقد تحلي بصبر لا يجاري في البحث والتنقيب في ثنايا الكتب الدينية ، فترك مؤلفات ثمينة تنطق بفضله.

القمص سرجيوس سرجيوس [ 1882م - 1962م ]
المولد والنشأة ومراحل الخدمة ومراكزها
ولد القمص سرجيوس سرجيوس في سنة 1882م ، وكان من أوائل خريجي المدرسة الاكليركية التي أسسها الأرشيدياكون " حبيب جرجس " إبان فترة باباوية البابا " كيرلس الخامس " ، وتخرج فيها في سنة 1903م ، ثم ما لبث أن أصبح كاهن " قس " على ملوى سنة 1904م ، وقد بدأ الخدمة في فى كنيستي الفيوم والزقازيق ، ثم أصبح " قمص " سنة 1907م ، ثم وكيل لمطرانية أسيوط حتى سنة 1912م.
وكان للقمص سرجيوس دوراً وطنياً في خلال فترة الإحتلال الإنجليزي لمصر ، حيث أنه كان خطيباً في ثورة 1919م ، وكان فصيح اللسان - وهو أول رجل دين مسيحي يقف فوق منبر الازهر الشريف ، وكان يعظ الناس ومعه الشيخ محمود أبو العبر ، كان ينادى بالوحده الوطنيه ومقاومة الانجليز .
بعد عودته لمصر سكن فى حى " القللى" إتنقل بعدها الى 7 ش العزيز المتفرع من شارع البعثة بشبرا ، ولم يتوقف أبدًا عن التحريض ضد الإنجليز .

القمص سرجيوس

دوره البارز في الحياة السياسية ومشاركته في ثورة 1919م
وكان للقمص "سرجيوس" دوراً وطنياً في خلال فترة الإحتلال الإنجليزي لمصر ، حيث أنه كان خطيباً في ثورة 1919م ، وكان فصيح اللسان ـ وهو أول رجل دين مسيحي يقف فوق منبر الأزهر الشريف ، وكان يعظ الناس ومعه الشيخ محمود ابو العبر، كان ينادى بالوحده الوطنيه ومقاومة الانجليز .
بعد عودته لمصر سكن فى حى " القُللى" ، إنتقل بعدها الى 7 ش العزيز المتفرع من شارع البعثة بشبرا ، ولم يتوقف أبدًا عن التحريض ضد الإنجليز .
وكان للقمص سرجيوس دوراً وطنياً في خلال فترة الإحتلال الإنجليزي لمصر ، حيث أنه كان خطيباً في ثورة 1919 م ، وكان فصيح اللسان وهو اول رجل دين مسيحي يقف فوق منبر الأزهر الشريف ، وكان يعظ الناس ومعه الشيخ محمود ابو العبر، كان ينادى بالوحده الوطنيه ومقاومة الانجليز .
القمص سرجيوس في إحدى الخطب الحماسية إبان ثورة في عام 1919م

بعد عودته لمصر سكن فى حى " القللى" ، إنتقل بعدها الى 7 ش العزيز المتفرع من شارع البعثة بشبرا ولم يتوقف أبدًا عن التحريض ضد الإنجليز . 
كانت اخر كلماته للمدير الأنجليزى :" إنني سواء كنت فى السودان او فى مصر لن أكف عن النضال وإثارة الشعب ضدكم الى أن تتحرر بلادي من وجودكم".


جانب من خُطَب القمص سرجيوس الحماسية في ثورة 1919

وقد ظهر القمص سرجيوس فى ثورة 1919 م وسط الثوار ، فظل يخطب فى الازهر لمدة ثلاث شهور ليلاً نهاراً فوق المنبر ، معلنًا أنه مصري اولاً ومصري ثانيًا ومصري ثالثًا ، ولا فرق بين مسلم وقبطى ، فالكل يجاهد لأجل الوطن .

جانب من مشاركات الأقباط ضد ثورة 1919 م

ذات يوم كان فى ميدان الاوبرا يخطب فى الجماهير المتزاحمة ، وفي وقت خطابه جرى تجاهه جندي إنجليزي شاهرا سلاحه فى وجهه ، فصرخ الجميع : "حاسب يا أبونا ، حايموتك " ، وفي هدوء جاوبهم : " ومتى كنا نحن المصريون نخاف الموت ؟ دعوه يُريق دمائي لتروي ارض وطني التي إرتوت بدِماء الاف الشهداء ، دعوه يقتلني ليشهد العالم كيف يعتدي الإنجليز على رجال الدين ". 
وأمام ثباته وإستمراره فى خطابه تراجع الجندي عن قتله.
مرة ثانيه وقف هو والشيخ القاياتي يخطبوا فى الناس من فوق منبر جامع ابن طولون، فلما إغتاظ منهم الإنجليز أمروا بنفيهم فى رفح بسيناء ، وكانوا فى المنفى يتحدثان عن مصر، وبيغنوا أناشيد حب ليها. 
أثناء وجوده فى المنفي ، لم يتوقف عن كتابة الخطابات ، ويرسلها لللورد ، يندد فيها بسياسة الإنجليز ، ويعيب عليهم غطرستهم وحماقتهم فى معاملة الوطنيين، وعلى الاخص فى معاملة قادتهم وزعمائهم. 
وقد ظل القمص سرجيوس والشيخ القاياتي ثمانين يوم فى المنفى ، وبعدما خرج من الإعتقال ، ظل يخطب فى كل مكان فى المساجد والكنائس والأندية وفي الشوارع والميادين 

النياحة
وقد تنيح القمص سرجيوس في يوم 5 سبتمبر من عام 1964م .



تابع : مشاهير الأقباط المعاصرين للخدمة
القمص سلامة عبد المسيح
مقدمة  
ولد القمص : " سلامة عبد المسيح " فى محافظة أسيوط فى قرية المطيعة من أبوين بارين ، وقد قاما بتربيته على الفضيلة وحب الله.

المولد والنشأة 
كان والده هو المعلم عبد المسيح فلامون من أعيان القرية ، وقد عنى به والده عبد المسيح عناية كبيرة من ناحية التعليم ، وشب على أيدى معلمين كبار فى ذلك الوقت. 
ففى بادئ الأمر ، كان يتعلم اللغتين العربية والقبطية ، ومن المعلمين الذين تتلمذ على أيديهم المعلم شاهين أفندى ، كبير كتبة بطريركية الأرمن الأرثوذكس فعكف على تلقينه مبادئ اللغة التركية ، ثم الأرمنية ، ثم الفارسية ، وكان شاهين أفندى يتقن كل هذه اللغات. 
كما علمه أعمال الدواوين أيضاً ، مما أهله إلى إختياره بديوان الجهادية فى القلعة التى كانت مجمع رئاسة مصالح الحكومة ومقر ديوان الوالى بمرتب شهرى قدره خمسة أكياس.
وقد فاضت شهرته بالورع والصلاح والتقوى ومن شدة حب الناس له وإصرارهم على رعايته لهم ، إجتمعوا مع البطريرك الأنبا بطرس الجاولى. واتفقوا معه على أن يبعث إليه قداسة البابا برسول يدعوه لحضور القداس الإلهى فى يوم أحد بكنيسة حارة زويلة.

بداية الخدمة والتدرج في الرتب الكهنوتية 
فلما أتاه الرسول قام مسرعاً لطلب قداسة البابا " كيرلس الخامس " ، وما أن تجاوز المنطقة الخارجية للكنيسة ، ودخل البيعة حتى أُغلقت الأبواب ، وإنتزعت عن رأسه عمامته ، وأُجريت الطقوس لرسامته قسيساً ، وتم رسامته قساً على كنيسة مار جرجس بحارة زويلة بإسم القس "سلامة عبد المسيح".
هذا - ولقد عاصر القمص سلامة أربع بابوات ، أولهم البابا بطرس الجاولى ، والبابا كيرلس الرابع ، والبابا ديمتريوس الثانى ، والبابا كيرلس الخامس.
وقد وقع إختيار البابا ديمتريوس الثانى على القمص سلامة عبد المسيح ، ليكون مساعده ، ووكيلاً للبطريركية ، فحضر مع قداستة حفل إفتتاح قناة السويس.

واقعة وفاته بالسم بدلاً من البابا كيرلس الخامس
بعد أن تنيح البابا ديمتريوس الثانى ، ظل المقعد البابوى شاغراً لمدة أربع سنوات وتسعة أشهر وأربعة عشر يوماً نظراً ، لرفض الخديوى إسماعيل أن يتم إختيار البطريرك دون إستشارته ، كان خلالها القمص سلامة يباشر ويدبر جميع أمور الكنيسة والشعب القبطى بحكم منصبه كوكيل للبطريركية ، حتى تمت رسامة الراهب يوحنا الناسخ سراً بإسم البابا " كيرلس الخامس " ، وعند بلوغ نبأ رسامة البابا " كيرلس الخامس " ، إلى الخديوى إسماعيل غضب غضباً شديداً وأصر على إستدعاء البابا الجديد إلى قصره.
فذهب البابا " كيرلس الخامس " ومعه القمص سلامة ، وخلال إنتظارهم لقدوم الخديوى جاء خدم القصر لتقديم القهوة التركية إلى البابا ، وحين كانوا يعدون القهوة ، سمعهم القمص سلامة يتحدثون باللغة التركية عن الفنجان المسموم الذى سيُقدم للبابا.
القمص سلامة عبد المسيح

وعند تقديم القهوة وإنصراف الخدم ، إستبدل القمص سلامة قهوته مع قهوة البابا دون أن يدرى البابا. 
وبعد مقابلة الخديوى رجع البابا والقمص سلامة إلى المقر البابوى ، حيث بدأت تظهر أعراض السم القاتل على القمص سلامة ، ولم يستطع أحد إنقاذه، حيث كان السم من نوع نادر.
تنيح القمص سلامة فى اليوم التالى ، وهو يعانى من مضاعفات هذا السم القاتل ، وكانت نياحته فى 17 نوفمبر 1874 ميلادية ، ليعيش البابا " كيرلس الخامس " ، وتصبح فترة بابويته أطول فترة فى تاريخ الكنيسة.


تابع : مشاهير الأقباط المعاصرين للخدمة
الأرشيدياكون حبيب جرجس [ 1876م - 1951م ]

الأشيدياكون حبيب جرجس

مقدمة
يعد الإرشيدياكون القديس : "حبيب جرجس" - أحد مشاهير الكنيسة القبطية ، أن لم يكن أبرزهم في تاريخ الكنيسة القبطية في بداية القرن العشرين الميلادي ، حيث كان مديرًا للكية الإكليريكية شماساً له : فكرس حياته للكلية ، ونهض بها وساعد البابا في توسيع مبانيها بمهمشة ، وكان البابا يزورها ليبارك طلبتها ، وكان هذا الشماس واعظًا قديرًا رافق البابا في رحلاته إلى الصعيد والسودان ، وقام بترجمة الكتب الدينية من اللغات الأجنبية إلى العربية ، وأصدر مجلة الكرمة لنشر الحقائق الإيمانية بأسلوب إيجابي. وألف كتباً كثيرة منها : كتاب أسرار الكنيسة السبعة وكتاب عزاء المؤمنين وسر التقوى وغيرها وقد علم وربي أجيالاً كثيرة من رجال الدين الذين نهضوا بالكنيسة وملأوا منابرها بالوعظ وإصدار المؤلفات الدينية. 
وقد بذل البابا البطريرك أقصي جهده في النهوض بشعبه إلى أرقي مستوي ، كما أهتم بطبع الكتب الكنسيَّة. 

المولد والنشأة 
ولد الإرشيدياكون "حبيب جرجس" في عام ١٨٧٦م ، وقد نشأ في ظل أسرة متوسطة الحال ، ولكنه تربي في بيت محب لله ، مرتبطاً بكنيسته إرتباطاً وثيقاً ، حيث كان أبوه هو الخواجة جرجس منقريوس رجل بسيط ، ولكنه متعلم .. مثله مثل كثير من اقباط الطبقة الوسطي في تلك الأيام .. لم يكن يملك أرضاً ولا مال .. كان يرتكز على وظيفته الميرى في تربية حبيب وأخوته.. أما الوظيفة فكانت في مديرية الداخلية في قلم إلغاء الرق .. وكان الرجل البسيط حريصا على أن يعلم أولاده .. متأثرا بالنهضة التي أوجدها البابا كيرلس أبو الإصلاح .. وعندما تم إلغاء هذا القلم أحيل الأب للمعاش المبكر ثم توفى في عام 1882م عن عمر خمس وأربعين عاما ، وتولت الأم الفاضلة تربية الأولاد في خوف الله كأي أم مصرية ترجو الخير لأولادها .

بداية الظهور في معترك الخدمة 
لقد جاء ظهور حبيب جرجس في خلال فترة كانت فيها النهضة الكنسية القبطية في نهاية القرن التاسع عشر مازالت تحبو في ظل ميراث تاريخي مؤلم وهجمة طائفية من الكاثوليك والبروتستانت ، وكانت البذار التي بذرها البابا " كيرلس الرابع " [ أبو الإصلاح ] ، مازالت في طور الإزهار وقليلاً منها قد أثمر والكثير أطاحت به الرياح .. وعندما تطلع الرب ونظر إلى كنيسته.. وجد شاباً يافعاً .. حرث قلبه جيداً بكلمة الله والغيرة المقدسة . وكان هذا الشاب هو : حبيب جرجس ، كان يحمل قلب رسول وروح تلميذ حقيقي ..
في ذلك الوقت في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ، كانت الكنيسة قد بدأت تنفض عن ثوبها ما علق به من أتربة القرون المظلمة .. وكان البابا كيرلس الرابع أبو الإصلاح ( 1854- 1861) م ، قد خطا خطوات وثابة في مجال النهضة .. فتح المدارس وعلم البنات واستقبل المطبعة بالألحان الكنيسة .. وبدأ ينظر في مسألة تعليم الكهنة .. ولكنه انتقل كشهيد قبل أن تكتمل خيوط الحلم لتصير واقعاً .
وإلتقط الخيط حبيب جرجس وخدام كثيرون ، ولكن حبيب جرجس كان بينهم الرائد الأول والمعلم الأول والمكرس الأول .

تأسيس المدرسة الإكليريكية 
أدرك حبيب جرجس بتعمقه في تاريخ كنيسته إن النهضة الحقيقية تبدأ من التعليم .. وله قول مشهور : " إن التعليم ثاني حاجة للشعوب بعد الخبز " .
لقد إلتحق بالاكليريكة مع عدد كبير بعد نهاية دراسته الثانوية ، ومع كل عام يمر ينقص العدد حتى بقى وحده !! .
وكانت المدرسة تعانى فليس هناك مدرس للدين !! ولا يوجد من يصلح .. فالتفتت الأنظار إلى حبيب ، وكان تلميذاً في السنة النهائية .. وعين أستاذاً للدين وهو طالبا وكان ذلك عام 1899 م ، ومن وقتها سار في طريقه لا يلتفت للوراء إلا ليتزود من تراث الأجداد ، وهذه سطور قليلة من سجل أعماله لخدمة الكنيسة والوطن.
تولى رئاسة المدرسة الاكليريكية منذ عام 1918 ولمدة 33 عاماً واستطاع بجهود غير عادية أن ينقلها من غياهب القرون الوسطي إلى مستوى يليق بكنيسة الإسكندرية ومدرستها القديمة .. ووضع لها مناهجها ( أكثر من 18 مادة مابين دين ولغات وعلوم وأدب وفلسفة ) ، وإختار أساتذتها من أفضل العناصر الموجودة وجال بالقطر المصر كله يجمع التبرعات من أجل المدرسة الوليدة .. وقام بشراء المنازل المحيطة بالمدرسة القديمة في حي مهشمة حتى أصبحت المساحة 5399 متراً مربعاً ، وأسس لجوار المدرسة كنيسة لتكون مقرا للتدريب العملي لكهنة المُستقبل ، وعندما أراد إدخال الكهرباء للمدرسة ، بذل في ذلك جهداً كبيراً حتى تمكن من إدخال الكهرباء لحى الشرابية كله !!.
لقد أسس القسم الجامعي بالكلية الاكليريكية عام 1945م .. فإلتحق به شباب الأقباط ومنهم الأطباء والمهندسون والمدرسون بعد إن كان مجرد التفكير في دخول الأكليريكية يستوجب البكاء والتبكيت من الأهل والمعارف ..
وكان خريجي أول دفعة أربعة كان أولهم - "نظير جيد" الذي هو الآن قداسة البابا شنودة الثالث .

تأسيس مدارس الأحد
تعليم الأطفال الصغار الذين هم مستقبل الكنيسة وسر وجودها ، فأسس مدارس الأحد القبطية عام 1900م ـ كإمتداد لتراث التعليم في الكنيسة القبطية .. وليس نقلاً عن الغرب كما يردد البعض .. فرغم الجهل المنتشر وقتها إلا أن القبطي كان دوما يعلم أولاده على قدر المستطاع وكان من أهم أهداف مدراس الأحد إلى جانب تعليم الأطفال دينهم .. هو بث الروح القومية في الأطفال وتأصيل حب الوطن والولاء له ..
بدأت مدراس الأحد بأعداد قليلة وكانت أبواب الكنائس تغلق في وجه الخدام !! ولم يكن هناك مناهج أو معلمين ، فكان حبيب جرجس أول من وضع مناهج لمدارس الأحد وإننا نعجب الآن عندما نتصفح هذه المناهج التي وضعها بطريقة السؤال والجواب ودعمها بالقصص ووسائل الإيضاح والترانيم والمراجع .. حتى الصور التي توزع على الأولاد طبعها في ألمانيا !!.
وعندما أدرك حاجة الخدام إلى من يعلمهم أسس ما نطلق عليه الآن إعداد خدمة ..
وكان طلبة الاكليريكية يجوبون القطر المصري كارزين بالكلمة .. ومرت السنوات وتأخرت الثمار .. ولم ييأس حبيب جرجس ، بل إستمر في عمله عارفا أن الله هو الذي ينمى .. وأخيرا أنبتت الأرض الجدباء ثماراً ، ونتعجب جدا حينما نعرف انه قبيل نياحة حبيب جرجس كان عدد المخدومين حوالي 200 ألف وعدد الخدام نحو عشرة آلاف وامتدت الخدمة في مصر كلها وكذلك إثيوبيا والسودان !! .
وصارت مدارس الأحد هي العمود الفقري للكنيسة القبطية ونهضتها .. وتَكللت تلك النهضة المباركة بجلوس الأنبا شنودة أسقف التعليم وإبن مدارس الأحد على كرسي مارمرقس 1971م .

أعمال أخرى على طريق النهوض بالخدمة في الكنيسة القبطية
لقد جاهد لمدة تزيد على ربع قرن ليدخل تعليم الدين المسيحي ضمن مقررات المدارس الأميرية ، وقد نجح في ذلك وساعده الزعيم سعد زغلول حينما تولى إدارة المعارف في عام 1907م ، وقرر تدريس الدين المسيحي في المدارس وعندما ظهرت مشكلة المناهج ، ظهر حبيب جرجس كالعادة ، ووضع المناهج المطلوبة ، وإعتمدتها مديرية المعارف أدرك أهمية الكلمة المطبوعة ، فألف في كل المجالات وألف الترانيم وأصدر مجلة الكرمة لأعوام عدة ومازالت كتبه مثل أسرار الكنيسة وسر التقوى ، تُلهب محبة الله في قلوب الكثيرين ومراجع لاغني عنها في كل مكتبة قبطية وبذكر لنا التاريخ إن البابا كيرلس الخامس كان مدوام الإطلاع على كتاب حبيب الأشهر : " سر التقوى " .
وكان الواعظ في وقت إختفت فيه كلمة الله من على المنابر وكانت العظات مسجوعة وموروثة ومتكررة .. ويذكر لنا التاريخ إن في عظته الأولى وقف البابا كيرلس الخامس ( 1874 – 1927 ) يبارك الحاضرين بصليبه طيلة وقت العظة !! ، وكان عمر حبيب وقتها لا يتعدى الثلاث والعشرين سنة ..!!

 البابا كيرلس الخامس والإرشيدياكون حبيب جرجس 

وماذا أيضاً ؟؟ لقد جال في بلاد مصر لمدة خمس سنوات يكرز ويبشر ويدافع عن عقيدة الآباء في وقت إشتد فيه الهجوم من الطوائف المختلفة .. مدافعاً عن الهوية القبطية والكنيسة الوطنية ، وإشترك في تأسيس الجمعيات القبطية .. ولجنة التاريخ القبطي .. ولجنة ترجمة الكتاب المقدس من القبطية ، وبالفعل أصدر ترجمة قيمة للأناجيل الأربعة ، وإشترك في ثلاث دورات للمجلس الملي وكان صوتاً للحق دون صخب .. ورمزاً للحب دون تهاون .. وكان حبيب جرجس عضواً في لجنة الأحوال الشخصية ، ولجنة الإكليريكية بالطبع ، فقد كان مديرها ، وقدم للمجلس مذكرتين في عام ابريل 1936 م ، لإصلاح الكنائس والنهوض بالتعليم - همه الأول - وشكره الأعضاء على غيرته ، ولم ينفذوا منها شيئاً .
وكان له مواقفه المعروفة تجاه قضية الطلاق وهو الموقف الذي يتبناه البابا شنودة حالياً ، وعندما وهن عظمه ، ووجد إن كثير من أحلامه لم تتحقق .. سطر أحلامه في كتابه "الوسائل العملية في الإصلاحات القبطية " ( 1943) م ، لعلها تجد من يؤمن بها وينفذها أو يسير على طريقها ، ولم تمت الأحلام بل ظلت تحلق في سماء الكنيسة حتى تحقق الكثير منها على يد أولاده وهم كثيرين.
وعلى الرغم مما هو معروف عن الرائد الأول من إعتقاده في التغيير السلمي والبعد عن المعارك الكلامية السائدة في عصره إلا أن كان لا يحيد عن الحق ولا ينهزم للباطل.
كان حبيب جرجس ثوريا من نوع لا يعرفه العالم .. ينشر السلام ويزرع مستقبل الكنيسة بالزهور ، ولكن عندما يرى من يحاول أن يعوق مسيرة النهضة .. يلقى سيفاً ..هو سيف الحق ..
لقد قضى عمره يحمل الصليب .. ولكن عندما يتعلق الأمر بحق الله والكنيسة .. يحمل السوط لئلا يدنس الباعة الهيكل .. ويعثروا قطيع الله .. لم يدخل في مكلمات صحفية .. أو معارك وهمية .. لم يعادى الكنيسة أو قيادتها على مدى ستون عاماً .. كان يريد أن يبنى ومن يرد ذلك لا يعرف الهدم وطوبى له .. لم يترك حبيب جرجس مجالاً إلا وخدم فيه .. وسطورنا القليلة لا تقدر أن توفيه اقل القليل .. ولكن .. ماذا يبقى لنا من سيرة حياته؟؟ ومن روحه النارية ..؟؟
إن الكنيسة في مواجهة العالم ومتغيرات العصر لابد لها من إستدعاء نماذج من رجالها المخلصين في كافة العصور ..
ولو عرفنا إن حبيب جرجس كان قريب العهد بنا ، وخدم الكنيسة قرابة الستون عاماً ، وبدأ خدمته والكنيسة تطرق أبواب النهضة بإستحياء ، وتنيح وقد سارت في الدرب وأشرق النور في سبلها ..
ولو عرفنا إن كل رجال الكنيسة المخلصين في كل المجالات كانوا تلاميذ لهذا الرجل .. أو متأثرين بفكره ..
ولو عرفنا انه بدأ والكنيسة ليس بها سوى واعظ واحد وإنتقل والوعظ وصل إلى القرى والنجوع والكفور .
لو عرفنا ذلك كله لأدركنا عمن نتحدث .. وتدبرنا سيرة حياته .. وإستدعينا فكره لنستكمل مسيرة النهضة . 

الصراع مع المرض والوفاة
فى 21 أغسطس عام 1951 م ، وبعد جهاد مع المرض ، وقد ضعف الجسد ، ولم يحتمل عنفوان الروح ، فإنطلق حبيب جرجس من أرض الشقاء ـ بعد أن جاهد وكافح وتألم وعلم وعمل ، ونقل الكنيسة القبطية من حال إلى حال .


تابع : أهم أعمال البابا كيرلس الخامس خلال الخدمة

أعماله في مجال الإصلاح 
مقدمة
لقد بذل البابا " كيرلس الخامس " أقصى جهده في النهوض بشعبه إلى أرقى مستوى ، كما إهتم بطبع الكتب الكنسية ، وفيما يلي بياناً بأهم الأعمال التي قام بها البابا كيرلس الخامس في طريق الإصلاح في شتى مجالات الخدمة البطريركية من أجل إزدهار الكنيسة القبطية والنهوض بها روحياً وعملياً.

الإهتمام بتشييد وبناء الكنائس وتجديد ماتهدم منها   
لقد كثرت أعمال البابا " كيرلس الخامس " الإصلاحية ومساعدة طبقات شعبه المحتاجة، فشيد تعوزا في كل دير من أديرة القاهرة ومصر القديمة ، وشيد ثلاثة عشر كنيسة بمصر والجيزة منها : كنيسة مارمرقس بالجيزة 1877، وكنيسة الملاك غبريال بحارة السقايين 1881 ، وكنيسة العذراء بالفجالة 1884، وجددت كنيسة الملاك البحري 1895، وشيدت كنيسة العذراء بحلوان 1897 م .
كما بدأ البابا " كيرلس الخامس " في خلال فترة باباويته أيضاً ، إستكمال بناء الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالأزبكية ، ولم يهمل أديرة الراهبات كدير أبو سيفين بمصر القديمة وديريّ العذراء ومارجرجس بحارة زويلة ، كما كان يعطف على المتبتلات بهذه الأديرة ويجود عليهم من جيبه الخاص وحسن أحوالهم.

بناء كنيسة في العاصمة السودانية " الخرطوم " 
وضع البابا " كيرلس الخامس " أساس كنيسة مارمرقس بالخرطوم في 27 مارس 1904م ، وأساس مدرسة بولاق القبطية الصناعة في 25 يونية 1904، وإنتظمت في عهده كنيسة الرسولين بطرس وبولس بالعباسية سنه 1912 م ـ وكنيسة الشهيدة دميانة ببولاق 1912 م ، ومار مرقس بمصر الجديدة 1922م ـ والعذراء بشارع مسرة بشبرا 1924 م ، وغيرها من الكنائس.

الإهتمام ببناء المدارس القبطية  
خلال فترة باباويته للكنيسة القبطية ، قام البابا " كيرلس الخامس " بإنشاء تسع مدارس بالقاهرة والجيزة منها المدرسة الإكليريكية ومدرسة البنات بالأزبكية وإشترى السراي الكائنة بمهمشة ، حيث المدرسة الإكليريكية ، كما إشترى خمسمائة فدان مما زاد معه إيراد البطريركية ، وإرتفع قدر الأمة القبطية في عهده، فإنتشرت الحرية ، وإتسع نطاق العمل وعم العلم ، وأنشئت مدارس للرهبان.

وقائع المؤتمر العام لأقباط الوجهين البحري والقبلي
دعا أعيان الأقباط في الوجهين البحري والقبلي إلى عقد مؤتمر لبحث مشاكلهم الداخلية والاجتماعية ومساواتهم بمواطنيهم في كافة الحقوق الوطنية والإدارية ، وإستقروا أن يكون في أسيوط وخشى البطريرك من وقوع فتنه طائفية يدرها الإستعمار ، فكتب للأنبا مكاريوس مطران أسيوط يحذره من هذا الأمر ، وحضَّ في كتابة على استعمال الحكمة والتروي حتى لا يحدث ما لا تُحمَد عقباه ، فرد المطران بتعهده بمراقبة الموقف وعدم حدوث شيء.
وإجتمع المؤتمرون في مدرسة أخوان ويصا بموافقة وزارة الداخلية، ولكي يعطوا المؤتمر صفة وطنية ، وضعوا في صدر القائمة صورة الخديوي عباس حلمي الثاني ، وافتتح المؤتمر جلسته الأولى برئاسة بشرى بك حنا يوم الإثنين 6 مارس 1911م ، ثم توالت الجلسات التي تكلم فيها الأستاذ ميخائيل فانوس حيث تكلم عن سلامة الوحدة الوطنية، وكان منهم أيضًا: اخنوخ فانوس - توفيق بك دوس - مرقس حنا - مرقس فهمي - حبيب دوس ، الذي طالب بوضع نظام لمجالس المديريات يكفل التعليم للجميع دون التفريق بين أتباع دين آخر.
وبعد إنتهاء الإجتماعات توجه بشرى بك حنا وأعضاء لجنة المؤتمر إلى سراى عابدين وقدموا إلى السر تشريعاتي الخديوي نسخه من محاضر الجلسات لرفعها إلى الخديو ، وطلبوا أن يتشرفوا بمقابلته شخصياً ليرفعوا إليه مطالبهم ، ولكن السر تشريعاتى أبلغهم في 27 مارس 1911م ، أن صاحب العرش لا يرغب في مقابلتهم ، لأنهم خالفوا أوامر الحكومة.

بناء المتحف القبطي للآثار 
من أهم الأعمال التي تم إنجازها في خلال عهد البابا " كيرلس الخامس " ، إنشاء أول متحف للآثار القبطية في مصر ، حيث بدأ التفكير والتخطيط لإنشاء أول متحف تتجتمع بين جنباته أهم الآثار القبطية التي تم إكتشافها على مدار العصور السابقة ، وأيضاً الآثار المصرية القديمة التي يعود معظمها إلى العصر الفرعوني ما قبل الميلاد .
وقد كان أول من بدأ في التخطيط لتنفيذ هذه الفكرة - مرقس سميكة (باشا) ، حيث بدأ في بناء المتحف القبطي في عام 1910م ، ليملأ فجوة في سجلات الفن المصري ويساعد على دراسة تاريخ المسيحية في مصر.

مرقس سميكة باشا

وقد بدأ مرقس باشا سميكة المضى قدماً في تنفيذ خطته بأن قام بجمع المادة الضرورية لدراسة تاريخ المسيحية في مصر، هو نجح في هذا المشروع. 
وقد جاءت فكرة تأسيس متحف للآثار القبطية ، على غرار المتاحف الأخرى التي كانت منتشرة في ذلك الوقت ، كانت توجد متاحف مختلفة في ذلك الوقت في مصر لجميع العصور ، فكان يوجد متحف القاهرة للآثار الفرعونية ، والمتحف اليونانى-الرومانى بالأسكندرية ، ومتحف الفن الاسلامى بالقاهرة.

 المتحف القبطي بمصر القديمة

وفي عام 1893م - طالب مرقس باشا سميكة ، بأن تضم مجموعة الآثار القبطية إلي إهتمامات لجنة حفظ الآثار والفنون. 
وقد جاهد هذا الرجل طويلاً حتى تمكن من إقامة المبني الحالي للمتحف الذي إفتُتِحَ عام 1910 م ، وعين هو أول مدير لهذا المتحف. 
أما أول دليل للمتحف ، فتم نشره عام 1930.
 وشيد المتحف على أرض وقف تابعة للكنيسة القبطية التي قدمها عن طيب خاطر تحت تصرف مؤسسه قداسة البابا كيرلس الخامس .

مواقف البابا كيرلس الخامس الوطنية ضد الإحتلال الإنجليزي
لقد كان البابا  " كيرلس الخامس " على علاقة ودية قوية بأقطاب السياسة في مصر وفي مقدمتهم الزعيم الوطني سعد زغلول ، فكان يزوره ، ويدعو له بالبركة وبالتوفيق في كل خطواته ، كما كان على صلة به مستمرة به خاصة بعد قيام ثورة 1919م ، فجعل من كنائسه منابر للخطباء ، وأمر القساوسة أن يتعاونوا مع شيوخ الأزهر على توعية المصريين في طلب الاستقلال ووحدة وادي النيل.
وعندما تشكل الوفد المصري برئاسة سعد زغلول وسفره إلى لندن في 11 إبريل 1919 لمفاوضة الإنجليز في الإستقلال ، كان من بين أعضائه أربعة من وجهاء الأقباط مثل: سينوت حنا - جورج خياط - ويصا واصف - مكرم عبيد.

الهلال يعانق الصليب في ثورة 1919

وقد ظل البابا مُرتبطاً بسعد وبالثورة حتى توفي مع سعد باشا زغلول في نفس السنة ونفس الشهر (7 أغسطس 1927) ، ومات سعد زغلول في 27 من نفس الشهر ، وكان البابا قد بلغ السادسة والتسعين من عمره ، وزادت عليه الأمراض ، وتم تجنيزه ودفنه في مقبرة البطاركة مقبرة القديس إستفانوس المجاورة للكنيسة المرقسية الكبرى.
وقد حاول الإستعمار أن يستغل مطالب المؤتمر لمصالحة ، وإدعى أن الأقباط يشكون من الإضطهاد ، ولكن عقلاء الأقباط - وعلى رأسهم البابا " كيرلس الخامس" - إحتاطوا لهذه اللعبة ، وزودوا المؤتمر بالنصائح الوطنية الخالصة حتى يعود الإستعمار خسران.
وما لبثت أن جاءت ثورة 1919 م ، التي شارك فيها المسيحيون وباركها البابا كيرلس الخامس ، وكان على إتصال مستمر بسعد باشا زغلول ، وكان سعد يزوره بين الحين والآخر في البطريركية ، وشهد له بالوطنية وحب مصر.

الرحلات الرعوية التفقدية  
بعد أن إستقرت الأوضاع تفرغ البابا " كيرلس الخامس " لإفتقاد شعبه ، فقام برحلات طويلة في الوجه القبلي سنه 1954 م ، ورحل إلى أسوان ، ثم زار السودان ووضع حجر الأساس لكنيسة مارمرقس بالخرطوم ، وقام برحلة للسودان مرة أخرى سنة 1909.

الكرسي الحبشي في عهد البابا كيرلس الخامس
بعد نياحة الأنبا أثناسيوس - مطران الحبشة 1876 م ، طلب النجاشِ من البابا " كيرلس الخامس " رسامة مطران آخر ، وأيضًا طالب بإعادة النظر في التقليد الذي كان يسمح بمطران واحد للحبشة ، فقد تطلب النجاش رسامة مطران وثلاثة أساقفة ، فرشم لهم البابا أربعة رهبان جعل ، أولهم مطراناً لإثيوبيا والثلاثة أساقفة، فزاد ذلك من حب الأحباش له ولمصر .
وفي خلال فترة وجود البابا " كيرلس الخامس " في الحبشة ، قام الملك " ملنيك الثاني " بإهداءه تاجاً من الذهب الخاص ، وقد إرتداه البابا " كيرلس الخامس " في أكثر من مناسبة .



الصورة الأولى: قداسة البابا كيرلس الخامس مرتدياً التاج الحبشي المُهدى إليه من حاكم الحبشة الإمبراطور ملنيك الثاني

الصورة الثانية: البابا كيرلس الخامس مرتدياً التاج الحبشي

الصورة الثالثة: صورة مُقربة للتاج





أهم الأحداث المحلية المعاصرة 
أحداث ثورة 1919
تعتبر ثورة 1919 م ، إحدى الثورات التي قامت ضمن سلسلة من الثورات الشعبية الرافضة للوجود البريطاني في مصر ، وذلك عقب الحرب العالمية الأولى ، بقيادة الوفد المصري الذي كان يرأسه سعد زغلول ومجموعة كبيرة من السياسين المصريين، كنتيجة لتذمّر الشعب المصري من الإحتلال الإنجليزي وتغلغله في شؤون الدولة بالإضافة إلى إلغاء الدستور ، وفرض الحماية ، وإعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد. 
وقد بدأت أحداث الثورة في صباح يوم الأحد 9 مارس 1919، بقيام الطلبة بمظاهرات وإحتجاجات في أرجاء القاهرة والأسكندرية والمدن الإقليمية. تصدت القوات البريطانية للمتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. ا
وقد إستمرت أحداث الثورة إلى شهر أغسطس وتجددت في أكتوبر ونوفمبر، لكن وقائعها السياسية لم تنقطع واستمرت إلى عام 1922، وبدأت نتائجها الحقيقية تتبلور عام 1923 بإعلان الدستور والبرلمان.

جانب من مظاهر الثورة الشعبية عام 1919م في إحدى الأحياء الشعبية بالقاهرة

كان لتأليف الوفد المصري المنوط به السفر إلى مؤتمر باريس للسلام، لمناقشة القضية المصرية بعد انتصار الحلفاء ، أثره الكبير كمقدمة أدت إلى اشتعال الثورة ، فقد إعتقلت بريطانيا سعد زغلول وثلاثة من زملائه لتشكيلهم الوفد ونفيهم إلى جزيرة مالطا ، الأمر الذي أدى إلى بداية الاحتجاجات في مارس 1919م ، إنطلقت تظاهرات في العديد من المدن والأقاليم المصرية وكانت القاهرة والأسكندرية وطنطا من أكثر تلك المدن اضطرابًا، الأمر الذي أدى السلطات البريطانية إلى الافراج عن سعد زغلول وزملائه ، والسماح لهم بالسفر لباريس. 
وقد وصل الوفد المصري إلى باريس في 18 إبريل ، وأُعلنت شروط الصلح التي قررها الحُلفاء، مؤيدة للحماية التي فرضتها إنجلترا على مصر.
 أُوفِدت لجنة ملنر، للوقوف على أسباب هذه التظاهرات. وصلت اللجنة، في 7 ديسمبر وغادرت في 6 مارس 1920. دعا اللورد ملنر الوفد المصري في باريس للمجيء إلى لندن للتفاوض مع اللجنة، وأسفرت المفاوضات عن مشروع للمعاهدة بين مصر وإنجلترا ورفض الوفد المشروع وتوقفت المفاوضات. 
ثم إستؤنفت المفاوضات مرة أخرى، وقدّمت لجنة ملنر مشروعاً آخر، فإنتهى الأمر بالوفد إلى عرض المشروع على الرأي العام المصري ، قابل الوفد اللورد ملنر ، وقدموا له تحفظات المصريين على المُعاهدة ، فرفض ملنر المناقشة حول هذه التحفظات، فغادر الوفد لندن في نوفمبر 1920 ، ووصل إلى باريس ، دون أي نتيجة.
دعت بريطانيا المصريين إلى الدخول في مفاوضات لإيجاد علاقة مرضية مع مصر غير الحماية ، فمضت وزارة عدلي بمهمة المفاوضات، ولم تنجح المفاوضات بعض رفضها لمشروع المُعاهدة، فنشر سعد زغلول نداءً إلى المصريين دعاهم إلى مواصلة التحرك ضد الاحتلال البريطاني فاعتقلته السلطة العسكرية هو وزملائه ، ونفي بعد ذلك إلى سيشيل.
وكانت المحصلة النهائية للثورة ، أنها حققت مطالبها ، ففي 28 فبراير ألغت بريطانيا الحماية المفروضة على مصر منذ عام 1914. 
وفي عام 1923، صدر الدستور المصري وقانون الإنتخابات وألغيت الأحكام العرفية. لم تستطع الثورة تحقيق الإستقلال التام ، فقد ظلت القوات البريطانية متواجدة في مصر.


أهم الأحداث الكنسية المعاصرة للخدمة
أزمة رهبان دير المحرق
في خلال فترة جلوس البابا " كيرلس الخامس " على الكاتدراء المرقسي ، حدث أن ثار رهبان دير المحرق على رئيسهم القمص عبد المسيح الهوري سنه 1857 ووفدوا إلى القاهرة برئاسة القمص عبد المسيح جرجس المسعودي ، مطالبين بعزل الهورى ، ولما حقق البابا كيرلس الرابع في شكواهم ووجدها بسيطة لا تستحق كل هذه الثورة ، فلَطَمَ زعيمهم على وجهه وأمره بالتوجه إلى دير البراموس، فسار إلى هناك ومعه كل من القمص حنس والقمص ميساك والقمص ميخائيل الاشقاوي وغيرهم.
ثم ثار رهبان نفس الدير مرة أخرى في سنه 1870 م ـ وعزلوا رئيسهم القمص بولس غبريال الدلجاوى الذي هاجر بعدها إلى دير البراموس سنة 1871م ، ومعه مجموعة من خلصائه القمامصة ، وإستقبلهم هناك القمص يوحنا الناسخ ، وأحبهم ولم يعاملهم كضيوف أتوا ليقيموا بشكل مؤقت بل حسبهم أخوته ، لهم كافة الحقوق كرهبان الدير البراموسيون، وأشركهم معه في شئون الدير ، وتنمية موارده المادية والروحية.
حتى أنه لما جاء بطريركًا فيما بعد لم ينسى هؤلاء الرهبان المهاجرين، بل قدَّر أتعابهم وأفسح لهم مجال الخدمة ، فجعل القمص عبد المسيح المسعودي أبًا لرهبان دير البراموس ، ورفع عدداً منهم إلى رتبة الأسقفية.

أزمة المجلس الملي  
"لما إرتقى غبطة البطريرك كرسي البطريركية ، وضع مع أعضاء المجلس حسب روايتهم لائحة تقضي بوجوب نظر المجلس في مصالح الكنائس وأحوالها وفي المدارس والأوقاف والفقراء والأحوال الشخصية، ورسامة القسس وغير ذلك، والتمس البابا البطريرك من الحكومة التصديق على اللائحة فصدقت عليها بتاريخ 14 مايو سنه 1883 م ، إلا أن هذه اللائحة كانت حبرا على ورق، لأن أعضاء المجلس لم يهتموا بشيء ولم يوجهوا نظرهم للإهتمام بما يستدعى جهادهم ، ولَبَثَ مجلسهم ينحل شيئا فشيئًا حتى فارق الحياة.
وبعد مدة تحرك بعض أبناء الأمة، فطلبوا من غبطة البطريرك تشكيل المجلس فأبى أن يجيبهم بدون تعديل اللائحة وحذف ما فيها مما يخل بالسلطة، فلم يقبلوا بل رفعوا أمرهم إلى الخديوي، وكان وقتئذ توفيق باشا، وعزموا على عقد اجتماع لإعادة الانتخاب، فكتب البابا كيرلس يحيط مجلس النظار علما بالمسألة، وطلب منع ذلك الاجتماع فمُنِع.
ثم استدعى البابا كيرلس المطارنة والأساقفة وكبار القسوس من كل الجهات وعقد بهم مجمعا إكليريكيًا، أصدروا فيه قرارًا يقضي بضرورة عدم تدخل أحد من الشعب في تدبير أمور الكنيسة ومتعلقاتها.
وحمل البابا كيرلس ونيافة الأنبا يؤانس مطران الإسكندرية هذا القرار إلى توفيق باشا ورفعاه إليه فوعد بالمساعدة ، وقضى البابا بالإسكندرية مدة شهرين ما فتئ فيها أعضاء المجلس يسعون ليحققوا أغراضهم ، غير أنهم لما قابلوا توفيق باشا أدركوا استحالة عدم فعل شيء بدون رضاء البابا " كيرلس الخامس " ، فأكرهوا على ملاطفته ومحاسنته، ولما رجع من الإسكندرية إستقبل إستقبالاً فخماً.
وكان المرحوم بطرس غالى باشا بأوروبا في أثناء هذه الحوادث ، وحضر بعد ذلك فألقى إليه توفيق باشا متعالية المسألة وكلفة بحسم هذه المشاكل ، فوبخ أبناء الطائفة، وأرغمهم على كل الصفح من غبطة البابا ، وإنتهت المسالة على ما يرام ، وإهتم البابا بعد ذلك من تلقاء نفسه بتعليم الرهبان ، ونشر المعارف وتشييد المدارس في البلاد، حتى أصيب بمرض فانطلق إلى دير العريان ترويحًا للنفس مدة.
وعقب ذلك تأسست جمعية التوفيق، وحررت نشرة تطلب فيها ضرورة الإنفاق من ريع الأوقاف على ترقية المدارس ، وتسهيل وسائط التربية العالمية لأبناء الأمة، فتعرض لهذه النشرة بعضهم يفندها ويكشف أغلاطها ، وأعقبت النشرة بنشرة أخرى طلب فيها تعيين مرتب للإكليروس القبطي أسوة بإكليروس باقي الطوائف ، فأظهر الجميع موافقتهم على هذا الرأي لتأكدهم بأنه سر نجاح وتقدم إكليروسنا. 
ثم كتب نشرة أخرى بضرورة إعادة تشكيل المجلس الملي، ثارت عليها الجمعية الأرثوذكسية ، وإحتدم الجدال بين الفريقين مدة ما.
وفي خلال تلك المناظرات استدعى بطرس باشا غالى نيافة الأنبا يؤانس مطران إسكندرية إلى القاهرة وكلفه أن يبلغ غبطة البطريرك بأن الأمة ترغب في إنشاء مجلس ملى، فرد البابا برضاء عن تشكيل مجلس إذا عدلت اللائحة القديمة ، فأبى بطرس باشا تغير اللائحة وأصر البابا على طلبه ، ولما كانت جمعية التوفيق قد تحدت غبطة البابا بكلام لم تضع في الاعتبار فيه مركزه الديني، كتب للديوان الخديوي بطلب منعها فلم يرد عليه ، وكان بطرس باشا عازماً على السفر إلى أوربا وتقابل مع الخديوي ليأخذ منه إذنا بالسفر ، فذكر أمامه النزاع الطائفي الحاصل ، فأجابه بطرس باشا بأنه لا يمكن أن يهدأ ما لم يشكل المجلس ، فصدر الأمر لبطرس باشا بتأخير سفره ليسعى في تشكيل المجلس ، ثم أبلغ البابا " كيرلس الخامس " هذا القرار نفسه ، وفي مساء ذلك اليوم ، إستدعى نحو خمسمائة نفس من رجال الطائفة بدعوة موقع عليها من بطرس غالي باشا بصفته نائب مجلس الأمة لإجراء انتخاب المجلس.
وفي الغد قصد بطرس غالي الدار البطريركية تتبعه عساكر البوليس ومنع الدخول إلى البطريركية وصرف التلاميذ وطرد الخدم وضبطت أبواب الدار البطريركية، فأرسل البطريرك يستنجد بالمعية السنية فلم ترد عليه، والناس حيارى لا يعرفون ماذا يتم، وبعد الظهر جاءت جنود أخرى، وأقبل محافظ القاهرة وطلب من غبطة البطريرك أن يقبل الرئاسة على الإنتخاب فأبى، فقام المحافظ إلى المجلس المعد للإنتخاب بالمدرسة الكبرى وإفتتح الحفلة بإسم " الحفرة الفخيمة " ، وبدأ بالإنتخاب.
وحدث بعد ظهور نتائج الإنتخاب أن أخطر البطريرك الخديوي بأن ما حدث كان بغير إرادته ولا يوافق عليه بأي حال كان ، وإنتهز البابا فرصة عيد الأضحى فذهب مع بعض المطارنة لتهنئة سموّه بالعيد وأحاطه علما بما جرى ، إلا أن الخديوي رفض مقابلتهم وأعلمهم فيما بعد عن طريق ديوانه، أن وقته لا يسمح بمناقشة البطريرك، وإن كان له على أحد شيء فليدفع شكواه إلى جهات الاختصاص.
إجتمع مجلس أعلى بعد أن اعترفت الحكومة بقانونية انتخابه وحاول اكتساب رضاء البطريرك ، أو التفاهم معه فلم يوفق ، فاصدر قرار برفع يد البابا عن المجلس وكافة الشئون الطائفية وعرض هذا القرار على مجلس النظار فوافق عليه في يونية 1892 وعبثًا حاول البطريرك أن يقنع الحكومة بأنه المسئول الأول عن إدارة الكنيسة.
رأى المجلس بعد إعفاء البطريرك من مهامه أن يقنع أحد الأساقفة بقبول رئاسة المجلس وإدارة البطريركية، وفاوض في ذلك الأنبا مكاريوس أسقف الخرطوم والنوبة، والأنبا ابرام أسقف الفيوم والجيزة، ولكنهما امتنعا، فاتجهوا إلى الأنبا أثناسيوس أسقف صنبو وقسقام، فسافر إليه مقار باشا عبد الشهيد وعرض عليه هذه المسئولية، فاظهر الأسقف تجاوبا مع المجلس، وبعد التفاهم على نقاط معينة عاد مقار باشا إلى القاهرة، وأذاع المجلس بياناً في 26 أغسطس 1892 أعلن فيه نبأ قبول أسقف صنبو لمطالب المجلس بالنيابة عن البطريرك .
فلما علم البطريرك بالخطوات التي إتخذها أسقف صنبو ، وأنه الآن في طريقة إلى القاهرة أبرق إلى الأنبا يوساب أسقف بني سويف ، وكلفة أن يقابله عند وقوف القطار في بنى سويف ويبلغه حرم البطريرك له وكذلك حرم المجمع المقدس ، فنفذ الأسقف أمر البطريرك ولكن الأنبا أثناسيوس لم يعبأ بالحرم وواصل سفره إلى القاهرة وعندما وصل إلى العاصمة توجه مع مرافقيه إلى البطريركية، ولكن المُوالين للبطريرك من الكهنة والخدم أوصدوا الأبواب في وجوههم ولم يمكنوهم من الدخول، فتوجه الأسقف إلى منزل عوض بك سعد الله ونزل به ضيفا إلى أن تمكن أتباعه من اقتحام البطريركية، ولكن البابا وقتئذ كان في الإسكندرية فقد عقد مجمعا من الأساقفة وكبار الكهنة وكرر قطع الأنبا أثناسيوس وحرمه.
ولما رأى أعضاء المجلس الملي أن وجود البطريرك بالإسكندرية بجانب الأنبا يؤانس مطران البحيرة ووكيل الكرازة المرقسية يعطل إجراءاتهم اجتمعوا في 31 أغسطس 1892 م ـ وشغلوا مجلساً زوجياً من القمص بشاى راعى كنيسة العذراء بحارة زويلة والقمص جرجس بشاي كنيسة الدمشيرية ، والقمص بولس جرجس وكيل قضايا البطريركية ، وإتفق المجلسان الملي والروحي على إبعاد البطريرك إلى دير البراموس والأنبا يؤانس إلى دير الأنبا بولا ، ورفعوا القرار إلى مجلس النظار ، فأقره سريعًا ، وفي صباح الخميس أول سبتمبر 1892 توجه محافظ الإسكندرية إلى البطريرك ، وأعلمه بهذا الأمر فقبله البابا عن طيب خاطر ، ووعد بالسفر في اليوم التالي ، وهكذا كان الأمر مع الأنبا يؤانس.
وفي صباح يوم الجمعة 2 سبتمبر 1892 م ، غادر البابا المقر البطريركي بالإسكندرية وتوجه إلى قرية المطرانة من أعمال مركز كوم حماده، كما سافر في نفس الوقت الأنبا يؤانس إلى مدينة بوش ومنها إلى دير الأنبا بولا.
وبعد نفي البابا إلى دير البرموس قام أعضاء المجلس الملي بمساعدة رجال الشرطة باقتحام الدار البطريركية ، ومكنوا الأنبا أثناسيوس أسقف صنبو من دخولها عنوة، وفي يوم الأحد 4 سبتمبر 1892 تجاسر الأسقف ورفع السرائر المقدسة في الكاتدرائية رغم حرمه من البابا.
وقد وقعت أثناء القداس أمور غير عادية تشاءم منها الكثيرون بأن انقلبت الصينية فتأثر الشعب.
ولما وجد الغيورون من الشعب أن حالة الكنيسة بعد غياب البطريرك يسير من سيء إلى أسوأ قدموا عرائض إسترحام إلى المقام الخديوي، واشترك معهم أساقفة الأقاليم، وبعد مقابلات مع الخديوي ومصطفي باشا فهمي ناظر النظار، أصدر الخديوي أمرًا خديوياً في 20 يناير 1893 بعودة البابا والأنبا يؤانس.
وفي يوم السبت 4 فبراير استقبلت الجماهير البطريرك في محطة العاصمة بكل الفرح والبهجة وبعد عشرة أيام من وصوله جاء بطرس باشا لزيارته ومعه الأنبا أثناسيوس والأساقفة والكهنة الذين ساعدوه واعتذروا للبابا على ما صدر منهم فصفح عنهم ومنحهم الحل والبركة ونصحهم ألا يعودوا لمثل ذلك مرة أخرى، ولما رأت الحكومة أن السلام لا يتم في الكنيسة القبطية إلا بترضية البابا والاعتراف بطاقة حقوقه كمسئول أعلى ، عادت وأصدرت أمرًا بإرجاع الإدارة الدينية والمالية إلى غبطته، على أن يتصرف بالطرق الودية ، حتى تتوحد الصفوف ، إكليروسًا وشعبًا.
وعندما ترضت النفوس نسبياً ، إتفق البابا مع بطرس باشا على تشكيل المجلس الملي للمرة الرابعة ، فإنتخب الشعب مجلسه من أعضاء ونواب ، وصدر مرسوم من الدولة باعتمادهم رسمياً في أول مارس 1906 م ، ولكن الهيئة الجديدة أخذت تضرب على النغمة القديمة ، فلم ينسجم البابا معها وتنحى عن رئاسة المجلس الملي وفوض لإدارة جلساته القمص بطرس عبد الملك رئيس الكنيسة المرقسية الكبرى.

مشاهير الشخصيات ورموز الحركة الوطنية المعاصرة

أحمد باشا عرابي
1841م - 1911م
أحمد عرابي
مقدمة 
هو " أحمد الحسيني عرابي " (31 مارس 1841 - 21 سبتمبر 1911)، قائد عسكري وزعيم مصري ، هو قائد الثورة العرابية ضد الخديوي توفيق ، ووصل إلى منصب ناظر الجهادية (وزارة الدفاع حالياً) ، وكان أميرالاي (عميد حالياً). 

المولد والنشأة والتدرج في سلم التعليم
ولد أحمد عرابي في 31 مارس 1841م في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية، وكان عرابي ثاني الأبناء ، أما الابن الأكبر فهو محمد، وشقيقاه الصغيران هما عبد السميع وعبد العزيز. تعلم القرآن الكريم، ثم عهد به والده الذي كان عمدة القرية إلى صراف القرية الذي كان يدعى ميخائيل غطاس ، حيث قام بتدريبه على العمليات الحسابية والكتابية ، ومَكَثَ يتمرن على يديه نحو خمس سنوات أحسن فيها معرفة القراءة والكتابة وبعض القواعد الحسابية.
وفي سن الثامنة طلب من أبيه أن يلحقه بالجامع الأزهر فأجاب طلبه وأرسله إلى القاهرة فدخل الأزهر في نوفمبر 1849م، ومكث فيه أربع سنوات أتم خلالها حفظ القرآن الكريم وأجزاء من الفقه والتفسير، وقد توفي والده في 23 يوليو 1848م إثر إصابته بوباء الكوليرا عن سن 63 عاماً، وكان عرابي آنذاك يبلغ 8 سنوات. وتولى أخوه محمد الإنفاق عليه ، وكان مصدر عيش الأسرة ريع 74 فداناً تركها والده.

الحياة العسكرية 
حين أمر محمد سعيد باشا بإلحاق أبناء المشايخ والأعيان بالجيش ضمن جهوده للمساواة بين الشركس والمصريين ، إلتحق عرابي بالخدمة العسكرية في 6 ديسمبر 1854م وبدأ كجندي بسيط، ولحسن حظه عين ضابط صف بدرجة أمين بلوك "مساعد حالياً"، واستفاد من نظام الترقي بالامتحانات فوصل إلى رتبة ملازم ثاني بعد أربع سنوات فقط في الخدمة، ثم إرتقى عرابي سلم الرتب العسكرية بسرعة في عهد سعيد باشا حيث حصل خلال عام 1859م على ترقيتين هما يوزباشي "نقيب حالياً" وصاغ "رائد حالياً". وخلال عام 1860م رقي إلى بكباشي "مقدم حالياً" ثم إلى قائمقام "عقيد حالياً" وهو لم يكمل العشرين عاماً. كان سعيد باشا يثق بعرابي إلى درجة أنه كان يشركه معه في ترتيب المناورات الحربية، ووصلت درجة التقارب بينه وبين سعيد باشا أن أهداه كتاباً عن تاريخ نابليون بونابرت مكتوباً باللغة العربية.

الأوضاع السياسية وإنعاكسها داخل الجيش 
تغيرت الأوضاع بعد وفاة سعيد باشا وتولي خلفه الخديوي إسماعيل الحكم، حيث عادت التفرقة بين المصريين و الشراكسة في الجيش. 


بداية الخلاف بين أحمد عرابي واللواءات الشراكسة في الجيش
وقع خلاف بين عرابي وأحد اللواءات الشراكسة يدعى اللواء خسرو باشا الذي سعى لإقالته بدعوى "شراسة الخلق وقوة الرأس" ، وقدم بسببها للمحاكمة العسكرية وحكم عليه المجلس بالسجن واحد وعشرين يوماً ، ولكنه إستأنف الحكم أمام المجلس العسكري الأعلى والذي قضى بإلغاء الحكم الابتدائي ، وبسبب ذلك حدث خلاف بين وزير الحربية وقتئذٍ إسماعيل سليم باشا وبين رئيس المجلس العسكري الأعلى؛ لأن الوزير كان يرغب في تأييد الحكم الابتدائي، وذهب وزير الحربية إلى الخديوي إسماعيل ليفصل عرابي ، وتم فصله فعلاً وتركت هذه الحادثة في نفسه كراهية شديدة للضباط الشراكسة وسيطرتهم على الجيش. وحاول رفع مظلمة للخديوي إسماعيل ، ولكن لم يتم النظر فيها، وحاول رفع الكثير من المظالم إليه مدة ثلاثة أعوام. 
وفي هذه الفترة ، إلتحق أحمد عرابي بوظيفة في دائرة الحلمية ، وخلال شغله هذه الوظيفة تزوج من كريمة مُرضعة الأمير إلهامي باشا وهي أخت حرم الخديوي محمد توفيق فيما بعد من الرضاعة ، ومن هنا كانت وساطة بعض المقربين من زوجته لاستصدار أمر من الخديوي إسماعيل بالعفو عنه ، وإعادته إلى الجيش برتبته العسكرية التى خرج عليها ، وحرم من مرتبته خلال مدة فصله ، فزادت كراهيته على أوضاع الجيش ونفوذ الضباط الشراكسة وتعنتهم مع الضباط المصريين ، بعد ذلك عين مأموراً للحملة العسكرية المصرية في الحبشة ، وقد إنتهت هذه الحملة بهزيمة الجيش المصري، وكان للهزيمة أثر كبير في نفسه لما رآه من إستهتار للقيادة الشركسية.

بداية الدعوة للإنقلاب العسكري ( ثورة عرابي ) 
أصدر ناظر الجهادية عثمان رفقي باشا عدداً من القرارات التي اعتبرها الضباط المصريون تحيزاً للشركس في الجيش على حساب المصريين:
منع ترقية ضباط الصف المصريين و الإكتفاء بخريجي المدارس الحربية.
إستبدال بعض كبار الضباط المصريين بالشراكسة في المواقع القيادية بالجيش.
أثارت تلك القرارات غضب الضباط المصريين ، وإتهموا الشراكسة بالعمل على استعادة دولة المماليك ، ثم اجتمع الضباط المصريون على تقديم مذكرة لرياض باشا رئيس النظار وقعها عرابي واثنين من زملائه اشتملت على النقاط التالية :
  • التظلم من إنحياز عثمان رفقي للشراكسة.
  • المطالبة بتعديل قوانين الجيش للمساواة بين جميع الأجناس في الجيش.
  • تعيين ناظر للحربية من الوطنيين.
  • المطالبة بقيام مجلس نواب وطني كما وعد الخديوي إبان توليه.
  • زياده عدد الجيش المصري إلى 18 ألفاً.

أحمد عرابي يتقدم بمطالباته أمام الخديو 

نتائج الثورة العرابية 
إستجاب توفيق لمطالب الجيش حين رأى التفاف الشعب حول عرابي ، وعزل رياض باشا من رئاسة النظار، وعهد إلى محمد شريف باشا بتشكيل الوزارة وتشكلت بذلك أول نظارة شبه وطنية في تاريخ مصر الحديث. 
ويمكن القول أن الوزارة كانت شبه وطنية بسبب أن محمد شريف باشا كان من أصول شركسية إلا أنه كان رجلا كريمًا مشهود له بالوطنية والإستقامة ، فألف وزارته في (19 شوال 1298 هـ = 14 سبتمبر 1881م)، وتم تعيين محمود سامي البارودي ناظرا للجهادية وهو أول مصري يتولى هذا المنصب.
وسعى لوضع دستور للبلاد، ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده، ثم عصف بهذا الجهد تدخل إنجلترا وفرنسا في شؤون البلاد بعد أن ازدادت ضغوط الدول الأوربيه الدائنة على مصر التي بات يتعين عليها دفع ما يقارب العشرين مليون جنيه إسترليني أو ما يقرب من ثلث دخلها القومي سنوياً لسداد الديون. أصرت بريطانيا وفرنسا على إدارة شؤون الخزانة المصرية باعتبارهما أكبر الدائنين. وبسبب العقلية الاستعمارية المتغطرسة التي كانت سائدة في ذلك الوقت التي روجت لفكرة أن الشعوب الشرقية لا تصلح لإدارة شؤونها وخصوصاً الشؤون المالية. وفعلاً تم فرض تعيين مفتشين ماليين على شؤون الخزانة المصرية أحدهما إنجليزي والآخر فرنسي. كرد فعل لكل هذه الضغوط، أصر مجلس الأعيان برئاسة محمد سلطان باشا على تغيير وزارة محمد شريف باشا التي قبلت بكل هذه التدخلات في شؤون مصر الداخلية. وتأزمت الأمور، وتقدم محمد شريف باشا بإستقالته في (2 ربيع الآخر 1299 هـ = 2 فبراير 1882 م).

بداية الإحتلال الإنجليزي لمصر 
تطورت الأحداث بسرعه في صيف عام 1882 ومع ظهور الأسطول البريطاني الفرنسي المشترك في مياه الإسكندرية ، إزدادت سخونة الأحداث. وجدت إنجلترا وفرنسا في أحداث الإسكندرية فرصة سانحة للتدخل ، وإتهمتا "عرابي" في التسبب في حصول هذه الأحداث حيث اعتبرتاه المسؤول عن تحريض المصريين ضد الأجانب، ومن الغريب أن ذريعة الإنجليز لغزو مصر كانت الإرهاب.

واقعة قصف الأسكندرية
تزعمت بريطانيا جهود القضاء على عرابي بينما تراجع الدور الفرنسي (المنافس التقليدي للدور البريطاني) إلى الاكتفاء بالمشاهدة وسحبت فرنسا أسطولها إلى بورسعيد. انتظرت بريطانيا أي فرصة لبدء العدوان على مصر حيث أنها لم تكن مرتاحة لفكرة التدخل التركي لحل الأزمة. في السابع من يوليو وجدت بريطانيا الذريعة التي كانت في انتظارها. 
كانت الحكومة المصرية قد نصبت بعض المدافع على قلعة الإسكندرية ، فإعتَبرت بريطانيا أن هذا عمل عدائي ضد حكومة صاحبة الجلالة. 
وفي (24 شعبان 1299 هـ = 10 يوليو 1882 م) ، وجه قائد الأسطول البريطاني إنذارا للحكومة المصرية - إما تسليم القلعة للأسطول البريطاني - وإلا سوف تضرب الإسكندرية من البحر. مارس الخديوي توفيق لعبته المعتادة حين قابل "عرابي" ، وشجعه على مقاومة المعتدين بينما كان قد اتصل سراً بقائد الأسطول البريطاني ودعاه إلى الهجوم على عرابي. لم يقبل "عرابي" الإنذار البريطاني وانتظر تنفيذ البريطانيين لتهديدهم. بدأ الإنجليز في ضرب الإسكندرية يوم 12 يوليو 1882 ونزلت قواتهم إليها في اليوم التالي بعد أن قرر "عرابي" سحب قواته منها والتحصن عند كفر الدوار.
حين سمع الخديوي توفيق بإنسحاب "عرابي" أمام الإنجليز تشجع وظهر على حقيقته حيث أعلن "عرابي" متمرداً في الرابع والعشرين من يوليو ، وبدلاً من أن يقاوم الخديوي المحتلين، إستقبل في قصر الرمل بالإسكندرية الأميرال بوشامب سيمور قائد الأسطول البريطاني، وانحاز إلى الإنجليز، وجعل نفسه وسلطته الحكومية رهن تصرفهم حتى قبل أن يحتلوا الإسكندرية. فأثناء القتال أرسل الإنجليز ثلة من جنودهم ذوي الجاكتات الزرقاء لحماية الخديوي أثناء إنتقاله من قصر الرمل إلى قصر رأس التين عبر شوارع الإسكندرية المشتعلة. 
ثم أرسل الخديوي إلى "أحمد عرابي" في كفر الدوار يأمره بالكف عن الإستعدادات الحربية، ويحمّله تبعة ضرب الإسكندرية، ويأمره بالمثول لديه في قصر رأس التين ؛ ليتلقى منه تعليماته. صارت المواجهة مكشوفة بين كل الأطراف منذ ذلك التاريخ.
قررت الحكومة البريطانية أن تكون المواجهة شاملة وأن تكون الحرب كاملة، فجلبت المزيد من قواتها إلى الحرب. تم تحريك 15,000 جندي من مالطة وقبرص بالإضافة إلى 5,000 من الهند باتجاه مصر مما رفع تعداد قوة الهجوم على مصر إلى 30,000 جندي وضعت تحت قيادة السير جارنت ولسلي.

موقعة كفر الدوار
رفض عرابي الانصياع للخديوي بعد موقفه المخزي، وبعث إلى جميع أنحاء البلاد ببرقيات يتهم فيها الخديوي بالانحياز إلى الإنجليز، ويحذر من اتباع أوامره، وأرسل إلى "يعقوب سامي باشا" وكيل نظارة الجهادية يطلب منه عقد جمعية وطنية ممثلة من أعيان البلاد وأمرائها وعلمائها للنظر في الموقف المتردي ، وما يجب عمله، فاجتمعت الجمعية في (غرة رمضان 1299 هـ= 17 يوليو 1882م) ، وكان عدد المجتمعين نحو أربعمائة، وأجمعوا على إستمرار الاستعدادات الحربية ما دامت بوارج الإنجليز في السواحل، وجنودها يحتلون الإسكندرية.
كان رد فعل الخديوي على هذا القرار هو عزل عرابي من منصبه، وتعيين عمر لطفي محافظ الإسكندرية بدلاً منه، ولكن عرابي لم يمتثل للقرار، واستمر في عمل الاستعدادات في كفر الدوار لمقاومة الإنجليز. بعد انتصار عرابي في معركة كفر الدوار أرسل عرابي إلى يعقوب سامي يدعوه إلى عقد اجتماع للجمعية العمومية للنظر في قرار العزل.
وفي (6 رمضان 1299 هـ = 22 يوليو 1882 م) عُقِد اجتماع في وزارة الداخلية، حضره نحو خمسمائة من الأعضاء، يتقدمهم شيخ الأزهر وقاضي قضاة مصر ومُفتيها، ونقيب الأشراف، وبطريرك الأقباط، وحاخام اليهود والنواب والقضاة والمفتشون، ومديرو المديريات، وكبار الأعيان وكثير من العمد، فضلا عن ثلاثة من أمراء الأسرة الحاكمة.
في الاجتماع أفتى ثلاثة من كبار شيوخ الأزهر، وهم "محمد عليش" و"حسن العدوي"، و"الخلفاوي" بمروق الخديوي عن الدين لإنحيازه إلى الجيش المحارب لبلاده، وبعد مداولة الرأي أصدرت الجمعية قرارها بعدم عزل عرابي عن منصبه، ووقف أوامر الخديوي ونظّاره وعدم تنفيذها؛ لخروجه عن الشرع الحنيف والقانون المنيف ولم يكتفوا بهذا بل جمعوا الرجال والأسلحة والخيول من قرى وعزب وكفور البلاد. وقد قام العمدة محمد إمام الحوت عمدة الصالحية شرقية والعمدة عبد الله بهادر عمدة جهينة جرجاوية ببث الحماسة في الناس وجمع ما يستطيعون من الرجال والسلاح لدعم الدفاع عن البلاد فقد قدم العمدة عبد الله بهادر نحوا من 600 مقاتل من رجال جهينة المعروفين بالبأس والشجاعة و140 فرسا و74 بندقية والعديد من الأسلحة الأخرى وكميات كبيرة من الغلال وقدم العمدة محمد إمام الحوت نحو من 40 مقاتلا بعددهم وعتادهم وقدم سليمان زكي حكيم من أعيان مركز طوخ 41 فرس وأحمد حسني مأمور مركز ميت غمر قدم 33 بندقية.

واقعة إغلاق قناة السويس
لجأ الإنجليز والخديوي توفيق لمختلف الحيل لكسر شوكة أحمد عرابي ورجاله ، صدر منشور من السلطان عبد الحميد الثاني يعلن عصيان أحمد عرابي ، وأكد دليسبس أن الإنجليز لن يهاجموه في الجبهة الشرقية عن طريق قناة السويس لأن القناة محايدة. وانضم محمد سلطان باشا صراحةً إلى الخديوي توفيق ضد عرابي ، وعلي يوسف (خنفس باشا) ـ وعدد من الضباط ، إحتل الإنجليز بورسعيد. 
وفي 21 أغسطس وصلت القوات الهندية إلى السويس وفي 25 أغسطس ، وسقطت المحروسة.

موقعة القصاصين
في 28 أغسطس 1882 أثناء تقدم الجيش البريطاني غرباً في محافظة الإسماعيلية بقيادة الجنرال جراهام ، حوصر هذا الأخير من قبل الأهالي العزُل فطلب الإمداد بمزيد من الذخيرة في الساعة 4:30 عصراً ، فوصلته الساعة 8:45 مساءاً ، مما مَكٌنه من القيام بمذبحة كبيرة بين الأهالي. 
بعد أن جاء الجيش البريطاني من الإسماعيلية اشتبك مع الجيش المصري في معركة حامية عند القصاصين ، وقد كاد الجيش المصري أن ينتصر لولا إصابة القائد راشد حسني.

وقائع معركة التل الكبير
وقعت معركة التل الكبير في 13 سبتمبر 1882 (الموافق 29 شوال 1299 هـ) الساعة 1:30 صباحاً ، وإستغرقت أقل من 30 دقيقة. 
وقد فاجأ الإنجليز القوات المصرية المتمركزة في مواقعها منذ أيام والتي كانت نائمة وقت الهجوم ، وفوجئ أحمد عرابي بوصول القوات الإنجليزية لقلب معسكره قبل أن يكمل ارتداء حذائه العسكري وفشل في منع تفرق جنوده الذين فاجئهم الهجوم، ونصحه خادمه بضرورة الإسراع للقاهرة لتحصينها فلا أمل هنا ، فأستجاب له وإمتطي جوادة مسرعا إلي الزقازيق ليستقل القطار الي القاهرة فلم يجده ، فأكمل علي صهوة جواده إلي بلبيس حيث وجد قطارا أقله للقاهرة.
وقائع معركة التل الكبيير

ودارت مناقشات مع وجهاء المدينة إنتهت بالإتفاق علي الإستسلام، وأرسل عرابي عارضا إستسلام القاهرة شرط إستسلامه شخصياً لعهدة الحكومة البريطانية وليس الخديوي توفيق - وهو ما أمن به علي حياته من حكم الإعدام المنتظر علي يد الخديوي توفيق.

واقعة الخيانة 
واصلت القوات البريطانية تقدمها السريع إلى الزقازيق ، حيث أعادت تجمعها ظهر ذلك اليوم ، ثم إستقلت القطار (سكك حديد مصر) إلى القاهرة التي إستسلمت حاميتها بالقلعة بقيادة خنفس باشا عصـر نفس اليوم. 
وكان ذلك بداية الإحتلال البريطاني لمصر الذي دام 74 عاماً ؛ فقد غادرت بعد ذلك القوات البريطانية في 18 يونيو 1956 بعد توقيع معاهدة 19 أكتوبر 1954 مع جمال عبد الناصر: (التي تنص على جلاء القوات من قناة السويس خلال عشرين شهراً).
بعد دخول الإنجليز القاهرة في 14 سبتمبر 1882 ووصول الخديوي قصر عابدين في 25 سبتمبر 1882، تم عقد محاكمة لعرابي وبعض قادة الجيش في المعركة وبعض العلماء والأعيان. وتم الحكم عليهم في 3 ديسمبر 1882 بالنفي إلى جزيرة سرنديب (سيلان) أو سريلانكا حالياً.
بعد المعركة قال الجنرال جارنت ولسلي قائد القوات البريطانية إن معركة التل الكبير كانت مثالاً نموذجيا لمناورة تم التخطيط الجيد لها مسبقاً في لندن ، وكان التنفيذ مطابقا تماماً كما لو كان الأمر كله لعبة حرب Kriegspiel . إلا أنه أردف أن المصريين "أبلوا بلاءً حسناً" ، كما تشير خسائر الجيش البريطاني.

نفي أحمد عرابي إلى جزيرة سيلان والعودة منها إلى مصر 
قام الأسطول البريطاني بنفي أحمد عرابي وزملائه عبد الله النديم ومحمود سامي البارودي إلى سريلانكا سيلان سابقاً حيث إستقروا بمدينة كولومبو لمدة 7 سنوات. بعد ذلك نقل أحمد عرابي ومحمود سامي البارودي إلى مدينة كاندي بذريعة خلافات دبت بين رفاق الثورة. 
وكانت عودة أحمد عرابي بعد 20 عاماً ومحمود سامي البارودي بعد 18 عاما. وعاد عرابي بسبب شدة مرضه أما البارودي لاقتراب وفاته وإصابته بالعمى من شدة التعذيب.
عاد أحمد عرابي من المنفى بعد عشرين عاماً ومعه محمود سامي البارودي بعد 18 عاماً. 
عاد هذا الأخير من أجل إصابته بالعمى من شدة التعذيب وسوء صحته.لدى عودته من المنفى عام 1903، أحضر أحمد عرابي شجرة المانجو إلى مصر لأول مرة.


الوفاة 
توفي أحمد باشا عرابي في القاهرة في يوم 21 سبتمبر من عام 1911 م .

تابع : مشاهير الشخصيات ورموز الحركة الوطنية المعاصرة


بطرس باشا غالي
1846م - 1910م
بطرس باشا غالي 

مقدمة
هو " بطرس باشا نيروز غالي " - (1262 هـ / 1846 - 1328 هـ / 20 فبراير 1910) رئيس وزراء مصر من 12 نوفمبر 1908 إلى 1910. والده نيروز غالي كان ناظرا للدائرة السنية لشقيق الخديوي إسماعيل في الصعيد. 
وقد تلقى تعليمه في كلية البابا " كيرلس الرابع " ، أبو الإصلاح.
وبصفتهِ وزير للخارجية صاغ ، ووقع على إتفاقية الحكم الثنائي الإنجليزي المصري للسودان عام 1899. وكانت الخطوة الأولى نحو تقسيم السودان حيث دخل الإنجليز السودان على حساب مصر. 
أغتيل على يد إبراهيم ناصف الورداني في 20 فبراير 1910.

رئاسته للوزراء وأبرز أعماله خلال المنصب
عندما كان بطرس باشا غالي رئيساً لوزراء مصر ، وافق على تمديد امتياز شركة قناة السويس 40 عاماً إضافية من 1968م إلى 2008م في نظير 4 مليون جنيه تدفع على أربع أقساط. ولقد تمكن محمد فريد من الحزب الوطني من الحصول على نسخة من المشروع في أكتوبر 1909م ، ونشرها في جريدة اللواء، وطالبت اللجنة الإدارية للحزب الوطني بعرض المشروع على الجمعية العمومية، فإضطر المسؤولون تحت الضغط إلى دعوة الجمعية التي رفضت المشروع.
ومن الأعمال التي تنسب لبطرس باشا غالي ، خلال الفترة التي شغل فيها منصب رئيس ورزاء مصر - ما يلي تباعاً :

إصدار قانون المطبوعات 1881م
صدر أول قانون للمطبوعات في مصر في (5 محرم 1299 هـ / 26 نوفمبر 1881م) في عهد الخديوي توفيق، لكن هذا القانون لم يتم العمل به حتى اشتد ساعد الحركة الوطنية خاصة بعد حادثة دنشواي وحالة الغضب التي اجتاحت الرأي العام المصري على محاكمة دنشواي ، لذا طلب الإنجليز من حكومة بطرس غالي ضرورة عودة قانون المطبوعات مرة أخرى، فأصدر مجلس الوزراء في (4 من ربيع الأول 1327 هـ/ 25 مارس 1909م) قرارا بإعادة العمل بقانون المطبوعات الصادر في عهد الخديوي توفيق، وكان الهدف منهُ مراقبة الصحف ومصادرتها وإغلاقها إذا اقتضى الأمر، وكان هذا القانون لأجل وضع القيود على الأقلام، فقام "محمد فريد" زعيم الحزب الوطني بالذهاب إلى الخديوي عباس حلمي في نفس اليوم الذي صدر فيهِ ذلك القانون بعريضة احتجاج على ما قامت به وزارة بطرس غالي وقامت المظاهرات الرافضة لهذا التضييق والكبت لحريتها.

طرح فكرة تمديد إمتياز قناة السويس في عام 1921م
كانت هناك فكرة مد إمتياز قناة السويس أربعين عاماً أخرى ، وذلك مقابل مبلغ من المال تدفعه الشركة صاحبة الامتياز إلى الحكومة المصرية إلى جانب نسبة معينة من الأرباح تبدأ من سنة 1338هـ / 1921م حتى 1387هـ / 1968م.
في رمضان1327 هـ/ أكتوبر 1909م استطاع محمد فريد الحصول على نسخة من مشروع القانون ونشرها في جريدة اللواء وبدأت حملة من الحركة الوطنية على رأسها الحزب الوطني في تعبئة المصريين ضد هذا القانون، خاصة أن إعطاء الامتياز كان يعني أن تترك الشركة القناة للمصريين سنة 1428هـ/ 2008م، وطالبت بعرض مشروع القانون على الجمعية العمومية لأخذ رأيها، ومعنى ذلك حشد الأمة المصرية ضد القانون، فوافق الخديوي عباس حلمي على ذلك، وحدد يوم 1 صفر 1328 هـ / 10 فبراير 1910م لانعقاد الجمعية العمومية ومجلس شورى القوانين لمناقشة المشروع، فرفضته الجمعية العمومية مما اضطر الحكومة إلى سحبهِ.

الإنتقادات الموجه له
توجه له الانتقادات [من صاحب هذا الرأي؟] لعدة أسباب مثل محاوله مد امتياز قناة السويس لصالح الاحتلال واعدام فلاحين دنشواي وقانون المطبوعات واتفاقية الحكم الثنائي الإنجليزي المصري للسودان ، إتهم بمحاباة الإنجليز حين صادق، كوزير العدل المؤقت، على أحكام محكمة دنشواي بإعدام 6 فلاحين مصريين قتلوا جنود بريطانيين كانوا قد قتلوا فلاحة مصرية أثناء صيدهم للحمام. مع تنامي الحركة الوطنية بمصر تحت شعار "مصر للمصريين"، أصبحت سياسات بطرس غالي شديدة الولاء لبريطانيا بؤرة لنقمة الوطنيين المصري.

أهم الأحداث المعاصرة
وقائع الثورة المهدية في السودان
عندما احتل الإنجليز مصر عام 1882م بعد فشل الثورة العرابية ، شهد السودان قيام الثورة المهدية التي إستطاعت أن تسيطر على السودان، وفي تلك الفترة قرر الإنجليز إعادة السودان إلى سيطرتهم في إطار حملة مشتركة تتحمل تكاليفها الخزانة المصرية، وأن يكون حكم السودان مشتركا بين مصر وبريطانيا، وقد وقع اللورد "كرومر" المعتمد البريطاني في مصر على تلك الوثيقة عن الجانب البريطاني، ووقع عن الجانب المصري "بطرس غالي"، وتم توقيع إتفاق السودان في 19 يناير 1899م) ، حيث أن جميع سلطات السودان تتمركز في يد الحاكم العام للسودان وهو بريطاني الجنسية ، نص الاتفاق على أنه لا يجوز عزل هذا الحاكم إلا بعد موافقة الحكومة البريطانية ، كما أن تشريعات القطر المصري لا تسري على السودان.
بذلك لم يُعط هذا الاتفاق لمصر أي ميزة فعلية من المشاركة مع بريطانيا في إعادة فتح السودان، وتحملت مصر بمفردها تكاليف الحملة، وكانت المسئولية ملقاة على مصر والسلطة في يد بريطانيا. 
أعطى غالي بريطانيا بموافقته حقا في السودان دون أن تتحمل ثمنه، وأعطاها سلطة واسعة في إدارة السودان دون أدنى مسئولية. كما أن هذا الاتفاق قوض ممتلكات مصر في منطقة خط الاستواء في كل من أوغندا وعدد من الموانئ الموجودة على البحر الأحمر مثل زيلع وبربرة.
ذكر اللورد كرومر أن إعادة فتح السودان يُعزى إليه إفلاس الخزانة المصرية، حتى إن مصر باعت في سبيل هذه الحملة البواخر الخديوية وعددا من السرايات والحدائق والأراضي وكل ما استطاعت بيعه للإنفاق على هذه الحملة ، ورغم هذه النفقات جاء اتفاق 1899م) ليطيح بهذه النفقات والأرواح التي بذلت ، ويعطي السودان بلا ثمن لبريطانيا.

حادثة دانشواي وتولي الحكم فيها
لعب بطرس باشا غالي دوراً كبيراً في حادثة دنشواي والتي كانت من المحطات الهامة في تاريخ الإنجليز في مصر، وملخصها أن عددا من ضباط الجيش الإنجليزي خرجوا لاصطياد الحمام في قرية دنشواي فأصيبت إحدى السيدات بعيار ناري فقتلت في التو واللحظة واحترق أحد الأماكن التي يتم فيها تخزين القمح، فاستشاط أهالي القرية غضبا وهاجموا هؤلاء الإنجليز ففر البعض وتوفي أحدهم من تأثير ضربة شمس، فعقد الإنجليز محاكمة لعدد من أهالي القرية، ورأس هذه المحكمة بطرس غالي باعتباره قائما بأعمال نظارة الحقانية في (23 نوفمبر 1906م)، وقضت بالإعدام شنقا لأربعة من الأهالي ، وبالأشغال الشاقة مدداً مختلفة لعدد آخر ، وبالجلد خمسين جلدة على آخرين ، وتم تنفيذ الأحكام بعد محاكمة ، إستمرت ثلاثة أيام فقط وأمام الأهالي.

واقعة إغتيال بطرس باشا غالي
قام إبراهيم ناصف الورداني عضو الحزب الوطني بإطلاق ست رصاصات أصابت اثنتان منها رقبته على بطرس غالي أمام وزارة الحقانية في الساعة الواحدة ظهراً يوم 11 صفر 1328 هـ / 20 فبراير 1910م، فقتله.

كان إبراهيم الورداني شاباً في الرابعة والعشرين من عمره، درس الصيدلة في سويسرا، لعامين بدءاً من سنة 1324 هـ / 1906م، ثم سافر إلى إنجلترا فقضى بها عاماً آخر حصل خلاله على شهادة في الكيمياء وعاد إلى مصر في ذي الحجة 1326 هـ / يناير 1909م ليعمل صيدلانياً وكان عضواً في الحزب الوطني، وعندما ألقي القبض عليه أقر أنه قتل بطرس غالي لأنه "خائن للوطن"، وأنه غير نادم على فعلته، وأصر على أقواله تلك في المحكمة.

تابع : مشاهير الشخصيات ورموز الحركة الوطنية المعاصرة
مصطفي باشا كامل
1874م - 1908م
 
مصطفي باشا كامل 

مقدمة
هو : "مصطفى كامل باشا" (1291 هـ / 1874 - 1326 هـ / 1908) زعيم سياسي وكاتب مصري. 
أسس الحزب الوطني وجريدة اللواء. 
كان من المنادين بإنشاء (إعادة إنشاء) الجامعة الإسلامية. كان من أكبر المناهضين للإستعمار وعرف بدوره الكبير في مجالات النهضة مثل نشر التعليم وإنشاء الجامعة الوطنية ، وكان حزبه ينادي برابطة أوثق بالدولة العثمانية ، أدت مجهوداته في فضح جرائم الإحتلال والتنديد بها في المحافل الدولية خاصة بعد مذبحة دنشواي التي أدت إلى سقوط اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر. 

المولد والنشأة الأولى والتدرج في سلم التعليم
ولد 'مصطفى كامل في 1 رجب عام 1291 هـ الموافق 14 أغسطس عام1874م، في قرية كتامة التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية وكان أبوه "علي محمد" من ضباط الجيش المصري، وقد رُزِقَ بابنه مصطفى وهو في الستين من عمره ، وعُرِف عن الابن النابه حبُّه للنضال والحرية منذ صغره؛ وهو الأمر الذي كان مفتاح شخصيته وصاحبه على مدى 34 عامًا.
والمعروف عنه أنه تلقى تعليمه الابتدائي في ثلاث مدارس، أما التعليم الثانوي فقد التحق بالمدرسة الخديوية ، أفضل مدارس مصر آنذاك، والوحيدة أيضًا، ولم يترك مدرسة من المدارس إلا بعد صدام لم يمتلك فيه من السلاح إلا ثقته بنفسه وإيمانه بحقه.

بداية ظهور النزعة الوطنية
وفي المدرسة الخديوية أسس جماعة أدبية وطنية كان يخطب من خلالها في زملائه، وحصل على الثانوية وهو في السادسة عشرة من عمره، ثم التحق بمدرسة الحقوق سنة (1309 هـ = 1891م)، التي كانت تعد مدرسة الكتابة والخطابة في عصره، فأتقن اللغة الفرنسية ، والتحق بجمعيتين وطنيتين، وأصبح يتنقل بين عدد من الجمعيات؛ وهو ما أدى إلى صقل وطنيته وقدراته الخطابية.
وقد إستطاع أن يتعرف على عدد من الشخصيات الوطنية والأدبية، منهم: إسماعيل صبري الشاعر الكبير ووكيل وزارة العدل ، والشاعر الكبير خليل مطران، وبشارة تقلا مؤسس جريدة الأهرام، الذي نشر له بعض مقالاته في جريدته اللواء.
في سنة (1311 هـ = 1893م) ترك مصطفى كامل مصر ليلتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية ؛ ليكمل بقية سنوات دراسته ، ثم التحق بعد عام بكلية حقوق تولوز، واستطاع أن يحصل منها على شهادة الحقوق، والف في تلك الفترة مسرحية "فتح الأندلس" التي تعتبر أول مسرحية مصرية، وبعد عودته إلى مصر سطع نجمه في سماء الصحافة، واستطاع أن يتعرف على بعض رجال وسيدات الثقافة والفكر في فرنسا، ومن أبرزهم جولييت آدم ، وازدادت شهرته مع هجوم الصحافة البريطانية عليه.

التفكير في إنشاء جامعة مصرية
أرسل إلى الشيخ علي يوسف صاحب جريدة المؤيد برسالة يدعو فيها إلى فتح باب التبرع لمشروع الجامعة، وأعلن مبادرته إلى الاكتتاب بخمسمائة جنيه لمشروع إنشاء هذه الجامعة، وكان هذا المبلغ كبيرًا في تلك الأيام؛ فنشرت الجريدة رسالة الزعيم الكبير في عددها الصادر بتاريخ (11 شعبان 1324 هـ الموافق 30 سبتمبر 1906م).

تأسيس جريدة المؤيد
لم تكد جريدة المؤيد تنشر رسالة مصطفى كامل حتى توالت خطابات التأييد للمشروع من جانب أعيان الدولة، وسارع بعض الكبراء وأهل الرأي بالاكتتاب والتبرع، ونشرت الجريدة قائمة بأسماء المتبرعين، وكان في مقدمتهم حسن بك جمجوم الذي تبرع بألف جنيه ، وسعد زغلول وقاسم أمين المستشاران بمحكمة الاستئناف الأهلية، وتبرع كل منهما بمائة جنيه.
غير أن عملية الإكتتاب لم تكن منظمة، فاقترحت المؤيد على مصطفى كامل أن ينظم المشروع ، وتقوم لجنة لهذا الغرض تتولى أمره وتشرف عليه من المكتتبين في المشروع ، فراقت الفكرة لدى مصطفى كامل، ودعا المكتتبين للاجتماع لبحث هذا الشأن، واختيار اللجنة الأساسية، وانتخاب رئيس لها من كبار المصريين من ذوي الكلمة المسموعة حتى يضمن للمشروع أسباب النجاح والاستقرار. أتمت لجنة الاكتتاب عملها ونجحت في إنشاء الجامعة المصرية يرئسها الملك فؤاد الأول آنذاك .

العلاقة بالخديوِ عباس حلمي الثاني
من المعروف أن الخديوي عباس قد اصطدم في بداية توليه الحكم باللورد كرومر في سلسلة من الأحداث كان من أهمها أزمة وزارة مصطفى فهمي باشا عام 1893، وتوترت العلاقات إلى حد خطير في حادثة الحدود عام 1894، وكان عباس يري أن الاحتلال لا يستند إلى سند شرعي ، وأن الوضع السياسي في مصر لا يزال يستند من الناحية القانونية إلى معاهدة لندن التي كانت في عهد محمد علي باشا في 1840 والفرمانات المؤكدة لهذه المعاهدة إلى جانب الفرمانات التي صدرت في عهد إسماعيل بشأن اختصاصات ومسئوليات الخديوية ، فالطابع الدولي للقضية المصرية من ناحية إلى جانب عدم شرعية الاحتلال كانا من المسائل التي استند عليها عباس في معارضته للاحتلال ، ثم رأى عباس أن يستعين كذلك في معارضته للاحتلال بالقوى الداخلية. لا نعتقد أن الخديو عباس كان على استعداد للسير في صرامة ضد كرومر إلى حد التفكير في تصفية الاحتلال نهائياً، بل كانت معارضته المترددة لسياسة كرومر تستهدف المشاركة في السلطة حتى في ظل الاحتلال.
أما بالنسبة لتعاون مصطفى كامل مع عباس فله أسبابه أيضاً من وجهة نظر مصطفى كامل:
أولاً: يجب أن نقرر أن الحركة الوطنية المصرية في ذلك الوقت كانت أضعف من أن تقف بمفردها في المعركة.

ثانياً: أن مصطفى كامل كان يضع في اعتباره هذفاً واحداً وهو الجلاء وعدواً واحداً وهو الاحتلال، ولذلك كان مصطفى كامل على استعداد للتعاون مع كل القوى الداخلية والخارجية المعارضة للإحتلال ، أما المسائل الأخرى التي كانت العناصر الوطنية المعتدلة ، من أمثال حزب الأمة فيما بعد ، تضعها في الاعتبار الأول كمسألة الحياة البرلمانية وعلاقة مصر مع تركيا وغيرها ، فكلها مسائل يجب أن تترك حتى يتخلص المصريون من الإحتلال. 

الأولى المرض والوفاة 
كان مصطفي كامل يعاني من مشاكل صحية في سن مبكرة من الشباب تتمثل في متاعب في القلب ، وقد كانت وفاته متأثراً بالمرض ، وهو لم يزل في ريعان الشباب " 36 عاماً" .

تابع : مشاهير الشخصيات ورموز الحركة الوطنية المعاصرة

سعد باشا زغلول
1854م - 1908م
سعد باشا زغلول

المولد والنشأة والتدرج في سلم التعليم
ولد سعد باشا زغلول في حوالي سنة 1857م ، في قرية إبيانة " مركز فوة " - " مطوبس الآن " وكان ينتمي لأسرة من الفلاحين من الطبقة المتوسطة في إبيانه في دلتا النيل ، وقد تلقى تعليمه في الكتاب ثم التحق بالأزهر عام 1873م. تعلم على يد السيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده وإلتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغاني ، 

بداية العمل والتدرج في السلم الوظيفي
عمل سعد زغلول في بداية حياته مع جمال الدين الأفعاني في جريدة الوقائع المصرية. ثم إنتقل إلى وظيفة معاون بوزارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة عرابي. إشتغل بالمحاماة ، لكن قبض عليه عام 1883م بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني المعروف بـ «جمعية الانتقام» ، وبعد ثلاثة أشهر خرج من السجن ليعود إلى المحاماة. 
دخل إلى دائرة أصدقاء الإنجليز عن طريق الملكة نازلي ، وسعى وقتها إلى تعلم اللغة الإنجليزية. 
تزوج من إبنة مصطفى فهمى باشا، رئيس وزراء مصر. 
تعلم الفرنسية ليزيد من ثقافته.
توظف سعد وكيلاً للنيابة وكان زميله في هذا الوقت قاسم أمين. 
ترقى حتى صار رئيساً للنيابة وحصل على رتبة الباكوية ، ثم نائب قاض عام 1892م. حصل على ليسانس الحقوق عام 1897م.

بداية الكفاح من أجل مقاومة الإحتلال الإنجليزي
لقد إنضم سعد زغلول إلى الجناح السياسي لفئة المنار، التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية ، وكان من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه «تحرير المرأة». في عام 1906م تم تعيينه ناظراً للمعارف ، ثم عين في عام 1910م ناظرا للحقانية.
وفي عام 1907م كان سعد أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية مع كل من: محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وتم إنشاء الجامعة في قصر جناكليس (الجامعة الأمريكية حاليا) وتعيين أحمد لطفي السيد كأول رئيس لها.
ساهم سعد أيضاً في تأسيس النادي الأهلي عام 1907م وتولى رئاسته في 18 يوليو 1907 م
أصبح سعد نائباً عن دائرتين من دوائر القاهرة ، ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية. بعد الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة في الجمعية التشريعية التي شكلت نواة «جماعة الوفد» فيما بعد وطالبت بالاستقلال وإلغاء الحماية.
وقد تسبب غياب زغلول الي الاضطرابات في مصر، مما أدى في نهاية المطاف إلى الثورة المصرية في عام 1919م.  لدى عودته من المنفى، قاد زغلول القوى الوطنية المصرية حتى إجراء الانتخابات في 12 يناير 1924م، حيث أدت إلى فوز حزب الوفد بأغلبية ساحقة ، وبعد ذلك بأسبوعين ، شكلت الحكومة الوفدية برئاسة سعد زغلول. كما كتب في تاريخ مصر الحديث ( الطبعه 4 ، ص 279 وما يليها.):
الجماهير تعتبر زغلول الزعيم الوطني، و زعيم الأمة، البطل القومي المتشدد. وقد فقد خصومه مصداقيتهم على حد سواء كما أنهم تضاءلوا في أعين الجماهير. ولكنه أيضا قد حان أخيرا أوان إعتلائه السلطة ، ويعود ذلك جزئياً أنه تحالف مع مجموعة القصر حيث قبلوا ضمنيا الشروط التي تنظم حماية المصالح البريطانية في مصر.
في أعقاب اغتيال السير لي ستاك، سردار و الحاكم العام للسودان، في 19 نوفمبر 1924م ، وتصاعد المطالب البريطانية اللاحقة التي شعرت أن سعد زغلول صار شخصا غير مقبول ، إستقال زغلول. 
ثم عاد لاحقاً إلى الحكومة في عام 1926م حتى وفاته في عام 1927م.

تأسيس حزب الوفد المصري
خطرت لسعد زغلول فكرة تشكيل الوفد المصري للدفاع عن القضية المصرية عام 1918م ضد الاحتلال الإنجليزي ، حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف في لقاءات سرية للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في عام 1918م.
تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وآخرين، أطلقوا على أنفسهم الوفد المصري.
وقد جمعوا توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية. جاء في الصيغة: "نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول و.. في أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلا في استقلال مصر تطبيقا لمبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى".

وقائع ثورة 1919م 
بعد إعلانه القيام بثورة 1919 م ، إعتقل سعد زغلول ونفي إلى جزيرة مالطة في البحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919م فانفجرت ثورة 1919م التي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول. 
وقد إضطرت إنجلترا إلي عزل الحاكم البريطاني وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفى إلى مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس ليعرض عليه قضية إستقلال مصر.
لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلى الثورة وإزداد حماسهم ، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقى الإنجليز القبض على سعد زغلول مرة أخرى ، ونفوه مرة أخرى إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي، فازدادت الثورة إشتعالاً ، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت مرة أخرى·

وقائع الحرب العالمية الأولى
إشتعلت نيران الحرب العالمية الأولى إعتباراً من عام 1914م ، وظلت مستمرة حتي عام 1918 م ، وفي خلال الحرب العالمية الأولى ، كان سعد زغلول والعديد من أعضاء الجمعية من الجماعات الناشطة شكلت هيكلا تشريعياً في جميع أنحاء مصر.أدت الحرب العالمية الأولى إلى الكثير من الصعاب على السكان المصريين، وذلك بفضل العديد من القيود البريطانية.
13 نوفمبر 1918م : مع نهاية الحرب العالمية الأولى، فإن زغلول واثنين آخرين من أعضاء سابقين من المجلس التشريعي دعوا المفوض السامي البريطاني، للسؤال عن إلغاء الحماية البريطانية. يسألون أيضا أن يكون لمصر ممثلين في مفاوضات السلام بعد الحرب.ولكن تم رفض هذه المطالب، فما كان من أنصار زغلول، وهي مجموعة تعرف الآن باسم الوفد، بأن أصبحت تحرض على الفوضى في جميع أنحاء البلاد.

النفي إلى جزيرة مالطة 
في مارس عام 1919م : زغلول وثلاثة أعضاء آخرين من الوفد تم نفيهم إلى مالطة. لكن سرعان ماتم إطلاق سراح سعد وبعد ذلك عين الجنرال إدموند اللنبي وتولى منصب المفوض السامي لمصر.سعد سافر إلى باريس، فرنسا في محاولة لتقديم روايته للحالة المصرية إلى ممثلي الدول الحليفة، ولكن دون نجاح يذكر.
1920م: زغلول عقد عدة لقاءات مع وزير المستعمرات البريطاني، اللورد ميلنر ويتوصل إلى تفاهم معه، ولكن زغلول كان غير متأكد من ردة فعل المصريين تجاه هذا التفاهم ، وكيف سوف يستوعبون أنه يصوغ اتفاقا مع البريطانيين، لذلك فضل أن ينسحب.

العودة من المنفي إلى الحياة السياسية
عاد من المنفى وقام بتأسيس حزب الوفد المصري ودخل الانتخابات البرلمانية في عام 1923م ، ونجح فيها حزب الوفد بإكتساح. 
تولى رئاسة الوزراء من عام 1923م واستمر حتى عام 1924م حيث تمت حادثة إغتيال السير لي ستاك قائد الجيش المصري وحاكم السودان والتي إتخذتها سلطات الإحتلال البريطاني ذريعة للضغط على الحكومة المصرية حيث وجه اللورد اللنبي إنذاراً لوزارة سعد زغلول يطالب فيه : " إن تقدم الحكومة المصرية اعتذارا عن هذه الجريمة ".
تقديم مرتكبي هذه الجريمة والمحرضين عليها للمحاكمة والعقاب.
تقديم تعويض مقداره نصف مليون جنيه استيرليني للحكومة البريطانية.
أن تسحب القوات المصرية من السودان.
أن تقوم بزيادة مساحة الأراضي المزروعة قطنا في السودان.
كان الإنجليز يهدفون من هذا الإنذار إلى إبعاد مصر عن السودان لتنفرد بها بريطانيا ووضع السودان ومصر في تنافس اقتصادي حول محصول القطن وظهور إنجلترا بمظهر المدافع عن مصالح السودان إزاء مصر. وافق سعد زغلول على النقاط الثلاثة الأولى ورفض الرابعة. 
فقامت القوات الإنجليزية بإجلاء وحدات الجيش المصري بالقوة من السودان ، فتقدم سعد زغلول باستقالته. وقام الملك فؤاد بتكليف زيور باشا برئاسة الوزارة ، كما قام بحل البرلمان. ولكن نواب البرلمان اجتمعوا خارج البرلمان وقرروا التمسك بسعد زغلول في رئاسة الوزراء. فقامت الحكومة البريطانية بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الإسكندرية في مظاهرة تهديدية، لذلك قرر سعد زغلول التخلي عن فكرة رئاسة الوزراء حتى لا يعرض مصر لنكبة أخرى مثل ما حدث عام 1882م.
وتم قبول إستقالته في 24 نوفمبر سنة 1924م. وخاض صراعا مع الملك فؤاد وأحزاب الأقلية المتعاونة مع الملك دفاعا عن الدستور، وتوج كفاحه بفوز حزب الوفد بالأغلبية البرلمانية مرة ثانية عام 1927م، وانتخب سعد رئيسًا لمجلس النواب حتى وفاته عام 1927م.

الوفاة
توفي سعد زغلول في 23 أغسطس 1927م ، ودفن في ضريح سعد المعروف ببيت الأمة الذي شيد عام 1931 ليدفن فيه زعيم أمة وقائد ثورة ضد الاحتلال الإنجليزي (ثورة 1919م). فضلت حكومة عبد الخالق ثروت وأعضاء حزب الوفد الطراز الفرعوني حتى تتاح الفرصة لكافة المصريين والأجأنب حتى لا يصطبغ الضريح بصبغة دينية يعوق محبي الزعيم المسيحيين والأجانب من زيارته ولأن المسلمين لم يتذوقوا الفن الفرعوني وكانوا يفضلون لو دفن في مقبرة داخل مسجد يطلق عليه اسمه فأهملوه حتى اتخذ عبد الرحيم شحاتة محافظ القاهرة قرارا بترميمه على نفقة المحافظة ، كما وضعه على الخريطة السياحية للعاصمة.

تابع : مشاهير الشخصيات ورموز الحركة الوطنية المعاصرة

طلعت باشا حرب
1874م - 1908م
طلعت باشا حرب

مقدمة
هو محمد طلعت بن حسن محمد حرب (25 نوفمبر 1867 - 13 أغسطس 1941) إقتصادي ومفكر مصري .
ولد بالقاهرة في سنة 1867 م ـ وتخرج من مدرسة الحقوق .
كان عضوًا بمجلس الشيوخ المصري، وهو مؤسس بنك مصر ومجموعة الشركات التابعة له ، يعد أحد أهم أعلام الإقتصاد في تاريخ مصر ولقب بـ "أبو الإقتصاد المصري" ، فقد عمل على تحرير الاقتصاد المصري من التبعية الأجنبية وساهم في تأسيس بنك مصر والعديد من الشركات العملاقة التي تحمل إسم مصر مثل شركة مصر للغزل والنسيج ومصر للطيران ومصر للتأمين ومصر للمناجم والمحاجر ومصر لصناعة وتكرير البترول ومصر للسياحة وستديو مصر وغيرها.


المولد والنشأة والتدرج في المناصب الحكومية
في عام 1889م - إلتحق محمد فريد بالعمل كمترجم بالقسم القضائي "بالدائرة السنية" ثم أصبح رئيساً لإدارة المحاسبات ثم مديراً لمكتب المنازعات حتى أصبح مديراً لقلم القضايا. 
وفي عام 1905 انتقل ليعمل مديراً لشركة كوم إمبو بمركزها الرئيسي بالقاهرة، ثم مديراً للشركة العقارية المصرية والتي عمل على تمصيرها حتى أصبحت غالبية أسهمها للمصريين ، وفي عام 1910 حاولت الشركة المالكة لقناة السويس تقديم مقترح لمد امتياز الشركة 50 عاماً أخرى، إلا أن طلعت حرب ساهم في حشد الرأي العام لرفض ومعارضة هذا المقترح وأصدر كتابه "مصر وقناة السويس"، حيث أثمرت هذه الجهود لاحقاً قيام مجلس النواب برفض هذا المقترح.

مشاركاته الوطنية في ثورة 1919م
لقد شارك في ثورة 1919م ، وبدأت بعدها تتبلور فكرة بنك وطني للمصريين للتحرر من الإحتكار المصرفي الأجنبي ، وساهم في إنشاء "شركة التعاون المالي" بهدف الإقراض المالي للمصريين .

فكرة تأسيس بنك مصر
مع إنتشار دعوته لإنشاء شركة لتقديم خدمات التعاون المالي " الإقراض المالي "  للمصريين ، إلتف الكثيرون حول هذه الفكرة ، وأيدوه فيها ، فنجح في تأسيس "بنك مصر" عام 1920 ، وتوالت العديد من المشروعات الاقتصادية الكبرى داخل وخارج مصر، إلا أنه في عام 1940م ، عانى البنك من أزمة مالية كبيرة تحت ضغط كلا من الحكومة المصرية وسلطات الإحتلال الإنجليزي ، ورفض البنك الأهلي منحه قروض بضمان محفظة الأوراق المالية، وعندما لجأ طلعت حرب إلى وزير المالية أشترط وقتها أن يترك منصبه لعلاج الأزمة، مما أجبره على الإستقالة من البنك عام 1939.
كان لدى طلعت حرب أيضاً العديد من المساهمات الأدبية والثقافية، ولعل أبرزها معارضته الشهيرة لكتابات وأفكار قاسم أمين والتي جعلته يصدر كتابيه: تربية المرأة والحجاب وكتاب فصل الخطاب في المرأة والحجاب، كذلك لديه بعض المؤلفات الأخرى مثل: مصر وقناة السويس وتاريخ دول العرب والإسلام، كما كان من أعضاء الجمعية الجغرافية. 

الوفاة
توفي طلعت باشا حرب عام 1941م في قرية تابعة لفارسكور بدمياط.

تابع : مشاهير الشخصيات ورموز الحركة الوطنية المعاصرة

محمد بك فريد
1868م - 1919م
محمد بك فريد

مقدمة
هو محمد بك فريد ، (20 يناير 1868 في القاهرة – 15 نوفمبر 1919 في برلين)، سياسي وحقوقي مصري من أصل تركي ، أنفق ثروته في سبيل القضية المصرية. من أشهر ما كتب: "تاريخ الدولة العلية العثمانية" .

مواقفه الوطنية ومطالباته المعلنة
أعلن محمد فريد أن مطالب مصر هي : الجلاء والدستور. وكانت من وسائله لتحقيق هذه الأهداف: تعليم الشعب علي قدر الطاقة ليكون أكثر بصيرة بحقوقه، وتكتيله في تشكيلات ليكون أكثر قوة وارتباطاً. أنشأ محمد فريد مدارس ليلية في الأحياء الشعبية لتعليم الفقراء وكبار السن الأميين مجاناً. 
وقام بالتدريس فيها رجال الحزب الوطني وأنصاره من المحامين والأطباء الناجحين، وذلك في أحياء القاهرة ثم في الأقاليم.


إنجازاته
وضع محمد فريد أساس حركة النقابات، فأنشأ أول نقابة للعمال سنة 1909 ثم اتجه إلى الزحف السياسي، فدعا الوزراء إلى مقاطعة الحكم، وقال: «من لنا بنظارة (وزارة) تستقيل بشهامة وتعلن للعالم أسباب استقالتها؟ لو استقالت وزارة بهذه الصورة، ولم يوجد بعد ذلك من المصريين من يقبل الوزارة مهما زيد مرتبه، إذن لأُعلن الدستور ولنلناه على الفور» .

ميلاد فكرة الثورات الشعبية المنظمة
ولقد عرفت مصر علي يديه المظاهرات الشعبية المنظمة، كان محمد فريد يدعو إليها، فيجتمع عشرات الألاف في حديقة الجزيرة وتسير إلى قلب القاهرة هاتفة بمطالبها. وضع محمد فريد صيغة موحدة للمطالبة بالدستور، طبع منها عشرات الآلاف من النسخ، ودعا الشعب إلي توقيعها وإرسالها إليه ليقدمها إلى الخديوي، ونجحت الحملة وذهب فريد إلى القصر يسلم أول دفعة من التوقيعات ، وكانت 45 ألف توقيع وتلتها دفعات أخرى.

وقائع محاكمته 
تعرض محمد فريد للمحاكمة بسبب مقدمة كتبها لديوان شعر بعنوان "أثر الشعر في تربية الأمم"، من ما قال فيها: "لقد كان من نتيجة استبداد حكومة الفرد إماتة الشعر الحماسي، وحمل الشعراء بالعطايا والمنح علي وضع قصائد المدح البارد والإطراء الفارغ للملوك والأمراء والوزراء وإبتعادهم عن كل ما يربي النفوس ويغرس فيها حب الحرية والإستقلال.. كما كان من نتائج هذا الإستبداد ، خلو خطب المساجد من كل فائدة تعود علي المُستمع ، حتي أصبحت كلها تدور حول موضوع التزهيد في الدنيا، والحض علي الكسل وإنتظار الرزق بلا سعي ولا عمل".
ذهب محمد فريد إلى أوروبا كي يُعد لمؤتمر لبحث المسألة المصرية بباريس، وأنفق عليه من جيبه الخاص كي يدعو إليه كبار معارضي الاستعمار من الساسة والنواب والزعماء ، لإيصال صوت القضية المصرية إلى المحافل الدولية. نصحه اصدقاؤه بعدم العودة بسبب نية الحكومة محاكمته بدعوي ما كتبه كمقدمة للديوان الشعري، ولكن ابنته (فريدة) ناشدته علي العكس بالعودة، في خطابها الذي مما جاء فيه: "لنفرض أنهم يحكمون عليك بمثل ما حكموا به على الشيخ عبد العزيز جاويش ، فذلك أشرف من أن يقال بأنكم هربتم... وأختم جوابي بالتوسل إليكم باسم الوطنية والحرية ، التي تضحون بكل عزيز في سبيل نصرتها أن تعودوا وتتحملوا آلام السجن!" .
حُكم علي محمد فريد بالسجن ستة أشهر ، قضاها جميعاً ولدي خروجه من السجن كتب الكلمات الآتية: "مضي علي ستة أشهر في غيابات السجن، ولم أشعر أبداً بالضيق إلا عند إقتراب خروجي، لعلمي أني خارج إلى سجن آخر، وهو سجن الأمة المصرية، الذي تحده سلطة الفرد.. ويحرسه الاحتلال!.. أن أصبح مهدداً بقانون المطبوعات، ومحكمة الجنايات.. محروماً من الضمانات التي منحها القانون العام للقتلة وقطاع الطرق.."  .

الوفاة
لقد إستمر محمد فريد في الدعوة إلى الجلاء والمطالبة بالدستور، حتي ضاقت الحكومة المصرية الموالية للاحتلال به وبيتت النية بسجنه مجدداً، فغادر محمد فريد البلاد إلى أوروبا سراً، وفي يوم الخامس عشر من نوفمبر 1919م وافته المنية هناك في برلين بألمانيا، وحيداً فقيراً، حتى أن أهله بمصر لم يجدوا مالاً كافياً لنقل جثمانه إلى أرض الوطن، إلى أن تولي أحد التجار المصريين نقله بنفسه علي نفقته الخاصة وهو الحاج خليل عفيفي ، تاجر قماش من الزقازيق باع كل ما يملك وسافر لإحضار جثمانهِ من الخارج وقد مُنح نيشان الوطنية من الحكومة المصرية تقديراً لجهودهِ في هذا الشأن.

أهم الأحداث العالمية المعاصرة للخدمة
قيام الحرب العالمية الأولى
[ 1914 م – 1918 م ]
مقدمة
من أهم الأحداث المعاصرة لفترة جلوس البابا " كيرلس الخامس " على الكرسي الباباوي المرقسي - أحداث الحرب العالمية الأولى ، والتي نشبت بدايةً في أوروبا من 28 يوليو 1914م ، وإنتهت في 11 نوفمبر 1918م.
وقد وصفتُ هذه الحرب إبان فترة حدوثها بـ "الحرب التي ستنهيِ كل الحروب" ، وتم جمع أكثر من 70 مليون فرد عسكري، 60 مليون منهم أوربيين، للمشاركة في واحدة من أكبر الحروب في التاريخ. 
وقد لقي أكثر من تسعة ملايين مقاتل وسبعة ملايين مدني مصرعهم نتيجة الحرب، وتعتبر أيضاً عامل مساهم في عدد من جرائم الإبادة الجماعية والإنفلونزا الأسبانية عام 1918،والذي تسبب في ما بين 50 و 100 مليون حالة وفاة في جميع أنحآء العالم. تفاقم معدل الخسائر العسكرية بسبب التطور التقني والصناعي للمتحاربين، والركود التكتيكي الناجم عن حرب الخنادق القاسية. تعد الحرب أحد أعنف صراعات في التاريخ، وتسببت في التمهيد لتغييرات سياسية كبيرة تضمنت ثورات 1917 – 1923 في العديد من الدول المشتركة. 
وقد ساهمت الصراعات غير المحلولة في نهاية النزاع في بداية الحرب العالمية الثانية بعد عشرين سنة.

ملخص أحداث الحرب العالمية الأولى ومحصلة نتائجها
جمعت الحرب جميع القوى العظمى الاقتصادية في تحالفين متعارضين: قوات الحلفاء (الوفاق الثلاثي - وهم المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا والجمهورية الفرنسية الثالثة والإمبراطورية الروسية) ، ضد دول المركز (الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية ومملكة بلغاريا). مع أن إيطاليا كانت من ضمن الحلف الثلاثي مع الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية ، إلا أنها لم تنضم معهما في حلف دول المركز بسبب خرق الإمبراطورية النمساوية المجرية لشروط الحلف الثلاثي. 
تم إعادة تنظيم هذه التحالفات وتوسيعها مع دخول المزيد من الدول إلى الحرب : إيطاليا واليابان والولايات المتحدة إنضموا إلى الحلفاء بينما إنضمت الدولة العثمانية ومملكة بلغاريا لدول المركز.
بين عامي 1908 و 1914، كانت منطقة البلقان قد زعزع إستقرارها بسبب مزيج من الدولة العثمانية الضعيفة وحروب البلقان 1912 - 1913م ، والأهداف الروسية والنمساوية المجرية المتنافسة. 
وفي يوم 28 يونيو 1914م ، قام القومي الصرب بوسني اليوغسلافيوي غافريلو برينسيب باغتيال ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فرديناند مع زوجته في سراييفو، ما أدى إلى نشوب أزمة يوليو. 
وفي 23 يوليو ، أصدرت النمسا-المجر إنذارا نهائيا إلى صربيا. 
وسرعان ما إستقطبت التحالفات المتشابكة ، جميع القوى الأوروبية الرئيسية مع الإمبراطوريات الإستعمارية الخاصة بها ، وإنتشر الصراع بسرعة في جميع أنحاء العالم.
أصدرت الحكومة الروسية في 25 يوليو أوامر لـ "فترة التحضير للحرب" ، وبعد قصف النمسا-المجر للعاصمة الصربية بلغراد يوم 28، تمت الموافقة على التعبئة الجزئية من المناطق العسكرية الأقرب إلى النمسا، بما في ذلك كييف وكازان وأوديسا وموسكو ، تم الإعلان عن تعبئة روسية عامة مساء 30 يوليو. وفي 31، فعلت النمسا-المجر وألمانيا الشيء نفسه، في حين طلبت ألمانيا من روسيا تسريح في غضون 12 ساعة ، عندما فشلت روسيا في الإمتثال ، أعلنت ألمانيا الحرب في 1 أغسطس ، وتبعتها النمسا - المجر في يوم 6 ، قد أمرت فرنسا بالتعبئة الكاملة لدعم روسيا في 2 أغسطس. الدخول الفرنسي في الحرب جاء رغبةً في إستعادة مقاطعتي الألزاس واللورين التي تنازلت عنها بعد الحرب الفرنسية - البروسية 1870-1871، والقلق من قوة ألمانيا المتزايدة والالتزامات العسكرية المتفق عليها مع روسيا.
 كانت الاستراتيجية الألمانية للحرب على جبهتين ضد فرنسا وروسيا هي تركيز الجزء الأكبر من جيشها في الغرب على هزيمة فرنسا في غضون أربعة أسابيع ، ثم تحويل القوات إلى الشرق قبل أن تتمكن روسيا من التعبئة بالكامل ؛ هذه ستعرف لاحقاً بخطة شليفن. في 2 أغسطس، طالبت ألمانيا بالمرور الحر عبر بلجيكا ، وهو عنصر أساسي في تحقيق إنتصار سريع على فرنسا. 
عندما تم رفض ذلك ، دخلت القوات الألمانية بلجيكا في وقت مبكر من صباح 3 أغسطس ، وأعلنت الحرب على فرنسا في نفس اليوم. إستخدمت الحكومة البلجيكية معاهدة لندن (1839) م ، وإمتثالاً لالتزاماتها بموجب المعاهدة ، أعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا في 4 أغسطس. 
\وفي 12 أغسطس، أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على النمسا - المجر ، وفي 23، انضمت الإمبراطورية اليابانية إلى قوات الحلفاء ، وإغتنمت الفرصة لتوسيع دائرة نفوذها من خلال الاستيلاء على الممتلكات الألمانية في الصين ومنطقة المحيط الهادئ. في 24 أغسطس، حققت صربيا انتصار كبير على النمسا-المجر في معركة سير.

جانب من آثار الدمار التي خلفتها الحرب العالمية الأولى

من جانب آخر - توقف التقدم الألماني إلى فرنسا في معركة مارن وبحلول نهاية عام 1914 ، إستقرت الجبهة الغربية على معركة استنزاف تميزت بسلسلة طويلة من خطوط الخنادق التي تغيرت قليلاً حتى عام 1917. على الجبهة الشرقية، دخل جيشان روسيان شرق بروسيا في 17 أغسطس ، امتثالاً لاتفاقهما مع فرنسا عام 1912 لمهاجمة ألمانيا خلال 15 يومًا من التعبئة. أجبر الألمان على تحويل قوات من الغرب، لكنهم نجحوا في صد هذا الغزو بانتصارات في تانينبرغ وبحيرات ماسوريان. ومع ذلك إحتل الروس مقاطعة غاليسيا الشرقية في النمسا والمجر.
في نوفمبر 1914، انضمت الدولة العثمانية إلى دول المركز، وفتحت جبهات في القوقاز وبلاد الرافدين وشبه جزيرة سيناء. في عام 1915، انضمت إيطاليا إلى دول الحلفاء وانضمت بلغاريا إلى دول المركز. انضمت رومانيا إلى قوات الحلفاء في عام 1916. وبعد غرق سبع سفن تجارية أمريكية بواسطة غواصات ألمانية، والكشف عن أن الألمان كانوا يحاولون تحريض المكسيك على شن حرب على الولايات المتحدة، أعلنت الولايات المتحدة الحرب على ألمانيا في 6 أبريل 1917. انهارت المقاومة العسكرية الروسية ، مما سمح بنقل أعداد كبيرة من القوات الألمانية إلى الجبهة الغربية. وفي أبريل 1918 وقعت روسيا على معاهدة برست ليتوفسك مع القوى المركزية لتخرج من الحرب.
ولقد أنهت ثورة فبراير من عام 1917م في روسيا الحكم الاستبدادي القيصري وجائت ب‌الحكومة المؤقتة ، لكن استمرار السخط الشعبي على ثمن الحرب أدى إلى ثورة أكتوبر ، وإنشاء الجمهورية السوفياتية الاشتراكية. 
ولقد كان الهجوم الألماني في مارس 1918م ناجحًا في البداية ، ولكن الحلفاء احتشدوا ودفعوهم مرة أخرى إلى التراجع في هجوم المائة يوم؛ في 28 سبتمبر، طلب قادة الجيش الألماني الهدنة. في 4 نوفمبر 1918 وافقت الإمبراطورية النمساوية المجرية على هدنة فيلا غوستي. ومع حدوث ثورة في الداخل وعدم رغبة الجيش في الإستمرار بالقتال ، تخلى القيصر فيلهلم عن العرش الألماني في 9 نوفمبر، كما وقعت ألمانيا أيضًا هدنة في 11 نوفمبر 1918.
ونتيجة للحرب ، فقد إستبدلت الإمبراطوريات الروسية والألمانية والنمساوية المجرية والعثمانية بدول جديدة قائمة على القوميات. 
فرضت القوى الأربع بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وإيطاليا شروطها في سلسلة من المعاهدات المتفق عليها في مؤتمر باريس للسلام عام 1919. كان الهدف من تشكيل عصبة الأمم هو منع حرب عالمية أخرى ، ولكن لأسباب مختلفة فشلت في القيام بذلك. 
هذا - ولقد ساهمت الشروط القاسية التي فرضتها معاهدة فرساي على ألمانيا ، في صعود الحزب النازي ونشوب الحرب العالمية الثانية. غيرت الحرب العظمى أجزاء كبيرة من أوروبا والشرق الأوسط بطرق لها تبعات باقية إلى اليوم.

الملوك المعاصرون للخدمة 


تابع فترة حكم الأسرة العلوية 
الخديو إسماعيل 

1862 م – 1879 م


الخديو إسماعيل


مختصر تاريخ الحكم
وقائع عزل الخديو إسماعيل عن الحكم
لقد أدت النزعة الإستقلالية للخديوي إسماعيل ، من أجل التخلص من السيادة العثمانية ولأجل الإستقلال بحكم مصر ، إلى قلق السلطان العثماني ، بالإضافة إلى الأطماع الإستعمارية لكل من إنجلترا وفرنسا لمصر وتحت ضغط كل من قنصلي إنجلترا وفرنسا على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني أصدر فرماناً بعزل الخديوي إسماعيل في 26 يونيو 1879م ، وبُعث إلى مصر عن طريق التلغراف وجاء نص الفرمان الذي ورد من الآستانة كالتالي : (إلى سمو إسماعيل باشا خديوي مصر السابق ، إن الصعوبات الداخلية والخارجية التي وقعت أخيراً في مصر قد بلغت من خطورة الشأن حداً يؤدي إستمراره إلى إثارة المشكلات والمخاطر لمصر والسلطنة العثمانية ، ولما كان الباب العالي يرى أن توفير أسباب الراحة والطمأنينة للأهالي من أهم واجباته ومما يقضيه الفرمان الذي خولكم حكم مصر ، ولما تبين أن بقاءكم في الحكم يزيد المصاعب الحالية، فقد أصدر جلالة السلطان إرادته بناء على قرار مجلس الوزراء بإسناد منصب الخديوية المصرية إلى صاحب السمو الأمير توفيق باشا، وأرسلت الإرادة السنية في تلغراف آخر إلى سموه بتنصيبه خديوياً لمصر ، وعليه أدعو سموكم عند تسلمكم هذه الرسالة إلى التخلي عن حكم مصر إحتراماً للفرمان السلطاني).
وقد سافر الخديو إسماعيل بعد ثلاثة أيام إلى نابولي بإيطاليا ، ثم انتقل بعدها للإقامة في الأستانة.

الوفاة
لقد توفي الخديو إسماعيل في 2 مارس 1895 م في قصر إميرجان في إسطنبول الذي كان منفاه أو محبسه بعد إقالته.
وقد نحت له تمثال من صنع المثال الإيطالي بييترو كانونيكا، وأزاح الستار عنه الملك فاروق في 4 ديسمبر 1938 م ، في مكانه الأصلي بميدان المنشية أمام الموقع الأول لقبر الجندي المجهول بالإسكندرية إلى أن نقل بعد ذلك، وهو مقام حاليًا في ميدان الخديوي إسماعيل بكوم الدكة بالإسكندرية، وكان التمثال هدية من الجالية الإيطالية بالإسكندرية تقديرًا لإستضافة مصر للملك فيكتور عمانويل الثالث آخر ملوك إيطاليا بعد الإطاحة به عن عرشه.

تابع فترة حكم الأسرة العلوية 
الخديو محمد توفيق

1879 م – 1892 م


الخديو محمد توفيق

مقدمة
هو محمد توفيق بن إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، وهو الابن الأكبر للخديوي إسماعيل من مستولدته شفق نور هانم التي لم تكن ضمن زوجاته الأربع، وربما يكون ذلك سبب عدم إرساله مع باقي أبنائه للدراسة في أوروبا، كما يفسر ذلك العلاقة السيئة بينه وبين أبيه والتي تجلت بعد عزل إسماعيل في نأيه عنه وإقصاء كل رجاله.

المناصب التي تولاها قبل الوصول إلى الحكم
شهد عهده الثورة العرابية ، ثم الإحتلال البريطاني الذي حظي بتأييده. 
وفي عام 1884 سقطت الخرطوم في يد الثورة المهدية ، وقتل الحاكم المصري للسودان تشارلز جورج غوردون وفقدت مصر حكم السودان ، وأصدر 1 مايو 1883 القانون النظامي، والذي بمقتضاه شكل مجلس شورى القوانين.

رئاسته الوزارة الأولى 
شكل وزارته الأولى في عهد والده (10 مارس 1879 - 7 إبريل 1879)، وكانت تضم وزيرين أوروبيين، ولم تدم طويلاً، فقد احتدم الخلاف بينها وبين مجلس شورى النواب، واستهدفت لحركة معارضة انتهت بسقوطها وتأليف وزارة محمد شريف الأولى.


"تشكيل الحكومة في الفترة من من 10 مارس 1879 - 7 إبريل 1879"
لقد تشكلت حكومته من الآتي
أفلاطون باشا       نظارة الجهادية والبحرية
ذو الفقار باشا      نظارة الخارجية
مصطفى رياض باشا      نظارة الحقانية، نظارة الداخلية

الجلوس على العرش وبداية الحكم 
بدأت فترة حكم الخديو محمد توفيق في يوم 26 يونيو 1879م ، بعد أن أجبر الإنجليز والفرنسيون أباه الخديوي إسماعيل على ترك منصبه، وذلك عندما حاول إستدراك ما فاته ، وبعد أن أغرق البلاد في ديون أجنبية ضخمة مهدت السبيل للأوروبيين للتدخل في شئون البلاد ، حاول إسماعيل التصدي للنفوذ الأجنبي، فأجبروه على ترك منصبه لأكبر أبنائه توفيق.
بعد توليه الحكم ، استقالت نظارة شريف الأولى (7 إبريل 1879 - 5 يوليو 1879)، ولكن الخديوي طلب منه تأليف نظارة جديدة، فألفها في (5 يوليو 1879)، ولكنه اشترط على الخديوي أن تحكم وزارته بمقتضى دستورًا جديدًا، وحينما قدم شريف ملامح الدستور الجديد مشتملاً على وجود مجلسًا للنواب، يكون له الرقابة على إدارة الدولة، رفض الخديوي توفيق ذلك، مما أدى إلى إستقالة شريف باشا.

فترة رئاسته الثانية للوزراء
رأس وزارته الثانية أثناء فترة حكمه (18 أغسطس 1879 - 21 سبتمبر 1879)، ولم تستمر طويلاً بسبب التدخل الأوروبي.

وقد تشكلت حكومته كالتالي
"تشكيل الحكومة من 18 أغسطس 1879 - 21 سبتمبر 1879"
ذو الفقار باشا      نظارة الحقانية
عثمان رفقي نظارة الجهادية والبحرية
علي إبراهيم باشا  نظارة المعارف العمومية
علي حيدر باشا     نظارة المالية
محمد مرعشلي باشا      نظارة الأشغال العمومية
محمود سامي البارودي باشا    نظارة ديوان عموم الأوقاف
مصطفى فهمي باشا       نظارة الخارجية
منصور باشا        نظارة الداخلية

النظارات التي شكلت في عهد الخديوي محمد توفيق
شهد تشكيل 10 نظارات من 26 يونيو 1879 إلى 8 يناير 1892 وهي:
نظارة محمد شريف باشا الثانية (5 يوليو 1879 – 18 اغسطس 1879)
نظارة الخديوي توفيق الثانية (18 اغسطس – 21 سبتمبر 1879)
نظارة مصطفى رياض باشا الأولى (21 سبتمبر 1879 – 10 سبتمبر 1881)
نظارة محمد شريف باشا الثالثة (14 سبتمبر 1881 – 4 فبراير 1882)
نظارة محمود سامي البارودي باشا (4 فبراير 1882 – 26 مايو 1882)
نظارة إسماعيل راغب باشا (18 يونيه 1882 – 21 اغسطس 1882)
نظارة محمد شريف باشا الرابعة (21 اغسطس 1882 – 7 يناير 1884)
نظارة نوبار باشا الثانية (10 يناير 1884 – 9 يونيه 1888)
نظارة مصطفى رياض باشا الثانية (9 يونيه 1888 – 12 مايو 1891)


نظارة مصطفى فهمي باشا الأولى (14 مايو 1891 – 17 يناير 1892)

سياسته مع الإنجليز 
لقد حاول الخديوي توفيق استرضاء الأوروبيين، فنفى المصلح السياسي جمال الدين الأفغاني، وفرض العديد من القيود المالية التي طالب بها دائنو مصر، وذلك بموجب قانون التصفية الصادر عام 1880، الذي خصص أكثر من نصف إيرادات مصر لصالح الدين العام، وبذلك تمكن الأجانب من السيطرة على الاقتصاد المصري.

موقفه من الثورة العرابية
لقد حدث أن تذمر الضباط المصريون في عهده من إضطهاد عثمان رفقي وزير الجهادية (الحربية) الجركسي، وإجحافه بحقوقهم وتفضيل الجراكسة والأتراك عنهم، مما دفعهم إلى تقديم عريضة لمصطفى رياض -رئيس النظار- في فبراير 1881، للمطالبة بعزله. وبالرغم من تدبير مؤامرة للقبض على مقدمي العريضة واحتجازهم، إلا أن زملاءهم تمكنوا من إطلاق سراحهم ، وذهب الجميع إلى قصر عابدين وطلبوا من الخديوي عزل وزير الحربية، واضطر الخديوي إلى عزله، وتعيين محمود سامي البارودي وزيرًا للحربية.
قام أحمد عرابي بثورة في 9 سبتمبر 1881، وكان من مطالبه: عزل رياض باشا، وتشكيل مجلس النواب، وزيادة عدد الجيش إلى 18 ألف جندي، فبادر الخديوي بعزل الوزارة، وكلف شريف باشا بتشكيل وزارة جديدة، فكون وزارة وطنية في 14 سبتمبر 1881، فبدأ الاستعداد لإجراء انتخابات النواب، وشرع شريف في وضع دستور للبلاد، يتضمن توسيع اختصاصات المجلس، وجعل الوزارة مسئولة أمامه، وغير ذلك من المزايا، عدا حق المجلس في مناقشة الميزانية حتى لا يؤدى ذلك لاحتجاج إنجلترا وفرنسا ويفتح الباب للتدخل الأجنبي.
وقد إعترض أعضاء المجلس على عدم إعطائهم حق مناقشة الميزانية، وطالبوا بهذا الحق، بينما اعترض المراقبان الأجنبيان إعطاء المجلس هذا الحق، لأنه يعني مسئوليتهما أمام مجلس النواب، وأسرعت إنجلترا وفرنسا بتعضيد موقف المراقبين، وأرسلتا للخديوي مذكرة مشتركة تبلغاه فيها رغبتهما في مساعدته للتغلب على المصاعب الداخلية والخارجية.
كما قدم شريف باشا إستقالته نتيجة للخلاف مع مجلس النواب، فعهد الخديوي توفيق لمحمود سامي البارودي بتأليف الوزارة ، وعين أحمد عرابي وزيرًا للحربية، ووضع البارودي برنامجًا للإصلاح، وأعلن عن عزمه على التصديق على الدستور الذي أقره الوطنيون.
أرسلت إنجلترا وفرنسا أسطولهما للإسكندرية ، وقدمتا مذكرة جديدة (25 مايو 1882) تطالب فيها بإقالة وزارة محمود سامي البارودي، وإبعاد أحمد عرابي عن مصر، وعبد العال حلمي وعلي فهمي للأرياف.
كما إستقال البارودي إحتجاجاً على قبول الخديوي للمذكرة المشتركة الثانية، ورفض الضباط الثلاثة تنفيذ الأوامر بالخروج من القاهرة، وإزاء ذلك اضطر الخديوي إلى إبقاء عرابي في مركزه أمام تهديد حامية الإسكندرية ، وطالب رؤساء الأديان بإبقاء عرابي وزملاؤه. 

محمود سامي البارودي


وقد تمخض عن الثورة العرابية في عهده إلى الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882، كما فشل الجيش المصري في عهده في كبح الثورة المهدية في السودان عام 1881 وضياع السودان من مصر (1884 - 1885).


أعماله خلال الحكم وأهم الأحداث المعاصرة
تذكر من أهم أعمال الخديو محمد توفيق - مايلي : 
تنظيم مخصصات الأسرة المالكة المالية 
يرجع إليه الفضل في تنظيم مخصصات الأسرة الخديوية، فألغى مخصصات والدته وحرمه ، وإكتفى بمبلغ مائة ألف جنيه لمخصصاته السنوية.

التنازل عن أطيانه لأجل سداد الديون الحكومية الداخلية 
يعد الخديو محمد توفيق - هو أول من قام بالتنازل عن أطيانه ، من أفراد الأسرة المالكة ، وذلك من أجل سداد الدين المطلوب من الحكومة .

الإهتمام بالتعليم وإنشاء المدارس على نفقته الخاصة
كان مهتمًا بنشر التعليم منذ أن كان وليًا للعهد، فأنشأ مدرسة القبة على نفقته الخاصة. وعندما تولى الحكم أصدر مرسومًا في 27 مايو 1880 بتأليف لجنة للبحث في تنظيم التعليم وشئونه، واقترحت اللجنة تأسيس مدرسة عليا للمعلمين لتخريج أساتذة، كما اقترحت زيادة عدد المدارس، فأنشأت كثير من معاهد التعليم الابتدائية والثانوية والعالية ، وقد إفتتحت المدرسة العليا للمعلمين في عهده، وأنشئت مدرسة مسائية للتعليم. وأنشأت الحكومة المجلس الأعلى للمعارف في 28 مارس 1881.
أنشئ في عهده مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية، ومجالس المديريات عام 1883.

إصدار لائحة الموظفين المدنيين وحقهم في المعاش
أصدر لائحة الموظفين المدنيين التي تضمن لهم حقوقهم في المعاش ، وأردفها بلائحتي المعاشات الملكية والعسكرية.

إلغاء السُخرة 
لقد إهتم الخديو محمد توفيق بإلغاء السخرة ، خلال فترة حكمه للبلاد .

أعمال الإصلاح العمراني
لقد أمر الخديو محمد توفيق بإصلاح المساجد والأوقاف الخيرية.

الإهتمام بإصلاح القناطر الخيرية وحفر الرياح التوفيقي 
لقد إستدان الخديو محمد توفيق بمبلغ مليون جنيه من أجل إصلاح القناطر الخيرية. وبدأ بحفر الرياح التوفيقي في أوائل عام 1887م ، وإنتهى العمل فيه عام 1888م. 

الرياح التوفيقي

مشاريع أخرى للنهوض بمنظومة الري
وفي إطار خطة الإصلاح التي وضعها الخديو محمد توفيق ، فقد قام وضع أساس قنطرة فم الرياح 1887، وانتهى العمل فيها عام 1890. وعدل فم الرياح المنوفي لزيادة فتحاته، كذلك فم رياح البحيرة أضيف إلى مبانيها فتحتان. وصدرت لائحة تنظيم أعمال الري وتوسيع نطاقها.

الإهتمام بالنمو الإقتصادي الداخلي وبناء البنوك
أنشئ في فترة توليه الحكم العديد من الشركات والبنوك الأجنبية، فمن البنوك بنك الأنجلو اجبسيان ، وأنشأ بنك الخصم والقطع الإيطالي (1887). ومن الشركات الشركة المساهمة الأمريكية التي تكونت عام 1881 م لتوصيل التليفون بين القاهرة والإسكندرية ، وقد تحولت هذه الشركة إلى شركة التليفون الشرقية عام 1882 واتسع نشاطها بعد ذلك. ومن الشركات التي توطدت أعمالها في مصر شركة ترام القاهرة، وشركة النور، وشركة ترام الإسكندرية، وسكة حديد الدلتا ، وشركة البواخر النيلية. 
ومن شركات الأرض التي تكونت: شركة الأراضي والرهونات بمصر 1880 ، والبنك العقاري المصري 1880، وشركة أبو قير 1887 لردم أراضي بحيرة أبو قير وإعدادها للزراعة ، وغير ذلك من الشركات.

عيوب الحكم : بيع حصة مصر في أرباح قناة السويس
بيع في عهده حصة مصر في أرباح قناة السويس (15%)، وكانت مرهونة لبعض الماليين الفرنسيين منذ عهد إسماعيل، وبذلك فقدت مصر ما تبقى لها من الفائدة المادية للقناة.

جولاته التفقدية للمشاريع الداخلية 
لقد قام الخديو محمد توفيق في عام 1881 م - بزيارة لمدينة بورسعيد المدخل الشمالي لقناة السويس وتفقد أحوال المدينة ، ولما رأى مسجد القرية ، لمس مدى ما يعانية المصلون من المشاق في وصولهم إليه والصلاة به، ومن ثم فقد أصدر أمراً إلى ديوان الأوقاف بإنشاء مسجد آخر وإنشاء مدرسة ملحقة به لتربية الأطفال ، وقد أحتفل في السابع من ديسمبر عام 1882 بإقامة أساس هذا المسجد - والذي عرف بإسم – المسجد التوفيقى .

الوفاة 
 توفي الخديو محمد توفيق في عام 1892م .

تابع فترة حكم الأسرة العلوية 
الخديو عباس حلمي الثاني
1892 م – 1914 م
الخديو  عباس حلمي الثاني

مقدمة
هو الخديو عباس حلمي الثاني بن محمد توفيق بن إسماعيل (14 يوليو 1874 - 19 ديسمبر 1944) ، خديوي مصر من 8 يناير 1892 إلى عزله في 19 ديسمبر 1914م .


وقد ولد في غرة جمادى الآخرة سنة 1291 هـ (14 يوليو 1874)، والتحق في يناير 1881 بالمدرسة العلية التي كان أبوه قد أنشأها في عابدين، وفي سنة 1884، إلتحق وأخوه بمدرسة هكسوس بسويسرا، ثم إنتقلا سنة 1888 إلي مدرسة ترزيانوم بالنمسا لدراسة العلوم السياسية والعسكرية ، ولدى بلوغه الثامنة عشرة مُنح رتبة الباشوية لكونه ولي عهد البلاد.

الجلوس على العرش وبداية الحكم 
في يوم الجمعة 8 يناير 1892م ، وردت إليه في مدينة فيينا برقية من رئيس مجلس النظار تبلغه بوفاة أبيه فإستعد للعودة إلى مصر، وفي اليوم التالي وصلت إلى رئيس مجلس النظار المصري برقية من الصدر الأعظم للدولة العثمانية بتولية عباس حلمي باشا خديوية مصر ، وفقًا لفرمان وراثة الخديوية المصرية ، ولذلك لكونه أكبر أبناء الخديوي المتوفى ، وكلّف الصدر الأعظم رئيس مجلس النظار ـ بالاشتراك مع هيئة نظاره ـ بإدارة شؤون البلاد لحين وصول عباس حلمي إلى مصر.
وهو سابع من حكم مصر من أسرة محمد علي ، وآخر خديوي لمصر والسودان، وأمه هي أمينة هانم إلهامي حفيدة السلطان العثماني عبد المجيد الأول.


وقد وصل عباس حلمي الثاني إلى الإسكندرية صباح السبت 16 يناير، ثم توجه من فوره بالقطار إلى القاهرة فوصلها في الثانية بعد ظهر اليوم ذاته، وفي يوم الإثنين 18 يناير تولى عباس حلمي شؤون منصبه رسميًا.

سياسته في التعامل مع الإنجليز ووقائع الأزمة معهم
لقد حاول عباس حلمي الثاني أن ينتهج سياسة إصلاحية ويتقرب إلى المصريين ويقاوم الإحتلال البريطاني ، فإنتهز الإنجليز فرصة بوادر نشوب الحرب العالمية الأولى وكان وقتها خارج مصر ، فخلعوه من الحكم وطلبوا منه عدم العودة ونصبوا عمه حسين كامل سلطانًا على مصر بدلاً من أن يكون خديوي. 
وفرضوا على مصر الحماية رسميًا ، ويوجد في القاهرة كوبري باسمه - وهو كوبري عباس الذي يربط بين جزيرة منيل الروضة والجيزة.
بعد عام من تولي الخديو محمد توفيق الحكم ، أقال وزارة مصطفى فهمي باشا ، فوقعت أزمة مع إنجلترا ، وتحدى المندوب السامي البريطاني لورد كرومر فأدى ذلك إلى زيادة شعبيته، فعندما ذهب لصلاة الجمعة في مسجد الحسين في 11 يناير 1893 دوت الهتافات بحياته وارتفع صوت الدعاء له ، وعبر الجميع عن حبهم له. وأرسل لورد كرومر لوزارة الخارجية في إنجلترا بأن الخديوي في حوار معه قال له إن إنجلترا وعدت بترك مصر وشرفها مقيد بهذا الوعد ، وظهر هذا في تصاريح الوزراء في مجلس النواب بل وفي خطب الملك. 
وقد سافر الخديوي للأستانة ليشكر السلطان عبد الحميد الثاني على الثقة التي أولاها له ولينال تأيدة على الخطوات العودة المصرية لحضن الخلافة ، وقد ذكر الخديوي في مذكراته أن السلطان عبد الحميد الثاني شجعه على معارضة إنجلترا. 
وعندما عاد الخديوي واصل سياسة التحدى للاحتلال، وبإيعاز منه قررت لجنة مجلس شورى القوانين رفض زيادة الاعتماد المخصص للجيش البريطاني وتخفيض ضرائب الأطيان وتعميم التعليم ، فإتهمه الإنجليز بأنه نسق مع نظارة مصطفى رياض باشا ولجنة المجلس، ولهذا إضطرت نظارة مصطفى رياض باشا للرضوخ لرغبة الإنجليز وزيادة الإعتمادات.

سياسته في التعامل مع قيادات الجيش 
على الرغم من الهزيمة السياسية له في هذه المعركة فإنه سرعان ما قرر خوض معركة جديدة، ففي 15 يناير 1894 زار أسوان ، ودعا 33 ضابطاً لتناول الطعام معه، ثم أبدى للقائد العسكري الإنجليزي هربرت كتشنر بعض الملاحظات حول عدم كفاءة الجيش البريطاني، ولكن كتشنر لم يقبل هذه الملاحظات واعتبرها إهانة وأبلغ المندوب السامي لورد كرومر الذي بدوره أبلغ إنجلترا ، فثارت ضجة هناك وقالت الصحف إن الخديوي يعاملنا معاملة الأعداء وهددت بخلعه. 
وطلب لورد كرومر منه أن يصدر أمرًا عسكريًا يثني فيه على الجيش، فاضطر للإذعان في 21 يناير 1894. 
وإمعانًا في إذلاله طلبوا منه تغيير النظارة الحالية بأخرى بزعامة نوبار باشا.

أهم الأحداث المعاصرة
المقاومة الشعبية للإنجليز 
كنتيجة للشعور الوطني لدى الشعب ، إشتبك الأهالي مع بعض البحّارة الإنجليز ، فطلب لورد كرومر منه تشكيل محكمة خاصة، وأنشأت المحكمة وأصدرت أحكامها عليهم تترواح بين الحبس 3 إلى 8 شهور. 

وقائع الحرب بين العثمانيين والإنجليز 
حاول الإنجليز دق إسفين بين مصر والدولة العثمانية، وفكروا في إقالة قاضي القضاة العثماني ، وتعيين قاضي مصري ، فصرح أن تعيين قاضي شرعي في مصر ليس من سلطته ، ولكن من سلطة الخليفة الأعظم ، وفي لقائه مع لورد كرومر تمكّن الخديوي عباس من فرض وجهة نظره ليحقق انتصار سياسي بعد عدة هزائم.

إبرام إتفاقية بين فرنسا وإنجلترا
في 1904 وقع إتفاق ودي بين إنجلترا وفرنسا بمقتضاه تطلق إنجلترا يد فرنسا في مراكش ، وتطلق فرنسا يد إنجلترا في مصر ، وبهذا خسرت مصر النقد اللاذع من الفرنسين للإنجليز ، فإضطر لمهدانتهم.


حادثة دنشواي
في عام 1906 وقعت حادثة في دنشواي، وعقدت محاكمة للأهالي وصدر ضدهم أحكام قاسية، وسافر مصطفى كامل لإنجلترا وشرح المأساة حتى نجح في خلق رأي عام ضد سياسة لورد كرومر في مصر ، وإستجابت الحكومة البريطانية ومجلس النواب، وهاجم الأديب أيرلندي جورج برنارد شو الأحتلال ، فأعفي لورد كرومر من منصبه في 12 أبريل 1907.
إعدام المتهمين في حادثة دنشواي

إنجازاته خلال فترة الحكم وسياسته للإصلاح 
مشاريع الإصلاح الداخلية 
مع توالي الهزائم إضطر لإيقاف الصدام مع الإنجليز مؤقتًا ، والتحول لميدان آخر وهو إصلاح الأزهر ، وتنصيب شيخ جديد وإرسال كسوة الكعبة ، كما إن الحظ وقف معه بإستقالة نوبار باشا لظروفه الصحية. 
وفي 19 سبتمبر 1897م ، عاد الصدام مرة أخرى ، حيث إشتبك الأهالي في قليوب مع فصيلة إنجليزية ، فحاصر الإنجليز البلدة.

ضم السودان لمصر محاولة
طلب الإنجليز من مصر إعادة فتح السودان بأموال مصرية ورجال من مصر، ومع هذا استولى الإنجليز عليها مما زاد من كراهية المصريين للإنجليز خاصة مع ظهور مصطفى كامل ومقالتة في جريدة اللواء ودعوته لوحدة مصر مع دولة الخلافة.
في حفل وداع لورد كرومر أثنى على الخديوي توفيق وعلى نوبار باشا وتجاهله. وأعلن أن الاحتلال البريطاني سيدوم وذلك في تحد له وللمصرين. 
وفي 7 يناير 1908 أعلن العفو عن 9 من المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة في حادثة دنشواي.
وفي عام 1908 أرسل وفد يطلب من وزارة الخارجية البريطانية منح مصر الحق في حكومة نيابية ذات سلطات معينة ، وفي محاولة لإعادة سياسة الصدام وبإيعاز منه رفض البرلمان والحكومة مد إمتياز قناة السويس على أساس إن هناك غبن وقع على مصر مقدارة 130 مليون جنية. 
وفي 27 سبتمبر 1911 وصل المندوب السامي الجديد هربرت كتشنر وحاول إجراء إصلاح محدود ، فضم مجلس الشورى مع الجمعية العمومية في هيئة واحدة تسمى الجمعية التشريعية ، وفي 22 يناير 1914 ، قام الخديوي بإصدار قرار بإنشاء الجمعية الجديدة وتعيين سعد زغلول رئيسًا لها.

وصل إليه إن هناك رشوة للنظار وإفسادهم ضد ولي الأمر، فقال له هربرت كتشنر إن رغبت في تغيير النظارة فلن نرضى إلا أن تكون تحت رئاسة مصطفى فهمي باشا، وتم ذلك وطلب من الخديوي القضاء على الرشوة. 
وإمعانًا في إذلاله طلب هربرت كتشنر بتغيير مصطفى فهمي باشا فعين حسين رشدي باشا.

وفي 21 مايو 1914 استقل يخت المحروسة في رحلة للخارج، وكان هذا آخر عهده في مصر، وكان آخر ما فعله توقيع أمرين بتنقلات وترقيات لرجال القضاء الأهلي ووضع سلطاته لرئيس الوزراء.

إصدار قانون توريث العرش
بعد حصول مصر على الاستقلال أصدر الملك فؤاد الأمر الملكي رقم 25 لسنة 1923 الخاص بتنظيم وراثة العرش في أسرة محمد على وجاء في المادة الثالثة منه نص خاص يقضى بإستثناء الخديوى عباس حلمى الثاني من تولى العرش حتى لو استحقه طبقا لقاعدة الأكبر من الذكور.

إغتياله في إسطمبول 
أقام بعد مغادرته مصر في فرنسا متنكرًا، ثم غادرها لتركيا. وفي 25 يوليو 1914 بينما كان خارج من الباب العالي قام شاب مصري يدعى "محمود مظهر" بإطلاق الرصاص عليه ـ وقال عن الحادثة :
شعرت بإنقباض صدر قبلها، وعندما رأيت الشاب يصوب المسدس إلي تمكنت من الإمساك بيده الممسكة بالمسدس ودفعه بعيدًا في الوقت الذي لم يتحرك فيه الحرس إلا متاخرًا وأصابني بعض الرصاص ولكن في مناطق غير مميتة ، وتناثرت الدماء على ملابسي وكيس نقودي ولكنها لم تصل إلى المصحف الذي كنت أحمله وهذا من لطف الله وحتى لو وصلت إليه لما مس هذا من قداسته.        
وتسبب هذا الحادث في تأخير عودته لمصر في الوقت الذي نشبت فيه الحرب العالمية الأولى ولم يعد السفر عبر البحار مأمونًا، وطلب السفير الإنجليزي في تركيا من الخديوي العودة إلى مصر، إلا إنه تردد فطلب منه أن يرحل إلى إيطاليا إلى أن تسمح الظروف بالعودة إلى مصر، إلا إنه رفض. وكانت الحرب حتى ذلك الوقت بين إنجلترا وألمانيا، إلا أن إنجلترا تعرف إنه كان هناك عداء تركي للإنجليز جعلهم يتشككون في نواياه.

واقعة عزله عن الحكم
بعد حصول مصر على الاستقلال أصدر الملك فؤاد الأمر الملكي رقم 25 لسنة 1923 الخاص بتنظيم وراثة العرش في أسرة محمد على وجاء في المادة الثالثة منه نص خاص يقضى بإستثناء الخديوى عباس حلمى الثاني من تولى العرش حتى لو استحقه طبقا لقاعدة الأكبر من الذكور.
كانت كل الجهات في إنجلترا عدا الخارجية تطالب بخلعه، وفي 19 ديسمبر 1914 صدر القرار بعزله وجاء فيه :
وظل الشعب المصري لفترة طويلة من 1914 إلى 1931 يهتف في مظاهراته ضد الإستعمار بـ "عباس جاي" ، وذلك على أساس أنه هو رمز لعودة مصر للحكم العثماني ونهاية الحكم الإنجليزي ، ولكنه تنازل عن كافة حقوقه في عرش مصر بعد مفاوضات أجراها معه إسماعيل صدقي باشا مقابل 30000 جنية دفعتها حكومة مصر. ويرى البعض إنه لعب على حسابات خاطئة ، إذ رأى أن الدولة العثمانية تعادى روسيا حليفة إنجلترا ، وأنه لو إنتصرت الدولة العُثمانية في الحرب ، فسيعود معها إلى القاهرة رافعًا رايات النصر ، ولكن بعد أربع سنوات ، إحتل الإنجليز الشام ، وخسر العثمانيون الحرب الحرب ، وتصدعت الدولة العثمانية .

تابع فترة حكم الأسرة العلوية 
السلطان حسين كامل
1914 م – 1917 م
السلطان حسين كامل


مقدمة
بعد حصول مصر على الإستقلال أصدر الملك فؤاد الأمر الملكي رقم 25 لسنة 1923 الخاص بتنظيم وراثة العرش في أسرة محمد على وجاء في المادة الثالثة منه نص خاص يقضى بإستثناء الخديوى عباس حلمى الثاني من تولى العرش حتى لو استحقه طبقا لقاعدة الأكبر من الذكور.
السلطان حسين كامل (21 نوفمبر 1853 - 9 أكتوبر 1917)م ، سلطان مصر من 19 ديسمبر 1914 وحتى 9 أكتوبر 1917، وذلك خلال الإحتلال البريطاني.
وقد كان قبل توليه السلطة في مصر ، قد سبق وأن تولى نظارة الأشغال العمومية، فأنشأ سكة حديد القاهرة - حلوان ، ثم نظارة المالية ، فرئاسة مجلس شورى القوانين.

الجلوس على العرش وبداية الحكم
لقد بدأ حكم حسين كامل لمصر ، بتنصيبه سلطانًا على مصر ، وذلك بعدما عزل الإنجليز ابن أخيه الخديوي عباس حلمي الثاني ، وأعلنوا مصر محمية بريطانية في عام 1914 وذلك في بداية الحرب العالمية الأولى. وكانت تلك الخطوة قد أنهت السيادة الاسمية للعثمانيين على مصر ، ويلاحظ أن لقب "سلطان" هو نفس اللقب لرأس الدولة العثمانية. 

الوفاة
لقد ظل السلطان حسين كامل قائماً على عرش حكم مصر ، حتي توفي في عام 1917م.


تابع فترة حكم الأسرة العلوية 
السلطان / الملك فؤاد الأول
1917 م – 1936 م
الملك فؤاد الأول

مقدمة 
هو فؤاد بن إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا. 
ولد بقصر والده الخديوي إسماعيل بالجيزة ، والدته هي الزوجة الثالثة للخديوي الأميرة فريال هانم. 
وعند بلوغه السابعة من عمره ألحقه والده بالمدرسة الخاصة في قصر عابدين والتي كان قد أنشاها لتعليم أنجاله ، وإستمر بها ثلاث سنوات ، وفيها أتقن مبادئ العلوم والتربية العالية. وبعد عزل والده الخديوي إسماعيل سنة 1879 صحبه معه إلى المنفى في إيطاليا. التحق بالمدرسة الإعدادية الملكية في مدينة تورينو الإيطالية، فاستمر بها حتى أتم دراسته، ثم انتقل إلى «تورين الحربية» وحصل على رتبة ملازم في الجيش الإيطالي، وأُلحق بالفرقة الثالثة عشر (مدفعية الميدان).

المناصب التي تولاها قبل الجلوس على عرش مصر
إنتقل فؤاد مع والده إلى الأستانة ، وذلك بعد شرائه لسراي مطلة على البوسفور، وعين ياورًا فخريًا للسلطان عبد الحميد الثاني ، ثم إنتدب بعد ذلك ليكون ملحقًا حربيّاً لسفارة الدولة العليا في العاصمة النمساوية فيينا. 
عاد إلى مصر سنة 1890م ، وتولى منصب كبير الياوراان في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني ، وتدرج في المنصب حتى أصبح ياورًا للخديوي ، وإستمر في هذا المنصب ثلاث سنوات متتالية ، كما عني بشؤون الثقافة فرأس اللجنة التي قامت بتأسيس وتنظيم الجامعة المصرية الأهلية.

بداية الحكم بلقب سلطان مصر
سلطان مصر من 1917 إلى 1922 ، ثم غير اللقب وأصبح ينادى بملك مصر وسيد النوبة وكردفان ودارفور، وذلك منذ إعلان استقلال مصر في 15 مارس 1922م ، بعد تصريح 28 فبراير 1922م ، برفع الحماية عن مصر.

الحكم بلقب ملك مصر والسودان 
عند وفاة السلطان حسين كامل رفض إبنه الأمير كمال الدين حسين أن يخلفه، فاعتلى عرش مصر بدلاً منه. 

أحداث ثورة 1919 وموقفه منها
وفي عهده قامت ثورة 1919 م ، وإضطر الإنجليز إلى رفع حمايتهم عن مصر والإعتراف بها مملكة مستقلة ذات سيادة ، فأعلن الإستقلال في 15 مارس 1922م .

إنجازاته في مجالات الإصلاح المختلفة 

1 - في مجال الحياة النيابية والتشريع
في 13 أبريل 1922 أصدر القانون رقم 25 لسنة 1922 الخاص ، بوضع نظام لوراثة العرش في أسرة محمد علي وتم في عهده تأليف أول وزارة شعبية برئاسة سعد زغلول وذلك في يناير من عام 1924م. 

في مجال التعليم   
إنشاء جامعة فؤاد الأول
جامعة الملك فؤاد الأول
( جامعة القاهرة حالياً )

مقدمة
تعد جامعة فؤاد الأول ( جامعة القاهرة الآن ) ، ثاني أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربياً بعد جامعة الأزهر وجامعة القرويين تأسست كلياتها المختلفة في عهد محمد علي ، كالمهندسخانة (حوالي 1820) والمدرسة الطبية عام 1827، ثم ما لبثا أن أغلقت في عهد الخديوي محمد سعيد (حوالي 1850). بعد حملة مطالبة شعبية واسعة لإنشاء جامعة حديثة بقيادة مصطفى كامل وغيره. تأسست هذه الجامعة في 21 ديسمبر 1908 تحت اسم الجامعة المصرية ، على الرغم من معارضة سلطة الاحتلال الإنجليزي بقيادة لورد كرومر. 
وقد أعيد تسميتها لاحقاً ، فعرفت باسم جامعة فؤاد الأول ثم جامعة القاهرة بعد ثورة 23 يوليو 1952. وتضم عدداً كبيراً من الكليات الجامعية. تقع الجامعة في مدينة الجيزة غربي القاهرة، وبعض كلياتها تقع في أحياء المنيل والمنيرة والدقي مثل كليات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي. عدد خريجيها الحائزين على جائزة نوبل هم 3 وتم تصنيفها عالمياً عام 2004 ضمن قائمة أكبر 500 جامعة على مستوى العالم ويتخرج منها سنوياً ما يزيد على 155 ألف طالب.

بداية التخطيط لإنشاء الجامعة
مع إشتداد ساعد الحركة الوطنية المصرية في أوائل القرن العشرين انبرت نخبة من قادة العمل الوطني ورواد حركة التنوير والفكر الاجتماعي في مصر أمثال محمد عبده، ومصطفى كامل، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وسعد زغلول، لتحقيق حلم طالما داعب خيال أبناء هذا الوطن ، وهو إنشاء جامعة تنهض بالبلاد في شتى مناحي الحياة، وتكون منارة للفكر الحر وأساساً للنهضة العلمية وجسرا يصل البلاد بمنابع العلم الحديث ، وبوتقة تعد فيها الكوادر اللازمة في كافة التخصصات لمشاركة العالم في تقدمه العلمي ، ولكن هذه الأمنية وجدت معارضة شديدة من جانب سلطات الاحتلال البريطانى خاصة من عميدها اللورد كرومر الذي أدرك أن إنشاء جامعة في مصر يعنى إيجاد طبقة مثقفة من المصريين تدرك أن الإستقلال ، ليس مجرد تحرير الأرض، وإنما هو تحرير الشخصية المصرية وانطلاق بها في مراقى المدينة والحضارة. 
وعلى الرغم من ذلك فإن هذه المعارضة لم تفت في عضد المتحمسين للفكرة، فسرعان ما أخذ بزمام المسألة لجنة من الوطنيين الذين بذلوا التضحيات وتحملوا المشاق حتى خرجت الفكرة إلى النور وأصبحت واقعا ملموسا، وتم افتتاح الجامعة المصرية كجامعة أهلية في الحادي والعشرين من ديسمبر 1908 في حفل مهيب أقيم بقاعة مجلس شورى القوانين بحضره الخديوي عباس حلمي الثاني وبعض رجالات الدولة وأعيانها. وكان أول رئيس للجامعة هو أحمد لطفي السيد.
 طابع تذكاري تم إصداره تخليداً لذكرى إفتتاح جامعة فؤاد الأول

وفي مساء يوم الإفتتاح بدأت الدراسة في الجامعة على هيئة محاضرات، ولما لم يكن قد خصص لها مقر دائم وقتذاك فقد كانت المحاضرات تلقى في قاعات متفرقة كان يعلن عنها في الصحف اليومية كقاعة مجلس شورى القوانين، ونادى المدارس العليا، ودار الجريدة حتى إتخذت الجامعة لها مكانا في سراى الخواجة نستور جناكليس الذي تشغله الجامعة الأمريكية بالقاهرة حالياً.
ونتيجة للمصاعب المالية التي تعرضت لها الجامعة خلال الحرب العالمية الأولى إنتقل مبناها إلى سراي محمد صدقي بميدان الأزهار بشارع الفلكي إقتصاداً للنفقات. 
وقد كافحت الجامعة الوليدة لتقف على قدميها ، ولكي تتمكن من إعداد نواة لهيئة التدريس بها بادرت بإرسال بعض طلابها المتميزين إلى جامعات أوروبا للحصول على إجازة الدكتوراه والعودة لتدريس العلوم الحديثة بها وكان على رأس هؤلاء المبعوثين طه حسين، ومنصور فهمي، وأحمد ضيف. 
كما أنشأت الجامعة مكتبة تحوي نفائس الكتب التي أهديت لها من داخل البلاد وخارجها.
ونتيجة لما حققته الجامعة الأهلية من آمال كبار عبرت عن تطلعات المصريين، فقد فكرت الحكومة في عام 1917 في إنشاء جامعة حكومية وألفت لجنة لذلك أشارت بضم المدارس العليا القائمة إلى الجامعة فضمت مدرستي الحقوق والطب إلى الجامعة في 12 مارس 1923، وتم الاتفاق بين الحكومة وإدارة الجامعة الأهلية على الاندماج في الجامعة الجديدة على أن تكون كلية الآداب نواة لهذه الجامعة.
وفي 11 مارس 1925 صدر مرسوم بقانون إنشاء الجامعة الحكومية باسم الجامعة المصرية ، وكانت مكونة من كليات أربع هي : الآداب ، والعلوم ، والطب ، والحقوق. 
وفي العام نفسه ضمت مدرسة الصيدلة لكلية الطب.
وفي عام 1928 بدأت الجامعة في إنشاء مقار دائمة لها في موقعها الحالي الذي حصلت عليه من الحكومة تعويضاً عن الأرض التي تبرعت بها الأميرة فاطمة إسماعيل بنت الخديوي إسماعيل للجامعة.
وفي 22 أغسطس عام 1935 أصدر المرسوم الملكي بقانون رقم 91 بإدماج مدارس الهندسة والزراعة والتجارة العليا والطب البيطري في الجامعة المصرية.
وفي 31 من أكتوبر عام 1935 صدر مرسوم بإلحاق معهد الأحياء المائية بالجامعة المصرية.


3 - في مجال السياسة والعلاقات الخارجية 
عقد معاهدة 1936 م 
في صيف 1936م - عُقِدَت معاهدة بين مصر والمملكة المتحدة إعترفت الأخيرة بمصر دولة مستقلة. 

4 - في مجال الإصلاح و المشاريع الداخلية 
إفتتاح مطار ألماظة

لقد بدء العمل في بناءه عام 1930م بأمر ملكي مباشر من الملك فؤاد و أفتتح في 2 يونيو 1932م شهد المطار كثير من الإنجازات منذ يوم إفتتاحه و المطار اليوم هو قاعدة جوية تابعة للقوات الجوية المصرية.

كانت مصر تحت الإحتلال البريطاني ولم يكن مسموح لأي طائرات سوى طائرات الخطوط الجوية البريطانية بإستخدام المطار الوحيد بالقاهرة وهو مطار هليوبليس الذي إستخدمته طائرات سلاح الجو البريطاني إبان و بعد الحرب العالمية الأولى .

فرأت الحكومة المصرية أن تنشئ مطاراً مصرياً خاصاً بطائراتها ، وبدأ التنفيذ الفعلي في مطار ألماظة عام 1930م .

وفي 23 مايو 1932م أقلعت خمس طائرات تايجر موث مصرية من أصل عشرة من قاعدة هاتفيلد الجوية شمال لندن حلق الطيارون المصريون الثلاثة الأوائل عبد المنعم ميجاويتي و أحمد عبد الرازق و فؤاد عبد الحميد حجاج و إثنان بريطانيون بالطائرات و هبطوا في قاعدة ألماظة الجوية في يوم 2 يونيو وسط إحتفال شعبي كبير بحضور الملك فؤاد و بذلك أفتتح المطار ، وبذلك ـ فقد أصبح مطار ألماظة هو أول مطار مصري .

أول طراز يتم إستيراده من الطائرات في مصر


وقد شهد مطار ألماظه عدة حوادث سقوط طائرات منذ إنشائه ففي الثلاثين من نوفمبر عام 1945 تحطمت طائرة سلاح الجو البريطاني خلا إقترابها من المهبط حيث أن الطيار أساء تقدير مكان المدرج أثناء الليل فإرتطمت الطائره بالأرض و إشتعلت و في الثلاثين من يوليو من العام 1952م - تحطمت طائرة مصر للطيران خلال هبوطها الإطراري بعد إشتعال المحرك خلال رحلتها للخرطوم ولم يصب أي أحد من طاقم الطائره أو الركاب بأذي و في الخامس عشر من سبتمبر عام 1954 تحطمت طائرة مصر للطيران خلال هبوطها علي المدرج رقم 32 و في أول أكتوبر من العام 1956 تحطمت طائرة مصر للطيران وهي علي أرض المطار في غارة لسلاح الجو البريطاني أثناء العدوان الثلاثي علي مصر .


5 - في مجال الأحوال المدنية والشخصية

إقرار قانون التوريث
و فى سنة 1879 م ـ تم عزل الخديوي إسماعيل و نفى الى إيطاليا و أخذ إبنه فؤاد معه و ألحقه بالمدرسة الإعدادية الملكية في مدينة تورينو الإيطالية فاستمر بها حتى أتم دراسته بعد ذلك أنتقل إلى «تورين الحربية» و حصل على رتبة ملازم في الجيش الإيطالي و إلتحق بالفرقة الثالثة و انتقل بعد ذلك مع والده إلى الأستانة بعد شرائه لسراي مطلة على البوسفور و قد عين ياورًا فخريًا للسلطان عبد الحميد الثاني ثم أنتدب بعد ذلك ليكون ملحقًا حربيًا لسفارة الدولة العليا في العاصمة النمساوية فيينا
وفى سنة 1890 م عاد فؤاد الأول الى مصر فى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني و قد تم توليه منصب كبير الياورن وتدرج في المنصب حتى أصبح ياورًا للخديوي واستمر في هذا المنصب ثلاث سنوات متتالية ، كما عني بشؤون الثقافة فرأس اللجنة التي قامت بتأسيس و تنظيم الجامعة المصرية الأهلية.
وفى 13 أبريل سنة 1922 أصدر القانون رقم 25 لسنة 1922م الخاص بوضع نظام وراثة العرش في أسرة محمد على وفي يناير من سنة 1924 م ، تم تأليف أول وزارة شعبية برئاسة سعد زغلول و في صيف 1936 عقدت معاهدة بين مصر والمملكة المتحدة إعترفت الأخيرة بمصر دولة مستقلة .

سياسته مع الأقباط
لقد كانت سياسة الملك فؤاد الأول مع الأقباط ، تتسم بالإخاء والتضامن والمحبة ، حيث كانت تربطة بالبابا " كيرلس الخامس " الذي كان يجلس على الكاتدراء الباباوي المرقسي بالتزامن مع فترة حكمه ، رابطة قوية من المحبة والود . وكانا دائماً ما يلتقيان في المناسبات الوطنية والدينية .
هذا - وقد ظل الملك فؤاد الأول متربعاً على عرش مصر حتي نياحة البابا " كيرلس الخامس " ، وكان معاصراً للبابا التالي له في الجلوس على السدة المرقسية الأنبا " يؤانس التاسع عشر " ، كما سنورد في الحلقة القادمة.


النياحة 
كان البابا " كيرلس الخامس " قد من الباباوات المعمرين في تاريخ الكرسي البابوي المرقسي ، إذ أنه ظل جالساً على كرسيه الباباوي ما يربو عن إثنتين وخمسين سنة وتسعة أشهر وستة أيام . في الفترة منذ عام 1874م ، وحتي نياحته في عام 1927م ، حيث تنيح عن عمر يناهز السادسة والتسعين عاماً ، حيث زادت عليه الأمراض بسبب تقدمه في السن ، وقد تم تجنيزه ودفنه في مقبرة البطاركة مقبرة القديس إستفانوس المجاورة للكنيسة المرقسية الكبرى.
خبر نياحة البابا كيرلس الخامس يتصدر عناونين الجرائد والمجلات الرسمية

وكان تاريخ نياحة البابا " كيرلس الخامس " أول مسرى 1643 للشهداء - 7 أغسطس 1927 للميلاد ، وقد تم دفن جسد البابا " كيرلس الخامس " الطاهر ، في الكنيسة المرقسية بالأزبكية .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة

التصنيفات
تاريخ البطاركة201 مقالات تاريخية67 تاريخ الحضارة المصرية القديمة46 مقالات متنوعة27 مقالات في التاريخ24 تاريخ الكتاب المقدس23 أبحاث تاريخية21 مصر في العصر اليوناني21 تاريخ مصر القديم16 تاريخ مصر في العصر الروماني16 تاريخ الإمبراطورية الرومانية15 الاباطرة الرومان14 تاريخ مصر في عصر الإسلام14 تاريخ مصر في عصور الإسلام13 قسم المخطوطات13 تاريخ الحروب الصليبية | موسوعة شاملة في تاريخ الحملات الصليبية12 موسوعة الحروب الصليبية12 تاريخ البدع والهرطقات11 مقالات متنوعة في التاريخ11 موسوعة آباء الكنيسة11 أبحاث تاريخية | تاريخ المتاحف الكبرى في مصر والعالم10 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية10 موسوعة الكنائس والأديرة10 تاريخ الرهبنة المصرية9 تاريخ الكنيسة9 تاريخ الحروب الصليبية8 دراسات في تاريخ الكنيسة القبطية8 تاريخ الكون6 موسوعة الآباء الرهبان6 بطاركة الإسكندرية5 أبحاث تاريخية | تاريخ الجامعات المصرية4 تاريخ البطالمة4 تاريخ الحملات الصليبية | مشاهير قادة الجيوش الصليبية4 دراسات في التاريخ العربي الإسلامي4 مكتبة المرئيات4 أبحاث تاريخية | تاريخ الأسكندرية عبر العصور3 أبحاث تاريخية | حريق القاهرة في يناير عام 1952م3 تاريخ الجامعات المصرية3 تاريخ الحضارات الإنسانية الأولى3 تاريخ روما القديم3 تاريخ مصر في عصور الإسلام | العصر العثماني | الأسرة العلوية3 مصر في العصر الجمهوري3 مصر في العصر اليوناني | مقدمة3 أبحاث تاريخية | الإسكندر الأكبر2 أبحاث تاريخية | التاريخ المصري القديم2 أبحاث تاريخية | الحروب الصليبية في تاريخ مصر2 أبحاث تاريخية | المتحف المصري2 أبحاث تاريخية | تاريخ الكنيسة2 أبحاث دينية ولاهوت2 التاريخ الطبيعي للأرض2 تاريخ الانسان الاول2 تاريخ البطاركة | مقدمة عن تاريخ الكنيسة القبطية2 تاريخ الثورات في مصر2 تاريخ مصر في العصر الجمهوري2 تاريخ مصر في العصر الروماني | فصل خاص عن تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ما بعد الإسلام2 تاريخ مصر في العصر اليوناني2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأيوبية2 تاريخ مصر في عصر الاسلام | جرائم العرب المسلمين في مصر2 حياة الديناصورات2 مصر في عصر الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مصر في عصور الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مقالات في الدين2 أبحاث الكتاب المقدس1 أبحاث تاريخية | أكتشاف الصليب المقدس1 أبحاث تاريخية | تاريخ أقدم القصور في مصر والعالم1 أبحاث تاريخية | تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية | حياة الأسد المرقسي1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر21 أبحاث تاريخية | مقدمة عن تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية حصرية | الحملة الفرنسية على مصر1 أبحاث تاريخية حصرية | محمد على باشا الكبير | تاريخ الأسرة العلوية1 أبحاث في اللاهوت والعقيدة1 إنسان العصر الحجري ومراحل التطور | تاريخ الإنسان عبر العصور1 التاريخ الطبيعي وأوائل الكائنات1 العصر العثماني | إكتشاف حجر رشيد1 العصر العثماني | الحملة الفرنسية على مصر1 تاريخ الأرض الطبيعي1 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الغربية1 تاريخ العالم | القرن الرابع الميلادي1 تاريخ الكون وبداية نشأة الحياة على كوكب الأرض1 تاريخ الكون وبداية نشأة كوكب الأرض | فيديو أحدث الإكتشافات العلمية في مجال علم الفضاء1 تاريخ المسيحية في مصر1 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأموية1 تاريخ مصر في عصور الاحتلال | عصر الجمهورية1 جرائم العرب المسلمون في مصر | الكاتب / أشرف صالح1 حضارات ما قبل التاريخ | حضارات ما قبل الطوفان العظيم1 دراسات في الكتاب المقدس1 دراسات في تاريخ الإسلام1 دراسات في تاريخ العالم القديم1 قاموس القديسين والشهداء1 مصر عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية | الدولة العباسية الثانية1 مصر في العصر الإسلامي | مقدمة الكاتب أشرف صالح عن تاريخ العرب القديم ما قبل الإسلام1 مصر في عصر الإسلام1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الإخشيدية1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الطولونية | مقدمة عن الدولة الطولونية1 مصر في عصر الإسلام | العصر الأموي1 مصر في عصر الإسلام | العصر العباسي | الدولة العباسية الأولى1 مصر في عصر الإسلام | جرائم عمرو بن العاص | حرق مكتبة الأسكندرية1 مصر في عصر الإسلام | دراسات في تاريخ الإسلام وحكم مصر1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية الرابعة1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية1 مصر في عصر الإسلام | عصر المماليك البرجية الشركسية1 مصر في عصر الإسلام | مصر في عصر الخلفاء الراشدين1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة الأيوبية1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة العباسية الثالثة1 مصر في عصور الإحتلال |عصر المماليك1 مصر في عصور الإسلام | العصر الجمهوري1 مصر في عصور الإسلام | عصر الدولة العباسية1 مقتطفات من حياة البطاركة1 موسوعة أقباط مصر1 موسوعة أنبياء العهد القديم1 موسوعة المؤرخون الأوائل1 موسوعة مصر التاريخية الشاملة1 موسوعة مملكة الأرض الجغرافية1