مصر في عصور الاحتلال
عصر الإحتلال الثاني
[ الإحتلال الروماني لمصر ]
مقدمة
إن مُصطلح الإمبراطورية
الرومانية ، هو مُصطلح أطلق على المرحلة التي تلت الجمهورية الرومانية التي حكمت
روما ، فهي تطور للحكم السياسي لروما ، وقد تميزت مرحلة الحكم الإمبراطوري لروما في
تلك الفترة بـالحكم الإستبدادي ، وقد خلف الحكم الإمبراطوري 500 عام من الحكم
الجمهوري لروما ( في الفترة من : 510 ق . م - القرن الأول قبل الميلاد) الذي كان قد ضعف ، بسبب
النزاع بين جايوس ماريوس ، وسولا والحرب الأهلية من يوليوس قيصر ضد بومبي ، ليس هناك
تاريخ محدد يبين انتقال روما من الجمهورية إلى الإمبراطورية ، ولكن يمكن اعتبار
بداية الإمبراطورية الرومانية من بداية تعيين يوليوس قيصر دكتاتوراً دائماً لروما
سنة 44 ق . م، في المرحلة التي إنتصر فيها أوكتافيين وريث يوليوس قيصر في معركة
أكتيوم (32 سبتمبر 31 قبل الميلاد)، وكذلك منح مجلس الشيوخ الروماني عبارات التعظيم
لأوكتافيين عبارات التعظيم ، وتلقيبه (أغسطس العظيم) ، أو ( الجدير بالإحترام كإله ) - في 16 يونيو 27 ق . م .
ما قبل تأسيس الدولة الرومانية
إن
الرومان في واقع الأصل - هم شعب إستقروا في وسط شبه الجزيرة الإيطالية ابتداء من
القرن الثاني عشر قبل الميلادي ، وقاموا بتأسيس مدينة روما القديمة ، ثم عمل هذا
الشعب على تنظيم وتطوير مؤسساته السياسية والعسكرية والإجتماعية ، وبدأ بالتوسع
التدريجي وأسس دولة سيطرت في بادئ الأمر على شبه الجزيرة الإيطالية ، ثم اتسعت هذه
الدولة وسيطرت على معظم العالم القديم ، وأصبحت حدودها شاسعة إمتدت من الجزر
البريطانية وشواطئ أوروبا الأطلسية غرباً إلى بلاد مابين النهرين وساحل بحر قزوين
شرقاً ومن وسط أوروبا حتى شمال جبال الألب والى الصحراء الإفريقية الكبرى والبحر
الأحمر جنوباً.
وبذلك كانت مثالاً على مفهوم الدولة الجامعة alUniversStat الطابع الإستعماري ، وقد إستمرت حتى القرن الخامس الميلادي ، الذي فيه تمكنت القبائل
الجرمانية من السيطرة على مقاطعات الدولة الرومانية عام 476 م.
خريطة روما قديماً
تأسيس الدولة الرومانية القديمة
ليس هناك وثائق أو
إثباتات تاريخية تحدد مجيء الرومان إلى شبه الجزيرة الإيطالية وتأسيسهم مدينة روما
وإنما يعتمد المؤرخون على مجموعة من الأساطير والروايات التي تناقلها الأشخاص
الذين درسوا التاريخ القديم على مر العصور ، مضمونها أن مؤسس روما ، هو : " رومولوس " ، والذي كان قد رضع هو وشقيقه من ذئبة ، بعد وفاة والدتهما .
تمثال يجسد إسطورة الذئبة التي أرضعت
رمولوس مؤسس روما وشقيقه
وتؤكد الإكتشافات الأثرية والمستندات
التاريخية وقائع تأسيس القرية الصغيرة على يد الزعيم اللاتيني رومولوس Romulus -.
وقد
أطلق عليها اسم (روما) نسبة إلى مؤسسها (رومولوس) ونصب نفسه ملكاً عليها كأول ملك
على روما والمناطق المحيطة بها ، وأسس بذلك سلسلة من الملوك، بلغ عددهم سبعة حكموا
روما.
وتشير الروايات إلى أن ( رومولوس ) ، ركز خلال تأسيس الدولة على النواحي
العسكرية وقد وضع استراتيجية تتلخص في الآتي:
• السيطرة
على الأراضي المحيطة بروما.
• أرسى
القواعد الأولى للشرائع والديانة الرومانية.
• التوسع
والسيطرة على الأقاليم المجاورة.
بداية ظهور الإمبراطورية الرومانية
أسقطت ثورة الشعب
الروماني الملك الطاغية (تارلينيوس) واعتبر الرومان عام (509 ق.م) مفترقاً أساسياً
في حياتهم السياسية والإجتماعية والإقتصادية وأطلقوا عليه إسم (عام المجد) وكان
ذلك بعد سلسلة من الأحداث السياسية والعسكرية التي لاتزال غامضة حتى وقتنا الحاضر ،
وتوصل الشعب الروماني إلى تنظيم جديد للسلطة في روما ، وإبتداءً من ذلك التاريخ ، بدأت العملية الفعلية لبناء الإمبرطورية الرومانية، فعملوا على التوسع الجغرافي ، حيث وضعوا نصب أعينهم هدفاً أساسياً ، ينحصر في التوسع الجغرافي باستخدام القوة
العسكرية والسياسية والإقتصادية ، ورأوا بأن هذه الطريقة هي الأفضل لتحقيق طموحات
هذه الدولة الفتية ، فبدأوا بحروب شبيهة بالغزوات القبلية المحدودة تستهدف إخضاع
العشائر والعائلات المحيطة بروما ، وكان ذلك خلال مراحل قيام الجمهورية الأولى التي
قامت بتأسيس الإمبراطورية الرومانية ، ثم بدأت مرحلة قيام الجمهورية الثانية التي
شهدت تحول الدولة الصاعدة من قوة لاتينية داخل شبه الجزيرة الإيطالية إلى قوة
عسكرية عالمية تتأثر بمايجري وتؤثر على في مركز العالم القديم ( حوض البحر الأبيض
المتوسط ).
وفي هذه المرحلة ، إنتهت حروب روما داخل شبه الجزيرة الإيطالية ، وبدأت حروب
الرومان مع الفينيقيين (القرطاجيين) التي كانت مدينة قرطاجة الكائنة في شمال
أفريقيا عاصمة لهم .
فترة الصراع الروماني القرطاجي [ الحروب البونيقية ]
لقد بدأ الصراع الروماني
- القرطاجي - والمعروف إصطلاحاً بإسم : ( الحروب البونيقية - Wars Punic First ) ، كصراع تجاري ، ثم أخذ أبعاداً عسكرية وكان أول احتكاك بين الطرفين عندما
احتل الرومان جزيرة صقلية عام (264 ق.م) ، وإعتبر القرطاجيون هذا الغزو مساساً
مباشراً بمصالحهم الإقتصادية والسياسية، وهذه الواقعة كانت البداية الأولى بين
الرومان والقرطاجيين ، وقد إستمرت الحرب البونيقية من عام 264 ق.م إلى عام 241 ق.م .
وفي الحروب البونية
خاض الطرفان سلسلة من المعارك البرية والبحرية ـ حسم بعضها وبقي الآخر دون نتائج
حاسمة ، ولكن كان غالبية حسم المعارك للرومان وخصوصاً المعارك البرية - أما المعارك
البحرية - فكانت غالباً نتائجها للقرطاجيين ، حيث كانت معظم قواتهم بحرية بخلاف
الرومان الذين كانت قواتهم برية.
خريطة روما خلال فترة الحروب البونيقية
وقد حقق الرومان أول
إنجاز لهم عندما أخرجوا القرطاجيين من صقلية عام (241 ق.م)، ثم تلا ذلك أن تمكن
القائد الروماني (ماركوس ديغولوس) من هزيمة الأسطول القرطاجي عام (256 ق.م) ، وكانت
هذه المعركة أول معركة بحرية يخوضها الجيش الروماني، ولكن القرطاجيين لم يستكينوا
للرومان وقرر قائدهم في هذه الحقبة من الزمن (هانيبال) الإستمرار في مدّ رقعة
السيطرة القرطاجية على الساحل الإسباني وقد وصلوا إلى (مرسيليا) عاقدين العزم على
غزو الأراضي الإيطالية من الجهة الشمالية الغربية، وكانت آمال (هانيبال) كبيرة في
أن يساعده الرومان.
وفد بدأ القرطاجيون حملتهم الجديدة على الرومان ، ومن هنا بدأ
ميزان القوى يميل ضد مصالح (روما) فبعد أكثر من عشر سنوات من الحروب المستمرة مع
أعداء مختلفين على جميع الإتجاهات لشبه الجزيرة الإيطالية ، قويت حملة (هانيبال)
المدروسة والمعد لها جيداً وأصبحت مثل رأس الحربة في وجه الطموحات الرومانية ،
خصوصاً أن هذه الحملة قد ظهرت مع ظهور عدد من الأطراف المعادية للرومان ، وأصبحت
الدولة الرومانية في ريب وخوف من التحالفات التي سوف تقف في وجه المخططات التوسعية.
فترة
إزدهار مملكة قرطاج [ حروب هانيبال ]
لقد تمكن هانيبال من
تحقيق سلسلة من الانتصارات للقرطاجيين على الرومان تتمثل في :
• الإنتصار
على الجيش الروماني في معركة كاني CANNAE.
• الإستيلاء
على مدينة (ساعونتوم) حليفة روما.
• قطع
نهر تريبيا.
وقد سبق تلك الفترة
تحالف بين الملك المقدوني (فيليب الخامس) ، و (هانيبال) ضد الرومان ، وزاد الطينة بلة
انفصال (سيراكوز) في صقلية عن السلطة المركزية في روما ومن هنا أصبحت روما على
حافة الهزيمة .
بداية صعود الدولة الرومانية
ولكن أصر الرومان على الصمود في وجه جيوش هانيبال وحلفاؤه - وبهذا الصمود - تعثر تقدم هانيبال إلى روما ، وتم دحر الجيوش القرطاجية، وقد تعددت أسباب الهزائم
القرطاجية ومنها :
• القدرة
الرومانية على مواجهة المصاعب بهدوء ورباطة جأش.
• الإستفادة
من الدروس العسكرية القتالية المتتابعة بأسرع وقت.
• بقاء
معظم حلفاء روما اللاتينيين إلى جانبها في أوقات الأزمات.
• عدم
وصول المساعدات والإمدادات إلى قوات هانيبال.
• كانت
الحكومة القرطاجية ، تعاني من الإنقسامات والفساد مما أدى إلى عدم مساندة الحملة
الهانيبالية.
• كان
القسم الأكبر من جيش (هانيبال) من الخيالة ، وكان هذا السلاح فعالاً في العمليات القِتالية
المتحركة والسريعة ، ولكنه غير ملائم لعمليات الحصار ، وإحتلال الأراضي.
وهذه المواقف
والمؤثرات استغلها الرومان ، فأعادوا تنظيم جيوشهم ونشرها على مختلف الجبهات وقاموا
بسلسلة من الحملات التي أدت إلى إستعادة كل من مدينة (سيراكوز) و(كابي)، وقرر
الرومان فتح جبهة في أسبانيا لمحاصرة قوات (هانيبال) ومنع التعزيزات من الوصول
إليها.
{ مَشَاهير الشخصيات في تاريخ روما القديم }
ســـولا
وقد ألحقت القوات
الرومانية هزيمة بالقوات القرطاجية في معركة إيليباIlipa في
إسبانيا وفي هذه الأثناء تراجع الملك المقدوني (فيليب) الخامس ، عن التحالف مع
هانيبال فسعى الرومان إلى مصالحته.
وقد قاد القائد
الروماني (سيبيو) جيشاً قوامه (25) ألف رجلاً من المشاة المدعمين بالخيالة وقطع به
البحر الأبيض المتوسط متجهاً إلى قرطاجة ، وأصر القرطاجيون على استدعاء هانيبال من
إسبانيا لقيادة الجيوش القرطاجية ، وإلتقى الجيشان في معركة (زاما) التي انهزم فيها
القرطاجيون.
بعد هذه الهزيمة عقدت معاهدة اتفق فيها الطرفان على أن :
• يدفع
القرطاجيون الجزية خمسين عاماً.
• تخفيض
سفن القرطاجيين إلى عشر سفن.
• عدم
شن أي حرب خارج أفريقيا إلا بموافقة روما.
وهذا الإنتصار
الروماني كان من نتائجه السيطرة الرومانية على الساحل الإسباني الشرقي والجنوبي ، وتم تقسيم إسبانيا إلى مقاطعتين تحت اسم إسبانيا القريبة وإسبانيا البعيدة.
إثر الإنتهاء من درء
الخطر القرطاجي ‘ إتجهت أنظار الرومان شرقاً ، وأصبحوا يفكرون في الإستيلاء على مملكة
مقدونيا - وبالفعل - أعلنوا عليها الحرب وكان لهم أهداف تتمثل في :
• الحد
أو القضاء على النفوذ المقدوني في الشرق.
• السيطرة
على الجزر الواقعة في شرق حوض البحر الأبيض المتوسط نظراً لأهميتها البالغة على
صعيد الملاحة والتجارة.
• الوصول
إلى أراضي المملكة السلوقية التي كانت تسيطر على أجزاء من آسيا الصغرى وشمال سوريا.
وبعد تحديد تلك
الأهداف، شن الرومان سلسلة من المعارك التي انتهت باحتلال كامل للأراضي المقدونية
في الشرق وتم السيطرة على بلاد الإغريق (اليونان) ، وبنهاية هذه الحروب ، إتسعت حدود
الجمهورية الرومانية من إسبانيا غرباً إلى السواحل الغربية لأسيا الصغرى شرقاً ،
بالإضافة إلى الأراضي القرطاجية في شمال أفريقيا ، وقسمت هذه الأراضي الشاسعة إلى
سبع مقاطعات مرتبطة بالحكومة المركزية في روما.
روما في إزدهار العصر الجمهوري
وبعد هذه الإنتصارات ، أصبحت الدولة الرومانية دولة عظمى يصعب قهرها ، وتتحكم بمقدرات العالم القديم الغربي
والشرقي ، وفي هذه المرحلة بدأ التاريخ الروماني يضج بأسماء القادة والزعماء
المنتصرين وتحولوا إلى طبقة حاكمة تؤثر على مجرى الأحداث في روما وخارجها، وبعد
فترة الراحة التي تلت الحرب كانت مقدمة لمرحلة جديدة من الفتوحات الرومانية
الواسعة ، وبدأت عملية التوسع ، بالتوجه نحو فرض النظام الإمبراطوري وتم ذلك على
فترتين:
• الإمبراطورية
الأولى : دخلت الدولة الرومانية المرحلة الجديدة والحاسمة من تاريخها ، وهي المرحلة
الإمبراطورية ، بعد أن أصبح القائد (أوكتافيان) أول إمبراطور على روما وإستمر حكمه
حوالي (40 عاماً) ، وتم خلالها بسط السيطرة على مصر بعد هزيمة كليوباترا في موقعة
أكتيوم البحرية، وماتبقى من بلاد (الغال) فرنسا ، وحاول غزو جرمانيا الداخلية فانهزم
في موقعة تيوتبيرج ، وأُبيدت الكتائب الرومانية بالكامل وكان عددها خسمة وعشرين ألف
مقاتل ، ورجع القائد فاروس إلى روما مهزوماً. وأسس (أوكتافيان) السلالة الإمبراطورية
التي عرفت بإسم السلالة الجوليانية نسبة إلى عمه يوليوس قيصر.
• الإمبراطورية
الثانية : في هذه الفترة بدأت الديانة المسيحية بالإنتشار في الأرجاء الشرقية
للإمبراطورية ، إلا أن الديانة الرسمية للإمبراطورية ، كانت وثنية تعود في أصولها إلى
الديانة الإغريقية.
بداية عصور النكبات الكبرى للإمبراطورية الرومانية
1 - عصر الإمبراطور ديوكلتيانوس
بدأ العد العكسي في
حياة الدولة الرومانية اعتباراً من عام (235 م) ، فقد شهد ذلك العام إزدياداً خطيراً
في الإضطرابات السياسية والإجتماعية ، وتصاعدت فيه الهجمات الخارجية وخصوصاً من
القبائل الهمجية والجرمانية ، وعودة الإمبراطورية الفارسية في الشرق التي انتزعت
أرمينيا من يد الرومان ، وسيطرت على أراضي مابين النهرين وزحف الجيش الفارسي وإجتاح
إنطاكية وسوريا ، ولم يستطع الرومان صدّه حتى جاء الإمبراطور ديوكليتيان - DIOCLETIAN الذي
يعتبر مؤسس الإمبراطورية الثالثة وتمكن من إعادة الحكم بحيث يسند إلى أربعة أشخاص
يتقاسمون السلطة وهو النظام الذي عرف بإسم (الحكم الرباعي) ، وقد إستمر العمل بهذا
النظام حتى عام (305 م) ، ثم تبع ذلك صراع على السلطة ، إستمر طيلة الفترة من (306-
313 م) إلى أن جاء إلى العرش الإمبراطور (قسطنطين) ، الذي إعتبر حكمه نقطة تحول
أساسية في مسار الإمبراطورية الرومانية.
وخلال القرون الثاني
والثالث ، جاءت ثلاث أزمات معاً ، وهددت بإنهيار الامبراطوريه الرومانيه : الغزوات
الخارجية ، والحروب الاهليه الداخلية ، والاقتصاد تعتريها نقاط الضعف والمشاكل وفي
غضون ذلك ، اصبحت مدينة روما اقل اهمية بوصفها المركز الاداري للامبراطوريه
الرومانيه.
وقد أظهرت عيوب النظام المتجانس للحكومة الذي انشأة
أوغسطس قد تنشأ لادارة الامبراطوريه الرومانيه. ادخل خلفاؤه بعض التعديلات ، ولكن
الاحداث جعلت اوضح ان نظام عالمي جديد موحد أكثر مركزية هو النظام المطلوب.
وقد بدأ تقسيم الامبراطوريه في أواخر القرن الثالث من قبل ديوكلتيانوس في 286 م ، كانت تهدف إلى السيطرة
بكفاءه على الامبراطوريه الرومانيه الإمبراطورية الرومانـية
الغربية Western Roman Empire يشير
إلى النصف الغربي من الامبراطوريه الرومانيه ، النصف الآخر من الامبراطوريه
الرومانيه أصبح يعرف بإسم الامبراطوريه الرومانيه الشرقية ، واليوم معروفة على
نطاق واسع بإعتبارها الامبراطوريه البيزنطيه .
2 - عصر الإمبراطور قسطنطين
خلال الصراع على
السلطة شهدت الدولة الرومانية فوضى لم يسبق لها مثيل حيث كان التنافس على زمام
الإمبراطورية بين سبعة رجال - وهم (ماكسيميان) و(غاليريوس) و(مكسنتيوس) ، و(مكسيمينيوس
دايا) ، و(ليسينيوس) ، و(قسطنطين) ، وذلك بالإضافة إلى (دوميتيوس ألكسندر) ، الذي أعلن انفصاله
في أفريقيا، وبدأ الجميع بالإنهيار ولم يبق سوى (ليسينيوس) الذي كان يسيطر على
المناطق الشرقية وقسطنطين الذي كان قد قوي وسيطر على المناطق الغربية ، وقد توصل
الإثنان إلى إتفاق على التعايش والإعتراف لكل من الآخر بسلطته وسيطرته على المناطق
التي يحكمها ، واستمرت هذه الهدنة حوالي عشر سنوات ، وفي عام (324 م) وقع صدام بين
الرجلين في معركة (أدريانويل) التي إنتصر فيها قسطنطين وبهذا الإنتصار قامت قوات
قسطنطين بمطاردة قوات (ليسينيوس) في آسيا الصغرى وتمكن قسطنطين من إعتقال خصمه
وإعدامه وأصبح قسطنطين هو الإمبراطور الوحيد في روما. وقد اتخذ بعض الإجراءات التي
تهم الدولة منها :
• إعادة
النظام إلى الدولة.
• إدخال
الإصلاحات التي رآها ضرورية.
• إعتناقه
الديانة المسيحية واعتبارها الديانة الرسمية للدولة الرومانية.
• إنشاء عاصمة جديدة
لدولته في منطقة (بيزنطيوم) على ضفاف البوسفور وسماها Nova
Roma - أي روما الجديدة - وقد عرفت
فيما بعد بإسم القسطنطينية.
3 - عصر الإمبراطوري ثيؤدوسيوس
وقد قسم ثيودوسيوس الأول (يطلق عليه ايضا إسم "العظيم") الامبراطوريه الرومانيه لولديه آركاديوس إلى الامبراطوريه الرومانيه الشرقية - (مع عاصمة بلاده في القسطنطينيه) - و هونوريوس في الامبراطوريه الغربية (مع عاصمة بلاده في ميلانو.
وقد إنقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين في عهد
الإمبراطور : " ثيؤدسيوس " حيث ، تولى إبنه " أركاديوس " ، حكم
القسم الشرقي ، بينما تولى الإبن الآخر " هونوريوس " حكم القسم الغربي .
وقد قسم ثيودوسيوس الأول (يطلق عليه ايضاً اسم "العظيم") الامبراطوريه الرومانيه لولديه آركاديوس إلى الامبراطوريه الرومانيه الشرقية (مع عاصمة بلاده في القسطنطينيه) ، و هونوريوس في الامبراطوريه الغربية (مع عاصمة بلاده في ميلانو .
إرسال تعليق