أوريجانوس العلامة
موسوعة آباء الكنيسة
[ من آباء الكنيسة ومشاهير الفلاسفة اللاهوتيين
( أوريجانوس العلامة )
حياته وتعاليمه
في خلال فترة حِبرية البابا ديمتريوس الأول للكنيسة القبطية ، ظهر شاب في الأسكندرية يُدعى أوريجانوس ، وكان هذا الشاب من بين المسيحيين الذين نالوا قسطاً من الإضطهاد الذي أضرمه الإمبراطور " سبتيموس سفيروس " ضد المسيحية في ربوع الإمبراطورية الرومانية ، حيث قُطعت رأس أبيه " ليونيدس " ، وتمت مُصادرة أمواله لصالح الحكومة الرومانية ، فأصبح أوريجانوس سِفر اليدين ، وعلى عاتقه ، تحمل مسئولية أم يعولها ، وستة صبية يقوم على تربيتهم ، وقد ظلت نار الإضطهاد مُندلعة لبضع سنوات ، ولكن لم يُصب " أوريجانوس " بأذى من جراءها ، وحدث أن ذهب لزيارة بعض المسيحيين المُضطهدين الذين ضاقت بهم رحبات السجون ، وكان يخدم كلاً منهم بقدر جهده ، مُنشطاً إياهم لكي يظلوا على إيمانهم ثابتون ، فسر البطريرك البابا ديمتريوس الأول بذلك الحماس العظيم في الإيمان من جانب " أوريجانوس "، حتي إلتف حوله كل من تلامذة كنيسة الأسكندرية وقتئذٍ ، وبعد مضي نحو العامين من تلك الأحداث التي عانت خلالها الكنيسة من نير الإضطهاد ، وآلامه ، الكثير - والتي راح ضحيتها الكثير من الشهداء في روما وخارجها ، ومن أبرزهم - صديق أوريجانوس الشخصي ، القديس بلوتارخوس ، الذي رجم بالحجارة حتي الموت ـ بعد أن ألقي القبض عليه مع أوريجانوس ، وإستشهد أيضاً فيها القديس " ساويرس " ، والقديسين : " هيراكيلاس " ، و" هارون " ، أوصى البابا ديمتريوس الأول ، بتعيين الشاب أوريجانوس - لما له من لسان حكيم ، وعقل راجح ، وقدرة عظيمة في التحدث بالأمور اللاهوتية من مُنطلق الحكمة الروحية ، كرئيساً لمدرسة اللاهوت بالأسكندرية ، والتي لا تزال مُلتئمة في هذا العصر تحت رئاسته ، وما إن تولى أوريجانوس مسئولياته كرئيس لمدرسة اللاهوت ، حتي بدأت التغيرات تطرأ في تعاليمه ، بالصورة التي جعلت البابا ديمتريوس ، يتراجع عن الثقة التي أولاها لأوريجانوس ، وتم وضع حراسة مُشددة عليه ، منعاً لإنتشار تعاليمه ، فتؤثر على المسيحيين في ربوع الأسكندرية ـ وعلى الجانب الآخر ، حمايته من رعاع الوثنيين بالأسكندرية .
في الختام ، صدر قرار بحرمان أوريجانوس من درجة القسيسية من قبل البابا ديمتريوس الأول ، لأنه رسم أسقفين غير تابعين للكرازة المرقسية .
إرسال تعليق