تاريخ حركة الكشوف الجغرافية
للإنسان عبر العصور
مقدمة
لقد عُرِفَت الفترة من منتصف القرن الخامس عشر الميلادي ، وحتي مطلع القرن السابع عشر الميلادي ، بفترة أطلق عليها إصطلاحاً " عصر نهضة حركة الكشوف الجغرافية " ، وذلك لما شهدته تلك الفترة من نهضة كبرى في مجال الكشوف الجغرافية ، والتي قام بها عدد من الرحالة ، المهتمون بالبحث عن " عوالم جديدة " ، أو " أراضي جديدة " ، لم تكتشف بعد ، ولم يعلم عنها أحد شيئاً ، وغير مأهولة بالسكان .
ويُمكن تعرف تلك النوعية من الإكتشافات ، بأنها عبارة عن سلسلة من الرحلات ، التي قام بها عدد من الأروبييون ، من أجل إكتشاف العالم الجديد ، واستغلال الموارد.
خريطة العالم الجديد
هذا - وقد أسفرت حركة الكشوف الجغرافية عن نتائج عديدة ، كان لها آثار بالغة الأهمية في حياة أوروبا والعالم في العصر الحديث ، فقد ساعد الإتصال بين أوروبا والعالم الجديد، على تقدُّم المعارف والعلوم، فقد فتحت الكشوف الجغرافية آفاقا واسعة أمام العلماء، لمزيد من البحث العلمي ، وترتب على ذلك، تعديل كثير من النظريات التي سادت في أوروبا في العصور الوسطى ، وظهور نظريات جديدة تدعو إلى حرية البحث، واستخدام المنهج العلمي القائم على التجربة.
لقد إستطاعت الكشوف الجغرافية أن تقضي على الأزمات الاقتصادية التي كانت تعاني منها أوروبا في ذلك الوقت ، وقلبت رأساً على عقب المقاييس الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والدينية ، فقد إنتعشت طبقة البرجوازية التجارية التي عملت على هدم ما تبقى من النظم الإقطاعية وإمتيازات النبلاء ، وإتضح ذلك فيما بعد بقيام الثورة الفرنسية سنة 1789م ، كذلك أدى الإنتعاش الإقتصادي ، إلى ظهور الإنتاج الرأسمالي الضخم. وأصبحت الصناعة منذ ذلك الوقت القطاع المهيمن في عملية الإنتاج.
الكشوف الجغرافية الأولى في فجر ظهورها
في البرتغال
هذا - وقد أسهمت الكشوف الجغرافية في توسع التبادل التجاري في العالم ، كما أدت بدورها إلى إستعمال النقد المصرفي (الشيكات). كمانتقلت التجارة إلى البحار الغربية والجنوبية وضعفت أهمية البحر الأبيض المتوسط وموانئه ، ففقدت إيطاليا ومدنها الزعامة التجارية وحلت محلها دول أوروبا الغربية.
ولقد كان من بين الإيجابيات التي ساعدت على حدوثها حركة الكشوف الجغرافية ، تقدم العلوم الجغرافية أيضاً ، فتم إثبات كروية الأرض واكتشفت أمكنة كانت مجهولة من قبل ولم يبقى سوى اكتشاف المناطق القطبية.
كذلك تقدمت سائر العلوم خصوصاً علم النبات بسبب معرفة أنواع جديدة من المزروعات وعلم الإجتماع نتيجة للإحتكاك بالشعوب الجديدة ، فنشأت مفاهيم جديدة قائمة على هذا الإطلاع ومارس الأوروبيون تجارة الرقيق التي إستمرت ثلاثة قرون نقل خلالها إلى الأماكن المكتشفة ما يقارب 12 مليون من الأرقاء.
وعلى الصعيد الديني بذل المستعمرون الأوروبيون جُهدهم في نشر المسيحية بين السكان الأصليين في البلاد التي حلوا فيها.
ولعل من أهم السلبيات التي أسفرت عنها الكشوف الجغرافية ، هي قيام الحروب الضَارية بين دول أوروبا نتيجة للمنافسة الشديدة على إستعمار الأراضي المكتشفة وحماية السلع المستوردة وبحثاً عن أسواق جديدة لتصريف المصنوعات التي شهدت نموا عظيما وأدت إلى تجميع ثروات ضخمة.
كل ذلك جعل الدول المستعمرة تَستخدم أبشع الأساليب والطرق الوحشية في معاملة الشعوب المستعمرة.
الدوافع التي أدت إلى إنطلاق حركة الكشوف الجغرافية
أولاً - الدوافع الإقتصادية
لقد لعبت العوامل الإقتصادية دوراً مهماً في دفع حركة الكشوف الجغرافية إلى الأمام، إذ حظي البحارة بتشجيع الحكومات كإسبانيا والبرتغال ، والتي لم يكن في وسعها حل مشاكلها الاقتصادية إلا بالعثور على طرق تجارية جديدة تمكنها من الحصول على بضائع آسيا.
من جانب آخر ، فقد أسهمت حاجة أوروبا الشديدة إلى المعادن الثمينة كالذهب والفضة في دفع حركة الكشوف ، وذلك للخلاص من الأزمة الإقتصادية التي إنتابتها خلال "القرن الخامس عشر" ، وكان من أبرز مظاهرها تضاؤل الإنتاج وانكماش المبادلات التجارية، وهبوط الأسعار ، و الهدف الرئيسي هو تحقيق الربح التجاري والتخلص من الاحتكار الإسلامي.
ثانياً - الدوافع السياسية والدينية
هذا - وقد كان للدوافع الدينية أيضاً دور في حركة الكشوف الجغرافية فالبرتغال على سبيل المثال جعلت شعارها في هذه المرحلة ضرب قوة المسلمين في غرب أفريقيا وشواطئ الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
هذا - وقد حازت حركة الكشوف على إهتمام بالغ من قبل البابوية.
وهذا - وقد ساعد تقدم العلم في ذلك الوقت - وخصوصاً - علم الفلك والرياضيات ورسم المصورات الجغرافية وصناعة السفن ، في النهوض بحركة الكشوف الجغرافية ، وإزدهارها ، حيث صنعت السفينة المؤلفة من دفة متحركة وشراع مثلث ، وكانت مزودة ببوصلة وإسطرلاب ، فغدت السفن أشد مقاومة لمخاطر المحيطات وأكثر توغلا في الاتجاهات المخالفة للرياح من السفن القديمة التي كانت تعتمد في سيرها على المجداف سنة 1480 ميلادية.
أولاً - الرحلات البرتغالية للكشوف الجغرافية
1 - رحلات فاسكودي جاما
في مطلع القرن الخامس عشر، تمكن الملاحون في البرتغال من إكتشاف سواحل أفريقيا الغربية ، وتم بناء مراكز وقلاع حربية وتجارية ، كما حققت البرتغال أرباحا طائلة من خلال نقل الأفريقيين إلى أوروبا، وبيعهم في أسواق العبيد ، وتتابعت الرحلات سنة بعد أخرى، إلى أن تمكن الملاح "دياز" من بلوغ "رأس الرجاء الصالح" في أقصى جنوب أفريقيا عام 1488م، وبعد ذلك بأعوام قلائل ، وبالتحديد في 1497م اجتاز الملاح البرتغالي "فاسكو دا جاما" رأس الرجاء الصالح ، حيث إلتقى بالملاح العُماني "أحمد بن ماجد" الذي أرشده إلى جنوب غرب الهند.
ًوفي العام ذاته، حقق البرتغاليون كشفاً جديداً ، حين تمكن الملاح "فيسبوتشي" من الوصول إلى البرازيل، وكانت هذه الكشوف فاتحة إستعمار جشع ، وقبل أن يكتشف البرتغاليون أمريكا الجنوبية بخمس سنوات.
2 - رحلات الملاح الأمير هنري
الأمير هنري الملاح
ثم جاءت بعد ذلك المرحلة الأولى من سلسلة المراحل التي مرت بها حركة الكشوف الجعرافية في أوج نهضتها ، وهي التي قام بها الأمير هنري - أمير البرتغال - والذي كان مولعاً بالملاحة والرحلات البحرية ، حيث قام بعدد من الرحلات ، إتجه من خلالها جنوباً نحو إفريقيا قاصداً إكتشاف ما لم يكتشف بعد من أراضي في الهند والصين ، ووصلت رحلته إلى السنغال في منتصف القرن الخامس عشر.
وقد عاش الأمير هنري الملاح في الفترة من : (4 مارس 1394 - 13 نوفمبر 1460 م) وكان أنفانتي - أي (أمير) برتغالي - وهو الابن الرابع لجواو الأول ملك البرتغال آنذاك ومؤسس عائلة أفيز، لم يكن إنريكه بحاراً بنفسه ، ولكنه حصل على هذا الاسم بسبب تنظيمه للرحلات التي اكتشفت أراضٍ جديدة ، يُنظر له كالشخص الذي بدأ التوسع الإستعماري الأوروبي.
وفي عام 1414 م - أقنع أباه لشن حملة غزو على ميناء سبتة الإسلامي على الساحل الأفريقي الشمالي عبر مضيق جبل طارق من شبه الجزيرة الأيبيرية. وفعلاً، فقد تمكن البرتغالييون من إحتلال المدينة في أغسطس من عام 1415 م، بعد وفاة والدته فيليبا لانكاستر التي كانت العقل المدبر للغزو، حيث رأى إنريكه هناك عوائد طرق التجارة التي كانت تأتي من الصحراء الكبرى منتهية في سِبٌتَة ، إلا أن هذه التجارة انقطعت بعد سقوط سبتة في يد البرتغاليين.
أعجب إنريكه بالثراء الذي وجده هناك، بأفريقيا بشكل عام، وبأسطورة الراهب يوحنا، عين بعد انتهاء المعركة دوق فيسيو بحيث يعتبر أول من حمل هذا اللقب، وأيضا حمل أخوه الأكبر منه سناً بيدرو لقب دوق كويمبرا.
عيّن إنريكه حاكمًا لمجموعة فرسان المسيح الفاحشة الثراء، والتي كان مقرها قد أسس في عام 1413 م في ساغريس بالقرب من رأس القديس فِنٌسِنٌت في أقصى جنوب غرب البرتغال ، حمل إنريكه هذا المنصب لبقية حياته. وبالرغم من أنه أصبح يتفرغ أكثر وأكثر للمسيحية مع مرور الوقت، بقي إنريكه في هذا المنصب والذي كان مصدرًا مهمًا للتمويل للقيام بعملياته الاستكشافية على مدى العقد الرابع من القرن الخامس عشر الميلادي ، وصل إلى الراس الأخضر وتوقف عند ساحل غانا.
بالإضافة، فقد كان هنالك مصادر تمويل أخرى لإنريكه. فبعد موت الملك جواو الأول في عام 1433 م، أصبح شقيقه الأمير دوارت ملكًا، والذي عين له خمس الأرباح التي كانت تجنى من المناطق المكتشفة ، كما أعطاه الحق الحصري بتسيير حملات تتعدى رأس أبو خطر في الصحراء الغربية.
وبعد مرور نحو خمس سنوات مات دوارتي ، قام إنريكه بدعم شقيقه بيدرو لتولي
الوصاية بالنيابة عن أفونسو الخامس والذي لم يكن قد بلغ سن الحكم بعد ، قام إنريكه
أيضا بالتخطيط لرحالات استعمار جزر الأزور أثناء حكم بيدرو (1439–1448) م ، وتوفي في
عام 1460، بحيث ذهب لقب دوق فيسيو إلى أبن أخيه فرناندو الذي كان في ذاك الوقت دوق
بيجا.
3 - رحلة بارثولوميو دياز:
بارثولميو دياز
ثم قام الرحالة البرتغالي " بارثولوميو دياز " بعد ذلك ، بعدة رحلات إستكشافية صوب جنوب أفريقيا ، وذلك بهدف الوصول إلى الهند والصين.
خريطة توضح مسار الرحلات الإستكشافية التي قام بها الرحالة بارثولميو دياز
ويُعد بارتولوميو دياز ، هو أول أوروبي ، يقوك بالإبحار حول الطرف الجنوبي من أفريقيا ، الذي يسمي بـ " رأس الرجاء الصالح " في عام 1488 ، حيث وصل من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي .
4 - رحلة أمريكو فسبوتشي :
أمريكو فسبوتشي
ولد الرحالة " أمريكو فسبوتشي " في 9 مارس 1454م في فلورنسا إيطاليا - وتوفي في 22 فيفري 1512م في إشبيلية إسبانيا ، هو بحار ومستكشف إيطالي عمل تحت حكم مملكة البرتغال و مملكة قشتالة، قام بعدة رحلات إلى العالم الجديد وهو أول أوروبي فكر بأن سواحل أمريكا الجنوبية ما هي إلا قارة جديدة بينما كان الكل في ذلك الوقت بما فيهم كريستوفر كولومبوس يظنون أنها امتداد لقارة آسيا ، لهذا تمت تسمية العالم الجديد لأول مرة في خريطة مارتن فالدسميلر سنة 1507م بأمريكا كتكريماً له.
وفي أعقاب الرحلات التي قام بها الرحالة " بارثولميو دياز " ، قام الرحالة " أمريكو فسبوتشي " برحلته البحرية ، متجهاً إلى الغرب ، في رحلة بحرية قاصداً الهند والصين عن طريق الدوران حول الأرض ، ويعد " أمريكو فسبوتشي " ، هو المكتشف الفعلي والحقيقي للأمريكتين ، واللاتي أطلق عليهما هذا الإسم نسبة له.
ثانياً - الرحلات الإسبانية للكشوف الجغرافية
1 - رحلات كريستوفر كولمبس
كريستوفر كولمبس
لقد تمكن الإسبانيون بواسطة القبطان "كريستوفر كولمبس" من الوصول إلى إحدى جزر البهاما في البحر الكاريبي، حيث أطلق عليها اسم "سان سلفادور"، وغادر الجزيرة ليمر على كوبا وهايتي، حاملاً معه أنواعاً من الطيور والحيوانات والحاصلات الزراعية وعديدا من الهنود من سكان أمريكا الوسطى ، وتمكن أمريكو فسبوتشي من الوصول إلى سواحل أمريكا الجنوبية وسميت باسمه (أمريكا) ، وتمكن الإسبان أيضا، بواسطة الملاح ماجلان، اجتياز الطرف الجنوبي من أمريكا الجنوبية ، ليصل من هناك إلى المحيط الهادي، ومن ثم إلى جزر الفلبين.
ثالثاً - حركة
الكشوف الجغرافية الفرنسية
بعد أن بادر البرتغاليون والأسبانيون بإكتشاف ما لم يسبقهم إليه أحداً من أكتشافات جغرافية عظيمة ، كادت تغيير شكل خريطة العالم الجديد ، لحق الفرنسيون بعد ذلك، بركب الكشوف الجغرافية ، فإتجه ملاحوها إلى أمريكا الشمالية، حيث أسسوا في كندا مدينتي "كويبك" و" مونتريال ".
هذا - ولقد إجتذبت
النجاحات والكشوف الفرنسية الجغرافية في منطقة البحر الكاريبي انتباه الدول
الأوروبية الأخرى ، وكانت فرنسا أمة كاثوليكية وملتزمة بتوسيع الكاثوليكية في جميع
أنحاء العالم ، وفي أوائل القرن السادس عشر الميلادي ، إنضمت فرنسا إلى السباق لاستكشاف
العالم الجديد واستغلال موارد نصف الكرة الغربي
.
في عام 1534 قام الملاح جاك كارتييه باكتشاف شمال أمريكا الشمالية لصالح فرنسا وقام بتسمية المنطقة المحيطة بنهر سانت لورانس الجديد في فرنسا ، ومثل العديد من المستكشفين الأخرين ، قدم كارتييه إدعاءات مبالغ فيها حول الثروة المعدنية في شمال أمريكا الشمالية .
جاك كارتييه
وبعد سلسلة الرحلات الإستكشافية التي قام بها جاك كارتييه ، قام صموئيل دي شامبلان بخطوات كبيرة لاستكشاف العالم الجديد الفرنسي ، حيث استكشف منطقة البحر الكاريبي عام 1601 م وساحل نيو إنجلاند عام 1603م قبل السفر إلى الشمال .
صموئيل دي شامبلان
في عام 1608م قام بالعديد من الاكتشافات الأطلسية حيث عمل بلا كلل للترويج لفرنسا الجديدة ، وعلى عكس القوى الإمبريالية الأخرى عززت قيمة فرنسا من خلال جهود صموئيل دي شامبلان ، حيث تم إنشاء علاقات جيدة خاصة مع الشعوب الأصلية أثناء توسعها غربًا .
لقد تعلم صموئيل
دي شامبلان أن الصداقة مع السكان الأصليين أمر ضروري لنجاح التجارة ، وقام شامبلان
باكتشاف البحيرات العظمى وخليج هدسون وفي نهاية المطاف وصل شامبلان إلى نهر
المسيسيبي .
ولقد كان الفرنسيون مهتمين في المقام الأول بتعدد الكشوفات الجغرافية ، وقاموا بإنشاء مواقع استعمارية قابلة للاستمرار تجارياً لذلك أنشأوا شبكات تجارية واسعة في جميع أنحاء فرنسا الجديدة .
لقد اعتمدوا على الصيادين الأصليين في عملية تبادل السلع الفرنسية ، وكان الفرنسيون يحلمون أيضًا بتكرار ثروة إسبانيا باستعمار المناطق المدارية ، بعد ذلك حول الفرنسيون إنتباههم إلى جزر صغيرة في جزر الهند الغربية ، وبحلول عام 1635 تباهت فرنسا بمستعمراتها في غرب الهند وبمواقعها المزروعة بمزارع السكر والعمالة الأفريقية لديها .
ولقد كان الفرنسيون مهتمين بتأسيس جغرافياً جديدة للمنطقة ، وكانوا مهتمين بشكل خاص بمعرفة ما إذا كان هناك بالفعل طريق غربي قابل للحياة إلى أسيا ، وكان هذا هو السبب الرئيسي لتلك الرحلات الفرنسية ، حيث كان الفرنسيون مهتمين بإمكانيات مصايد الأسماك والموارد الأخرى التي توفرها المنطقة .
وقد أثبتت سلسلة من الرحلات في أوائل القرن السادس عشر وجود قارة غير معروفة للأوروبيين ، وكانت تقع بين أوروبا وأسيا ، وفي 1524م ، أبحر جيوفاني دا فيرازانو الملاح الإيطالي برعاية ملك فرنسا ، وأظهرت هذه الرحلة أن الممتلكات الإسبانية في منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى ، قد إنضمت إليها ساحل جديد عثر عليه في الشمال.
لوحة تجسد جانب من الرحلات الفرنسية الإستشكافية
ثم تحول الفرنسيون إلى إستكشاف خليج سانت لورانس ، وفي عامي 1534 و 1535 قام جاك كارتييه برحلتين مهمتين ، وكانت تلك الرحلات برعاية الملك فرانسوا الأول .
في 1534 قام جاك كارتييه بالهبوط في كاتالينا الواقعة في نيوفاوندلاند ، ثم أبحر كارتييه شمالاً حول شبه الجزيرة الشمالية العظمى وعبر مضيق الجزيرة ، ثم أبحر كارتييه على طول الساحل الجنوبي للابرادور .
من هناك أبحر كارتييه جنوب شرق البلاد إلى الساحل الغربي لنيوفاوندلاند ، والذي تبعه لنحو 400 كيلومتر ثم إلى ما نسميه الآن جزيرة الأمير إدوارد وشرق نيو برونزويك قبل الإبحار إلى فرنسا .
وفي رحلة جاك كارتييه الثانية استكشف كارتييه نهر سانت لورانس والوادي الخاص به والذي كان من المقرر أن يصبح محور النشاط الفرنسي في العالم الجديد .
على المدى
البعيد تم استكشاف سواحل نيوفاوندلاند ولابرادور وكان اكتشافهم وتعيينهم برعاية
الملوك والشركات المستأجرة ، والتقى جاك كارتييه بالسفن الفرنسية في الخليج عام
1534 ، وواجه الهنود الذين كانوا على دراية بالأوروبيين ، وبحلول ذلك الوقت كان
الصيادون الفرنسيون يعبرون المحيط الأطلسي لمدة 30 عامًا ، ولقد وفروا مع نظرائهم
من الباسك والبرتغال الكثير من المعرفة التي استخدمها رسامو الخرائط واستغلها دعاة
الترويج الذين قاموا بحلول أواخر القرن السادس عشر ، بتشجيع إستعمار أمريكا الشمالية.
رابعاً - حركة
الكشوف الجغرافية الإنجليزية
بعد نجاح محاولة البرتغاليين والاسبان تشجع البريطانيين ، فقاد الرحالة " جون كابوت " ، بإكتشاف أستراليا ، وحققت إنجلترا إنجازات مهمة في حركة الكشوف ، حيث تحركوا في إتجاه أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى ، وأنشأوا شركة الهند الشرق - إنجليزية ، التي سهلت لهم سيطرتهم على الهند.
ولد كابوت في جنوب إيطاليا ، وكان إسمه بالإيطالية جوفاني كابوتو. وأثناء صباه رحل إلى البندقية بإيطاليا مع والديه.
وقد نشأ هناك وأصبح تاجراً ومصمم خرائط ، وأبحر في البحر الأبيض المتوسط ما بين البندقية ومصر يقايض بالبضائع الإيطالية البهارات من الشرق الأقصى. تزوج كابوت وأنجب ثلاثة أبناء. وانتقل إلى بريستول بإنجلترا في الثمانينات من القرن الخامس عشر الميلادي، وكان يعيش هناك عندما قام كريستوفر كولمبوس برحلته التاريخية إلى أمريكا موفدًا من إسبانيا عام 1492.
وبالإجمال ، فلقد كان للإنجليز
دور في الاكتشافات الجغرافية، فقد فكروا أيضا، باكتشاف طريق جديد يصلهم بالهند ففي
عام 1497 م أبحر جون كابوت من الجزر البريطانية واتجه غرباً، واكتشف أجزاء من
أمريكا الشمالية، ولكنه لم يجد طريقا جديدا إلى آسيا، وأعلن ملك بريطانيا أن جميع
ما إكتشفه جون كابوت يُعد أرضاً تابعة للتاج البريطاني.
ثم بعد ذلك ، ذهب تول كابوت إلى بريس لإجراء الإستعدادات لرحلته. وقال جزيرة بريس تول وكان ثاني أكبر ميناء بحري في إنجلترا، وخلال السنوات من 1480 فصاعدا قد أرسلت عدة رحلات خارج للبحث عن هاي والبرازيل، للكذب في مكان ما في المحيط الأطلسي وفقا للأساطير.
هذا - وقد أولى جون كابوت إهتماماً خاصاً في البحث عن هذه الجزيرة لأنه يبدو أن يعتقد أن الرجال بريستول اكتشفت الجزيرة في تاريخ سابق لكنه خسر بعد ذلك. منذ أن قال لها أن تكون مصدراً (من الذي صبغ أحمر قيمة يمكن الحصول عليها) التجار كان الدافع اقتصادية سليمة للبحث عن جزيرة.
جـــون كابــوت
هذا ، وتُعد أولى الرحلات التي قام بها جون كابوت ، هي الرحلة التي ورد ذكرها في رسالة قام ( تاجر بريس تول ) ، بإرسالها إلى كريستوفر كولومب ، حيث جاء فيها : " في الشتاء 8 / 1497م ، معظمهم من المخاوف الرحلة 1497م . ومع ذلك، من طريق جانبا تلاحظ اليوم، ما يلي :الخلط بين طاقمه ذهب مع سفينة واحدة، وسلم، كان نقص في الإمدادات ، وتعرضت لأحوال جوية سيئة : "منذ ربوبيته الخاص يريد المعلومات المتعلقة بالرحلة الأولى ، هنا هو ما حدث، وقال أنه قرر العودة إلى الوراء ".
ويفترض عموماً أن هذه الرحلة وقعت في صيف ذلك العام.
إرسال تعليق