في الكنيسة عبر العصور
[ بدع وهرطقات القرن الخامس الميلادي ]
20 – البدعة النسطورية – أسسها " نسطور "
{ مختصر تاريخ البدعة النسطورية }
نسطور
لقد تتلمذ : " نسطور " على يدي ثيؤدوروس الميصي ، إختير بعدما تم تعليمه ليكون شماسًا ، ثم قسًا في كاتدرائية إنطاكية ، واشتهر بفصاحته وقوة عظاته.
اختاره الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير ليكون بطريركًا للقسطنطينية ، وعند ارتقائه لهذا المنصب الرفيع لم يحتمل عظمة المكانة الذي إختير لها ، فسلك بالكبرياء والعظمة وأُعجب بذاته ، حتى أنه في إحدى عظاته وجه خطابه للإمبراطور قائلًا :
إستأصل أيها الملك معي الهراطقة ، وأنا أستأصل معك جنود الفرس الأردياء.
وبعد أن تقضي على الأرض حياتك السعيدة أضمن لك أخيرًا جنة الخلد في السماء ".
كان نسطور قبل جلوسه على كرسي القسطنطينية مملوء غيرة في الدفاع عن الإيمان المستقيم ضد الهراطقة ، ولكنه للأسف تحول سريعًا وسقط في بدعته الشنيعة ، وقد كان سقوطه عظيمًا ، حتى قال عنه أحد المؤرخين : " إن نسطور حارب جميع الهرطقات ليمهد السبيل لهرطقته " .
1- جعل في المسيح أقنوميّن منفصلين ومتمايزين ، لذلك رفض عقيدة الإتحاد بين الناسوت واللاهوت كاتحاد حسب الطبيعة كاتا فيزين kata fuVin ، كما رفض الإتحاد الأقنومي Hypostatic union، أي رفض الوحدة بحسب الأقنوم بكونه إتحادًا يفوق الوصف والإدراك ، ولكنه إتحاد حقيقي لايُمكن أن ينفصل أقنومان ، وشخصان وطبيعتان للمسيح .
هذا - و يمكن تلخيص المبادئ التي نادى بها نسطور في الآتي :
الإتحاد الأقنومي - و يعني أن أقنوم الله الكلمة هو نفسه الذي وُلد من العذراء أو الذي تجسد من العذراء أو الذي أخذ جسدًا منها ، ولهذا يكون في المسيح أقنوم واحد ، ولا يوجد إتحاد أقنومي في الوجود كله إلا في تجسد كلمة الله.
2- إعتبار أن العلاقة بين اللاهوت والناسوت هي مجرد إتصال.
3- إعتبار أن الكلمة هو إبن الله Conjoining وأن يسوع هو ابن العذراء مريم. كان نسطور ينادي في بدعته أن في السيد المسيحأقنومين وشخصين وطبيعتين ، فهو حين يصنع المعجزات يكون إبن الله ، وحين يتألم ويجوع ويعطش ويصلب ويموت يكون ابن مريم.
4- إعتبار أن الإنسان مُختار من الكلمة ، وقد أنعم عليه الله الكلمة بكرامته وألقابه ، ولذلك نعبده معه بعبادة واحدة.