أحدث المواضيع
U3F1ZWV6ZTQ4NjU0ODU1Mjc4NzIwX0ZyZWUzMDY5NTY4OTkzNzEzNA==
أحدث المواضيع
أحدث المواضيع

سميت خطأ الحملة الصليبية | حملات صليبية | الحملات الصليبية عبر العصور | الفرنجة والمسلمين والصراع على القدس



https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_561.html
تاريخ الحملات الصليبية

مقدمة
بعد إنتصار السلاجقة على البيزنطيين - إستنجد البيزنطيون بمسحيي بلاد الغال ( فرنسا ) على أساس أنهما من نفس الديانة ( المسيحية ) ، وكانت الدوافع الإقتصادية ، والإجتماعية ، تُشكل معاً ، مجموعة عوامل أساسية ، للدفاع عن الروم البيزنطيين .

ولقد كانت دعوة البابا للحروب الصليبية التي بدأها البابا أوربان الثاني في نوفمبر 1095م بعقده مجمعا لرجال الدين في مدينة كليرمونت فران الفرنسية، وكان الكثير من الحملات قد بررت بتطبيق "إرادة الرب" عن طريق الحج إلى الأرض المقدسة للتكفير عن الخطايا ، وكانت الدعوات تروي عن إضطهاد الحكم الإسلامي للمسيحيين في الأرض المقدسة وتدعو إلى تحريرهم ، خصوصاً بعد تدمير كنيسة القيامة في ١٨ أكتوبر عام 1009م بأمر الحاكم بأمر الله الفاطمي ، وتراجعت هذه الدوافع الدينية مع مرور الوقت لتصل إلى حد تدمير مدينة القسطنطينية المسيحية الشرقية في الحملة الصليبية الأولى والرابعة على أيدي الصليبيين أنفسهم .


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_676.html
   الحملة الصليبية الأولى

ولقد كان قانون الارث المطبق في أوروبا ينص على أن يرث الابن الأكبر عقارات والده وعبيده بعد موته ، وتوزع المنقولات بين أبنائه ، وبسبب هذا القانون نشأت طبقة من النبلاء أو الاسياد الذين لم يكونوا يملكون إقطاعيات ، فشاعت بينهم القاب مثل : "بلا أرض" ، و"المعدم" دلالة على عدم ملكيتهم لقطعة أرض ، ورأى الكثير من هؤلاء فرصتهم في الحملات الصليبية للحصول على أراض في الشرق ، ورأى آخرون فيها فرصة لتوسيع املاكهم بضم املاك جديدة كما كان الفقراء يجدون فيها فرصة لحياة جديدة أفضل ووسيلة تخرجهم من حياة العبودية التي كانوا يعيشونها في ظل نظام الأقطاع السائد في ذلك الوقت ، ولا ننسى أيضا رغبة المدن الساحلية الأوروبية تحقيق مكاسب تجارية نظيرا لنقل المُحاربين على سفنها ، ورغبة بعض فرسان أوروبا في التخلص من النظام الاقطاعي الفاسد عن طريق العيش في الشرق ، وهذا ما يعيد نفسه اليوم .

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_676.html

ولقد كانت العلاقات الخارجية لأوروبا مع المد الإسلامي لا تبعث على الطمأنينة - فالمسلمون الذين كانوا قد قاتلوا البيزنطيين منذ القرن السابع الميلادي الميلادي قد وصلوا إلى جبال البيرينية في شمال إسبانيا وجنوب فرنسا بعد أن سيطروا على شمال أفريقيا ، فكانت المناطق الأوروبية المتاخمة لحدود دولة الأندلس الإسلامية بشبه جزيرة إيبيريا وجزيرة صقلية تشعر بتهديد السيطرة الإسلامية عليها مما ساهم في تجنيد الأوروبيين بدافع الحماية والدفاع عن مناطقهم .
   وقد رأت البابوية في السيطرة على الأرض المقدسة دعماً كبيراً لنفوذها ، كما رأت أيضاً في السيطرة على الكنيسة الشرقية بالقسطنطينية ، وسيلة لإعادة توحيد الكنيسة تحت ظلال البابوية ولعبت العوامل الاقتصادية والتنافسية دورا بدا واضحا في  الحملة الصليبية الرابعة مما أدي إلى التضاؤل المستمر في دفاع الصليبيين عن الإمبراطورية البيزنطية .
ولقد بدأت الحملات الصليبية أول طلعاتها ، بحملة كانت تسمى ( حملة الفقراء ) ، وهى كانت حملة قام بها الفقراء ، والاقنان ، وجمهور قليل من الفرسان ، حيث كان الوعد الكنسي بالخلاص والفوز بالغنائم سببا مُقنعاً لمُغادرة حياتهم البائسة ، والتوجه إلى تحرير القدس ، وهذه الحملة قادها بطرس الناسك حتى وصولها إلى القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية  وكانت الجموع تندفع دون توقف ودون إنتظار أوامر القيادة ، وقد خلفت هذه الحملة وراءها خرابا ، ونهبا في المجر ، والصرب ، واليونان ، وآسيا الصغرى ، حتى سحقتهم قوات السلاجقة الأتراك في 21 أكتوبر عام 1096 م ، وكان عدد الصليبيين 25 ألف رجلاً .

 بداية الحملات الصليبية

+ الحملة الصليبية الأولى + )
( القرن الحادي عشر الميلادي )
https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_676.html


 لقد بدأت الحملة الصليبية الأولى في التحرك ، إعتبارًا من شهر أغسطس من عام 1096م ، إنطلاقاً من اللورين ، بقيادة جودفري دي بوبون الرابع ، وقد إنضم إليها اتباعه ( أخوه الأكبر الكونت يوستاس من بولون ، واخوه الأصغر بلدوين من بولون أيضاً ) ، كما إنضم له بودوان بورغ إبن عم جودفري ، والكونت بودوان من إينو ، والكونت رينو من تول ) ، على إثر الدعوة التي انطلقت لها حملة الفقراء مشت هذه الفصائل على طريق الراين - الدانوب التي سارت عليها قبلهم فصائل الفلاحين الفقراء حتي وصلت القسطنطينية في نهاية عام 1096م.
وقد أسفرت الحملة الأولى عن إحتلال القدس عام 1099م - وقيام مملكة القدس اللاتينية بالإضافة إلى عدّة مناطق حكم صليبية أخرى ، كالرها ( أديسا ) وإمارة انطاكية وطرابلس بالشام .



https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_676.html
الحملة الصليبية الأولى

وقد لعبت الخلافات بين حكام المسلمين المحليين دوراً كبيراً في الهزيمة التي تعرضوا لها  كالخلافات بين الفاطميين بالقاهرة ، والسلاجقة الأتراك بنيقية بالأناضول وقتها وباءت المحاولات لطرد الصليبيين بالفشل كمحاولة الوزير الأفضل الفاطمي الذي وصل عسقلان ولكنه تراجع بعدها امام الجحافل الصليبية ، التي إستكملت السيطرة على بعض البلاد الشامية والفلسطينية بعدها .

مقدمة
تُعرف الحملة الصليبيىة الثالثة أيضا باسم حملة الملوك ، هي محاولة من قبل القادة الأوروبيين لاستعادة الأراضي المقدسة من صلاح الدين الأيوبي. 
ولقد كانت الحملة ناجحة إلى حد كبير، واحتلت فيها مدنا هامة مثل عكا ويافا، مسببة في ضياع مكاسب فتوحات صلاح الدين الأيوبي، لكن فشلت القوات الصليبية في إحتلال بيت المقدس، المسبب الرئيسي للحملات الصليبية.



دوافع القيام بالحملة الصليبية الثالثة
بعد فشل  الحملة الصليبية الثانية، سيطر  نور الدين زنكي على دمشق ، وإستطاع توحيد سوريا ، بهدف توسيع سلطته ، وإزدياد نفوذه ، وقد فرض نور الدين حكمه على الدولة الفاطمية في مصر. في 1163م ، بعث نور الدين القائد العسكري  أســـد الدين شيركوه ، على رأس جيش إلى النيل كان مرافقه شابا هو ابن أخيه ،  صلاح الدين. بعد أن أصبحت قوات شيركوه قريبة من القاهرة .
وقد طلب الوزير المصري شاور المساعدة منملك بيت المقدس أمالريك الأول. وفي رد على ذلك ، أرسل أمالريك جيشاً إلى مصر ـ من أجل مهاجمة قوات أسد الدين شيركوه المتمركزة في بلبيس في 1164م.
في محاولة لإبعاد الخطر الصليبي عن مصر ، هاجم نور الدين أنطاكية ، مما أدى إلى مجزرة ضد الجنود المسيحيين ، وأَسَرَ عدداً من الزعماء الصليبيين ، بما في ذلك بوهيموند الثالث ، أمير أنطاكية ، هذا - وقد سحب كل من أمالريك وشيركوه قواته خارج مصر فيما بعد.

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/1189-1192.html
نور الدين زنكي



بداية إنطلاق الحملة الصليبية الثالثة
بعد فشل  الحملة الصليبية الثانية، حكم الزنكيون سوريا ووحدوها، ثم دخلوا في صراع مع حكام مصر.
على الجانب الآخر " الفاطمي " - فقد توحدت القوات المصرية والسورية في نهاية المطاف تحت قيادة صلاح الدين الأيوبي ، الذي عمل على إسقاط الدول المسيحية وإستعادة القدس في 1187م.
وقد زادت الحماسة الدينية لدى الملك فيليب الثاني ( والمعروف بإسم فيليب أغسطس ) ملك فرنسا ، من حماسة الملك هنرى - ملك إنجلترا ، وأدى ذلك إلى القيام بمحاولة لإنهاء الصراعات القائمة بينهم لقيادة حملة صليبية جديدة.


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/1189-1192.html

فيليب الثاني " أغسطس "

وقد توفي هنري في 1189م ، ومع ذلك ، أصبحت القوات الإنجليزية تحت قيادة خليفته  الملك ريتشارد الأول  - ( المعروفة بإسم ريتشارد قلب الأسد) .
وقد إستجاب  الإمبراطور الروماني المقدس فريدريك بربروسا أيضاً للدعوة إلى الحملة ، فعبر جيش ألماني ضخم  الأناضول ، لكنه غرق في نهر في آسيا الصغرى في 10 يونيو 1190 قبل الوصول إلى الأراضي المقدسة ـ وقد سببت وفاته حزنا كبيرا لدى الصليبيين الألمان ، وعادت أغلب قواته إلى الإمبراطورية.
بعد إسترجاع الصليبيين لمدينة عكا من المسلمين ، غادر فيليب رفقة خليفة فريدريك  ليوبولد الخامس دوق النمساوي ، ( والمعروف بإسم ليوبولد الفاضل ) ، الأراضي المقدسة في أغسطس 1191م . في 2 سبتمبر 1192م ، وضع ريتشارد وصلاح الدين اللمسات الأخيرة على معاهدة تمنح المسلمين السيطرة على القدس مع السماح للحجاج العزل والتجار المسيحيين بزيارة المدينة ، ثم غادر ريتشارد الأراضي المقدسة في 2 أكتوبر.
وقد سمحت نجاحات الحملة الصليبية الثالثة للصليبيين بالحفاظ على نفوذ كبير في قبرص والساحل السوري - ومع ذلك - أدى عدم إستعادة القدس إلى أن شن الحملة الصليبية الثالثة .

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/1189-1192.html
ريتشارد قلب الأسد 


بوادر تقهقر الجيوش العربية
في 1167م ، أرسل نور الدين أسد الدين شيركوه مرة أخرى لهزم الفاطميين في مصر. قام شاور مرة أخرى بطلب المساعدة من أمالريك للدفاع عن بلاده.
هذا - وقد لاحقت القوات المصرية – المسيحية المشتركة شيركوه حتى تراجع إلى الإسكندرية ، خَرق أمالريك تحالفه مع شاور ، عندما تحولت قواته في مصر إلى محاصرة مدينة بلبيس. 


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/1189-1192.html
أسد الدين شيركوه

وبالرغم من أنه عدو سابق لشاور ، حاول نور الدين إنقاذه من أمالريك ، تراجع هذا الأخير عن حصار القاهرة لعدم تفوق جنوده على القوات المشتركة لنور الدين وشاور. أعطى هذا التحالف الجديد السلطة لنور الدين لحكم كل سوريا ومصر تقريبا.
أعدم شاور بسبب تحالفاته مع القوات المسيحية ، وخلفه أسد الدين شيركوه في منصب وزير مصر. في 1169م ، توفي هذا الأخير بشكل غير متوقع بعد أسابيع فقط من حصوله على منصب الوزير. خلف شيركوه ابن أخيه ، صلاح الدين يوسف، المعروف بإسم صلاح الدين الأيوبي
هذا - وقد توفي نور الدين زنكي في 1174م ، وترك إمبراطورا جديدا عمره 11 عاماً هو ، الصالح إسماعيل. 
ثم تقرر بعد ذلك ، أن الرجل الوحيد الذي سيقود الجهاد ضد الفرنجة هو صلاح الدين، الذي أصبح سلطاناً على مصر وسوريا ، وأسس الدولة الأيوبية.


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/1189-1192.html
صلاح الدين الأيوبي

وقائع معركة مونتجيسارد
توفي أمالريك أيضا في 1174م ، وخلفه في عرش بيت المقدس إبنه البالغ من العمر 13 عاما ، بلدوين الرابع ، وعلى الرغم من معاناة بلدوين من الجذام ، لكنه كان قائد عسكرياً كبيراً ، وهزم صلاح الدين في معركة مونتجيسارد في 1177م ، بدعم من أرناط، الذي كان قد هرب من السجن في عام 1176م - زور أرناط في وقت لاحق اتفاقا مع صلاح الدين للسماح بالتجارة الحرة بين المناطق المسلمة والمسيحية ، وقد هاجم أرناط أيضا القوافل التجارية في جميع أنحاء المنطقة ، ووسع القرصنة في البحر الأحمر عن طريق إرسال فرق للإغارة على السفن ، والاعتداء على مكة المكرمة نفسها ، وقد أغضبت هذه الأفعال العالم الإسلامي ، مما أعطى لأرناط سمعة سيئة في منطقة الشام.
وقد توفي بلدوين الرابع في عام 1185م ، وترك عرش المملكة لإبن أخته بلدوين الخامس ، الذي كان قد توج كملك ليرافق خاله في 1183م. 
ثم عاد ريموند الثالث الطرابلسي مرة أخرى إلى الصراع حول عرش بيت المقدس.في السنة التالية، توفي بلدوين الخامس قبل عيد ميلاده التاسع، وتوجت أمه الأميرة سيبيلا، شقيقة بلدوين الخامس، نفسها ملكة وزوجها، غي اللوزينياني ، ملكا.ً هاجم أرناط مرة أخرى قوافل التجار الأغنياء وحبس المسافرين في السجون. 
وقد طالب صلاح الدين بالإفراج عن السجناء والبضائع المسروقة. 
أمر الملك غي الذي تُوج حديثاً أرناط بالإستجابة لمطالب صلاح الدين ، ولكنه رفض أن يتبع أوامر الملك.
وقد أعطى رفض أرناط إيقاف أعماله الفرصة لصلاح الدين بالهجوم على مملكة بيت المقدس ، وفي عام 1187م ، حاصر مدينة طبريا ، فنصح ريموند الصليبيين بالصبر ، ولكن الملك - بناء على مشورة أرناط - سار بجيشه إلى حطين خارج طبريا. 
وقد دمر الجيش الفرنجي ، بسبب العطش وضعف الروح المعنوية ، في المعركة التي حصلت بهذه المنطقة ، ولم تعد المدينة مرة أخرى إلى السيطرة المسيحية حتى 1229م .

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/1189-1192.html
حصار الجيوش الصليبية لعكا

نقل الملك غي وأرناط إلى خيمة صلاح الدين ، حيث أعطاهم هذا الأخير الماء بسبب عطشهم الكبير. شرب غي من كأس به ماء ومن ثم مرره إلى أرناط
بعد أن أخد أرناط الكأس من الملك غي بدلا من صلاح الدين ، يعني أن هذا الأخير لن يضطر إلى تقديم الحماية إلى شخص غدره (كان يقول في نفسه أنه إذا أخد الماء شخصيا منه، سوف تكون حياته آمنة). عندما قبل أرناط الشرب من أيدي الملك غي، قال مترجم لصلاح الدين، "يقول الملك: أنه هو الذي أحضره ليشرب".[5] بعد ذلك، قطع صلاح الدين رأس أرناط لخيانته له. أكرم صلاح الدين الملك غي حسب التقاليد المتعارف عليها وتم إرساله إلى دمشق في نهاية المطاف، وهو واحد من عدد قليل من الأسرى الصليبيين الذين لم يعدموا.
وبحلول نهاية هذا العام، سيطر صلاح الدين على عكا والقدس ، ويقال عن البابا أوربان الثالث أنه انهار ومات عند سماع هذه الأخبار ، ولكن في وقت وفاته، لم يكن قد وصل إليه خبر سقوط القدس، على الرغم من أن علم بهزيمة الصليبيين معركة حطين وسقوط عكا.
أعلن البابا الجديد، غريغوري الثامن، أن استرجاع المسلمين للقدس كان عقابا من الله للمسيحيين بسبب خطاياهم في جميع أنحاء أوروبا. ثم صرخ داعيا إلى حملة صليبية جديدة لاسترجاع الأراضي المقدسة. أنهى كل من هنري الثاني ملك إنجلترا وفيليب الثاني ملك فرنسا حربه مع الآخر، وفرض كل واحد منهما "عشور صلاح الدين" على مواطنيه لتمويل الحملة. في بريطانيا، قام بلدوين إكستر، كبير أساقفة كانتربري، بجولة في ويلز، وأقنع 3.000 رجل بالانضمام إليه وأعطاهم الأسلحة والصليب، ثم انضموا إلى رحلة جيرالد الويلزي.
وقد إستجاب الإمبراطور الروماني المقدس فريدريك الأول بربروسا للدعوة إلى الحملة على الفور. أخد فريدريك الصليب في كاتدرائية ماينز في 27 مارس 1188، وكون جيشا ليذهب به إلى الأراضي المقدسة في مايو 1189 يضم حوالي 100.000 رجل، بما في ذلك 20.000 فارس.[2] ذهب جيش يتكون من 2.000 رجل بقيادة الأمير غيزا المجري، الأخ الأصغر للملك بيلا الثالث المجري، مع بارباروسا إلى الأراضي المقدسة.

قدم الإمبراطور البيزنطي إسحاق الثاني أنجلوس مبادرة تحالف سري مع صلاح الدين لعرقلة تقدم فريدريك الذي أحرزه في مقابل سلامة إمبراطوريته. وفي الوقت نفسه، وعدت سلطنة الروم فريدريك بالعبور من خلال الأناضول، ولكن فقد صبره بعد ذلك وفي 18 مايو 1190، حاصر الجيش الألماني قونية، عاصمة السلطنة. عندما كان يعبر نهر السالف في 10 يونيو 1190م ، ألقى حصان فريدريك هذا الأخير ، فوق الصخور، ثم غرق في النهر - بعد هذا - عاد أغلب جنوده إلى ألمانيا تحسباً للإنتخابات الإمبراطورية القادمة. قاد نجل الإمبراطور فريدريك الشوابي ، 5.000 رجل ظلوا هناك إلى أنطاكية. أزيل لحم الإمبراطور وبقيت عظامه، وتم وضعها في كنيسة سانت بيتر؛ حيث تم وضعها في حقيبة من أجل استمرار الحملة الصليبية. ومع ذلك، في أنطاكية ، كان الجيش الألماني مريضا بالحمى. 
وقد طلب الشاب فريدريك المساعدة من صهر كونراد المونفيراتي لقيادة جنوده إلى عكا ، عبر طريق صور، حيث دفنت عظام والده.
توفي هنري الثاني ملك إنجلترا في 6 يوليو 1189 بعد هجوم مفاجئ عليه من قبل إبنه ريتشارد قلب الأسد والملك فيليب الثاني ، فصعد ريتشارد إلى عرش البلاد بعد حفل تتويج ، وبدأ فورا بمحاولة جلب الأموال من أجل الحملة الصليبية ، في هذه الأثناء، غادر بعض رعاياه البلاد عن طريق البحر ، غزا بعض هؤلاء الرعايا جنبا إلى جنب مع أشخاص من الإمبراطورية الرومانية المقدسة وفرنسا مدينة أندلسية في إيبيريا خلال صيف عام 1189م ، قبل مواصلة التقدم الأراضي المقدسة. في أبريل 1190، رحل الملك ريتشارد في أسطول من دارتموث تحت قيادة ريتشارد الكامفيلي وروبرت السابلي في طريقهم للقاء الملك فيليب في مارسيليا. ساعدت أجزاء من هذا الأسطول سانشو الأول ملك البرتغال على هزيمةالدولة الموحدية في شنترين وتوريس نوفاس، في حين نهبت مجموعة أخرى لشبونة المسيحية، إلا أنه تم توجيهها من قبل العاهل البرتغالي ، إجتمع ريتشارد وفيليب الثاني في فرنسا في فيزيلاي ثم ذهبا معا في 4 يوليو 1190م إلى ليون ، حيث إفترقا ثم اتفقا على أن يلتقيا معا مرة أخرى في صقلية ؛ أرسل ريتشارد مع حاشيته ، 800 رجل، ذهبوا إلى مارسيليا وذهب فيليب في المقابل إلى جنوة ، وصل ريتشارد إلى مارسيليا ووجد أن أسطوله لم يصل بعد؛ لكنه سرعان ما تعب من انتظاره وتركيب السفن، ثم ترك صقلية في 7 أغسطس، حيث زار العديد من الأماكن في إيطاليا في طريقه ووصل إلى ميسينا في 23 سبتمبر. 
وفي الوقت نفسه ، وصل الأسطول الإنجليزي في نهاية المطاف إلى مارسيليا في 22 أغسطس، ووجد أن ريتشارد قد ذهب، ثم أبحر مباشرة إلى ميسينا، ووصل قبله إليها في 14 سبتمبر ، إستأجر فيليب أسطول جنوة لنقل جيشه، الذي تألف من 650 فارس، 1.300 حصان، و 1.300 إقطاعي إلى الأراضي المقدسة عن طريق صقلية.
وصول فيليب الثاني إلى فلسطين.
توفي ويليام الثاني ملك صقلية قبل الحملة بسنة، وخلفه تانكريد، الذين سجن جوان، زوجة وليام وشقيقة الملك ريتشارد. احتل هذا الأخير مدينة ميسينا في 4 أكتوبر 1190 م ، وتم الإفراج عن جوان.
وقجد إختلف فيليب وريتشارد على مسألة زواج هذا الأخير ، حيث قرر الزواج من بيرنغاريا النافارية، وبذلك يكون قد أنهى خطوبته من أليس ، شقيقة فيليب والتي استمرت طويلا. ترك فيليب صقلية مباشرة متوجها إلى الشرق الأوسط في 30 مارس 1191 م ، ووصل إلى صور في منتصف مايو؛ انضم إلى حصار عكا في 20 مايو. لم يترك ريتشارد صقلية حتى 10 أبريل.
بعد وقت قصير من الانطلاق من صقلية، قام الملك ريتشارد بتسليح 180 سفينة و 39 قادس لكنهم تضرروا بسبب عاصفة عنيفة ، تحطمت العديد من السفن وضاعت كميات كبيرة من الأموال التي جمعت للحملة الصليبية. اكتشف ريتشارد بعد ذلك أن إسحاق دوقاس كومنينوس القبرصي استولى على هذه الأموال. دخل ريتشارد ليماسول في 6 مايو والتقى بإسحاق، الذي وافق على إعادة أموال ريتشارد وإرسال 500 من جنوده إلى الأراضي المقدسة. أنشأ ريتشارد معسكرا في ليماسول، وزار غي اللوزينياني، ملك بيت المقدس ، وتزوج بيرنغاريا التي توجت ملكة. عندما زار قلعة فاماغوستا ، أمر إسحاق ريتشارد بترك الجزيرة ، ألح إسحاق كثيرا على ريتشارد بترك الجزيرة في غضون أيام ، وغادرها أخيراً في 5 يونيو 1191م .


وقائع الحملة الصليبية الثالثة
أخرج صلاح الدين الملك غي اللوزينياني من السجن في 1189م - حاول غي قيادة القوات المسيحية في صور، ولكن زادت قوة كونراد المونفيراتي بعد دفاعه عن المدينة وصده هجمات المسلمين ، حول غي إنتباهه إلى ميناء عكا الثري. جمع دي لوزينيان جيشاً لمحاصرة المدينة وحصل على المعونة من الجيش الفرنسي بعد وصول فيليب
لم تكن الجيوش الصليبية المشتركة كافية لمواجهة صلاح الدين، ومع ذلك، ظلت هذه القوات تحاصر المدينة. 
وفي صيف 1190 م ، تفشى مرض غير معروف بمخيم، كان فيه الملكة سيبيلا وبناتها ، وقد ماتوا بسببه. سعى غي، على الرغم من أنه أصبح ملكاً عن طريق الزواج فقط، إلى الاحتفاظ بالعرش، رغم أن الوريث الشرعي كان هو إيزابيلا أخت سيبيلا. بعد تعجيل ترتيبات الطلاق من همفري الرابع التوروني ، تزوجت إيزابيلا من كونراد المونفيراتي الذي أصبح ملكا بعد تزوجه منها.
خلال فصل الشتاء في 1190–91، تفشى مرض الحمى كثيرا، والذي مات بسببه فريدريك الشوابي، البطريرك هرقل المقدسي، وتيوبالد الخامس البلوي. عندما عندما حل فصل الربيع في 1191، وصل ليوبولد الخامس دوق النمسا بما تبقى من القوات الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وصل فيليب الثاني أغسطس مع قواته من صقلية في مايو. وصل جيش صليبي آخر تحت قيادة ليو الأول الأرمني أيضا.[13]
وصل ريتشارد إلى عكا في 8 يونيو 1191 وبدأ فورا في قيادة قواته في حصار المدينة، التي استرجعها في 12 يوليو. تشاجر ريتشارد، فيليب، وليوبولد حول كيفية توزيع غنائم الحصار والنصر. لم يطبق ريتشارد القواعد الألمانية في هذا الأمر، وتجاهل مطالب ليوبولد بتطبيقها. أثناء الصراع حول عرش بيت المقدس، دعم ريتشارد غي اللوزينياني، في حين دعم فيليب وليوبولد كونراد المونفيراتي، الذي كان على علاقة بهما على حد سواء. وتقرر أن غي اللوزينياني سيواصل حكمه للمملكة وسيخلفه كونراد المونفيراتي عند وفاته. أصبح فيليب في ذلك الوقت في حالة صحية سيئة وقد أصابه الإحباط، مما أدى إلى سحب كل من فيليب وليوبولد لجيوشهما من الأراضي المقدسة في أغسطس، وغادروها في نفس الشهر. ترك فيليب 10.000 جندي صليبي فرنسي هناك و 5.000 قطعة فضية لتدفع لهم.
فيليب الثاني أغسطس في عكا بعد سقوطها.
مذبحة عكا على يد ريتشارد قلب الأسد.
في 18 يونيو، بعد فترة وجيزة من وصول ريتشارد إلى يافا، بعث هذا الأخير رسولا إلى صلاح الدين يحمل رسالة يطلب منه فيها أن يجتمعا وجها لوجه. رفض صلاح الدين، قائلا أنهما لن يجتمعا من بعضه البعض إلا بعد أن يوافق ريتشارد على معاهدة سلام، "كبادرة حسن نية لإنهاء هذه الحملة الصليبية". لم يلتق الملكان قط، على الرغم من أنهما تبادلا الهدايا وقام ريتشارد بعدد من الاجتماعات مع العادل، شقيق صلاح الدين. حاول صلاح الدين التفاوض مع ريتشارد للإفراج عن حامية الجند المسلمة الأسيرة، والتي تضم النساء والأطفال. ومع ذلك، في 20 أغسطس، فكر ريتشارد بأن صلاح الدين قد تأخر كثيرا، فقام بقطع رأس 2.700 سجين مسلم، وقد حاول الجيش الأيوبي إنقاذهم دون جدوى.
وقد رد صلاح الدين بقتل كل السجناء المسيحيين الذين كان قد أسرهم.
بعد إحتلال عكا ، قرر ريتشارد الذهاب إلى مدينة يافا. كانت السيطرة على يافا ضرورية قبل محاولة الهجوم على بيت المقدس. ومع ذلك، في 7 سبتمبر 1191، هاجم صلاح الدين جيش ريتشارد في أرسوف، 30 ميل (50 كم) شمال يافا. حاول صلاح الدين مضايقة جيش ريتشارد وكسر شوكته. حافظ جيش ريتشارد على موقفه الدفاعي، ومع ذلك، قطع الفرسان خطوط إمداد الجناح الأيمن لقوات صلاح الدين. أمر ريتشارد بشن هجوم مرتد عام، مكنه من الفوز بالمعركة. كانت أرسوف نصرا هاما. لم يتم تدمير الجيش الإسلامي، على الرغم من الخسائر الكبيرة، لكنه هزم في النهاية؛ كان يعتبر هذا عارا على المسلمين، ورافعا لمعنويات الصليبيين. أنقصت أرسوف سمعة صلاح الدين الأيوبي باعتباره قائدا لا يقهر وأثبتت شجاعة وحنكة ريتشارد العسكرية.
وكان هذا الأخير قادرا على تنفيذ استراتيجية دفاعية لإبقاء الأراضي التي استرجعها في يده ، وإحتلال يافا، هي الخطوة الأخيرة للتحرك نحو إسترجاع بيت المقدس. سبب إسترجاع الساحل من أيدي صلاح الدين خطرا كبيرا على القدس .
وبعد فوزه في أرسوف، احتل ريتشارد يافا وأسس معسكره الجديد هناك. قام هذا الأخير ببدء المفاوضات مع صلاح الدين الذي أرسل شقيقه، العادل (المعروف باسم "صفاء الدين" عند الفرنجة)، للقاء ريتشارد. فشلت المفاوضات، والتي اشتملت على محاولة أخت ريتشارد، جوان، وبسبب هذا، سار ريتشارد إلى عسقلان، التي كان قد هدمها صلاح الدين في الآونة الأخيرة.
في نوفمبر 1191، تقدم الجيش الصليبي نحو القدس. في 12 ديسمبر، اضطر صلاح الدين بسبب ضغط أمراءه إلى حل الجزء الاكبر من جيشه. نتيجة لهذا، أكمل جيش ريتشارد تقدمه، وقد احتفل هذا الأخير بالكريسماس في اللطرون ، وقد سار الجيش بعد ذلك إلى بيت النوبة، التي تبعد 12 كيلومتراً فقط من القدس ، و كانت معنويات المسلمين في القدس منخفضة جدا لأن وصول الصليبيين ربما قد يتسبب في سقوط المدينة بسرعة. أدى سوء الأحوال الجوية، الطقس البارد جدا وهطول الأمطار الغزيرة والعواصف، جنبا إلى جنب مع الخوف ما إذا كان الجيش الصليبي سيحاصر القدس إلى العدول عن فكرة تراجع الصليبيين إلى الساحل .
ثم دعا ريتشارد كونراد للإنضمام إليه في حملته ، لكنه رفض ، بسبب تحالف ريتشارد مع الملك غي ، تفاوض كونراد أيضاً مع صلاح الدين ليمنع أي محاولة لريتشارد لإنتزاع صور منه وإعطاءها لغي اللوزينياني - ومع ذلك - في أبريل . 
إضطر ريتشارد إلى قبول كونراد ملكاً للقدس بعد الإنتخابات التي عقدها نبلاء المملكة. 
لم يوافق غي على نتائج الانتخابات على الإطلاق ؛ باع ريتشارد قبرص لهذا الأخير كتعويض. قبل أن يتوج، كان كونراد قد طعن حتى الموت من قبل حشاشين إثنين في شوارع صور ، بعد ثمانية أيام، تزوج إبن أخ ريتشارد ، هنري الثاني الشامباني ، الملكة إيزابيلا التي كانت حامل بطفل كونراد ، كان يشتبه كثيراً أن قتلة الملك قد أخدوا التعليمات من ريتشارد.
خلال أشهر الشتاء، احتل ودمر جيش ريتشارد مدينة عسقلان ، والتي كان قد هدم صلاح الدين تحصيناتها في وقت سابق. شهد ربيع عام 1192م ، استمرار المفاوضات والمناوشات بين القوات المتعارضة. 
في 22 مايو ، إحتل مدينة داروم الاستراتيجية الهامة المحصنة الواقعة على حدود مصر، بعد خمسة أيام من القتال العنيف ، تقدم جيش صليبي آخر مسبقا نحو القدس، وفي يونيو، أصبح قريبا جدا من المدينة، لكنه تراجع مرة أخرى، وهذه المرة بسبب الصراع بين قادته. على وجه الخصوص، أراد ريتشارد وغالبية الجيش مهاجمة صلاح الدين في عقر داره عن طريق غزو مصر، لكي يتخلى عن بيت المقدس. كان قائد الوحدات الفرنسية هو دوق بورغونيا ، ومع ذلك، كان هذا الأخير مُصِرَاً على أن يقود الهجوم المباشر على القدس ، أضعف تقسيم الدوق للجيش الصليبي إلى قسمين من قوته ، ولم ينجح في تحقيق أهدافه بسبب هذا ، وقد أراد ريتشارد أن يصاحب جيشاً صغيراً معه للهجوم على القدس ، لكن رفضت قيادة الجيش الصليبي ، إضطر جيش المسيحيين إلى التراجع نحو الساحل بسبب عدم وجود قيادة موحدة له.
صورة تظهر إتفاق صلاح الدين وريتشارد على حماية الحجاج والقوافل والطرق لكي يتمكنوا من السفر بكل حرية.
في يوليو 1192م ، هاجم جيش صلاح الدين الذي يضم الآلاف من الرجال فجأة يافا واحتلها ، ولكن فقد صلاح الدين السيطرة عليهم بسبب غضبهم من مجزرة عكا. ويعتقد أن صلاح الدين أمر الصليبيين بأن يبقوا في قلعة المدينة حتى يقوم باستعادة السيطرة على جيشه مرة أخرى.

تمثال صلاح الدين الأيوبي - بغداد

كان ريتشارد يريد العودة إلى إنجلترا عندما سمع الأخبار بأن صلاح الدين وجيشه احتلا يافا. ذهب ريتشارد رفقة قوة صغيرة تضم 2.000 رجل إلى يافا عن طريق البحر في هجوم مفاجئ ، دخلت قوات ريتشارد يافا ، وتم طردالأيوبيين من المدينة بسبب الهجوم البحري الكبير الذي شنته السفن الإنجليزية عليهم. أطلق ريتشارد سراح الحامية الصليبية التي كانت في قلعة المدينة، وساعدت هذه القوات في تعزيز قوة جيشه ، كان جيش صلاح الدين متفوقا عدديا، ومع ذلك، لم يقم إلا بالدفاع فقط عن المناطق التي كانت لا تزال في حوزته، ولم يحاول منذ ذلك الحين التقدم أكثر. 
وقد أراد صلاح الدين القيام بهجوم مفاجئ سري في الفجر، ولكن تم كشفه؛ شرعت قواته بالهجوم إلا أن الجنود لم يأخدوا هذا الأخير على محمل الجد ، وعانوا من خسائر فادحة بسبب قذائف الجنود الصليبيين. 
وقد إنتهت معركة استعادة يافا بهزيمة صلاح الدين ، الذي اضطر إلى التراجع ، وقد عزرت هذه المعركة موقف الدول الصليبية الساحلية إلى حد كبير.
في 2 سبتمبر من عام 1192 م ، بعد هزيمته في يافا ، إضطر صلاح الدين  ـ إلى إبرام معاهدة مع ريتشارد ، تبقي بيت المقدس تحت سيطرة المُسلمين ، في حين تسمح للحجاج والتجار المسيحيين العزل بزيارة المدينة.
في حين أصبحت عسقلان قضية خلافية بين المسلمين والمسيحيين ، لأنها هددت الوحدة بين مصر وسوريا. في نهاية المطاف ، تم الاتفاق على هدم دفاعات عسقلان ، وأن تبقى تحت سيطرة صلاح الدين. غادر ريتشارد الأراضي المقدسة في 9 أكتوبر 1192م
وقد حدث في أعقاب ذلك في 1193م ، مات صلاح الدين بالحمى الصفراء ، وقد تنازع ورثته حول من الأحق بالخلافة ، متسببين في ضياع جزئي لفتوحات صلاح الدين.
قتل هنري الشامباني عندما أوقعه شخص غير معروف قصدا في 1197م ، تزوجت الملكة إيزابيلا للمرة الرابعة ، من أمالريك اللوزينياني ، شقيق غي اللوزينياني ، الذي أصبح ملكا لقبرص ، بعد وفاتهم في 1205م ،
هذا - وقد نجحت إبنته الكبرى المونفيراتية ماريا ، والتي ولدت بعد مقتل أبيها  في الصعود على عرش بيت المقدس.
أدى قرار ريتشارد بعدم الهجوم على القدس إلى الدعوة إلى الحملة الصليبية الرابعة، ست سنوات بعد إنتهاء الحملة الصليبية الثالثة في 1192م. 
ومع ذلك ، فقد أبقت إنتصارات ريتشارد سيادة الصليبيين على عكا. 
وقد لخص المؤرخ توماس مادن إنجازات الحملة الصليبية الثالثة ، لم يتوقع أي أحد النجاح الذي حققته الحملة الصليبية الثالثة ـ معظم إنتصارات صلاح الدين في أعقاب معركة حطين تم مسحها. 
وقد تعافت الممالك الصليبية من الإنقسامات ، وإستعادت المدن الساحلية ، وأبرمت معاهدة سلام مع أكبر عدو لها ، على الرغم من أنهم فشلوا في إستعادة القدس ، وضع النصارى بمساعدة ريتشارد أقدامهم في الشام مرة أخرى .


النهاية
لم يكن كلا الطرفين راضين تماماً عن نتائج الحملة ، على الرغم من أن انتصارات ريتشارد حرمت المسلمين من الأراضي الساحلية المهمة وأعادت إنشاء الدول الفرنجية في فلسطين ، إلا أن العديد من المسيحيين في الغرب اللاتيني شعروا بخيبة أمل لعدم إستعادة بيت المقدس - وبالمثل - شعر العديد من الناس في العالم الإسلامي بالقلق من فشل صلاح الدين في كبح جماح المسيحيين في سوريا وفلسطين.
إزدهرت التجارة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وفي المدن الواقعة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.
روى المؤرخ والباحث في سيرة صلاح الدين الأيوبي ، بهاء الدين بن شداد ، محنة هذا الأخير بسبب نجاحات الصليبيين : أخشى أن يحل السلام، وأنا لا أعرف ماذا سيحصل لي. أصبح عدوناً قوياً ، عندما إستعاد العديد من الأراضي ، وسوف يتقدم لإسترداد ما تبقى من أراضينا ، وسوف ترى كل واحد من الصليبيين يصعد إلى الأعلى ( يقصد القلاع ) ، ويقول : " أنا يجب أن يبقى وسيخرب العالم الإسلامي ، هذه كلماته وجاء ليقولهم لي. 
ثم حدث بعد ذلك ، أن إعتقل ريتشارد ، وسُجن في ديسمبر 1192م ـ من قبل ليوبولد الخامس دوق النمسا ، الذي اتهم ريتشارد بأنه قتل ابن عمه كونراد المونفيراتي.
ولقد إستاء ليوبولد أيضا من قيام ريتشارد بهدم دفاعات عكا. 
وقد نُقِلَ ريتشارد في وقت لاحق إلى سجن هنري السادس ، الإمبراطور الروماني المقدس ، الذي أعطيت له فدية مائة وخمسون ألف للإفراج عن ريتشارد ، وقد عاد ريتشارد إلى إنجلترا في 1194 م ، و مات في 1199م عن سن 41 سنة.

+ الحملة الصليبية الرابعة + )
1202 م - 1204م 


مقدمة
بعد إنتهاء  الحملة الصليبية الثالثة ، لم يتحمس الأوروبيون لحملة رابعة خاصة أنهم خسروا القدس للدولة الأيوبية التي فرضت نفوذها على مصر وسوريا ولم يتبقى للصليبين سوى بضع مدن متفرقة تابعة لمملكة القدس ومركزها عكا
وكان دعا إليها البابا إنوسنتيوس الثالث في عام 1202م بالرغم ان التحضيرات ، كانت قد بدأت عام 1199م .

إنطلاق الحملة الصليبية الرابعة
لقد كانت خطة الصليبيين الاولية تتلخص في دفع القوات الصليبية إلى مصر ودحر القوة الإسلامية في المنطقة ثم شن الحرب من هناك للسيطرة على القدس، وكان لجمهورية البندقية ، تأثيراً كبيراً على احداث هذه الحملة، فالبندقية كانت المنطلق البحري لتلك الحملة ، ولكن الحرب ضد مصر لم تطب للبندقية ، فقد كانت لها علاقات تجارية منظمة جيداً مع مصر. 
على إثر ذلك ، فقد أُبرم إتفاق بين البندقية والصليبيين لنقل الفرسان والجياد والمشاة وتأمين الاغذية مقابل 85 الف مارك ذهبي ، وكان الدفع على أربعة اقساط على أن يدفع القسط الأخير في موعد لا يعدو أبريل من عام 1202 م ، وتقدم البابا عندما صادق على المعاهدة بشرط مسبق مثير للجدل ، كثير الدلالة، مفاده ان الصليبيين الذاهبين على متن سفن البندقية لمحاربة "الكفار"، "لن يرفعوا السلاح ضد المسيحيين " .

خريطة تبين تقسيم الامبراطورية البيزنطية إلى الامبراطورية اللاتينية، امبراطورية نيقية بعد سنة 1204م

يؤكد بعض المؤرخين أن الدوق إنريكو داندولو، دوق البندقية العجوز، كان قد رسم المعاهدة بشكل يتحكم بالقوات الصليبيية، فقد كان يقدّر ان الصليبيين لن يستطيعوا جمع العدد الكافي من المقاتلين وبالتالي سيقعون في أزمة مالية يكونون فيها مثقلين بالديون للبندقية، وهذا ما حصل، وتحولت الحملة الموجهة إلى مصر إلى حملة معادية للامبراطورية البيزنطية المسيحية الشرقية. واصبحت الحملة عبارة عن تدمير لمنافسي البندقية في التجارة في المتوسط، فنحو صيف 1202م ، أخذت تتجمع شيئا ًفشيئاً في البندقية فصائل الصليبيين الفرنسيين والألمان والإيطاليين ، ولكن عددهم لم يكف لتسديد الديون المترتبة، مما جعلهم تحت رحمة البندقيين الذين كانو يمدوهم بالطعام والسفن ، ولكن في اغسطس 1202 م - وصل إلى البندقية القائد الاعلى للصليبيين بونيفاس دي مونفيرات ، وتواطأ بونيفاس مع دوق البندقية على تحويل الهجوم ، ففي 8 اكتوبر من عام 1902م ، أبحر أسطول الصليبيين من البندقية وإحتل زادار المجرية التي دافعت دفاعاً مستميتاً ، وأصبحت زادار تحت حكم البندقية.

دخول الجيوش الصليبية إلى القسطنطينية

هذا - ولقد أعرب الكرسي الرسولي عن غضب يليق بالحادثة ، ولكنه لم يتخذ اجراءات فعلية، فهدد بحرمان كنسي للفرسان ، ولكن الهجوم كان إلى حد ما في مصلحته، فكان وسيلة لتوحيد الكنيسة تحت رايته ، فكان تأكيده لتحريم الاستيلاء على أملاك الروم (بيزنطة) مشوبا بفجوات مثل : " إلا إذا شرعوا في إقامة دون تبصر العوائق أمام حملتكم " ، وفي 24 مايو  1203م ، غادر الاسطول كورفو التي كانت محطة له في الطريق إلى القسطنطينية.

إستيلاء الحملة الصليبية الرابعة على القسطنطينية
في عام 1204م

في القسطنطينية ، واجه الصليبيون خصم ضعيف ، فبيزنطة أرهقتها الحملات السابقة، والإتاوات والضرائب المتزايدة وتناقص واردات الدولة ، فوصلوا إلى شواطئها في 23 يونيو ، وبدأت العمليات العسكرية في 5 يوليو من عام 1203 م، ففر إمبراطور بيزنطة ألكسيوس الثالث ، وعملياً ، استسلمت القسطنطينية البالغ تعداد سكانها زهاء 100 ألف في 17 يوليو سنة 1203 م . 
وقد جرى تقسيم بيزنطة بين الصليبيين والبندقية ، ودمرت آثار ثقافة عريقة، واصبحت احداث 1202 - 1204م ، تظهر الصليبيين على انهم ليسوا حماة أتقياءللدين ولكن مغامرون جشعون ، وأصبحت الحملات بحاجة إلى تبريرات بعد ان كانت أمراً إلهياً بإسم الكنيسة الأرثوذكسية .

+ الحملة الصليبية الخامسة + )
1213 م - 1221م

مقدمة
لقد بدأت الحملة الصليبية الخامسة فعلياً في سنة 1213م ، وكانت محاولة من أوروبا الكاثوليكية لإعادة السيطرة على القدس وبقية الأراضي المقدسة عبر السيطرة على الدولة الايوبية القوية في مصر .

الإستعداد للحملة
وفي غضون سنة  1213م ، إستأنف البابا اينوسنت الثالث الدعوة إلى حملة صليبية إلى الشرق ، وأرسل وٌعٌاظ الحرب المقدّسة إلى أنحاء أوروبا  الكاثوليكية، ودامت حملة الوعظ زهاء سنتين ، وفي روما فينوفمبر 1215م ، إنعقد  مجمع لاتران الرابع، واتخذ سلسلة من القرارات المبدئية التي تتعلق بتنظيم الحملات الصليبية بشكل عام، وكان ذلك بداية تشكيل شكل من مؤسسة دائمة للحملات الصليبية ، ووضع هذه المشاريع على أساس أمتن ، وأمر الأسياد والمدن ، وفقاً لوضعهم الإقتصادي والمالي، بان يقدموا للحملة مجموعة حربية ذللت عدد معين من العناصر ،ويؤمّنوا لها الأموال لمدة ثلاث سنوات. وقرر المجمع اللاتيني ضريبة استثنائية إلزامية لتأمين حاجات الحملات وذلك على شكل جزء من عشرين من الدخل السنوي وكان على الباباوات والكرادلة أن يدفعوا ضريبة مزدوجة، اما الخارجين عن الطاعة فكانت الكنيسة تتخذ عقوبات كنسية قاسية ضدهم، وتم تنظيم حملات الوعظ ووضع الكتب التعليمية لاجل وعاظ الحملات الصليبية، وبذلك نظمت الحملات الصليبية تنظيما مؤسسياً.
ولقد تحددت سنة 1217م موعداً لبداية الحملة الخامسة ، وخطط لها أن تنظلق من ميناء برنديسي الإيطالي، وكان من الملوك الذين أخذوا النذر الصليبي فريدريك الثاني الألماني واندراش (اندره) الثانيالمجري وجون بلا أرض الإنجليزي، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، ومات البابا إينوسنت الثالث والملك الإنجليزي جون بلا أرض، على التوالي، الأول في 16 يوليو والثاني في 16 أكتوبرمن عام 1216. فانتقلت البابوية وقيادة تنظيم الحملة إلى البابا هونوريوس الثالث، الذي عين القاصد الرسولي في قوات الصليبيين الكاردينال بيلاجيوس من البانو. وكان الملك المجري أندروالثاني واسياد التحقوا به (معظمهم من جنوب ألمانيا) وصلوا ما بين يوليو وأغسطس من عام 1217 م - إلى سبليت ، ولكنهم اضطروا للإنتظار بسبب عدم كفاية السفن لنقل الفيالق.
وفي سبتمبر 1217 م - إجتمعت في عكا فصائل اندرياش الثاني المجري ، ليوبولد النمساوي، الدوق اوتو من ميرانو، وفصائل ملك قبرص غي دي لوزينيان ، وفصائل الأسياد في سوريا ولبنان وفلسطين، ملك القدس يوحنا دي بريين، وأمير انطاكية بوهيموند الرابع والاسبيتاليين والهيكليين والفرسان التوتونيين، وقدر بعض المعاصريين للأحداث (دون غياب المبالغة التي يراها البعض شديدة) أعداد المرابطين في عكا وجوارها بـ 20 الف فارس و200 ألف من المشاة ! ولكن لفترة لم يحقق الصليبييون أي جديد، فالجفاف في السنوات السابقة والمجاعة لعبت دورها كما لعبت الخلافات الداخلية بين القادمين من وراء البحر الأسياد المحليين التي كان منشأها عدم رغبة الآخرين بالإخلال بالسلام مع مصر ! وتأخرت إنجازات الحملة حتى وصول الفرسان من فريزيا (هولندا) والفرسان الألمان الذين تأخروا في الطريق لاشتباكهم في لشبونة في حرب ضد المسلمين ولم يصلو إلى عكا إلا في 26 ابريل 1218م ، حيث كان اندرياش الثاني قد انسحب بقواته منذ يناير من ذات العام إقتناعاً منه بعقم المشروع.


الهجوم على المنصورة
قرر الصليبييون الإستيلاء على دمياط، التي كانت بمثابة مفتاح مصر، ووصلت أولى فصائل الصليبيين إليها في 27 مايو 1218 واستمر حصارها زهاء سنة ونصف، في ربيع وصيف 1219 (منهم ليوبولد النمساوي) بسبب الأوبئة وفيضان النيل، ولكن البقية ظلت تحاصر دمياط بعناد، فعانت المدينة الجوع، مما دعى سلطان دمشق للتدخل وعرض السلطان الكامل الذي خلف والده المتوفي حديثا السلطان العادل في دمشق، عرض على الصليبيين رفع الحصار عن دمياط مقابل مملكة القدس في حدود سنة 1187 دون التخلي عن بعض القلاع وعقد صلحا لمدة 30 سنة لرفع المعاناه وإنقاذ أهل دمياط في مصر، ومال أغلبية البارونات قبول هذه الشروط، ولكن تدخل نائب البابا، القاصد الرسولي الذي اضطلع بدور القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي لا يناسب رجل دين البتّة، ورفض هذا الأخير العرض.
وقضت سياسته بأنه لا صلح مع "الكفار" وأن عليهم فتح دمياط وباقي مصر، وفي ليلة الرابع إلى الخامس من نوفمبر عام 1219 م ـ إحتل الصليبيون دمياط ونهبوها ، وانقرض سكان دمياط عمليا، ولكن فرح النصر كان قصير الأمد ، فقد قرر الصليبيون (وإن لم يكونوا مجمعين) على استكمال الهجوم على المنصورة ، فعرض السلطان الكامل سلطان دمشق على الصليبيين نفس العرض الأول ولكنهم رفضوا ثانية ، وفي أواسط يوليو 1221م - بدؤوا بالهجوم على المنصورة .
وفي ذلك الوقت بالذات بدأ فيضان النيل  فعمل السلطان الكامل بعد هذا الرفض إلى مواجهة الصليبيين ، فأرسل جيش المسلمين من دمشق ، وقام بقطع طريق التراجع على الصليبيين ، وحاصرت قوات المسلمين الصليبيين بأعداد كبيرة ، فعرفوا بأنهم في مأزق ، فأرسل الصليبييون إلى السلطان الكامل في دمشق طالبين الصلح معه، وقبل الكامل الصلح إدراكاً منه بخطر المغول وإنقاذ لمدن مصر من بطش الصليبيين، ووقع الصلح في 30 اغسطس 1221م - لمدة 8 سنوات ، وكان على الصليبيين مغادرة دمياط، ونفّذ الصليبييون ذلك في أوائل سبتمبر من نفس العام ومنيت الحملة الصليبية بالفشل.


+ الحملة الصليبية السادسة + )
1213 م - 1230 م


مقدمة
لقد بدأت الحملة الصليبية السادسة فعلياً  فيعام : 1228م - كمحاولة لإعادة السيطرة على القدس ،  وقد بدأت بعد سبع سنوات فقط من فشل الحملة الصليبية الخامسة ، بعد أن إستطاع ملك مصر - الكامل إيقاف الصليبيين ، وإفشال حملتهم في الشرق.


الإستعداد للقيام بالحملة
بعد مرور أقل من 10 سنوات من نهاية الحملة الصليبية الخامسة بدأت الحملة الصليبية السادسة التي ترأسها الإمبراطور فريدريك الثاني هوهنشتاوفن الألماني الذي نذر النذر الصليبي للحملة السابقة ولم يفِ به حينها ، وأراد الإمبراطور أن يحقق مقاصده دون أن يسحب سيفه من غمده ، فتزوج في صيف 1225م من ابنة ملك القدس يوحنا دي بريان يولاندي ، والمعروفة أيضا بإسم إيزابيلا ، وتزوج كذلك من ماريا من مونتفيرات، وأخذ يطالب بعرش مملكة زالت من الوجود، ودخل في مفاوضات مع السلطان الكامل ب دمشق، الأمر الذي أثار غضب روما، وقيّم البابا مسلك فريدريك الثاني بكل قساوة واتهمه بإهمال "قضية الرب" بل أنه هدده بالحرم من الكنيسة وفرض غرامة مقدارها 100 ألف أوقية من الذهب إذا لم تقم الحملة الصليبية في آخر المطاف، وقد أرجئ البدء بها إلى اغسطس 1227 ـ وبدأ فريدريك الثاني ببناء السفن واستأنفت روما في الدعوة إلى الحرب المقدسة ولكن الدعوات قوبلت باللامبالاة ولو أراد فريدريك لما استطاع أن يجمع في الوقت المعين ما يكفي من الناس لأجل بعثة ما وراء البحار، وفي هذه الأثناء، وقبل خمسة أشهر من الموعد المعين توفي البابا اونوريوس الثالث.
في صيف 1227م - تجمع بضع عشرات من الآلاف من المُجندين ، معظمهم من ألمانيا والبقية من فرنسا ،وإنجلترا ، وإيطاليا في معسكر قرب برنديزي ، والبعض الآخر أبحر إلى صقلية ، ولكن الأمراض وقلة المؤَن ومرض فريدريك الثاني أدى إلى إرجاء الحملة ، ولكن البابا الجديد غريغوريوس التاسع حرم فريدريك الثاني من الكنيسة ، وتشفياً بالبابا أبحر الإمبراطور إلى سوريا في صيف 1228 م ، فكان من البابا أن منع الحملة الصليبية ، ووصف فريدريك بأنه قرصان وبأنه يريد سرقة مملكة القدس ، فكانت أول حملة صليبية لا يباركها البابا ، ولكن فريدريك الثاني لم يأبه فاستولى على قبرص ووصل إلى عكا، حيث بدء المفاوضات مع السلطان الكامل أسفرت في فبراير 1229م  -عن صلح لمدة 10 سنوات تنازل بمقابله السلطان عن القدس بإستثناء منطقة الحرم، وبيت لحم والناصرة وجميع القرى المؤدية إلى القدس ،  وقسم من دائرة صيدا وطورون ( (تبنين حالياً  ، وعزز الإمبراطور الألماني بعض الحصون والقلاع وأعاد تنظيمها، ووقّع مع مصر عدّة إتفاقيات تجارية، وتعهد فريدريك الثاني بمساعدة السلطان ضد أعدائه أياً كانوا، مسلمين أم مسيحيين وضَمِنَ عدم تلقي القلاع الباقية خارج سيطرته أية مساعدة من أي مكان.

المُحصلة النهائية للحملة الصليبية السادسة
في يوم 18 مارس من عام 1228 م - توّج فريدريك الثاني نفسه بنفسه في كنيسة القيامة، فقد رفض رجال الدين تتويج الإمبراطور المحروم من الكنيسة ، وفرضت البابوية ، منعاً لمُمارسة الطقوس الدينية في القدس ، ودفع البابا مواليه إلى ممتلكات فريدريك في إيطاليا ، فأسرع فريدريك إلى المغادرة ونشب صراع مسلح ضد الحبر الأعظم، وألحق الهزيمة بالبابا ؛ وفي سنة1230  ، مألغى البابا الحظر عن فريدريك وصادق في السنة التالية على معاهداته مع السلطان الكامل في دمشق ومع المسلمين.









+ الحملة الصليبية السابعة + )
1248 م -  1250م


مقدمة
لقد كان لهزيمة الصليبيين عند غزة في معركة هربيا - أو " معركة لافوربي ، وسقوط بيت المقدس في أيدي المسلمين سنة 1244 م ، صدى كبير في  أوروباالتي أحس ملوكها أن ممالكهم في الشام قد أوشكت على السقوط بالكامل في أيدي المسلمين. فراح الأوروبيون يجهزون لحملة كبيرة للإستيلاء على مصر لإخراجها من الصراع ، حيث أنهم أدركوا ، بعد هزيمة حملتهم الخامسة على مصر ، ثم هزيمتهم في معركة هربيا عند غزة ، وضياع بيت المقدس منهم ، أن مصر بإمكانياتها البشرية والاقتصادية هي ترسانة العالم الإسلامي وقلعة التصدي لطموحاتهم في الاستيلاء على بيت المقدس والشرق.
ولقد كان  لويس التاسع ، الذي عرف فيما بعد بالقديس لويس ، من أشد المتحمسين لقيام تلك الحملة ، فراح يروج لها في أنحاء أوروبا ، ولدى البابا إينوسيت الرابع باباالكاثوليك  (Pope Innocent IV)  ، وأثناء إنعقاد مجمع ليون الكنسي الأول عام 1245 أعلن اينوسينت الرابع تأييده ومباركته للحملة التي كان يجهز لها لويس التاسع ، وأرسل "اودو" كاردينال فراسكاتي للترويج للحملة في أنحاء  فرنسا ، وفرضت ضرائب على الناس لتمويل الحملة ، ووافقت جنوة مرسيليا على تجهيز السفن اللازمة - أما فينيسيا - فقد رفضت المشاركة خوفاً على مصالحها التجارية الواسعة مع مصر.

الإستعداد للحملة الصليبية السابعة
ولقد جهز الصليبيون حملتهم خلال ثلاث سنوات ، وحاولوا إقناع المغول بالتحالف معهم لتطويق وإرباك العالم الإسلامي، إلا أنهم فشلوا في إقامة هذا الحلف لأن المغول كانت لهم طموحاتهم وخططهم الخاصة.
  
الملك لويس التاسع يقود الحملة الصليبية السابعة

الملك لويس التاسع

في عام 24 جمادى الأولى 646 هـ/25م - والموافق أغسطس  1248م ـ أبحر لويس التاسع من مرفأ إيجو-مورت (Aigues-Mortesوفي صحبته زوجته "مرجريت دو بروفنس" (Marguerite de Provence)، وأخويه شارل أنجو و"روبرت دي أرتوا" (Robert d'Artois)  ، ونبلاء من أقاربه ممن شاركوا في حملات صليبية سابقة ، وتبعته سفن أخرى من نفس المرفأ ، ومن مرسيليا كان الأسطول الصليبي ضخماُ ويتكون من نحو 1800 سفينة محملة بنحو 80 ألف مقاتل بعتادهم وسلاحهم وخيولهم ، وقامت الحملة بوقفة تعبوية في جزيرة قبرص لتجميع كل السفن والمقاتلين قبل التوجه إلى مصر بناء على نصيحة مستشاري لويس ، حيث انضم إليه عدد كبير من بارونات سوريا وقوات من فرسان المعبد (الداوية) والاسبتارية قدمت من عكا تحت قيادة مقدميها ، في قبرص ، إستقبل لويس وفداً من المغول يحمل رسالة ودية من خانهم يعرض فيها مساعدته على لويس.
توقف الحملة الصليبية في قبرص أدى إلى تسرب أنبائها إلى مصر قبل وصول سفنها إلى المياه المصرية. 
ويقال أن فريدرك الثاني، الذي كان في صراع مع بابا الكاثوليك ، بعث إلى السلطان أيوب يخبره بإبحار لويس التاسع لغزو مصر ، مما منح السلطان أيوب فرصة للإستعداد وإقامة التحصينات . 
فأنهى السلطان الصالح أيوب حصاره لحِمص ، وعاد من الشام إلى مصر على محفة بسبب مرضه الشديد، ونزل في المحرم 647 هـ/أبريل 1249م عند قرية أشموم طناح، على البر الشرقي من الفرع الرئيسي للنيل ـ وأصدر أوامره بالاستعداد وشحن دمياط بالأسلحة والأقوات والأجناد، وأمر نائبه بالقاهرة الأمير حسام الدين بن أبي علي بتجهيز الأسطول ، وأرسل الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ ، وكان أميراً في نحو الثمانين ، على رأس جيش كبير ليعسكر في البر الغربي لدمياط حتى يواجه الفرنج إذا قدموا .


حملة لويس التاسع على مصر
في مايو عام 1249م - أبحر لويس نحو مصر ، على متن سفينته الملكية " لو مونتجوي " ، وتبعته سفن الحملة من ميناء ليماسول القبرصي ، وبسبب شدة الرياح جنحت إلى عكا وسواحل الشام نحو 700 سفينة تحمل حوالي 2100 فارس صليبي ، فتوقف لويس التاسع في جزيرة المورة اليونانية حيث انضم إليه قريبه "هيو دو بورجوندي" ، الذي شارك من قبل في حملات صليية آخرى ، ثم أبحرت السُفن إلى مصر.
وصلت سفن الصليبيين إلى ثغر دمياط ، وأرسل لويس رسالة إلى السلطان " الصالح أيوب " ، يُطالبه فيها بالإستسلام ، فرد عليه الصالح برسالة يحذره فيها من مغبة مهاجمته لمصر وينبئه بأن بغيه سيصرعه.



وُصول الحملة الصليبية السابعة إلى دمياط
وفي فجر السبت 22 صفر 647 هـ/5 يونيو 1249 نزل جنود وفرسان الحملة على بر دمياط ، كانت القوات الصليبية تضم نحو 50,000 مقاتل وفارس ، وضربت للويس خيمة حمراء كبيرة على الشط ، فنشب قتال شديد بين المسلمين والصليبيين انتهى بتراجع المسلمين ، وفي المساء بعد أن ظن أتابك الجيش فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ أن الصالح أيوب قد توفى إنسحب من دمياط وخلفه سكانها والعربان الذين كان الصالح أيوب قد وكلهم بالدفاع عن المدينة ، فدخلها الصليبيون بسهولة بدون مقاومة وإستولوا عليها بكل ما كان فيها من سلاح ومؤونة ، وحصنوا أسوارها ، حول الصليبيون جامع المدينة إلى كاتدرائية ، ونصبوا عليها أسقفاً ، وصارت دمياط مدينة صليبية وعاصمة لمملكة ماوراء البحار ( أوتريميه ) .
وقد كان لسقوط دمياط في أيدي الصليبيين ، وقع الصاعقة على الناس وعلى السلطان الصالح أيوب الذي غضب من الأمير فخر الدين وقال له : " أما قدرتم تقفون ساعة بين يدي الفرنج؟ ". وأمر بإعدام نحو خمسين من أمراء العربان الذين تهاونوا وغادروا دمياط بغير إذن. 
وحمل السلطان المريض في حراقة إلى قصر المنصورة .
على إثر ذلك - أعلن النفير العام في مصر وهرولت عامة الناس إلى المنصورة لأجل الجهاد ضد الغزاة ، وأرسلت الشواني بالمحاربين والسلاح إلى جبهة القتال.
وقامت حرب عصابات ضد الجيش الصليبي المتحصن خلف الأسوار والخنادق ، وراح المجاهدون يشنون هجمات على معسكراته ويأسرون مقاتليه وينقلونهم إلى القاهرة. ويروي المؤرخ الصليبي "جوانفيل " الذي رافق الحملة ، أن المسلمون كانوا يتسللون أثناء الليل إلي المعسكر الصليبي ويقتلون الجنود وهم نيام ويهربون برؤوسهم.
ويذكر المؤرخ إبنأيبك الدواداري ،  أن خوف الصليبيون من المتطوعين العوام كان أشد من خوفهم من الجنود  .
في 24 أكتوبر، وصل إلى دمياط من فرنسا " ألفونس دى بواتي"  الشقيق الثالث للملك لويس ومعه إمدادات وقوات إضافية ، فتشجع الصليبيون وقرروا التحرك إلى الأسكندرية أو القاهرة. 
واختار لويس القاهرة بنصيحة من أخيه "روبرت دو ارتوا الذي قال له : " ذا أردت قتل الأفعى فاضربها على رأسها " ، توجه الحملة نحو القاهرة وهزيمتها في المنصورة.
في 20 نوفمبر 1249م، بعد نحو ستة أشهر من إحتلال دمياط ، خرج الصليبيون من دمياط ومعهم سفنهم توازيهم في النيل، وبعد بضعة معارك مع المسلمين وصلوا في 21 ديسمبر ، إلى ضفة بحر أشموم ( يُعرف اليوم بالبحر الصغير ) ، فأصبحت مياه بحر أشموم تفصل بينهم وبين المسلمي ، فأقاموا معسكرهم وأحاطوه بالأسوار والخنادق ونصبوا المجانيق، ووقفت شوانيهم بإزائهم في بحر النيل، ووقفت شواني المسلمين بإزاء المنصورة ، وقد حاول الصليبيون بناء جسر ليعبروا عليه إلى ضفة المسلمين ، ولكن المسلمون أمطروهم بالقذائف النارية ، وأفسدوا خطتهم بكافة الوسائل.

 خراب مدينة دمياط
ولقد قاست دمياط الأمرين من حملات الفرنج المتتابعة عليها في عهد الدولة الأيوبية، فاتفق الملك عز الدين أيبك مع المماليك على تخريبها في شعبان 648 هـ / نوفمبر 1261 م، أي بعد ستة أشهر من مغادرة الفرنجة أرض مصر ، وابتنوا دمياط جديدة إلى الداخل بعيداً عن شاطئ البحر، حتى تتخلص من شر أي اعتداء صليبي عليها ولم يكتفي المسلمون بهذا ، فعندما إعتلى الظاهر بيبرس عرش مصر، لجأ إلى طريقة فعالة لحماية مدخل النيل عند دمياط من أي إعتداء أو غزو. ففي السنة الثانية من حكمه 659 هـ / 1261 م، اخرج من مصر عدة من الحجارين لردم فم بحر دمياط، فمضوا وقطعوا كثيرا من القرابيص -الحجارة- وألقوها في النيل لذي ينصب من شمال دمياط في البحر المالح حتى ضاق وتعذر دخول المراكب فيه .


وصول الحملة الصليبية السابعة إلى المنصورة 
في تلك الأثناء توفى السلطان الصالح أيوب في عام 1249 م - فـأصبحت مصر بلا سلطان ، فأخفت أرملته شجر الدر خبر وفاته وأرسلت مقدم فرس المماليك البحرية الدين أقطاي الجمدار  إلى حصن كيفا لاستدعاء ابنه توران شاه لقيادة البلاد .
بطريقة أو بآخرى علم الصليبيون - أن السلطان الصالح أيوب قد توفى ، فتشجعوا. وفي1250  م ، دل أحدهم الصليبيين على مخائض في بحر أشموم ، فتمكنت فرقة يقودها أخو الملك " روبرت دى أرتوا " سوياٌ مع فرسان المعبد (الداوية) ، وفرقة إنجليزية يقودها " وليم أوف ساليزبري -" William of Salisbury  من العبور بخيولهم وأسلحتهم إلى ضفة المسلمين ليفاجأ المسلمون بهجوم صليبي كاسح على معسكرهم في "جديلة " على نحو ثلاثة كيلومترات من مدينة المنصورة.

في هذا الهجوم المباغت قتل فخر الدين يوسف أتابك الجيش المصري ، وتشتت أجناد المسلمين وتقهقروا مذعورين إلى المنصورة ، وبعد أن إحتل الصليبيون معسكر جديلة تقدموا خلف "روبرت دو أرتوا" نحو المنصورة على أمل القضاء على الجيش المصري برمته .

بداية ظهور المماليك في مصر
أمسك المماليك بزمام الأمور بقيادة فارس الدين أقطاي الجمدار ، الذي أصبح القائد العام للجيش المصري ، وتمكن المماليك من تنظيم القوات المنسحبة، ووافقت شجرة الدر -الحاكم الفعلي للبلاد علي خطة الأمير بيبرس البندقداري ، بإستدراج القوات الصليبية ، ومحاصرتها في كمين محكم داخل مدينة المنصورة. وأمر بيبرس بتأهب الجنود والعوام داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام ، وأقتحمت القوات الصليبية المنصورة بعد أن ظن فرسانها أنها خاوية من الجنود والسكان.
وإندفعوا نحو قصر السلطان للإستيلاء عليه ، فخرج عليهم بغتة المماليك البحرية والجمدارية وهم  يصيحون كالرعد القاصف ، وأخذوهم بالسيوف من كل جانب ، ومعهم العربان والعوام والفلاحين يرمونهم بالرماح والمقاليع والحجارة ، وقد وضع العوام على رؤوسهم طاسات نحاس بيض عوضاً عن خوذ الأجناد ، وسد المسلمون طرق العودة بالخشب والمتاريس ، فصعب على الصليبيين الفرار ، وراح بعضهم يلقون بأنفسهم في النيل للنجاة ، فإبتلعتهم المياه.


هزيمة الصليبيين وأسر الملك لويس التاسع
قتل عدد كبير من القوات الصليبيية المهاجمة من فرسان المعبد وفرسان الإسباتريه لم ينج سوى ثلاثة مقاتلين، وفنيت الفرقة الإنجليزية تقريباً عن أخرها.
وإضطر أخو الملك لويس "روبرت دي أرتوا" إلى الاختباء في أحد الدور ، ثم قتل هو و"وليم أوف ساليزبري" قائد الفرقة الإنجليزية .
أثناء المعركة حاول الفرنج على الضفة المقابلة لبحر أشموم بناء يمكنهم من العبور لمساعدة فرسانهم، ولكن لما وردتهم أنباء سحق الفرسان ، عن طريق " بيتر أوف بريتني " الذي فر إليهم بوجه مشجوج من ضربة سيف ، وشاهدوا بقايا فرسانهم مدبرين والمسلمين في أعقابهم، أخذوا يلقون بأنفسهم في مياه النيل بغية العودة إلى معسكراتهم وكاد لويس ذاته أن يسقط في الماء.
وقد إستمر هجوم المسلمين على الصليبيين طوال اليوم ، وظن فارس الدين أقطاي أن لويس قد قتل في المعركة ، فأمر بشن هجوم كبير على معسكر الصليبيين في فجر اليوم التالي ألحق بهم خسائر فادحة ، وأرسل الحمام ببشائر النصر إلى القاهرة ، ففرح الناس فرحة عارمة ، وأقيمت الزينات .
ولقد تحصن الصليبيون داخل معسكرهم ثمانية أسابيع آملين في انهيار القيادة ، و لكن بدلاً من ذلك وصل السلطان الجديد " توران شاه " إلى المنصورة في يوم 28 فبراير 1250 م - لقيادة الجيش.
وتنفست شجر الدر الصعداء بعد أن تحملت عبء الدفاع عن البلاد، وأعلنت رسمياً نبأ وفاة زوجها الصالح أيوب
نقل المصريون الشواني مفككة على ظهور الجمال وبعد أن ركبوها وضعوها في مياه النيل خلف القوات الصليبية (كما فعل الملك الكامل حجد توران شاه أثناء الحملة الصليبية الخامسة) - وبذلك - حوصر الصليبيون في مصيدة وهم جوعى ومرضى ويعانون شدة الخوف.
وقد عرض الملك لويس على المسلمين تسليم مدينة دمياط في في مقابل تسليم بيت المقدس ،  وأجزاء من ساحل الشام ، كما كان الصالح أيوب قد عرض عليه قبل وفاته، ولكن المسلمون رفضوا العرض ، و لم يعد أمام لويس التاسع إلا أن يحاول الفرار إلى دمياط لإنقاذ نفسه وجنوده  .
في عام 1250م ، وبعد أن حل ظلام الليل ، بدأت القوات الصليبية رحلة الهروب إلى دمياط  لكن المسلمون عبروا فوق جسر من الصنوبر كان الصليبيون قد أقاموه فوق قناة أشموم ولكنهم من عجلتهم وارتباكهم نسوا أن يدمروه وهم ينسحبون، وطاردوهم وهم يبذلون فيهم السيوف والرماح من كل جانب حتى وصلوا إلى فارسكور، وهناك تم سحقهم بالكامل، ووقع الملك لويس وأمراؤه ونبلاؤه في الأسر في يوم 6 إبريل 1250م  .
وهكذا تحققت نبؤة الصالح أيوب بأن بغي لويس التاسع سيصرعه وإلى البلاء سيقلبه. استناداً إلى المصادر الإسلامية قتل في حملة لويس التاسع ما بين 10 آلاف و30 آلف من الجنود الصليبيين أسر لويس التاسع في "منية عبد الله" (ميت الخولي عبد الله الآن ، بعد أن استسلم مع نبلائه للطواشي " جمال الدين محسن الصالحي " ، وأودع مغللاً في بيت القاضي إبراهيم بن لقمان، كاتب الإنشاء، تحت حراسة طواشي يدعى صبيح المعظمي ، كما أسر أخواه "شارل دانجو" و"ألفونس دو بويتي" وعدد كبير من أمرائه ونبلائه وقد سجن معظمهم معه في دار ابن لقمان. أما الجنود العاديون الذين أسروا فقد أقيم لهم معتقل خاص خارج المدينة.

لويس التاسع يغادر القاهرة
سُمح للويس التاسع بمغادرة مصر مقابل تسليم دمياط للمصريين ، والتعهد بعدم العودة إلى مصر مرة أخرى، بالإضافة إلى دفعه دية قدرها 400 ألف دينار تعويضاً عن الأضرار التي ألحقها بمصر ، دفع نصف المبلغ بعد أن جمعته زوجته في دمياط، ووعد بدفع الباقي بعد وصوله إلى عكا ، وهو مالم يفعله بعد أن تهرب من الدفع فيما بعد .
وفي 3 صفر 648 هـ/8 مايو عام 1250، بعد إحتلال دام أحد عشر شهراً وتسعة أيام [63]، سلم لويس التاسع دمياط وغادرها إلى عكا مع أخويه و12.000 أسير كان من ضمنهم أسرى من معارك سابقة ، ولم يرجع لويس إلى وطنه فرنسا ، بل آثر البقاء في مدينة عكا بعد أن سمح لأخوته ومعظم نبلائه بالسفر إلى فرنسا ، وحملهم رسائل إلى ملوك أوروبا يطلب فيها النجدة والمدد عله يتمكن من إحراز نصر في الشام يمسح به وصمة الفشل والهزيمة التي لحقت به في مصر ، ولكنه إضطر للعودة إلى فرنسا بعد أربع سنوات بعد أن توفيت والدته "الملكة بلانش" التي كانت تدير شئون الحكم في فرنسا وقت غيابه.


حصيلة خسائر للحملة الصليبية السابعة
لقد وصف المؤرخ الصليبي " ماثيو باريس  (Matthew Paris) "، مدى الصورة المؤلمة التي تُعبر عن مشاعر الصليبيون بعد هزيمتهم في مصر بقوله : " كل الجيش المسيحي تمزق إرباً في مصر ، وأسفاه ، كان يتكون من نبلاء فرنسا ، وفرسان الداوية والاسبتارية وتيوتون القديسة ماري وفرسان القديس لازاروس " .
لقد كانت الحملة الصليبية السابعة هي آخر الحملات الصليبية الكبيرة على مصر، ولم يتمكن الصليبيون أبداً من إعادة الاستيلاء على بيت المقدس.
وكان من نتائجها : إنتهاء العصر الأيوبي وبزوغ نجم المماليك كقوة ضاربة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى أيدهم هزم المغول وتحررت عكا وجيوب الصليبيين على ساحل الشام.
ولقد كانت نتائج تلك الحملة كثيرة ومن أهمها : إنتهاء حكم الأيوبيون في مصر وبداية دولة المماليك - أما النتائج الأخرى -  فكانت :
قدرت كلفة الحملة الصليبية السابعة بما يزيد على 1300,000 ليرة تورية "وهي عملة فرنسية مسكوكة في مدينة تور ، ووزعت كما يلي :

·         200,000  ليرة مصروفات ملكية.

·          210,000 ليرة دفعها الملك فدية.

·         750,000  ليرة مصروفات عسكرية.

·         40,000 ليرة مصروفات لبناء السفن.

·         120,000 ليرة مصروفات بناء تحصينات في الأراضي المقدسة.

·         1300  ليرة تضاف لنفقات بعض الأسرى.

وهذا المبلغ يعادل 30 مليون مارك ألماني ذهبي أو مايعادل 100 مليون مارك ألماني حالي - سنة 2008 م - وهذا المبلغ يعادل دخل الخزينة الفرنسية بحسب تقديرات سنوات 1257 - 1259م - مامقداره ميزانية إحدى عشرة إلى اثنتي عشرة سنة ، لاشك أن هذا الحجم الهائل من الأموال الذي انفق دون طائل وبدون تحقيق الهدف الذي انطلقت من أجله الحملة الصليبية قد أضر بقطاعات واسعة من الأوروبيين نتيجة لسياسات الكنيسة ، مما جعلهم يتراجعون بعد ذلك عن تأييدها ، بل ووجهوا اللوم لها والنقد في إدارتها للحروب الصليبية.

+ الحملة الصليبية الثامنة + )
1271 م - 1272 م



مقدمة
في صيف 1270 م ، قام لويس التاسع ملك فرنسا بقيادة الحملة الصليبية الثامنة على تونس بهدف تحويلها لقاعدة يهاجم منها مصر ، وهذا كان مخالف للذي جاء في المراسلات التي تبادلها أباقا خان مع بابا الكاتوليك كليمينت الرابع (1268-1267) بخصوص خطة لمحاصرة جيش المماليك بين الصليبيين والمغول عن طريق انزال جيش صليبى في مصر أو سوريا. 


بداية الإستعداد للقيام بالحملة الصليبية الثامنة
بعدما توفي لويس في تونس فأكمل الأمير إدوارد ملك إنجلترا الذي كان يرافقه في تونس المسير إلي عكا بحملة صليبية جديدة .
عند وصول إدوارد أرسل فورا لآباقا وأجابه آباقا بإرسال جيش ضخم بقيادة سماغار لكي يساعده في حملته وطلب منه ان يتفق على اليوم الذي سوف يهاجم فيه . وبالفعل شن ساماغار والسلاجقة هجوماً يوم 20 أكتوبر 1271 م ، على شمال سوريا . كان بيبرس متوقع الهجوم حيث كان وقتها بسوريا فسرعان ما أرسل قوات وجهز جيشه وسار به إلى الشمال ولكن سرعان ما تراجع المغول هرباً إلي ما وراء الفرات وبهذا انتهت إمكانية حدوث تعاون عسكري بين المغول والصليبيين في هذه المرحلة ، في هذه الأثناء، شعر بيبرس بانه هناك هجوما عن طريق البحر على مصر. وعلم بحجم التهديد حيث ان الهجوم برا وبحرا، فقال انه سعى لدرء ، وتدارك هذه المناورة من خلال بناءه لأسطول في البحر المتوسط. 
وبعد الانتهاء من بناء الأسطول ، بدلاً من مهاجمة الجيش الصليبي مباشرة، حاول بيبرس الهبوط على قبرص في 1271م ـ على أمل أن يهزم هيو الثالث ملك قبرص (الملك الشكلي للقدس) ، وأسطوله من عكا، وذلك بهدف قهر الجزيرة وترك إدوارد والجيش الصليبي معزول عن الأراضي المقدسة. ومع ذلك في الحملة البحرية تم تدمير الأسطول الإسلامي واضطرت جيوش بيبرس العودة.

وبعد هذا الإنتصار الصليبي الضئيل ، أدرك إدوارد أنه لإنشاء قوة قادرة على إستعادة السيطرة علي القدس سيكون من الضروري إنهاء الاضطرابات الداخلية داخل الدولة المسيحية، وحتى انه توسط بين هيو والفرسان المتمردين من عائلة إبيلين بقبرص. بالتوازي مع الوساطة، وبدأ الأمير إدوارد والملك هيو التفاوض على هدنة مع السلطان بيبرس. وتم التوصل إلى هدنة لمدة 10 سنين و10 شهور و10 يوم وذلك في مايو 1272، في قيصرية. وعلى الفور تقريبا غادر الأمير ادموند لإنجلترا ، في حين بقي إدوارد لمعرفة ما إذا ستكون المعاهدة ستنفذ. وفي الشهر التالي، حاول بيبرس لاغتيال إدوارد. ولكن إدوارد قتل الشخص المرسل لقتله لكنه تلق جرح نازف من خنجرا مسموما في هذه العملية، مما أخر رحيل إدوارد . في سبتمبر 1272، غادر ادوارد عكا لصقلية، وبينما يتعافى في الجزيرة تلقى أول خبر وفاة ابنه جون، وبعد بضعة أشهر خبر وفاة والده. في 1273م بدأ إدوارد رحلته إلى الوطن عبر إيطاليا ، وصل أخيرا إدوارد إنجلترا في منتصف 1274م ، وتوج ملك إنجلترا يوم 19 أغسطس 1274 م . 


ما بعد إنتهاء الحملة
لقد إستمرت الإتصالات والرسائل بين المغول والصليبيين بهدف عودة التحالف ومحاصرة مصر في جنوب البحر المتوسط. في مايو 1274 انعقد مجلس الكنائس فيليون بإشراف بابا الكاثوليك جريجورى العاشر الذي كان مهتما بمستقبل الأراضى المقدسة وقرر توحيد الكنائس الكاثوليكية واليونانية، وتحضير حمله صليبية جديدة. المغول حضروا الاجتماعات ووفدهم كان يضم الدومينيكانى ريتشارد مترجم آباقاخان. رسالة آباقا للمجلس تحدث فيها عن العلاقات المغوليه-اللاتينيه ، وأن آباقا يتمنى تحالفاً مع الصليبيين ضد المسلميين ، وبعد وصول رسالة آباقا لإنجلترا وقرائتها على الملك إدوارد الأول الذي رد عليه في بداية 1275م ، بمديح لآباقا ، وعبر عن امانيه ان بابا الكاتوليك يحضر حملة سريعة ، ووعد انضمامه لها . 
وفي أواخر سنة 1274م ، وصل روما مبعوثين جدد من المغول (جون وجيمس فاسالى) ، ومعاهم رسالة من آباقا لجون الواحد وعشرين( بابا الكاثوليك بعد جريجورى) سنة 1276م ، وطلب آباقا في الرسالة ان يبدأ الصليبيين بشن هجوم على الاراضى المقدسة ، ووعد بتقديم مساعدات ، وبتدخل عسكري مباشر عند وصول الحملة ، تم إرسال الرسالة للبابا في روما وإلي فيليب الثالث بفرنسا و إدوارد الأول بنجلترا ، وإعتذر أباقا لإدوارد عن هروبه ، وعدم مساعدته له بالحملة ، ولكن كل بلا فائدة ولم يحقق شيئاً.
الحرب الصليبية على تونس

وفي مصر ، كان بيبرس على علم بالمراسلات بين المغول والصليبيين ، وكان قلقا من حدوث تحالف فيقوم الصليبيين بهجوم على الإسكندرية أو دمياط ، فينشغل جيش المسلميين في الدفاع عن مصر، فيهجم المغول على بلاد الشام ويستولون عليها ،ولكن لحسن الحظ لم يتم التحالف لحدوث نزاعات داخلية وحروب اهلية بين الدول المسيحية بأوربا، فلو دخل المغول وقتها بكل ثقلهم في المعركة كانوا اربكوا الجيش الإسلامي .

بداية تعاظُم النفوذ المملوكي
لقد شهدت السنوات التسع المتبقية في الهدنة ، زيادة المماليك في طلب الجزية ، فضلا عن زيادة إضطهاد الحُجاج ، كل ذلك في مخالفة للهدنة .
وفي العام 1289م ، وجمع السلطان قلاوون جيشاً كبيراً مستهدفاً ما تبقى من مقاطعة طرابلس ، في نهاية المطاف قام بحصار على العاصمة واستولي عليها بعد هجوم دموي ، ومع ذلك كان الهجوم على طرابلس مدمر بشكل خاص للمماليك حيث بلغت المقاومة المسيحية اقصاها وخسر قلاوون ابنه الأكبر في الحملة. وانتظر عاميين حتي يتعافي جيشه .
في العام 1291م - جاءت مجموعة من الحجاج من عكا تحت الهجوم وردا قتلت تسعة عشر من التجار المسلمين في قافلة سورية ، وقد طالب قلاوون بدفع مبلغ كبير كتعويض. 
وعندما لم يأت الرد ، إستخدم السلطان ذلك ، كذريعة لمحاصرة عكا ، ولكن قلاوون توفي أثناء الحصار ، تاركاً السلطان خليل الذي قام بفتح عكا، لم يعدل لإمارات الصليبية وجود تقريبا. 
تم نقل مركز سلطة الصليبيين شمالاً إلى تورتوسا، وفي نهاية المطاف في الخارج إلى قبرص. 

بداية حروب المغول  



في نحو العام 1299م - قاد جيش المغول بقيادة غازان خان سلسلة غارات ناجحة ضد المماليك في منطقة الشمال الشرقي من حمص إلى جنوبا حتى غزة. 
وقال انه إنسحب أخيراً من سوريا في 1300م ، وأدت المغول وحلفائهم بمملكة أرمينيا حملة أخرى لإستعادة سوريا، ولكنهم هزموا سريعا على يد المماليك في معركة شقحب في 1303م. 
وكانت أخر موطئ تبقي على الأرض المقدسة هي أرواد ، وكان فتحها في 1302/1303. 
كانت الحملة التاسعة مثابة بداية نهاية الصليبيين في بلاد الشام بعد مئتي سنة من بقائهم بداية بالحملة الصليبية الأولى .

+ الحملة الصليبية التاسعة + )
1271 م - 1272 م


مقدمة
لقد كانت الحملة الثامنة حملة صليبية أطلقها لويس التاسع ملك فرنسا، وكان وقت ذاك في سنة 1270. تحتسب الحملة الصليبية الثامنة أحيانا بأنها السابعة، في حال عدت الحملتين الخامسة والسادسة التان قادهما فريدريك الثاني أنهما حملة واحدة. كما تعدّ الحملة التاسعة أحيانا بأنها جزء من الحملة الثامنة.


حصار تونس
حصار الجيوش الصليبية لتونس

ولقد حدث أن إتزعج لويس من الأحداث التي جرت في سوريا ، حيث كان السلطان المملوكي بيبرس يهاجم بقايا الممالك الصليبية. واستغل بيبرس فرصة أن التحريض على الحرب بين مدن فينيسيا وجنوة ضد بعضها البعض بين الأعوام 1256م و 1260م ، أرهقت الموانئ السورية التي كانت المدينتان تسيطران عليها. وبحلول 1265 كان بيبرس قد سيطر على الناصرة وحيفا وطورون وأرسوف. نزل هيو الثالث القبرصي، الملك الاسمي لمملكة القدس اللاتينية في عكا لحمايتها، بينما تحرك بيبرس شمالا حتى وصل أرمن كيليكيا (مملكة أرمينيا الصغرى)، والتي كانت في ذلك الوقت تحت الحكم المغولي.

الحملة الصليبية التاسعة ووقائعها
وقد قادت هذه الأحداث لويس للدعوة لحملة جديدة عام 1267م ، بالرغم من قلة الدعم في ذلك الوقت؛ إلا أن جين جونفيلييه، المؤرخ الذي رافق لويس في الحملة السابعة رفض مرافقته. واستطاع أخ لويس تشارلز من آنيو إقناع لويس بأن يهاجم تونس اولا، بحيث أن ذلك سيعطيه قاعدة قوية ليبدأ الهجوم على مصر، كان التركيز على حملة لويس السابقة وكذا الحملة الصليبية الخامسة التي سبقته، واللتان بائتا بالفشل هناك. 
كما كان لدى كارل الأول ملك نابولي إهتماماته الخاصة في البحر المتوسط. كما كان لسلطان تونس علاقات إسبانيا المسيحية ، وإعتبر مرشحاً قوياً للإرتداد ، فأبحر لويس عام 1270م ـ من كاغلياري في صقلية ـ ووصل السواحل الأفريقية في يوليو، وهو موسم سيء للرسو. ومرض العديد من الجنود بسبب مياه الشرب الملوثة، وفي 25 أغسطس مات لويس بالكوليرا أو الطاعون على ما يبدو، وذلك بعد وصول تشارلز بيوم واحد. ويروى أن آخر ما تلفظ به لويس كان "القدس"، فأعلن تشارلز فيليب الثالث إبن لويس الملك الجديد، ولكن وبسبب صغر سن فيليب، كان تشارلز الملك القائد الفعلي للحملة الصليبية.

النهاية
بسبب تفشي الأمراض، تم التخلي عن حصار تونس في 30 أكتوبر وذلك باتفاق مع السلطان. حيث حصل الصليبييون على اتفاق تجارة حرة مع تونس، وتم الموافقة على وجود القساوسة والرهبان في المدينة ، وبذلك يمكن ان تعدّ هذه الحملة نصراً جزئياً. تحالف تشارلز مع الملك إدوارد الإنجليزي، والذي وصل متأخرا قليلا. وعندما ألغى تشارلز الهجوم على تونس، توجه إدوارد إلى عكا، بما يعرف أحيانا بالحملة الصليبية التاسعة، والتي شكلت آخر توجه صليبي إلى سوريا.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة

التصنيفات
تاريخ البطاركة201 مقالات تاريخية67 تاريخ الحضارة المصرية القديمة46 مقالات متنوعة27 مقالات في التاريخ24 تاريخ الكتاب المقدس23 أبحاث تاريخية21 مصر في العصر اليوناني21 تاريخ مصر القديم16 تاريخ مصر في العصر الروماني16 تاريخ الإمبراطورية الرومانية15 الاباطرة الرومان14 تاريخ مصر في عصر الإسلام14 تاريخ مصر في عصور الإسلام13 قسم المخطوطات13 تاريخ الحروب الصليبية | موسوعة شاملة في تاريخ الحملات الصليبية12 موسوعة الحروب الصليبية12 تاريخ البدع والهرطقات11 مقالات متنوعة في التاريخ11 موسوعة آباء الكنيسة11 أبحاث تاريخية | تاريخ المتاحف الكبرى في مصر والعالم10 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية10 موسوعة الكنائس والأديرة10 تاريخ الرهبنة المصرية9 تاريخ الكنيسة9 تاريخ الحروب الصليبية8 دراسات في تاريخ الكنيسة القبطية8 تاريخ الكون6 موسوعة الآباء الرهبان6 بطاركة الإسكندرية5 أبحاث تاريخية | تاريخ الجامعات المصرية4 تاريخ البطالمة4 تاريخ الحملات الصليبية | مشاهير قادة الجيوش الصليبية4 دراسات في التاريخ العربي الإسلامي4 مكتبة المرئيات4 أبحاث تاريخية | تاريخ الأسكندرية عبر العصور3 أبحاث تاريخية | حريق القاهرة في يناير عام 1952م3 تاريخ الجامعات المصرية3 تاريخ الحضارات الإنسانية الأولى3 تاريخ روما القديم3 تاريخ مصر في عصور الإسلام | العصر العثماني | الأسرة العلوية3 مصر في العصر الجمهوري3 مصر في العصر اليوناني | مقدمة3 أبحاث تاريخية | الإسكندر الأكبر2 أبحاث تاريخية | التاريخ المصري القديم2 أبحاث تاريخية | الحروب الصليبية في تاريخ مصر2 أبحاث تاريخية | المتحف المصري2 أبحاث تاريخية | تاريخ الكنيسة2 أبحاث دينية ولاهوت2 التاريخ الطبيعي للأرض2 تاريخ الانسان الاول2 تاريخ البطاركة | مقدمة عن تاريخ الكنيسة القبطية2 تاريخ الثورات في مصر2 تاريخ مصر في العصر الجمهوري2 تاريخ مصر في العصر الروماني | فصل خاص عن تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ما بعد الإسلام2 تاريخ مصر في العصر اليوناني2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأيوبية2 تاريخ مصر في عصر الاسلام | جرائم العرب المسلمين في مصر2 حياة الديناصورات2 مصر في عصر الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مصر في عصور الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مقالات في الدين2 أبحاث الكتاب المقدس1 أبحاث تاريخية | أكتشاف الصليب المقدس1 أبحاث تاريخية | تاريخ أقدم القصور في مصر والعالم1 أبحاث تاريخية | تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية | حياة الأسد المرقسي1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر21 أبحاث تاريخية | مقدمة عن تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية حصرية | الحملة الفرنسية على مصر1 أبحاث تاريخية حصرية | محمد على باشا الكبير | تاريخ الأسرة العلوية1 أبحاث في اللاهوت والعقيدة1 إنسان العصر الحجري ومراحل التطور | تاريخ الإنسان عبر العصور1 التاريخ الطبيعي وأوائل الكائنات1 العصر العثماني | إكتشاف حجر رشيد1 العصر العثماني | الحملة الفرنسية على مصر1 تاريخ الأرض الطبيعي1 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الغربية1 تاريخ العالم | القرن الرابع الميلادي1 تاريخ الكون وبداية نشأة الحياة على كوكب الأرض1 تاريخ الكون وبداية نشأة كوكب الأرض | فيديو أحدث الإكتشافات العلمية في مجال علم الفضاء1 تاريخ المسيحية في مصر1 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأموية1 تاريخ مصر في عصور الاحتلال | عصر الجمهورية1 جرائم العرب المسلمون في مصر | الكاتب / أشرف صالح1 حضارات ما قبل التاريخ | حضارات ما قبل الطوفان العظيم1 دراسات في الكتاب المقدس1 دراسات في تاريخ الإسلام1 دراسات في تاريخ العالم القديم1 قاموس القديسين والشهداء1 مصر عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية | الدولة العباسية الثانية1 مصر في العصر الإسلامي | مقدمة الكاتب أشرف صالح عن تاريخ العرب القديم ما قبل الإسلام1 مصر في عصر الإسلام1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الإخشيدية1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الطولونية | مقدمة عن الدولة الطولونية1 مصر في عصر الإسلام | العصر الأموي1 مصر في عصر الإسلام | العصر العباسي | الدولة العباسية الأولى1 مصر في عصر الإسلام | جرائم عمرو بن العاص | حرق مكتبة الأسكندرية1 مصر في عصر الإسلام | دراسات في تاريخ الإسلام وحكم مصر1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية الرابعة1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية1 مصر في عصر الإسلام | عصر المماليك البرجية الشركسية1 مصر في عصر الإسلام | مصر في عصر الخلفاء الراشدين1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة الأيوبية1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة العباسية الثالثة1 مصر في عصور الإحتلال |عصر المماليك1 مصر في عصور الإسلام | العصر الجمهوري1 مصر في عصور الإسلام | عصر الدولة العباسية1 مقتطفات من حياة البطاركة1 موسوعة أقباط مصر1 موسوعة أنبياء العهد القديم1 موسوعة المؤرخون الأوائل1 موسوعة مصر التاريخية الشاملة1 موسوعة مملكة الأرض الجغرافية1