الموقع الرسمي لمملكة الأرض الموقع الرسمي لمملكة الأرض
أحدث الأخبار
Loading...

آخر المقالات

أحدث الأخبار
Loading...
جاري التحميل ...

نيرون المجنون | نيرون | الطاغية نيرون | قتل امه وزوجته ومعلمه ومحظيته | مشاهير الامبراطورية الرومانية


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_76.html
تابع : تاريخ مصر في عصور الإحتلال
ثانياً :  مصر في العصر الروماني
نيرون -  Neron

54 م  -  68 م


مقدمة
وُلِدَ الإمبراطور الروماني " نيرون ، أو نيرو Nero " ، في يوم الرابع من ديسمبر لسنة 37 م ، وهو ينتمي من حيث الأصول ، إلى السلالة الملكية اليوليوكلودية ، وهو الخامس في ترتيب الأباطرة الرومان ، وقد وصل إلى العرش ، بخطة قادتها أمه الإمبراطورة أجريبينا ، ولكنه كان في الأصل ، إبن كلوديوس قيصر بالتبنى .
كان الإمبراطور " كاليجولا " - هو عَمٌ " نيرون " ، وقد أنفق أمواله في الخلاعة والمجون والملذات ، وسادت لديه رغبة جامحة في تعذيب معارضيه ، فكان يسوقهم إلى أشد صنوف العذاب ، ثم يلقي بأجسامهم إلى الحيوانات المفترسة الجائعة لتأكلها. 
وقد دعا نيرون - في بداية توليه مهام الحكم ، إلى الحكم المُطلق ، وأعلن تأليه شقيقته ، وحدد القرابين والأُضحيات التي تقدم لشخصه. 
كما أشيع أنه تزوج شقيقته " دروسيللا " ، وعين جواده واحداً من النبلاء. 
ويُحكى أنه قام بتعذيب غانيه تعذيباً شديداً ، عندما رفضت طلبه بأن تشهد ضد أحد معارضيه بتهمة الخيانه العظمى وقام بتقطيع أجزاء من فخذها ويدها ، ولم تسلم أم نيرون "أجربينيا" من بطش كاليجولا ، فقد أمر بنفيها هي وأختها "ليفيلا" إلى جزيرة "بونتيا ".
وقد حدث أن قام أحد ضباط الجيش الروماني ، كان يُدعى "كاسيوس شاريا" ، بقتله والتخلص منه في ثالث أيام إحتفالات ، كانت تُجري قبل مغادرة الإمبراطور لمصر حيث مدينة الإسكندرية ، وتم تنصيب عمه " كلوديوس " امبراطوراً.


وصول نيرون إلى عرش الإمبراطورية الرومانية

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_76.html
نيرون يوم تتويجه إمبراطوراً


كان الإمبراطور " كاليجولا " - هو عم " نيرون " ، وكان قد أنفق أمواله في الخلاعة والمجون والملذات ، وسادت لديه رغبة جامحة في تعذيب معارضيه ، فكان يسوقهم إلى أشد صنوف العذاب ، ثم يلقي بأجسامهم إلى الحيوانات لتأكلها. 
وقد دعا نيرون - في بداية توليه مهام الحكم ، إلى الحكم المُطلق ، وأعلن تأليه شقيقته ، وحدد القرابين والإضحيات التي تقدم لشخصه. 
كما أشيع أنه تزوج شقيقته " دروسيللا " ، وعين جواده واحداً من النبلاء. 
ويُحكى أنه قام بتعذيب غانيه تعذيباً شديداً ، عندما رفضت طلبه بأن تشهد ضد أحد معارضيه بتهمة الخيانة العُظمى ، وقام بتقطيع أجزاء من فخذها ويدها ، ولم تسلم والدة نيرون "أجربينيا" ، من بطش كاليجولا ، فقد أمر بنفيها هي وأختها "ليفيلا" إلى جزيرة " بونتيا "  ،ولقد إشتهر الإمبراطور كلوديوس بالبلاهه الشديده ، وكانت العامة تستخدم إسمه دليلاً على التسفيه والإهانه ، تم تعيينه في منصبه ، حيث كانت الرغبة في ذلك الوقت إعادة الهيبه مرة أخرى لمجلس الشيوخ والجيش ، وبإعتباره من العائلة الحاكمة ، فقد إعتُبِرَ الوريث الشرعي للحكم ، حيث أن كاليجولا لم يكن له أبناء يرثونه ، وكانت الرغبة عند الجيش ، بتعيينه في منصبه حتى لا يعارض رغبات الجيش ومجلس الشيوخ. 


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_76.html
الإمبراطور نيرون


ومما يروى عنه ، أنه عندما جاء الضباط إليه ليخبروه بأمر تعيينه ، ظن أنهم قادمين لقتله فبكى وألقى نفسه أمامهم متوسلاً لهم ألا يقتلوه.
بعد تعيينه في منصبه ، أمر بإعادة " أجريبينا " ( والدة الإمبراطور نيرون ) ، إبنة أخيه من منفاها ، وعاد معها " نيرون " ، وهو لم يبلغ الثالثة بعد.


أجربينيا الصُغرى – والدة نيرون


تقربت "أجربينيا" من كلوديوس مما أثار حفيظة "ميسالينا" زوجة كلوديوس الثالثة وثار بينهما تنافس للحظوه عند "كلوديوس" ، وقد حاولت "ميسالينا" كثيراً أن تشي بأغربينيا عند كلوديوس إلا أنها لم تنجح في ذلك.
وكانت "ميسالينا" إمرأة حسناء ، إلا أنها كانت شديدة التعطش للفجور والشهوانية وكانت تقابل عُشاقها سراً في القصر الإمبراطوري ، وتلجأ إلى إصطيادهم ، وتغييرهم بإستمرار ، وقد روى أنها طلبت من زوج أمها "سيلانوس" معاشرتها ، وعندما رفض ، أوشت به عند "كلوديوس" الذي أمر بإعدامه بتهمة الخيانة العُظمى .
وكان من بين عشاقها ، السيناتور " كايوس سيليوس " عضو مجلس الشيوخ ، وكانت تقابله كثيراً في بيته أو في القصر ، وعندما افتضح أمرهما ، وعرف به الجميع ، وكان "كلوديوس" خارج روما منهمكاً في زيارة مواقع عسكرية ، فعندما علم "كايوس" بإفتضاح علاقته بميسالينا إمتلأ رعباً ، إلا أنه عاد ، وتمالك نفسه ، وقرر أن يقتل الإمبراطور حتى يتزوج ميسالينا.
ولما عاد الإمبراطور علم بأمر كايوس ، فأمر بذبحه وتقطيع رجليه ويديه بعد أن يعذب بشده ، فإتخد قرار بإعدام ميسالينا ، إلا أنه تردد فيه كثيراً حتى أقنعه أصدقاؤه بتنفيذه.
وقد إمتد الصراع بين "أجربينيا" و"ميسالينا" إلى نيرون و"بريتانيكوس" الإبن الشرعي والوريث الوحيد للإمبراطور "كلوديوس" ، وبعد التخلص من "ميسالينا" خلت الأجواء تماماً أمام "أجربينيا" ، التي ازداد توددها لكلوديوس الذي شغفها حباً. ورغم معرفته ويقينه بإستحاله العلاقة بينه وبين "أجربينيا" في القانون الروماني ، إلا أنه وبإيعاز من "أجربينيا" ، إشترى ذمم رجال من مجلس الشيوخ ، وإستصدر منهم قراراً يقر زواجه من "أجربينيا" ، ويعتبره زواجاً رسمياَ. 
وبعد نجاح هذا الزواج ، عكفت "أجربينيا" على تحقيق حلمها بأن يأتي اليوم الذي يتولى فيه إبنها " نيرون " الإمبراطورية. 
 ولم يتبقى أمامها سوى عقبة إبن "كلوديوس" الشرعي "بريتانيكوس" ، فعكفت أولاً على إقناع " كلوديوس " على إعلان تبنيه لنيرون ، ثم وضعت خطة مستمرة   لإظهار " نيرون في الحفلات الرسمية بصورة الرجل كامل النمو ، والإبن المُفضل لدى الإمبراطور كلوديوس ، وإظهار بريتانيكوس الابن الشرعي لكلوديوس  ، بمظهر الإبن الصغير ، وكأنه يصغر "نيرون" بعشرات السنين. 


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_76.html
الإمبراطور نيرون

ثم تَقَرٌبَت من "أوكتافيا" ، إبنة الإمبراطور كلوديوس ، وأخت بريتانيكوس ، والتي كانت تصغر أخيها بثلاث سنوات ، كانت تهدف من هذا التقرب أن يُكلل في النهاية بزواج "نيرون" من "أوكتافيا" ، ليضفي ذلك شرٌعيه عليه ،  ومن أجل أن يحصل على الحكم بسهوله أكبر من إمكانية حدوث ذلك للوريث الشرعي ، والوحيد للحكم ، وإبن الإمبراطور " كلوديوس " - "بريتانيكوس، وقد تم لها ما خَطٌطَت لتنفيذه ، وتزوج "نيرون" من "أوكتافيا " .
وبعد مرور عام على زواج "نيرون" و"أوكتافيا"، أصيب "كلوديوس" بمرض شديد، وأصاب الفتور علاقته بأجربينيا ، حيث أدرك مدى نفوذها حوله ، وشعر بالندم إزاء إهماله لإبنه الشرعي "بريتانيكوس" ، وعزم على تغيير ذلك. 
وعندما شعرت "أجربينيا" بذلك ، قررت التخلص من "كلوديوس" ، ولكن بالشكل الذي لا يُلاحظه أحد حتى لا يفتضح الأمر ، ويأمر مجلس الشيوخ بإلغاء قرار تبني "نيرون" وحرمانه مما سعت " أجربينيا " له طوال هذه الفترة ، فلجأت إلى السُم الذي كانت تعده سيدة محكوم عليها بالإعدام تُدعى " لوكوستا " ، ولم يتم تنفيذ الحكم بعد ، فوعدتها " أجربينيا " ، بمساعدتها بشرط الحصول على سُم قاتل ، لا يظهر أثره بعد الموت ، وبعد مقتل "كلوديوس" ، تم إعلان " نيرون " إمبراطوراً بفضل أمه التي إستقطبت كل من حولها لهذه المهمة.

جلوس نيرون على عرش روما وبداية الصراعات الداخلية
الإمبراطور نيرون

وبدأ حكم " نيرون " - ليكون الإمبراطور الخامس في تاريخ الإمبراطورية الرومانية ، وقد كان " نيرون " مجرد إمبراطوراً إسمياً ، لصِغَر سنه ، ولأن أمه " أجربينيا " ، هي التي ظلت تتحكم في كل شيء بنفوذها ، حيث عَهَدَت "أجربينيا" مهمة تربية وتنشأة "نيرون" إلى إثنين من أكثر المخلصين لشخصها ، هما : "سينيكا" الفيلسوف المفوه الشهير ، والذي وعدته بأن يصبح وزيراً للدولة [ كان يعيش زمان "كاليجولا" ] ، ويختلف معه كثيراً ، حتى نفاه خارج روما ، ولم يعد لروما إلا بعد زواج "أجربينيا" من "كلوديوس" ، وطلبها منه إعادة "سينيكا" ، و"بوروس" - الذي وعدته بأن يكون قائداً للجيش. 
وبفضل خطب "سينيكا" الحماسية ، وتأييد "بوروس" ، وضمان الجيش معه ، تم تنصيب "نيرون" بعمر 16 سنة إمبراطوراً ، وتناسى الجميع "بريتانيكوس" - الوريث الشرعي الوحيد للحكم.


عملة الإمبراطور نيرون


وقد بدأ الصدام يَدُب بين "نيرون" المُتعطش للحكم ، ونفوذ أمه الظاهر جلياً للعيان في كل صغيره وكبيرة ، وزاد الأمر تعقيداً بعد أن ظهر طيٌش "نيرون" ، وفشل "سينيكا" و"بوروس" ، السيطرة عليه ، وظهر ذلك تحديداً عندما إنجذب "نيرون" ، لأمة من آسيا تدعى "آكتي" ، وبعده عن زوجته "أوكتافيا" التي لم ير فيها سوى خطه من خطط أمه للوصول للحكم ، وحيث تحولت أفعال "نيرون" إلى الخطوره بمكان لتهديد العرش والسلطه واجهته "أجربينيا" ووبخته ، وبدأ الصدام الذي وصل مداه عندما هددت "أجربينيا" "نيرون" بأنه إن لم ينصع لها ، فسوف تُعيد العرش إلى الوريث الشرعي لحكم " بريتانيكوس .
وكان لهذا التهديد وقع شديد على "نيرون" الذي تنبه إلى وجود الوريث الشرعي للحكم على قيد الحياة ، وإحتمال تنفيذ "أجربينيا" لتهديدها ، وسواء أكانت "أجربينيا" ، جاده في تهديدها أم لا ، فقد عزم " نيرون " ، على قتل "بريتانيكوس" بالسُم ، وهو ما تم تنفيذه حسب رغبة " نيرون " .
بعد ذلك بدأ "نيرون" في تحجيم دور أمه في الحياة السياسية فأغدق العطايا والأموال على الأمراء ورجال الدولة البارزين الذين تناسوا تحت وطأة العطايا والترهيب السبب الحقيقي لمقتل "بريتانيكوس"، واكتفوا بتصديق رواية "نيرون" ، على أنه مات بشكل طبيعي ، ومع الوقت - إستسلمت "أجربينيا" لرغبة إبنها ، وتم إقصائها خارج القصر الإمبراطوري ، وخصص لها "نيرون" قصرا في المدينة كان مخصصاً لعدد من أفراد الأسرة الحاكمة ، وكان "نيرون" يزورها من وقت لآخر ، ويُحرص في زيارته أنه يكون في كامل رونقه ومظهره حتى يُظهر الفرق في السلطة بينه وبينها.
وعلى ذلك - إنصرف "نيرون" عن شئون حكم الإمبراطورية ، وواجباته التي تقتضيها سُلطته كإمبراطور ، إلى حياة السُكر والعربدة والعهر ، وطاف يُشبع رغباته المكبوته ليتحول حكمه مع الوقت إلى وبال على الشعب ، وسيطر عليه وهم أنه بارع كمغنى ، ولاعب للقيثارة ، وسائق لعربة حربية ، والمؤرخ المتتبع لكيفية وصول الأباطرة إلى عرش روما ، يكتشف بسهولة أنه كان غالباً عن طريق الإغتيالات السياسية التي أصبحت السمة الأساسية للحكم في روما ، ويحكى في بذخه وحبه للعطور أنه في عهده كان سقف الدعوات يُمطر رذاذاً من العطور والزهور.
وبسبب إنصراف " نيرون " عن شؤون البلاد ، وإنغماسه في الملذات والمُتع الشخصية ، والتَلَذٌذ بالقتل وإراقه الدماء ، فقد نَشَبَت الإنقلابات والثورات ضده - ففي إيطاليا - قامت ثورة تتزعمها ملكة قبائل الايكينين ، وتدعى "بوديكا"، وفي أرمينيا ألغيت الامتيازات المعطاه للنفوذ الروماني في المملكة.

إنصراف نيرون عن مسئوليات الحكم إلى الغناء والتمثيل
فشل " نيرون " في الساحة السياسية والعسكريه وسيطرت عليه فكرة أنه كان بارعا في الغناء والتمثيل ، فكان يخرج إلى اليونان ، ويطوف مدنها يحصد الجوائز في مجال التمثيل والغناء ، جوائز لا تجرؤ لجان تحكيمها أن ينتقدوه ، أو يعطوا الجائزة الأولى لغيره في كل المجالات التي يدخل فيها.
وقد كان يسير في جيش من الممثلين والمغنيين يحملون أوسمته وجوائزه ويدخل بها إلى روما دخول الجيش المُظفر العائد من ميدان المعركة. 
في هذا الوقت - كان ينظر للممثلين والمغنيين نظره دونيه من قبل المجتمع باعتبارهم مهرجين يقومون بهذه الأعمال من أجل الكسب. 
فكان الإحتقار هو السمه الأساسية التي يوصم بها الممثل عندما يفرغ من مسرحيته ثم يتوسل للجمهور ليصفق له - ومع إصرار "نيرون" - على ممارسه التمثيل والغناء ، فقد زاد ذلك من شدة كراهية الشعب له.


الإنقلابات التي ظهرت في عهد الإمبراطور نيرون


الإمبراطور نيرون


لقد شهدت فترة حكم "نيرون" العديد من محاولات الإنقلاب الفاشلة ، أشهر هذه المحاولات كانت على يد تنظيم سري ضم بين أفراده مجموعه من النبلاء والشعراء. كان "بيزو" يتزعم هذا التنظيم ، وهو أحد النبلاء ، وكان يُنظر إليه على أنه الإمبراطور القادم حال نجاح هذا الإنقلاب.
أيضا إنضم إلى التنظيم أحد مستشاري " نيرون " ، ويدعى " سوبريوس فلافيوس " وكان على درجة قاضي ، ويُعامل معامل الوزير في بلاط "نيرون". 
أما السيدة الوحيدة في التنظيم ، فكانت تدعى " أبيكاريس " ، وعكف التنظيم على التوسع حتى انكشف أمره ، فألقي القبض على " أبيكاريس " ، وسيٌقت إلى أشد أنواع التعذيب على الآلات المخصصه لإستنطاق كل من يغضب عليه " نيرون " ، ولكنها وبثبات شديد ، رفضت أن تدلي بمعلومات عن التنظيم أو عن الأفراد المشاركين فيه وتحينت الفرصة المناسبة ، وشنقت نفسها من الحبال التي كانت تُستخدم في ربطها لتموت دون أن تُخبر جلاديها بما كانوا ينتظرون سماعه منها.
وسارع التنظيم إلى محاولة تنفيذ مهمته بسرعه بعد القبض على "أبيكاريس"، وتم الإتفاق على قتل "نيرون" في أحد الإحتفالات ، ووجهوا مهمة غرس الخنجر الأول في قلب "نيرون" إلى شخص عرف عنه التهور ويدعى "سكيفينوس"، وقبل موعد تنفيذ المهمة بليلة واحدة ، ظهرت معالم القلق على "سكيفينوس" ، ثم بدأ يتصرف بغرابه لفتت الأنظار إليه ، فأعتق عبيده ، وطلب من خادمه أن يُشٌحِذَ له سكين خاص ويجعله جاهز للإستخدام ، فأصاب القلق هذا الخادم ، وخاف مما ينوي عليه سيده فهرب إلى " نيرون " ، وأخبر حراسه أنه يريد أن يقابل الإمبراطور لأمر خطير ، ثم قص ما رأه على سيده. 
وعندما واجه "نيرون" "سكيفينوس" بما قاله خادمه أنكره بشده ولكن الخادم أخبر بأسماء من كانوا يترددون على "سكيفينوس" وتم احضارهم جميعا ومقارنه أقوالهم فتبين "نيرون" حقيقه ما يجري ، وأمر بتنفيذ أشد الأحكام بهم وبكل معاونيهم ، وأجريت محكمة كبيرة في ساحات حدائق قصر "نيرون" وتمت محاكمة الجميع وإزدادت أسماء المتهمين ، لأن كل شخص كان يقع في أيدي جلادي "نيرون" كان يُستنطق بأشد ألوان العذاب لينطق بأسماء شركاء حتى وإن كان لابد ينطق بأي اسم سواء له علاقه بالأمر أم لا ، وتمت المحاكمه ، وسقط كل أفراد التنظيم ، وأريقت دماء كثيرة في مذبحة عامة ، راح ضحيتها مايقرُب من خمسة آلاف شخص.


جرائم الإمبراطور نيرون خلال فترة حكمه
1- نيرون يقتل أمه " أجريبينا "
بعد أن إنصرف "نيرون" إلى ليالي المجون والعربده ، إزداد إنحطاطاً يوماً بعد يوم، فإذا حل الليل عليه ، إنغمس وسط العاهرات في حفلات ماجنه ، ثم يتنكر في زي عبيد وينزل إلى الطرقات يسرق ويمارس أعمال قطع طرق. 
وفي أحد هذه الحفلات الماجنه ، حاول أحد أصدقاؤه ، ويدعى "باريس" أن يشي بأم نيرون ، فأخبر "نيرون" أن أمه تُجهز عملية إنقلاب عليه ، وأنها ستُعين أحد أحفاد الامبراطور "أغسطس قيصر" ، ويدعى "بلوتس" ، وإن "بلوتس" ، وعدها بالزواج حال نجاح الانقلاب ، وعندما سمع "نيرون" بهذه الوشاية ، إستشاط غضباً ، وقرر إصدار أمر بإعدام أمه ، إلا أن "بوروس" حثه على عدم التسرع في هذا القرار وأن يعطي الفرصة التي يعطيها للمحكوم عليهم بالإعدام بالدفاع عن نفسهم حتى لا يثير ذلك العامة على "نيرون". 
في اليوم التالي قام "نيرون" بالإرسال في طلب كلٍ من "بوروس" و"سينيكا" إلى أمه لتوجيه إليها الإتهام ، وفي هذه المقابله صبت "أجربينيا" ، جام غضبها على نيرون ، ونَعَتَتُهُ بأفظع الألفاظ ، ثم ما لبثت أن هدأت وبدأت ترد على الإتهامات ، وعاد الرسل مره أخرى إلى " نيرون " ، الذي إقتنع بالردود ، ثم ما لبث أن عاد الوئام الحذر بين الأبن وأمه لفترة قصيره.
وقد إنتهت هذه الفترة ، عندما تعرف "نيرون" على إحدى الفتيات الجميلات ، اللواتي كانت ضمن العاهرات التي يعرفهن من الأماكن التي كان يقضي فيها معظم أوقاته ، وتُدعى " بوبيه " ، وقرر " نيرون " الإنصياع لأوامر " بوبيه " بأن يُطلق زوجته "أوكتافيا" ، وأن يتزوجها. 
ولما علمت "أجربينيا" بذلك قررت منع ابنها من تلك الخطوه بكل الطرق مما دفع "بوبيه" بشحن "نيرون" ضد أمه ، وكيف أنه امبراطور ينصاع لأوامر أمه وهددته بأنها ستختفي من حياته ، فقرر "نيرون" التخلص من أمه ، فدبر لأمه عملية إغتيال وهي الغرق بحراً في أحد الرحلات ، إلا أن " أجربينيا " ، نجت من القارب الغارق بأعجوبه ، وبعد نجاة أمه قرر "نيرون" التخلص منها بإرسال جنود إلى قصرها ليقتلوها ، فأرسل إليها جنوده بقيادة صديق عمره "انيكيتوس" ، الذي كان يتمنى هذه الفرصة منذ زمن بعيد ، وبالفعل قتلها الجنود بالسيوف ، ثم أحرقوا بقايا جثتها ، وقد ماتت "أجربينيا" ، وهي تلعن إبنها ، الذي ألقت به نقمه على الشعب وعلى روما ، وبموتها ، مات أي مُعلم للبنوه والرحمه في قلب " نيرون " .

2- نيرون يقتل زوجته " أوكتافيا "
لقد أفجع  نبأ مقتل " أجربينيا " - أم الإمبراطور نيرون - مسامع الإمبراطورية كلها ، بما فيها أرجاء البلاط الإمبراطوري كله ، لهذا الحادث الأليم ، الذي تَجَلُت من خلاله ، أبشع صور العار على الإمبراطور - بوصفه قاتل أمه - وأيضاً كان لهذا الحدث الجلل ، مردوده السلبي من جانب الشعب الروماني ، الذين جعلهم ينقمون على "نيرون"، كما إمتعض الجيش الروماني أيضاً من هذا الفعل ، مما دفع "نيرون" إلى الهروب إلى نابولي حتى تهدأ روما بالنسبة له ، وفي هذه الأوقات ، قام بخطب وِد مجلس الشيوخ وقادة الجيش ، وأجزل لهم العطايا والأموال ، وضاعف رواتبهم ، حتى أصدر مجلس الشيوخ قرار بإستحسان مقتل "أجربينيا" ، ولما أطمئن لذلك "نيرون" ، عاد إلى روما ، وطلق زوجته "أوكتافيا" ، ثم تزوج من عشيقته " بوبيه " . 
ومع سريان هذا الخبر ، تعاطفت الجموع مع "أوكتافيا" ، وألقت بأكاليل الورود على تماثيلها في الميداين العامة ، فلما نما ذلك إلى "بوبيه" ، إزدادت غيره ، وملأ الحقد قلبها ، فحاولت تلفيق تُهمة إرتكاب الرذيله إلى "أوكتافيا" ، إلا أن خادمات "أوكتافيا" رفضوا الشهادة ضد سيدتهم ، فسحبتهم "بوبيه" إلى آلات التعذيب ، ومع ذلك لم تنجح في إستنطاقهم بالشهاده المزوره ، وأراد "نيرون" إرضاء "بوبيه" ، فأمر بنفي "أوكتافيا" خارج روما إلى مدينة "بابيه" ، حيث أسطول "أنيكيتوس" قاتل "أجربينيا" - وبما أن الغيره قد تملكت من "بوبيه" - فقد طلبت من "أنيكيتوس" أن يشهد ضد "أوكتافيا" ، ويقول أنها طلبت منه تنفيذ إنقلاب ضد "نيرون" ، وأنها أسلمته جسدها لذلك ، وفعل "أنيكيتوس" ذلك أمام المحكمة مما إقتضى من "نيرون" الغير آبه بأي شيء بإصدار حكم الإعدام على " أوكتافيا " .  

3- نيرون يقتل زوجته " بوبيا " - ويأمر بإغراق إبنها
كم من دماءِ أهدرت على يد الإمبراطور الطاغية "نيرون" ، الغير مبالياً بأحد ، ففي أحد الأيام نشب خلاف بينه وبين "بوبيه" ، مما دفعه إلى ضربها ضربا مبرحًا حتى قتلها ، ثم أمر بإغراق إبنها .

4 - نيرون يأمر بقتل الفيلسوف الروماني " سينيكا "
وقد إمتدت إغتيالاته بعد ذلك ليقتل أقرب المقربين منه وقائد جيشه الأمين "بوروس" ، ثم قتل أصدقاءه وأقاربه وضباطه ، وكان السم هو الوسيلة السهلة التي دائمًا ما كان يستخدمها "نيرون" في عمليات إغتيالاته ، وأيضًا قتل معلمه "سينيكا" ، حيث أنه في هذه الأثناء ، تذكر "نيرون" معلمه وفيلسوفه "سينيكا" ، وكان هو الوحيد الباقي ممن قاموا بتربيته وساعدوه هو وأمه حتى ، وصلوا إلى ما يحلمون به ، وكان "نيرون" ، قد قرر مُسبقاً أن يتخلص من "سينيكا" لأنه يمثل فترة سابقه ويمثل صوت العقل في بعض الأحيان ، ولم يعر "نيرون" أدنى اهتمام لكون الرجل هو من رباه وعلمه في بدايه حياته مع "بوروس" ، ولما كانت أحداث هذا المذبحه فقد وجدها "نيرون" فرصة للتخلص من "سينيكا" ، فتم زَج إسمه في المؤامره وصدر الحكم عليه بالإعدام ، وهذه المرة أمر "نيرون" جنوده أن يذهبوا إلى قصره ويخبروه بحكم "نيرون" ، وأنه يأمره أن يقتل نفسه ويقطع عروقه حتى الموت ، وبالفعل ضرب الحصار حول قصر "سينيكا" ، ثم مالبث أن نفذ الرجل العجوز حكم "نيرون" ، وقطع عروقه وقتل نفسه.

5 - مُحاكمة ظالمة تضاف إلى قائمة جرائم نيرون
وقد أجريت محكمة كبيرة في ساحات حدائق قصر "نيرون" ، وتمت محاكمة الجميع وإزدادت أسماء المتهمين ، لأن كل شخص يقع في أيدي جلادي "نيرون" يستنطق بأشد ألوان العذاب لينطق بأسماء شركاء حتى ، وإن كان لابد يُنطق بأي إسم سواء له علاقه بالأمر أم لا ، وتمت المحاكمه وسقط كل أفراد التنظيم وأريقت دماء كثيره في مذبحة عامة راح ضحيتها مايقرب من خمسة آلاف شخص.

6 - نيرون يأمر بحرق روما 
يُعد " حريق روما " - هو بمثابة أشهر كارثة تاريخية في تاريخ الحضارات البشرية كلها ، وهو أيضاً الحدث الأشهر في سجل أعمال نيرون الإجرامية على الإطلاق.
كان حريق روما الشهير سنة 64 م ، حيث راوده خياله في أن يعيد بناء روما ، وبدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير ، حيث شبت فيها النيران وإنتشرت بشدة لمدة أسبوع في أنحاء روما ، وإلتهمت النيران عشرة أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر ، وبينما كانت النيران تتصاعد والأجساد تحترق ، وفي وسط صراخ الضحايا ، كان نيرون جالساً في برج مُرتفع ، وهو يتسلى بمنظر الحريق الذي خلب لُبٌه وبيده آلة الطرب يغنى أشعار هوميروس التي يصف فيها حريق طروادة .


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_76.html
نيرون يعزف على قيثارته أثناء مشاهدته لروما وهي تحترق

7 - نيرون وإضطهاد الكنيسة المسيحية 
لقد هلك في هذا الحريق آلالاف من سكان روما ، وإتجهت أصابع اتهام الشعب والسياسييّن ، تُشير إليه بأنه هو المُتسبب في هذا الحريق المتعمد ، وتهامس أهل روما بالأقاويل عليه ، وتعالت كلماتهم ، وتزايدت كراهية الشعب نحوه ، وأصبح يحتاج إلى كبش فداء يضعه متهماً أمام الشعب ، وكان أمامه اختيار - إما اليهود أو المسيحية الحديثة في روما - ولكن كان اليهود تحت حماية بوبياسبينا إحدى زوجات نيرون ، فألصق التهمة بالمسيحيين ، وبدأ يلهى الشعب في القبض على المسيحيين وإضطهادهم ، وسفك دمائهم بتقديمهم للوحوش الكاسرة ، أو حرقهم بالنيران أمام أهل روما في الستاديوم ، وفي جميع أنحاء الإمبراطورية ، حتى إن مؤهلات الولاة الذين كانوا يتولون الأقاليم هو مدى قسوتهم في قتل المسيحيين ، وقد سيق أفواج من المسيحيين إلى مسارح التعذيب الأليمة من أجل إشباع رغبة الجماهير في رؤية الدماء ، وعاش المسيحيون المضطهدون في ربوع الإمبراطورية الرومانية ، في سراديب تحت الأرض ، وفي الكهوف ، هرباً من بطش نيرون ، وما زالت كنائسهم وأمواتهم إلى الآن يزورها السياح.
ولقد إستمر الاضطهاد الدموى أربع سنوات ذاق فيها المسيحيون كل مايتبادر إلى الذهن من أصناف التعذيب الوحشى ، وكان من ضحاياه بولس وبطرس اللذان قتلا عام 68 م. ولما سادت الإمبراطورية الرومانية الفوضى والجريمة ، أعلنه مجلس الشيوخ أنه أصبح "عدو الشعب" .



مشاهير شهداء الكنيسة الرسولية في عهد نيرون
لقد سقط مئات الألوف من القتلي ، ضحايا أعمال نيرون الإجرامية في حق المسيحيين وقد حُسبوا شهداءاً على إسم السيد المسيح له المجد ، على إثر الهجمة الإضطهادية الشرسة التي أضرم نيرها الإمبراطور الطاغي نيرون ، ومن مشاهير تلك الهجمة الإضطهادية العنيفة التي ألمت بالكنيسة المسيحية وبشعبها جمعاء في روما  :

1 -  القديس يعقوب البار في سنة 62 م

2القديس إندراوس في سنة 64 م

3القديس بطرس في سنة 67 م

4القديس بولس في سنة 67 م

5- القديس مرقس في سنة 68 م

إندلاع الثورة الشعبية ضد نيرون ونهايته المأساوية
إن المُتتبع لتاريخ روما يدرك أن الحكم الإمبراطوري ، كان ينتقل في الغالب بالمكيده وقتل الإمبراطور حتى يصل عرش الحكم لغيره ، وبالنسبة لنيرون فكانت نهايته لا تختلف كثيراً عن غيره ممن سبقوه ، فبعد المذابح والحرائق التي اشعل بها روما، انصرف إلى اليونان ليمارس هوايته في الغناء والرقص والتمثيل ، وفي هذه الأثناء قامت ثوره في بلاد الغال [ فرنسا الحالية ] ، على يد أحد نبلاء فرنسا ، وكان يُدعى "فيندكس" ، ومع تزايد وتيره الثورة وإنحسار ، وهزيمة "نيرون" وفشله في إداره الأزمه انصرف عنه أصدقاؤه وحاشيته ، ولم يجد بدا من أن يهرب من قصره إلى كوخ بعيد لأحد خدامه الذين بقوا معه ، وهناك كان يبكي كثيرا على ما وصل إليه وتذكر أمه وقال أنها هي من جلبت عليه اللعنه ، وظل مختبئاً حتى شعر بأصوات سنابك الجنود ، تحوم حول المكان - فما كان منه إلا أنه قرر أن يقتل نفسه ، وبعد محاولات كثيرة ، فشلت بسبب خوفه ولما سادت الإمبراطورية الرومانية الفوضى والجريمة أعلنه مجلس الشيوخ أنه أصبح "عدو الشعب" ، فمات منتحراً في عام 68 م ، مخلفاً وراءه حالة من الإفلاس نتيجة بذخه الشديد والفوضى من كثرة الحروب الأهلية أثناء حكمه ، ونيرون هو القيصر الذي أشار إليه سفر الأعمال في (أعمال 25 : 26) ، و(أعمال 26: 32) ، ولم ينته إضطهاد المسيحيين بموته - من الموت - قتل نفسه بنفسه - ومات الطاغيه الذي أرهق روما بمجونه وجنونه.


الولاة الرومان على مصر في عهد نيرون


ملحوظة :
الترتيب الوارد في ترقيم أسماء الولاة الرومان ، تم وضعه وفقاً للترتيب التاريخي لأسبقية الجلوس على كرسي ولاية مصر منذ إعلان مصر ولاية تابعة للإمبراطورية الرومانية .


23  - كلوديوس بالبيلوس 56 م  - 59 م

24   -يوليوس فستينوس 59 م - 67 م

  25- كايسينا توسكوس 67 م - 67 م

  26 -تيبريوس يوليوس ألكسندر 67 م - 68 م 

عن الكاتب

أشرف صالح

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

أرشيف المدونة الإلكترونية

التواصل الإجتماعي

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Powered By Blogger

المتابعون

جميع الحقوق محفوظة

الموقع الرسمي لمملكة الأرض