أحدث المواضيع
U3F1ZWV6ZTQ4NjU0ODU1Mjc4NzIwX0ZyZWUzMDY5NTY4OTkzNzEzNA==
أحدث المواضيع
أحدث المواضيع

تاريخ البطاركة | 78 - البابا يوحنا السابع - John VII | يؤانس السابع | بطاركة القرن الثالث عشر الميلادي




بطاركة القرن الثالث عشر الميلادي ]

 78  - البابا يؤانس السابع - John VII

                                                                                                    
1271م - 1293م


مقدمة 
ولد البابا "يؤانس السادس " في إحدى قري الصعيد من أسرة مسيحية .
ولكن من غير المعلوم حتي الآن ، مكان الرهبنة الأول له ، إلا أن هناك دلائل أولية تشير إلى أنه كان أحد رهبان  دير الأنبا مقار الكبير ببرية شيهيت - حيث ترهب فيه بإسم " يوحنا " .
ولما خلي الكرسي الباباوي بعد نياحة البابا غبريال الثاني ، تم ترشيحه للكرسي الباباوي المرقسي ، وكان تاريخ التقدمة الأولى في يوم : 6 طوبه 978 للشهداء - 1 يناير 1262 للميلاد ، ولكن كان الكرسي الباباوي من نصيب " أثناسيوس الثالث " ، الذي جلس على الكرسي الباباوي في 1262م ، وعلى إثر ذلك ، تم عزله بتاريخ  : 24 بابه 985 للشهداء - 20 أكتوبر 1268 للميلاد .
ولما تنيح البابا " أثناسيوس الثالث " ، عاد يؤانس من العزل إلي الكرسي الباباوي بقرار من السلطان الحاكم للبلاد " الظاهر بيبرس " ، في يوم 7 طوبه 987 للشهداء - 2 يناير 1271 للميلاد .



الجلوس على الكاتدراء المرقسي
لقد حدث أنه بعد أن قام بعض أراخنة القاهرة ، بترشيح غبريال للبطريركية ، وإختاروه ورسموه قمصًا ، إتفق بعض أراخنة مصر علي يوأنس بن أبي سعيد السكري ، وعملوا قرعة هيكلية ، فسحب إسم غبريال ، فنازعه يوأنس السالف ذكره ، ومن كان معه ، فأبطل القرعة ، وقدم يوأنس في 6 طوبة سنة 978 ش. (أول يناير سنة 1262 م.) بعد وفاة البابا (أثناسيوس الثالث) سلفه ، وأقام بطريركًا ست سنين وتسعة شهور وتسعة عشر يومًا ، ثم عُزل ، وتولي مكانه البابا غبريال الثاني من 24 بابه سنة 985 ش. إلى 6 طوبه سنة 987 ش - ثم عزل غبريال وأعيد يوأنس بأمر السلطان في 7 طوبه.

كما ورد في مرجع تاريخي آخر ما يلي   :

بعد نياحة البابا " غبريال الثاني " - كما تقدم سلفاً في مقدمتنا لهذا الفصل ، تقدم " يوحنا " للترشح للكرسي الباباوي المرقسي ، ولكن كان الكرسي الباباوي من نصيب " أثناسيوس الثالث " ، وبعد نياحته في عام 1261م ، عاد " يؤانس " ، من العزل بقرار من السلطان الظاهر بيبرس .
وقد ظل البابا يوأنس قائماً علي الكرسي في المدة الثانية اثنين وعشرين سنة وثلاثة شهور وتسعة عشر يوماً ، وتنيَّح بسلام في 26 برمودة سنة 1009 ش ، ودفن بالبساتين بدير النسطور.


أهم الأحداث المعاصرة
فترات الضيق والإضطهاد المعاصرة
لقد مرت الكنيسة القبطية خلال فترة باباوية البابا " يؤانس السابع " ، بشدائد وضيقات مريرة ، وقاسي الأساقفة تجارب شديدة.
من ذلك ، أنه في أيام بطريركية البابا " يؤانس السابع " - أمر السلطان في سنة 980 ش. أن يحفروا حفرة كبيرة ، ويجمعوا النصارى ويحرقوهم فيها أحياءاً ، وطلب البطريرك الإعفاء عنهم ، وقرر عليه دفع خمسين ألف دينار ، وأقاموا سنتين يحصلونها ، وأعتقوا النصارى الذين جرت عليهم شدائد كثيرة في أيامه.


السلاطين والملوك المعاصرون للخدمة

 تابع عصر دولة المماليك البحرية 

السلطان الناصر نصر الدين قلاوون

الفترة الأولى للحكم
1263 م - 1264م

السلطان الناصر نصر الدين قلاوون

مقدمة 
هو الملك " الناصر ناصر الدين محمد بن قلاوون " .
ولد في مدينة القاهرة في 1285م ، وتوفى بالقاهرة في عام 1341م - وهو تاسع سلاطين الدولة المملوكيةالبحرية .
وقد لقب بـأبو المعالي وأبو الفتح.
جلس على تخت السلطنة ثلاث مرات ، من سنة 1263 مإلى سنة 1264م ومن سنة 1299م إلى سنة 1309 م ، ومن سنة 1309 م وحتى وفاته في سنة 741 هـ - والموافق لسنة 1341 م. 
وهو يعد من أبرز سلاطين الأسرة القلاوونية والدولة المملوكية. 
خاض حروباً ضد الصليبيين والمغول ، وحروباً إصلاحية في الداخل ضد الفساد. شهدت مصر في فترة حكمه الثالثة نهضة حضارية وعمرانية لم تشهدها في عهد أي سلطان آخر من سلاطين دولة المماليك.

فترة الحكم الأولى

بعد مقتل الملك الأشرف خليل بن قلاوون على يد نائبه بيدرا ، إعتلى بيدرا عرش السلطنة وقتل في اليوم التالي ، فإتفق الأمراء على تمليك محمد بن قلاوون أخو الملك الأشرف خليل ، وكان يبلغ من العمر 8 سنين وذلك في سنة 693 هـ 1293 م ولُقب بالملك الناصر ، ولم تستمر فتره حكمه طويلاً فقد تم خلعه من قبل المتحكم الفعلي بالسلطنة في ذلك الوقت كتبغا الذي تولى عرش السلطنة مكانه في سنة 694 هـ 1294م.


السلطان الناصر نصر الدين قلاوون

الفترة الثانية للحكم
1277 م - 1279م

صراع الناصر محمد مع لاجين والإنتقام منه

لقد حكم العادل كتبغا البلاد نحو سنتين ، ثم إضطر في عام (696 هـ - 1296 م) للفرار إلى دمشق والتنحي بعدما حاول الأمراء ، وعلى رأسهم نائب السلطنة حسام الدين لاجين ، قتله في دهليزه أثناء عودته إلى مصر من الشام ، ونُصب لاجين سلطاناً وأبعد الناصر محمد إلى الكرك قائلاً له : " لو علمت أنهم يخلوك سلطاناً والله تركت الملك لك ، لكنهم لا يخلونه لك ، أنا مملوكك ومملوك والدك ، أحفظ لك الملك ، وأنت الآن تروح إلى الكرك إلى أن تترعرع وترتجل (أى تصبح رجلاً) ، وتتخرج وتجرب الأمور وتعود إلى ملكك " ، مُشترطاً على الناصر بأن يوليه دمشق عند عودته وإشترط الناصر عليه أن لا يقتله فتعاهدا ، وغادر الناصر مصر إلى الكرك.

وفي عام 698 هـ / 1299 م قُتل لاجين ونائب سلطنته منكوتمر ، بعد حكم دام نحو سنتين وشهرين.

بعد مصرع لاجين ، إجتمع الأمراء ، ومعهم الأمير بيبرس الجاشنكير ، وإتفقوا على إعادة الناصر محمد من الكرك وتنصيبه من جديد سلطاناً على البلاد ومعه الأمير طغجي نائباً للسلطنة ، إلا أن الأمير سيف الدين كرجي (قاتل لاجين) عاد بعد يوم وأعترض على إحضار الناصر محمد قائلاً للأمراء : " يا أمراء أنا الذي قتلت السلطان لاجين وأخذت ثأر أستاذي (أي الأشرف خليل) ، والملك الناصر صغير ما يصلح ، ولا يكون السلطان إلا هذا - وأشار لطغجي - وأنا أكون نائبه ، ومن خالف فدونه " ، فأيدته المماليك والأمراء الأشرفيه (البرجية) ، بينما قرر الأمراء الذين يؤيدون إعادة الناصر انتظار عودة الأمير بدر الدين بكتاش الفخري أمير سلاح إلى مصر .

في غضون ذلك كان أميران قد قد وصلا إلى الكرك وأخبرا الملك الناصر وأمه بأنه قد تقرر إعادة الناصر إلى منصب السلطنة ، وتبع ذلك وصول البريد من مصر يستحث الناصر على الحضور ، ففرح الناصر وأمه ، وقررا المسير إلى مصر.

في 4 جمادى الأولى (698 هـ) دخل الناصر القاهرة ، وكان عمره حينذاك أربعة عشر عاماً، واحتشد الناس لإستقباله في فرحة عارمة واحتفلوا بعودته. جددت البيعة للناصر فصار سلطان البلاد للمرة الثانية ومعه الأمير سيف الدين سلار نائباً للسلطنة ، و بيبرس الجاشنكير أستاداراً.

كما حدث للناصر في سلطنته الأولى تكرر في سلطنته الثانية. أصبح دمية في أيدي سلار وبيبرس الجاشنكير ، اللذان صارا الحاكمان الفعليان للبلاد. تزعم بيبرس الجاشنكير ، وكان شركسي الأصل ، المماليك البرجية. وتزعم سلار، وكان أويراتي من المغول الوافدية ، المماليك الصالحية والمماليك المنصورية. 

أما المماليك الأشرفية - فقد تزعمها الأمير برلغي ، كان بيبرس الجاشنكير بمماليكه البرجية أقوى الأطراف ، وراح سلار ، وبرلغي يتنافسان معه على المفاسد ، وجمع الأموال عن طريق فرض مكوس كانت تعرف بإسم " الحمايات " ، وهي إتاوة أو رشوة كان الأمراء يفرضونها على الأفراد والتجار في مقابل حمايتهم ، وتقديم العون لهم في منازعاتهم.


أهم الأحداث المعاصرة للحكم

وقائع معركة الخازندار ضد مغول بلاد فارس

في سنة 699 هـ / 1299 م وردت إلى القاهرة أنباء عن زحف مغولي على الشام يقوده محمود غازان إلخان مغول فارس (الإلخانات، فتوجه الناصر إليها. وفي 8 ربيع الأول ، إصطدم جيش الناصر بجيش غازان المتحالف مع مملكة أرمينيا الصغرى عند حمص في معركة عرفت بإسم معركة وادى الخزندار - أو معركة حمص الثالثة - إنهزم جنود الناصر ، وفروا مما أحزنه وأبكاه ، ودخل المغول دمشق ، وسيطروا على الشام ، وخطب لغازان على منبر دمشق ، ثم غادر غازان دمشق ، بعد أن أقام الأمير قبجق نائباً عليها تحت حماية نائبه قطلو شاه.


 معركة الخازندار

في أعقاب ذلك - عاد جنود الناصر إلى مصر ومعهم عوام من الشام في أسوأ حال  ،وكان من ضمن الفارين إلى مصر السلطان المخلوع العادل كتبغا الذي عينه السلطان لاجين نائباً على قلعة صرخد ، دخل السلطان الناصر قلعة الجبل في 12 ربيع الأول ، وقد أصابه حزن بالغ ، وتألم ألماً شديداً لهذه الهزيمة الشنعاء ولكنه بدأ ينظم الجيش ويجهز لأخذ الثأر من المغول ، وخرج قبجق من دمشق متوجهاً إلى مصر، فإستولى الأمير أرجواش على دمشق ، وأعاد الخطبة بإسم الملك الناصر بعد إنقطاعها لمدة مائة يوم



قلعة صرخد


وقائع معركة أرواد ضد الصليبيين

في أثناء فترة إعداد الجيش وصل إلى القاهرة وفد من غازان بطلب الصلح ووافق الناصر - إلا أن طلب غازان للصلح كان - كما يبدو - مجرد مناورة منه لكسب الوقت للتعرف على استعدادات وتحركات الملك الناصر.



المكان الذي شهد أحداث موقعة أرواد

بعد أن حرر الأشرف خليل ساحل الشام في عام 1291 م ، فر بعض فرسان المعبد - الداوية - وبعض الصليبيين إلى جزيرة أرواد القريبة من طرطوس ، فتحولت الجزيرة إلى قاعدة صليبية لشن الهجمات على سفن أسطول المسلمين ، وبؤرة تربص بطرطوس وساحل الشام ، في أواخر عام 1300م ـ طلب غازان المغولي من أرمن مملكة أرمينية الصغري ، وصليبيي جزيرة قبرص القيام بعملية مشتركة ضد المسلمين ، فقام الصليبيون في قبرص بشحن مقاتلين من فرسان المعبد ، وقوات يقودها " آمالريك أوف لوزيان - Amalric of Lusigan) - " إبن ملك قبرص - الأمير هيو الثالث إلى أرواد.

وصلت ألانباء إلى القاهرة - فقرر الناصر بناء شواني ، لغزو الجزيرة. 

وفي سبتمبر 1302 م - أبحر الأمير كهرداش من مصر إلى الشام وحاصر أرواد وفتك بالحامية الصليبية وأسر عدداً من فرسان المعبد وفر غيرهم إلى قبرص. 

في يوم 26 سبتمبر 1302 إستسلمت أرواد التي كانت آخر جيب للصليبيين في الشام ودقت بشائر النصر في القاهرة ، وكان يوم دق البشائر هو نفس اليوم الذي عاد فيه الأمير بكتاش منتصراً على أرمن قليقية ، فالأمير بكتاش كان قد خرج ، في عدة من الأمراء من بينهم كتبغا ، إلى مملكة قليقية الأرمنية بسبب تحالفها مع غازان ، إنتشرت قوات بكتاش في أرجاء كليكليا ، وحرقت المحاصيل ، وأسرت أعداداً من الأرمن وحاصرت عاصمتهم سيس ، وعاد إلى القاهرة غانماً - بينما كانت بشائر لتحرير أرواد تدق.

كان طرد الصليبيين من أرواد وتوجيه ضربة لمملكة جليقية إنتصاراً هاماً للمسلمين على فكرة التحالف الصليبي - الأرميني - المغولي التي كان الصليبيون وأرمن قليقية يسعون بكل كد وجهد لتحقيقه. 

في تلك الفترة ذكر هيتوم الأرميني  في كتابه  مخاطباً بابا الكاثوليك عن أهمية التعاون مع المغول قائلاً : " هذا هو الوقت المناسب لإستعادة الأرض المقدسة بمساعدة المغول ، ومن الممكن إحتلال مصر بدون مصاعب أو مخاطر ، ويشرح في فقرة أخرى : " يجب طلب شيئين من ملك المغول : أولاً أن لايسمح بمرور أى شيءعبر مناطقه إلى أراضي الأعداء ، و(ثانياً) أن يرسل رجاله ورسله لإشعال حرب في أراضى ملاطية ، ويدمر ويخرب منطقة حلب. 

وعندها نقوم نحن الحجاج وقوات قبرص وأرمينيا بغزو أراضي الأعداء بحراً وبراً. وعلى قواتنا المسيحية أن تحصن جزيرة أرواد إذ أنها تحتل موقعاً رائعاً لضرب سفن الأعداء وإحداث أضراراً جسيمة بهم " .


إضطرابات وإضطهاد للأقباط في داخل مصر

شهدت البلاد في فترة حكم الناصر محمد الثانية اضطرابات وقلاقل كان من أخطرها " وقعة " أهل الذمة " ، ومشاغبات بعض العربان في صعيد مصر ، حيث حدثت موجة من الاضطهاد ضد الأقباط ، وتم هدم وإغلاق العديد من الكنائس في القاهرة ، وأجبر مسيحيي مصر على مسح عمامتهم باللون الأزرق ليتم تمييزهم عن بقية السكان.

بدأت " وقعة أهل الذمة " في شهر رجب 700 هـ / 1301 م عندما توقف وزير ملك المغرب بالقاهرة وهو في طريقه إلى مِكة للحج ، هال الوزير المغربي رؤية أهل الذمة من الأقباط واليهود يعيشون في ترف ويزينون خيولهم بالحلي الفاخرة في القاهرة، فبكى واشتكى للأميرين سلار وبيبرس الجاشنكير وأثر على نفوس الأمراء ببكائه وطول كلامه. 

فإجتمع القضاة ببطرك الأقباط وأكابر القساوسة ورؤساء اليهود ، وتقرر ألا يستخدم أحد منهم بديوان السلطان ، ولا بدواوين الأمراء ، وألا يركب المسيحيون واليهود والسامرة الخيول والبغال ، وأن يلتزموا بعدم إرتداء العمم البيض في مصر والشام ، ثم تطور الأمر حين امتدت أيدي العامة إلى كنائس الأقباط بفتاوي تحريضية لبعض الشيوخ.

في أعقاب ذلك - أغلقت الكنائس نحو عام في مصر ، إلى أن توسط ملك نيقيا البيزنطي ، وبعض الملوك ففتحت الكنائس ، وقد لعبت الحروب الصليبية دوراً أساسياً في إشعال نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين المحليين في مصر والشام .


صراع دموي بين طائفتين من أهالي مصر

في ذات الوقت وقع في البحيرة صدام دموي بين طائفتين عربيتين هما طائفتا "جابر" و"برديس" ، فخرج إليهما الأمير بيبرس الدوادار ، في عشرين أميراً وطاردهما وإستدعى شيوخهما ، ووفق بينهما - أما في الصعيد - فقد إنتهز بعض العربان فرصة إنشغال الدولة في حربها مع غازان ، فإمتنعوا عن دفع الخراج ، فسير إليهم الوزير سنقر الأعسر الذي قتل عدد من المتمردين ، وأخذ الإبل والأسلحة وكل خيول الصعيد ، إلا أن ذلك لم يؤد إلى الاستقرار بالصعيد حيث إستخف العربان بالولاة ، وإمتنعوا مرة آخرى عن دفع الخراج ، وقاموا بفرض إتاوات على التجار في أسيوط ومنفلوط، وتسموا بأسماء الأمراء ، واقاموا عليهم كبيرين أحدهما سموه بيبرس والآخر سلار، وأطلقوا سراح المساجين ، فإستفتى الأمراء الفقهاء والشيوخ في جواز قتالهم، فأفتوهم بجواز ذلك ، فقام الامراء بمنع السفر إلى الصعيد ، واشاعوا أنهم مسافرون إلى الشام ثم حاصروا الصعيد من عدة جهات وأنقضوا على المتمردين وقضوا عليهم .


وقائع حرب الشحاقبة 

في رجب عام 702 هـ / 1303 م قدم البريد إلى القاهرة من حلب بأن غازان على وشك التحرك إلى الشام ، فخرج إلى دمشق الأمير بيبرس الجاشنكير على رأس ثلاثة آلاف من الأجناد ، أرسل غازان قائده ونائبه قطلوشاه إلى الشام بجيش قوامه 80 ألف مقاتلاً ، ولما عرف قطلوشاه أن الناصر لم يخرج من مصر بعد ، وأن ليس بالشام غير العسكر الشامي ، توجه تواٌ إلى حماة .

في يوم السبت الموافق 2 رمضان 702 هـ/ 20 أبريل 1303 م ، وصل الناصر محمد إلى عقبة شجورا وبينما الأمراء يستقبلونه ويسلمون عليه وصل خبر بأن جيش قطلوشاه قد أقدم ، فإرتدى الجنود السلاح ، وأتفق الأمراء على محاربته بشقحب تحت جبل غباغب ، كان جيش الناصر يضم نحو 200 ألف مقاتلاً.

ثم حدث أن إصطدم الجيشان ، وظن البعض أن جيش المسلمين قد هزم بعدأن تجاوز بعض المغول خط ميمنة المسلمين ، فإنسحب قطلوشاه إلى جبل قريب ، وصعد عليه وفي ظنه أنه قد إنتصر وأن قواته تطارد المسلمين ، ولكنه أبصر ميسرة السلطان الناصر فتحير ، فلما سأل أحد الأسرى المسلمين وعلم منه أنه من أمراء مصر ، أدرك أن السلطان الناصر موجود بجيش مصر في ساحة القتال .

في اليوم الثاني نزل قطلوشاه بمقاتليه ، فتصدت له المماليك السلطانية وأجبرته على التراجع إلى الجبل ، وعلم المسلمون أن قوات قطلوشاه تعاني من العطش ، فلما نزل المغول في فجر اليوم الثالث وساروا نحو النهر لم يتعرض لهم المسلمون ، ثم حصدوهم عندما بلغوا النهر وقاموا بمطاردة الفارين منهم ، لم يعبر الفرات مع قطلوشاه من جنوده إلا عدد قليل. أرسلت بشائر النصر إلى مصر ففرح الناس .

في 23 شوال عاد الناصر إلى القاهرة عاصمة ملكه التي تزينت له من باب النصر ومعه الأسرى ورءوس المغول ، ثم زار قبر أبيه الملك المنصور ، وصعد إلي قلعة الجبل على الشقق الحرير ، وأنعم على الأمراء ، وأمر بإحضار سائر مغاني العرب من كل أنحاء مصر ، وأقيمت إحتفالات كبرى في البلاد .

في سنة 703 هـ / 1304 م سير الناصر جنوده من القاهرة إلى كليكيا الأرمنية تحت قيادة الأمير بدر الدين بكتاش إنضمت إليهم قوات في الشام، فهاجموا الأرمن وحرقوا مزارعهم وأسروا منهم أعداداً ، ثم حاصروا قلعة تل حمدون التي تحصن فيها الأرمن وسلمت إليهم بالأمان .


الحياة الشخصية والعائلية للملك الناصر
في نفس السنة التي إنتهي فيها من حرب الشحاقبة ، قام السلطان الناصر ، بنقل رفات أمه من التربة المجاورة للمشهد النفيسي إلى التربة الناصرية بمدرسته التي أكمل بنائها ،وأضاف مئذنتها في سنة 1303م ، وأنجبت له زوجته أردكين الأشرفية ولداً سماه علياً، ولقبه بالملك المنصور ، ووفد إلى القاهرة نحو مائتي فارس مغولي بنسائهم وأولادهم ، وكان من ضمنهم عدة من أقارب غازان وأم الأمير سلار. فاكرمهم الناصر وأنعم عليهم ببيوت للإقامة وإقطاعات. ثم قدم رسل المغول بكتاب وهدية من محمد خدابنده أولجايتو الذي جلس على عرش المغول بعد وفاة أخيه محمود غازان ، وخاطب الناصر بالأخوة وطلب الصلح وإخماد الفتن وقال في آخر كلامه : " عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه " ، فوافق الناصر وأكرم رسله وأرسل إليه هدية
في سنة 780 هـ / 1309 م أحس الناصر أنه غير قادر على مواجهة سيطرة سلار وبيبرس الجاشنكير عليه وعلى أمور الدولة، فاخبرهما بأنه ذاهب إلى مكة للحج. ولكنه بدلاً من الذهاب إلى مكة ذهب إلى الكرك وبقي هناك ، لم يقصد الناصر برحيله إلى الكرك التنازل عن العرش ، لكنه كان يدرك انه لن يتمكن من الحكم كما يحلو له مادام بيبرس وسلار يسيطران على حياته وعلى شئون الدولة. كما كان يدرك أنهما آجلاً أو عاجلاً سيسعيان للتخلص منه إما بالخلع أو بالقتل. فكانت خطته أن يبتعد عن مصر وعن عيونهما لبعض الوقت فيتمكن بذلك من الاتصال، بحرية وبدون مراقبة، بأمراء الشام ومؤيديه من أمراء مصر حتى يتمكن بمساعدتهم من التخلص منهما وفرض سيطرته على نفسه وعلى مملكته ، كانت حسبة الناصر صحيحة وتمكن من تنفيذ خطته بنجاح فيما بعد.
ولقد كانت مدة الملك الناصر في السلطنة الثانية ، عشر سنين وأياماً .


السلطان العادل سلامش

1279 م - 1291 م

مقدمة
هو الملك العادل بدر الدين سُلامش .
ولد في القاهرة في سنة 1272 م ـ وتوفي في القسطنطينية سنة1291 م 
.وهو إبن السلطان الظاهر بيبرس 
لقب بـإبن البدوية ، ونصب سلطاناً في عام 1279 م وهو في السابعة من عمره، بعد أن خلع أخوه الملك السعيد نفسه ، ليصبح سادس سلاطين دولة المماليك - حكم لمدة مئة يوم.

الجلوس على العرش
بعد أن أجبر الملك السعيد على خلع نفسه ورحيله إلى الكرك عرض الأمراء السلطنة على الأميرسيف الدين قلاوون الألفي إلا أن قلاوون الذي كان يدرك قوة الأمراء والمماليك الظاهرية ـ رفض السلطنة قائلاً للأمراء : " أنا ما خلعت الملك السعيد طمعاً في السلطنة، والأولى ألا يخرج الأمر عن ذرية الملك الظاهر " ، فأستُدعى سُلامش الذي كان طفلا في السابعة من عمره إلى قلعة الجبل ، وتم تنصيبه سلطانا بلقب الملك العادل بدر الدين ومعه قاضي القضاة برهان الدين السنجاري وزيراً وعز الدين أيبك الأفرم نائباً للسلطنة وقلاوون الألفي أتابكاً ، ومدبراً للدولة ، وكُتب إلىالشام بما تم فحلف الناس بدمشق كما وقع الحلف بمصر .


درهم الملك العادل سلاميش


أصبح قلاوون هو الحاكم الفعلي للبلاد ، وأمر بأن يخطب بإسمه وإسم سُلامش معاً في المساجد وبأن يُضرب إسمه مع إسمه على السكة ، كما شرع في القبض على الأمراء الظاهرية وإيداعهم السجون بينما راح يستميل المماليك الصالحية ، عن طريق منحهم الإقطاعات ، والوظائف والهبات بهدف سيطرته الكاملة على البلاد تمهيداً لاعتلائه تخت السلطنة ، ولما أحس قلاوون أن البلاد قد صارت في قبضته بالكامل إستدعى الأمراء والقضاة والأعيان بقلعة الجبل وقال لهم "قد علمتم أن المملكة لا تقوم إلا برجل كامل" ، فوافقه المجتمعون ، وتم خلع سُلامش بعد أن ظل سلطاناً اسمياً لمدة مئة يوم ونُصب قلاوون سلطاناً.
اُبعد سُلامش عن مصر إلى الكرك التي كان نائبها أخوه السلطان السابق السعيد بركة والذي كان هو الآخر قد اُبعد إليها من قبل.
وبعد وفاة السعيد بركة بقي سُلامش في الكرك مع أخيه الملك المسعود خضر الذي خلف السعيد بركة نائباً عليها - إلا أنه في عام 1286 م ، أرسل قلاوون نائب السلطنة حسام الدين طرنطاي إلى الكرك حيث حاصرها لبضعة أيام ثم استولى عليها ونقل سُلامش وخضر إلى القاهرة بعد أن طلبا الأمان وإستسلما له .
وقد إستقبلهما قلاوون إستقبالاً حاراً في القاهرة وأمّر كلا منهما إمرة مئة فارس وسمح لهما بحرية التجوال والحركة.
 ولكن بعد مرور أربع سنوات في القاهرة إعتقلهما مع أمهما في الإسكندرية تمهيدا لنفيهم إلى القسطنطينية بعد أن أخبره ابنه الأشرف بأنهما قد اتصلا بالأمراء الظاهرية.
 وقد قام الأشرف خليل بعد أن تسلطن بنفيهما مع أمهما إلى القسطنطينية في عام 1291 م - حيث توفي سُلامش هناك في نفس السنة ، فصبّرت أمه جثمانه واحتفظت به في تابوت إلى أن نقلته إلى مصر في عام 1297 م ، حيث دفن بالقرافة بالقاهرة بشفاعة من أخته لدى زوجها  السلطان حسام الدين لاجين .
كان سُلامش مثل أخيه الملك السعيد وأبيه الملك الظاهر محبوباً لدى العامة وقد كان نابهاً بهي الطلعة ، حتى إن الشعراء تغنوا بحسنه وجعلوا من "الثغرالسُلامشي" كناية عن الحسن - يقول ابن تغرى في وصفه لسُلامش "وكان شاباً مليحاً جميلاً تام الشكل رشيق القد طويل الشعر ذا حياء ووقار وعقل تام ، مات وله من العمر قريب من عشرين سنة قيل: إنه كان أحسن أهل زمانه وبه افتتن جماعة من الناس وشبب به الشعراء وصار يضرب به المثل في الحسن حتى يقول القائل : " ثغر سلامشي " .




السلطان المنصور سيف الدين قلاوون

1279 م - 1290 م
مقدمة
هو  المنصور سيف الدين قلاوون الألفي الصالحي أحد أشهر سلاطين المماليك البحرية ورأس أسرة حكمت مصر والمشرق العربي مايزيد على قرن من الزمان ، كان من رجال الملك الصالح أيوب(الصالح أيوب زوج  شجرة الدر، و ليس والد صلاح الدين الأيوبي). وأبلى بلاء حسناً في  معركة المنصورة، وعلا شأنه بعد ذلك، فكان من كبار الأمراء أصحاب النفوذ في دولة  بيبرس، وبويع له بالسلطنة في  الحادي عشر من رجب  سنة 678 للهجرة ـ خلفاً للملك الصغير العادل بدر الدين سُلامشوتتحدث أغلب مصادر هذا العصر عن لقب الألفي وهو لقب أطلق على السلطان المنصور قلاوون وذلك نسبةً إلى قيمته ، فقد إشتراه أستاذه الأمين علاء الدين بألف دينار وقد ارتفعت قيمته لحسن سيرته .

الجلوس على العرش وبداية الحكم 
بعد أن اُجبر الملك السعيد على خلع نفسه ورحيله إلى الكرك عرض الأمراء السلطنة على الأمير سيف الدين قلاوون الألفى - إلا أن قلاوون الذي كان يدرك قوة الأمراء والمماليك الظاهرية - رفض السلطنة قائلاً للأمراء " ، أنا ما خلعت الملك السعيد طمعاً في السلطنة ، والأولى ألا يخرج الأمر عن ذرية الملك الظاهر ، فقام بإستدعاء سلاميش ، والذي كان لم يزل طفلاً في السابعة من عمره إلى قلعة الجبل ،  وتم تنصيبه سلطانا بلقب الملك العادل بدر الدين ومعه قاضى القضاة برهان الدين السنجارى وزيراً وعز الدين أيبك الأفرم نائباً للسلطنة ، وقلاوون الألفي أتابكا ـ ومدبراً للدولة وكُتب إلى الشامبما تم ، فحلف الناس بدمشق كما وقع الحلف بمصر أصبح قلاوون هو الحاكم الفعلى للبلاد ، وأمر بأن يخطب بإسمة وإسم سُلامش معاً في المساجد وبأن يُضرب إسمه مع اسمه على السكة ، كما شرع في القبض على الأمراء الظاهرية وإيداعهم السجون بينما راح يستميل المماليك الصالحية ، من خلال منحهم الاقطاعات والوظائف والهبات بهدف سيطرته الكاملة على البلاد تمهيداً لإعتلاءه تخت السلطنة ، ولما أحس قلاوون أن البلاد قد صارت في قبضته بالكامل استدعى الأمراء والقضاة والأعيان بقلعة الجبل وقال لهم: " قد علمتم أن المملكة لا تقوم الا برجل كامل" فوافقه المجتمعون وتم خلع سُلامش بعد أن ظل سلطاناً إسمياً لمدة مئة يوم ونُصب قلاوون سلطاناً.


وقائع الصلح مع الأمير سنقر الأشقر

لقد بدأ السلطان قلاوون ولايته بمحاربة الخارجين عليه كالأمير سنقر الأشقر ، حيث بعث إليه حيث هو بالشام جيشاً بقيادة الأمير سنجر، وظلا في سجال من القتال حتى توالت الأنباء بقرب عودة التتار فكتب السلطان المنصور إلى سنقر " إن التتار قد أقبلوا ، والمصلحة أن نتفق عليهم ، لئلا يهلك المسلمون بيننا وبينهم ، وإذا ملكوا البلاد لم يدعوا منا أحداً " ، فكتب إليه سنقر بالسمع والطاعة.




بداية الصراع مع التتار و واقعة حمص 
في يوم السابع والعشرين من جمادى الآخرة من عام680  هـ ، وصل الخبر بقدوممنكوتمر بن هولاكو  بجيوشه إلى  عنتاب، فخرج إليه السلطان وعسكر في حمص ،  وإستقدم  سنقر الأشقر  وقواته ، ودخل التتار ، حماة فخربوا فيها ، ثم وصلوا إلى حمص ، حيث التقى الجمعان في حمص بتاريخ 14 من رجب سنة 680 هـ  - والموافق يوم 28 أكتوبر 1281م ، وقد اضطربت ميمنة المسلمين في البداية ، ثم الميسرة، وثبت السلطان ، ومن معه ثباتاً عظيماً ، ماحمل الأمراء والقادة على الإنقضاض على التتار وكسروهم كسرة عظيمة ، وجرحوا ملكهم ، وقتلوا منهم الكثير ، وكانت مقتلة تفوق الوصف ، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين إنتصاراً مظفراً ، ودخل السلطان المنصور دمشق في أبهة النصر في 22 من رجب سنة 680هـ (5 نوفمبر 1281م) ، وبين يديه الأسرى ، وحاملين معهم رؤوس قتلى المغول على الرماح.


تعقب فلول الصليبيين في لبنان والقضاء عليهم
ثم عقد السلطان المنصور العزم على إستكمال رحلة الجهاد ضد الصليبيين التي بدأها أسلافه ، ففي سنة 684 هــ ، فتح قلعة المرقب ، وبانياس وفي سنة 688 هـ - فتح  طرابلس في لبنان بعد حصارها واستعمال المنجنيق وغنم جيشه غنائم عظيمة. 
وقد عزم السلطان على المسير إلى عكا إلا أن الأجل لم يمهله ، فكان شرف فتحها لولده الذي خلفه ، السلطان الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون .

وقد توفي السلطان قلاوون بقلعة الجبل بالقاهرة في  السابع والعشرين من ذي القعدة من سنة 689 هـ ، وفيها غُسّل ، وكفن ، ثم حُمل إلى تربته الواقعة ضمن ما يعرف بمجموعة السلطان المنصور قلاوون في منطقة بين القصرين (شارع المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة ،  فدُفن فيها، ولا تزال هذه المجموعة العمرانية شاهدة على عظمة هذا السلطان وازدهار عهده


الوفاة
وقد خلف السلطان المنصور ولده السلطان الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون الذي إستكمل رحلة الجهاد ، وفتح فتوحاً عظيمة ، ومن بعده أخوه  الناصر محمد بن قلاوون ، وظل الحكم في ولد قلاوون نحو قرن من الزمان ، ويوجد لة مسجد كبير في شارع المعز لبوابة الفتوح .

الملك الأشرف خليل


1259 م - 1293 م

 مقدمة
هو الملك الأشرف صلاح الدين خليل بن الملك المنصور سيف الدين قلاوون .
وهو الثامن سلاطين المماليك البحرية .
وُلد في القاهرة في عام 666 هـ/1267 م - توفى في سنة 1293م . في مدينة تروجة بالقرب منالأسكندرية  .
تولّى شؤون الحكم إلى جانب والده لفترة قصيرة من الزمن، وبعد وفاة الأخير نُصب خليل سلطانًا في عام 1290 وبقي حتى اغتياله في ديسمبر من عام 1293م .
يُعتبر من أبرز سلاطين الأسرة القلاوونية والدولة المملوكية. 
ومن أشهر إنجازاته - فتح  عكا ،والقضاء على آخر معاقل الصليبيين في الشام، بعد أن استمر وجودهم فيها مائة وستة وتسعين سنة.

بداية الحكم  

في عام 1290 م - تسبب الأشرف خليل في إصدار والده قلاوون لقرار بإعتقال ونفي سلامش وخضر إبنا السلطان المتوفى  الظاهر بيبرس، بعد أن أخبره بأنهما إتصلا بالأمراء الظاهرية ، وقد قام خليل بعد أن تولى السلطنة بنفيهما مع أمهما إلى إمبراطورية نيقيا البيزنطية .


الحروب التي خاضها

وقائع حصار عكا وتحريرها من الصليبيين

عندما خرج قلاوون إلى عكا لتحريرها من الصليبيين في عام 1290 أقام الأشرف نائبًا عنه في الحكم ، فلما توفي قلاوون في نفس السنة طلب الأشرف توليته السلطنة على هذا الأساس .
بعد وفاة قلاوون ، عندما طلب خليل من القاضي فتح الدين بن عبد الظاهر ، تقليده بولاية العهد، اتضح أن والده المتوفى لم يُعلم على مستند التقليد ، وقيل أن السلطان قد رفض عدة مرات وضع علامته على التقليد قبل وفاته قائلًا للقاضي فتح الدين: "يا فتح الدين أنا ما أولى خليلًا على المسلمين" ، فلما رأى خليل التقليد بغير علامة أبيه قال: "يا فتح الدين إن السلطان أمتنع أن يعطيني ، وقد أعطاني الله" ، وألقى التقليد إلى إبن عبد الظاهر وجدد الأمراء الحلف له ، فجلس على تخت السلطنة وكُتب بسلطنته إلى الأقطار.
ويذكر ابن إياس أن الأشرف بعد أن تسلطن نزل من قلعة الجبل إلى الميدان الذي تحتها لأن الأمراء خشوا أن يقبض عليهم إذا دخلوا القلعة، فلما علم الأشرف بذلك نزل إلى الميدان، بشعار السلطنة ، وجلس بالميدان حيث استحلف له كل الأمراء ، وقد ستهل الأشرف خليل عهده بالخلع على أرباب الدولة وإقامة الأمير بيدرا المنصوري ، وكان وزيرًا لأبيه، نائبًا للسلطنة بعد أن أقال الأمير حسام الدين طرنطاي، وجعل إبن السلعوس ، والذي كان مقيمًا  بمكة، وزيره بعد خلع الأمير الشجاعي من الوزارة ، ثم القبض على حسام الدين طرنطاي والأمير كتبغا وأعدم طرنطاي بعد أن نكّل به ، وطلب من الأمير الشجاعي الإحاطة بممتلكاته ، بعد أن قام الأشرف بالتغييرات والتبديلات وقضائه على أعدائه ومناوئيه بالسجن والقتل، وكانوا من حواشي أبيه ـ وأحس باستقراره على تخت الملك قرر مواصلة العمل الذي كان أبوه قلاوون قد بدأه ولم ينهه بسبب وفاته ألا وهو القضاء على آخر ممالك ومعاقل الصليبيين في بلاد الشام في عام 1289 قضى السلطان قلاوون على كونتية طرابلس الصليبية ، وحرر طرابلس من قبضة الصليبيين ، ثم قرر في العام التالي تحرير ثغر عكا الذي كان من بقايا  مملكة بيت المقدس  الصليبية ، إلا أنه ولفرحة سكانها الصليبيين  ،توفي في شهر تشرين الثاني / نوفمبر قبل أن يبدأ بالمسير ، فلما تولى الأشرف خليل السلطنة ، قرر المسير إلى عكا لفتحها وإنهاء الإحتلال الصليبي لها ، فأرسل إلى "وليام أوف بوجيه " ، رئيس طائفة فرسان المعبد الداوية بعكا يعلمه بأنه قد قرر الهجوم عليها ، وطلب منه عدم إرسال رسل أو هدايا إليه لأن ذلك لن يثنيه عن مهاجمة المدينة ، إلا أن عكا أرسلت إلى القاهرة وفدًا محملًا بالهداي يرأسه فيليب ماينبوف الإسترجاء الأشرف بالعدول عن خطته وضرورة الحفاظ على المعاهدة فرفض الأشرف خليل مقابلتهم وقام بحبسهم.
قام الأشرف بتعبئة جيوشه من مصر والشام ، والتي كانت تضم أعدادًا كبيرة من المتطوعين  ،وآلات الحصار التي كانت تشمل اثنين وتسعين منجنيقاً ، وبعض العرارات الضخمة كانت تحمل أسماءً مثل المنصوري والغاضبة ، وكانت هناك مجانيق أصغر حجمًا ، ولكن ذات قوة تدميرية هائلة اسمها "الثيران السوداء"، في أعقاب ذلك ، إحتشدت الجيوش عند قلعة الحصن في جبال الساحل السوري ثم انضم إليها جيش مصر الذي خرج به الأشرف خليل من القاهرة ، ثم إنضمت أربعة جيوش يقودها نواب السلطان ، جيش دمشق يقوده حسام الدين لاجين، وجيش من حماة يقوده المظفر تقي الدين، وجيش من طرابلس يقوده سيف الدين بلبان ، أما الجيش الرابع فقد كان من الكرك وكان على رأسه الأمير المؤرخ بيبرس الدوادار ، وقد كان في جيش حماة أمير مؤرخ آخر هو أبو الفداء.


خريطة عكا في عام 1291م


كان الصليبيون في عكا يدركون منذ فترة خطورة موقفهم، وكانوا قد أرسلوا إلى ملوك وأمراء أوروبا يطلبون منهم العون والمساعدة إلا أنهم لم يصلهم من أوروبا دعم يذكر. قام ملك إنجلترا إدوارد الأول بإرسال بعض الفرسان ، الدعم الوحيد الذي كان ذا أهمية جاء من هنري الثاني ملك قبرص الذي قام بتحصين أسوار عكا وأرسل قوة عسكرية على رأسها أخوه "أمالريك". 
كانت عكا محمية برًا عن طريق سورين مزدوجين سميكين واثنا عشر برجًا شيدها الملوك الأوروبيون ، وبعض أثرياء حجاج بيت المقدس ،  كانت الأسوار مُقسمة على الطوائف والفرق الصليبية بحيث تكون كل طائفة فرسان المعبد ، و طائفة  فرســــان التيوتيون الألمان ، وغيرهم مسؤولة عن حماية قسمها .
غادر الأشرف خليل القاهرة في السادس من آذار/مارس عام 1291، وبحلول الخامس من نيسان / أبريل كان جيشه يقف بمواجهة عكا ، نصب الأشرف دهليزه الأحمر فوق تلة مواجهة لبرج المندوب البابوي على مسافة غير بعيدة من شاطئ البحر، وانتشر جيش مصر من نهاية سور مونتموسارت حتى خليج عكا، واتخذ جيش حماة مواقعه عند البحر وعلى ساحل عكا.
 وفي اليوم التالي انطلقت عرارات جيش المسلمين ومناجيقه تلقي بالأحجار الضخمة والنيران على أسوار عكا وراح رماة السهام من المسلمين بإمطار المدافعين من الصليبيين المتمركزين فوق أبهاء الأبراج وأفاريزها بسهامهم ـ بعد ثمان أيام من الدك والمناوشات والاشتباكات تقدم الفرسان ، والمهندسون المسلمون وقد تغطوا بالدروع في موجات متلاحقة نحو سور عكا حتى سيطروا على حافته دون أن يتمكن المدافعون الصليبيون من إيقاف موجات زحفهم لكثرة أعدادهم وتلاحق موجاتهم بامتداد الأسوار ، إستخدم المسلمون سلاحًا يدويًا صغيرًا يطلق نيرانًا كثيفة وسريعة أطلق عليه الصليبيون اسم "كارابوها" وقد أحدث هذا السلاح أضرارًا بالغة بالمقاتلين الصليبيين وصعب عليهم التقدم نحو المهاجمين المسلمين ، وتمكن المسلمون من أحداث أضرار وبعض النقوب في الأجزاء الضعيفة من الأسوار، وأخذ الأمير سنجر الشجاعي ومقاتلوه على عاتقهم نقب سور برج جديد يسمى برج الملك وكان أمام البرج الملعون، فقام الصليبيون بإشعال النار فيه وتركوه ينهار.
على الرغم من إستمرار وصول الإمدادت والتعزيزات العسكرية من قبرص إلى عكا عن طريق البحر إلا أن الصليبيين المحاصرين فيها كانوا يدركون أنهم غير قادرين على التصدي لجيش المسلمين. 
في الخامس عشر من نيسان/أبريل ، تحت ضوء القمر قامت قوة صليبية من فرسان المعبد بقيادة جين غريلي وأوتو أوف غراندسون بغارة مفاجئة على معسكر جيش حماة بهدف إحراق إحدى عرارات المسلمين إلا أنه ، ولسوء حظهم ، تعثرت أرجل خيولهم في حبال خيام المقاتلين المسلمين مما أدى إلى انكشاف أمرهم ومقتل وأسر العديد منهم ، وتمكن عدد منهم من الفرار ببعض طبول ودروع المسلمين.
 وبعد بضعة أيام شن فرسان الاسباتريه غارة أخرى على معسكر للمسلمين، تلك المرة في الظلام الدامس ، ولكن غارتهم انتهت هي الأخرى بالفشل بعد أن انكشف أمرهم وأشعل المسلمون المشاعل وتصدوا لهم فلاذوا بالفرار بجرحاهم.

حصار عكا كما تصوره الفنانين في القرن التاسع عشر الميلادي

في الرابع من شهر أيار/مايو إسترد الصليبيون المحاصرون بعض الثقة والأمل حين وصل الملك هنري الثاني من قبرص ، وفي صحبته أربعون سفينة محملة بالمقاتلين والعتاد ، تولى هنري قيادة الدفاع ولكن سرعان ما أدرك هنري قلة حيلته في مواجهة الأشرف خليل ، فأوفد إليه فارسين من فرسان المعبد هما : " وليم أوف كافران " ، و"وليم أوف فيلييه " ، لطلب السلام وإعادة الهدنة، وسألهما الأشرف عما إذا كانا قد أحضرا معهما مفاتيح المدينة، فلما أجابا بالنفي قال لهما أن كل ما يهمه هو إمتلاك المدينة وأنه لا يهمه مصير سكانها ، ولكن تقديرًا منه لشجاعة الملك هنري ولصغر سنه وقدومه لتقديم المساعدة وهو مريض، فإنه على استعداد أن يبقي على حياة السكان في حال تسليم المدينة له دون قتال ، فأجابا بأنهما لم يأتيا إليه للاستسلام ولكن فقط لطلب رحمته على السكان ، وبينما الفارسان يستعطفان الأشرف إذ بعرارة صليبية تلقي من داخل عكا بحجر يسقط بالقرب من دهليز الأشرف فظن أنها مؤامرة صليبية لقتله وأراد قتل الفارسين ، إلا أن الأمير سنجر الشجاعي شفع فيهما فسمح الأشرف لهما بالعودة إلى عكا

منذ الثامن من شهر أيار/مايو بدأت أبراج عكا تصاب بأضرار بالغة نتيجة لدكها المستمر بالمناجيق وتنقيبها عن طريق المهندسين المسلمين. فانهار برج الملك هيو وتبعه البرج الإنجليزي وبرج الكونتيسة دو بلوا، وفي السادس عشر من أيار/مايو قام المسلمون بهجوم مركز على باب القديس أنطوان تصدى له فرسان المعبد والاسبتاريه.

في فجر يوم الجمعة 18 مايو/أيار (17 جمادى الأولى سنة 690 هـ)[56] سمع صليبيو عكا دقات طبول المسلمين ، وبدأ المسلمين بالزحف الشامل على عكا بامتداد الأسوار، تحت هدير دقات الطبول التي حُملت على ثلاثمائة جمل لإنزال الرعب في صدور الصليبيين داخل عكا.

إندفع جنود جيش الأشرف وجيش حماة وهم يكبرون لمهاجمة تحصينات المدينة تحت قيادة الأمراء المماليك الذين ارتدوا عمائم بيضاء ، ووصل المقاتلون إلى البرج الملعون وأجبروا حاميته على التراجع إلى جهة باب القديس أنطوان واستمات فرسان المعبد وفرسان الاسبتاريه في الدفاع عن البرج والباب ولكن المقاتلين المسلمين، الذين كانت نار الاغريق من ضمن أسلحتهم ، تمكنوا من الاستيلاء عليهما وراحت قوات جيش المسلمين تتدفق على شوارع المدينة حيث دار قتال عنيف بينهم وبين الصليبيين. 
وقتل مقدم فرسان المعبد "وليم أوف بوجوه" وتبعه "ماثيو أوف كليرمونت ، وجُرح مقدم الاسبتارية "جون فيلييه" جرحًا بالغًا فحُمل إلى سفينته وبقي فيها.
رفعت الصناجق الإسلامية على أسوار عكا وأيقن الملك هنري أنه لا طاقة للصليبيين بجيش الأشرف ، وأن عكا ستسقط في يد الأشرف لا محالة ، فأبحر عائدًا إلى قبرص ومعه "جون فيلييه" مقدم الاسبتاريه وقد تعرض الملك هنري فيما بعد ، للإتهام بالتخاذل والجبن .
سادت عكا حالة من الفوضى العارمة والرعب الهائل، واندفع سكانها المذعورن إلى الشواطئ بحثاٌ عن مراكب تنقلهم بعيدًا عنها، ولا يدري أحد بالتحديد كم منهم قتل على الأرض أو كم منهم ابتلعه البحر ، وقد تمكن بعض الأثرياء من النبلاء من الفرار من عكا في مراكب الكاتلاني "روجر فلور"، مقدم المرتزقة وفارس المعبد، مقابل أموال دفعوها له وقد تمكن "روجر دو فلور من إستغلال الموقف فابتز الأثرياء والنبيلات وكون ثروة طائلة . 
قبل أن يحل الليل كانت مدينة عكا قد صارت في يد المسلمين، فيما عدا حصن فرسان المعبد الذي كان مشيدًا على ساحل البحر في الجهة الجنوبية الغربية من المدينةعادت عكا إلى المسلمين بعد حصار دام أربعة وأربعين يومًا ، وبعد أن احتلها الصليبيون مائة عام .
بعد أسبوع من فتح عكا تفاوض السلطان خليل مع "بيتر دو سيفري" رئيس حصن فرسان المعبد ، وتم الإتفاق على تسليم الحصن مقابل السماح بإبحار كل من في الحصن إلي قبرص بعد وصول رجال السلطان إلى الحصن للإشراف على تدابير الإخلاء تعرضوا لبعض النسوة في الحصن أو أرادوا أخذهن مما أدى إلى غضب فرسان المعبد فانقضوا عليهم وقتلوهم وأزالوا صنجق المسلمين الذي كان قد رفع على الحصن من قبل ، واستعدوا لمواصلة القتال .
في الليل ، تحت جنح الظلام ، غادر" تيبالد غودين مقدم فرسان المعبد الجديد، الحصن إلى صيدا في صحبة عدد من المقاتلين ومعه أموال الطائفة ، وفي اليوم التالي ذهب "بيتر دو سيفري" إلى السلطان خليل ومعه بعض الفرسان للتفاوض من جديد فقبض الأشرف عليهم وأعدمهم انتقامًا لرجاله الذين قتلهم الفرسان في الحصن. فلما رأى بقية الفرسان المحاصرين في الحصن ما حدث لبيتر دو سيفرى ورفاقة واصلوا القتال. في الثامن والعشرين من أيار/مايو، بعد أن حفر المهندسون نقبًا تحت الحصن، دفع الأشرف بألفي مقاتل للاستيلاء عليه، وبينما هم يشقون طريقهم داخله انهار البناء وهلك كل من كان بداخل الحصن من مدافعين ومهاجمين.
وصلت أنباء انتصار جيش المسلمين وتحريره عكا إلى دمشق والقاهرة ففرح الناس وزينت المدن. ودخل السلطان خليل إلى دمشق ومعه الأسرى الصليبيين مقيدين بالسلاسل وقوبل جيش المسلمين بالاحتفالات ورفع رايات النصر وزينت دمشق وعمت البهجة بين الناس. وبعد أن دخل إلى القاهرة وتزينت وفرشت فيه الشقق الحرير تحت حافر فرسه. وبعد أن زار قبر أبيه الملك المنصور، صعد إلى قلعة الجبل وخلع على الأمراء أمر الأشرف بإطلاق سراح "فيليب ماينبيف" وزملائه الصليبيين الذين كان قد قبض عليهم قبل مسيره إلي عكا ، وقام الأشرف بنقل بوابة كنيسة القديس أندرياس من عكا إلى القاهرة لاستخدامها في استكمال بناء مسجده .

تحرير صيدا وحيفا وأرواد من قبضة الصليبيين 

أرسل الأشرف خليل الأمير الشجاعي إلى صيدا فقرر فرسان المعبد اللوذ بقلعتهم، التي كانت مشيدة على جزيرة صغيرة قرب الشاطئ، إذ أن ثروتهم كانت قد نقلها زعيمهم الجديد "تيبالد جودين" إلى صيدا وقت حصار حصنهم في عكاثم فر "تيبالد جودين" بالثروة إلى قبرص بعد أن وعد فرسان حامية صور بإرسال إمدادات إليهم من  قبرص، وهو مالم يفعله ، فاضطر الفرسان إلى مناوشة قوات الشجاعي لبعض الوقت حتى تمكنوا ذات ليلة من الفرار إلى طرطوس بعدما لاحظوا أن المسلمين يبنون جسرًا بين الشاطئ والقلعة.



قلعة الملك الأِشرف خليل في صيدا 


وبعد أن حرر الشجاعي صيدا توجه إلى بيروت التي كان بها حامية صليبية صغيرة كانت مرفأً تجاريًا هاما للصليبيين ، كانت سيدة بيروت ايشيفا أوف ايبلين ، تظن أنها بمأمن من المسلمين بسبب توقيعها هدنة مع السلطان قلاوون والد الأشرف خليل. عندما وصل الشجاعي إلى بيروتطلب من مقدمي الحامية المثول أمامه فلما أتوه قبض عليهم، ففر المقاتلون الصليبيون عن طريق البحر. تحررت بيروت من الصليبيين في الحادي والثلاثين من يوليو ، وأمر الشجاعي بتدمير قلاعها وأسوارها ، وتحويل كاتدرائيتها إلى مسجد.

وقد تحررت حيفا بدون مقاومة صليبية تُذكر ، وقام الأمير سيف الدين بلبان بمحاصرة طرطوس ففر الصليبيون إلى جزيرة أرواد مقابل الساحل السوري القريبة منطرطوس، وتحررت طرطوس في الثالث من أغسطس ، وبعدها عثليت في الرابع عشر من أغسطس - وبهذا - فقد الصليبيون كافة معاقلهم على ساحل الشام عدا جزيرة أرواد التي بقيت اثنتي عشر سنة في أيدى فرسان المعبد إلى أن قام المسلمون بمحاصرتها وتحريرها في عام 1302م كان الأشرف يدرك أن بطرد الصليبيين من سواحل الشام ، فإن قبرص قد صارت مصدر الخطر الأساسي على المسلمين ، فملك قبرص كان يعتبر بالنسبة للجيوش الصليبية ، من الناحية الاسمية ملكًا لبيت المقدس حتى بعد تحريرها. وبعد تحرير ساحل الشام أصبحت حكومة قبرص هي الحكومة الصليبية الأكثر حماسة لمعاودة الاستيلاء على "الأرض المقدسة" ، فقام الأشرف بتدمير كل المواقع والمدن والحصون الساحلية ليحرم الصليبيين من الافادة منها في حالة مهاجمتهم لها. ففضل الأشرف أن تبقى منطقة الساحل مهجورة طالما بقى التهديد الصليبي قائمًا .

وفي عام 1292 وصل الأشرف خليل ومعه وزيره ابن السلعوس إلى دمشق وانطلق منها على رأس الجيش إلى حلب ومنها إلى قلعة الروم "هرموغلا" مقر أرمينيا حاصر الأشرف قلعة الروم بعشرين أو ثلاثين منجنيقًا. وعمل الأمير الشجاعي سلسلة وشبكها في شراريف القلعة ، فصعد الأجناد وقاتلوا قتالًا شديدًا إلى أن إستولوا على القلعة بعد ثلاثة وثلاثين يومًا ، وأمر السلطان خليل بتغيير إسمها من قلعة الروم إلى قلعة المسلمين ، وطلب من الأمير الشجاعي عمارتها، وعاد إلى دمشق بالأسرى المكبلين بالأغلال ، وكان من ضمنهم بطريرك الأرمن ، وقام أهل دمشق باستقبال الجيش بآلاف الشموع المضيئة ، وتزينت المدينة إحتفالًا بالنصر ، ومن دمشق توجه الأشرف إلى القاهرة التي تزينت له من باب النصر ، وصعد إلى قلعة الجبل من  باب زويلة ،  وإستقبلته رعيته المحتشدة والمبتهجة بآلاف الشموع .

ولقد كانت مملكة  أرمينية الصغرى، أو مملكة  قليقية، من ألد أعداء الدولة المملوكية، حيث شاركت في الحروب الصليبية ضد المسلمين وتحالفت مع المغول عليهم وكان لها قوات شاركت في صف المغول في معركة عين جالوت ، وقد أصبحت تلك المملكة الصليبية بعد هزيمة المغول، التي أدت إلى نقص قدرتهم على حمايتها ، هدفًا للماليك يغيرون عليها من حين لآخر منذ عهد السلطان الظاهر بيبرس ، وبعد فتح قلعة الروم أصبحت سيس عاصمة مملكة أرمينية الصغرى مقرًا للكنيسة الكاثوليكية الأرمينية.

وقد تجهز الجيش في دمشق بقيادة الأمير بيدرا نائب السلطنة ، ثم لحق به الأشرف بعد أن توقف في الكرك لترتيب أحوالها ، وأمر بالتجهيز لأخذ بهنسا من الأرمن ، فلما علم الأرمن بنية الأشرف أرسلوا له الرسل يرجون منه عدم مهاجمة مملكتهم ، فتم الاتفاق على تنازل الأرمن عن بهنسا ومرعش وتل حمدون في مقابل عدول الأشرف عن مهاجمتهم ، فأرسل الأشرف الأمير طوغان والي البر بدمشق مع رسل الأرمن إلى تلك المناطق لتسلمها فصارت في حوزة المسلمين بغير قتال .


القضاء على الصليبيين ونهايتهم

أنهى الأشرف خليل عملية تقويض الحلم الصليبي التي كان قد بدأها الناصر صلاح الدين  وأكملها السلطان بيبرس ومن بعده إبنه قلاوون.  

وبسقوط عكا والمراكز الصليبية على ساحل الشام ، تبخر الحلم الصليبي الذي عمل الصليبيون خلال مائتي عام على تحقيقة بكل جد ودون كلل وكلفهم المال والرجال. بعد سقوط عكا حاول بابا الكاثوليك "نيقولا الرابعفعل شيء يعيد للصليبيين مكانتهم وهيبتهم ، وقام فور سماعه بسقوط عكا بتحميل عشرين سفينة بالمقاتلين في أنقونا وجنواوأرسل بها إلى قبرص ، وقامت تلك السفن بعد أن انضمت إليها سفن الملك هنري بغارة فاشلة على حصنتركي على ساحل الأناضول ، وغارة كر وفر على مدينة الإسكندرية في مصر ، غلًا وحقدًا على انتصارات الأشرف وجيش المسلمين، ولكن البابا نيقولا مات في سنة 1292 دون تحقيق أكثر من ذلك.

أما ملوك أوروبا فقد دخلوا في صراعات داخلية كالحرب المريرة التي نشبت بين فرنسا وإنجلترا في عام 1293 ولم يعد في استطاعتهم تنظيم حملات صليبية جديدة. أما فرسان المعبد فقد كانت نهايتهم مأساوية في أوروبا بعد أن تورطوا في مشكلات مالية مع ملك فرنسا فيليب الرابع ، وإتهمهم البابا  كليمينت الخامس بالهرطقة فتم الإستيلاء على ثرواتهم ، ولعنوا ، وألقي بهم في النار.

عسكريًا ، كان الأشرف خليل يملك مواهب وطاقات بعض من سبقوه كالظاهر بيبرس  ووالده قلاوون ، ولكن الأشرف لم يصادف هوى الأمراء منذ البداية. فقد بدأ حكمه بالقبض على أمراء أبيه وأعدم بعضهم مثلما فعل مع الأمير طرنطاي نائب سلطنة أبيه. بعد فتح عكا قام الأشرف بالقبض على حسام الدين لاجين ، وبعد عودته منتصرًا إلى القاهرة ، أعدم بعض كبار الأمراء - من بينهم  الأمير سنقر الأشقر - ومن جهة ثانية عمد الأشرف إلى تفضيل المماليك والأمراء البرجية من ذوي الأصول الشركسية على المماليك والأمراء من ذوى الأصول التركية مما خلق حالة من التنافس والكراهية بين الأمراء.

بعد عودة الأشرف من الشام إلى مصر منتصرًا تملكته مشاعر الغرور والتعاظم فراح يعامل الأمراء بخشونة واستخفاف وأصبح يعلم على الأوراق والمستندات بحرف "خ" فقط دون إسمه مما أغضب الأمراء ، وفوق ذلك كان الأمراء يكرهون وزيره ابن السلعوس الذي أتى من سوريا ، ولم يكن في الأصل أميرًا أو مملوكًا وإنما كان تاجرًا دمشقيًا، وتقلد منصب الوزارة الرفيع بدلًا من الأمير الشجاعي، وراح يغدق عليه الاشرف ويفضله على كبار الأمراء لمكانته. وكان ابن السلعوس يتعالى على الأمراء.]

في شهر ديسمبر عام 1293 ذهب السلطان الأشرف إلى تروجة القريبة من مدينة الأسكندرية ، في رحلة صيد طيور ، وكان في صحبته وزيره إبن السلعوص ونائب سلطنته بيدرا ، وطلب الأشرف من إبن السلعوص الذهاب إلى الإسكندرية لتحصيل العائدات ، فلما وصل ابن السلعوس إلى الإسكندرية تبين له أن نواب الأمير بيدرا قد حصلوا العائدات من قبل ، فكتب للأشرف يعلمه بما فعله بيدرا ، فلما بلغت الرسالة الأشرف غضب وإستدعى بيدرا إلى دهليزه وراح يعنفة ويهدده في حضور الأمراء. خرج بيدرا من دهليز الأشرف مضطربًا خائفًا فجمع عددا من الأمراء من خشداشيته ومنهم حسام الدين لاجين وقرا سنقر ، وإتفقوا على قتل السلطان .

في  21 ديسمبر 1293، وبينما الأشرف يتجول مع صاحبه الأمير شهاب الدين أحمد بن الأشل، جاءه بيدرا والمتآمرون معه ، وكان من بينهم لاجين وألطنبغا رأس نوبة وإغتالوه بسيوفهم .

بعد إغتيال الأشرف توجه المتآمرون إلى الدهليز ونصبوا بيدرا سلطانًا ولقبوه بالملك الأوحد - أو الملك القاهر - ولكن بيدرا لم ينعم طويلاً بسلطنته حيث قبض عليه المماليك السلطانية بقيادة كتبغا وبيبرس الجاشنكير وقتلوه وأرسلوا رأسه إلى القاهرة ، وقبض على الأمراء المتآمرين عدا حسام الدين لاجين وقرا سنقر الذين فرا واختفيا ، وقبض الأمراء، وعلى رأسهم الشجاعي ، على ابن السلعوس بعد عودته إلى القاهرة حيث حُبس وضُرب حتى الموت.

بعد موت الأشرف خليل ، إتفق الأمراء - وعلى رأسهم سنجر الشجاعي - على إخفاء الأمر لبعض الوقت ، وعلى تنصيب أخيه الصغير الناصر محمد سلطاناٌ على البلاد ومعه كتبغا نائبًا للسلطنة والأمير الشجاعي وزيرًا. وكان الناصر محمد صبيًا في نحو التاسعة من عمره. 

وأرسل إلى الحكام في الشام مكتوباً على لسان الأشرف مضمونه: "إنّا قد إستنبنا أخانا الملك الناصر محمدًا وجعلناه ولي عهدنا حتى إذا توجهنا إلى لقاء عدو يكون لنا من يخلفنا" ، وطلب من أمراء الشام تحليف الناس للملك الناصر محمد ، وأن يقرن إسمه بإسم الأشرف في الخطبة ، وبعد أن إستقرت الأمور ورتب الأمراء أمورهم أعلن في البلاد عن وفاة السلطان خليل ولبس جواري الأشرف الحداد ، وطافت النواحات في شوارع القاهرة وأقيمت المآتم وساد مصر الحزن ، وإحتشدت العامة في الشوارع والميادين للفرجة على عقوبة وإعدام المتآمرين.


السلطان العادل كتبغا

1294 م - 1296 م
عملة نقدية للسلطان العادل كتبغا


مقدمة 
هو الملك العادل زين الدين كتبغا بن عبد الله المنصورى التركي المغلى (ولد ح 1245 - توفى بحماة عام 1302). عاشر سلاطين الدولة المملوكية. 
ولقد كان كتبغا في الأصل ، جندياً في جيش مغول فارس (إلخانات) ، عندما أخذه الجيش المملوكي أسيرا أثناء معركة حمص الأولى في ديسمبر عام 1260م ، فاشتراه الأمير قلاوون الألفى وجعله من مماليكه ، ثم لما صار سلطاناً ، عتقه ، وأنعم عليه بالامارة فأصبح أميراً. 
وبعد وفاة السلطان قلاوون ، قبض إبنه السلطان الأشرف خليل عليه ، وأودعه السجن ، ثم أفرج عنه ، ولما أغتيل السلطان خليل في عام 1293 م ، ونصب أخيه الصغير الناصر محمد سلطانا على البلاد ، تقلد كتبغا منصب نائب السلطنة ومدبر الدولة وأصبح مع وزير السلطان الأمير سنجر الشجاعى الحاكم الفعلى للبلاد نظراً لصغر سن الناصر محمد الذي كان في تلك الأثناء في التاسعة من عمره.

جنود من المغول 


صراع كتبغا مع المماليك
كانت العلاقة بين كتبغا والشجاعى علاقة توجس ومنافسة وعندما تطورت إلى عداء كامل خطط الشجاعى بمساندة المماليك البرجية للقبض على كتبغا واغتيال أمرائه. إلا أن خطة الشجاعى وصلت إلى علم كتبغا عن طريق رجل مغولى وافدى اسمه كنغر فقام كتبغا بمحاصرة قلعة الجبل بمعاونة الأكراد الشهرزورية ورفاقه من المغول المقيمين بالقاهرة إلا أن المماليك البرجية التابعة للشجاعى هزمت قواته ففر إلى مدينة بلبيس حيث بقى لبعض الوقت ثم عاد إلى القاهرة ، وحاصر القلعة مرة أخرى بعد انكسار المماليك البرجية. 
وقد إستمر الصراع الدامى بين قوات كتبغا والمماليك السلطانية وأتباع الشجاعى قائماً على مدى سبع أيام ، إلى أن بدأ مماليك الشجاعى ينقلبون عليه وينضمون إلى قوات كتبغا. ثم اتصل أمراء كتبغا بأم السلطان محمد داخل القلعة وأكدوا لها أن الصراع الدائر ليس بينهم وبين ابنها ولكنه بينهم وبين الشجاعى فما كان منها إلا أن أغلقت أبواب القلعة ليجد الشجاعى نفسه محصورا في بيته خارج القلعة وأعداءه بينما مماليكه أخذين في الفرار إلى صف غريمه كتبغا. وبينما الشجاعى الذي لم يكن محبوبا لدى عامة المصريين  في طريقه إلى القلعة لمناقشة وسيلة لانهاء الصراع الدائر تم اغتياله وفتحت أبواب القلعة ودخل كتبغا وأمراءه وأطلقوا سراح أتباعه الذين كان الشجاعى قد أسرهم أو قبض عليهم ، وتم إبعاد مماليك الشجاعى إلى ثكنات بعيدة وأودع بعضهم في السجون ، وتبع ذلك الاستيلاء على ممتلكات الشجاعى وا لقبض على نوابه في الشام.
تمردت المماليك البرجية التي أبعدها كتبغا من القلعة وهى المماليك الأشرفية خليل  وخرجت إلى الشوارع ثائرة بعد ظهور حسام الدين لاجين في القاهرة دون محاكمته على تهمة ضلوعة في مؤامرة اغتيال أستاذهم السلطان الأشرف خليل . وانتهى تمرد المماليك بقتل بعضهم في الشوارع وتم اعدام بعض الذين قبض عليهم .


بداية الحكم
كان كتبغا مدبر السلطنة والحاكم الفعلى للبلاد نظراً لصغر سن السلطان الناصر محمد وبعد مقتل منافسه وغريمه الشجاعى توطد مركزه وزادت قوته وتمكن حسام الدين لاجين - الذي كان يدرك أن مماليك الأشرف خليل وفيما بعد السلطان الناصر ذاته سيثأروا منه - من إقناع كتبغا بضرورة خلع السلطان الناصر والاستيلاء على تخت السلطنة.. بعد انكسار المماليك البرجية جمع كتبغا الأمراء بدار النيابة وقال لهم: " قد انخرق ناموس المملكة ، والحرمة لا تتم بسلطنة الناصر لصغر سنه" فوافق الأمراء على خلع الناصر ، واقامة كتبغا سلطاناً ، وحلفوا له وتم ابعاد الناصر محمد وأمه إلى إحدى قاعات القلعة ، ثم إلى الكرك. كتبغا أصبح سلطانا متلقبا بالملك العادل ومعه لاجين نائبا للسلطنه.
لقد جلس كتبغا علي عرش مصر - كسلطان على مصر - في الفترة من  1294 - 1296م .
وقد وصف كتبغا من حيث السمات الشخصية بأنه كان رجلاً دين خيراً متواضعاً ، أما من حيث صفاته الجسدية ، فقد كان قصيراً ، له بشرة سمراء ولحية قصيرة .
في عهد السلطان كتبغا ولأول مرة يحدث في مصر تقرر أن توزن الفلوس قبل دفعها فأصبحت قيمة الفلوس في وزنها وليس في عددها.
وقد نقشت على نقود كتبغا أسماؤه وألقابه كما يلى : السلطان الملك العادل زين الدنيا والدين المنصورى قسيم أمير المؤمنين ، السلطان الملك العادل ناصر الأمة المحمدية زين الدنيا والدين، السلطان الملك العادل ، الملك العادل ، ويقصد بالمنصورى انتماؤه لأستاذه المنصور قلاوون ، ويقصد بأمير المؤمنين الخليفة العباسي الذي كان يقيم في القاهرة .


مدرسة الناصر
من أعمال السلطان كتبغا في مصر


فتوحات وإنتصارات كتبغا
في عام 1296 م وصلت إلى الشام أعداد ضخمة من المغول الوافدية تنتمى إلى قبيلة تعرف باسم الأويراتية. كان هؤلاء المغول فارين من محمود غازان وكان يقودهم طغراى زوج ابنة من بنات هولاكو. وقد رحب بهم كتبغا - وهو مغولى الأصل - ترحيبا حارا وأسكن بعضهم في حى الحسينية بالقاهرة وبعضهم الأخر في مدن على سواحل الشام. لم يكن هؤلاء الوافدين مسلمين كما كان حال مغول القبيلة الذهبية الذين وفدوا على مصر في عهد السلطان بيبرس البندقدارى، وكانت لهم عادات غريبة اشمئز منها المصريون، ولكنهم اختلطوا بالسكان وتزاوجوا. الأويراتية الذين سكنوا مصر اشتهروا بالجمال وألحق الكثيرون منهم بالخدمة في فرق الأمراء. إلا أن إستقبال كتبغا الحار للأويراتية والمبالغة في اكرامهم جعل الشك في مآربه ومراميه يتسلل إلى نفوس الكثير من الأمراء وكان ذلك إحدى أسباب سقوط كتبغا فيما بعد ، وبينما كان كتبغا في الشام أجمع الأمراء على ضرورة التخلص منه فذهبوا إليه وقابلوه وهو في طريق عودته إلى مصر. كتبغا أظهر سخطه على الأمير بيسرى بسبب اعتقاده أنه قد اتصل بالمغول فخاف الأمراء ومن ضمنهم لاجين من أن يقوم كتبغا بالقبض عليه وهو من كبار الأمراء فحملوا أسلحتهم وتوجهوا إلى الدهليز السلطانى ، حيث كان كتبغا يقيم ، فإصطدموا بمماليكه وقتلوا وجرحوا عددا منهم. 
عندما أحس كتبغا بما يجرى خرج من المخرج الخلفى للدهليز وأمتطى فرساً وفر نحو دمشق مع خمسة من مماليكه ولم يتمكن الأمراء من اللحاق به ، وقام الأمراء بتنصيب لاجين سلطانا على البلاد ، في هذه الأثناء ، تحصن كتبغا في القلعة السلطانية قائلاً : " السلطان الملك المنصور خوشداشى ، وأنا في خدمته وطاعته ، وأنا أكون في بعض القاعات بالقلعة إلى أن يكاتب السلطان ويرد جوابه بما يقتضيه في أمرى" . وبذللك تنحى كتبغا بعد أن بقى على تخت السلطنة حوالي سنتين وعينه لاجين نائبا على صرخد.
في عام 1299م - و بينما كان السلطان الناصر محمد في طريقه إلى سوريا على رأس الجيش لمواجهة جيش محمود غازان الذي هاجم الشام - تآمر بعض الأويراتية مع بعض المماليك السلطانية على اغتيال نائب السلطان سلار وأستادار السلطان بيبرس الجاشنكير ، وكانا الحاكمان الفعليان في تلك الفترة ، من أجل اعادة كتبغا إلى الحكم ولكن المؤامرة فشلت وعوقب المتآمرين. 

الخلع من الحكم والوفاة
خلال عهد السلطان كتبغا عانت مصر والشام من نقص حاد في المياة والطعام إضافة إلى انتشار الوباء الذي أودى بحياة أعداد هائلة من السكان. كتبغا لم يكن محبوبا من قبل عامة المصريين وكانوا يعتبرونه نحسا على البلاد. وقد شعر المصريون بالغبن حين رأوه -وهو مغولى الأصل- يفرط في كرمه وعطائه للمغول الأويراتية الغير مسلمين بينما هم يعانون من إرتفاع أسعار الطعام وصعوبات اقتصادية جامة.
وبعد هزيمة الناصر محمد (معركة وادى الخزندار) وانسحاب جيشه إلى مصر فر كتبغا مع الفارين إلى مصر ودخل في خدمة سلار وبقى في مصر إلى أن انسحب غازان من سوريا وعينه الناصر محمد نائباً عنه في حماه فظل هناك إلى أن وافته المنية يوم العيد الأضحى عام 1302 بعد أن مرض.

ختام تاريخ الملوك المعاصرين للخدمة


النياحة

بعد أن قضى على الكرسي الباباوي المرقسي مدة 29 سنة وشهرًا واحدًا و8 أيام ، تنيح البابا " يؤانس السابع " في يوم 26 برموده 1009 للشهداء - 21 أبريل 1293 للميلاد .


وورد في مرجع آخر مايلي :
إستمر البابا يوأنس على الكرسي في المدة الثانية إثنين وعشرين سنة وثلاثة شهور وتسعة عشر يومًا... وتنيَّح بسلام في 26 برموده سنة 1009 ش.


وورد في مرجع آخر مايلي :
تذكار نياحة البابا يوأنس الإسكندري الـ78 (26 برمودة)
في مثل هذا اليوم من سنة 1009 ش. (21 أبريل سنة 1293 م.) تنيَّح البابا يؤنس السابع البطريرك الثامن والسبعون. 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة

التصنيفات
تاريخ البطاركة201 مقالات تاريخية67 تاريخ الحضارة المصرية القديمة46 مقالات متنوعة27 مقالات في التاريخ24 تاريخ الكتاب المقدس23 أبحاث تاريخية21 مصر في العصر اليوناني21 تاريخ مصر القديم16 تاريخ مصر في العصر الروماني16 تاريخ الإمبراطورية الرومانية15 الاباطرة الرومان14 تاريخ مصر في عصر الإسلام14 تاريخ مصر في عصور الإسلام13 قسم المخطوطات13 تاريخ الحروب الصليبية | موسوعة شاملة في تاريخ الحملات الصليبية12 موسوعة الحروب الصليبية12 تاريخ البدع والهرطقات11 مقالات متنوعة في التاريخ11 موسوعة آباء الكنيسة11 أبحاث تاريخية | تاريخ المتاحف الكبرى في مصر والعالم10 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية10 موسوعة الكنائس والأديرة10 تاريخ الرهبنة المصرية9 تاريخ الكنيسة9 تاريخ الحروب الصليبية8 دراسات في تاريخ الكنيسة القبطية8 تاريخ الكون6 موسوعة الآباء الرهبان6 بطاركة الإسكندرية5 أبحاث تاريخية | تاريخ الجامعات المصرية4 تاريخ البطالمة4 تاريخ الحملات الصليبية | مشاهير قادة الجيوش الصليبية4 دراسات في التاريخ العربي الإسلامي4 مكتبة المرئيات4 أبحاث تاريخية | تاريخ الأسكندرية عبر العصور3 أبحاث تاريخية | حريق القاهرة في يناير عام 1952م3 تاريخ الجامعات المصرية3 تاريخ الحضارات الإنسانية الأولى3 تاريخ روما القديم3 تاريخ مصر في عصور الإسلام | العصر العثماني | الأسرة العلوية3 مصر في العصر الجمهوري3 مصر في العصر اليوناني | مقدمة3 أبحاث تاريخية | الإسكندر الأكبر2 أبحاث تاريخية | التاريخ المصري القديم2 أبحاث تاريخية | الحروب الصليبية في تاريخ مصر2 أبحاث تاريخية | المتحف المصري2 أبحاث تاريخية | تاريخ الكنيسة2 أبحاث دينية ولاهوت2 التاريخ الطبيعي للأرض2 تاريخ الانسان الاول2 تاريخ البطاركة | مقدمة عن تاريخ الكنيسة القبطية2 تاريخ الثورات في مصر2 تاريخ مصر في العصر الجمهوري2 تاريخ مصر في العصر الروماني | فصل خاص عن تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ما بعد الإسلام2 تاريخ مصر في العصر اليوناني2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأيوبية2 تاريخ مصر في عصر الاسلام | جرائم العرب المسلمين في مصر2 حياة الديناصورات2 مصر في عصر الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مصر في عصور الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مقالات في الدين2 أبحاث الكتاب المقدس1 أبحاث تاريخية | أكتشاف الصليب المقدس1 أبحاث تاريخية | تاريخ أقدم القصور في مصر والعالم1 أبحاث تاريخية | تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية | حياة الأسد المرقسي1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر21 أبحاث تاريخية | مقدمة عن تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية حصرية | الحملة الفرنسية على مصر1 أبحاث تاريخية حصرية | محمد على باشا الكبير | تاريخ الأسرة العلوية1 أبحاث في اللاهوت والعقيدة1 إنسان العصر الحجري ومراحل التطور | تاريخ الإنسان عبر العصور1 التاريخ الطبيعي وأوائل الكائنات1 العصر العثماني | إكتشاف حجر رشيد1 العصر العثماني | الحملة الفرنسية على مصر1 تاريخ الأرض الطبيعي1 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الغربية1 تاريخ العالم | القرن الرابع الميلادي1 تاريخ الكون وبداية نشأة الحياة على كوكب الأرض1 تاريخ الكون وبداية نشأة كوكب الأرض | فيديو أحدث الإكتشافات العلمية في مجال علم الفضاء1 تاريخ المسيحية في مصر1 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأموية1 تاريخ مصر في عصور الاحتلال | عصر الجمهورية1 جرائم العرب المسلمون في مصر | الكاتب / أشرف صالح1 حضارات ما قبل التاريخ | حضارات ما قبل الطوفان العظيم1 دراسات في الكتاب المقدس1 دراسات في تاريخ الإسلام1 دراسات في تاريخ العالم القديم1 قاموس القديسين والشهداء1 مصر عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية | الدولة العباسية الثانية1 مصر في العصر الإسلامي | مقدمة الكاتب أشرف صالح عن تاريخ العرب القديم ما قبل الإسلام1 مصر في عصر الإسلام1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الإخشيدية1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الطولونية | مقدمة عن الدولة الطولونية1 مصر في عصر الإسلام | العصر الأموي1 مصر في عصر الإسلام | العصر العباسي | الدولة العباسية الأولى1 مصر في عصر الإسلام | جرائم عمرو بن العاص | حرق مكتبة الأسكندرية1 مصر في عصر الإسلام | دراسات في تاريخ الإسلام وحكم مصر1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية الرابعة1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية1 مصر في عصر الإسلام | عصر المماليك البرجية الشركسية1 مصر في عصر الإسلام | مصر في عصر الخلفاء الراشدين1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة الأيوبية1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة العباسية الثالثة1 مصر في عصور الإحتلال |عصر المماليك1 مصر في عصور الإسلام | العصر الجمهوري1 مصر في عصور الإسلام | عصر الدولة العباسية1 مقتطفات من حياة البطاركة1 موسوعة أقباط مصر1 موسوعة أنبياء العهد القديم1 موسوعة المؤرخون الأوائل1 موسوعة مصر التاريخية الشاملة1 موسوعة مملكة الأرض الجغرافية1