سلسلة دراسات في الكتاب المقدس
توثيق العهد الجديد
إنجيل يوحنا
مقدمة عامة عن إنجيل يوحنا
يعتبر إنجيل يوحنا الرسول هو الرابع في ترتيب أسفار كتاب العهد الجديد المقدس.
كما يعد الرابع في ترتيب أناجيل العهد الجديد المقدس.
يقدر بعض الدارسين والباحثين زمن كتابة انجيل يوحنا أنه كان في الفترة ما بين سنة 65 - 85 م . بينما يرجح البعض الاخر من الدارسين أن تاريخ كتابته كان مابين سنة 90 – 120م
ولعل أهم ما قيل في هذا الانجيل : ان ( يوحنا اصحاح 3:16 ) هو من اوسع المقولات المشهورة في العهد الجديد " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" .
توثيق إنجيل يوحنا
إن كاتب هذا الإنجيل هو القديس يوحنا الرسول ـ حيث أنه قام بتدوينه بوحي الروح القدس وإرشاده باللغة اليونانية.
ويري النقاد أن كاتب الإنجيل هو شخص يوناني وذلك إستناداً منهم إلى وجود مصطلح اللوغوس أو "الكلمة" ، والتي حسب الفكر الأفلاطوني وسيط بين الخالق والمخلوقات - وأيضا كلمة الفارقليط المستعملة في كتابات فيلو. ويلاحظ النقاد استخدامه لكلمة اليهود التي لا تستخدم عادة في الكتب الأخرى - مما يدل على كونه غير يهودي حسب اعتبارهم. ويعتبر هذا الإنجيل الأكثر اختلافا عن الأناجيل الثلاثة الأخرى والتي تسمى المتشابهة. فعلى سبيل المثال لا يذكر شيئا عن ولادة المسيح ولا نسبه ولاطفولته، ولايذكر أي معجزة شفاء من الجن بينما تكثر هذه المعجزات في الأناجيل الأخرى، ويكثر ذكر زيارة المسيح للقدس مما يعطي الانطباع بدعوة المسيح لمدة ثلاث سنوات، بينما يبدو من الأناجيل الأخرى أن المدة سنة واحدة. أما من ناحية النص فتعتبر قصة الزانية من الإضافات اللاحقة 8 :1-11 لغيابها عن بعض المخطوطات القديمة والتي يمكن مقارنتها هنا.
ولقد نُقل عن الناس المحترفين وجمعية نشر الانجيل ، بأن المقولة التي جاءت في ( يوحنا 3:16) قد تم ترجمته إلى اكثر من 1100 لغة.
وهناك مقولة اخرى شهيرة من ( يوحنا اصحاح 14-4:13) "فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ:"كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعُودُ فَيَعْطَشُ . وَلكِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا، لَنْ يَعْطَشَ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَداً، بَلْ إِنَّ مَا أُعْطِيهِ مِنْ مَاءٍ يُصْبِحُ فِي دَاخِلِهِ نَبْعاً يَفِيضُ فَيُعْطِي حَيَاةً أَبَدِيَّةً".
قال السيد المسيح هذا الكلام إلى المرأة السامرية التي قابلها عند البئر واخبرها عن الماء الحي الذي يقدمه هو.
ونجد ان هذه المقولة موجودة جزئياً في سفر اشعياء 2-55:1 .
ان اللغة الاغريقية ( اليونانية ) لهذا الانجيل هي انيقة جداً والنظام اللاهوتي دقيق جداً ومتطور .
ان اشارة انجيل يوحنا بأن لليهود يَد في عملية صلب المسيح قد اعطى بذلك صورة عن المعتقدات اللا سامية " المعادية لليهودية" . وان انجيل يوحنا يعطي اسم ( اليهود ) عندما يريد ان يعطي فكرة عن الناس الذين كانوا يعادون السيد المسيح ، وان معنى استخدام كلمة يهود اثارت جدلا كبيرا ، ولكن حركة اللاسامية " المعادية لليهودية" اوردت بأن الكاتب كان يهودي ولذلك هو استخدم كلمة يهود بينما كان يخاطب مجتمع الشعب اليهودي الكبير.
وايضاَ ناقش بأن كلمة ( اليهود) تشير إلى السلطة الدينية لليهود مثل مجمع السنهدريم وليس الشعب اليهودي عامةً .
ولتجنب هذا اانوع من الخلافات والمجادلات نرى ان في بعض الطبعات مثل الطبعة اليوم العالمية الجديدة VersionToday's New International.
حيث تم استبدال مصطلح ( اليهود ) بمصطلح اكثر تحديدا لتجنب المعتقدات الضد اليهودية.
معظم النقاد على هذه الطبعات التي كتبت فيها كلمة اليهود قالوا بأن المعنى الذي اراده يوحنا هو جداَ واضح حيث ان المسيح ويوحنا وكل الرٌسٌل كانوا من اليهود ، لذلك لا توجد معاني اخرى معادية من استخدام هذه الكلمة ، لذلك يفضل الأخذ بحرفية الكلمة.
نسخة قديمة من إنجيل يوحنا
إرسال تعليق