تابع : تاريخ عصر الأسرات
تابع : عصر الدولة المصرية الحديثة
تاريخ ملوك الأسرة التاسعة عشر
( الأصول : مصرية )
مقدمة
وقد كان ترتيبه في ملوك الأسرة التاسعة عشر هو القبل الأخير.
أما فيما يخص هوية والده ، فهي مجهولة حتى الآن ، ولكن كان بعض من علماء المصريات والمهتمين بدراسة التاريخ المصري القديم ، قد قاموا بوضع جملة من إحتمالات ، مضمون مؤداها إنحصار أن يكون والده إما الملك سيتي الأول ، أو الملك إمنمسي ، وذلك على الرغم من أن حقيقة تغيير سبتاح اسمه الملكي لمرنبتاح سبتاح بعد السنة الثانية من حكمه تقترح بدلا من الاحتمالين السابقين أن يكون والده الملك مرنبتاح ، و إذا ما كان ذلك صحيحاً ، فإنه يجعل سبتاح وسيتى الثانى أخوة غير أشقاء لأن كلا منهما أبناء مرنبتاح .
وهو لم يكن وليا للعهد ، ولكنه نجح في الوصول للعرش وهو طفل بعد وفاة سيتى الثانى ، و تاريخ خلافته له محدد باليوم الثاني من شهر الأول من فصل برت (الشتاء) أي حوالي شهر ديسمبر.
الجلوس على عرش مصر
تاريخياً كان يُعتقد أن " تيا " زوجة " سيتي الثاني " كانت والدة "سبتاح".
وقد إستمر هذا الرأي إلى أن تم إدراك اسم أمه من المنحوتة رقم "E26901" في متحف اللوفر ، حيث ظهر إسمه مع والدته سوتايليا أو شوتايريا .
إسم سوتايليا يبدو كنعانياً أكثر من أن يكون اسماً مصرياً خالصاً ، و هو ما يعني أنها كانت بشكل شبه مؤكد محظية للملك من بلاد كنعان ، ومع ذلك ، دودسون وهيلتون يؤكدان أن هذا غير صحيح و أن السيدة كانت ، بدلاً من ذلك ، أم رعمسيس سبتاح وزوجة الملك رمسيس الثاني .
أما هوية والده فهي غير معروفة حالياً ، بعض علماء المصريات يخمن أنه قد يكون أمنمسي بدلاً من سيتى الثانى حيث أمضى كل من سبتاح وأمنمسي شبابهم في أخميم ، وكلاهما مستبعد على وجه التحديد من موكب تماثيل ملوك الأسلاف ، التي وضعها رعمسيس الثالث في مدينة هابو على عكس مرنبتاح أو سيتي الثاني ، هذا يشير إلى أن أمنمسي ، وسبتاح كانا مترابطين ، وكانا "يعتبران حكاماً غير شرعيين ، ولذا ربما كانا الأب وإبنه ."
ومع ذلك ، هناك تفسير آخر و هو اعتبار سبتاح حاكم غير شرعي من قبل أواخر ملوك الأسرة العشرين ، حيث طلب سبتاح مساعد المستشار المالي باي لتأمين الوصول لمنصب الملك لأنه كان مجرد ابن من زوجة ثانوية للملك مرنبتاح بدلاً من ابن من زوجة رئيسية كسيتى الثانى.
آثار الملك سبتاح
وجد تمثال بلا رأس لسبتاح (الآن في متحف ميونيخ) يظهره جالساً في حضن فرعون آخر ، ويفترض أنه والده ، و قال عالم المصريات البريطاني ايدين دودسون عنه :
"الملك الوحيد في هذه الفترة من نهاية الأسرة 20 الذي كان يمكنه أن يبارك هذا التدمير هو أمنمنسي ، وكذلك كان الملك الوحيد الذي كان يتطلب هذا التعزيز الصريح لشرعية ذريته".
ومن المرجح أن يكون تأكد من هدم هذا التمثال بعد سقوط باي أو وفاة سبتاح نفسه، عندما كانت فترة إعادة الإعتبار قصيرة الأمد لأمنمسي قد إنتهت ".
إذا كان سبتاح إبن سيتى الثانى ، فإنه من غير المحتمل انه كان يعتبر بمثابة الملك غير شرعي من ملوك أواخر الأسرة 20 بسبب صغر سنه وربما أيضاً بسبب إشكالية نسبه، فقد وضع تحت وصاية زوجة أبيه الملكة توسرت .
حقيقة مرض الملك سبتاح
لقد حكم سبتاح مصر لما يقرب من 6 سنوات كشاب صغير السن (طفل) ، فقد كان في العاشرة أو الحادية عشرة عندما تولى السلطة ، و عند إجراء فحص طبي للمومياء تم الكشف عن أن الملك كان في حوالي عمر الـ 16 عاماً عند وفاته ، وكان طويل القامة (1.6 متر) ، وكان له شعر بني محمر مجعد ، وعلى الأرجح كان يعاني من مرض شلل الأطفال ، في القدم اليسرى المشوهة بشدة و المشلولة.
قدم الملك سبتاح اليسرى ويظهر عليها أعراض مرض شلل الأطفال ، من دراسة إليوت سميث للمومياوات الملكية المصرية عام 1912
وقد تفاخر المستشار باي علناً بكونه صاحب الدور الأساسي في جلوس سبتاح على العرش في العديد من النقوش بما في ذلك لوحة في أسوان التي نقشت بواسطة سيتي نائب الملك في مملكة كوش وعلى جبل السلسلة .
وكذلك يقع نقش رئيسي في مدخل النصب المنحوت في الصخر الخاص بالملك " حور محب " - في جبل السلسلة يصور باي يقف في وقفة التعبد مباشرة وراء سبتاح الذي جعل قربانا لآمون ويقول النقش :
«ليتهما (يعني آمون رع و سبتاح) يمنحان اعترافاً بالعدل و يكافئان من يفعل العدل بالحياة السعيدة ، و القلب الرضي ، وبهجة اللب ، و امتلاك الصحة ، لروح رئيس المالية الأعظم للأرض كلها، و من يثبت الملك ( يقصد سبتاح ) على عرش والده ، و من يحبه سيده باي.
ومع كل ذلك ، سقط باي من النقوش التي في عهد سبتاح بعد العام الرابع من حكمه عندما اتهم في آخر نقش ظهر فيه بالتجاوز لصلاحياته ، و قد أعدم في العام الخامس من حكم سبتاح ، وبناء على أوامر من الملك نفسه.
ثم حدث أن إنتقل خبر إعدامه إلى العمال من دير المدينة في الأوستراكا [IFAO 1254 ] ، وقد تمت ترجمة هذه الشقفة ونشرت في عام 2000 من قبل عام المصريات بيير جرانديه في مجلة علم المصريات الفرنسية.
وقد لاحظ عالم المصريات كالإندار أن سبب رسالة الملك إلى العمال كان ليأمرهم بوقف كل عمل على تزيين قبر باي لأنه قد اعتبر الآن خائناً للدولة.
سبتاح نفسه يظهر لآخر مرة في سنة حكمه السادسة في نقوش تقع في معبد جنوب بوهين ، و من المرجح أنه قد توفي في منتصف الشهر الثاني من فصل أخت (الفيضان) - وبالتحديد - ربما في اليوم 12 من الشهر الثاني من فصل أخت من العام السادس لحكمه ، و بالأخذ في الاعتبار فترة التحنيط التقليدية التي تبلغ 70 يوما يكون الملك سبتاح دفن في اليوم 22 من الشهر الرابع من فصل الفيضان، و الدليل على دفنه في هذا التاريخ الأخير تم تسجيله في الشقفة رقم O. Cairo CG 25792 المتحف المصري ، هذه الشقفة من دير المدينة و يذكر فيها أن الوزير حوري زار العمال من دير المدينة لمرتين : أول مرة في اليوم 24 من الشهر الثاني من فصل أخت والثانية في اليوم 19 من الشهر الرابع من فصل أخت السطر الأخير على الشقفة يُقرأ على النحو التالي : " في اليوم 22 م الشهر الرابع من فصل أخت : تم الدفن ".
وبما أن هذا الحدث يمكن أن تشير فقط إلى دفن الملك ، فالسؤال هنا هو هوية هذا الملك.
وقد عين حوري وزيراً حول تاريخي اليوم السادس من الشهر الثاني من فصل شمو (الصيف) للسنة السادسة و الشهر الأول من فصل برت (الشتاء) من عهد سيتي الثاني ، وشغل هذا المنصب خلال عهدي سبتاح، توسرت و ستنخت واصلاً لعهد الملك رعمسيس الثالث الشقفة لا يمكن أن تشير إلى وفاة ستنخت لأن هذا الملك توفي يوم 25 من الشهر الأول من فصل شمو و هو التاريخ الذي بعده بيوم يبدأ عهد ابنه رمسيس الثالث.
أطاح ستنخت بتوسرت من السلطة - وبالتالي ، فإن الدفن لا يشير إليها أيضاً. و يجب أن يكون موت سيتي الثاني في أواخر الشهر الرابع من فصل آخت أو في وقت مبكر من الشهر الأول من فصل حيث النقوش أعلى المقبرة 14 في وادي الملوك (مقبرة الملكة توسرت) تسجل دفنه في اليوم 11 من الشهر الثالث من فصل برت - ولذلك - فإن تاريخ الدفن في شقفة القاهرة ( اليوم 22 من الشهر الرباع من فصل آخت ) في أرجح الآراء يسجل دفن الملك سبتاح نفسه ، و بالتالي فوفاة سبتاح حدثت في وقت حول اليوم 12 من الشهر الثاني من فصل آخت (الفيضان) ، سبتاح نفسه سوف يكون بالتالي قد حكم مصر لنحو 5 سنوات و 10 أشهر بعد سلفه (سيتى الثانى) و مات حوالي نهاية الشهر الرابع من فصل آخت و بداية الشهر الأول من فصل برت، مع أنه لم يتبرع على العرش رسمياً و بشكل قانوني بداية الشهر الثاني من فصل آخت بمساعدة المسؤول رفيع المستوى باي.
ما بعد وفاة الملك سبتاح
بعد وفاته ، تابعت توسرت سنوات حكمه و حكمت مصر كملكة لمدة عام أو اثنين على الأكثر، و قد دفن سبتاح في وادي الملوك، في المقبرة رقم 47، [24] ولكن لم يتم العثور على موميائه هناك، ففي عام 1898، تم اكتشاف موميائه مع 18 آخرين في مخبأ مومياءات داخل مقبرة أمنحتب الثاني رقم 35 في وادي الملوك. وتشير الدراسة إلى أن قبره الذي وضع به في الأساس له نفس التخطيط و التصميم المعماري الخاص بمقابر توسرت و باي.
إرسال تعليق