✝📖✝️ موسوعة الكتاب المقدس ✝️📖✝
| الجزء الأول : العهد القديم |
23 - ( سفر إشعياء النبي 📙)
مقدمة عامة
يُميز الكتاب المقدس أسفار الأنبياء من حيث وضعهم في تصنيف الصغار أو
الكبار من حيث عدد الإصحاحات التي وردت في كل سفر .
ولذلك ، يطلق على الأسفار التي لاتحتوي على عدد كبير من الإصحاحات إسم
" أسفار الأنبياء الصغار ، والأسفار التي تحتوي على عدد كبير من الإصحاحات إسم
" أسفار الأنبياء الكبار ".
مقدمة عن سفر إشعياء
هو " إشعياء بن آموص " وإسم " إشعياء " هو إسم عبراني معناه " الله يُخلص ".
ويلقب إشعياء النبي بلقب " النبي الإنجيلي " .
ويُعد من أعظم
أنبياء العهد القديم ، وقد بدأت نبؤاته في عهد الملوك : " عزيا ، ويوثام ،
وآحاز ، وحزقيا " من ملوك مملكة يهوذا .
وقد بلغت فترة نبؤته نحو ستون عاماً - من سنة 759 وحتى سنة 700 ق.م .
مضمون سفر إشعياء
لقد تحدث إشعياء النبي بوحي النبؤة عن علامات المجئ الثاني للسيد المسيح - الرب - حيث إشتمل السفر على (66) إصحاحاً ـ تتلخص في عدة أقسام يمكن إجمالها على النحو التالي :-
القسم الأول :
ويتضمن مجموعة أخبار عديدة ونبؤات تمت بالتزامن مع عصر الملك " عزيا ".
القسم الثاني :
ويتضمن مجموعة نبؤات حدثت بالتزامن مع عصر الملك " يوثام " ، والملك " آحاز ".
القسم الثالث :
ويحتوي على نبؤات خاصة بالبابليين ، والآشوريين ، ومجموعة أخرى من الأُمم .
القسم الرابع :
ويحتوي على آفات ولعنات تكتنف بني إسرائيل بسبب سيرهم في طرق الضلال والظُلمة ، في
مابعد المجئ الأول ، وحتى مجئ المسيح الدجال .
القسم الخامس :
ويتضمن مجموعة من الحوادث التي يغلب عليها الطابع التاريخي حيث يتحدث أولاً عن غزو الملك " سنحاريب
" لليهودية ـ ومرض حزقيا الملك ، وشفاءه بمعجزة من الله ( إش 36 ، 39) .
القسم السادس :
ويتضمن مجموعة من النبؤات المتتابعة التي نطق بها إشعياء النبي حين إقتربت فترة
ختام نبؤاته ، وهو يعد من أكثر الأجزاء أهمية ، و قيمة ، فيما يخص فترة خدمته ،
ولما يتضمنه من كشف للعديد من الأسرار التي يخبئها المستقبل ،وقد تضمنت نبؤات عن
إرجاع الكنيسة إلى الله ، وإزدياد أعداد الكنائس ومجدها في العالم ، وقد كان رمز
الخلاص الوارد في السفر ، والمقصود به من بابل كان إشارة إلى فداء السيد المسيح للبشرية
في العهد الجديد .
كذلك - تظهر
قيمة سفر إشعياء - في نبؤاته التي أشارت إلى مجئ رب المجد - يسوع المسيح - إبن
الإنسان - وتأسيسه للكنيسة ، وكذلك إشارات أخرى تفيد التنبؤ بقدومه إلى أرض مصر ،
وسقوط أوثانها ، وهذا ما تحقق بالفعل في فترة هروب العائلة المقدسة من أرض مصر ـ
حين أمر ملاك الرب يوسف بأن يذهب إلى أرض مصر لأن هيرودس قد علم بميلاد الطفل يسوع
من العذراء ـ ويريد قتله ، وبالفعل كان مجئ السيد المسيح مع أمه العذراء ويوسف
النجار مؤكداً على صحة تلك النبؤات ، وكذلك أيضاًُ صحة ما جاء في النبؤات عن تحطم
اوثان مصر بدخول الرب لأرضها .
ثم تضمن الجزء
الأخر من الوحي - نبؤات عن دمار دمشق ، وتحذيرات للأجيال الآتيه إلى أخر ماورد
بالسفر من أحداث .
الأحداث التاريخية والدلائل الأثرية :
يمكن سرد الأحداث التاريخية التي وردت في سفر إشعياء النبي بالشكل التالي :
1- ذُكر في هذا السفر - إسم سنحاريب - ملك بابل - الذي كان قد قام بقيادة حملاته العسكرية صوب أورشليم ، وقد تنبأ إشعياء النبي بأن أورشليم ستُنقذ
وقد أثبتت الإكتشافات الأثرية مايؤكد صدق هذه المعلومات ، حيث ورد من بين معلومات تلك الإكتشافات ، أن سنحاريب - هو إسماً أكادياً - وهو يعني " الإله القمر زاد عدد الأخوة " ، وقد حكم مملكة آشور من سنة 704 وحتى سنة 682 ق.م وقد إعتلي العرش بعد موت أبيه الملك " سرجون " ، وقد ترك بابل التي فتحها سرجون وعاد " مردوخ بلادان " إلى عرشه ، وأرسل " حزقيا " الملك رُسُلاً لكي يسألون عنه لدى الآلهه للشفاء من مرضه ، ثم بعد ذلك عاد الملك سنحاريب ، وحارب بابل وهزم ملكها مردوخ ، ثم زحف صوب أورشليم ، وأثناء موت مردوخ ، أقام سنحاريب إبنه كملكاً على بابل ، وكان إبنه هو " إسر حدون ".
وقد جاء في جملة الإكتشافات الأثرية في هذا الصدد ـ مايؤكد صحة ماورد في سفر إشعياء النبي من أحداث ووقائع ، فيما يخص سنحاريب ملك أشور وتاريخه ، حيث كشفت الآثار التي تم العثور عليها في خرائب بابل ، عن قيام سنحاريب بشن هجمات عسكرية عديدة على جميع الممالك ، ولم تكشف الأثار عن حادثة غزو أورشليم بما يؤكد صحة ماورد في سفر إشعياء النبي فيما يخص عدم دخول سنحاريب لأرض أورشليم .
إرسال تعليق