قائمة أسماء وتواريخ ملوك البطالمة
مقدمة
في نحو منتصف القرن الثالث قبل الميلاد ، بدأ التوغل اليوناني في بقاع متفرقة من الأرض ، وإمتدت الغزوات المكدونية بقيادة الإسكندر الأكبر إلى جميع أنحاء العالم من الشرق إلى الغرب ، فإستطاع الإسكندر الأكبر غزو مملكة بابل ، ثم مملكة فارس في شرق آسيا ، ثم بدأ تطلعاته تتجه نحو القارة الإفريقية ، فإستطاع أن يغزو أراضي متفرقة من ليبيا ، وبلاد الأمازيغ " المغرب الآن " ، ثم صار على طول البحر الأبيض المتوسط ليصل إلى مصر في عام 332 قبل الميلاد ، وتمكن من غزوها بدون حرب ، وقام ببناء مدينة الأسكندرية ، ثم قاد جيوشة المظفرة بعد ذلك إلى الأدغال الافريقية ، فغزاها وضم جميع أراضيها إلى مملكته " وهي الآن : الكونغو ، غينيا الأستوائية ، كينيا ، زيمبابوي ، غانا ، نيجيريا ".
ثم إتجه بعد ذلك نحو شمال شرق آسيا ، وتحديداً صوب شبه القارة الهندية ، فنجح في ضمها إلى إمبراطوريته ، ثم إتجه صوب مملكة فارس ، فأخضع كرسيها لمملكته ، وأجبر ملكها الملك داريوش الثالث على الإنسحاب من أمامه في ميدان المعركة .
وبعد وفاة الأسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد ، إقتسم قادة جيوشة إمبراطورية الأسكندرالمترامية الأطراف فيما بينهم ، فكانت مصر من نصيب القائد اليوناني المحنك " بطليموس سوتير " – أو " بطليموس المخلص ".
وتعرف الأسرة البلطمية إصطلاحاً في اللغة اليونانية القديمة بإسم Πτολεμαῖοι ، وهي أسرة ملكية من أصل مقدوني، حكمت مصر بعد الإسكندر الأكبر في الحقبة ما بين 323-30ق.م ، وعرفوا بهذا الاسم، لأن كل ملك منهم حمل إسم أو لقب بُطُلميوس وهو إسم مؤسس الأسرة ، ويعرف أفراد هذه الأسرة باللاغيديين نسبة إلى لاغوس والد مؤسس الأسرة.
ويبلغ عددهم خمسة عشر ملكاً وآخرهم الملكة كليوباترا السابعة.
فيديو ملخص فتوحات الإسكندر الأكبر على مر العصور
موجز لتاريخ البطالمة وتاريخ الحكم في مصر
لقد حكم البطالمة مصر وما تبعها من أقاليم بوصفها تابعة لهم ورثوها عن الإسكندر الأكبر ، فكان حكمهم أوتقراطياً، الملك فيه يملك ويحكم.
وقد سهلت لهم عراقة مصر ووحدة أرضها هذا الأمر ، ولم يضطروا كما فعل السلوقيون إلى إنشاء مدن جديدة وإكتفوا بإنشاء مدينة واحدة فقط (بطلماية).
وقد إرتبطت أقاليم مصر بالمركز وهو العاصمة الاسكندرية بحكم مركزي قوي تطلب الاعتماد على جيش ضخم من الموظفين والإداريين والماليين ، وكانت مصر تعتمد إقتصادياً على إنتاجها الضخم من الحبوب واحتكار ملوكها تجارة القمح وأوراق البردي مع العالم الهليني ، لأن معظم أرض مصر إلا ملكيات المدن والمعابد، كانت أرضاً ملكية يزرعها الفلاحون لحسابهم الخاص.
في خلال الفترة التي قسمت فيها إمبراطورية الإسكندر الأكبر، أصبح القائد المقدوني المدعو بطلميوس بن لاجوس يحكم ملكا على مصر، وكان المصريون يلقبونه بالفرعون البطلمي، ولم يتم ذلك الأمر إلا بعد أن توفي الحاكم الاسمي – الإسكندر إيجوس (309 ق.م) . ولقد حمل اسم بطلميوس هذا أربعة عشر ملكا من خلفائه على عرش الإسكندرية ، واستمر حكم هذه الأسرة البطلمية أو اللاجيدية أكثر من ثلاثة قرون (323 – 30 ق.م) ، وهي تنتمي إلى التاريخ السياسي والثقافي للعالم اليوناني الفتي، وللتاريخ الثقافي والسياسي للعالم المصري العتيق في ذات الوقت، ولذلك فهي تبدو في مظهرين الأول منهما سكندري والثاني فرعوني.
وكان البطالمة يتبعون عادة الزواج من أقارب العصب من جهة الأب ، ويتصفون بصفات تميز علاقاتهم العائلية المختلفة المفترض فيها أنها ودودة وحانية ، أو يخلعون على أنفسهم بعض الحسنات والمميزات التي كان تضفيها الأخلاق الإغريقية في ذلك الحين على الحاكم المثالي: مثل فيلادلف، وفيلوباتور، وفيلوميتور، وسوتر (المنقذ) ، وإفرجيت (المحسن)، وإبيفان (المنزل)، وإيوخاريستوس (المنعم عليه بالعفو الإلهي). وعندما ترجمت هذه الألقاب إلى اللغة المصرية فسرعان ما أخذت مكانها في مجال الألقاب الهيروغليفية ضمن غيرها من الألقاب المصرية العديدة فعلا، والتي كانت ترتبط بآلهة البلاد: رع ، وآمون، وبتاح، وإيزيس والعجل أبيس. ولعبت الملكات الأخوات دورا سياسيا هاما فيما بعد ، بداية من أرسنوي فيلادلف قرينة بطليموس الثاني المقدسة، إلى العجيبة كليوباترا السابعة.
فبالرغم من أن هيكاتيه الأبديري قد تناول بشكل فلسفي المزايا النموذجية المثالية للملكية القديمة لكي يعلم بها الملك بطليموس الأول، وبالرغم من أن الكاهن السمنودي مانيتون قام خلال حكم بطليموس الثاني بكتابة عدة أعمال باللغة اليونانية تتعلق بالماضي وبمعتقدات وطنه، فإن ما أوصله التاريخ لنا عن الصراعات الداخلية التي كانت تتزايد في حدتها وشراستها، والتي عملت بعد ذلك على تمزيق أوصال الأسرة ، وإثارة الأوضاع في الإسكندرية، لا تتعلق إطلاقا بالمصالح الفرعونية، ولم يحدث أن تورط الكهنة المصريون فيما ذكر ىنفا إلا نادرا.
ففي الإسكندرية حيث كان البلاط الملكي وفرق الجند، وعامة الشعب يمارسون السياسة، فالتشريع، والعادات، والملابس، والعمارة والفنون التشكيلية، واللغة والعلوم والثقافة كان لابد أن تكون رغم ذلك إغريقية (ماعدا الحي المختلط المسمى بالسيرابيوم.
أما السياسية الخارجية فقد كانت تسير وفقا لمقاييس العالم الإغريقي. ووفقا لما تضمنته الأوضاع السياسية الجغرافية، قام اللاجيديون (أي نسبة إلى لاجوس) الثلاثة الأوائل يغزو فلسطين وسوريا الجنوبية، على غرار بعض الرعامسة.
ولقد ساعدهم اتساع آفاقهم الإغريقية والبحرية على التمكن من السيطرة على بحر إيجة، وقورنية، وصقلية وكاري وقبرص. وكانت القوة العسكرية تعتمد أساسا على المستوطنين الإغريق، وغيرهم ممن تمركزوا بأعداد ضخمة بصفتهم مستفيدين من الإقطاعات التي آلت إليهم وراثيا.
ولقد قام بطليموس الرابع بعد ذلك بإعادة تسليح الجيش المصري الذي لعب دورا حاسما خلال النصر الدفاعي الذي أحرزه على العدو السوري أنتيوخوس الثالث عام (217 ق.م) في رافيا. ولا شك أن هذه الصحوة التي اجتاحت نطاق الإدارة الإستعمارية قد إنقلبت ضد نظم الحكم حيث انفجرت العديد من الثورات الوطنية في ذلك الحين، وأثناء حكم الملك بطليموس الخامس قام الفراعنة الوطنيون مثل حورون نفر وعنخو ان نفر بتحرير منطقة طيبة ذاتها.
ولا شك أن مظاهر المقاومة في أعماق مصر، باِلإضافة إلى مظاهر ضعف الحكم السكندري، قد عملت على زيادة استقلالية رجال الدين خلال القرنين الثاني والأول قبل الميلاد، تلك القوى الاقتصادية التي وضعت في مكانها المناسب، لكي تحيط بالجموع الشعبية إحاطة نفسية. فالكهنة الوارثون الذين يسيطرون على المكاسب المقدسة ويقومون كذلك بالحفاظ على كتابات وفنون الأجداد، قد عملوا فعلا على إدماج الملوك والملكات الإغريق المقدونيين في نظام شعائرهم. ومن أوضح معالم تلك الفترة : قيام المجالس الكهنوتية بتحرير المراسيم الفخرية للإشادة بالإنتصارات والإنجازات الحسنة التي تمت على أيدي البطالمة ، بالإضافة إلى النصوص المدونة بالخطوط الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية. ولقد واتت الفرصة بعض ملوك البطالمة خلال جولاتهم في الدلتا وفي مصر العليا على أن يظهروا بمظهر الفراعنة، ويقوموا بالحركات العريقة في القدم التي كان يؤديها الفرعون مثل تجليه متوجا في منف، زيارة العجول المقدسة وتأسيس المعابد وتكريسها للآلهة. كما كان كبار كهنة منف يترددون على البلاط السكندري الذي كان على إتصال بكاهن صغير من أدعياء الرؤية كان يعيش في منطقة سقارة.
وإلى جانب الإله سيرابيس الذي أدمج مع الإله أوزيريس – أبيس أصبحت إيزيس Isis إلهة يونانية، حرصت الملكات الهيلينيات على استعارة شارات هذه الإلهة.
وفي ظل حكم الأسرة البطلمية تم توسيع معابد العديد من المدن، أو تجديدها بالكامل على الطراز المصري الأصيل. وتعد كل من فيلة وأمبوس (كوم أمبو)، وإدفو، وإسنا، ودندرة، والميدامود من أكبر مناطق التعمير والبناء التي ظلت باقية حتى الآن والتي أنجزت باسم البطالمة. وكان يستعان بنظام معقد من الكتابة للوصول إلى أبعد مدى للتعبير في مجال العلامات المصورة، واتبعت الدقة المتناهية في أصول الدلالة المعمارية والقواعد الخاصة بالنقوش.
فالعلماء الكتبة لهذه الآثار أوضحوا لنا بالرسوم والنصوص ، أكثر من أي وقت مضى، الشعائر الضرورية لسلامة الكون والأساطير التي تحدد مظهره الخارجي. وكما جرت عليه العادة، بدت شخصية الملك في اللوحات والنصوص في شكل الوسيط الأوحد الذي يرعى الآلهة ويستقبلهم لصالح المملكة وشعبها. إنها إذن "المعابد البطلمية" المترامية الأطراف التي لم تمس أو تدمر، وأنها كذلك النصوص البطلمية الغزيرة التي نقلت إلينا أكثر المصادر شمولاً وكمالاً لكي نتمكن من رسم صورة واضحة للإديولوجية الفرعونية وفهم رموزها. ومع ذلك فإنه خلال حكم البطالمة ظهر مفهوم آخر للجمال والحكم والإنسان، وتفسيرات أخرى للكون إجتذبت إلهياً صفوة المجتمع.
قائمة أسماء وتواريخ ملوك البطالمة
إرسال تعليق