مقدمة
ولد البابا " يؤانس الحادي عشر " في منطقة المقسى ( منطقة قريبة من منطقة الأزبكية بالقاهرة ) ، وقد عُرف أيضاً بإسم : "يوأنس المقسي" ، لأنه كان من المقسي بالقاهرة ، وكان يدعى قبل الرسامة الكهنوتية بإسم : " أبو الفرج ".
كما ورد ذكره في بعض من المصادر التاريخية بإسم : "الأسعد أبي الفرج" ، وقد عرف عنه أيضاً أنه كان كاهن كنيسة القديس مرقوريوس
أبي سيفين .
ولما تنيح البابا "غبريال الخامس" ، تم إختياره بإجماع الآراء في خلال مجمع الأساقفة والشعب للجلوس على الكاتدراء الباباوي المرقسي ، نظراً لسيرته الطاهرة ، وذلمك على الرغم من تقدم راهب آخر معه للترشيح للكرسي الباباوي ، وكان هذا الراهب بدير البطريركية بعد نياحة سلفه ، وكان إسمه "ميخائيل".
الجلوس على الكاتدراء المرقسي
سيم أبو الفرج بطريركًا بإسم : " يوحنا " - أو
" يؤانس " في يوم 16 بشنس 1143 للشهداء والموافق ليوم 11 مايو 1427
للميلاد .
وقد رسم بطريركًا في 16 بشنس سنة 1143 ش. (11 مايو سنة 1427 م.) وجلس علي الكرسي مدة 24 سنة و11 شهرا و23 يوماً ، وكانت إقامته بقلاية بالبطريركية بحارة زويلة.
أهم أعماله خلال الخدمة
وقد إشتهر "أبو الفرج" بالفضيلة والعلم ، ومما هو معلوم عنه أيضاً أنه كان يقوم بالتدريس في مدرسة قبطية عظيمة بالمكس .
أهم الأحداث المعاصرة
إضطهاد الأقباط في مصر وتوسط ملك أثيوبيا لإنقاذ
الكنيسة
كان البابا " يؤانس الحادي عشر " خلال فترة باباويته ، قد عاصر شدائد كثيرة دعت إلى توسط ملوك أثيوبيا وتهديد السلطنة المصرية بقطع مياه أو ماء النيل عنها بسبب اضطهاد النصارى ، وقد بودلت البعثات الحكومية بين أثيوبيا ومصر ، وقد منع من مراسلة الملوك بأثيوبيا والنوبة بدون إطلاع حكام الدولة.
وقائع إتحاد الكنيستين اليونانية والرومانية
في عهد البابا " يؤانس الحادي عشر " ، حاول ملوك الإفرنج - وعلى رأسهم - ملك القسطنطينية - مقاومة المسلمين ، ورأوا أن هذا لا يتأتى إلا إذا وجدت وحدة بين مسيحيي الشرق والغرب ، وإزالة الخلاف الديني ، وإقترح عقد مجمع في فلورنسة (فلورنسا) ، في إيطاليا بحضور أسقفا روما والقسطنطينية ونواب عن الشعوب الأرثوذكسية ، فأرسلت الكنيسة القبطية نائباً عنها ، وللأسف - وصل بعد أن إنقضى المجمع لأنه كان متأخراً! ، إنتهي هذا المجمع إلى عودة إتحاد كنيستي الرومان واليونان ، على أن تلحق الكنيسة القبطية بهذا الإتحاد في دورته القادمة التي كانوا اتفقوا عليها، ولكن هذا الإتحاد فشل بسبب سوء حالة الكنيسة الكاثوليكية.
الملوك المعاصرون للخدمة
[ تابع عصر المماليك البحرية
]
الملك المؤيد شيخ المحمودي
1438 م - 1438م
تاريخ الحكم
بعد وفاة الملك المُؤيَّد شيخ المحمودي ، جلس على عرش الحكم إبنه الأمير أحمد ، في سنة 825هـ المُوافقة لِسنة 1421م تحت وصاية الأمير طُطُر .
الملك ططر
1422 م - 1422م
تاريخ الحكم
لم يلبث بعد أشهر أن تولَّى طُطُر نفسه السلطنة لِفترةٍ قصيرة ، ثم تنازل عن العرش لإبنه محمد .
تاريخ الحكم
ثم جلس على العرش مُحمَّد إبن ططر ، و الذي لم يلبث في
الحُكم سوى عدَّة أشهُر تحت وصاية الأمير برسباي .
الملك الأشرف برسباي
1422 م - 1438م
تاريخ الحكم
في سنة 825 هـ - والمُوافقة لسنة 1422م ، إنتزع برسباي السلطنة لِنفسه وتلقَّب بِالسُلطان الأشرف .
وقد قاسى الناس كثيرًا خِلال سلطنة برسباي التي امتدَّت
حوالي ستة عشر عامًا بعد أن أُثقل كاهلهم بِالضرائب الباهظة ، وشاعت أنواع
الإحتكار في التجارة ، إلَّا أنَّهُ لِشدَّة بأس هذا السُلطان لم تحدُث في البلاد
فتن في عهده.
وقد كان في عهده فتح قبرص، حيثُ صمَّم السُلطان على
القضاء على شوكة الصليبيين في قبرص ، فأرسل حملةً للاستكشاف أغرقت عددًا من سُفن
الفرنجة ، وعادت بعددٍ من الأسرى ، ثُم أرسل حملةً أُخرى دارت بينها وبين الفرنجة
معركةً طاحنة قُتل فيها خلقٌ من الصليبيين ، ورُفعت راية الإسلام بِقبرص ، وعادت
الحملة إلى مصر مُحمَّلة بِالغنائم والأسرى ، ثُمَّ أرسل حملةً أُخرى ، وكانت
الحملة القاضية ، وإستطاعت جُيُوش برسباي أن تُلحق هزيمة ساحقة بالصليبيين ، ودخل
المسلمون مدينة ، فصلُّوا الجُمُعة في كنيستها ، وأصبحت قبرص جُملةً من بلاد
المُسلمين.
وقد بالغ برسباي في فرض الضرائب على سُفن الأجانب ، حتى
ضجَّ هؤلاء ، مما أجبر فرنسا على القيام بإستدعاء جميع تُجَّارها من مصر ، فخاف
على تجارة البلاد من الكساد فنظر في مطالبهم ، وفي سنة 841 للهجرة - والموافقة
لعام 1438م .
مات برسباي ووُلِّي من بعده إبنه الفتى ، الذي لم يستطع
أن يحتفظ بِالعرش أمام نُفُوذ أقوى الأُمراء عندئذٍ وهو جقمق، الذي تولَّى السلطنة
بعد قليل.
وكان حُكم جقمق مُعتدلًا إذا قيس بِحُكم برسباي، كما
عُرف عن جقمق تديُّنه وورعه، فحرَّم المعاصي وشُرب الخُمُور .
الملك العزيز جمال الدين
1438 م - 1438م
تاريخ الحكم
هو الملك العزيز جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن الأشرف
برسباى ، سلطان الدولة المملوكية البرجية
(الشركسية) الحادي عشر.
حكم سنة 1438 م ، لمدة ثلاثة شهور وهو في سن الرابعة
عشر. وهو ابن السلطان الكبير " الأشرف برسباى " وامه الجارية "
جلبان " ، وقد عين الأمير جقمق في
وظيفة " نظام الملك " ، بجوار وظيفته كأتابك العسكر.
ولقد كانت بداية وصوله للعرش ، قد بدأت بعد أن مرض
السلطان الأشرف بارسباى ، فإقترح عليه الأمراء إعتزال الحكم ، والتنازل عن
العرش العرش لإبنه " يوسف "
بسبب عدم إستقرار الأمن في مصر ، ولتزايد هجمات العربان ، وفسادهم في البحيرة
وبلاد الجنوب من مصر " الصعيد " ، فوافق ومات بعدها.
وقد حكم العزيز يوسف ثلاثة أشهر فقط ، ففى يوم 7 سبتمبر
1438 قام الأمير " قرقماش القبانى " للأتابكى " جمقمق "
وإستدعى بقية الأمراء ، والخليفة العباسى المعتضد بالله الثالث في القاهرة ، والقضاة الأربعة ، وطلب منهم عزل الملك العزيز ، وتنصيب " جقمق "
بدلاً منه ، فعزلوا العزيز ، وأرسلوه لكي يعيش في دار الحريم مع أمه في قلعة
الجبل ، وأصبح "جقمق" بدلاً منه
سلطاناً علي مصر.
الملك الظاهر جقمق
1438 م - 1453م
تاريخ الحكم
هو "الظاهر سيف الدين جقمق" ، أو "جقمق العلائي الظاهري سيف الدين أبو سعيد" ،
هو سلطان من المماليك البرجية ، تولى حكم مصر
في الفترة من 842 هـ إلى 857 هـ
وهو الرابع والثلاثون من ملوك التُرك ، والعاشر من ملوك المماليك الجراكسة .
وكان الظاهر سيف الدين جقمق شركسي الأصل ، إشتراه السلطان الأشرف سيف الدين إينال العلائي ، وقدمه إلى
الملك الظاهر برقوق ، فأعتقه واستخدمه.
وقد عاش نيفا و80 سنة ، وخلع بولده المنصور ، برغبة منه إليه ، لشدة مرضه.
وقد مات بعد خلعه بإثني عشر يوماً.
كان الظاهر جقمق ملكا عظيما جليلاً ديناً متواضعاً
كريماً ، وقد هدأت البلاد في أيامه من الفتن ، وكان فصيحاً بالعربية ، متفقهاً ،
له مسائل في الفقة عويصة يرجع إليه فيها، وكانت فيه حدة وآذى بعض العلماء.
وحبس في أيام الملك الناصر فرج ، ثم أطلق وولي أعمال في
دولتي الملك المؤيد شيخ ، والظاهر ططر ، إلى أن كان (أتابك) العساكر في دولة
السلطان الأشرف برسباي.
ولما مات ، و ولي إبنه العزيز يوسف ، إستمر جقمق
أتابك ومدبراً للدولة ، وقام بعض المماليك ، فخلعوا العزيز ، وولوه السلطنة ، فإنتظم
له الامر إلى أن توفي بالقاهرة.
كان وقتئذٍ أتابكاً للسلطنة وعمره 69 عاماً.
وقد إستهل حكمه بالقضاء على الثورات الداخلية في
السلطنة كثورة حلب ، وثورة الأمير
قرقميش ، فإستتب له الأمر في الحكم دون إضطرابات داخلية .
حسّن علاقاته مع الممالك الإسلامية المجاورة ، فسمح لشاه رخ إبن تيمورلنك ، بكسوة الكعبة المشرفة من الداخل مما سبّب غضباً شعبياً عاماً ، جعله يتراجع عن ذلك فيما بعد. كما تزوج إحدى أميرات آل عثمان ، وإحتفل بفتحهم الأعظم لمدينة القسطنطينية 1453م.
ثم حاول بعد ذلك إخضاع فتح جزيرة رودوس ، التي أصبحت قاعدة للفرسان الإسبتاريين الصليبيين بعد إخضاع جزيرة قبرص في عهد السلطان سيف الدين برسباي في 1426م ،
وقد سيّر إلى الجزيرة ثلاث حملات بحرية ، حيث فشلت الحملة الأولى عام 1440 م ، فشلت
الحملة الثانية في عام 1443م ، ونجحت الحملة الثالثة بدخول الجزيرة وتدمير مدنها
وإيقاع الخسائر الفادحة بين الفرسان الإسبتاريين مما أرغمهم على اللجوء لطلب عقد
الصلح ، فقبل السلطان جقمق ذلك وعادت جيوشه منتصرة .
بعد الإنتصار العظيم للسلطان العثماني مراد الثاني على
التحالف الصليبي في معركة ڤارنا في 10 نوفمبر 1444م في بلغاريا، وهزيمة الصليبيين
هزيمة نكراء بذلك مُنهياً "آرنا الصليبية "، امتد الاحتفال إلى العالم
الإسلامي.
ففي الجمعة الأولى من وصول الخبر إلى القاهرة في 1
أبريل 1445م ، أمر السلطان سيف الدين جقمق بتلاوة إسم السلطان مراد الثاني ،
مُجاملةً ، بعد اسم الخليفة العباسي ، والدعاء لأرواح الشهداء العثمانيين في
الأقطار المملوكية ، وأُقيمت احتفالات النصر في مصر .
وقال عنه المؤرخ إبن تغري بردي : " كان يخلط الصالح بالطالح والعدل
بالظلم ومحاسنه أكثر من مساوئه ".
قيل أنه توفي ولم يُقتل ، وقيل قُتل في القلعة عام 824هـ ودفن بتربته في المدرسة الجقمقية إلى جوار باب الجامع الأموي الشمالي بدمشق ، . وقيل أن المرض كان قد إشتد على السلطان الظاهر جقمق في عام 1453م ، فتنازل عن العرش لابنه فخر الدين عثمان ، وتوفي في عام 857هـ ، والموافق لعام 1453م ، بعد حكم دام 14 عاماً وعشرة أشهر.
النياحة
بعد أن قضى على السدة المرقسية نحو : 24 سنة و11 شهرًا
و23 يومًا ، تنيح البابا " يؤانس الحادي عشر " في يوم 9 بشنس 1168 للشهداء - 4 مايو 1452 للميلاد ،
وقد دفن في دير الخندق " الأنبا رويس
بالعباسية في القاهرة " .
وقد ورد في كتاب السنكسار القبطي مايلي :
في مثل هذا اليوم من سنة 1168 ش. (4 مايو سنة 1452) ، تنيَّح البابا يؤانس الحادي عشر البطريرك (89) ، ودفن في مقبرة دير الخندق. وخلا الكرسي بعده أربعة شهور وستة أيام .
إرسال تعليق