[ تابع بطاركة القرن الثاني
عشر الميلادي ]
72- البابا يؤانس الخامس
- John
V
1147م - 1166م
مقدمة
ولد البابا " يؤانس
الخامس " - أو " يوحنا الخامس " في أحد القرى بصعيد مصر ، إلا أن زمن
ميلاده غير معلوم على وجه الدقة ، وأيضاً إسم القرية التي ولد فيها .
وقد كان مُحباً لحياة العفة
والطهارة ، فقصد إلى البرية ، وترهب في دير أبى يحنس.
ورسم راهباً بإسم : "
يوحنا بن أبي الفتح " ، وعاش حياته في قداسة وبر وتقوي جميع أيام توحده في الدير .
الخلاف على رسامته البابوية
كان هناك أحد المرشحين للبطريركية في فترة اختيار البابا ميخائيل الثالث ، وكان هناك راهب من دير أبو مقار يسمى يؤانس بن كدران حاول الطعن في إختياره ، ولجأ إلى الخليفة ليصدر أمره ببطلان هذه الرسامة ، فأحال الخليفة الأمر إلى مجلس يضم الأساقفة وقاضى القضاة وبعض كبار رجال الدولة ، وهذا يدل على العدل العظيم في تناول أمور الأقباط في دولة إسلامية ، وبعد أن التأم هذا المجلس أقرَّ رأى الأساقفة المجتمعين ، وقرروا أن : " مَنْ حضر من الأساقفة والكهنة ليس لهم بطرك إلا ما طلبوه ورغبوا فيه ، ولا يكون المرشح هو الطالب أو الراغب ، وهذه سُنَّة القوم من أول ما عبدوا الله بين النصرانية وإلى هذا الوقت ، إذا صح عندهم أن الرجل الذي يريدوه يقدموه عليهم كامل أوصاف شريعتهم من القداسة والدين والعلم والصلاح والعفاف والرحمة ، وبقية ما يحتاجونه أن يكون فيه على حكم يذهبهم ، أخذوه كرها من غير إختياره ، وقيّدوه بالقيد الحديد لئلا يهرب منهم إلى البرية الجوانية فلا يقدروا عليه ، لأن قليل هم أهل هذه الصفة ، وان كانوا الكل آباؤنا وأخواتنا ، فأهل هذه الطبقة لا يوجد منهم إلا من الألف واحد ، يكون قد توحَّد وقد تفرَّد وترك العالم وهرب منهم، وجعل حياته مع وحوش الجبال وسباع البرية ، فنقل إلى طبع السباع الكاسرة والوحوش الضارية إلى مسالمته، وأن الصقور إذا رأته تأتى إليه وتسجد عند قدميه ليبارك عليها ويستأنس بها ولا تضره ، لمثل ذلك الشخص يطلب النصارى أن يكون مقدم عليهم ، فإن لم يجدوه قدموا غيره من أهل الاتضاع والعلم والدين ، ومن يشهد له بالعفاف والطهر ، ولا يجوز لهم أن يقدموا عليهم من يرغب فيهم ، ولا من يطلب السلطان " .
الجلوس على الكاتدراء المرقسي
وفي النهاية ، كان الكرسي الباباوي من نصيب " يوحنا بن أبي الفتح " الذي نصره الله على أعداءه ، وكان إرتقاءه للكرسي الباباوي المرقسي في يوم 2 النسيء
سنة 863 ش - الموافق يوم 25 أغسطس سنة 1147 م.) .
أهم الأحداث المعاصرة للخدمة
1 - إضطهاد الوزير العادل
بن السلار للأقباط
في خلال فترة جلوس البابا
" يؤانس " على السدة المرقسية ، تولى
أمر وزارة مصر - العادل بن السلار في خلافة الأمام الظاهر ، وكان هذا الوزير كارهأً
للمسيحيين ، فأمر نصاري مصر والقاهرة بالإلتزام بما يلي :
ولكن ، كانت عدالة السماء قد نفذت في حقه ، حيث أنه لم يدم في منصبه طويلاً لأن الله إنتقم منه سريعاً ، إذ قام عليه والي مصر ، وقتله وأخذ منه الوزارة.
وفي خلال فترة الإضطهاد
ذاتها ، هُدمت كنيسة مار جرجس بالمطرية بعد تجديدها علي أنقاض القديمة بجانب بئر البلسم
، وقام نصر بن عباس وقتل الخليفة الظاهر ونصب مكانه الفايز وقتل ابن عباس وإستولي مكانه
طلائع بن رزيك ونعت نفسه بالملك الصالح ، وكان مبغضاً للنصارى ، فأمر أن يكون لعمائمهم
ذوايب .
2 - وباء وغلاء وقحط في
مصر
في تلك الفترة أيضاً ، مرت مصر بظروف إقتصادية قاسية ، أدت إلى حدوث غلاء في الأسعار ، ووباء تفشىَ في الأبقار ، فنفق منها الكثير .
3 - أسد الدين شريكوه يصل بجيوشه إلى القاهرة
بعد موت مات الخلفية الفائز بأمر الله ، قام بعده على كرسي الخلافة ، الخليفة العاضد . وقد حدث أن مات الوزير طلائع بن رزيك في عهده ، وإستولي مكانه ولده ، ثم قام علي الأخير شاور والي الصعيد ، وإستولي علي الوزارة وقتل
سلفه. وتحرك ضرغام علي شاور وخلعه وحل مكانه - أما شاور - فهرب إلى الشام ، وعاد منها بصحبة
أسد الدين شيركوه ، وقتل ضرغام .
4 - وصول أسد الدين شريكوه لمصر ونهب وحرق الكنائس
لقد حدث بعد أن حاصر أسد الدين شيركوه القاهرة ، وإستولي عليها ، وأخضع شاور إليه ، أن إمتدت
إليها أيدي النهب والسلب والتخريب من جيوشه ، فنهب رجاله الأهالي ، وصاروا يمسكون النصارى أهل البلاد والأرمن الإفرنج ، ويقتلون منهم ويبيعون منهم بالثمن البخس.
وقد إستشهد علي أيديهم الراهب بشنونه الذي من
دير أبي مقار في 24 بشنس سنة 880 ش. (1164 م.) وأحرقوا جسده لإمتناعه عن تغيير دينه
وحفظت عظامه في كنيسة أبي سرجه.
في أعقاب ذلك ، حدثت أحداث مؤسفة ضد الأقباط والكنيسة ، حيث هُدِمَ من الكنائس الكثير ، نذكر منها : كنيسة الحمراء (مارمينا) بحارة الروم البرانية ، وكنيسة الزهري ، وعدة كنائس في أطراف مصر بعد نهب ما فيها ثم أذن الله بتجديد مبانيها
علي يد الأرخن أبي الفخر صليب بن ميخائيل الذي كان صاحب ديوان الملك الصالح الوزير.
وقد إجتمع في الإسكندرية
جمع كبير من الأساقفة والأراخنة ورجال الشعب، وأعُيدَ عرض الاسمين في حضور صاحب الخليفة
الذي كان يسجل ما يدور في محضر يعرض على الخليفة، وهنا صرخ الجميع بإسم يؤانس بن أبو
الفتح ، فثبت على كرسيه ، مظهرًا الحب لغريمه يؤانس بن كدران الذي حضر، لدرجة انه عرض
عليه رسامته أسقفًا على سمنود فلم يرضى.
5 - بوادر ضعف الدولة الفاطمية
نظرًا لضعف الدولة الفاطمية
في أواخر أيامها، فلم تكن قبضتها قوية على أحوال البلاد ، فإضطربت أحوال البلاد ، وإنفلت الأمن من قبضة السلطات الحاكمة ، وكثرت حوادث
العنف وقتل الوزراء والخلفاء ، ومن ثم فقد نال الأقباط شيء من هذا ، فبعض الرهبان مثل
شنودة من دير أبي مقار الذي رفض تغيير دينه فقُتِل وحاولوا إحراق جسده فلم يحترق، فأخذه
الأقباط ودفنوه في كنيسة أبي سرجه بمصر القديمة.
6 - أزمة الطقوس في داخل
الكنيسة
حدثت مشكله في عهده في طقوس
الكنيسة، إذ أضاف بعض رهبان أبو مقار وكانوا يقيمون في قلاية بقرية بشيش (بجوار المحلة)
أضافوا كلمة (المحيي) كصفة لجسد السيد المسيح فيصبح : " هذا هو الجسد المحيي " ، فلما بلغ الأمر البطريرك من أسقف سمنود الذي لم يكن يقبل هذه الإضافة ، عقد مجمعًا محليًا
لمناقشة الموضوع، وبعد طول مناقشة وحوار أقروه.
7 - الجيوش الصليبية تصل
إلى عسقلان
من جملة الأحداث التي وقع
حدوثها في زمن جلوس البابا " يؤانس الخامس " للكرسي المرقسي - قيام الصليبيون
بغزو عسقلان .
8 - واقعة أبي فخر اليهودي
وفي أيام هذا البطريرك آمن
بالسيد المسيح شاب إسرائيلي يسمي أبو الفخر بن أزهر وتعلم القبطية قراءة وكتابة وسمي
جرجس.
9 - واقعة القبض على البابا
وقد قبض علي البطريرك في
أيام العادل بن السلار وألقي في السجن لأنه امتنع عن رسامة مطران للحبشة بدل مطرانها
الشيخ الكبير المعروف بأنبا ميخائيل الأطفيحي وهو علي قيد الحياة وقد كان مرسومًا من
يد البابا مقاره وأفرج عنه بعد أسبوعين من اعتقاله لوفاة العادل. وفي أيام هذا البطريرك
أضيف إلى الاعتراف لفظة "المحيي" بعد "هذا هو الجسد" فصار يقال
"هذا هو الجسد المحيي
الذي أخذه الابن الوحيد.. إلخ." ، وجرت بسببها مجادلات ومناقشات
كثيرة وتنيَّح البطريرك في أيام شاور بعد أن تولي علي الكرسي مدة ثمان عشرة سنة وثمانية
أشهر وأربعة أيام.
أعماله خلال الخدمة
في خلال فترة باباوية قداسة البابا " يؤانس الخامس " - أضيف إلى الإعتراف
لفظة (المُحيي) ، بعد (هذا هو الجسد) ، فصار يقال : (هذا هو الجسد المحيى الذي أخذه ).
القديسين المعاصرين للخدمة
القديس بشنونه المقاري
مقدمة
يُعني إسم " بشنونة " - « الفرحة للكنيسة
و الناس » ، وحسب كتاب السنكسار القبطي ، فقد عاش القديس بشنونة فى النصف الثانى من القرن
الحادى عشر ، وكان مُعاصراً لفترة رئاسة البابا البطريرك الأنبا يؤانس الخامس للكنيسة القبطية ، والذى كان فى أيام الخليفة الفاطمى العاضد آخر خلفاء الفاطميين.
حياة القديس بشنونه وجهاده وإستشهاده
في هذا العهد إنقسمت فيه البلاد ، ودارت المعارك ، بين رجال
الأمير ضرغام ، ورجال الوزير شاور الأمر الذى أدى إلى نهاية حكم الأسرة الفاطمية لمصر ،
وفى هذا العصر أحرقوا مصر، ومساكن الأقباط فيها ، وفي أواخر القرن الثاني عشر ، وفي فترة
حكم العقد الفاطمين ، كانت تقام إحتفالات فى جميع الكنائس فى مصر ابتهاجًا بذكرى دخول
السيد المسيح أرض مصر .
وحدث أن الراهب بشنونة كان يقوم ببيع منتجات يديه، للشعب
للحصول على شراء بعض البقول بثمنها، ليعيش بها وذلك فى منطقة بسوق مصر فى منطقة بر
الخليج غرب باب اللوق بالقرب من السبع سقايا.
ويفصل السبع سقايا عن كنيسة الشهيد مارجرجس بفم الخليج
«الكوبرى» وحاليًا هى منطقة فم الخليج ، وتحرش بعض الجنود بالراهب بشنونة، عندما شاهدوه
حاملًا الصليب، على صدره كعادة الرهبان والأقباط وبدأوا بالسخرية منه، ومن ملابسه ، والإستهزاء
به ، بغرض الترفيه من شدة الحرب ولم يكتفوا بذلك ، بل بدأوا فى الإعتداء عليه ، وإيذاءه ، وقاموا بنزع الصليب المعلق على صَدره ، وهزأوا به وبصقوا فى وجهة وسبوه بأحقر الكلمات وتوعدوه
بالعذاب مالم يترك المسيحية.
فحاور الجنود الحجة بالحجة وبالمنطق مستشهدًا بآيات الشفاء ،
والمعجزات التى تحدث من القديسين الأبرار فأغتاظ الجنود وضربوه بقسوه حتى يسكت ، وإستمروا
فى ضربه بقسوة ، ونتفوا شعر ذقنه وهو صامد كالجبل ، ثم أمسكوا يديه وقدميه وهددوه بنزع
أظافرة ، فإستهزء بهم ، فخلعوا أظافر يديه وقدميه وهو فرحاً متحملًا العذابات بصبر عظيم ، حتى تنيح فى 1 يونيو من سنة 1146م .
الخُلفاء المعاصرون للخدمة
[ تابع : عصر الخلافة الفاطمية
الإسلامية ]
الخليفة الحافظ لدين الله
تاريخ الحكم
هو الخليفة الحافظ لدين الله أبو الميمون
عبد المجيد بن الأمير محمد بن المستنصر بالله معد بن الظاهر علي بن الحكم بن العزيز
بن المعز ، العبيدي الإسماعيلي المصري .
ولد بعسقلان سنة 467 هـ ، وتوفي في الخامس من
جمادى الاَُولى سنة 544 هـ (467/ 1130–1149/544) تولى الخلافة من بعد ابن عمه الآمر
بأحكام الله ومات سنة 1149 للميلاد ، قد دامت دولته عشرين سنة سوى خمسة أشهر ، وعاش سبع وسبعين
سنة، وقام بعده ولده الظاهر .
وقد بويع بالقاهرة للخلافة يوم مقتل إبن
عمّه الآمر ، بولاية العهد وتدبير المملكة ، حتى يظهر الحمل المخلف عن الآمر ، فغلب عليه
أبو علي أحمد بن الاَفضل ، في صبيحة يوم مبايعته ، وكان الآمر لمّا قتل الاَفضل إعتقل
جميع أولاده - ومن بينهم أبو علي المذكور - فأخرجه الجند من الإعتقال لما قُتل الآمر ، وبايعوه
فسار إلى القصر ، وقبض على الحافظ المذكور ، وإستقلّ بالاَمر ، وقام به أحسن قيام ، وردّ
على المصادرين أموالهم ، وأظهر مذهب الاِماميّة وتمسك بالاَئمّة الاثني عشر ، ورفض الحافظ
وأهل بيته ، ودعا على المنابر للقائم في آخر الزمان المعروف بالاِمام المنتظر على زعمهم ،
وكتب إسمه على السّكة ، ونهى أن يوَذن (حي على خير العمل) ، وأقام كذلك ، إلى أن وثب عليه
رجل من الخاصّة بالبستان الكبير بظاهر القاهرة ، في النصف من المحرم سنة ست وعشرين وخمسمائة ، فقتله ، وكان ذلك بتدبير الحافظ ، فبادر الاَجناد بإخراج الحافظ ، وبايعوه ولقبوه الحافظ،
ودعي له على المنابر.
كان الحافظ كلما أقام وزيرا
تمكن وحكم عليه، فيتألم ويتحيل عليه، ويعمل على هلاكه ؛ منهم رضوان ، فسجنه سبع سنين ،
وكان قد قدم الشام ، وجمع جموعاً ، وقاتل المصريين ، قاتلهم على باب القاهرة وإنتصر ، ثم
دخلها ، فإعتقله الحافظ عنده معززاً في القصر ، ثم نقب الحبس ، وراح إلى الصعيد ، وأقبل
بجمع عظيم، وحارب، فكان الملتقى عند جامع ابن طولون ، فإنتصر وتملك ، فبعث إليه الحافظ
بعشرين ألف دينار، رسم الوزارة، فما رضي حتى كمل له ستين ألفا، ثم بعث إليه عدة من
المماليك، فقاتلهم غلمانه وهو، فقُتل، وبقي الحافظ بلا وزير عشر سنين.
ولما قُتل الأكمل أقام في
الوزارة يانس مولاه ، فكبر يانس ، وتعدى طوره ، فسقِي.
ثم وزر له ولده الحسن ، فكان شر
وزير، تمرد وطغى ، وقتل أربعين أميرا، إلا أنه كان فيه تسنن، فخافه أبوه ، وجهز له عسكرا ، فتحاربوا أياماً ، ثم سقاه أبوه.
الخليفة الظافر بأمر الله
1149 م - 1154م
الخليفة الظافر بأمر الله
تاريخ الحكم
هو الخليفة الظافر بأمر الله أو الظافر
بأعداء الله أو الظافر بدين الله أبو المنصور إسماعيل ابن الحافظ لدين
الله كان الخليفة الفاطمي الثاني عشر .
ولد في فبراير عام 1133 م
سنة 527 هجري وتولى الخلافه وعمره 17 سنة سنة 544 هجري 1149م. كان أول وزير له سليم
بن محمد بن مصال الذي ثار عليه والي الاسكندريه والبحيرة علي بن اسحاق بن السلار فسار
إلى القاهرة وخلع ابن مصال واصبح هو وزيراً على غير رغبة الظافر وهرب ابن مصال إلى الصعيد
فحاربه العادل ابن السلار حتى قتله ، ثم خرج القائد عباس ابن أبو الفتوح على ابن السلار
وارسل من قتله في القاهره سنة 1152 م واصبح هو وزيرا ولقب بالافضل عباس وكانت علاقة
ابنه نصر بن عباس قوية بالخليفه ولكن في احدى الليالى غدر نصر بن عباس بصديقه الخليفه
وقتله سنة 549 هجري ابريل سنة 1154م.
في ايام الظافر اخذ الصليبيين
مدينة عسقلان من الفاطميين وكثر الضعف والوهن في الدوله وكان هو محبا للهو واللعب والوزراء
متحكمين فيه وقد بنى مسجد الفاكهين في خط الشوايين في القاهرة ـ تم إغتيالة من قبل ابن
وزيره المسمى نصر بن عباس في ابريل عام 1154 م.
الخليفة الفائز بنصر الله
1154 م - 1160 م
الخليفة الفائز بنصر الله
تاريخ الحكم
هو الخليفة الفائز بنصر الله أو الفائز
بدين الله .
كان الخليفة الفاطمي الثالث عشر ، وعلى الرغم من ذلك ، فلم يقُم بالحُكم فعلياً وتوفي في سن
الحادية عشر ، وتولى أخوه « العاضد لدين الله » الحكم ولم يكن قد بلغ هو الآخر.
الخليفة العاضد لدين الله
1160 م - 1171م
الخليفة العاضد بالله
هو الخليفة العاضد لدين الله أبو محمد عبد الله بن يوسف بن الحافظ
لدين الله.
ولد حسب رواية المقريزي في يوم الثلاثاء لعشر من المحرم سنة 546 هجريا وبويع
لثلاث عشرة من رجب سنة 555 هجرياً ، وعمره يومئذٍ تسع سني .
وقد ذكر المؤرخ المقريزي عن الخليفة العاضد فصلاً كاملاً أفرده للحديث عنه فقال : " وذلك أنه لما مات الخليفة الفائز ، ركب الصالح
بن رزيك إلى القصر بثياب الحزن وإستدعى زمام القصر وسأله عمن يصلح في القصر للخلافة
فقال: ههنا جماعة. فقال: عرفني بأكبرهم. فسمى له واحداً فأمر بإحضاره. فتقدم إليه أمير
يقال له على إبن مزيد وقال له سراً: لا يكن عباس أحزم منك رأياً حيث اختار الصغير وترك
الكبير ، وإستبد بالأمر. فمال إلى قوله وقال للزمام: أريد منك صغيراً. فقال: عندي ولد
الأمير يوسف بن الحافظ واسمه عبد الله وهو دون البلوغ. فقال: علي به. فأحضر إليه بعمامة
لطيف وثوب مفرط وهو مثل الوحش أسمر كبير العينين عريض الحاجبين أخنس الأنف منتشر المنخرين
كبير الشفتين. فأجلسه الصالح في البادهنج وكان عمره إحدى عشرة سنة. ثم أمر صاحب خزانة
الكسوة أن يحضر بذلة ساذجة خضراء وهي لبس ولي العهد إذا حزن على من تقدمه وقام وألبسه
إياها. وأخذوا في تجهيز الفائز فلما أخرج تابوته صلى عليه وحمل إلى التربة. وأخذ الصالح
بيد عبد الله وأجلسه إلى جانبه وأمر أن تحمل إليه ثياب الخلافة فألبسها وبايعه ثم بايعه
الناس ونعته بالعاضد لدين الله."
كان الخليفة العاضد لدين الله صغير السن أثناء فترة حكمه،
بالإضافة إلي ضعف الدولة الفاطمية في أوآخر عهدها حتي وصلت إليه، مما أدى إلي تنازع
الوزراء من حوله علي وزارة الدولة وهو لا يحرق ساكناً، فتنازع علي الوازة كلا من شاور
وضرغام، أستعان شاور بملك الشام "نور الدين محمود" وأستعان ضرغام بملك بيت
المقدس الإفرنجي، فقام نور الدين بإرسال حملة من الشام لنصرة شاور، كان علي رأسها أسد
الدين شيركوه وأبن أخيه صلاح الدين يوسف الإيوبي، أثناء تلك الحملة وقعت مصر موقعاً
كبيرا في نفس أسد الدين، وبعد أن عاد إلى الشام ظل يحلم بها وبوحدتها مع دمشق وحلب،
لتحرير بيت المقدس، فعزم مع نور الدين محمود علي الخروج بحملة ثانية إلي مصر، فجرت
الأمور في صالحهم عندما زحفت جيوش ملك القدس نحو مصر، وما كان من العاضد إلا أن بعث
إلي نور الدين محمود، يستنجد به علي ملك الإفرج، فإرسل نور الدين حملة كبيرة بقيادة
أسد الدين شيركوه، فقام الأخير بإصطحاب ابن اخيه صلاح الدين معه، وما أن أستدب الأمر
في مصر، حتي عمل الوزير شاور علي إخراج الجيش الشامي من مصر، فقتلوه بإمر من الخليفة،
والذي كام ناقماً عليه من سوء سياسته ، وقام العاضد بتعيين أسد الدين في وزارة جديدة ،
فثبت بذلك أقدام بني أيوب في مصر ، وهذا ما مهدا الطريق أمام صلاح الدين لحكم مصر فيما
بعد.
وبوفاة الخليفة العاضد - إنتهى الخلافة الفاطمية ، ومن ثم ، إنتهي عصر الدولة الفاطمية ، لتبدأ مصر مرحلة تاريخية جديدة في ظل الدولة الأيوبية .
النياحة
بعد أن قضى على الكرسي الباباوي
المرقسي مدة ثمان عشر سنة وثمانية أشهر وأربعة أيام ، تنيح البابا : " يؤانس الخامس " في اليوم الرابع من شهر بشنس
سنة 882 ش29 أبريل سنة 1166 م ، ودفن بكنيسة أبي سيفين تم نقل جسده إلى دير أبو مقار.
إرسال تعليق