✝📖✝️ موسوعة الكتاب المقدس ✝️📖✝
| الجزء الأول : العهد القديم |
{ تابع : أسفار الأنبياء الكبار }
24 - ( سفر أرميا النبي 📙 )
25 - ( سفر مراثي أرميا النبي 📙 )
مقدمة في سفر أرميا النبي
يُعني إسم " أرميا " : " الرب يؤسس ".
وهو إبن " حلقيا " - أحد كهنة عناثوث
من أرض بنيامين .
وقد ظهرت فترة نبؤته بدايةً من سنة 628 ق.م ، وحتى سنة 588 ق.م .
مضمون سفر أرميا النبي
لقد دعا الرب أرميا للخدمة النبوية ، وأعانه ، حتى وصل إلى درجة رفيعه من النبوغ والنضج ، وأصبح مُعداً للخدمة والجهاد في سبيل إعلاء كلمة الحق ، وقد بدأت خدمته الفعلية تحديداً في السنة الثالثة من حكم الملك " يوشيا " ، وقد قُوٌمَ من قِبل مواطنوه من عناثوث ، الذين هددونه بأن ينقطع عن مواصلة خدمته ، وكان قد تعرض بعد ذلك إلى الإضطهاد من قبلهم ، ولكنه تَحمل ، كما أنه تعرض لفترة إضطهادية أخرى من قبل أحد الكهنة ، بسبب قيامه بضرب أرميا النبي ، ويدعى الكاهن " فشحور ".
ولعل من أهم الأحداث التاريخية المواكبة لفترة
نبؤة أرميا النبي ، والمدرج تفاصيلها في السفر ، ماورد بشأن الملك " نبوخذ
نصر " ، بأنه كان يُحسن معاملة أرميا النبي ، بعد ما سمع عن إضطهاده من قِبل
أهل عناثوث ، وثم إيداعه السجن ، إلى أن أُطلق سراحه بناءاً على أمر من نبوخذ نصر
، وأرسل إليه " نبوزردان " الكلداني رئيس الشرطة إلى دار السجن ، وأمره
بأحضاره مع بعض الأسرى إليه .
وأما فيما يخص كاتب السفر ، فقد أتُفق أنه
" باروخ الكاتب " - والذي كان قد حفظه بعد كتابته في دَرَج .
وقد تنبأ أرميا النبي عن مجئ المسيا المنتظر ،
وتحدث عن عهد الرب الثابت منذ العهد القديم ، وقد ظلت خدمة أرميا النبي قائمة على
مدى أربعون عاماً ، تنبأ خلالها مدة وجيزة في أرض مصر .
مقدمة في سفر مراثي أرميا النبي
يُعد أرميا النبي هو كاتب ( سفر مراثي أرميا ) أيضاً ، ويعني إسم
هذا السفر بالعبرانية : " إيكا " - أي بمعني : " كيف " ؟ .
ويتضمن السفر رثاء أرميا النبي لأورشليم ، حيث يُصوِّر من خلاله الفظائع التي إرتكبت بواسطة البابليين والآلام التي عانى منها الشعب أثناء الحصار. وبعد أن كانت المدينة كاملة الجمال بهجة كل الأرض أصبحت محروقة ومشوهة. وهي كانت كاملة الجمال لوجود الله في وسطها أما وقد غادرها الله وفارقها بسبب الخطية فقد فقدت من يحميها فسقطت وأذلها البابليون ، وملكها سقط وهكذا كهنتها وتوقفت احتفالاتها وأعيادها وأفراحها وتسبيحها وعبادتها ، وأصبحت بلا أنبياء ولا رؤى وأرض يهوذا تحولت للغرباء والناس ماتوا أو أخذوا سبايا وعبيدًا بل حتى من بقى في الأرض كان عبدًا لملك بابل. كل هذا بسبب الخطية. خطية الشعب والقادة ولكن هناك معنى روحي لهذا. فأورشليم هذه تشير لآدم الذي كان كامل الجمال فهو قد خُلق على صورة الله. وكان بهجة كل الأرض وكان يرى الله ويكلمه ولكن بسقوطه فقد كل شيء ومات وسقط مسبيًا للشيطان ولم يَعُد يرى الرب ولم يَعُد يسبح الرب وفقد أفراحه ، فصورة أورشليم بعد خرابها هي صورة الإنسان بعد سقوطه، وهذه المراثي ترثى خراب أورشليم وترثى أيضًا خراب الإنسان وحزن الله عليه.
إن بنية هذه القصيدة الرثائية جديرة بالملاحظة ، فالإصحاحات 4،2،1 في لغتها الأصلية وهي العبرية مرتبة ترتيبًا أبجديًا. وكل إصحاح منها مؤلَّفْ من 22 آية شعرية ، تبدأ كل منها بأحد أحرف الأبجدية العبرية على التوالي أما الإصحاح الثالث، حيث نجد أوفى إعتراف بخطيتهم وحزنهم، فقوامه 66 آية، ثلاث لكل حرف أبجدي، أي أن كل واحدة من الآيات الثلاث الأولى تبتدئ بحرف الألف- وكلًا من الآيات الثلاث التواني تبتدئ بحرف الباء.... وهكذا أما الإصحاح الخامس فهو غير ملتزم بالأبجدية ولكنه مكون من 22 آية أيضًا وكل آية نصفين مترادفين وفي الجزء الثاني إجابة أو مرادف للجزء الأول. وذلك حتى يسهل حفظها غيبًا وتستعمل في صلواتهم. وهناك ملحوظتان :
هناك استثناء فالأبجدية متبعة تمامًا في الإصحاح الأول ولكن في الإصحاح الثاني والثالث والرابع سبق حرف PE حرف AJIN بينما هو يتبعه في الأبجدية فلماذا؟ حرف الـPE هو الذي يستخدم للتعبير عن رقم (70) فكأن النبي يريد أن يحفر في أذهانهم أن عودتهم من السبي ستحدث بعد 70 سنة.
إرسال تعليق