[ بطاركة القرن الرابع عشر/ الخامس عشر الميلادي ]
94 - البابا يؤانس الثالث عشر - XIII John
(
يوحنا إبن المصري )
1484م – 1524 م
مقدمةتشير بعض المصادر إلى ما يفيد أن البابا "
يؤانس الرابع عشر " ، ولد في مدينة صدفا - التابعة لمحافظة أسيوط ، ولما أصبح
شاباً ، ترهب في دير السيدة العذراء بأسيوط ، ولكنها غير مؤكدة حتي الآن ، وكان
إسمه في الرهبنة : الراهب " يوحنا بن المصري " ، وكان قد تم إختياره
بإجماع الآراء لأجل الجلوس على الكاتدراء المرقسي خلفاً للبابا " يؤانس
الثاني عشر " ، والذي تنيح في عام 1483م ، وكان تاريخ جلوسه على الكرسي
الباباوي المرقسي في يوم 15 أمشير 1200 للشهداء - 10 فبراير 1484 للميلاد ، وقد
كان هو آخر البطاركة الذين يقومون برسامة أساقفة في الإسقيط ، وكان هذا عام 1517 م
، إلى أن قام قداسة البابا تواضروس الثاني الـ112 (بعدها بـ500 عام) برسامة أساقفة
في دير القديس الأنبا بيشوي ، وتم ذلك عام 2017 م
الجلوس
على الكاتدراء المرقسيكان تاريخ جلوس البابا " يوحنا الثالث عشر " على
الكرسي الباباوي المرقسي في يوم 15 أمشير 1200 للشهداء - 10 فبراير 1484 للميلاد ،
وكان مقر الكرسي الباباوي في خلال فترة باباويته ، في كنيسة السيدة العذراء ، حارة
زويلة .
أعماله خلال الخدمةيُنسب إلى البابا " يؤانس الثاني عشر " ، قيامه
بالعديد من الأعمال الإصلاحية خلال فترة خدمته الباباوية ، وذلك - إلى جانب أنه
كان عالماً قديراً في شرح وتفسير الكتاب المقدس ، وكان له أيضاً دور بارز في
النهوض بالكنيسة القبطية روحياً ، من خلال ما قام بوضعه من مؤلفات ، قام من خلالها
بشرح أسرار الكنيسة ، وأيضاً شرح أساليب الطقوس الليتورجية في الكنيسة القبطية
بالصورة الصحيحة والسليمة.
أهم الأحداث المعاصرةإنقسام بين الكنيستين الأسكندرية والحبشيةلعل من أهم ملامح
فترة جلوس البابا " يؤانس الثالث عشر " على السدة المرقسية ، هو فتور العلاقة بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة الحبشة بسبب إغارات ملوك مصر
على بلاد الحبشة ، ولم يجد ملك الحبشة في ذلك الوقت بُدا من التحالف مع البرتغالين
الذين كانوا يجولون البحار في تلك الفترة بحثاً عن مستعمرات لهم هناك ، فراح كثير
منهم إلى الحبشة.
مقدمة
تشير بعض المصادر إلى ما يفيد أن البابا " يؤانس الرابع عشر " ، ولد في مدينة صدفا - التابعة لمحافظة أسيوط ، ولما أصبح شاباً ، ترهب في دير السيدة العذراء بأسيوط ، ولكنها غير مؤكدة حتي الآن ، وكان إسمه في الرهبنة : الراهب " يوحنا بن المصري " ، وكان قد تم إختياره بإجماع الآراء لأجل الجلوس على الكاتدراء المرقسي خلفاً للبابا " يؤانس الثاني عشر " ، والذي تنيح في عام 1483م ، وكان تاريخ جلوسه على الكرسي الباباوي المرقسي في يوم 15 أمشير 1200 للشهداء - 10 فبراير 1484 للميلاد ، وقد كان هو آخر البطاركة الذين يقومون برسامة أساقفة في الإسقيط ، وكان هذا عام 1517 م ، إلى أن قام قداسة البابا تواضروس الثاني الـ112 (بعدها بـ500 عام) برسامة أساقفة في دير القديس الأنبا بيشوي ، وتم ذلك عام 2017 م
محاولة إغتصاب كرسي المطرانية في الحبشة مما يذكر أيضاً من أحداث هامة ، كانت قد وقعت بالتزامن مع فترة جلوس
البابا " يؤانس الثالث عشر " على السدة المرقسية ، أن البرتغاليين كانوا
قد إستطاعوا دخول الحبشة ، ولما كان كرسي مطرانية الحبشة خاليًا ، طلبوا من ملكها ترشيح أحد البرتغاليين مطرانًا
عليها ، على أن يُرسَم بمعرفة بابا روما.وبالفعل ، تم ترشيح أحد البرتغاليين ، وإسمه (يواس برمودز) ورسم في روما ، ودعاه "البابا
بطريرك الإسكندرية" ، فإحتجت كنيسة الإسكندرية على هذا الإجراء وبطلانه.
وقائع معركة مرج دابق بين المماليك والعثمانيين
مقدمة لقد بدأت العلاقة بين الدولتين العثمانية والمملوكية بدايةً ، كأي علاقة
بين دولتين متحالفتين ، يسودها الود والتضامن في كل ما يخص مصالحهما المشتركة معاً
، دون أن يشوبها أو يعكر صفوها ثمة حادثٍ ، أو موقف ما ، يتسبب بدوره في إشتعال
نير الكراهية بينهما ، ولكن دائماً ما تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن ، فإبان
الحرب التي تحالف فيها المماليك والعثمانيين معاً ضد البرتغاليين ، الذين بدأ
نجمهم يسطع مع بدايات القرن السادس عشر الميلادي ، بدأت الخلافات في الظهور -
وتحديداً - مع بدء المواجهة ما بين السلطان سليم والشاه إسماعيل الصفوي سلطان فارس
، حيث سعى كل منهما للتحالف مع المماليك لمواجهة الطرف الآخر.
في ضوء تلك الأحداث ، أرسل كل من المماليك والعثمانيين بالتبادل
بينهما السفارة تلو السفارة للسلطان قنصوه الغوري طالبين منه التحالف ، فأما الشاه
إسماعيل ، فقد حذر قنصوه من خطورة سليم الأول على ملكه وبين له أن عدم
تحالفهم سيمكن السلطان سليم من الإستفراد بالواحد تلو الآخر والقضاء عليه خصوصاً
مع توقيعه للهدنة مع الأوروبيين ، بينما حث السلطان سليم السلطان قانصوه على
التحالف ضد أعداء الدين من المرتدين الشيعة مُحذراً إياه من طموح الصفويين نحو حلب
والشام ، ولما لم يلق استجابة من قانصوه لجأ إلى تحذيره من مستقبل الصفويين كتهديد
مبطن له.
وعند مسيرة السلطان سليم نحو بلاد فارس راسل علاء الدولة أميرسلالة ذا
القدر التركمانية طالباً منه مساعدته في حرب الصفويين فاعتذر منه علاء الدولة
متعللاً بكبر سنه ووقوعه تحت حماية المماليك لكن بعد إنصراف الجيش العثماني ،
هاجمت قوات علاء الدولة مؤخرة الجيش العثماني ، على أن قانصوه ارسل رسالة شكر
لعلاء الدولة يطالبه فيها بالإستمرار في مناوشة السلطان سليم.
رد السلطان سليم على ذلك بكتاب أرسله للسلطان قانصوه ليعلمه فيها
بفعلة علاء الدولة فرد عليه السلطان قانصوه بأن علاء الدولة عاصٍ ، من حينها تربص
السلطان سليم بالسلطنة المملوكية وأيقن الناس أن كلاهما يضمر للآخر شراً.
من جانبه ، حاول قانصوه تهدئة الأمر بينه وبين السلطان سليم بعد
انتصاره الحاسم في معركة جالديران فعرض عليه التوسط في الصلح بينه وبين الشاه
إسماعيل إلا أن السلطان سليم أغلظ معاملة الرسل ووبخهم ، جمع السلطان سليم وزرائه
وقادة جيشه ، وذكرهم بفعلة علاء الدولة الخاضع للمماليك ورفض المماليك التعاون
معهم في حرب الصفويين لذلك إستقر رأيه على إعلان الحرب على المماليك على أن يرسل
رسالة إلى السلطان قانصوه يعرض عليه الدخول في طوع السلطان سليم ، وكان الغرض من
الرسالة جر قانصوه الغوري إلى الحرب ، إرتكب حينها السلطان قانصوه غلطة سياسية
كبيرة بأن أغلظ معاملة الوفد وأهانهم انتقاماً منه لما حدث مع وفده سابقاً بدلاً
من أن يحاول إصلاح العلاقة بينه وبين سليم. وخرج السلطان قانصوه بجيش كبير من مصر
لتفقد قواته الموجودة في سوريا وليكون على إستعداد لأي تحرك عثماني بينما خرج
السلطان سليم على رأس جيشه من إسطنبول قاصداً بلاد الشام.
بعد أن علم قنصوه بخروج سليم لملاقاته ، ارسل رساله الي جان بردي
الغزالي وإلى حمص ان يجمع قواته ومعه امراء الشوف ولبنان ويوافيه عند سهل مرج دابق
، فإستجاب له وتجمع بقواته هناك ، كما تجمع لديه جيش من دمشق بقيادة سيباي . والي
حلب خاير بك كان على اتصال بالعثمانيين واقنعوه بخيانة قنصوة على وعد بحكم مصر ،
وعلى الرغم من تلقى قنصوة التحذير مرتين من خيانة خاير بك (أحد التحذيرات كان من
الامير سيباي حاكم دمشق شخصياً) إلا أنه (وإحتكاماً لرأي جان بردي الغزالي صديق
خاير بك القديم) ، قد رفض عقابه حتى لا يشتت قلوب الأمراء قبل المعركة.
وقائع
المعركة ومحصلتها النهائية
إصطف الجيشان - العثماني والمملوكي - وبدأت المناوشات بينهما وما لبث
أن قام فرسان المماليك بهجوم خاطف على الجنود العثمانيين ، فزلزلوهم وإضطربت
صفوفهم ، حيث هاجم رماة السهام من فرسان المماليك حملة البيارق من العثمانيين ، ثم
إلتفوا لمهاجمة حملة البنادق الموسكيت والقربينات ، وإستبسل الجنود المماليك ،
وأظهروا الشجاعة حتى فكر سليم الأول في تجديد الهدنة بعد الخسائر الفادحة التي
نزلت بجيشه ، إلا أن ضربات المدفعية العثمانية القوية قد أذهبت هجمات المماليك أدراج الرياح .
كان قنصوه الغوري يقود الجيش من على فرسه ، وذلك حينما إنحاز فجأة خائر
بكوالي حلب وقائد الميسرة للعثمانيين ، ولم يكتف بذلك ، بل إدعى أن السلطان قنصوة
الغوري قد قُتل.
وقد إنتهز المماليك بعد إنكشاف صفوفهم ، وقلة عددهم ، وإنهيار معنوياتهم
بعد إشاعة مقتل السلطان ، وإنتهاء هجمات المماليك الجلبان إلى لا شيء .
وقد كثف العثمانيون من قصفهم للمماليك بالمدافع التي لم يهتم المماليك
بإدخالها في جيوشهم مثلما إهتم بذلك العثمانيون ، فزادت الخسائر في صفوف المماليك ، وبدأ الجنود في التخاذل والهرب ،
فتشتت شمل جيوش المماليك ، وإنتصر العثمانيون ، كما قَتلوا منهم أعداداً كبيرة من
الجنود المماليك ، وقُتل قنصوه الغوري أثناء إنسحابه ، ولم يعثر للسلطان قنصوة على
جثة ، وقيل أن أحد ضباطه ، قام بقطع رأسه ودفنها حتى لايتعرف عليها العثمانيون
، فيتشفون فيها.
لقد بدأت العلاقة بين الدولتين العثمانية والمملوكية بدايةً ، كأي علاقة
بين دولتين متحالفتين ، يسودها الود والتضامن في كل ما يخص مصالحهما المشتركة معاً
، دون أن يشوبها أو يعكر صفوها ثمة حادثٍ ، أو موقف ما ، يتسبب بدوره في إشتعال
نير الكراهية بينهما ، ولكن دائماً ما تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن ، فإبان
الحرب التي تحالف فيها المماليك والعثمانيين معاً ضد البرتغاليين ، الذين بدأ
نجمهم يسطع مع بدايات القرن السادس عشر الميلادي ، بدأت الخلافات في الظهور -
وتحديداً - مع بدء المواجهة ما بين السلطان سليم والشاه إسماعيل الصفوي سلطان فارس
، حيث سعى كل منهما للتحالف مع المماليك لمواجهة الطرف الآخر.
في ضوء تلك الأحداث ، أرسل كل من المماليك والعثمانيين بالتبادل
بينهما السفارة تلو السفارة للسلطان قنصوه الغوري طالبين منه التحالف ، فأما الشاه
إسماعيل ، فقد حذر قنصوه من خطورة سليم الأول على ملكه وبين له أن عدم
تحالفهم سيمكن السلطان سليم من الإستفراد بالواحد تلو الآخر والقضاء عليه خصوصاً
مع توقيعه للهدنة مع الأوروبيين ، بينما حث السلطان سليم السلطان قانصوه على
التحالف ضد أعداء الدين من المرتدين الشيعة مُحذراً إياه من طموح الصفويين نحو حلب
والشام ، ولما لم يلق استجابة من قانصوه لجأ إلى تحذيره من مستقبل الصفويين كتهديد
مبطن له.
وعند مسيرة السلطان سليم نحو بلاد فارس راسل علاء الدولة أميرسلالة ذا
القدر التركمانية طالباً منه مساعدته في حرب الصفويين فاعتذر منه علاء الدولة
متعللاً بكبر سنه ووقوعه تحت حماية المماليك لكن بعد إنصراف الجيش العثماني ،
هاجمت قوات علاء الدولة مؤخرة الجيش العثماني ، على أن قانصوه ارسل رسالة شكر
لعلاء الدولة يطالبه فيها بالإستمرار في مناوشة السلطان سليم.
رد السلطان سليم على ذلك بكتاب أرسله للسلطان قانصوه ليعلمه فيها
بفعلة علاء الدولة فرد عليه السلطان قانصوه بأن علاء الدولة عاصٍ ، من حينها تربص
السلطان سليم بالسلطنة المملوكية وأيقن الناس أن كلاهما يضمر للآخر شراً.
من جانبه ، حاول قانصوه تهدئة الأمر بينه وبين السلطان سليم بعد
انتصاره الحاسم في معركة جالديران فعرض عليه التوسط في الصلح بينه وبين الشاه
إسماعيل إلا أن السلطان سليم أغلظ معاملة الرسل ووبخهم ، جمع السلطان سليم وزرائه
وقادة جيشه ، وذكرهم بفعلة علاء الدولة الخاضع للمماليك ورفض المماليك التعاون
معهم في حرب الصفويين لذلك إستقر رأيه على إعلان الحرب على المماليك على أن يرسل
رسالة إلى السلطان قانصوه يعرض عليه الدخول في طوع السلطان سليم ، وكان الغرض من
الرسالة جر قانصوه الغوري إلى الحرب ، إرتكب حينها السلطان قانصوه غلطة سياسية
كبيرة بأن أغلظ معاملة الوفد وأهانهم انتقاماً منه لما حدث مع وفده سابقاً بدلاً
من أن يحاول إصلاح العلاقة بينه وبين سليم. وخرج السلطان قانصوه بجيش كبير من مصر
لتفقد قواته الموجودة في سوريا وليكون على إستعداد لأي تحرك عثماني بينما خرج
السلطان سليم على رأس جيشه من إسطنبول قاصداً بلاد الشام.
بعد أن علم قنصوه بخروج سليم لملاقاته ، ارسل رساله الي جان بردي
الغزالي وإلى حمص ان يجمع قواته ومعه امراء الشوف ولبنان ويوافيه عند سهل مرج دابق
، فإستجاب له وتجمع بقواته هناك ، كما تجمع لديه جيش من دمشق بقيادة سيباي . والي
حلب خاير بك كان على اتصال بالعثمانيين واقنعوه بخيانة قنصوة على وعد بحكم مصر ،
وعلى الرغم من تلقى قنصوة التحذير مرتين من خيانة خاير بك (أحد التحذيرات كان من
الامير سيباي حاكم دمشق شخصياً) إلا أنه (وإحتكاماً لرأي جان بردي الغزالي صديق
خاير بك القديم) ، قد رفض عقابه حتى لا يشتت قلوب الأمراء قبل المعركة.
وقائع المعركة ومحصلتها النهائية
إصطف الجيشان - العثماني والمملوكي - وبدأت المناوشات بينهما وما لبث أن قام فرسان المماليك بهجوم خاطف على الجنود العثمانيين ، فزلزلوهم وإضطربت صفوفهم ، حيث هاجم رماة السهام من فرسان المماليك حملة البيارق من العثمانيين ، ثم إلتفوا لمهاجمة حملة البنادق الموسكيت والقربينات ، وإستبسل الجنود المماليك ، وأظهروا الشجاعة حتى فكر سليم الأول في تجديد الهدنة بعد الخسائر الفادحة التي نزلت بجيشه ، إلا أن ضربات المدفعية العثمانية القوية قد أذهبت هجمات المماليك أدراج الرياح . كان قنصوه الغوري يقود الجيش من على فرسه ، وذلك حينما إنحاز فجأة خائر بكوالي حلب وقائد الميسرة للعثمانيين ، ولم يكتف بذلك ، بل إدعى أن السلطان قنصوة الغوري قد قُتل.
وقد إنتهز المماليك بعد إنكشاف صفوفهم ، وقلة عددهم ، وإنهيار معنوياتهم بعد إشاعة مقتل السلطان ، وإنتهاء هجمات المماليك الجلبان إلى لا شيء .
وقد كثف العثمانيون من قصفهم للمماليك بالمدافع التي لم يهتم المماليك بإدخالها في جيوشهم مثلما إهتم بذلك العثمانيون ، فزادت الخسائر في صفوف المماليك ، وبدأ الجنود في التخاذل والهرب ، فتشتت شمل جيوش المماليك ، وإنتصر العثمانيون ، كما قَتلوا منهم أعداداً كبيرة من الجنود المماليك ، وقُتل قنصوه الغوري أثناء إنسحابه ، ولم يعثر للسلطان قنصوة على جثة ، وقيل أن أحد ضباطه ، قام بقطع رأسه ودفنها حتى لايتعرف عليها العثمانيون ، فيتشفون فيها.
صورة تخيليلة لمعركة مرج دابق
وقد فتح
الإنتصار للعثمانيين في هذه المعركة الباب لدخول دمشق ، فدخلها السلطان سليم الأول
بسهولة ، وبدأ بالتجهيز لفتح مصر والقضاء على الدولة المملوكية بعد أن أحكم سيطرته
على الشام.
وفي مصر قام
المماليك بتنصيب طومان باي سلطاناً وبدءوا في التجهيز لصد العثمانيين ، إلّا أن
تكاسلهم وتقاعسهم وخيانة بعضهم كان كفيلاً بسقوط الدولة ، وهزيمتهم في معركة
الريدانية ومن ثم إستيلاء العثمانيين على مصر.
الملوك المعاصرون للخدمة
وقد فتح
الإنتصار للعثمانيين في هذه المعركة الباب لدخول دمشق ، فدخلها السلطان سليم الأول
بسهولة ، وبدأ بالتجهيز لفتح مصر والقضاء على الدولة المملوكية بعد أن أحكم سيطرته
على الشام.
وفي مصر قام المماليك بتنصيب طومان باي سلطاناً وبدءوا في التجهيز لصد العثمانيين ، إلّا أن تكاسلهم وتقاعسهم وخيانة بعضهم كان كفيلاً بسقوط الدولة ، وهزيمتهم في معركة الريدانية ومن ثم إستيلاء العثمانيين على مصر.
تابع حكم دولة المماليك البحرية
السلطان الأشرف قايتباي
1468 م - 1496م
الناصر أبو السعادات1496م - 1498م
مختصر تاريخ الحكم
بعد ما قتل السلطان الناصر بن الأشرف قايتباي ، قام الامراء بمبايعة خاله " قانصوه " ، وذلك وفقاً لإتفاقهما معاً ، وتم تلقيبه بالملك الظاهر.
وقد كانت أول من بايعه ، هو يزبك ، علماً بأنه كان يتمني أن يكون هو السلطان لأنه كان يرى نفسه الأحق بهذا المنصب ، فعينه قانصوه أتابكاً للجيش ، ورقى طومان باى لمنصب " الدواداريه الكبرى " ـ والذي كان منصبه قبل أن يجلس على العرش ، كما أنه منحه مناصب الوزاره و الإستداريه ، كمكافأه له على دوره الرئيسى فى الاطاحه بالسلطان ابو السعادات.
وكان قنصوة في واقع الأصل سلطاناً بالإسم ، أما من كان يحكم حكماً فعلياً ، فهم الأمراء ، فلم يكن له رأياً في أي من أمور الحكم والسلطة ، وذلك وفقاً لما ذكره عنه المؤرخ : " أبو أياس " .
وكان السلطان الظاهر أبو سعيد قنصوه ، قد عرف في الأوساط الشعبية بلقب " السلطان معرفش " ، لأنه كان يقول تلك الكلمة لأي إنسان يقوم بسؤاله عن أي شئ من أمور الحكم ، و لما قرر الأمراء عزله عن الحكم ، حدث خلافاً فيما بينهما بخصوص إختيار من سيخلفه منهم .
ومن جانبه - فقد كان الامير طومان باى على الرغم من المناصب التي منحت له من قبل السلطان قانصوه ، كان طامعاً في إعتلاء عرش السلطة ، ولكنه كان يخشى الأتابكي جان بلاط ، فإبتدأ في التجهيز لمؤامرة مع نائب الشام المدعو " قصروه " ، والذي كان في واقع الأصل ، متمرداً على السلطان قنصوة ، ولما عرف قنصوه بما يعُد له ، أشاع أنه قام بالقبض على طومان باى - وفقاً لما جاء في راوية المؤرخ أبو أياس ، وهي الشائعة التي كانت سبباً فى زوال سلطنة قانصوه ، وبداية سلطنة الظاهر جان بلاط.
مختصر تاريخ الحكم
بعد ما قتل السلطان الناصر بن الأشرف قايتباي ، قام الامراء بمبايعة خاله " قانصوه " ، وذلك وفقاً لإتفاقهما معاً ، وتم تلقيبه بالملك الظاهر.
وقد كانت أول من بايعه ، هو يزبك ، علماً بأنه كان يتمني أن يكون هو السلطان لأنه كان يرى نفسه الأحق بهذا المنصب ، فعينه قانصوه أتابكاً للجيش ، ورقى طومان باى لمنصب " الدواداريه الكبرى " ـ والذي كان منصبه قبل أن يجلس على العرش ، كما أنه منحه مناصب الوزاره و الإستداريه ، كمكافأه له على دوره الرئيسى فى الاطاحه بالسلطان ابو السعادات.
وكان قنصوة في واقع الأصل سلطاناً بالإسم ، أما من كان يحكم حكماً فعلياً ، فهم الأمراء ، فلم يكن له رأياً في أي من أمور الحكم والسلطة ، وذلك وفقاً لما ذكره عنه المؤرخ : " أبو أياس " .
وكان السلطان الظاهر أبو سعيد قنصوه ، قد عرف في الأوساط الشعبية بلقب " السلطان معرفش " ، لأنه كان يقول تلك الكلمة لأي إنسان يقوم بسؤاله عن أي شئ من أمور الحكم ، و لما قرر الأمراء عزله عن الحكم ، حدث خلافاً فيما بينهما بخصوص إختيار من سيخلفه منهم .
ومن جانبه - فقد كان الامير طومان باى على الرغم من المناصب التي منحت له من قبل السلطان قانصوه ، كان طامعاً في إعتلاء عرش السلطة ، ولكنه كان يخشى الأتابكي جان بلاط ، فإبتدأ في التجهيز لمؤامرة مع نائب الشام المدعو " قصروه " ، والذي كان في واقع الأصل ، متمرداً على السلطان قنصوة ، ولما عرف قنصوه بما يعُد له ، أشاع أنه قام بالقبض على طومان باى - وفقاً لما جاء في راوية المؤرخ أبو أياس ، وهي الشائعة التي كانت سبباً فى زوال سلطنة قانصوه ، وبداية سلطنة الظاهر جان بلاط.
السلطان الظاهر قنصوة الأشرف1498 م - 1500م
مختصر تاريخ الحكم
بعد ما قتل السلطان الناصر بن الأشرف قايتباي ، قام الامراء بمبايعة خاله " قانصوه " ، وذلك وفقاً لإتفاقهما معاً ، وتم تلقيبه بالملك الظاهر.
وقد كانت أول من بايعه ، هو يزبك ، علماً بأنه كان يتمني أن يكون هو السلطان لأنه كان يرى نفسه الأحق بهذا المنصب ، فعينه قانصوه أتابكاً للجيش ، ورقى طومان باى لمنصب " الدواداريه الكبرى " ـ والذي كان منصبه قبل أن يجلس على العرش ، كما أنه منحه مناصب الوزاره و الإستداريه ، كمكافأه له على دوره الرئيسى فى الاطاحه بالسلطان ابو السعادات.
وكان قنصوة في واقع الأصل سلطاناً بالإسم ، أما من كان يحكم حكماً فعلياً ، فهم الأمراء ، فلم يكن له رأياً في أي من أمور الحكم والسلطة ، وذلك وفقاً لما ذكره عنه المؤرخ : " أبو أياس " .
وكان السلطان الظاهر أبو سعيد قنصوه ، قد عرف في الأوساط الشعبية بلقب " السلطان معرفش " ، لأنه كان يقول تلك الكلمة لأي إنسان يقوم بسؤاله عن أي شئ من أمور الحكم ، و لما قرر الأمراء عزله عن الحكم ، حدث خلافاً فيما بينهما بخصوص إختيار من سيخلفه منهم .
ومن جانبه - فقد كان الامير طومان باى على الرغم من المناصب التي منحت له من قبل السلطان قانصوه ، كان طامعاً في إعتلاء عرش السلطة ، ولكنه كان يخشى الأتابكي جان بلاط ، فإبتدأ في التجهيز لمؤامرة مع نائب الشام المدعو " قصروه " ، والذي كان في واقع الأصل ، متمرداً على السلطان قنصوة ، ولما عرف قنصوه بما يعُد له ، أشاع أنه قام بالقبض على طومان باى - وفقاً لما جاء في راوية المؤرخ أبو أياس ، وهي الشائعة التي كانت سبباً فى زوال سلطنة قانصوه ، وبداية سلطنة الظاهر جان بلاط.
الناصر أبو السعادات1496م - 1498ممختصر تاريخ الحكم
لما توفي السلطان الأشرف قايتباي بالقاهرة سنة 901 هـ ـ 1496م ، خلفه على عرش مصر ، أربعة سلاطين ، ألا انهم كانوا أقل قوة وأكثر ضعفاً .
وقد كان أول هؤلاء السلاطين الأربعة - هو إبن السلطان الأشرف قايتباي - الناصر أبو السعادات ناصر الدين محمد ابن الملك الأشرف قايتباى المحمودى الظاهرى ، السلطان الثاني والعشرين من سلطان الدوله المملوكيه البرجيه ( الشركسيه ) .
وقد جلس على عرش مصر مرتين ، الأولى في الفترة من عام 1496 م وحتي عام 1497 م وهو في الرابعة عشرة من عمره ، والفترة الثانية في الفترة من عام 1497 م ، وحتي عام 1498م.
الناصر جان بلاط
1500م - 1501م
مختصر تاريخ الحكم
هو السلطان الظاهر جان بلاط .
وهو السلطان الرابع و العشرين ، وقد حكم في الفترة مابين 1500 و 1501م.
وإسمه في الأصل مشتقاً من إسم : "يشبك الأشرفى" ، وذلك نسبه لأستاذه الامير " يشبك " ، الذي منحه للسلطان " الأشرف قايتباى " ، الذي قام بدوره بمنحه الحرية والعتق ، وقام بترقيته لمنصب " جمدار " ، ثم ذلك يتدرج في المناصب ، إلى أن وصل لمنصب " أتابكى " فى حكم الظاهر قنصوة " .
وقد عرف عن السلطان جان بلاط ، تعسفه ، وظلمه في جميع ما كان يتخذه من أوامر وأحكام وقرارات.
وكان للسلطان جان بلاط ، دوراً بارزاً في القضاء على تمرد حاول القيام به نائب السلطنه هناك ، والمدعو : " قصروه " ، الذي حاول جان بلاط إسترضاءه بدايةً ، فقام بتعيينه أتابك للعسكر ، ولكن قصروه تمادي فى تمرده ، وزاد العصيان فى الشام ، وإضطربت الأحوال هناك تبعاً لذلك ، فما كان على جان بلاط إلا أنه خرج على رأس جيوشه إلى الشام لمحاربة قصروه ـ النائب المتمرد ، ولكن قصروه إنحاز لطومان باى (العادل) ، الذي كان بيضمر بدوره السؤ لجان بلاط ، فأحضر القضاه فى الشام ، وتمكن من خلالهم بإستصدار حكم لعزل جان بلاط من الحكم ، وسجنه بعد ما حكم ست شهور و 18 يوماً ، و جلس العادل طومان باى ، على كرسي الحكم خلفاً له .
أبو النصر طومان باي 1501 م - 1501م
مختصر تاريخ الحكم
هو السلطان العادل أبو النصر طومان باى الأشرفى قايتباى.
وهو السلطان الخامس والعشرين لدولة المماليك البرجية.
حكم مصر سنة 1501 م ، وهو في نحو العام الأربعين من عمره.
كان ملقب بالأشرفى قايتباى نسبه لأستاذه السلطان الأشرف قايتباي.وقد عاش طومان باى فتره طويله فى طباق قلعة الجبل فى خدمة السلطان الأشرف قايتباى الذي عتقه وقام بترقيته لوظيفة جمدار ، و فضل يترقى لغاية ما بقى مدبر المملكه فى عهد السلطان " الأشرف جان بلاط ". ، عندما حدث تمرد فى الشام بقيادة نائب الشام " قاصروه " سافر طومان باى على الشام و انحاز قاصروه ليه و جاب قضاة الشام و خلع السلطان جان بلاط و تسلطن طومان باى مكانه بلقب العادل وبعدها ، عاد طومان باى مصر و جلس على كرسي السلطنة.كان العادل طومان باى قبل الجلوس على كرسي السلطنة ، محبوباً جداً من عامة الناس ، لدرجة انه لما كان يسير فى الطرقات ، كانت النساء يتهللن فرحاً بإطلاقهن " الزغاريد " له من شرفات المنازل ، لكن بعد ما تسلطن ، تبدلت أحواله إلى الأسوأ ، وأصبح قاسياً في تصرفاته مع الجميع ، حتي مع الأمراء ، فقام بخنق الأمير قصروه بسبب شكه فى أنه يتآمر عليه ، ونظراً لأن الناس كانوا يحبون قصروه ، فغضبوا من طومان باى . كما شعر الأمراء بالخوف منه بعد ما أمر بخنق قاصروه ، وفقدوا الثقة فيه ، فخلعوه بقيادة قنصوة الغوري ، وذلك بعد ما حكم حوالى مائة يوماً فهرب ، وإختبأ منهم ، ولكنهم عثروا عليه وقاموا بقطع رأسه في عام 1501م .
السلطان قنصوة الغوري
1501 م - 1516م
مختصر تاريخ الحكم
بعد ما قتل السلطان الناصر بن الأشرف قايتباي ، قام الامراء بمبايعة خاله " قانصوه " ، وذلك وفقاً لإتفاقهما معاً ، وتم تلقيبه بالملك الظاهر.
وقد كانت أول من بايعه ، هو يزبك ، علماً بأنه كان يتمني أن يكون هو السلطان لأنه كان يرى نفسه الأحق بهذا المنصب ، فعينه قانصوه أتابكاً للجيش ، ورقى طومان باى لمنصب " الدواداريه الكبرى " ـ والذي كان منصبه قبل أن يجلس على العرش ، كما أنه منحه مناصب الوزاره و الإستداريه ، كمكافأه له على دوره الرئيسى فى الاطاحه بالسلطان ابو السعادات.
وكان قنصوة في واقع الأصل سلطاناً بالإسم ، أما من كان يحكم حكماً فعلياً ، فهم الأمراء ، فلم يكن له رأياً في أي من أمور الحكم والسلطة ، وذلك وفقاً لما ذكره عنه المؤرخ : " أبو أياس " .
وكان السلطان الظاهر أبو سعيد قنصوه ، قد عرف في الأوساط الشعبية بلقب " السلطان معرفش " ، لأنه كان يقول تلك الكلمة لأي إنسان يقوم بسؤاله عن أي شئ من أمور الحكم ، و لما قرر الأمراء عزله عن الحكم ، حدث خلافاً فيما بينهما بخصوص إختيار من سيخلفه منهم .
ومن جانبه - فقد كان الامير طومان باى على الرغم من المناصب التي منحت له من قبل السلطان قانصوه ، كان طامعاً في إعتلاء عرش السلطة ، ولكنه كان يخشى الأتابكي جان بلاط ، فإبتدأ في التجهيز لمؤامرة مع نائب الشام المدعو " قصروه " ، والذي كان في واقع الأصل ، متمرداً على السلطان قنصوة ، ولما عرف قنصوه بما يعُد له ، أشاع أنه قام بالقبض على طومان باى - وفقاً لما جاء في راوية المؤرخ أبو أياس ، وهي الشائعة التي كانت سبباً فى زوال سلطنة قانصوه ، وبداية سلطنة الظاهر جان بلاط.
مختصر تاريخ الحكم
لما توفي السلطان الأشرف قايتباي بالقاهرة سنة 901 هـ ـ 1496م ، خلفه على عرش مصر ، أربعة سلاطين ، ألا انهم كانوا أقل قوة وأكثر ضعفاً .
وقد كان أول هؤلاء السلاطين الأربعة - هو إبن السلطان الأشرف قايتباي - الناصر أبو السعادات ناصر الدين محمد ابن الملك الأشرف قايتباى المحمودى الظاهرى ، السلطان الثاني والعشرين من سلطان الدوله المملوكيه البرجيه ( الشركسيه ) .
وقد جلس على عرش مصر مرتين ، الأولى في الفترة من عام 1496 م وحتي عام 1497 م وهو في الرابعة عشرة من عمره ، والفترة الثانية في الفترة من عام 1497 م ، وحتي عام 1498م.
الناصر جان بلاط
1500م - 1501م
مختصر تاريخ الحكم
هو السلطان الظاهر جان بلاط .
وهو السلطان الرابع و العشرين ، وقد حكم في الفترة مابين 1500 و 1501م.
وإسمه في الأصل مشتقاً من إسم : "يشبك الأشرفى" ، وذلك نسبه لأستاذه الامير " يشبك " ، الذي منحه للسلطان " الأشرف قايتباى " ، الذي قام بدوره بمنحه الحرية والعتق ، وقام بترقيته لمنصب " جمدار " ، ثم ذلك يتدرج في المناصب ، إلى أن وصل لمنصب " أتابكى " فى حكم الظاهر قنصوة " .
وقد عرف عن السلطان جان بلاط ، تعسفه ، وظلمه في جميع ما كان يتخذه من أوامر وأحكام وقرارات.
وكان للسلطان جان بلاط ، دوراً بارزاً في القضاء على تمرد حاول القيام به نائب السلطنه هناك ، والمدعو : " قصروه " ، الذي حاول جان بلاط إسترضاءه بدايةً ، فقام بتعيينه أتابك للعسكر ، ولكن قصروه تمادي فى تمرده ، وزاد العصيان فى الشام ، وإضطربت الأحوال هناك تبعاً لذلك ، فما كان على جان بلاط إلا أنه خرج على رأس جيوشه إلى الشام لمحاربة قصروه ـ النائب المتمرد ، ولكن قصروه إنحاز لطومان باى (العادل) ، الذي كان بيضمر بدوره السؤ لجان بلاط ، فأحضر القضاه فى الشام ، وتمكن من خلالهم بإستصدار حكم لعزل جان بلاط من الحكم ، وسجنه بعد ما حكم ست شهور و 18 يوماً ، و جلس العادل طومان باى ، على كرسي الحكم خلفاً له .
أبو النصر طومان باي 1501 م - 1501م
مختصر تاريخ الحكم
هو السلطان العادل أبو النصر طومان باى الأشرفى قايتباى.
وهو السلطان الخامس والعشرين لدولة المماليك البرجية.
حكم مصر سنة 1501 م ، وهو في نحو العام الأربعين من عمره.
كان ملقب بالأشرفى قايتباى نسبه لأستاذه السلطان الأشرف قايتباي.وقد عاش طومان باى فتره طويله فى طباق قلعة الجبل فى خدمة السلطان الأشرف قايتباى الذي عتقه وقام بترقيته لوظيفة جمدار ، و فضل يترقى لغاية ما بقى مدبر المملكه فى عهد السلطان " الأشرف جان بلاط ". ، عندما حدث تمرد فى الشام بقيادة نائب الشام " قاصروه " سافر طومان باى على الشام و انحاز قاصروه ليه و جاب قضاة الشام و خلع السلطان جان بلاط و تسلطن طومان باى مكانه بلقب العادل وبعدها ، عاد طومان باى مصر و جلس على كرسي السلطنة.كان العادل طومان باى قبل الجلوس على كرسي السلطنة ، محبوباً جداً من عامة الناس ، لدرجة انه لما كان يسير فى الطرقات ، كانت النساء يتهللن فرحاً بإطلاقهن " الزغاريد " له من شرفات المنازل ، لكن بعد ما تسلطن ، تبدلت أحواله إلى الأسوأ ، وأصبح قاسياً في تصرفاته مع الجميع ، حتي مع الأمراء ، فقام بخنق الأمير قصروه بسبب شكه فى أنه يتآمر عليه ، ونظراً لأن الناس كانوا يحبون قصروه ، فغضبوا من طومان باى . كما شعر الأمراء بالخوف منه بعد ما أمر بخنق قاصروه ، وفقدوا الثقة فيه ، فخلعوه بقيادة قنصوة الغوري ، وذلك بعد ما حكم حوالى مائة يوماً فهرب ، وإختبأ منهم ، ولكنهم عثروا عليه وقاموا بقطع رأسه في عام 1501م .
السلطان قنصوة الغوري
مختصر تاريخ الحكم
هو السلطان الملك الأشرفى أبو النصر قانصوه من بيردى الغورى الأشرفى قايتباى ، وهو السلطان السادس و العشرين وقبل الأخير. من سلاطين دولة المماليك البرجية ، وقد تولي الحكم رغماً عنه وفي يوم 19 ابريل 1501م وكان حينئذٍ يبلغ من العمر ستون عاماً ، و حكم مصر حتي يوم 14 اغسطس 1516 بعد ما إختفى فى معركة مرج دابق ، ويعتبر قانصوه الغورى كان فى الأصل من مماليك السلطان الأشرف قايتباى و ولذلك ، فقد لقب بـ " الأشرفى " ، ومن أشهر آثاره فى القاهره الجامع والمدرسه المعروفين بإسمه في شارع المعز ، كما تنسب إليه أيضاً منطقة خان الخليلى فيحى الغوريه.
مختصر تاريخ الحكم
هو السلطان الملك الأشرفى أبو النصر قانصوه من بيردى الغورى الأشرفى قايتباى ، وهو السلطان السادس و العشرين وقبل الأخير. من سلاطين دولة المماليك البرجية ، وقد تولي الحكم رغماً عنه وفي يوم 19 ابريل 1501م وكان حينئذٍ يبلغ من العمر ستون عاماً ، و حكم مصر حتي يوم 14 اغسطس 1516 بعد ما إختفى فى معركة مرج دابق ، ويعتبر قانصوه الغورى كان فى الأصل من مماليك السلطان الأشرف قايتباى و ولذلك ، فقد لقب بـ " الأشرفى " ، ومن أشهر آثاره فى القاهره الجامع والمدرسه المعروفين بإسمه في شارع المعز ، كما تنسب إليه أيضاً منطقة خان الخليلى فيحى الغوريه.
نهاية دولة المماليك وسقوطهاكان قد حدث في عهد سلطنة قنصوه الغوري ، أن قام بالخروج من مصر إلى الشَّام لِلقاء العُثمانيين والحيلولة دون سيطرتهم على البلاد ، فإلتقى الجمعان عند مرج دابق شماليّ حلب ، حيثُ دارت بينهما معركةٌ هائلة في عام 922 هـ ، والموافق 1516 م ، أفضت إلى هزيمة المماليك ، وإنتصار العُثمانيين ، ومقتل السُلطان الغوري نفسه ، وعمَّت الفوضى في صُفوف الجيش المملوكي ، فإلتحق قسمٌ من المماليك بِالعُثمانيين في حين لاذ الباقون بِالفرار إلى مصر ، ولقد إستثمر السُلطان سليم إنتصاره هذا ، وضم عينتاب ، والقدس ، ودمشق ، وحمص ، وحماة ، وغيرها ، وكان السُكَّان يحتفلون بِمقدمه بِصُورةٍ لم يألفها أيُّ سُلطانٍ عُثمانيٍّ من قبل .في أعقاب ذلك ، قام المماليك بإنتخاب - بعد مقتل قنصوه الغوري لطومان باي - سلطاناً على مصر خلفًا له ، فعرض عليه السُلطان سليم مُجددًا أن يعترف المماليك بِسيادة العُثمانيين ، ودفع خراج سنوي لهم ، فأبى طومان باي ، فبرز إليه سليم ، فإنهزم طومان باي على حُدُود الشَّام الجنوبيَّة وانسحب بسُرعةٍ إلى مصر ، فتتبعه السُلطان سليم حتَّى مدينة القاهرة .
وقد إتخذ المماليك رباطهم الأخير في قرية الريدانية ، وهي قريةٌ صغيرة تقع على الطريق المُؤدية إلى القاهرة ، وفي هـ 922 - والمُوافق لعام 1517م ‘ دارت بين الجيشان معركة هائلة ، حقق فيها العُثمانيون نصراً باهراً ، وذلك على الرغم من الدفاع المُستميت لِلمماليك ، ووقع طومان باي أسيرًا في يد العُثمانيين ؛ بسبب خيانة أحد أتباعه له، فعامله السُلطان سليم بدايةً مُعاملةً كريمة ، لكنَّهُ أذعن في النهاية لِإلحاح بعض القادة والأُمراء ، فأمر بِإعدامه ، فشُنق علي باب زويلة .
وبِمقتل طومان باي - سقطت الدولة المملوكيَّة ، وأصبحت الديار المصريَّة والشَّاميَّة جُزءًا من الدولة العُثمانيَّة ، وفيما كان السُلطان سليم في القاهرة، بايعهُ عُلماء الديار المصريَّة بِالخلافة الإسلاميَّة ، بعد أن تنازل له عنها آخر خُلفاء بني العبَّاس، وقدَّم إليه شريف مكَّة مفاتيح الحرمين الشريفين كرمزٍ لِدُخول الحجاز تحت جناح الدولة العُثمانيَّة.
نهاية دولة المماليك وقيام الدولة العثمانيةالسلاطين المعاصرون للخدمة
في أعقاب ذلك ، قام المماليك بإنتخاب - بعد مقتل قنصوه الغوري لطومان باي - سلطاناً على مصر خلفًا له ، فعرض عليه السُلطان سليم مُجددًا أن يعترف المماليك بِسيادة العُثمانيين ، ودفع خراج سنوي لهم ، فأبى طومان باي ، فبرز إليه سليم ، فإنهزم طومان باي على حُدُود الشَّام الجنوبيَّة وانسحب بسُرعةٍ إلى مصر ، فتتبعه السُلطان سليم حتَّى مدينة القاهرة .
وقد إتخذ المماليك رباطهم الأخير في قرية الريدانية ، وهي قريةٌ صغيرة تقع على الطريق المُؤدية إلى القاهرة ، وفي هـ 922 - والمُوافق لعام 1517م ‘ دارت بين الجيشان معركة هائلة ، حقق فيها العُثمانيون نصراً باهراً ، وذلك على الرغم من الدفاع المُستميت لِلمماليك ، ووقع طومان باي أسيرًا في يد العُثمانيين ؛ بسبب خيانة أحد أتباعه له، فعامله السُلطان سليم بدايةً مُعاملةً كريمة ، لكنَّهُ أذعن في النهاية لِإلحاح بعض القادة والأُمراء ، فأمر بِإعدامه ، فشُنق علي باب زويلة .
وبِمقتل طومان باي - سقطت الدولة المملوكيَّة ، وأصبحت الديار المصريَّة والشَّاميَّة جُزءًا من الدولة العُثمانيَّة ، وفيما كان السُلطان سليم في القاهرة، بايعهُ عُلماء الديار المصريَّة بِالخلافة الإسلاميَّة ، بعد أن تنازل له عنها آخر خُلفاء بني العبَّاس، وقدَّم إليه شريف مكَّة مفاتيح الحرمين الشريفين كرمزٍ لِدُخول الحجاز تحت جناح الدولة العُثمانيَّة.
السلطان سليم الأول 1512 م - 1520م
السلطان سليم الأول
مقدمة هو السلطان الغازي سليم الأوّل القاطع (بالتركية العثمانية: غازى ياوز سلطان سليم خان أول ؛ تاسع سلاطين الدولة العثمانية وخليفة المسلمين الرابع والسبعون ، وأوّل من حمل لقب "أمير المؤمنين" من آل عثمان. حكم الدولة العثمانية من سنة 1512 حتى سنة 1520م .وكان سليم الأول يُلقب أيضاً بعدة ألقاب - منها : "بالقاطع" - أو "الشجاع" عند الأتراك نظرًا لشجاعته وتصميمه في ساحة المعركة ، ويُعرف بالغرب بأسماء سلبية ، فعند الإنگليز مثلا سمي "سليم العابس"،ونظرًا لما يقوله بعض المؤرخين بأنه كان دائمًا متجهم الوجه ، وعند الفرنسيين عرف بإسم " سليم الرهيب " .وقد وصل سليم إلى عرش السلطنة بعد إنقلاب قام به على والده، "بايزيد الثاني"، بدعم من الإنكشارية وخاقان القرم ، ونجح بمؤازرتهم بمطاردة إخوته وأبنائهم والقضاء عليهم الواحد تلو الآخر ، حتى لم يبق له منازع في الحكم. وفي عهده ظهرت السلالة الصفوية الشيعية في إيران وأذربيجان، ونشبت بينها وبين العثمانيين حرب ضروس انتصر فيها السلطان سليم، ومن ثمّ حوّل أنظاره نحو السلطنة المملوكية ، فغزا أراضيها وقضى عليها نهائيًا بعد أن استمرت 267 سنة.هذا - وقد تميز عهد السلطان سليم الأول عما سبقه من العهود بأن الفتوحات تحولّت في أيامه من الغرب الأوروبي إلى الشرق العربي ، حيث اتسعت رقعة الدولة اتساعًا كبيرًا لشملها بلاد الشام والعراق والحجاز وتهامة ومصر، حتى بلغت مساحة أراضيها حوالي مليار فدّان يوم وفاته. وكان من نتيجة فتوحات السلطان سليم أن ازدهرت الدولة العثمانية في أيام خليفته ، "سليمان الأوّل" ، بعد أن أصبحت إحدى أهم دروب التجارة البريّة : طريق الحرير ودرب التوابل، تمر في أراضي الدولة ، ولإكتسابها عدد من المرافئ المهمة في شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر.
السلطان سليم الأول
مبايعة سليم الأول للسلطنة على مصر
كان كُل إنتصار يُحققه العُثمانيُّون على الصفويين ، يعني هزيمةً قاسيةً لِلمماليك ، ويُؤدي إلى الإنتقاص من هيبتهم بِصفتهم سلاطين المُسلمين ، وحُماة الخِلافة ، كما أنَّ تهديد الصفويين لِكليهما لم يُخفف مُطلقًا من التناقُضات بينهما ، فتصرَّفت كُل دولة بِمعزلٍ عن الأُخرى.وفي غضون عام 1514 م ـ إنتصر العُثمانيُّون على الصفويُّون فيي معركة جالديران ، وردُّوهم على أعقابهم إلى إيران ، فكانت تلك مُفاجأة غير مُتوقعة لِلمماليك، فلم يبتهجوا لِهذا الإنتصار ، وخاب أمل السُلطان قنصوه الغوري الذي كان يود أن يقوم بِدور الوسيط بين العُثمانيين والصفويين لِيُوجِّه السياسات العامَّة في المنطقة لِصالح الحُكم المملوكي.
وكان السُلطان الغوري يُدرك تمامًا أنَّ المُنتصر من الجانبين سيعمل على تصفية الموقف في المشرق العربي بِالاصطدام بِالمماليك ، ومن ثُمَّ كان عليه أن يتخذ موقفًا من التطوُّرات السياسيَّة والعسكريَّة السريعة ، فرأى أن يلتزم الحياد تاركًا الدولة العُثمانيَّة وحيدة في مُواجهة الصفويين دون تبصُّرٍ بنتائج ما قد يقوم به الشاه إسماعيل في حال إنتصاره من أعمالٍ عُدوانيَّةٍ مُتزايدةٍ ضدَّ المماليك.
وقد حاول السُلطان سليم إستقطاب الغوري إلى جانبه، فأرسل بعثةً عُثمانيَّةً إلى القاهرة وصلتها في شهر ربيع الآخر سنة 920هـ المُوافق فيه شهر أيَّار (مايو) سنة 1514م ، حاملةً إقتراحًا بِعقد تحالف بين العُثمانيين والمماليك لِمُحاربة الصفويين ، لكنَّ المماليك رفضوا الإقتراح وتمسَّكوا بِسياستهم، مع تفضيل اتخاذ موقف الانتظار ، وقد إعتبر العُثمانيُّون سياسة المماليك هذه مظهرًا من مظاهر العداوة ، وأخذوا يعتبرونهم العدو الرئيسي ، وسعى السُلطان سليم لِإيجاد سببٍ لِفتح باب الحرب مع الدولة المملوكيَّة والقضاء عليها في سبيل توحيد الجبهة الإسلاميَّة السُنيَّة في مُواجهة الصفويين في إيران ، ومُواجهة الخطر الپُرتُغالي المُتزايد في البحار الإسلاميَّة كذلك ، فبادر السُلطان سليم إلى الإستيلاء على إمارة ذي القدر التُركمانيَة الأناضولية المشمولة بِحماية المماليك ، والتي تقع على الحدود بين الدولتين المملوكيَّة ، والعُثمانيَّة ، كما إستغلَّ تطلُّع شُعُوب المشرق العربي إلى العُثمانيين كمُنقذين من الحُكم المملوكي الذي أصبح مُتعسفًا ، لِيتقرَّب من عامَّة الناس.
وبِالمُقابل ، أزعج ضم سليم الأوَّل إمارة ذي القدر ، قنصوه الغوري ، فإعتبر تصرُّفهُ هذا بِمثابة إعلانٍ لِلحرب ، وقرَّر أن يستعيد هيبته في المنطقة ، فنادى بالتعبئة العامَّة ، لكنَّهُ قوبل بِعرقلة الناس في مصر لِتدابير التعبئة هذه ، وبِميل الناس إلى العُثمانيين ، حتَّى أنَّ صُنَّاع الأسلحة أقفلوا دور صناعتهم ، وتعالت في الشوارع التهديدات والشتائم المُوجَّهة ضدَّ السُلطان ، وإنخفضت درجة الانضباط في الجيش بِشكلٍ كبير ، ورفض الجُنود المسير لِقتال العُثمانيين قبل حُصولهم على المال والمُكافآت واللُحوم، وأخذوا في التمرُّد وعاثوا فسادًا في الشوارع.
أمَّا في الشَّام - فقد أخذت المناطق الشماليَّة تخرج عن طاعة المماليك وتنضم طوعًا إلى العُثمانيين ، وبدأ كثيرٌ من الأمراء يتعاطفون مع العُثمانيين ويُقيمون العلاقات السريَّة معهم ، نتيجةً لِهذه العوامل أيقن السُلطان الغوري أنَّهُ غير مُستعد لِخوض غمار حربٍ كبيرة ضدَّ العُثمانيين الأقوياء، لكنَّ إصرار السُلطان سليم على الحرب جعل الغوري يُحاول التحالف مع الصفويين ضدَّ العدو المُشترك ، وما أن بلغت أخبار هذه المُحاولة مسامع السُلطان سليم حتَّى اعتبر أنَّ الغوري طعن الدولة العُثمانيَّة وأهل السُنَّة والجماعة من الخلف، فأعلنهُ بِالحرب مُتهمًا إيَّاه بِخيانة العالم الإسلامي.
وفدٌ من أُمراء جبل لُبنان يتقدُّمهم أمير الشوففخر الدين المعني الأوَّل يُهنؤون السُلطان سليم بإنتصاره على المماليك ، في دمشق.
الجلوس على العرشأقدم سليم بعد أن تُوّج سلطانًا على توزيع المكافآت على الإنكشارية ، كما جرت العادة قبل عهده ، وزاد من ضرورتها في أيامه أنه لم يكن ليتربع على العرش لولا مساعي هؤلاء وضغطهم على والده ، وما أن تولّى سليم مقاليد الحكم حتى أعلن أخاه أحمد العصيان ورفضه الخضوع له ، وقد نصب نفسه حاكمًا على أنقرة ، وأرسل ابنه "علاء الدين" ، فإحتل مدينة بورصة في 19 يونيو سنة 1512م ـ وراسل الوزير "مصطفى باشا" ، يخبره عن عزمه توطيد نفوذه ، وخلع أخيه ووعده بمنصب كبير إن نقل إليه جميع تحركات سليم ونواياه.
ولقد كان السلطان سليم ، قد عقد العزم على القضاء على إخوته وأولاد إخوته حتى يهدأ باله بداخليته ولا يبقى له منازعٌ في المُلك ، فعيّن إبنه سليمان ، حاكماً للقسطنطينية ، وسافر بجيوشه إلى آسيا الصغرى ، فإقتفى أثر أخيه أحمد إلى أنقرة ، ولم يتمكن من القبض عليه لوصول خبر قدومه إليه عن طريق الوزير "مصطفى باشا" ، ولكن علم السلطان بهذه الخيانة ، فقتل الوزير شر قتلة جزاءً له وعبرة لغيره ، ثم ذهب إلى بورصة حيث قبض على خمسة من أولاد إخوته بما فيهم "علاء الدين" سالف الذكر، وأمر بقتلهم جميعًا.
وبعدها توجّه بسرعة إلى صاروخان مقر أخيه "قرقود" ففر منه إلى الجبال، وبعد البحث عنه عدّة أسابيع قُبض عليه وقُتل.
وبهذا - إنفرد سليم الأول بالحكم ، واطمأن ، خاطره من جهة داخليته ، فعاد إلى مدينة أدرنة حيث كان بإنتظاره سفراء من قبل جمهورية البندقية ومملكة المجر ودوقيّة موسكو والسلطنة المملوكيّ ، فأبرم مع جميعهم هدنة لمدة طويلة ، بعد أن كانت بلاد فارس ، من مطامعه التي كان يمني نفسه بالحصول عليها ، والتي كانت بدورها - قد أخذت في النموّ والإتساع في عصر ملكها، الشاه "إسماعيل الأوّل بن حيدر الصفوي "
ظهرت السلالة الصفويّة الشيعية في إيران على يد الشاه "إسماعيل الأوّل بن حيدر الصفوي في عام 1499م، وإستطاعت بزعامته أن تهدد بالخطر إمبراطورية العثمانيين في الشرق ، حيث كان إسماعيل قد وسّع من نفوذه وضمّ إلى ملكه عدد من البلدان ، فكان قد فتح ولاية شيروان، وجعل مركزه مدينة تبريز في سنة 1501م ، وبعدها فتح العراق العربي ، وبلاد خراسان ، وديار بكر سنة 1508م ، وأرسل أحد قوّاده فإحتل مدينة بغداد.
وفي سنة 1510م ، كان قد ضمّ إلى أملاكه كل بلاد فارس وأذربيجان، وبذلك امتدت مملكته من الخليج العربيإلى بحر قزوين ، ومن منابع الفرات إلى ما وراء نهر جيحون.
وكان إسماعيل قد فرض المذهب الشيعي على شعبه ، وأعلنه مذهبًا رسميًا للدولة في إيران ، فحدثت ردود أفعال عنيفى على إثر ذلك ، نذكر منها تبريز ، الذين كانوا سُنّة ، فقام بإستمالة قبائل القزلباش التركية العلوية المذهب ، إلى جانبه مما جعلهم عماد جيشه ، وهي كانت بالأساس متذمرة من التدابير المالية والإدارية العثمانية ، بل وهيأت السبيل لحدوث إضطرابات كبيرة في الأناضول ، مما جعله يعتمد عليهم بالقضاء على جميع معارضيه ، وقام بفرض المذهب الشيعي ، وقضى على دولة الخروف الأبيض ! ، وقد كانت تشكل حاجزًا بينه وبين العثمانيين ، فباتت الدويلات الكردية والقبائل التركية في جبال طوروس الصغرى ، والأقليات المسيحية في أرمينيا كلها من ممتلكات الشاه حسب ادعائهم ، وعندما احتل بغداد عام 1508م ، هدم ما كان فيها من قبور أئمة سنة وذبح جماعة من علمائهم، فسرت شائعة في البلاد التركية بأن مذبحة عظيمة أصابت السنة ببغداد على يد الصفويين.
وفي الوقت نفسه إتسمت العلاقات بين الصفويين والعثمانيين بالفتور، فبعد أن تسلّم السلطان سليم الحكم لم يصله سفير من إيران كما باقي الدول ، فأدرك الجميع في هذا الوقت بالذات أن الحرب ستقع بين سليم وخصمه الشاه إسماعيل.
وكان سليم الأول ينظر بعين الإرتياب إلى تحركات الصفويين، لاسيما بعد إرسال الشاه إسماعيل وفدًا ضخمًا إلى قانصوه الغوري سلطان المماليك، ضم 200 عبد لإبلاغه عن تلك الحرب المتوقعة ودعوته للتحالف معه ضد السلطان سليم ، حيث بيّن له إنه إن لم يتفقا حاربت الدولة العثمانية كلاً منهما على حدة وقهرته وسلبت أملاكه ، فعزم سليم على مهاجمة خصمه الصفوي وتسديد ضربة قوية قبل أن يستعد للنزال.
لذلك أرسل هو الآخر وفدًا إلى المماليك دعاهم إلى التحالف، لكن بعد مباحثات طويلة آثر المماليك إلتزام الحياد ، وإن كانوا يميلون لجانب الصفويين. وبعدما فرغ السلطان سليم الأول ، من مشاكله مع إخوته، وعقد الصلح مع جيرانه الأوروبيين لا سيما مع المجر، سعى لإيجاد سبب للحرب، فأمر بحصر عدد الشيعة المنتشرين في الولايات المتاخمة لبلاد فارس بشرق الأناضول وقتلهم جميعًا ، ويُقال إن عددهم كان يبلغ نحو الأربعين ألفًا من القزلباش ، ردًا على مجازر الصفويين للسنّة بالعراق وتبريز وأذربيجان ، وحتى يقضي على أي تمرد قد يحدث مستقبلاً ، عندئذٍ هبّ الشاه إسماعيل يُطالب بثأر هؤلاء، وهاجم آسيا الصغرى ، فجمع السلطان سليم رجال الحرب والعلماء والوزراء في مدينة أدرنة بتاريخ 16 مارس سنة من 1514م ، الموافق 19 من محرم لعام 920هـ ، وذكر لهم خطورة إسماعيل الصفوي في إيران، وأنه اعتدى على حدود الدولة العثمانية ، وأنه عامل أهل السنة والجماعة بعنصرية في دولته وفي آسيا الوسطى والهند وأفغانستان وإنه يجب الذبّ عن إخوانهم في تركيا والعراق ومصر ، ولهذا يرى ضرورة إعلان الجهاد المقدس ضد الدولة الصفوية ، ولم يجد السلطان العثماني صعوبة في إقناع الحاضرين بضرورة محاربة الصفويين، وخرج بعد 3 أيام من هذا الاجتماع على رأس جيش كبير من أدرنة إلى القسطنطينية متجهاً إلى جهة الأناضول الشرقية ، وصولاً إلى تبريز ، وذلك بعد أن أوكل أمر الحكم للعلصمة لإبنة سليمان المعروف بسليمان القانوني.
وفي أثناء مسيره ، تبادل السلطان سليم والشاه إسماعيل رسائل مفعمة بالسباب مرفقة بعدد من الأغراض هدف كل منهما إلى التأثير على الآخر من خلالها.
ولم يُبد إسماعيل الصفوي حماسًا للمعركة بسبب التفوق العددي للعثمانيين ، وحاول أن يتجنب ملاقاة سليم فأرسل إليه بطلب الهدنة وتجديد علاقات السلم والصداقة بين الدولتين ، فلم يقبل سليم وقتل الرسول ، وأرسل إليه برسالة إعلان الحرب بشكل رسمي وأرفق الإعلان ، بمجموعة من الألبسة النسائية والعطور وأدوات الزينة ، وذلك إستهزاءً بشخص الشاه لتهربه وتقاعسه من المسير إليه ويستعجله بالحرب ، وكان الشاه عازمًا على سحب العثمانيين إلى الجبال الإيرانية ، حيث تمكنه طبيعة الأراضي ومشاكل التموين من موازنة القوتين ، ولكن ضغط قبائل القزلباش التي أغضبها إتهام العثمانيين لهم بالجبن ومطالبتها له بخوض غمار القتال جعله يقبل تحدي السلطان سليم وواعده بسهل "چالديران" في آذربیجان الغربیة .
المرض والوفاة
في هذه الفترة ، أصيب السلطان سليم الأول بمرض عُضال يقول البعض أنه كان الجمرة الخبيثة ، ويخمنون أنه أصيب به لشدّة تعرضه للجثث في ساحات المعارك وإستنشاق روائح الأجساد المتحللة ، بالإضافة إلى سفره إلى بلدان ذات مناخات مختلفة ومتناقضة أشد النقيض وتعرّضه لما في جوّها من أدواء. ويقول آخرون أن ما أصيب به السلطان لم يكن سوى سرطان جلديّ أصيب به جرّاء تعرّضه الطويل لأشعة الشمس خلال غزواته وسفره على صهوة جواده ، بينما يقول البعض أنه جرى تسميمه من قبل طبيبه الخاص الذي كان يداويه.
وعلى الرغم من ألمه ، إستمر السلطان بسيره إلى أدرنة لإتمام مشروع فتح رودس، لكن لم يمهله المنون ريثما يتم ذلك، فعاجله في رحلته هذه، وتوفي في يوم 22 سبتمبر سنة 1520م ، الموافق في 9 شوّال سنة 926هـ، في السنة التاسعة لحكمه وحوالي الخمسين من عُمره.
أخفى طبيبه الخاص خبر موته عن الحاشية ولم يبلغه إلا للوزراء ، فإجتمع كل من پير محمد باشا وأحمد باشا ومصطفى باشا ، وقرروا إخفاء هذا الأمر حتى يحضر الأمير سليمان من إقليم صاروخان خوفًا من أن تثور الإنكشارية ، كما هي عادتهم عند تولّي كل سلطان ، فأُرسل إلى سليمان خبر موت أبيه ، فقام قاصدًا القسطنطينية ، ودخلها في سبتمبر ، الموافق في يوم 16 من شوال ، من نفس السنة ، وبعد ظهر ذلك اليوم وصل الصدر الأعظم : پير محمد باشا - من أدرنة ، وأخبر عن وصول جثمان السلطان سليم في اليوم التالي ، وعند ظهر يوم 30 سبتمبر وصل الجثمان ، فخرج السلطان سليمان والوزراء والأعيان لمقابلة النعش خارج المدينة ، ثم ساروا في موكب الجنازة حتى واروا سليمًا التراب على أحد مرتفعات المدينة ، حيث كان يبني مسجدًا يحمل إسمه ، وأمر السلطان ببناء مدرسة وعمارة لإطعام الفقراء صدقة على روح والده.
السلطان سليمان الأول
( القانوني )
1520 م - 1566م
السلطان سليمان الأول
وفي غضون عام 1514 م ـ إنتصر العُثمانيُّون على الصفويُّون فيي معركة جالديران ، وردُّوهم على أعقابهم إلى إيران ، فكانت تلك مُفاجأة غير مُتوقعة لِلمماليك، فلم يبتهجوا لِهذا الإنتصار ، وخاب أمل السُلطان قنصوه الغوري الذي كان يود أن يقوم بِدور الوسيط بين العُثمانيين والصفويين لِيُوجِّه السياسات العامَّة في المنطقة لِصالح الحُكم المملوكي.
وكان السُلطان الغوري يُدرك تمامًا أنَّ المُنتصر من الجانبين سيعمل على تصفية الموقف في المشرق العربي بِالاصطدام بِالمماليك ، ومن ثُمَّ كان عليه أن يتخذ موقفًا من التطوُّرات السياسيَّة والعسكريَّة السريعة ، فرأى أن يلتزم الحياد تاركًا الدولة العُثمانيَّة وحيدة في مُواجهة الصفويين دون تبصُّرٍ بنتائج ما قد يقوم به الشاه إسماعيل في حال إنتصاره من أعمالٍ عُدوانيَّةٍ مُتزايدةٍ ضدَّ المماليك.
وقد حاول السُلطان سليم إستقطاب الغوري إلى جانبه، فأرسل بعثةً عُثمانيَّةً إلى القاهرة وصلتها في شهر ربيع الآخر سنة 920هـ المُوافق فيه شهر أيَّار (مايو) سنة 1514م ، حاملةً إقتراحًا بِعقد تحالف بين العُثمانيين والمماليك لِمُحاربة الصفويين ، لكنَّ المماليك رفضوا الإقتراح وتمسَّكوا بِسياستهم، مع تفضيل اتخاذ موقف الانتظار ، وقد إعتبر العُثمانيُّون سياسة المماليك هذه مظهرًا من مظاهر العداوة ، وأخذوا يعتبرونهم العدو الرئيسي ، وسعى السُلطان سليم لِإيجاد سببٍ لِفتح باب الحرب مع الدولة المملوكيَّة والقضاء عليها في سبيل توحيد الجبهة الإسلاميَّة السُنيَّة في مُواجهة الصفويين في إيران ، ومُواجهة الخطر الپُرتُغالي المُتزايد في البحار الإسلاميَّة كذلك ، فبادر السُلطان سليم إلى الإستيلاء على إمارة ذي القدر التُركمانيَة الأناضولية المشمولة بِحماية المماليك ، والتي تقع على الحدود بين الدولتين المملوكيَّة ، والعُثمانيَّة ، كما إستغلَّ تطلُّع شُعُوب المشرق العربي إلى العُثمانيين كمُنقذين من الحُكم المملوكي الذي أصبح مُتعسفًا ، لِيتقرَّب من عامَّة الناس.
وبِالمُقابل ، أزعج ضم سليم الأوَّل إمارة ذي القدر ، قنصوه الغوري ، فإعتبر تصرُّفهُ هذا بِمثابة إعلانٍ لِلحرب ، وقرَّر أن يستعيد هيبته في المنطقة ، فنادى بالتعبئة العامَّة ، لكنَّهُ قوبل بِعرقلة الناس في مصر لِتدابير التعبئة هذه ، وبِميل الناس إلى العُثمانيين ، حتَّى أنَّ صُنَّاع الأسلحة أقفلوا دور صناعتهم ، وتعالت في الشوارع التهديدات والشتائم المُوجَّهة ضدَّ السُلطان ، وإنخفضت درجة الانضباط في الجيش بِشكلٍ كبير ، ورفض الجُنود المسير لِقتال العُثمانيين قبل حُصولهم على المال والمُكافآت واللُحوم، وأخذوا في التمرُّد وعاثوا فسادًا في الشوارع.
أمَّا في الشَّام - فقد أخذت المناطق الشماليَّة تخرج عن طاعة المماليك وتنضم طوعًا إلى العُثمانيين ، وبدأ كثيرٌ من الأمراء يتعاطفون مع العُثمانيين ويُقيمون العلاقات السريَّة معهم ، نتيجةً لِهذه العوامل أيقن السُلطان الغوري أنَّهُ غير مُستعد لِخوض غمار حربٍ كبيرة ضدَّ العُثمانيين الأقوياء، لكنَّ إصرار السُلطان سليم على الحرب جعل الغوري يُحاول التحالف مع الصفويين ضدَّ العدو المُشترك ، وما أن بلغت أخبار هذه المُحاولة مسامع السُلطان سليم حتَّى اعتبر أنَّ الغوري طعن الدولة العُثمانيَّة وأهل السُنَّة والجماعة من الخلف، فأعلنهُ بِالحرب مُتهمًا إيَّاه بِخيانة العالم الإسلامي.
وفدٌ من أُمراء جبل لُبنان يتقدُّمهم أمير الشوففخر الدين المعني الأوَّل يُهنؤون السُلطان سليم بإنتصاره على المماليك ، في دمشق.
أقدم سليم بعد أن تُوّج سلطانًا على توزيع المكافآت على الإنكشارية ، كما جرت العادة قبل عهده ، وزاد من ضرورتها في أيامه أنه لم يكن ليتربع على العرش لولا مساعي هؤلاء وضغطهم على والده ، وما أن تولّى سليم مقاليد الحكم حتى أعلن أخاه أحمد العصيان ورفضه الخضوع له ، وقد نصب نفسه حاكمًا على أنقرة ، وأرسل ابنه "علاء الدين" ، فإحتل مدينة بورصة في 19 يونيو سنة 1512م ـ وراسل الوزير "مصطفى باشا" ، يخبره عن عزمه توطيد نفوذه ، وخلع أخيه ووعده بمنصب كبير إن نقل إليه جميع تحركات سليم ونواياه.
ولقد كان السلطان سليم ، قد عقد العزم على القضاء على إخوته وأولاد إخوته حتى يهدأ باله بداخليته ولا يبقى له منازعٌ في المُلك ، فعيّن إبنه سليمان ، حاكماً للقسطنطينية ، وسافر بجيوشه إلى آسيا الصغرى ، فإقتفى أثر أخيه أحمد إلى أنقرة ، ولم يتمكن من القبض عليه لوصول خبر قدومه إليه عن طريق الوزير "مصطفى باشا" ، ولكن علم السلطان بهذه الخيانة ، فقتل الوزير شر قتلة جزاءً له وعبرة لغيره ، ثم ذهب إلى بورصة حيث قبض على خمسة من أولاد إخوته بما فيهم "علاء الدين" سالف الذكر، وأمر بقتلهم جميعًا.
وبعدها توجّه بسرعة إلى صاروخان مقر أخيه "قرقود" ففر منه إلى الجبال، وبعد البحث عنه عدّة أسابيع قُبض عليه وقُتل.
وبهذا - إنفرد سليم الأول بالحكم ، واطمأن ، خاطره من جهة داخليته ، فعاد إلى مدينة أدرنة حيث كان بإنتظاره سفراء من قبل جمهورية البندقية ومملكة المجر ودوقيّة موسكو والسلطنة المملوكيّ ، فأبرم مع جميعهم هدنة لمدة طويلة ، بعد أن كانت بلاد فارس ، من مطامعه التي كان يمني نفسه بالحصول عليها ، والتي كانت بدورها - قد أخذت في النموّ والإتساع في عصر ملكها، الشاه "إسماعيل الأوّل بن حيدر الصفوي "
ظهرت السلالة الصفويّة الشيعية في إيران على يد الشاه "إسماعيل الأوّل بن حيدر الصفوي في عام 1499م، وإستطاعت بزعامته أن تهدد بالخطر إمبراطورية العثمانيين في الشرق ، حيث كان إسماعيل قد وسّع من نفوذه وضمّ إلى ملكه عدد من البلدان ، فكان قد فتح ولاية شيروان، وجعل مركزه مدينة تبريز في سنة 1501م ، وبعدها فتح العراق العربي ، وبلاد خراسان ، وديار بكر سنة 1508م ، وأرسل أحد قوّاده فإحتل مدينة بغداد.
وفي سنة 1510م ، كان قد ضمّ إلى أملاكه كل بلاد فارس وأذربيجان، وبذلك امتدت مملكته من الخليج العربيإلى بحر قزوين ، ومن منابع الفرات إلى ما وراء نهر جيحون.
وكان إسماعيل قد فرض المذهب الشيعي على شعبه ، وأعلنه مذهبًا رسميًا للدولة في إيران ، فحدثت ردود أفعال عنيفى على إثر ذلك ، نذكر منها تبريز ، الذين كانوا سُنّة ، فقام بإستمالة قبائل القزلباش التركية العلوية المذهب ، إلى جانبه مما جعلهم عماد جيشه ، وهي كانت بالأساس متذمرة من التدابير المالية والإدارية العثمانية ، بل وهيأت السبيل لحدوث إضطرابات كبيرة في الأناضول ، مما جعله يعتمد عليهم بالقضاء على جميع معارضيه ، وقام بفرض المذهب الشيعي ، وقضى على دولة الخروف الأبيض ! ، وقد كانت تشكل حاجزًا بينه وبين العثمانيين ، فباتت الدويلات الكردية والقبائل التركية في جبال طوروس الصغرى ، والأقليات المسيحية في أرمينيا كلها من ممتلكات الشاه حسب ادعائهم ، وعندما احتل بغداد عام 1508م ، هدم ما كان فيها من قبور أئمة سنة وذبح جماعة من علمائهم، فسرت شائعة في البلاد التركية بأن مذبحة عظيمة أصابت السنة ببغداد على يد الصفويين.
وفي الوقت نفسه إتسمت العلاقات بين الصفويين والعثمانيين بالفتور، فبعد أن تسلّم السلطان سليم الحكم لم يصله سفير من إيران كما باقي الدول ، فأدرك الجميع في هذا الوقت بالذات أن الحرب ستقع بين سليم وخصمه الشاه إسماعيل.
وكان سليم الأول ينظر بعين الإرتياب إلى تحركات الصفويين، لاسيما بعد إرسال الشاه إسماعيل وفدًا ضخمًا إلى قانصوه الغوري سلطان المماليك، ضم 200 عبد لإبلاغه عن تلك الحرب المتوقعة ودعوته للتحالف معه ضد السلطان سليم ، حيث بيّن له إنه إن لم يتفقا حاربت الدولة العثمانية كلاً منهما على حدة وقهرته وسلبت أملاكه ، فعزم سليم على مهاجمة خصمه الصفوي وتسديد ضربة قوية قبل أن يستعد للنزال.
لذلك أرسل هو الآخر وفدًا إلى المماليك دعاهم إلى التحالف، لكن بعد مباحثات طويلة آثر المماليك إلتزام الحياد ، وإن كانوا يميلون لجانب الصفويين. وبعدما فرغ السلطان سليم الأول ، من مشاكله مع إخوته، وعقد الصلح مع جيرانه الأوروبيين لا سيما مع المجر، سعى لإيجاد سبب للحرب، فأمر بحصر عدد الشيعة المنتشرين في الولايات المتاخمة لبلاد فارس بشرق الأناضول وقتلهم جميعًا ، ويُقال إن عددهم كان يبلغ نحو الأربعين ألفًا من القزلباش ، ردًا على مجازر الصفويين للسنّة بالعراق وتبريز وأذربيجان ، وحتى يقضي على أي تمرد قد يحدث مستقبلاً ، عندئذٍ هبّ الشاه إسماعيل يُطالب بثأر هؤلاء، وهاجم آسيا الصغرى ، فجمع السلطان سليم رجال الحرب والعلماء والوزراء في مدينة أدرنة بتاريخ 16 مارس سنة من 1514م ، الموافق 19 من محرم لعام 920هـ ، وذكر لهم خطورة إسماعيل الصفوي في إيران، وأنه اعتدى على حدود الدولة العثمانية ، وأنه عامل أهل السنة والجماعة بعنصرية في دولته وفي آسيا الوسطى والهند وأفغانستان وإنه يجب الذبّ عن إخوانهم في تركيا والعراق ومصر ، ولهذا يرى ضرورة إعلان الجهاد المقدس ضد الدولة الصفوية ، ولم يجد السلطان العثماني صعوبة في إقناع الحاضرين بضرورة محاربة الصفويين، وخرج بعد 3 أيام من هذا الاجتماع على رأس جيش كبير من أدرنة إلى القسطنطينية متجهاً إلى جهة الأناضول الشرقية ، وصولاً إلى تبريز ، وذلك بعد أن أوكل أمر الحكم للعلصمة لإبنة سليمان المعروف بسليمان القانوني.
وفي أثناء مسيره ، تبادل السلطان سليم والشاه إسماعيل رسائل مفعمة بالسباب مرفقة بعدد من الأغراض هدف كل منهما إلى التأثير على الآخر من خلالها.
ولم يُبد إسماعيل الصفوي حماسًا للمعركة بسبب التفوق العددي للعثمانيين ، وحاول أن يتجنب ملاقاة سليم فأرسل إليه بطلب الهدنة وتجديد علاقات السلم والصداقة بين الدولتين ، فلم يقبل سليم وقتل الرسول ، وأرسل إليه برسالة إعلان الحرب بشكل رسمي وأرفق الإعلان ، بمجموعة من الألبسة النسائية والعطور وأدوات الزينة ، وذلك إستهزاءً بشخص الشاه لتهربه وتقاعسه من المسير إليه ويستعجله بالحرب ، وكان الشاه عازمًا على سحب العثمانيين إلى الجبال الإيرانية ، حيث تمكنه طبيعة الأراضي ومشاكل التموين من موازنة القوتين ، ولكن ضغط قبائل القزلباش التي أغضبها إتهام العثمانيين لهم بالجبن ومطالبتها له بخوض غمار القتال جعله يقبل تحدي السلطان سليم وواعده بسهل "چالديران" في آذربیجان الغربیة .
المرض والوفاة
في هذه الفترة ، أصيب السلطان سليم الأول بمرض عُضال يقول البعض أنه كان الجمرة الخبيثة ، ويخمنون أنه أصيب به لشدّة تعرضه للجثث في ساحات المعارك وإستنشاق روائح الأجساد المتحللة ، بالإضافة إلى سفره إلى بلدان ذات مناخات مختلفة ومتناقضة أشد النقيض وتعرّضه لما في جوّها من أدواء. ويقول آخرون أن ما أصيب به السلطان لم يكن سوى سرطان جلديّ أصيب به جرّاء تعرّضه الطويل لأشعة الشمس خلال غزواته وسفره على صهوة جواده ، بينما يقول البعض أنه جرى تسميمه من قبل طبيبه الخاص الذي كان يداويه.
وعلى الرغم من ألمه ، إستمر السلطان بسيره إلى أدرنة لإتمام مشروع فتح رودس، لكن لم يمهله المنون ريثما يتم ذلك، فعاجله في رحلته هذه، وتوفي في يوم 22 سبتمبر سنة 1520م ، الموافق في 9 شوّال سنة 926هـ، في السنة التاسعة لحكمه وحوالي الخمسين من عُمره.
أخفى طبيبه الخاص خبر موته عن الحاشية ولم يبلغه إلا للوزراء ، فإجتمع كل من پير محمد باشا وأحمد باشا ومصطفى باشا ، وقرروا إخفاء هذا الأمر حتى يحضر الأمير سليمان من إقليم صاروخان خوفًا من أن تثور الإنكشارية ، كما هي عادتهم عند تولّي كل سلطان ، فأُرسل إلى سليمان خبر موت أبيه ، فقام قاصدًا القسطنطينية ، ودخلها في سبتمبر ، الموافق في يوم 16 من شوال ، من نفس السنة ، وبعد ظهر ذلك اليوم وصل الصدر الأعظم : پير محمد باشا - من أدرنة ، وأخبر عن وصول جثمان السلطان سليم في اليوم التالي ، وعند ظهر يوم 30 سبتمبر وصل الجثمان ، فخرج السلطان سليمان والوزراء والأعيان لمقابلة النعش خارج المدينة ، ثم ساروا في موكب الجنازة حتى واروا سليمًا التراب على أحد مرتفعات المدينة ، حيث كان يبني مسجدًا يحمل إسمه ، وأمر السلطان ببناء مدرسة وعمارة لإطعام الفقراء صدقة على روح والده.
السلطان سليمان الأول
( القانوني )
1520 م - 1566م
السلطان سليمان الأول
مقدمة
هو السلطان سليمان خان الأول بن سليم خان الأول .
ثاني ملوك مصر في عصر الدولة العثمانية ، وعاشر سلاطين الدولة العثمانية.
ولد في يوم 6 نوفمبر 1494 في طرابزون ، وتوفي في يوم 7 سبتمبر 1566 بسيكتوار.
كما عرف عن سليمان القانوني أيضاً ، أنه خليفة المسلمين الثَمانون ، مما حملوا لقب "أمير المؤمنين " من السلالة العثمانية .
وقد بلغت الدولة الإسلامية في عهده أقصى إتساع لها ، حتى أصبحت أقوى دولة في العالم في ذلك الوقت.
مقدمة
هو السلطان سليمان خان الأول بن سليم خان الأول .
ثاني ملوك مصر في عصر الدولة العثمانية ، وعاشر سلاطين الدولة العثمانية.
ولد في يوم 6 نوفمبر 1494 في طرابزون ، وتوفي في يوم 7 سبتمبر 1566 بسيكتوار.
كما عرف عن سليمان القانوني أيضاً ، أنه خليفة المسلمين الثَمانون ، مما حملوا لقب "أمير المؤمنين " من السلالة العثمانية .
وقد بلغت الدولة الإسلامية في عهده أقصى إتساع لها ، حتى أصبحت أقوى دولة في العالم في ذلك الوقت.
الجلوس على العرش وأنجازاته التوسعية
قد عُرف لدي الغرب باسم سليمان العظيم - The Great .
كما عرف لدى الشرق بإسم : ( سليمان القانوني ) ، وذلك نظراً لما قام به من إصلاح في النظام القضائي العثماني.
وقد أصبح سليمان حاكمًا بارزًا في أوروبا في القرن السادس عشر الميلادي ، يتزعم قمة سلطة الدولة الإسلامية العسكرية والسياسية والاقتصادية.
ولقد قام سليمان القانوني ، بقيادة الجيوش العثمانية لغزو المعاقل ، والحصون المسيحية في بلغراد ورودوس وأغلب أراضي مملكة المجر قبل أن يتوقف في حصار فيينا في عام 1529م ، وقد ضم أغلب مناطق الشرق الأوسط في صراعه مع الصفويين ومناطق شاسعة من شمال أفريقيا ، حتى الجزائر تحت حكمه ، سيطرت الأساطيل العثمانية ـ على بحار المنطقة من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر حتى الخليج.
في خضم توسيع الإمبراطورية ، أدخل سليمان إصلاحات قضائية تهم المجتمع المجتمع ، والجباية والقانون الجنائي.
الدولة العثمانية في عهد سليمان القانوني
وقد قام بتحديد قانون يُشكل صورة الإمبراطورية لقرون عدة بعد وفاته.
لم يكن سليمان شاعراً وصائغاً فقط بل أصبح أيضاً راعياً كبيراً للثقافة ومشرفاً على تطور الفنون ، والأدب ، والعمارة في العصر الذهبي للإمبراطورية التركية العثمانية.
كان السلطان القانوني يجيد التحدث بأربع لغات هي :العربية والفارسية والصربية والجغائية ـ والتي هي خليط من مجموعة اللغات التركية المرتبطة باللغات الأوزبكية والأويغورية ، ويعتبر بعض المؤرخين هذا السلطان أحد أعظم الملوك لأن نطاق حكمه ضم الكثير من عواصم الحضارات الأخرى نذكر منها : أثينا ، وصوفيا ، ودمشق ، وإسطمبول ، وبودابست ، وبلغراد ، والقاهرة ، وبوخارست ، وتبريز ، والجزائر ، وغيرها.
الوفاة
ويعتبر السلطان سليمان القانوني ، هو صاحب أطول فترة حكم من 6 نوفمبر من عام 1520م ـ حتى وفاته في 7 سبتمبر في سنة 1566 م ، خفاًً لأبيه السلطان سليم خان الأول.وقد خلفه على العرش إبنه السلطان " سليم الثاني ".
( ختام
الفصل الخاص بتاريخ الملوك المعاصرون للخدمة )
النياحةبعد أن قضى على الكرسي الباباوي المرقسي مدة : 39 سنة ، و11 شهــــراً ، و26 يومــاً ، تنيح البابــــا : " يوحنا الثالث عشر " - بسلام - في يـوم 11 أمشير 1240 للشهداء - 5 فبراير 1524 للميلاد .
الجلوس على العرش وأنجازاته التوسعية
قد عُرف لدي الغرب باسم سليمان العظيم - The Great .
كما عرف لدى الشرق بإسم : ( سليمان القانوني ) ، وذلك نظراً لما قام به من إصلاح في النظام القضائي العثماني.
وقد أصبح سليمان حاكمًا بارزًا في أوروبا في القرن السادس عشر الميلادي ، يتزعم قمة سلطة الدولة الإسلامية العسكرية والسياسية والاقتصادية.
ولقد قام سليمان القانوني ، بقيادة الجيوش العثمانية لغزو المعاقل ، والحصون المسيحية في بلغراد ورودوس وأغلب أراضي مملكة المجر قبل أن يتوقف في حصار فيينا في عام 1529م ، وقد ضم أغلب مناطق الشرق الأوسط في صراعه مع الصفويين ومناطق شاسعة من شمال أفريقيا ، حتى الجزائر تحت حكمه ، سيطرت الأساطيل العثمانية ـ على بحار المنطقة من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر حتى الخليج.
في خضم توسيع الإمبراطورية ، أدخل سليمان إصلاحات قضائية تهم المجتمع المجتمع ، والجباية والقانون الجنائي.
وقد قام بتحديد قانون يُشكل صورة الإمبراطورية لقرون عدة بعد وفاته.
لم يكن سليمان شاعراً وصائغاً فقط بل أصبح أيضاً راعياً كبيراً للثقافة ومشرفاً على تطور الفنون ، والأدب ، والعمارة في العصر الذهبي للإمبراطورية التركية العثمانية.
كان السلطان القانوني يجيد التحدث بأربع لغات هي :العربية والفارسية والصربية والجغائية ـ والتي هي خليط من مجموعة اللغات التركية المرتبطة باللغات الأوزبكية والأويغورية ، ويعتبر بعض المؤرخين هذا السلطان أحد أعظم الملوك لأن نطاق حكمه ضم الكثير من عواصم الحضارات الأخرى نذكر منها : أثينا ، وصوفيا ، ودمشق ، وإسطمبول ، وبودابست ، وبلغراد ، والقاهرة ، وبوخارست ، وتبريز ، والجزائر ، وغيرها.
الوفاة
وقد خلفه على العرش إبنه السلطان " سليم الثاني ".
( ختام
الفصل الخاص بتاريخ الملوك المعاصرون للخدمة )
بعد أن قضى على الكرسي الباباوي المرقسي مدة : 39 سنة ، و11 شهــــراً ، و26 يومــاً ، تنيح البابــــا : " يوحنا الثالث عشر " - بسلام - في يـوم 11 أمشير 1240 للشهداء - 5 فبراير 1524 للميلاد .
إرسال تعليق