موسوعة الكتاب المقدس
بين الوحي والآثار الكتاب
المقدس
تابع مقدمة في الكتاب المقدس بين
الوحي والآثار
على الرغم من
العوامل الزمنية القاسية ، وتقادم العصور والعهود الباليَة ، فقد ظلت النسخ
المخطوطة من أصول الكتاب المقدس ، والتى تم نسخ الجانب الأعظم منها في عهود
متقاربة من فترات إنزال الوحى الإلهي على المختارين من البشر ( الأنبياء ) ، وتم
نسخ الجانب المتبقي منها في عهود قريبة من عمليات النسخ والنقل الأولى ، فقد ظلت
تلك النسخ موجودة دون زوال ، حيث كان الجزء الأكبر منها دفيناً في داخل الكهوف ـ
أو في أماكن صحراوية ، مما جعلها تحتفظ بطبيعتها دون أن تمسسها عوامل الزمن ، أو
تسبب لها أى أضرار أو أثار كانت من الممكن أن تتعرض له إذا كانت محفوظة في أماكن
رطبة ـ أو تتعرض للأمطار أوالعواصف الثلجية ، فلو كان الأمر كذلك ، لضاعت جميع
المخطوطات ، ولم يتبق منها أثراً يذكر
.
إذاً - فقد
حافظت الطبيعة ، وفقاً للإرادة الإلهية التي أمرتها بذلك ، على جميع المخطوطات
القديمة ، التي تم نسخها منذ أقدم العهود ، لتكتشف في حينها ، وفي التوقيت الذي
ترتأيه العناية الإلهيه مناسباً لظهورها ، وكان ذلك بالفعل من خلال ما تم الكشف
عنه من مئات ، بل وآلاف المخطوطات ، في خلال رحلات العلماء البحثية والإستكشافية
من جانب ، وأيضاً من خلال الإكتشافات التي كانت عامل الصدفة هو الأساس في حدوثها ،
حيث أنها تمت في ظروف لن تتوافر فيها نية الكشف الأثري ـ أو البحث المسبق بنية
العصور على مخطوطات أو ماشابه - شأننا في هذا الحديث - شأن إكتشافات كهوف وادي
قمران بالبحر الميت ، والتي لعبت فيها الصدفة دوراً كبيراً ، حيث أن أحد الرعاة
ممن كانوا يقطنون تلك المنطقة المكفرة ، كان يقوم برعي الأغنام في بقعة ما من هذا
المكان في كهوف وادي قمران ، فإذ بقدمية تتعثر بحجر ، ثم يتكشف لهذا الرجل بعد ذلك
وجود مخطوطات أسفل هذا الحجر ، مدفونه أسفله ولكن - بفعل الزمن وعوامله - بدأ الحجر
في التخلخل ، والتحلل ، حتي بدأ يتلاشى ـ وبدأت الكنوز المخبأة بأسفلة في الإعلان
عن وجودها .
وعندما إشيع خبر
هذا الحادث ، وإنتشر ، تحركت بعض البعثات الأثرية بدورها في مجموعة من الرحلات
البحثية إلى كهوف وادي قمران ، وكانت المفاجأة المزهلة ، فقد توالت المفاجآت
السارة في الظهور الواحدة تلو الأخرى ، بداية بما تم إستخراجة من أسفل الحجر -
الذي كان أول من أعلن عن كنوره المخبئة بأسفله ، والتى ظلت مختفية من الوجود لأكثر
من ألف عام ، وحتى العثور على آخر كنز من كنوز وادي قمران التمينة ، فقد تم التوصل
إلى نحو ( سبعة عشرة قطعة من الرقوق )
تحمل أسفار عدداً من إصحاحات سفر إشعياء النبي كاملاً في رول يبلغ طوله ( 24 قدماً
) ، ويصل متوسط طول أعمدتها حوالي ( 10 بوصات ) ، وهى محفوظة الآن في إحدى المتاحف
الكبرى في أوروبا .
ثم خلف هذا
الإكتشاف العثور على أقدم مخطوطات العهد القديم ، والتي يعود زمن نسخها إلى القرن
الأول الميلادي ، والتي تقدر أعدادها بالألاف ، وبمقارنتها ومضاهاتها بالنسخ
المعمول بها في كنيستنا حالياً ، وجدت متطابقة معها تطابقاً حرفياً ، ولكن مع
الفروق في الشروحات ( المعني الذي يختلف من كلمة لأخرى بحسب كل لغة ) ، ولكن بغير
المساس بجوهر الأحداث ، ولا مضمونها
.
إرسال تعليق