موسوعة الكتاب المقدس
1 - الكتاب المقدس بين الوحي والآثار الكتاب
المقدس
مقدمة الكاتب والباحث الشماس / أشرف صالح
إيماننا الأقدس لايحتاج لدليل من صنع الإنسان لكي يؤكد صحته ، ويؤيد حقيقته ، ولكن لأن الله يعلم مدى ضعفنا ، فقد قال : " أنه إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ - لوقا : 19 – 40 ".
فالكتاب
المقدس - في مضمونه - هو خلاصة قصة محبة الله الأزلية للإنسان ، على الرغم من
سقوطه في الخطيئة التى إستوجب بسببها طرده من فردوس الخلود والتنعم بالرتبة
السمائية ، وبالتالي ، سقوطه من مكانته ومنزلته التي خُلق بها كمخلوق خالد مُخلد ،
ليس لحياته نقطة تنتهى عندها ، وأيضاً مخلوقٍ ينعم بحياة لا تعرف كلمة الخطيئة ،
ولا تعرف كلمة الموت ، فالخطيئة والموت وجهان لعملة واحدة ، لايمكن أن نفرق بينهما
، ومن أجل سقطة آدم - الإنسان الأول - التي إعتبرت هي السقطة البشرية الأولى في
الخطيئة ، فقد كان يتوجب عليه أن ينال الجزاء العادل على ما إقترفه وفعله - فآدم
إرتكب خطيئة ( عدم الطاعة ) ، وحواء إرتكبت خطيئة ( الغواية وعدم الطاعة أيضاً ) ،
ولما كان آدم قد إنصاع لغواية حواء ، وتخلى عن طاعته لله ، وأكل من شجرة معرفة
الخير والشر ، علماً بأن الفردوس كان يمتلئ بشتى أنواع الفاكهة ، فقد كان حكم الله
العادل عليه بأن ينزع عنه مكانته ، ومزايا جنسه من خلود وبقاء ، إلى السقوط في
حياة الجسد المحدودة ، ولم يتوقف الحكم عند ذلك الأمر فقط ، بل ونال أيضاً وعوداً
أخرى من الله - هي : أن حياته ستكون حياة شاقة( الحياة في أرض الشقاء ) ، وحياة كفاح ( تأكل خبزك بعرق جبينك ) ،
وأيضاً ستكون هناك نهاية لحياته - ( موتاً تموت ) ، وأما حواء - فستكون حياتها
ألاماً ( بالألام ستلدين ) ـ ولكن - من
قوة المحبة الإلهية لأدم ، فقد وعده بأنه سيأتي من نسل حواء من سيسحق رأس الحية .
وما الحية إلا الشيطان - الملاك الساقط من الطغمات الملائكية ، والذي كان في حالة
حرب دائمة وأزلية مع الله.
إن الله
يستطيع أن يقضي على الشيطان ، فلن يكون له وجود ، ولكن بقاءه في هذا الصراع هو
لحكمه إلهيه ، حيث أنه يمثل الميزان الذي يقوم الله بواسطته ، بحساب مدى محبة
الإنسان وطاعته له ، وحساب إنصرافه عن هذه المحبة والطاعة ، بإتباعه لطريق الشيطان .
عرف الشيطان
بأسماء كثيرة منها : " بعلزبول " ، " أركون الظلام " ، "
إبليس " ، " الحية القديمة " ، وهناك العديد من الأسماء الأخرى .
كان من
الضروري ظهور مخلص - من جنس غير إنساني - لكي يمهد الطريق لرجوع العلاقة التي كانت
قائمة بين الله والإنسان الأول قبل الخطيئة ـ فكان التجسد .
يدور الكتاب
المقدس - العهد القديم - حول فلك موضوع التجسد ، كما تدور أيضاً نبؤات العهد
القديم - بجملتها - حول التمهيد لهذا المجئ المرتقب لمن بيده إعادة العلاقة بين
الله والإنسان كما كانت من قبل ، ولكي يصرف عن الله غضبه على الإنسان ـ بعد إن
إستبعد من فردوس النعيم ، وأصبح على باب الفردوس سيف من لهيب نار متقلب .
كان آدم - هو
أول الخلائق البشرية - ويعني إسم " آدم " باللغة العبرية ( الإنسان ) ـ
أو ( إنسان ) مع إضافة ألف لام التعريب ، وقد عاش آدم في البدء في " جنة عدن
" التي كان الله قد أعدها ليعيش فيها .
ونحن في هذا
البحث الخاص بإثبات مصداقية الكتاب المقدس ، وصِحته ، سوف نقوم بالحديث عن ما جاء
في سفر التكوين بخصوص حياة ( آدم ) الإنسان الأول ، في ضوء الأبحاث العلمية لعلماء
البحث الأثري ، وأيضاً في ضوء المكتشفات التي تدلل على مضمون ماجاء في سفر التكوين
في هذا الصدد وتؤكده .
إرسال تعليق