[ تابع : بطاركة القرن
الخامس عشر الميلادي ]
91 - البابا غبريال السادس
- Gabriel VI
1466م - 1474 م
مقدمة
ولد البابا " غبريال السادس " في قرية العرابة ، وقد سلك في حياة الرهبنة
التوحدية في دير القديس الأنبا أنطونيوس بالبرية الشرقية ، ثم بعد ذلك صار
رئيساً للدير.
الجلوس
على الكاتدراء المرقسي
تم ترشيح الأب
الراهب غبريال ، للجلوس على الكاتدراء الباباوي المرقسي بإجماع
الأساقفة والشعب والإكليروس ، خلفاً للمتنيح البابا " متاؤس الثاني " ، وكان إرتقاءه الكرسي الباباوي المرقسي
في الخامس من طوبه ؟ سنة 1182 ش.
مدة الإقامة على الكرسي : 8 سنوات و10 أشهر و6 أيام.
[ تابع : بطاركة القرن
الخامس عشر الميلادي ]
91 - البابا غبريال السادس
- Gabriel VI
1466م - 1474 م
مقدمة
ولد البابا " غبريال السادس " في قرية العرابة ، وقد سلك في حياة الرهبنة التوحدية في دير القديس الأنبا أنطونيوس بالبرية الشرقية ، ثم بعد ذلك صار رئيساً للدير.
الجلوس على الكاتدراء المرقسي
تم ترشيح الأب الراهب غبريال ، للجلوس على الكاتدراء الباباوي المرقسي بإجماع الأساقفة والشعب والإكليروس ، خلفاً للمتنيح البابا " متاؤس الثاني " ، وكان إرتقاءه الكرسي الباباوي المرقسي في الخامس من طوبه ؟ سنة 1182 ش.
مدة الإقامة على الكرسي : 8 سنوات و10 أشهر و6 أيام.
الملوك المعاصرون للخدمة
الملوك المعاصرون للخدمة
[ تابع عصر المماليك البرجية ]
الملك الظاهر أبوسعيد بلباي
1461 م - 1468م
( مختصر تاريخ الحكم )
[ تابع عصر المماليك البرجية ]
الملك الظاهر أبوسعيد بلباي
1461 م - 1468م
( مختصر تاريخ الحكم )
هو السلطان الظاهر أبو سعيد سيف الدين الإينالى المؤيدي بلباي ، وذلك وفقاً لما ورد في مدونات المؤرخان : إبن تغرى بردي ، و إبن إياس .
وهو يُعد السلطان السابع عشر في سلاطين دولة المماليك البرجية " الجراكسة ".
وقد سُمي في شبابه : " يلباى تلي " وتعني " يلباي المجنون " أستاذه الأول كان " إينال ضضع " ولذلك سمي بالإينالي ، و أستاذه الثانى السلطان ، المؤيد شيخ ولذلك لُقب بالمؤيدي . جلس على عرش مصر في أكتوبر عام 1467م ، وقد تخطى السبعين من عمره ، بعد وفاة السلطان الظاهر خشقدم ، و حكم صورياً لمدة شهرين إلا أربعة أيام حتى عُزل في 7 ديسمبر من عام 1467م.
جاء بلباى إلى مصر وإشتراه السلطان المؤيد شيخ وضمه لمماليك قبل عام 1417م و ثم عتقه ، و ضمٌه للمماليك السلطانية ، و سكن في قلعة الجبل ، وبعدما توفي المؤيد أصبح خاصكى ، وظل على هذا الحال حتى أصبح من أعيان الخاصكية وأعطاه الأشرف برسباى ثُلث قرية طحوريا في مركز شبين القناطر في القليوبية كإقطاع يعيش منه ، و ثم نقله السلطان العزيز يوسف إلى بنها العسل .
وفي بدايات دولة السلطان الظاهر جقمق ، عُين ساقياً ، ثم أصبح رأس نوبة.
وقد إستطاع بلباي ان يمسك العزيز يوسف الذي هرب من قلعة الجبل و وأرسله للسلطان جقمق في القلعة ، ففرح به وأعطاه قرية سرياقوس فوق إقطاعاته التي يملكها ، وترقى و أصبح أمير طلبخانة ، وظل هكذا حتى تسلطن المنصور عثمان ، فقبض عليه لسبب ما وحبس في الإسكندرية ، وظل محبوساً حتى أطلق سراحه السلطان الأشرف إينال ، وأرسله ليعيش في دمياط ، وثم نقله إلى القاهرة ، وبعد بضعة ترقيات ، وصل لمركز حاجب حُجاب مصر ، وظل في هذا المركز ، حتى نال منصب أمير آخورية الكبرى ، ثم أصبح أتابك العسكر المصرى في سبتمبر 1466 م ، وظل في هذا المنصب حتى توفي السلطان الظاهر خشقدم ، و رشحوه " الأجلاب " بإعتباره أتابك العسكر ، و وافق المماليك و الأمراء ، و إتفقوا على تنصيبه مع أنه في الواقع لم يكن يريد السلطنة ، و عندما أخبره الأمراء أنهم يريدونه سلطاناً ، إمتنع لكن كما قال إبن تغري : " لم يلتفتوا إلى كلامه " ، وأخذوه إلى القصر السلطانة من باب ، وعندما أتى بقية االأمراء وجدوا الباب قد وقع فدخلوا القصر من الإيوان ، فتفاءل الناس بزوال ملكه بسرعة ، وقبل الأمراء الأرض له و تسلطن سريعاً دون أن يركب حصاناً بأبهة السلطان كما كانت العادة.
بعد السلطنة عُين الأمير تمربغا أتابكاً للعسكر الذي كان منصب بلباي قبل السلطنة .
نُصب بلباي وقد ناهز السبعين بلقب " الظاهر " بعد دفن " خشقدم " على عكس العادة في أن يتم تنصيب السلطان الجديد قبل دفن السلطان المتوفى.
أصيب الظاهر بلباى بحالة نفسية بعد سلطنته ، أو كما قال ابن تغرى " غطاه المنصب و صار كالمذهول ، و لزم السكات وعدم الكلام "، فبقي سلطاناً ضعيف الشخصية لا يحكم في شيء ، والحاكم الفعلى كان الدويدار الكبير " خاير بك " ( أو خير بك )، و لما كان بلباي يُسأل عن شيء كان يرد قائلاً : " إيش كنت أنا، قل له " .
وقد إنتشرت هذه الجملة بين عامة المصريين و أصبحوا يسمونه " إيش كنت انا قل له " ، و كانت عندما تُقدم له قضية أو مظلمة كان يقول : " قولوا لخاير بك ".
وعلاوة على ذلك يقول ابن تغري أن بلباي لم يكن يعرف القراءة و لا يستطيع التوقيع المستندات دون أن يضع له نقاط يملؤها وبتلك الطريقة اضطربت أحوال السلطنة و زادت سطوة " الجلبان " ، وعانت الناس.
كان خاير بك زعيم المماليك " الخشقدمية " أصبح والظاهر بلباي بقى لعبة في أيديهم وأصبحوا هم من يسيطر على البلاد ، وتسبب ذلك في نشوب تمرد قام به المماليك " المؤيدية " وكان هؤلاء مماليك السلطان " المؤيد أحمد " ، و قامت معركة بين الطرفين انتهت بإنتصار الخشقدمية ، و عزلوا بلباة الذي أظهر ضعفاً كبيراً و قلة حيلة ، وهو في طريقه إلى سجن الإسكندرية كان يقول : " واالله ما أنا بسلطان، أنا أمير، وماذا أعمل بالسلطنة ، سني كبر و عقلى ذهل ، بالله سلم على السلطان و قل له أنى لستُ السلطان "، وظل يبكي فيقول إبن تغري : " كان قديماً يُعرف بيلباى المجنون ، فهذه كانت شهرته قديماً و حديثاً في أيام شبابه ، فما بالك به بعدما شاخ و كبر سنه و ذهل عقله و قل نظره و سمعه.
أصدر الأمراء صورة شرعية بخلع الظاهر بلباي على أساس أنه عاجز عن تدبير السلطنة وعزلوه ، وسُجن في سجن الإسكندرية ، و نصبوا الظاهر تمر بغا الرومي مكانه .
وقد حكم الظاهر بلباى شهرين إلا أربعة أيام ولم يكن سلطاناً إلا بالاسم فقط و ولم يكن هناك سلطاناً في سنه خُلع في مدة أقل من مدته. و رغم قصر مدته كانت أيامه مضطربة ، و زادت فيها الأسعار ، و كثرت السرقات وحدثت مظالم كثيرة .
في هذا الصدد يقول المؤرخ إبن تغري بردي : " وصار فيها كل مفعول جائز" ووصف أيامه بإنها كانت " نكدة، قليلة الخير، كثيرة الشر ". وكمختصر لحكايته يقول : " وبالجملة كانت سلطنته غلطة من غلطات الدهر".
وُصف الظاهر بلباى بأنه كان ضخم سليم النية لم يكن له دراية بأمور الحكم ، و كان سمج الشكل سيء الخلق ، بخيلٌ طويل اللسان ، وختم ابن تغرى ترجمة الظاهر بلباى بقوله : " وبالجملة كان رجلاً ساكناً غير أهل للسلطنة-رحمه الله وعفا عنه . وقد توفي الظاهر سيف الدين خشقدم في عام 1467م .
في هذا الصدد - يذكر إبن تغري بردي في كتابه النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة فيقول : أن الظاهر تمر بغا كان رومي الجنس من قبيلة أرنؤط ، جلبه تاجر في صغره إلى الشام في حدود سنة 824 هـ فاشتراه الأمير شاهين الزرد كاش نائب طرابلس ثم نقل إلى ملك غيره إلى أن ملكه الملك الظاهر جقمق قبل أن يتولى السلطنة.
أعتقه الملك الظاهر وجعله من جملة مماليكه الخواص به،أن تسلطن فقربه وأدناه وجعله خاصكيا سلاحدارا مدة ثم جعله خازندارا ثم أمره في أواخر سنة 846 هـ إمرة عشرة بدلًا من آقبردى الأمير آخور الأشرفي واستمر على ذلك مدة طويلة وهو معدود يوم ذاك من خواص الملك إلى أن نقله إلى الدوادارية الثانية بدلًا من دولات باى المحمودي المؤيدي الذي رقي إلى تقدمة ألف.
وقد ظل تمر بغا في هذا المنصب حتى مات الظاهر جقمق ، وتسلطن بعده ولده الملك المنصور عثمان، فصار تمر بغا عند ذلك هو مدبر المملكة الفعلي ، حتى وقعت الفتنة بين المنصور عثمانوبين أتابكه الأشرف إينال وهي الواقعة التي خلع فيها الملك المنصور عثمان وتسلطن من بعده الأشرف إينال ودام القتال بين الطائفتين سبعة أيام ، وكان القائم على تحصين القلعة ومقاتلة الأتابك إينال هو تمر بغا مع خجداشيته الظاهرية.
وعندما تسلطن إينال وإنتصر أمسك الملك الظاهر تمر بغا هذا وسجنه بالإسكندرية أشهرا ثم نقله إلى حبس الصبيبة بالشام ، حيث ظل بالصبيبة أكثر من خمس سنين، وكانت مدة سجنه بالإسكندرية والصبيبة نحو ست سنين.
في أواخر سنة 862 هـ - أصدر السلطان الاشرف إينال أوامره بإطلاق سراح تمر بغا ، وأمره بالتوجه إلى دمشق ليتجهز بها ويتوجه مع موسم الحاج الشامي إلى مكة ، ويقيم بها، فسار تمر بغا إلى مكة وجاور بها سنة 863 هـ، حتى تسلطن الملك الظاهر خشقدم في سنة 865 هـ ، فعاد تمر بغا إلى القاهرة ، فأكرمه الملك الظاهر ثم أنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف عوضا عن جانبك الأشرفي المشد الذي قُبض عليه ، وخلع عليه في اليوم المذكور بإستقراره رأس نوبة النوب عوضا عن بيبرس الأشرفي خال الملك العزيز يوسف الذي قُبض عليه أيضا فدام على ذلك ، إلى أن أخرج الملك الظاهر خشقدم الأتابك جرباش إلى ثغر دمياط بطالا واستقر عوضه في الأتابكية الأمير قانم أمير مجلس ، فنقل الملك الظاهر تمر بغا إلى إمرة مجلس عوضا عن قانم المذكور ، وذلك في شهر رمضان سنة 869 هـ ، فإستمر في إمرة مجلس إلى أن مات الملك الظاهر خشقدم في عاشر شهر ربيع الأول وتسلطن الملك الظاهر يلباى فصار الملك الظاهر تمر بغا هذا أتابك العساكر ، عِوضاً عن الملك الظاهر يلباى المذكور ، فعند ذلك تحقق كل أحد أن الأمر يؤول إليه ، وقد تُوفي الظاهر بلباي في عهد السلطان الأشرف قايتباي في عام 1468 م في سجن الإسكندرية بعدما مرض بالطاعون.
هو السلطان الظاهر أبو سعيد سيف الدين الإينالى المؤيدي بلباي ، وذلك وفقاً لما ورد في مدونات المؤرخان : إبن تغرى بردي ، و إبن إياس .
وهو يُعد السلطان السابع عشر في سلاطين دولة المماليك البرجية " الجراكسة ".
وقد سُمي في شبابه : " يلباى تلي " وتعني " يلباي المجنون " أستاذه الأول كان " إينال ضضع " ولذلك سمي بالإينالي ، و أستاذه الثانى السلطان ، المؤيد شيخ ولذلك لُقب بالمؤيدي . جلس على عرش مصر في أكتوبر عام 1467م ، وقد تخطى السبعين من عمره ، بعد وفاة السلطان الظاهر خشقدم ، و حكم صورياً لمدة شهرين إلا أربعة أيام حتى عُزل في 7 ديسمبر من عام 1467م.
جاء بلباى إلى مصر وإشتراه السلطان المؤيد شيخ وضمه لمماليك قبل عام 1417م و ثم عتقه ، و ضمٌه للمماليك السلطانية ، و سكن في قلعة الجبل ، وبعدما توفي المؤيد أصبح خاصكى ، وظل على هذا الحال حتى أصبح من أعيان الخاصكية وأعطاه الأشرف برسباى ثُلث قرية طحوريا في مركز شبين القناطر في القليوبية كإقطاع يعيش منه ، و ثم نقله السلطان العزيز يوسف إلى بنها العسل .
وفي بدايات دولة السلطان الظاهر جقمق ، عُين ساقياً ، ثم أصبح رأس نوبة.
وقد إستطاع بلباي ان يمسك العزيز يوسف الذي هرب من قلعة الجبل و وأرسله للسلطان جقمق في القلعة ، ففرح به وأعطاه قرية سرياقوس فوق إقطاعاته التي يملكها ، وترقى و أصبح أمير طلبخانة ، وظل هكذا حتى تسلطن المنصور عثمان ، فقبض عليه لسبب ما وحبس في الإسكندرية ، وظل محبوساً حتى أطلق سراحه السلطان الأشرف إينال ، وأرسله ليعيش في دمياط ، وثم نقله إلى القاهرة ، وبعد بضعة ترقيات ، وصل لمركز حاجب حُجاب مصر ، وظل في هذا المركز ، حتى نال منصب أمير آخورية الكبرى ، ثم أصبح أتابك العسكر المصرى في سبتمبر 1466 م ، وظل في هذا المنصب حتى توفي السلطان الظاهر خشقدم ، و رشحوه " الأجلاب " بإعتباره أتابك العسكر ، و وافق المماليك و الأمراء ، و إتفقوا على تنصيبه مع أنه في الواقع لم يكن يريد السلطنة ، و عندما أخبره الأمراء أنهم يريدونه سلطاناً ، إمتنع لكن كما قال إبن تغري : " لم يلتفتوا إلى كلامه " ، وأخذوه إلى القصر السلطانة من باب ، وعندما أتى بقية االأمراء وجدوا الباب قد وقع فدخلوا القصر من الإيوان ، فتفاءل الناس بزوال ملكه بسرعة ، وقبل الأمراء الأرض له و تسلطن سريعاً دون أن يركب حصاناً بأبهة السلطان كما كانت العادة.
بعد السلطنة عُين الأمير تمربغا أتابكاً للعسكر الذي كان منصب بلباي قبل السلطنة .
نُصب بلباي وقد ناهز السبعين بلقب " الظاهر " بعد دفن " خشقدم " على عكس العادة في أن يتم تنصيب السلطان الجديد قبل دفن السلطان المتوفى.
أصيب الظاهر بلباى بحالة نفسية بعد سلطنته ، أو كما قال ابن تغرى " غطاه المنصب و صار كالمذهول ، و لزم السكات وعدم الكلام "، فبقي سلطاناً ضعيف الشخصية لا يحكم في شيء ، والحاكم الفعلى كان الدويدار الكبير " خاير بك " ( أو خير بك )، و لما كان بلباي يُسأل عن شيء كان يرد قائلاً : " إيش كنت أنا، قل له " .
وقد إنتشرت هذه الجملة بين عامة المصريين و أصبحوا يسمونه " إيش كنت انا قل له " ، و كانت عندما تُقدم له قضية أو مظلمة كان يقول : " قولوا لخاير بك ".
وعلاوة على ذلك يقول ابن تغري أن بلباي لم يكن يعرف القراءة و لا يستطيع التوقيع المستندات دون أن يضع له نقاط يملؤها وبتلك الطريقة اضطربت أحوال السلطنة و زادت سطوة " الجلبان " ، وعانت الناس.
كان خاير بك زعيم المماليك " الخشقدمية " أصبح والظاهر بلباي بقى لعبة في أيديهم وأصبحوا هم من يسيطر على البلاد ، وتسبب ذلك في نشوب تمرد قام به المماليك " المؤيدية " وكان هؤلاء مماليك السلطان " المؤيد أحمد " ، و قامت معركة بين الطرفين انتهت بإنتصار الخشقدمية ، و عزلوا بلباة الذي أظهر ضعفاً كبيراً و قلة حيلة ، وهو في طريقه إلى سجن الإسكندرية كان يقول : " واالله ما أنا بسلطان، أنا أمير، وماذا أعمل بالسلطنة ، سني كبر و عقلى ذهل ، بالله سلم على السلطان و قل له أنى لستُ السلطان "، وظل يبكي فيقول إبن تغري : " كان قديماً يُعرف بيلباى المجنون ، فهذه كانت شهرته قديماً و حديثاً في أيام شبابه ، فما بالك به بعدما شاخ و كبر سنه و ذهل عقله و قل نظره و سمعه.
أصدر الأمراء صورة شرعية بخلع الظاهر بلباي على أساس أنه عاجز عن تدبير السلطنة وعزلوه ، وسُجن في سجن الإسكندرية ، و نصبوا الظاهر تمر بغا الرومي مكانه .
وقد حكم الظاهر بلباى شهرين إلا أربعة أيام ولم يكن سلطاناً إلا بالاسم فقط و ولم يكن هناك سلطاناً في سنه خُلع في مدة أقل من مدته. و رغم قصر مدته كانت أيامه مضطربة ، و زادت فيها الأسعار ، و كثرت السرقات وحدثت مظالم كثيرة .
في هذا الصدد يقول المؤرخ إبن تغري بردي : " وصار فيها كل مفعول جائز" ووصف أيامه بإنها كانت " نكدة، قليلة الخير، كثيرة الشر ". وكمختصر لحكايته يقول : " وبالجملة كانت سلطنته غلطة من غلطات الدهر".
وُصف الظاهر بلباى بأنه كان ضخم سليم النية لم يكن له دراية بأمور الحكم ، و كان سمج الشكل سيء الخلق ، بخيلٌ طويل اللسان ، وختم ابن تغرى ترجمة الظاهر بلباى بقوله : " وبالجملة كان رجلاً ساكناً غير أهل للسلطنة-رحمه الله وعفا عنه . وقد توفي الظاهر سيف الدين خشقدم في عام 1467م .
في هذا الصدد - يذكر إبن تغري بردي في كتابه النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة فيقول : أن الظاهر تمر بغا كان رومي الجنس من قبيلة أرنؤط ، جلبه تاجر في صغره إلى الشام في حدود سنة 824 هـ فاشتراه الأمير شاهين الزرد كاش نائب طرابلس ثم نقل إلى ملك غيره إلى أن ملكه الملك الظاهر جقمق قبل أن يتولى السلطنة.
أعتقه الملك الظاهر وجعله من جملة مماليكه الخواص به،أن تسلطن فقربه وأدناه وجعله خاصكيا سلاحدارا مدة ثم جعله خازندارا ثم أمره في أواخر سنة 846 هـ إمرة عشرة بدلًا من آقبردى الأمير آخور الأشرفي واستمر على ذلك مدة طويلة وهو معدود يوم ذاك من خواص الملك إلى أن نقله إلى الدوادارية الثانية بدلًا من دولات باى المحمودي المؤيدي الذي رقي إلى تقدمة ألف.
وقد ظل تمر بغا في هذا المنصب حتى مات الظاهر جقمق ، وتسلطن بعده ولده الملك المنصور عثمان، فصار تمر بغا عند ذلك هو مدبر المملكة الفعلي ، حتى وقعت الفتنة بين المنصور عثمانوبين أتابكه الأشرف إينال وهي الواقعة التي خلع فيها الملك المنصور عثمان وتسلطن من بعده الأشرف إينال ودام القتال بين الطائفتين سبعة أيام ، وكان القائم على تحصين القلعة ومقاتلة الأتابك إينال هو تمر بغا مع خجداشيته الظاهرية.
وعندما تسلطن إينال وإنتصر أمسك الملك الظاهر تمر بغا هذا وسجنه بالإسكندرية أشهرا ثم نقله إلى حبس الصبيبة بالشام ، حيث ظل بالصبيبة أكثر من خمس سنين، وكانت مدة سجنه بالإسكندرية والصبيبة نحو ست سنين.
في أواخر سنة 862 هـ - أصدر السلطان الاشرف إينال أوامره بإطلاق سراح تمر بغا ، وأمره بالتوجه إلى دمشق ليتجهز بها ويتوجه مع موسم الحاج الشامي إلى مكة ، ويقيم بها، فسار تمر بغا إلى مكة وجاور بها سنة 863 هـ، حتى تسلطن الملك الظاهر خشقدم في سنة 865 هـ ، فعاد تمر بغا إلى القاهرة ، فأكرمه الملك الظاهر ثم أنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف عوضا عن جانبك الأشرفي المشد الذي قُبض عليه ، وخلع عليه في اليوم المذكور بإستقراره رأس نوبة النوب عوضا عن بيبرس الأشرفي خال الملك العزيز يوسف الذي قُبض عليه أيضا فدام على ذلك ، إلى أن أخرج الملك الظاهر خشقدم الأتابك جرباش إلى ثغر دمياط بطالا واستقر عوضه في الأتابكية الأمير قانم أمير مجلس ، فنقل الملك الظاهر تمر بغا إلى إمرة مجلس عوضا عن قانم المذكور ، وذلك في شهر رمضان سنة 869 هـ ، فإستمر في إمرة مجلس إلى أن مات الملك الظاهر خشقدم في عاشر شهر ربيع الأول وتسلطن الملك الظاهر يلباى فصار الملك الظاهر تمر بغا هذا أتابك العساكر ، عِوضاً عن الملك الظاهر يلباى المذكور ، فعند ذلك تحقق كل أحد أن الأمر يؤول إليه ، وقد تُوفي الظاهر بلباي في عهد السلطان الأشرف قايتباي في عام 1468 م في سجن الإسكندرية بعدما مرض بالطاعون.
السلطان الأشرف قايتباي
1468
م - 1496م
السلطان الأشرف قايتباي
1468 م - 1496م
مقدمة
هو السلطان الأشرف قايتباي المحمودي الأشرفي ، ثم الظاهري ، أبو النصر ، سيف الدين ، سلطان الديار المصرية ، من المماليك البرجية " الجراكسة " .
ولد سنة في سنة 1412 م ، وكان من المماليك ،وإشتراه الأشرف برسباي بمصر صغيرًا من الخوجه محمود سنة 838 هـ بمبلغ خمسة وعشرون دينار ، وصار إلى الظاهر جقمق بالشراء، فأعتقه ، وإستخدمه في جيشه، فانتهى أمره إلى أن أصبح في سنة 872هـ أتابك العسكر للظاهر تمربغا اليونانى الذي خلعه المماليك في السنة نفسها، وبايعوا "قايتباي" بالسلطنة ، فتلقب بالملك الأشرف.
وكانت مدته حافلة بالحروب ، إمتد حكمه 18 عاما، وسيرتُه من أطول السِّيَرِ. تعرضت البلاد في أيامه لأخطار خارجية ، أشدها ابتداء العثمانيين ـ أصحاب القسطنطينية ـ محاولة إحتلال حلب وما حولها ، فأنفق أموالاً عظيمة على الجيوش كانت من العجائب التي لم يُسمع بمثلها في الإنفاق، وشُغِل بالعثمانيين، حتى إن صاحب الأندلس استغاث به لإعانته على دفع الفرنج عن غرناطة، فإكتفى بالإلتجاء إلى تهديدهم بواسطة القسيسين الذين في القدس ، سلمًا دون قتال ، فضاعت غرناطة وذهبت الأندلس .
كان الأشرف قايتباي متقشفًا مع عظم إنفاقه على الجيوش، كثير المطالعة، له إشتغال بالعلم ، وفيه نزعة صوفية، كما كان شجاعًا عارفًا بأنواع الفروسية، مَهيبًا عاقلاً حكيمًا، إذا غضب لم يلبث أن تزول حِدّته. كما إتصف بالبخل الشديد، جندياً مُحنكاً ، الشجاعه والاقدام ، بعد النظر والنشاط والحزم .
بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد سنة 656 هـ ، آل حكم المدينة المنورة إلى ملوك مصر ، الذين لم يزالوا يهتمّون بعمارة المسجد النبوي الشريف .
أهم الأحداث المعاصرة للحكم حريق المسجد النبوي بالقدس في أواخر القرن التاسع الهجري ، وتحديدًا في رمضان سنة 886هـ ، إشتعل حريق في المسجد النبوي الشريف في الثلث الأخير من الليل، حين تراكم الغيم وحصل الرعد فوقعت صاعقة على هلال المنارة الرئيسية فسقط الهلال شرق المسجد وأحدث لهبًا وحريقًا ، أحرق المنبر ، والمقصورة ، ومعظم العقود والأعمدة ، ولم يسلم منه غير القبة الداخلية على القبر الشريف ، والتي عملت في عمارة قايتباي السابقة ، وكذلك القبة التي في صحن المسجد.
ومات في هذه الحادثة أفراد منهم رئيس المؤذنين الذي أصابته الصاعقة حين كان يهلّل بالمنارة الرئيسية ، وأتت النار على سقف المسجد وما فيه من خزائن الكتب والمصاحف إلا ما إستطاعوا إنقاذه.
وبعد ثلاثة أيام من الحريق تم الإتصال بالسلطان الأشرف قايتباي وإخباره بما حصل للمسجد الشريف ، فكان وقع ذلك عليه عظيماً ، فأصدر أوامره بعمل الاستعدادت اللازمة لإعادة إعمار المسجد ، وتم بناؤه على يده للمرة الثانية عام 888 هـ .
إنجازاته وأعماله في مجال المعمار في مصر وخارجهالقد ترك الأشرف قايتباي كثيراً من آثار العمران وأبرزها قلعة قايتباي بالأسكندرية والتي تأسست في ذات الموضع الذي تأسست فيه منارة الأسكندرية القديمة في القرن الثاني قبل الميلاد في عهد الملك بطليموس الأول.
كما أن له آثاراً لم يزال بعضها قائماً إلى الآن في دمشق والقدس .
ونذكر من أعماله في مصر أيضاً - مجموعة قايتباى ، احياء الأبواب ، مدرسة الروضة ، جامع جانم ، مدرسة أبوبكر بن مزهر ، جامع قجماس ، مدرسة أزبك اليوسفى ، ومسجد قايتباى بمدينة الفيوم وبنته (زوجته جولد أصلباى) على تر وصرف على الجيوش 100 الف جنية مصري ، وقام ببناء قلعه السلطان قايتباى في مدينة رشيد التى وجد بالقرب من أسوارها حجر رشيد.
مقدمة
هو السلطان الأشرف قايتباي المحمودي الأشرفي ، ثم الظاهري ، أبو النصر ، سيف الدين ، سلطان الديار المصرية ، من المماليك البرجية " الجراكسة " .
ولد سنة في سنة 1412 م ، وكان من المماليك ،وإشتراه الأشرف برسباي بمصر صغيرًا من الخوجه محمود سنة 838 هـ بمبلغ خمسة وعشرون دينار ، وصار إلى الظاهر جقمق بالشراء، فأعتقه ، وإستخدمه في جيشه، فانتهى أمره إلى أن أصبح في سنة 872هـ أتابك العسكر للظاهر تمربغا اليونانى الذي خلعه المماليك في السنة نفسها، وبايعوا "قايتباي" بالسلطنة ، فتلقب بالملك الأشرف.
وكانت مدته حافلة بالحروب ، إمتد حكمه 18 عاما، وسيرتُه من أطول السِّيَرِ. تعرضت البلاد في أيامه لأخطار خارجية ، أشدها ابتداء العثمانيين ـ أصحاب القسطنطينية ـ محاولة إحتلال حلب وما حولها ، فأنفق أموالاً عظيمة على الجيوش كانت من العجائب التي لم يُسمع بمثلها في الإنفاق، وشُغِل بالعثمانيين، حتى إن صاحب الأندلس استغاث به لإعانته على دفع الفرنج عن غرناطة، فإكتفى بالإلتجاء إلى تهديدهم بواسطة القسيسين الذين في القدس ، سلمًا دون قتال ، فضاعت غرناطة وذهبت الأندلس .
كان الأشرف قايتباي متقشفًا مع عظم إنفاقه على الجيوش، كثير المطالعة، له إشتغال بالعلم ، وفيه نزعة صوفية، كما كان شجاعًا عارفًا بأنواع الفروسية، مَهيبًا عاقلاً حكيمًا، إذا غضب لم يلبث أن تزول حِدّته. كما إتصف بالبخل الشديد، جندياً مُحنكاً ، الشجاعه والاقدام ، بعد النظر والنشاط والحزم .
بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد سنة 656 هـ ، آل حكم المدينة المنورة إلى ملوك مصر ، الذين لم يزالوا يهتمّون بعمارة المسجد النبوي الشريف .
في أواخر القرن التاسع الهجري ، وتحديدًا في رمضان سنة 886هـ ، إشتعل حريق في المسجد النبوي الشريف في الثلث الأخير من الليل، حين تراكم الغيم وحصل الرعد فوقعت صاعقة على هلال المنارة الرئيسية فسقط الهلال شرق المسجد وأحدث لهبًا وحريقًا ، أحرق المنبر ، والمقصورة ، ومعظم العقود والأعمدة ، ولم يسلم منه غير القبة الداخلية على القبر الشريف ، والتي عملت في عمارة قايتباي السابقة ، وكذلك القبة التي في صحن المسجد.
ومات في هذه الحادثة أفراد منهم رئيس المؤذنين الذي أصابته الصاعقة حين كان يهلّل بالمنارة الرئيسية ، وأتت النار على سقف المسجد وما فيه من خزائن الكتب والمصاحف إلا ما إستطاعوا إنقاذه.
وبعد ثلاثة أيام من الحريق تم الإتصال بالسلطان الأشرف قايتباي وإخباره بما حصل للمسجد الشريف ، فكان وقع ذلك عليه عظيماً ، فأصدر أوامره بعمل الاستعدادت اللازمة لإعادة إعمار المسجد ، وتم بناؤه على يده للمرة الثانية عام 888 هـ .
لقد ترك الأشرف قايتباي كثيراً من آثار العمران وأبرزها قلعة قايتباي بالأسكندرية والتي تأسست في ذات الموضع الذي تأسست فيه منارة الأسكندرية القديمة في القرن الثاني قبل الميلاد في عهد الملك بطليموس الأول.
كما أن له آثاراً لم يزال بعضها قائماً إلى الآن في دمشق والقدس .
ونذكر من أعماله في مصر أيضاً - مجموعة قايتباى ، احياء الأبواب ، مدرسة الروضة ، جامع جانم ، مدرسة أبوبكر بن مزهر ، جامع قجماس ، مدرسة أزبك اليوسفى ، ومسجد قايتباى بمدينة الفيوم وبنته (زوجته جولد أصلباى) على تر وصرف على الجيوش 100 الف جنية مصري ، وقام ببناء قلعه السلطان قايتباى في مدينة رشيد التى وجد بالقرب من أسوارها حجر رشيد.
النياحة
لقد
أقام البابا " غبريال السادس " على الكرسي المرقسي ثمانية سنين وتسعة
أيام ، ثم تنيَّح بسلام في 19 كيهك سنة 1191 ش - الموافق لعام 1474م ، وقد دفن في
دير الخندق.
النياحة
لقد أقام البابا " غبريال السادس " على الكرسي المرقسي ثمانية سنين وتسعة أيام ، ثم تنيَّح بسلام في 19 كيهك سنة 1191 ش - الموافق لعام 1474م ، وقد دفن في دير الخندق.
إرسال تعليق