أحدث المواضيع
U3F1ZWV6ZTQ4NjU0ODU1Mjc4NzIwX0ZyZWUzMDY5NTY4OTkzNzEzNA==
أحدث المواضيع
أحدث المواضيع

التاريخ المخفي للإسلام | عصر المماليك | دولة المماليك البرجية | سلاطين المماليك البرجية | نهاية دولة المماليك | موسوعة مصر عبر العصور



تابع : مصر في عصور الإحتلال

ثالثاً – مصر في عصر الإسلام

[ عصر المماليك ]

أولاً دولة المماليك البرجية ( الشركسية ) وحكمها في مصر




مقدمة
يُطلق مسمى : المماليك البرجية أو مماليك البرج أو مماليك الحصن ، على لواء (من المماليك الجراكسة ) ، كان مُقيماً في القلعة منذ جنٌده قلاوون منذ مايقرب من مائة عام من وصولهم للحكم 1382 ميلاديه 787 هـ. 
وقد بدأ حكم المماليك البرجية بالسلطان الظاهر برقوق ، وإنتهى بالسلطان الأشرف طومان باي الذي هزمه العثمانيون في معركة الريدانية ، وأُعدِمَ شنقاً بباب زويلة في سنة 922هـ - و الذي يوافق 1516م.
أما ما عُرِف بإسم : الدولة المملوكية البرجية ، أو الدولة المملوكية الشركسية (أو الجركسية) ، فهو يمثل الفرع الثاني للدولة المملوكية فى مصر ، والذي بدأ في الظهور بعد الدوله المملوكية البحرية ، وتحديداً في أعقاب نهاية سلطنة الظاهر برقوق - أول سلاطين الدولة البرجية في مصر ، والتي إستمرت من عام 1381 م ، حتى فتح الدولة العثمانية لمصر في عام 1517م . تسببت تمردات الشام وكترة غارات العربان واعتداءاتهم على القرى المصرية وبالتالي تدمير البنية الزراعية في مصر والنزاعات بين الأمراء في إضعاف الدولة. 
ويعود السبب في تسميتهم بالدولة البرجية ، لأن مماليكها كانوا يسكنون أبراج قلعة الجبل لكن هناك رأي آخر يقول أن أبراج القلعة كانت للحراسة وليست للسكن وكانوا ينتسبون لقبيلة " برج " الشركسية التي يقال أن السلطان المنصور قلاوون - الذي كان من المماليك البحرية - كان في الأصل منها. 
وتُسمى " شركسية " - أو" جركسية " - لأن مماليكها كانوا من الشركس ، سكان المرتفعات الجنوبية في بلاد القبجاق ، وهذه منطقة ما بين البحر الأسود ، وبحر قزوين ، كانت تُأسر منهم أعداد كبيرة وقت الغارات والحروب ، وإشترى السلطان قلاوون أعداد كبيرة منهم وسكنهم في قلعة الجبل حتى يبعدهم عن المماليك التركيين ( تركيين بمعنى عام وليسوا أتراك تركيا )، وأعطى مناصب لعدد منهم مثل " السلحدارية " ( ماسك السلاح ) و" الجقمقدارية " ( المسؤول عن ملابس السلطان )، " الجاشنكيرية " ( ذواق طعام السلطان ) و" الأوشاقية " ( مسؤول ركوب السلطان للأحصنة للمتعة والرياضة). استخدام تسمية " البرجية " أصح من " الشركسية " لأن من جهة لفظ شركسية يشير لجنس وليس لنظام سياسة ، ومن جهة أخرى هناك سلاطين من أصول شركسية حكموا في فترة دولة المماليك البحرية.
   
بداية عصر السلطنة المملوكية 
تميز عصر الدولة المملوكية البرجية بتولي عدد كبير من الأطفال للسلطنة ، وكان أصغرهم المظفر أحمد بن شيخ الذي بلغ من العمر أقل من سنتين. 
تُسمى الفترة التي جلس فيها الأطفال على العرش فترة حكم الأوصياء ، وتميز أيضاً بحدوث تمردات كثيرة في الشام التي ظلت عبئاً على مصر والدولة المملوكية ، وكانت حصيلتها إستنزاف مصر ، وإضعاف الدولة المملوكية وإيصالها لنهايتها بعدما إستولى العثمانيون بالخيانات والمؤامرات على الشام عام 1516 م ، وعلى مصر ذاتها بعد عام واحد.
لم يكن لسلاطين الدولة البرجية بوجهٍ عامٍ نفوذٌ مطلقٌ فكانوا يتعرضون للخلع، وكان المماليك يتمردون عليهم من وقت لآخر ويحاصرون القلعة ويهددون السلطان، حتى عندما كان يضطر السلطان للهرب كما حدث للسلطان احمد بن اينال والسلطان الظاهر قانصوه الأشرفي. معظم السلاطين المعزولين كانوا أطفالاً يوصي أباؤهم السلاطين قبل وفاتهم لهم بالسلطنة ، فكان هؤلاء الأطفال السلاطين مجرد دمى في أيدي الأوصياء، والوصي في العادة كان الأتابك وكان يقوى مركزه ويأخذ الأمراء في صفه ويستولي على السلطة الفعلية ، ويظل يرتب وينظم أوضاعه حتى يتمكن من خلع السلطان الطفل كما حدث مع السلطان " جمال الدين يوسف بن برسباى " .
كانت العادة أن كل سلطان جديد كان يقوى مركزه ويثبت نفسه على العرش عن طريق الإغداق على رجال الدولة وخاصةً أنصاره بالمنح والهدايا والإقطاعات و" نفقة البيعة " التي كانت نقود تُصرف على رجال الجيش ، كلٌ حسب رتبته.
الخليفة العباسي في القاهرة كان ضروريا حيث كان يعطي الموافقة للسلطان وبالتالي شرعية الحكم ، لكن رغم ذلك كان الخليفة مجرد صورة يتحكم بها السلطان يستطيع إبقائه أو عزله وقتما يريد ، فقد عزل السلطان الظاهر سيف الدين برقوق الخليفة " المتوكل على الله " وعين مكانه " الواثق بالله " والسلطان " إينال " عزل الخليفة العباسي حمزة القائم بأمر الله وسجنه .
ولقد كان للدولة المملوكية البرجية إنجازات ثقافية وعمرانية ، حيث ينتمي إليها المؤرخين : إبن تغرى بردي ، وإبن إياس ، ويعتبر جامع المؤيد الذي بناه السلطان المؤيد أبو النصر شيخ المحمودي ، من أجمل آثار القاهرة التي ترجع لعصر دولة المماليك البرجية .


التفوٌق العسكري للمماليك 
لقد كانت التحديات العسكرية التي واجهت دولة المماليك البحرية ، كانت أضخم بكثير من التحديات التي واجهتها دولة المماليك البرجية ، فالبحرية حاربوا بنجاح الصليبيين والمغول في نفس الوقت ، وظهر منهم قادة كبار مثل الظاهر بيبرس وسيف الدين قطز والمنصور قلاوون والأشرف خليل والناصر محمد بن قلاوون. 
وقد شهدت بداية حكم البرجيين تهديدات من المغول بقيادة تيمورلنك لكن كانت الدولة ما تزال قوية وإستطاع الظاهر برقوق أن يواجه الموقف ، ويجعل تيمورلنك يخشى مواجهة الدولة المملوكية.
خرج من بين الخمسة والعشرين سلطاناً برجياً ، تسعة سلاطين إمتازوا بالقوة على مدار 130 عاماً وهم : -

الظاهر سيف الدين برقوق

الناصر فرج

المؤيد شيخ

سيف الدين برسباي

سيف الدين جقمق

الأشرف إينال

الظاهر خشقدم

الأشرف قايتباي

قانصوه الغوري

أما الستة عشر سلطاناً الآخرين ـ فقد حكموا حوالى تسعة أعوام فقط وهم : الخليفة العباسي العباس المستعين بالله والمظفر أحمد بن شيخ وسيف الدين ططر والصالح محمد والعزيز يوسف والمنصور عثمان والمؤيد أحمد والظاهر بلباي والظاهر تمر بغا وأبو السعادات محمد والظاهر قانصوه الأشرفي والعادل طومان باي والأشرف طومان باى.
ولقد كان السلطان الأشرف برسباى من السلاطين البرجية الأقوياء ، فغزا قبرص ودمر مدنها كإنتقام للحملة الصليبية على الإسكندرية التي قام بها ملك قبرص بيير دو لوزينان بالفرنسية :Pierre de Lusignan  عام 1365م ، ولكن مع تفشي تمردات ، ومؤامرات الشام وتنافس الأمراء وغارات العربان على القرى المصرية ضعفت الدولة البرجية ، وتُعرف تلك الفترة التي تبدأ بالسلطان الناصر ناصر الدين محمد بن قايتباي من عام 1496م بفترة سلاطين الضعف والفوضى.


1- الظاهر سيف الدين برقوق بن أنس اليبغاوى
 1382 - 1399م

تاريخ الحكم

هو اول سلاطين الدوله المملوكيه البرجيه (الشركسيه) و مؤسسها. اتلقب بـ " العثمانى " نسبه لأستاذه الاول الخواجا " فخر الدين عثمان " و اتلقب " اليلبغاوى " نسبه لأستاذه التانى الامير " يلبغا الخاصكى ". كان فى الاصل اسمه " الطنبغا " لكن الامير يلبغا سماه " برقوق " بسبب جحوظ عينيه. 
وقد لُقِبَ بـ " المسلم " بإعتباره أول السلاطين البرجيه الذي لم يتولى فيها السلطنة أحداً قبله ، وكان ابوه مسلم. 
وقد تولى السلطان سيف الدين برقوق الحكم مرتين ـ الأولى خلال فترة حكم دولة المماليك البحريه من 1382 إلى 1389م  ، والثانية كأول سلطان لدولة المماليك البرجيه من 1389 ل 1398م.

مسجد ومدرسة السلطان الظاهر برقوق في منطقة المعز
القاهرة الفاطمية


2 - الناصر فرج بن برقوق
 1399 - 1405م

تاريخ الحكم
هو الناصر فرج بن برقوق (1399 - 1405) م ، وهو الملك الناصر زين الدين "  أبو السعادات " ، سلطان مملوكياً ، تولى عرش مصر بعد وفاة والده وعمره 13 عاما وتكررت معه مأساة أبيه ، حيث تنحى عن العرش ، ثم عاد إليه ، وسادت الفتن و الاضطرابات في عهده وحدث قحط عام في البلاد مصحوبا بالوباء ، مما أدى إلى وفاة ثلث السكان وفي النهاية ثار ضده أمراء سوريا بزعامة الأمير شيخ الذي هزم السلطان في بعلبك واستولى على القاهرة ، وإنتهى امر السلطان فرج بالقتل وتولى مكانه الخليفة المستعين باللّه أبو الفضل العباسي كحل مؤقت ، إتفق عليه أمراء المماليك ، وذلك في سنة 815 هجرية.

لوحة يرجع تاريخها إلى السلطان الناصر بن برقوق


3 - المنصور عبد العزيز بن برقوق
 14051405م

تاريخ الحكم
بينما تولى السلطنة في مصر سنة 808هـ/1405م - سلطان مملوكي ، قام السلطان المنصور عبد العزيز بن برقوق 808هـ/1405م ، عند هروب أخيه السلطان الناصر فرج بن برقوق باخذ بيعه الأمراء السلطان عبد العزيز ، ولكن بسبب أحساس المماليك ، بتعاظم نفوذ بيبرس الأتابك ، حيث كان الوصي علي السلطان المنصور عبد العزيز بن برقوق مما عجل بعوده فرج المختفى إلى الظهور مرة أخرى بعد حوالى شهرين فعادت إليه السلطنة ، فتم عزل السلطان المنصور عبد العزيز بن برقوق .



2-2 - الناصر فرج بن برقوق
  .... - 1412  ،  1405 - 1412م

تاريخ الحكم
الناصر فرج بن برقوق (1399 - 1405)م ، وهو الملك الناصر زين الدين أبو "السعادات" ، سلطان مملوكي ، تولى عرش مصر بعد وفاة والده وعمره 13 عاماً وتكررت معه مأساة أبيه حيث تنحى عن العرش ، ثم عاد إليه وسادت الفتن و الاضطرابات في عهده وحدث قحط عام في البلاد مصحوبا بالوباء مما أدى إلى وفاة ثلث السكان ، وفي النهاية ثار ضده أمراء سوريا بزعامة الأمير شيخ الذي هزم السلطان في بعلبك واستولى على القاهرة ، وانتهى أمر السلطان فرج بالقتل وتولى مكانه الخليفة المستعين باللّه أبو الفضل العباسي كحل مؤقت ، إتفق عليه أمراء المماليك وذلك في 815 هجرية.


3 - أبو الفضل العباس المستعين بالله
 1390 - 1430 ، 1413 - 1412م

تاريخ الحكم
هو أبو الفضل العباس المستعين بالله بن المتوكل على الله الأول بن المعتضد بالله الثاني بن المستكفي بالله الثاني بن الحاكم بأمر الله الأول بن الحسين بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن الراشد بن المسترشد بالله بن المستظهر بالله بن المقتدي بن الإمام ذخيرة بن القائم بأمر الله بن القادر بن المتوكل على الله بن المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن المهدي بن أبو جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
وقد كان أصغر أبناء المتوكل على الله سنا فلما بلغ الحلم عهد إليه بولاية العهد وجعله ولي عهده في رجب سنة 1404م ، وعمره أربعة عشر سنة حتى توفي أبوه سنة 1406 م ، فبويع المستعين بالخلافة وعمره سبعة عشر سنة.
وأما عن عائلته فتتمثل في الآتي تباعاً :
أبوه: المتوكل على الله الأول.
أمه: باي خاتون.
أشقاؤه: المعتضد بالله الثالث ، المُستكفي بالله الثالث ، القائم بأمر الله الثاني ، المستنجد بالله الثاني.
وقد عاصر من الخلفاء - الخليفة المستعين بالله الثاني عهد الظاهر سيف الدين برقوق وكان صغير السن - فبالتالي - لم يشارك في الأحداث التي دارت في عهده ولم يشارك في بيعته الثانية عندما فر من السجن ، ولم يشارك في تأسيس الدولة المملوكية البرجية ولا في معركته مع تيمورلنك.
وقد عاصر المستعين العباسي عهد الناصر فرج فعاصر وشارك في الأحداث التي كانت في عهده وعاصر عهد نهاية حكم الناصر فرج وبداية حكم المنصور عبد العزيز.
في عهد المنصور عبد العزيز بن برقوق
شارك في عهد المنصور عبد العزيز وكان له دور كبير هو وأبوه في الأحداث التي دارت في عهده إلى أن قتل رغم قصر عهده.


رسم لجندي مملوكي من القرنين الخامس والسادس عشر الميلادي

عاد الناصر فرج للحكم مرة ثانية تعاقبها مقتل المنصور عبد العزيز و إنعدام الإستقرار وبداية ظهور الفتن في جسم الدولة والصراع بين الأمراء.
كانت الخلافة العباسية في مصر مجرد تعويض للخلافة العباسية في بغداد التي سقطت على يد هولاكو كان الخليفة العباسي المصري ـ مجرد رمز للدولة كان السلطان المملوكي العربي هو الخليفة الفعلي للدولة .


الدولة المملوكية في أقصى إتساع لها

وقد تولى الخلافة بعد موت أبيه سنة 1406 حتى عام 1412 كبقية الخلفاء العباسيين الصوريون إذ كانوا فقط رمزا للدولة أما حكامها الأصليون فهم سلاطين المماليك.
 كان عهد حكم السلطان الناصر فرج للمرة الثانية عهد أزمات وإضطربات وفي أواخر عهده تمردت مصر والشام وكذلك الأمراء فقرروا عزله وقتله وتعيين أبو الفضل العباس مكانه لتستقر أمور الدولة.
كان حكم أبو الفضل العباس حياة جديدة لدولة المماليك بعيدا عن الفِتَن والأزمات لذلك يسمون عصر أبو الفضل المستعين بالله عصر انتعاش الدولة المملوكي ، وعصر حياة جديدة لها.
بعد عودة الإستقرار والهدوء للدولة وعودتها لسابق عهدها ونهاية النزاع بين الأمراء قرر الأمراء عزله عن أمور الدولة وعزله عن الخلافة كذلك فخلعوه عن الخلافة والحكم وكان ذلك عام 1413م.

أهم الأحداث في عهده :
1406م  وفاة العالم المسلم ابن خلدون.
1412م ميلاد السلطان المملوكي قايتباي.
1413م وفاة ملك إنكلترا هنري الرابع واعتلاء ولي عهده هنري الخامس عرش إنكلترا.
1413م اعتلاء محمد الأول عرش الدولة العثمانية.
هذا - ويعتبر أن هناك عشرة خلفاء عباسيين حكموا فعليا لا إسميا وهم كالتالي:
بعد خلع وعزل المستعين خلفه السلطان المملوكي المؤيد فأرسله إلى الإسكندرية وسجنه بالسجن ثمان سنوات وجعل أخاه المعتضد بالله الثالث الخليفة بعده ، حتى توفي المؤيد فتحرر فقضى المستعين بالله بقية حياته بالإسكندرية حتى توفي بها سنة 1430 بمرض الطاعون بعمر أربعين سنة وقد حكم سبع سنين.


4 - المؤيد أبو النصر شيخ المحمودي
1413 - 1412 م  ، .....  - 1421م

تاريخ الحكم
السلطان الملك المؤيد أبو النصر شيخ المحمودي الشركسي، حاكم مملوكي، قدم من الشام إلى القاهرة وعمره 12 عاما، وكان ذكيا جميل الصورة فعينه السلطان فرج بن برقوق في الحرس السلطاني ثم جعله أميرا للحج ثم نائبا للشام.
تولّى الخليفة العباسي المستعين بالله الحكم بعد مقتل السلطان فرج بن برقوق لمدة ستة أشهر ثم عين الأمير شيخ المحمودي نائبا للملك في 8 ربيع أول 815 هـ ثم عيّنه شريكا في المُلك ولقّبه بالملك المؤيد ثم استطاع الملك المؤيد الانفراد بالسلطنة في أوائل عام 815 هـ / 1412م، وأبعد الخليفة العباسي المستعين إلى الإسكندرية وعين أخاه داوود خليفة مكانه في عام 818 هـ.
أخمد فتنة الأمير نوروز في دمشق بجيش قاده بنفسه مرتين وفتك بعدد كبير من خصومه ومناوئيه وقضي علي جميع الشيعة ونفي المتبقين لكي لا يحدِثُوا فتنة طائفية. زحف في حملة عسكرية قوية على سوريا وآسيا الصغرى في ربيع 817 هـ/1814 م فإستعاد طرطوس وما جاورها من العثمانيين ، ثم زار القدس. 
وقد أرسل إبنه إبراهيم عام 822 هـ على رأس حملة عسكرية لاسترجاع ما احتله التركمان في شمال الشام فوفِّق إبراهيم في حملته وتوغّل في فتوحاته حتى مدينة قيسارية وقونية وعاد يسوق أمامه مئات الاسرى ولكنه توفي بعد فترة قصيرة من عودته الظافرة تلك.


مسجد المؤيد شيخ - خلف حارة باب زويلة


وقد مرض السلطان الملك المؤيد عام 824 هـ وتوفي في 9 محرم 824 هـ / 1421م بعد حكم دام ثمانية سنوات وخمسة أشهر. ترك عدة آثار معمارية من أشهرها وأكبرها مسجد المؤيد قرب باب زويلة وهو من آيات الفن الهندسي البديع ذو النقوش الرائعة ، ثم البيمارستان المؤيدي قرب القلعة وغيرها من الآثار.
كان السلطان الملك المؤيد شيخ ملكاً شُجاعاً مُهاباً مِقداماً ، عارفاً بالحروب جوادا مُحِبا لأهل العلم مُبجِّلا للشرع مُذعنا له ، وكان موسيقاراً بارعاً وخطيباً ، بسيط الملبس والمعيشة يختلط بالشعب كأنه منهم. 
كان ملكاً قوياً ، فسيطر على أرض الشام والعراق وأرض الحجاز وأجزاء من اليمن وأجزاء من ليبيا والسودان وكان خليفة المسلمين ، ولكن كان متواضعاً جداً وكان يعيش حياة بسيطة.


5 - المظفر أحمد بن الشيخ
 -  1421 1421م

تاريخ الحكم
هو الملك المُظفر شهاب الدين أبو السعادات أحمد ابن المؤيد شيخ (ولد في القاهرة في سنة 1420) م ، سلطان مصر وسابع سلاطين دولة المماليك البرجية (الشركسية). وكان أصغر سلطان في تاريخ مصر وثانى أصغر من جلس على عرش مصر (بعد الملك أحمد فؤاد الثاني) ، فقد جلس على عرش مصر سنة 1421 لمدة ثمانية أشهر ولم يكمل سنتين من العمر بعد وفاة أبيه السلطان أبو النصر شيخ المؤيد أبو نصر شيخ. 
كانت أمه تسمى : " سعادات " . 
وبعد وفاة السلطان أبو نصر شيخ سنة 1421م ، إتفق الامراء على تنصيب ابنه الرضيع شهاب الدين أبو السعادات أحمد. 
وقد وصف المؤرخ إبن إياس الحدث فقال : " لم يقع لأحد من أبناء الملوك بمصر أن تسلطن وهو في هذه السن ". 
ثم حدث أن أتي الأمراء بأبي السعادات ، وأركبوه حصاناً وهو يبكي ، وأجلسوه على عرش السلطنة وهو على حجر مرضعة ، ولما دقت الكوسات فجاءه في حفلة التنصيب فزع الطفل وغشي عليه وأصابه حول في عينيه فضل ملازمه طول حياته.
الأمير "الطنبغا القرمشي" عـُين وصياً على السلطان الرضيع، لكن لأنه كان في تجريدة في الشام قام الأمير ططر بمهمة الوصي حتى يرجع ، لكن ططر كان أميراً قوياً وله نفوذ كبير فعزل بعد فترة " الطنبغا " وتزوج " سعادات " أم السلطان الرضيع ولما ثار النواب في الشام عليه أخذ السلطان أبو السعادات وذهب به إلى الشام يحاربهم وبعد ما غلبهم ، خلعه وتسلطن مكانه ـ وطلـّق " سعادات " في اليوم التالي خوفاً منها. الظاهر ططر كان هو الحاكم الفعلي لمصر.
وقد جلس شهاب الدين أبو السعادات على عرش مصر ثمانية أشهر. 
ويقول المقريزى عن خلعه : " فما كان أغناه عن هذه السلطنة ، ما إستفاد منها إلا الحول في عينيه ".


6 - الظاهر سيف الدين ططر
- 1421 1421م


تاريخ الحكم
هو سلطان من المماليك البرجية حكم مصر في سنة 1421 م.
وليس لدينا من المعلومات الكثير عن حكمه .


7 - الصالح ناصر الدين محمد بن ططر
- 1421 1422م


تاريخ الحكم
هو السلطان الصالح ناصر الدين محمد بن ططر - as-Salih Nasir-ad-Din Muhammad ، هو أحد سلاطين المماليك البرجية ، وقد حكم مصر في الفترة (1421 - 1422) م .


8 - الأشرف سيف الدين برسباي
- 1422 1438م

تاريخ الحكم
هو الأشرف سيف الدين برسباي ( ذي الحجة 841هـ/ مايو 1437 ) هو السلطان الثاني والثلاثون في ترتيب سلاطين دولة المماليك. تولِّي السلطان "برسباي" عرش دولة المماليك، 1 أبريل 1422م = 8 ربيع الآخر 825هـ. ويُعدّ من عظام سلاطين الدولة المملوكية، وعلى يديه فُتحت قبرص .


عملة من عصر السلطان الاشرف أبو النصر برسباي


لقد إصطلح المؤرخون على تقسيم تاريخ دولة المماليك التي حكمت مصر والشام والحجاز إلى عصرين : عصر دولة المماليك البحرية (648- 784هـ = 1250- 1381م) نسبة إلى بحر النيل ؛ حيث إختار السلطان الصالح "نجم الدين أيوب" جزيرة الروضة في وسط النيل لتكون مقرا لمماليكه ، أما العصر الآخر ؛ فأُطلق عليه " عصر دولة المماليك الجراكسة " - أو المماليك البرجية (784- 922هـ = 1382- 1517م) - نسبة إلى بلاد الشركس الذين جُلبوا منها إلى مصر ، أو نسبة إلى برج قلعة القاهرة ، حيث كانوا يقيمون في ثكنات حوله.
وقد إتسمت الفترة الثانية بأن بلغت دولة المماليك أقصى اتساع لها في القرن التاسع الهجري، فأضافت إلى رقعتها جزيرة قبرص ، وكانت تمثل خطرا داهما على نفوذها، وحاولت أن تضم "رودس" حتى تقضي على الحروب الصليبية تماماً ، بعد أن انتقل نشاطها من الشام إلى البحر المتوسط، لكنها لم تفلح في ضم رودس ، كما بسطت نفوذها على أعالي الفرات، وأطراف آسيا الصغرى، وهو ما جعلها تتبوأ مكانة رفيعة في العالم الإسلامي.
بدأ "برسباي" حياته مثل آلاف المماليك الذين يُجلبون إلى مصر، ويتلقون تعليماً شرعياً وتربية خاصة في فنون الحرب والقتال، ثم يلتحقون بخدمة السلاطين، وكبار الأمراء، وترتقي ببعضهم مواهبهم وملكاتهم إلى المناصب القيادية في الدولة، وقد تسعدهم الأقدار فيصعدون إلى سدة الحكم والسلطنة، فيصبحون ملء الأسماع والأبصار ، وتتطلع إليهم الأفئدة والقلوب، بعد أن كانوا مجهولي النسب، مغموري الأصل ، ولكن رفعتهم همتهم أو ذكاؤهم وحيلتهم.
كان برسباي مملوكا للأمير "دقماق المحمدي" نائب "ملطية"، الذي اشتراه من أحد تجار الرقيق، ومكث في خدمته زمنا، ولقب بالدقماق نسبة إليه، فأصبح يعرف ببرسباي الدقماقي، ثم أهداه سيده إلى السلطان " الظاهر برقوق " سلطان مصر، فأعتقه، وجعله من جملة مماليكه وأمرائه، وبعد وفاة السلطان برقوق تقلّب في مناصب متعددة في عهد من خلفه من السلاطين، حتى نجح في إعتلاء عرش السلطنة في (8 من ربيع الآخر 825هـ = 1 من إبريل 1422م) ، وهو السلطان الثامن في ترتيب سلاطين دولة المماليك الجركسية ، والثاني والثلاثون في الترتيب العام لسلاطين دولة المماليك.
وقد نجح السلطان برسباي في الفترة التي قضاها في الحكم -وهي نحو سبعة عشر عاما- في إشاعة الأمن والاستقرار ، والقضاء على الثورات والفتن ، التي شبت في البلاد، والضرب على أيدي الخارجين على النظام، كما فعل مع ثورة طائفة المماليك الأجلاب، وهم الذين جاءوا إلى مصر كبارًا، وكانوا قد عاثوا في الأرض فسادًا لتأخر رواتبهم في عامي (835هـ = 1431م) ، (838هـ = 1434م) ، وقد مكّنه ذلك الاستقرار الذي نعمت به البلاد من القيام بغزو جزيرة قبرص.
ولقد إتخذ القبارصة من جزيرتهم مركزًا للوثوب على الموانئ الإسلامية في شرق البحر المتوسط وتهديد تجارة المسلمين ، فقام "بطرس الأول لوزنيان" ملك قبرص بحملته الصليبية على الإسكندرية في سنة (767هـ = 1365م)، وأحرق الحوانيت والخانات والفنادق، ودنس المساجد وعلق القبارصة عليها الصلبان، واغتصبوا النساء ، وقتلوا الأطفال والشيوخ، ومكثوا بالمدينة ثلاثة أيام يعيثون فيها فسادا، ثم غادروها إلى جزيرتهم، وتكررت مثل هذه الحملة على طرابلس الشام في سنة (796هـ = 1393م).
وظلت غارات القبارصة لا تنقطع على الموانئ الإسلامية، ولم تفلح محاولات سلاطين المماليك في دفع هذا الخطر والقضاء عليه، وبلغ إستهانة القبارصة بهيبة دولة المماليك وإغترارهم بقوتهم أن إعتدى بعض قراصنتهم على سفينة مصرية سنة (826هـ = 1423م) ، وأسروا من فيها ، ولم تفلح محاولات السلطان برسباي في عقد معاهدة مع "جانوس" ملك قبرص ، تَضْمن عدم التعدي على تجار المسلمين.
وتمادى القبارصة في غرورهم، فاستولوا على سفينتين تجاريتين، قرب ميناء دمياط، وأسروا من فيهما ، وكانوا يزيدون على مائة رجل، ثم تجاوزوا ذلك ، فإستولوا على سفينة محملة بالهدايا كان قد أرسلها السلطان برسباي إلى السلطان العثماني "مراد الثاني"، عند ذلك لم يكن أمام برسباي سوى التحرك لدفع هذا الخطر، والرد على هذه الإهانات التي يواظب القبارصة على توجيهها لدولة المماليك، واشتعلت في نفسه نوازع الجهاد، والشعور بالمسئولية، فأعد ثلاث حملات لغزو قبرص، وذلك في ثلاث سنوات متتالية.
خرجت الحملة الأولى في سنة (827هـ = 1424م)، وكانت حملة صغيرة نزلت قبرص، وهاجمت ميناء "ليماسول"، وأحرقت ثلاث سفن قبرصية كانت تستعد للقرصنة، وغنموا غنائم كثيرة، ثم عادت الحملة إلى القاهرة.
شجع هذا الظفر أن يبادر برسباي بإعداد حملة أعظم قوة من سابقتها لغزو قبرص، فخرجت الحملة الثانية في رجب (828هـ = مايو 1425م) مكونة من أربعين سفينة، واتجهت إلى الشام، ومنها إلى قبرص، حيث نجحت في تدمير قلعة ليماسول، وقُتل نحو خمسة آلاف قبرصي، وعادت إلى القاهرة تحمل بين يديها ألف أسير، فضلاً عن الغنائم التي حُملت على الجمال والبغال.
وفي الحملة الثالثة استهدف برسباي فتح الجزيرة وإخضاعها لسلطانه، فأعد حملة أعظم من سابقتيها وأكثر عددا وعُدة، فأبحرت مائة وثمانون سفينة من رشيد في (829هـ = 1426م)، واتجهت إلى ليماسول، فلم تلبث أن استسلمت للقوات المصرية في (26 شعبان 829هـ = 2 يوليو 1426م)، وتحركت الحملة شمالا في جزيرة قبرص، وحاول ملك الجزيرة أن يدفع القوات المصرية، لكنه فشل وسقط أسيرا، واستولت القوات المصرية على العاصمة "نيقوسيا"، وبذا دخلت الجزيرة في طاعة دولة المماليك.
وقد إحتفلت القاهرة برجوع الحملة الظافرة التي تحمل أكاليل النصر، وشقّت الحملة شوارع القاهرة التي احتشد أهلها لاستقبال الأبطال في (8 شوال 829هـ = 14 أغسطس 1426م)، وكانت جموع الأسرى البالغة 3700 أسير تسير خلف الموكب، وكان من بينها الملك جانوس وأمراؤه.
وقد إستقبل برسباي بالقلعة ملك قبرص، وكان بحضرته وفود من أماكن مختلفة، مثل: شريف مكة، ورسل من آل عثمان، وملك تونس، وبعض أمراء التركمان، فقبّل جانوس الأرض بين يدي برسباي، واستعطفه في أن يطلق سراحه، فوافق السلطان على أن يدفع مائتي ألف دينار فدية، مع التعهد بأن تظل قبرص تابعة لسلطان المماليك، وأن يكون هو نائبا عنه في حكمها، وأن يدفع جزية سنوية، واستمرت جزيرة قبرص منذ ذلك الوقت تابعة لمصر، حتى سنة (923هـ = 1517م) التي سقطت فيها دولة المماليك على يد السلطان العثماني "سليم الأول " .
ارتبطت مصر في عهد برسباي بعلاقات ودية مع الدولة العثمانية، وتبادل التهنئة، فأرسل مراد الثاني بعثة في سنة (827هـ = 1423م) إلى القاهرة لتهنئة برسباي بالسلطنة، كما بعث إليه ببعثة مماثلة حين حقق برسباي انتصاره التاريخي على القبارصة، وقضى على خطرهم، وقد شهدت هذه البعثة الاحتفالات التي أقيمت في القاهرة ابتهاجا بعودة الجيش الظافر، وحضرت مقابلة السلطان برسباي في القلعة لجانوس وهو في أغلاله بعد هزيمته المنكرة وسقوط جزيرته.
وفي عهد السلطان برسباي تأزمت العلاقات بينه وبين الدولة التيمورية في فارس، وكان "شاه رخ" قد بعث إلى السلطان المملوكي يطلب منه إرسال بعض المؤلفات لعلماء مصر البارزين، مثل: فتح الباري لابن حجر، وتاريخ المقريزي، وأن يسمح له بكسوة الكعبة المعظمة، غير أن السلطان رفض، بل ولم يرسل له الكتب التي طلبها، ولم ييأس الشاه من الرفض فعاود الطلب والرجاء، وكان برسباي يرى أن كسوة الكعبة حق لسلاطين مصر لا يشاركهم في هذا الشرف أحد.
وكان من شأن هذا التوتر أن ساءت العلاقات بين السلطانين، واستعد كل منهما للآخر، وهنا يُذكر لعلماء مصر موقفهم الشجاع من برسباي حين أراد فرض ضرائب على الناس للإعداد للحملة الحربية؛ إذ رفضوا تصرفه، وانتقدوا إسرافه، وقالوا له: لا يجوز للسلطان أن يفرض الأموال على المسلمين، وزوجته تلبس في يوم ختان ابنها ثوبا يساوي ثلاثين ألف دينار.
اعتمدت الحياة الاقتصادية في العصر المملوكي على التجارة والصناعة والزراعة، غير أن التجارة استأثرت بالنصيب الأكبر في الاقتصاد المملوكي؛ حيث كانت التجارة العالمية تمر عبر حدود الدولة المملوكية، وقصد التجار الأوروبيون موانئها للشراء والبيع ، الأمر الذي عاد على الدولة بالخير الوفير.
وقد إتخذ السلطان برسباي عدة إجراءات لتنشيط حركة التجارة وترغيب التجار بشتى الطرق للنزول في الموانئ التابعة لدولته، فخفض الرسوم المفروضة على التجار في بعض الموانئ كميناء جدة، وأسبغ حمايته على التجار، وأمّن بضاعتهم من السلب والنهب، ودعّم علاقاته مع دول أوروبا ومدنها، فعقد معهم الاتفاقيات التجارية التي أسهمت في انتعاش حركة التجارة معهم.
وضرب السلطان الدينار الأشرفي ليكون أساس التعامل التجاري، وأبطل التعامل بالنقد البندقي والفلورنسي، وشجع الناس على استعمال نقوده التي سكّها بأن رفع سعرها ليكون لها قوة شرائية كبيرة تدفع إلى التعامل بها.
غير أن السلطان احتكر تجارة بعض السلع: كالسكر، والفلفل، والأقمشة الواردة من الموصل وبعلبك، وهو ما أدى إلى ارتفاع سعرها ومعاناة الناس في شرائها.

وامتدت همة السلطان برسباي إلى العناية بالزراعة، فأمر بحفر الخليج الناصري بعد أن كاد يطمر، وعُني ببناء الجسور، وإقامة القناطر، وإصلاح ما تهدم منها، ونظرا لهذه الرعاية، فلم تتعرض المحاصيل للهلاك بسبب نقصان المياه طوال المدة التي قضاها في الحكم.
وبعد أن قضى السلطان برسباي في الحكم نحو سبعة عشر عاما، تُوفي في (ذي الحجة 841هـ = مايو 1437م)، بعد أن ارتبط اسمه بالجهاد ضد الصليبيين، وأضاف إلى دولته جزيرة قبرص، وهو ما أضفى على سلطنته رونقًا وشهرة.
فبعد أن قضى في الحكم نحو سبعة عشر عاما،طلب الإقالة من نيابة مدينة حلب، وان يقيم ب دمشق ،فأجيب إلى ذلك واعفي منها ثم خرج من حلب قاصدا دمشق وهو مستضعف ، فتوفي بمنزلة سراقب. 
بالقرب من حلب ، فغُسِلَ وكُفِن وأحضر إلى دمشق في تابوت ، ثم وضع في نعش وصلي عليه بجامع يبلغا ودفن في الجامع المذكور .

مدرسة الأشرف برسباي – الخانكة


9 - العزيز جمال الدين يوسف بن برسباي
- 1438 1438م


تاريخ الحكم
السلطان الملك العزيز جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن الأشرف برسباى، سلطان الدولة المملوكية البرجية (الشركسية) الحادي عشر. حكم سنة 1438 لمدة ثلاثة شهور وهو في سن الرابعة عشر. وهو ابن السلطان الكبير " الأشرف برسباى " وامه الجارية " جلبان ".
بعد ما مرض السلطان الأشرف بارسباى وتقل عليه العيا اقترح عليه الأمرا انه يعتزل ويدى العرش لإبنه " يوسف " بسبب عدم استقرار الأحوار في مصر وهجمات العربان وفسادهم في البحيرة والصعيد زادت واستفحلت فوافق ومات بعدها.
أصبح جمال الدين يوسف سلطانا علي مصر وهو الرابعة عشر وسبعة أشهر وتلقب بـ " العزيز "، وعين الأمير جقمق في وظيفة " نظام الملك " بجوار وظيفته كأتابك العسكر.

حكم العزيز يوسف ثلاثة أشهر فقط، ففى يوم 7 سبتمبر 1438 قام الأمير " قرقماش القبانى " للأتابكى " جقمق " ، وإستدعى بقية الأمراء والخليفة العباسى المعتضد بالله الثالث في القاهرة والقضاة الأربعة ، وطلب منهم عزل الملك العزيز وتنصيب " جقمق " بدلاً منه ، فعزلوا العزيز وأرسلوه لكي يعيش في دار الحريم مع أمه في قلعة الجبل وأصبح "جقمق" بدلاً منه سلطانا علي مصر.


10 - الظاهر سيف الدين جقمق
- 1438 1453م

تاريخ الحكم

هو الظاهر سيف الدين جمقمق شركسي الأصل ، كان إشتراه ( الأشرف سيف الدين إينال العلائي) ـ وقدمه إلى الملك الظاهر برقوق، فأعتقه وإستخدمه.

عاش نيفا و80 سنة، وخلع بولده المنصور ، برغبة منه إليه، لشدة مرضه. ومات بعد خلعه باثني عشر يوماً.
وحبس في أيام الملك الناصر فرج ، ثم أطلق وولي أعمال في دولتي الملك المؤيد شيخ، والظاهر ططر، إلى أن كان (أتابك) العساكر في دولة الأشرف برسباي.
ولما مات الأشرف ، وولي إبنه العزيز يوسف استمر جقمق أتابك ومدبرا للدولة. وقام بعض المماليك ، فخلعوا العزيز ، وولوه السلطنة، فانتظم له الامر إلى أن توفي بالقاهرة.
كان وقتئذٍ أتابكاً للسلطنة وعمره 69 عاماً. 
وقد إستهل حكمه بالقضاء على الثورات الداخلية في السلطنة كثورة حلب وثورة الأمير قرقميش ، فاستتب له الأمر في الحكم دون إضطرابات داخلية .
حسّن علاقاته مع الممالك الإسلامية المجاورة ، فسمح لشاه رخ إبن تيمورلنك بكسوة الكعبة المشرفة من الداخل مما سبّب غضباً شعبيًا عاماً ، جعله يتراجع عن ذلك فيما بعد. كما تزوج إحدى أميرات آل عثمان ، وإحتفل بفتحهم الأعظم لمدينة القسطنطينية عام 1453م.
حاول إخضاع فتح جزيرة رودوس التي أصبحت قاعدة للفرسان الإسبتاريين الصليبيين بعد إخضاع جزيرة قبرص في عهد السلطان سيف الدين برسباي في عام1426م. وقد سيّر إلى الجزيرة ثلاث حملات بحرية حيث فشلت الحملة الأولى عام 1440م وفشلت الحملة الثانية في عام 1443م، ونجحت الحملة الثالثة بدخول الجزيرة وتدمير مدنها وإيقاع الخسائر الفادحة بين الفرسان الإسبتاريين مما أرغمهم على اللجوء لطلب عقد الصلح، فقبل السلطان جقمق ذلك وعادت جيوشه منتصرة.
 بعد الإنتصار العظيم للسلطان العثماني مراد الثاني على التحالف الصليبي في معركة ڤارنا في 10 نوفمبر 1444م في بلغاريا، وهزيمة الصليبيين هزيمة نكراء بذلك منهيا "حملة ڤارنا الصليبية" ، إمتد الإحتفال إلى العالم الإسلامي.
ففي الجمعة الأولى من وصول الخبر إلى القاهرة في 1 أبريل 1445، أمر السلطان سيف الدين جقمق بتلاوة اسم السلطان مراد الثاني، مُجاملةً، بعد اسم الخليفة العباسي، والدعاء لأرواح الشهداء العثمانيين في الأقطار المملوكية، وأُقيمت احتفالات النصر في مصر.
كان الظاهر جقمق ملكا عظيما جليلا دينا متواضعا كريما هدأت البلاد في أيامه من الفتن، وكان فصيحا بالعربية، متفقها، له مسائل في الفقه عويصة يرجع إليه فيها، وكانت فيه حدة وآذى بعض العلماء.
وقال عنه ابن تغري بردي: يخلط الصالح بالطالح والعدل بالظلم ومحاسنه أكثر من مساوئه.
كان السلطان الملك الظاهر جقمق محبّا للعلم والعلماء، وكان يكرم العلماء والأدباء، وكان يعطف على الأيتام ويحبهم ويحسن إليهم. كان متواضعا جواداً براً طاهر الفم، فقيها فاضلا شجاعا عارفا بأنواع الفروسية، ولم يُرى أحد من ملوك الدولة الأيوبية والتركية من هو على عفّته وعبادته.
كانت دراهم ودنانير "الأشرف برسباى" المعروفة بالدراهم والدنانير الأشرفية هي التي كانت متداولة لكن جقمق سك دراهم ودنانير جديدة اسماها " الظاهرية " سنة 1440 وأمر بمنع التعامل بالدراهم والدنانير الأشرفية فوقف البيع والشراء فاضطرت السلطات لأن تجمع الدراهم والدنانير الأشرفية من الناس بسعرها وروجوا بدلا منها دراهم ظاهرية وحولوا الدراهم الأشرفية لدراهم ظاهرية في "دار الضرب". كانت الدراهم الظاهرية جيدة السكة وكانت نسبة الفضة فيها 94.5% ووزنها كان ما بين 1.46 و1.89 جرام.
الأسماء والألقاب التي ظهرت على عملات جقمق هي : "السلطان الملك الظاهر أبو سعيد"، و"الملك الظاهر أبو سعيد" و"السلطان الملك الظاهر"، و"السلطان الملك". وظهر له دعاء: "عز نصره"، و"خلد الله ملكه " . 
وظهرت عملات خاطئة بألقاب "القاهر" و"ظاهر " بدل "الظاهر " .
قيل أنه تُوفي ولم يُقتل ، وقيل قُتل في القلعة عام 824هـ ودفن بتربته في المدرسة الجقمقية إلى جوار باب الجامع الأموي الشمالي بدمشق. وقيل أشتد المرض على السلطان جقمق في عام 1453م(857 هجري) فتنازل عن العرش لابنه فخر الدين عثمان، وتوفي في ليلة الثلاثاء 3 صفر 857 هـ بعد حكم دام 14 عاما وعشرة أشهر.


11 - المنصور فخر الدين عثمان بن جقمق
 -  1453 1453م

تاريخ الحكم
السلطان الملك المنصور أبو السعادات فخر الدين عثمان ابن الملك الظاهر جفمق محمد العلائي - (القاهرة ، ح 1430 - دمياط، 1484)، سلطان الدولة المملوكية البرجية (الشركسية) الثالث عشر، تولي حكم مصر في 1 فبراير سنة 1453 وهو في سن التاسعة عشر وحكم لمدة ثلاثة وأربعين يوما وتوفى في عهد السلطان قايتباي. كان ابن السلطان الظاهر جقمق.
السلطان الظاهر جقمق عندما مرض وأراض أن يعتزل الحكم فذهب الخليفة العباسي والقضاة الأربعة والأشرف سيف الدين إينال العلائي أتابك عسكر مصر والأمراء الكبار وخلع نفسه واستلم العرش إبنه فخر الدين عثمان. تولي عثمان الحكم بلقب " المنصور " في 1 فبراير سنة 1453م ، دون أن يعين له أبوه وصيا علي العرش إعتقاداً منه أنه سيحمي ابنه من الخلع والقتل. بعدما إنفض الموكب السلطاني وذهب إلي بيته في الحوش السلطانى ولم يدخل القصر مراعاة لأبيه. وإجتمع الأمراء اجتمعوا مع المنصور عثمان لمناقشة موضوع نفقات وهبات العسكر والجند الذين بايعوه علي الطاعة ولكنه أقسم لهم أن أباه لم يترك في الخزانة سوى ثلاثين ألف جينار وذلك كان شيئا غريبا بأن السلطان جقمق لم يترك سوي ثلاثين ألف دينار بالرغم من حكمه لمصر خمسة عشر عاماً. 
وطال حديثه معهم حتي أقنه معظمهم بمساعدتهم له ، فوافق معظمهم.
نقتوفي السلطان جقمق في ليلة 13 فبراير 1453 بعد إثني عشر يوما خلت من خلعه نفسه وحزن عليه الناس بسبب ورعه وتقواه وجوده وحلمه.
بدأ المنصور عثمان ينظم أموره ويضبط حال الدولة ولكنه قسي في معاملته مع الأمراء واعتقل علي عدد من الأمراء "المؤيدية" وقرب منه الأمراء "الأشرفية" فكرهه الأمراء المؤيدية واتحدوا ضده. وفي أوائل شهر مارس 1453 ثارت الجند والعسكر بسبب انه أعطاهم نفقاتهم وهباتهم من دنانير ودراهم مغشوشة (المناصرة) ، وإتفق الأمراء المماليك مع العسكر والجند وحاصروه في قلعة الجبل وانضم أتباعه من أمراء "الأشرفية" مع أمراء "المؤيدية" وذهبوا إلي بيت الأتابك إينال الأجرود وأجبروه لكي يمتطي فرسه وذهبوا به إلي قصر الخليفة العباسي في القاهرة فخلع المنصور عثمان وولي بدلا منه "إينال" وقامت معركة بين أتباع المنصور عثمان والأمراء المتمردين واستمرت لمدة سبعة أيام وانتهت بهزيمة المنصور عثمان فحاول أن يستعين بعربان الشرقية والبحيرة لكن "الأمير قاني بك" رفض التعاون معه ورد عليه قائلا {{اقتباس خاص|أنت عايز تجيب العربان يحكمونا..."وحاصروه في قلعة الجبل وقطعوا عنه المياة وقاوم حتي سيطر "إينال" علي باب السلسلة ونودي باسمه في جميع نواحي القاهرة وخطب له في المساجد والجوامع وقال المنادي في الأسواق أن الخليفة العباسي في القاهرة خلع المنصور عثمان ونصب إينال بدلا منه بالرغم من أنه لم ينصب في الأزهر ولم يجلس علي كرسي العرش.
وأرسل إينال الجند "الأشرفية" ودخلوا علي المنصور عثمان واعتقلوه هو وعدد من الأمراء "الظاهرية" وارتقي إينال للقلعة في يوم الإثنين 19 من مارس 1453 وأخرجوا المنصور عثمان من القلعة وهو مكبل بالأغلال وركبوه في حراقة أبحرت به للإسكندرية وسجن فيها وانتي حكمه بعد 43 يوم من توليته العرش.
ظل المنصور عثمان مسجون في الإسكندرية إلي عهد السلطان خشقدم الذي اطلق سراحه وأرسل له فرس وسمح له أن يعيش في الإسكندرية وظل فيها إلي أن اتعلي العرش السلطان قايتباي، وكان قايتباى من مماليك ابيه، فأمر ان يذهب له في القاهرة واستقبله احسن استقبال ى القلعة واكرمه وسمح له انه يعيش في القاهرة ، فعاش فيها فترة، وفي سنة 1469 ذهب للحج وبعدما رجع إلي مصر ، وقد مكث في القاهرة ، ثم ذهب لكي يعيش في دمياط وكان له حرية الإنتقال ، وكان دائم الزيارة للسلطان قايتباى في القاهرة، وإنشغل في دراسة الفقه إلي أن أصبح مفتي طبقة العلماء وله ولدين وبنت. 
وقد توفى المنصور عثمان في دمياط سنة 1484 م ، وهو في الخمسينات من عمره وأمر قايتباى بنقل جثمانه للقاهرة ودُفِنَ بجوار ابيه الظاهر جقمق.
السبب الرئيسى لخلع فخر الدين عثمان كانت الدنانير المغشوشة ناقصة القيمة التي كان اسمها " المناصرة" التي وزعها على عسكر الجيش ، والسبب أنه في سنة 1453 بدأ ناظر الخاص " يوسف " يسك تلك الدنانير لكي تدفع بيها مرتبات العسكر وأنقص منها قيراطين ذهب عن الدينار " الأشرفى " وضرب منها عدد كبير فغضب العسكر وتمردوا على الملك فخر الدين عثمان وحاصروا القلعة وخلعوه.



12 - الأشرف سيف الدين إينال العلائي
- 1453 1460م

تاريخ الحكم
هو السلطان الأشرف أبو النصر سيف الدين إينال العلائي الظاهري أو إينال هو السلطان الثاني عشر من دولة المماليك البرجية الشراكسة، بويع بالسلطنة بعد خلع الملك المنصور عثمان ابن الملك الظاهر جقمق في يوم الاثنين 8 ربيع أول عام 857 هـ.
ولقد تولّى عدة مناصب منها رأس نوبة ثاني ونائب غزة ونائب الرها في زمن السلطان برسباي عام 836 هـ ثم حضر إلى القاهرة وأصبح مقدم ألف ثم أصبح نائب صفد عام 840 هـ ، ثم عينه السلطان جقمق أتابكا عام 849 هـ.
أخمد سبع ثورات داخلية قامت بها الفئات المنافسة له من الأمراء. أرسل حملة حربية إلى بلاد التركمان بقيادة الأمير خوشقدم فأستولى على مدن طرطوس وأدرنة وكولك في عام 861 هـ فأرسل اليه أمير التركمان ابن قرمان اعتذارا وسأل السلطان العفو عن تحرشات إمارته السابقة وطلب عقد الصلح معه في عام 862 هـ.
من أعماله - أنه أنشأ أسطولاً بحرياً لدفع الفرنجة الذين حاولوا استعادة جزيرة قبرص من الحكم المصري كما حاصر جيشه مدينتي قونية وقيسارية ودمرهما. من آثاره بناؤه مدرسة إينال في الصحراء. وبناءه لحمام في مدينة القاهرة يعرف بحمام اينال لايزال موجوداً إلى الان.
وقد جدد مسجد الغمامة في المدينة المنورة في عهده.
توفي السلطان الأشرف إينال يوم الخميس 15 جمادى الأولى 865 هـ - بعد حكم دام ثمان سنوات وعمره 81 عاماً ، ودفن في مقبرته بالصحراء.
وقد قيل عنه وصفاً مضمونه : " كان السلطان إينال ملكاً هيناً لنا ، قليل الأذى ، لم يسفك دماً قط بغير وجه شرعي، ينقاد للشريعة الغراء ويحب العلماء ، ويُعتبر من خيار ملوك الشراكسة " .



13 - المؤيد شهاب الدين أحمد بن إينال
-  1460 1460م

تاريخ الحكم
لقد بدأ المؤيد أحمد مباشرةً في تنظيم أمور الدولة فأنعم على الأمراء بالوظائف وعين خشقدم الناصري أتابك محل نفسه لكن ظلت وظيفة شاغرة ، فكان يُريد أن يديها لصهره الأمير برد بك ، ولكن الأمير جاني بك الظريف طلب منه الوظيفة فرفض فمشى جانى بك من القلعة ، وهو حزين. حدث كل ذلك ووالده إينال كان لا يزال على قيد الحياة ، لكنة تُوفي في اليوم التالي في 26 فبراير 1461م وخرجت جنازته و دُفن ، وأرسل المؤيد أمراءاً إلى الشام حتى يخبروا نواب الدولة هناك على التغييرات .
أول أحداث عهد المؤيد أحمد كانت أن وصول خبر من الأمير جانى بك الأبلق من قبرص بأن شارلوتا دى لوزينان أخت جيمس التانى ملك قبرص (سماه ابن إياس جاكم) هربت إلى جزيرة رودس لكي يمدها حاكمها بعسكر يساعدونها في محاربة أخيها جيمس وتأخد منه مدينة شيرينيه (كيرنيا) ، و طلب جانى بك من السلطان إينال - الذي كان يعتقد أنه مازال حياً - أن يرسل بسرعة تجريدة لنجدة جيمس.
انتشر الأمان والعدل والرخاء في القاهرة ومنع السلطان المؤيد مماليك أبيه من الفساد، وشعر المصريون براحة فأعجبوا به وأحبوه، وقيلت فيه أشعاراً فيه منها قصيدة بيت منها يقول :" لو نطقت مصرنا لقالت .:. يا ملك العصر و الأقالم".
وصل خطاب للمؤيد من نائب الدولة في الشام جانم بك جعله يشعر أنه يتحرش به ، فقد فكان يريد القبض على ابنه يحيى الذي أتى له بالخطاب لكن أمراؤه منعوه ، فبدأ منذ ذلك الحين تقريب المؤيدية ومماليك أبيه ويبعد الأشرفية ، وهذه كما قال ابن إياس كانت سقطة تسببت في زوال ملكه ، فلما رأى الأمراء الأشرفية أنه يبعدهم و يقرب المؤيدية كتبوا لجانم وطلبوا منه أن يعود إلى مصر كي يتولى السلطنة بدلاً المؤيد ، لكن عندما تأخر جانم في المجيء اجتمعوا ليلة 17 رمضان 865 هـ (27 يونيو 1461م) مع طائفة من الظاهرية و معهم جماعة من المماليك الإينالية وذهبوا إلى ميدان الرملة أمام القلعة ، فلما رأى المؤيد ما يحدث نزل و وذهب إلى باب السلسلة وقامت معركة إنتهت بإنضمام مماليك أبيه للمماليك الأشرفية بعد إقناعهم . وفي صباح اليوم التالي حاول المؤيد المقاومة لكن عندما اتضح له أن مماليك أبيه أصبحوا ضده علم أنه لا جدوى من المقاومة فدخل قاعة البحرة في القلعة ونادى أخوه الناصري محمد و أمر الحراس بقفل أبواب القاعة .
عندما سمع العسكر أن المؤيد اختفى ذهبوا إلى بيت الأتابك خشقدم و أركبوه - رغماً عنه - حصاناً و أخدوه إلى باب السلسلة و أحضروا الخليفة و القضاة الأربعة و خلعوا الملك المؤيد أحمد من السلطنة و بايعوا خشقدم على أساس أن يبقى سلطاناً مؤقتاً حتى يصل جانم إلى مصر ، لكن الخطه فشلت و استمر خشقدم سلطاناً.
هذا - وقد حدث أن قُبض على الملك المؤيد وأخوه الناصري محمد و نُقلوا مقيدين وعندما رآهم عامة الناس هكذا حزنوا عليهم وبكوا. سُجن الملك المؤيد وأخوه الناصري في سجن الأسكندريه ، و تُوفي الناصرى محمد في السجن في صيف 1462م، وظل المؤيد مسجوناً حتى أُطلق سراحه السلطان الظاهر تمربغا عام 1467م كي يرضي الأمراء الإينالية وسمح له بالعيش وحرية الحركة في الإسكندرية. عاش المؤيد أحمد معززاً مكرماً في الأسكندرية وفي عام 1468 أقام حفلاً بمناسبة ختان أبنائه، وسافرت اخته فاطمة من القاهرة إلى الإسكندرية للمشاركة لكنها قُتلت في الأسكندرية بواسطة قطاعي طريق، و لما زار السلطان قايتباي الإسكندرية في يونيو 1477م كان المؤيد على رأس المستقبلين و أنعم عليه قايتباي بهدية و لعبوا البولو . في يونيو 1479م مرضت والدة المؤيد "خوند زينب" فزارها الأمير يشبك فطلبت منه إن يسمح السلطان للمؤيد بزيارتها لتراه قبل مماتها ، فوافق قايتباى وذهب المؤيد مع ابنه "على" إلى القاهرة وصعد القلعة وزار قايتباي الذي قام له ورحب به وخلع عليه هو وابنه ونزل المؤيد من القلعة في موكب مع الأمراء و أقام عند أمه في بيته بجوار الجسر الأعظم، وفي تلك الفترة سافر قايتباي إلى الإسكندرية وترك المؤيد في القاهرة ، ولما عاد إلى القاهره كانت والدة المؤيد تُوفيت فأقام للمؤيد حفلة استقبال كبيرة في القصر وأنعم عليه هو وإبنه و سمح له أنه يعود للإسكندرية فعاد المؤيد بعدما ظل في القاهرة حوالي شهرين. 
وفي مايو 1482م عمل المؤيد حفل ختان ابنه و طلب من القاهرة أن يرسلوا مغنى مصر الكبير حينئذٍ "على إبن رحاب" كي يغني في الحفل.
وقد تُوفي المؤيد أحمد في الإسكندرية ليلة 28 يناير عام 1488م وهو في الخمسينات من عمره ، ولما اتلقى السلطان قايتباي الخبر أمر بنقل جثمانه للقاهرة ودُفن هناك مع أبيه الأشرف إينال .
وقد عبر المؤرخ إبن تغرى عن إستغرابه من سرعة زوال حكم الملك المؤيد وقال إن السبب في ذلك أنه عندما نال لم يكن طفلاً صغيراً و كانت له مكانته كأتابك فلم يكن على هوى الأمراء .

من جهته مدح ابن إياس الملك المؤيد وقال عنه : " وكان الملك المؤيد كفواً للسلطنة، ذا عقل ورأي، كامل الهيئة، وساس الناس في أيام سلطنته أحسن سياسة، وقمع مماليك أبيه، عما كانوا يفعلونه من تلك الافعال الشنيعة، وكان ناظر لمصالح الرعية ولو أنه أقام في السلطنة لحصل للناس به غاية النفع والخير، ولكنه خانه الزمان، وأخذ من حيث كان يرجو الأمان " .


14 - الظاهر سيف الدين خشقدم
1460 - 1460 م

تاريخ الحكم
هو السلطان الملك الظاهر أبو سعيد سيف الدين خُشقدم بن عبد الله الناصري المؤيدي( تُوفي في القاهرة في 7 ديسمبر 1467م )، سلطان الدولة المملوكية البرجية (الشركسية) السادس عشر . أستاذه الأول كان الخواجة " ناصر الدين محمد " و ولذلك لقب بالناصري و استاذه الثاني كان السلطان " المؤيد شيخ " و لذلك لقب بالمؤيدي. حكم من عام 1460م حتى وفاته عام 1467م ،ويعتبر من أكبر سلاطين الدولة البرجية. وكان من أصل رومى.
بعد ما ضمه المؤيد شيخ لمماليكه تدرج في الوظائف حتى وصل لمنصب الأتابك في عهد السلطان الأشرف إينال. 
وبعد هزيمة السلطان المؤيد من الأمراء خلعوه و سلطنوا " سيف الدين خشقدم " مكانه بلقب " الملك الظاهر " يوم 28 يونيو 1461م.
هذا - و يعتبر من أكبر سلاطين الدولة المملوكية البرجية و كان سياسي يتصف بالذكاء و الطيبة لكن من عيوبه انه كان متكبراً و كان يأخد قرارات عزل رجال الدولة بسرعة دون تروي و كان يقترب من قليلي الكفاءات ويقلدهم المناصب الكبيرة ؛ لأنه كان يريدأن يضمن ولاء الأمراء و المماليك و حراسه الشخصيين ، وكان يحاول أن يرضيهم ويتركهم يفعلون ما يريدونه فكانوا ينتهكون القوانين .
وقد تميز عهد " الظاهر خشقدم " بالهدوء النسبى لكن واجه مشاكل من قبل شركسيين تمردوا عليه لانه كان من أصل رومى وليس شركسى. ومن مشاكله أيضاً كانوا العربان الذين كانوا يشنون غارات على القرى و ينهبوا المصريين و حتى الحجاج و هم ذاهبون لمكة للحج. وأيضاً كانت بلاد الشام من إحدى مشاكله بسبب تمرد "المماليك الظاهرية " لإنه قتل زعيمهم " جانم " نائب السلطنة في الشام.

توفى خُشقدم في 7 ديسمبر 1467م بعدما ظل في الحكم ست سنوات و خمس شهور و هو عمره حوالى 65 عام. وكانت العادة تنصيب السلطان الجديد قبل دفن السلطان المتوفى لكن الظاهر بلباى تسلطن بعده بعد دفنه.


15 - الظاهر سيف الدين بلباي المؤيدي
- 1467 1468م

تاريخ الحكم
هو السلطان الملك الظاهر أبو سعيد سيف الدين الاينالى المؤيدى ( يلباى في تسمية ابن تغرى و ابن إياس ) ، ( توفي في الإسكندرية في 19 سبتمبر 1468م ). 
وهو سلطان الدولة المملوكية البرجية (الشركسية) السابع عشر ، سُمي في شبابه " يلباى تلي وتعني يلباي المجنون " ، أستاذه الأول كان " إينال ضضع " ولذلك سمي بالإينالي ، و أستاذه الثانى السلطان المؤيد شيخ ولذلك لُقب بالمؤيدي . 
وقد جلس على عرش مصر في 9 اكتوبر 1467م وقد تخطى السبعين من عمره ، بعد وفاة السلطان الظاهر خشقدم ، و حكم صورياً لمدة شهرين إلا أربعة أيام حتى عُزل في 7 ديسمبر 1467م
جاء بلباى إلى مصر و اشتراه السلطان المؤيد شيخ و ضمه لمماليكه قبل عام 1417م و ثم عتقه و ضمه للمماليك السلطانية و سكن في قلعة الجبل ، و بعدما توفي المؤيد أصبح خاصكى وظل على هذا الحال حتى أصبح من أعيان الخاصكية و أعطاه الأشرف برسباى ثُلث قرية طحوريا ( في مركز شبين القناطر في القليوبية ) كإقطاع يعيش منه ، و ثم نقله السلطان العزيز يوسف لنصف بنها العسل. في بدايات دولة السلطان الظاهر جقمق عُين ساقى و ثم أصبح رأس نوبة. استطاع بلباي ان يمسك العزيز يوسف الذي هرب من قلعة الجبل و وأرسله للسلطان جقمق في القلعة ففرح به وأعطاه قرية سرياقوس فوق إقطاعاته التي يملكها و ترقى و أصبح أمير طبلخاناه و وظل هكذا حتى تسلطن المنصور عثمان فقبض عليه لسبب ما وحبس في الإسكندرية وظل محبوساً حتى أطلق سراحه السلطان الأشرف إينال وأرسله ليعيش في دمياط و ثم نقله إلى القاهرة، وبعد بضعة ترقيات وصل لمركز حاجب حجاب مصر وظل في هذا المركز حتى نال منصب أمير آخورية الكبرى ، ثم أصبح أتابك العسكرالمصرى في سبتمبر 1466م وظل في هذا المنصب حتى توفي السلطان الظاهر خشقدم و رشحوه " الأجلاب " بإعتباره أتابك العسكر و وافق المماليك و الأمراء و اتفقوا على تنصيبه مع أنه في الواقع لم يكن يريد السلطنة و عندما أخبره الأمراء أنهم يريدونه سلطاناً ، امتنع لكن كما قال ابن تغري : " لم يلتفتوا إلى كلامه "  ، وأخذوه إلى القصر السلطانة من باب ، وعندما أتى بقية االأمراء وجدوا الباب قد وقع فدخلوا القصر من الإيوان فتفاءل الناس بزوال ملكه بسرعة. وقبل الأمراء الأرض له و تسلطن سريعاً دون أن يركب حصاناً بأبهة السلطان كما كانت العاده. بعد السلطنة عُين الأمير تمربغا أتابكاً للعسكر الذي كان منصب بلباي قبل السلطنة .
نُصب بلباي وقد ناهز السبعين بلقب " الظاهر " بعد دفن " خشقدم " على عكس العادة في أن يتم تنصيب السلطان الجديد قبل دفن السلطان المتوفى.
وقد حدث أن أُصيب الظاهر بلباى بحالة نفسية بعد سلطنته أو كما قال إبن تغرى " غطاه المنصب و صار كالمذهول، ولزم السكات وعدم الكلام " ، فبقي سلطاناً ضعيف الشخصية لا يحكم في شيء ، والحاكم الفعلى كان الدويدار الكبير " خاير بك " ( أو خير بك )، و لما كان بلباي يُسأل عن شيء كان يرد : " إيش كنت أنا، قل له " ( يعنى لخاير بك ) حتى انتشرت الجملة بين عامة المصريين ، وأصبحوا يسمونه " إيش كنت انا قل له " ، و كانت عندما تُقدم له قضية أو مظلمة كان يقول : " قولوا لخاير بك ". وعلاوة على ذلك يقول ابن تغري أن بلباي لم يكن يعرف القراءة و لا يستطيع التوقيع المستندات دون أن يضع له نقاط يملؤها وبتلك الطريقة اضطربت أحوال السلطنة ، وزادت سطوة " الجلبان "  ، و عانت الناس.
كان خاير بك زعيم المماليك " الخشقدمية " أصبح والظاهر بلباي بقى لعبة في أيديهم وأصبحوا هم من يسيطر على البلاد ، وتسبب ذلك في نشوب تمرد قام به المماليك " المؤيدية " وكان هؤلاء مماليك السلطان " المؤيد أحمد " ، و قامت معركة بين الطرفين إنتهت بإنتصار الخشقدمية ، وعزلوا بلباة الذي أظهر ضعفاً كبيراً و قلة حيلة ، وهو في طريقه إلى سجن الإسكندرية كان يقول : " واالله ما أنا بسلطان، أنا أمير، وماذا أعمل بالسلطنة ، سني كبر وعقلى ذهل ، بالله سلم على السلطان و قل له أنى لستُ السلطان " ، وظل يبكي فيقول إبن تغري بردي : " كان قديماً يُعرف بيلباى المجنون، فهذه كانت شهرته قديماً و حديثاً في أيام شبابه، فما بالك به بعدما شاخ و كبر سنه و ذهل عقله و قل نظره و سمعه ".
وأما عن واقعة خلعه من الحكم ، فقد جاءت حينما أصدر الأمراء صورة شرعية بخلع الظاهر بلباي ، على أساس أنه عاجز عن تدبير السلطنة ، وعزلوه ، وسُجن في سجن الإسكندرية ، و نصبوا الظاهر تمر بغا الرومي مكانه. 
وقد تُوفي الظاهر بلباي في عهد السلطان الأشرف قايتباي في 19 سبتمبر 1468م في سجن الإسكندرية بعدما مرض بالطاعون .
وقد حكم الظاهر بلباى شهرين إلا أربعة أيام ولم يكن سلطاناً إلا بالاسم فقط و ولم يكن هناك سلطاناً في سنه خُلع في مدة أقل من مدته. و رغم قصر مدته كانت أيامه مضطربة و زادت فيها الأسعار و كثرت السرقات وحدثت مظالم كثيرة و يقول ابن تغري : " وصار فيها كل مفعول جائز" ووصف أيامه بإنها كانت " نكدة، قليلة الخير، كثيرة الشر ". وكمختصر لحكايته يقول : " وبالجملة كانت سلطنته غلطة من غلطات الدهر " .
وقد وُصف الظاهر بلباى بأنه كان ضخم سليم النية لم يكن له دراية بأمور الحكم ، و كان سمج الشكل سيء الخلق ، بخيلٌ طويل اللسان ، وختم ابن تغرى ترجمة الظاهر بلباى بقوله: " وبالجملة كان رجلاً ساكناً غير أهل للسلطنة-رحمه الله وعفا عنه " .
ومن آثاره التي عثر عليها مؤخراً للظاهر بلباي ، درهمٌ فريدٌ من نوعه لم يظهر عليه غير إسمه " بلباى " ، وهذا يظهر اسمه الصحيح حيث لأن ابن تغري و ابن إياس أسموه " يلباى ".


16 - الظاهر تمر بغا الرومي
-  1468 1468م

تاريخ الحكم
كان الظاهر تما بغا في الأصل عبداً ، أعتقه الملك الظاهر ، وجعله من جُملة مماليكه الخواص به،أن تسلطن فقربه وأدناه وجعله خاصكيا سلاحدارا مدة ثم جعله خازندارا ثم أمره في أواخر سنة 846 هـ إمرة عشرة بدلًا من آقبردى الأمير آخور الأشرفي واستمر على ذلك مدة طويلة وهو معدود يوم ذاك من خواص الملك إلى أن نقله إلى الدوادارية الثانية بدلًا من دولات باى المحمودي المؤيدي الذي رقي إلى تقدمة ألف.
وقد ظل تمر بغا في هذا المنصب حتى مات الظاهر جقمق وتسلطن بعده ولده الملك المنصور عثمان، فصار تمر بغا عند ذلك هو مدبر المملكة الفعلي، حتى وقعت الفتنة بين المنصور عثمان وبين أتابكه الأشرف إينال وهي الواقعة التي خلع فيها الملك المنصور عثمان وتسلطن من بعده الأشرف إينال ودام القتال بين الطائفتين سبعة أيام، وكان القائم على تحصين القلعة ومقاتلة الأتابك إينال هو تمر بغا مع خجداشيته الظاهرية.
وعندما تسلطن إينال وانتصر أمسك الملك الظاهر تمر بغا هذا ، وسجنه بالإسكندرية أشهرا ثم نقله إلى حبس الصبيبة بالشام، حيث ظل بالصبيبة أكثر من خمس سنين، وكانت مدة سجنه بالإسكندرية والصبيبة نحو ست سنين.
وفي أواخر سنة 862 هـ أمر الأشرف إينال بإطلاق سراح تمر بغا وأمره بالتوجه إلى دمشق ليتجهز بها ويتوجه مع موسم الحاج الشامي إلى مكة ويقيم بها، فسار تمر بغا إلى مكة وجاور بها سنة 863 هـ، حتى تسلطن الملك الظاهر خشقدم في سنة 865 هـ فعاد تمر بغا إلى القاهرة فأكرمه الملك الظاهر ثم أنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف عوضا عن جانبك الأشرفي المشد الذي قُبض عليه، وخلع عليه في اليوم المذكور باستقراره رأس نوبة النوب عوضا عن بيبرس الأشرفي خال الملك العزيز يوسف الذي قُبض عليه أيضا فدام على ذلك إلى أن أخرج الملك الظاهر خشقدم الأتابك جرباش إلى ثغر دمياط بطالا واستقر عوضه في الأتابكية الأمير قانم أمير مجلس فنقل الملك الظاهر تمر بغا إلى إمرة مجلس عوضا عن قانم المذكور، وذلك في شهر رمضان سنة 869 هـ فاستمر في إمرة مجلس إلى أن مات الملك الظاهر خشقدم في عاشر شهر ربيع الأول وتسلطن الملك الظاهر يلباى ، فصار الملك الظاهر تمر بغا هذا أتابك العساكر عوضاً عن الملك الظاهر يلباى المذكور - فعند ذلك - تحقق كل أحد أن الأمر يؤول إليه.


17 - الأشرف سيف الدين قايتباي
-  1468 1496م

السلطان الأشرف قايتباي


تاريخ الحكم
هو قايتباي المحمودي الأشرفي، ثم الظاهري، أبو النصر، سيف الدين، سلطان الديار المصرية، من المماليك البرجية، أي (ملوك الجراكسة).
ولد سنة 815 هـ ـ 1412 م، وكان من المماليك، واشتراه الأشرف برسباي بمصر صغيرًا من الخوجه محمود سنة 838هـ بمبلغ خمسة وعشرون دينار، وصار إلى الظاهر جقمق بالشراء، فأعتقه واستخدمه في جيشه، فانتهى أمره إلى أن أصبح في سنة 872هـ أتابك العسكر للظاهر تمربغا اليونانى الذي خلعه المماليك في السنة نفسها، وبايعوا "قايتباي" بالسلطنة، فتلقب بالملك الأشرف. وكانت مدته حافلة بالحروب، امتد حكمه 18 عاما، وسيرتُه من أطول السِّيَرِ. تعرضت البلاد في أيامه لأخطار خارجية، أشدها ابتداء العثمانيين ـ أصحاب القسطنطينية ـ محاولة احتلال حلب وما حولها، فأنفق أموالاً عظيمة على الجيوش كانت من العجائب التي لم يُسمع بمثلها في الإنفاق، وشُغِل بالعثمانيين، حتى إن صاحب الأندلس ، إستغاث به لإعانته على دفع الفرنج عن غرناطة، فاكتفى بالالتجاء إلى تهديدهم بواسطة القسيسين الذين في القدس، سلمًا دون قتال ، فضاعت غرناطة وذهبت الأندلس.
ولقد كان الأشرف قايتباي متقشفًا مع عظم إنفاقه على الجيوش، كثير المطالعة، له اشتغال بالعلم، وفيه نزعة صوفية، كما كان شجاعًا عارفًا بأنواع الفروسية، مَهيبًا عاقلاً حكيمًا، إذا غضب لم يلبث أن تزول حِدّته.كما اتصف بالبخل الشديد، جنديا محنكا، الشجاعه والاقدام، بعد النظر والنشاط والحزم ترك كثيراً من آثار العمران وأبرزها قلعة قايتباي بالإسكندرية ودمشق والحجاز والقدس، ولا يزال بعضها قائماً إلى الآن. توفي بالقاهرة سنة 901 هـ ـ 1496م. خلفه اربعة سلاطين الا انهم كانو اقل قوة وأكثر ضعفا.إلى أن جاء السلطان الغورى في العام 1501 ميلاديه والذي اعاد للسلطنه الهيبه والقوة.وكان قدره ان يدخل في صراع مع العثمانين في موقعة مرج دابق ويلقى هزيمة نتيجه لخيانه كل من خاير بك وجان بردي الغزالي وينتهى الامر بقتل السلطان الغورى ويقال ان جثته لم يعثر عليها.تستمر المحاولات على يد أبن اخيه طومان باى الذي لم يكن أحسن حالا وتصبح مصر ولاية عثمانية في الرابع والعشرين من شهر أغسطس العام 1516 ميلاديه بعد معركه باب النصر ويعدم طومان باى على باب زويلة.
ولعل من أشهر أعماله - قلعة قايتباى بمدينة الإسكندرية، جامع تمراز، جامع أزبك بن تتش، قصر يشبك، مدرسة ومقبرة قايتباى، مدرسة قايتباى في المدينة، وكالة قايتباى بجوار الأزهر، سبيل قايتباى ،المدرسة الأشرفية (المسجد الأقصى) ، وكالة قايتباى ، وباب النصر والسروجيه ، قبة قايتباى الفِضَوية ، قصر ومكان قايتباى ، احياء الأبواب، مدرسة الروضة ، جامع جانم ، مدرسة أبوبكر بن مزهر، جامع قجماس ، مدرسة أزبك اليوسفى ، مسجد قايتباى بمدينة الفيوم وبنته (زوجته جولد أصلباى) على تر وصرف على الجيوش 100 الف جنية مصري ، وقام ببناء قلعه السلطان قايتباى في مدينة رشيد التى وجد بالقرب من اسوارها حجر رشيد.

قلعة قايتباي
من أعمال السلطان الأشرف قايتباي بالأسكندرية

من أعمال السلطان قايتباى أيضاً مدرسة بقلعه الكبش ، وكذلك حوض سقى الداوب في قلعه الكبش. 
من اعماله أيضاً التى لاتنسى وبعد الحريق الأول للمسجد النبوي تمت عدة عمارات وإصلاحات للمسجد ، كان آخرها عمارة السلطان المملوكي الأشرف قايتباي سنة 881هـ. وفي سنة 886هـ/1481م ، حدث الحريق الثاني للمسجد.


سبيل قايتباي بساحة المسجد الأقصى - القدس


مما يُذكر من أحداث معاصرة لفترة حكم السلطان الأشرف قايتباي ، أنه بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد سنة 656هـ، آل حكم المدينة المنورة إلى ملوك مصر ، الذين لم يزالوا يهتمّون بعمارة المسجد النبوي الشريف. وفي أواخر القرن التاسع الهجري، وتحديدًا في رمضان سنة 886هـ اشتعل حريق في المسجد النبوي الشريف في الثلث الأخير من الليل، حين تراكم الغيم وحصل الرعد فوقعت صاعقة على هلال المنارة الرئيسية فسقط الهلال شرق المسجد وأحدث لهبًا وحريقًا، أحرق المنبر، والمقصورة، ومعظم العقود والأعمدة، ولم يسلم منه غير القبة الداخلية على القبر الشريف، والتي عملت في عمارة قايتباي السابقة، وكذلك القبة التي في صحن المسجد. ومات في هذه الحادثة أفراد منهم رئيس المؤذنين الذي أصابته الصاعقة حين كان يهلّل بالمنارة الرئيسية، وأتت النار على سقف المسجد وما فيه من خزائن الكتب والمصاحف إلا ما استطاعوا إنقاذه.
وبعد ثلاثة أيام من الحريق تم الاتصال بالسلطان الأشرف قايتباي وإخباره بما حصل للمسجد الشريف، فكان وقع ذلك عليه عظيماً، فأصدر أوامره بعمل الاستعدادت اللازمة لإعادة إعمار المسجد ، وتم بناؤه على يده للمرة الثانية عام 888هـ.


18 - الناصر محمد بن قايتباي
1496 1497م

تاريخ الحكم
هو السلطان الملك الناصر أبو السعادات ناصر الدين محمد إبن الملك الأشرف قايتباى المحمودى الظاهرى (القاهرة، 1482 - القاهرة، 29 ديسمبر 1498) سلطان الدولة المملوكية البرجية (الشركسيه) العشرين والاثنين وعشرين. 
وقد جلس على عرش مصر مرتين، حكم من 1496 إلى 1497م ـ وكان يبلغ أربعة عشر عام ومن (1497 إلى 1498 ) م - هو ابن السلطان الأشرف قايتباي. 
لُقِبَ بـ " ذو اللقبين " ، حيث لقبه الأول بـ " الناصر " ثم لقب بـ " الأشرف ". 
كان سلطان صغير في السن ورغم أنه كان ابن السلطان الكبير قايتباى لكنه كان شخص فاسد وبدأ الإضطراب والضعف ينتشر في الدولة المملوكية من عهده.
ولقد نشأ الناصر محمد عانى في طفولته من التربية القاسيه التي فرضها أبوه عليه. وقضى حياته شبه محبوس في القلعة ، و المرة الوحيدة التي خرج فيها كان لحضور حفلة اتابك العسكر المصري " أزبك " في الأزبكيه. 
يقول إبن إياس " ، ولم يشق إبن السلطان المدينة سوى في ذلك اليوم منذ نشأ، وكان مقيماً بالقلعة لم ير البحر قط " . 
ويحكى المؤرخ ان أبيه تضايق منه ذات مرة ، فألبسه ملابس قديمة وأنزله ليعيش في طباق المماليك الجلبان وطلب من المشرف على الطبقة انه يجعله يكنس الأرض ويجلس على مائدة طعام الجلبان منزوى في ركن في آخر كرسى ، وطلب منه أن يضربه إذا لم ينفذ أوامره وان يعامله مثل الجلبان ،حتى إن اتابك العسكر أزبك طلب من لسلطان ان يسامحه وأضاف ابن إياس إن الناصر محمد بقي مكروه من أبيه حتى وفاته ،ولم يعطيه لقب أمير.


19 - الظاهر قانصوه
-  1497 1497م 


تاريخ الحكم
هو السلطان الظاهر قانصوه بالإنجليزية  Zahir Qanshaw Az  ، أحد سلاطين دولة المماليك البرجية ، وقد تولى عرش مصر مرتين؛ المرة الأولى لمدة ثلاث أيام في عام 1498 ، خلفا للسلطان الناصر محمد بن قايتباي الذي سرعان ما إسترد العرش ، ثم خلفه مرة ثانية في الفترة (1498 - 1500) م .



18 – 2 - الناصر محمد بن قايتباي
-  1497 1498م

تاريخ الحكم
هو السُلطان الناصر محمد بن قايتباي - An-Nasir Muhammad ، هو إبن السلطان قايتباي ، سلطان من المماليك البرجية ، تولى عشر مصر فترتين في الأولى (1496 - 1497) ، ثم أخد الحكم السلطان الظاهر قانصوه لمدة ثلاثة أيام عاد بعدها الناصر محمد للحكم لفترة ثانية من (1497 - 1498) م .


20 - الظاهر قانصوه الأشرفي
1498 - 1500م 

تاريخ الحكم
هو السلطان الظاهر قانصوه الأشرفي - Zahir Qanshaw Az ،هو سلطان من المماليك البرجية ، تولى عرش مصر مرتين ؛ المرة الأولى لمدة ثلاث أيام في عام 1498 ، خلفا للسلطان الناصر محمد بن قايتباي الذي سرعان ما إسترد العرش ، ثم خلفه مرة ثانية في الفترة (1498 - 1500) م .


21 - الأشرف جان بلاط
-   1500 1501م

تاريخ الحكم
هو السلطان الأشرف جنبلاط بالإنجليزية  Djanbulat Al-Ashraf ـ هو سلطان من المماليك البرجية تولى عرش مصر لعام واحد في الفترة (1500 - 1501) م.



22 - العادل طومان باي
- 1501 1501م


السلطان العادل طومان باي 


تاريخ الحكم
هو السلطان العادل طومان باي (حكم 25 رجب 922هـ = 24 أغسطس 1516 - 21 ربيع الأول 923 هـ = 15 إبريل 1517) آخر سلاطين المماليك في مصر. هزمه سليم الأول العثماني.
منذ أن تولى السلطان طومان باي مقاليد الحكم ، أصاب دولة المماليك ما يصيب الدول في أواخر عهدها من ضعف ووهن، فلم تعد قادرة على أن تقوم بدورها الفعال ، كما كانت تقوم به من قبل، وتهددها خطر البرتغاليين في الخليج العربي بعد أن تنامت قوتهم بعد اكتشافهم طريق "رأس الرجاء الصالح"، وكثرت فيها المنازعات بين قادتها وأمرائها.
هذا، في الوقت الذي تصاعدت فيه قوة الدولة العثمانية الفتية، وتطلعت إلى المشرق الإسلامي لتضمه إلى سلطانها بعد أن نجحت في بسط نفوذها، وتوسيع دولتها في أوروبا، ولم تكن دولة المماليك وهي في هذه الحالة تستطيع أن تدفع قدرها المحتوم وترد الخطر الداهم الذي أحدق بها من كل جانب، ولكنها حاولت في صحوة تشبه صحوة الموت أن تسترد عافيتها ، فلم تفلح ، فأفسحت مكانها لمن يستكمل المهمة، ويقود المسيرة.
وقد جمع طومان باي من الجند المماليك والأهالي وأراد الخروج لقتال العثمانيين ولكنه واجه تخاذل المماليك واستهانتهم بخطورة الموقف، وخلال تلك الفترة أرسل السلطان سليم رسالة إليه يعرض عليه تبعيته للسلطنة مقابل ابقائه حاكماً لمصر، غير أنه رفض العرض. وخرج طومان باي إلى الريدانية وتحصن بها وحفر خندقاً على طول الخطوط الأمامية. 

بوادر ميلاد الدولة العثمانية
لكن عندما علم العثمانيين بخطة المماليك تحاشوا عنهم وإتجهوا صوب القاهرة فتبعهم طومان باي والتحموا بمعركة هائلة قتل فيها سنان باشا الصدر الأعظم بيده ظناً منه بأنه السلطان لكن بسبب كثرة العثمانيين وقوتهم لم يتمكن المماليك من وقف زحفهم ، وهرب العسكر الذين كانوا حول طومان باي فخاف أن يقبض عليه العثمانيين فهرب وإختفى.
تحاشى السلطان سليم دخول القاهرة بعد المعركة بسبب وجود طومان باي طليقاً وأيضاً وجود جيوب للمماليك فيها، ودخلها بعد ثلاث أيام يوم الإثنين الموافق 3 محرم 923 هـ الموافق 26 يناير 1517م في موكب حافل يتقدمه الخليفة العباسي والقضاة واحاط به جنده يحملون الرايات العثمانية الحمراء. ثم حدث ما كان يتخوف منه فقد باغتهم طومان باي في ليلة 5 محرم الموافق 28 يناير في بولاق، وجرت معركة طاحنة في أزقة المدينة بين الجنود العثمانيون والمماليك واشترك معهم الأهالي المصريون في تلك الحملة المفاجئة بمن فيهم النساء فقد كانوا يقدمون المساعدة لطومان باي، حتى ظن الناس أن النصر آت لامحالة واستمرت المعركة من ثلاث إلى 4 أيام وليال وظهروا فيها على العثمانيين، حتى أنه خطب لطومان باي في خطبة الجمعة وقد كان خطب للسلطان سليم بالجمعة التي سبقتها، وكلفت الفريقين الكثير من القتلى إلى أن تمكن العثمانيون من إنهائها لصالحهم وذلك عندما لجأوا إلى سلاح البنادق وامطروا به من فوق المآذن الأهالي والمماليك فأجبروهم على الفرار وهرب طومان باي إلى بنها شمال القاهرة بعدما رأى عدم تمكنه من الاستمرار بالمقاومة. 
أما الأمراء بمن فيهم جان بردي الغزالي فقد استسلموا للقوات العثمانية. 
وبتاريخ 7 محرم إستسلمت المدينة مرة أخرى للعثمانيين بعد أن طلب الأهالي الأمان فأعلن عفواً عاماً عن جميع الذين استسلموا من جراء انفسهم وكما أمر بمعاقبة كل من رفض الإستسلام.
رغم ذلك إلا أن طومان باي لم يستسلم وراح ينظم الصفوف وصار هناك الكر والفر لكلا الطرفين حتى كاد أن يقتل السلطان نفسه بإحدى الغارات في بولاق، مع ذلك فالمعركة من حي إلى آخر حتى المعركة الأخيرة بمنطقة وردان (امبابة حالياً) حيث انكسرت شجاعة المقاومة أمام القوة الهائلة والعتاد الضخم، فهرب طومان باي ولجأ إلى الشيخ حسن بن مرعي الذي أخرجه من السجن كان قد دخله أيام عمه السلطان غوري ، ولكن الشيخ وشي به ، وأبلغ عنه السلطان سليم ، فقبض عليه ، وقد أعجب السلطان بشجاعته وبحواره الصلب أمامه ومع ذلك فقد أمر بشنقه.
قتل في تلك المعارك التي دارت ما بين الطرفين في أحياء القاهرة وشوارعها أكثر من خمسين ألفا نسمة في معارك طويلة وهمجية .
وقد ساءت العلاقة بين العثمانيين والمماليك، وفشلت محاولات الغوري في عقد الصلح مع السلطان العثماني "سليم الأول" وإبرام المعاهدة للسلام، فاحتكما إلى السيف، والتقى الفريقان عند "مرج دابق" بالقرب من حلب في (25 رجب 922هـ = 24 أغسطس 1516م ).
وأبدى المماليك في هذه المعركة ضروبا من الشجاعة والبسالة، وقاموا بهجوم خاطف زلزل أقدام العثمانيين، وأنزل بهم خسائر فادحة، حتى فكّر سليم الأول في التقهقر، وطلب الأمان، غير أن هذا النجاح في القتال لم يدم طويلا فسرعان ما دب الخلاف بين فرق المماليك المحاربة، وانحاز بعضها إلى الجيش العثماني بقيادة "خايربك".
وسرت إشاعة في جيش المماليك أن الغوري سقط قتيلا، فخارت عزائمهم ووهنت قواتهم، وفرّوا لا يلوون على شيء، وضاع في زحام المعركة وفوضى الهزيمة والفرار، نداء الغوري وصيحته في جنوده بالثبات والصمود وسقط عن فرسه جثة هامدة من هول الهزيمة، وتحقق للعثمانيين النصر الذي كان بداية لأن يستكمل سليم الأول فتوحاته في الشام وأن يستولي على مدنه واحدة بعد أخرى، بعدها سلَّم معظمها له بالأمان دون قتال.
وقد إتفقت كلمة الأمراء في مصر على اختيار "طومان باي" للسلطنة ، فأخذ يستعد لمقاومة العثمانيين وعزم للخروج لقتالهم ولا ينتظر مجيئهم، ولكنه اصطدم بتخاذل المماليك، واستهانتهم بخطورة الموقف، وعدم تقديرهم للمسئولية في الوقت الذي أرسل فيه السلطان سليم الأول رسالة إلى طومان باي يعرض عليه الصلح ويبقيه على حكم مصر في مقابل أن يقر بتبعيته للدولة العثمانية، غير أن هذه المساعي السلمية لم تكلل بالنجاح.
وقد إضطر طومان باي إلى مواصلة الاستعداد للقتال، فخرج إلى "الريدانية" وتحصّن بها فحفر خندقا على طول الخطوط الأمامية، ووضع مدافعه الكبيرة وأعد أسلحته وبنادقه وحاول شحذ همة مماليكه وقواته ولكن دون جدوى؛ فقد جبن كثير منهم عن اللقاء حتى كان بعضهم لا يقيم بالريدانية إلا في خلال النهار حتى يراهم السلطان، وفي المساء يعودون إلى القاهرة للمبيت في منازلهم.
ولم يكن من شأن جيش كهذا أن يثبت في معركة أو يصمد للقاء أو يتحقق له النصر، فحين علم طومان باي وهو في الريدانية بتوغل العثمانيين في البلاد المصرية حاول جاهدا أن يقنع أمراءه بمباغتة العثمانيين عند الصالحية، وهم في حالة تعب وإعياء بعد عبورهم الصحراء، لكنهم رفضوا، معتقدين أن الخندق الذي حفروه بالريدانية كفيل بحمايتهم ودفع الخطر عنهم، لكنه لم يغن عنهم شيئا، فقد تحاشت قوات العثمانيين التي تدفقت كالسيل مواجهة المماليك عند الريدانية عندما علمت تحصيناتها، وتحولت عنها، واتجهت صوب القاهرة، فلحق بهم طومان باي.
وإلتحم الفريقان في معركة هائلة في (29 ذي الحجة 922هـ = 23 يناير 1517م)، وأبلى طومان باي في المعركة بلاء حسنا، وقتل "سنان باشا الخادم" الصدر الأعظم بيده، وكثر القتلى بين الفريقين، غير أن العثمانيين حملوا على المماليك حملة صادقة زلزلت الأرض من تحتهم، فضاقت عليهم بما رحبت، وانسحب طومان باي ومن بقي معه إلى نواحي الفسطاط، ودخلت طلائع الجيش العثماني مدينة القاهرة، وأخذوا يتعقبون جنود المماليك في كل مكان.

وصول سليم الأول إلى القاهرة
وفي يوم الإثنين الموافق (3 المحرم 923هـ = 26 يناير 1517م) دخل سليم الأول مدينة القاهرة في موكب حافل، يتقدمه الخليفة العباسي والقضاة، وقد أحاطت به جنوده الذين امتلأت بهم شوارع القاهرة ، يحملون الرايات الحمراء شعار الدولة العثمانية ، وكتب على بعضها " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " ، وفي بعضها "نصر من الله وفتح قريب " .
ولم يكد يهنأ سليم الأول بهذا الفتح حتى باغته طومان باي في "بولاق" ؛ وذلك في اليوم الخامس من المحرم ، واشترك معه المصريون في هذه الحملة المفاجئة، وأشعلوا في معسكر سليم الأول النيران، وظن الناس أن النصر آت لا محالة، واستمرت مقاومة المماليك أربعة أيام وليال، وظهروا فيها على العثمانيين، حتى إنه خطب لطومان باي في القاهرة في يوم الجمعة، وكان قد دعي لسليم الأول في الجمعة التي سبقتها، غير أن هذا الفوز لم يحسم المعركة لصالح طومان باي؛ إذ سرعان ما لجأ الجنود العثمانيون إلى سلاح البنادق، وأمطروا به من فوق المآذن الأهالي والمماليك، فأجبروهم على الفرار، وفرَّ طومان باي إلى "البهنا" التي تقع غربي النيل في جنوب القاهرة.
وقد ظل طومان باي يعمل على المقاومة بما تيسر له من وسائل، واجتمع حوله كثير من الجنود وأبناء الصعيد حتى قويت شوكته، غير أنه أدرك أن هذا غير كاف لتحقيق النصر، فأرسل إلى سليم الأول يفاوضه في الصلح، فاستجاب له السلطان العثماني، وكتب له كتابا بهذا، وبعث به مع وفد من عنده إلى طومان باي، لكن الوفد تعرض لهجوم من بعض المماليك وقتل بعض رجاله؛ فحنق السلطان سليم الأول وخرج لقتال طومان باي بنفسه، والتقى الجيشان قرب قرية "الوردان" بالجيزة في (9 من ربيع الأول 923 هـ =1 من إبريل 1517م)؛ حيث دارت معركة حامية استمرت يومين وانتهت بهزيمة طومان باي وفراره إلى البحيرة.
لجأ طومان باي إلى أحد رؤساء الأعراب بإقليم البحيرة طالبا منه العون والحماية فأحسن استقباله في بادئ الأمر ، ثم وشي به إلى السلطان سليم الأول، فسارع بإرسال قوة للقبض عليه فأتت به إليه، وأخذ السلطان يتأمله معجبا بشجاعته وفروسيته، ثم عاتبه واتهمه بقتل رسله الذين أرسلهم لمفاوضته في الصلح، فنفى طومان باي التهمة عن نفسه، وبرر استمراره في القتال بأن الواجب يحتم عليه هذا، وكاد السلطان العثماني من إعجابه بشجاعة طومان باي أن يعفو عنه، ولكنه لم يفعل تحت تأثير الوشاة الذين حرّضوا السلطان على قتله بحجة أن لا بقاء لملكه في مصر ما دام طومان باي على قيد الحياة.
وفي يوم الأحد الموافق (21 ربيع الأول 923 هـ = 15 إبريل 1517) أخرج طومان باي من سجنه، وسار وسط حرس عدته 400 جندي إلى "باب زويلة"؛ حيث نصبت له مشنقة فتقدم لها هادئ النفس ثابت الجنان والناس من حوله يملئون المكان حيث لقي حتفه وسقط ميتا؛ فصرخ الناس صرخة مدوية تفيض حزنا وألما، وظلت جثته معلقة ثلاثة أيام ثم دفنت في قبة السلطان الغوري، وبموته انتهت دولة المماليك وسقطت الخلافة العباسية، وأصبحت مصر ولاية عثمانية.
أزعج طومان باى العثمانيين كثيرا بحرب العصابات والضربات المباغتة عندما كان السلطان سليم في القاهرة. ولكن العرب الذين كانوا يكرهون الشراكسة (المماليك) دلوا على مكانه، فأُسر .
وضع السلطان سليم الأول عرشا بجانبه وأجلس عليه الحاكم المملوكي الجديد. تكلم طومان وخاطب السلطان سليم بكلام خال من اللياقة ، قائلا له أنه لم ينتصر على المماليك بشجاعته ، وإنما انتصر بمدافعه وبنادقه ، فأجابه السلطان سليم الأول متسائلا، لماذا لم يتزود وهو على رأس دولة كبيرة بهذه الأسلحة؟ وتلا عليه الآية الكريمة التى تأمر بمقابلة العدو بمثل أسلحته، وأفحمه Ra bracket.png ، وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْك  -(سورة الأنفال، الآية 60).
ولقد كان الفرق بين المدفعية العثمانية والمملوكية في معركة الريدانية فرقا يزيد على نصف قرن. فمنذ 1410م ، كان السلطان المملوكى قد طلب من سليمان الأول مدفعيين وبحريين أتراكاً، وأُجيب إلى طلبه ، إذ كانت تركية تفوق مصر حتى في ذلك التاريخ.
وقد كانت عملية  إرسال المهمات الاستراتيجية ، والمدفعيين ، والبحارة والفنيين إلى مصر في عهد بايزيد الثاني ، قد اكتسبت أهمية كبيرة، فعلى سبيل المثال، أرسل إلى مصر في عام 1511م عدد 400 مدفع وكميات هائلة من البارود والنحاس.
أما القادة الأتراك الدهاة المقتدرين مثل عروج بربروس ، وسليمان ريس ، وكمال ريس، فإنهم إما التحقوا بالبحرية العثمانية في مصر، أو قاموا بنقل المهمات الاستراتيجية والموظفين الفنيين إلى مصر .
كان الشراكسة الذين كانوا مع المماليك ثم التحقوا بخدمة العثمانيين يخشون نقمة طومان عليهم فأخبروا السلطان سليم الأول بأن طومان باي لايزال يسعى وراء سلطة مصر، وشرحوا له ذلك بإسهاب وأقنعوه بوجوب إعدام طومان باى. فسُلِّم طومان باى إلى على باشا دلقدار أوغلو ليعدمه على باب زويلة، وكان المماليك قد أعدموا شهسوار بك والد على باشا دلقدار أوغلو قبل 40 سنة (في أغسطس 1472م) على نفس هذا الباب لصداقته مع العثمانيين .
وفى 26 أبريل، أُقيم لطومان باى احتفال تشييع جثمان لامثيل له، بحيث لو مات وهو على العرش لما أقيم له مثل هذا الاحتفال0 ورغم أن السلاطين العثمانيين يحملون في بعض الأحيان توابيت آبائهم ولايدخلون تحت أى تابوت آخر يحملونه، إلا أن السلطان سليم الأول اكتنف تابوت طومان باى الثاني.
وقد حضر مراسم تشييع الجثمان الرسمي كافة الرجال العثمانيون والمماليك معا، ووزع السلطان سليم الأول على الفقراء تطييبا لروح السلطان طومان باي رحمه الله، النقود الذهبية لمدة 3 أيام .
وبخصوص نهاية السلطان طومان باي - يقول المؤرخ ابن إياس وهو شاهد عيان على ماحدث:
عند باب زويلة توقف ركب السلطان الأسير طومان باي.. كان في حراسة 400 جندي من الانكشارية.. وكان مكبلاً فوق فرسه.. وكان الناس في القاهرة قد خرجوا ليلقوا نظرة الوداع على سلطان مصر..وتطلع طومان باي إلى (قبو البوابة) فرأى حبلاً يتدلى، فأدرك أن نهايته قد حانت.. فترجل.. وتقدم نحو الباب بخطى ثابتة.. ثم توقف وتلفت إلى الناس الذين احتشدوا من حول باب زويلة.. وتطلع إليهم طويلاً.. وطلب من الجميع أن يقرؤوا له الفاتحة ثلاث مرات.. ثم إلتفت إلى الجلاد ، وطلب منه أن يقوم بمهمته. { 
وقد ظلت جثته مُعلقة ثلاثة أيام ثم دفُنت في قبة السلطان الغوري، وبموته إنتهت دولة المماليك وسقطت الخلافة العباسية ، وإستتب الأمر للسلطان سليم بمصر والشام ، وأصبحت مصر ولاية عثمانية.


23 - الأشرف قانصوه الغوري
1501 – 1516 ، 1516 - 1446 م
تاريخ الحكم

السلطان الأشرف قانصوة الغوري

مقدمة

هو الأشرف أبو النصر قانصوه من بيبردى الغوري الجركسي الأصل، هو من سلاطين المماليك البرجية. 
ولد سنة (850 هـ- 1446 م). ثم امتلكه الأشرف قايتباي وأعتقه وجعله من جملة مماليكه الجمدارية ثم أصبح في حرسه الخاص وارتقى في عدة مناصب حتى ولي حجابة الحُجّاب بحلب. 
وفي دولة الأشرف جنبلاط عين وزيرا. بويع بالسلطنة سنة 906 هـ- 1500 م وظل في ملك مصر والشام إلى أن قتل في معركة مرج دابق شمال حلب سنة 1516. كان الغوري مغرماً بالعمارة فازدهرت في عصره، واقتدى به أمراء دولته في إنشاء العمائر، وقد خلف ثروة فنية جلها خيرية، بمصر وحلب والشام والأقطار الحجازية. واهتم بتحصين مصر فأنشأ قلعة العقبة وأبراج الإسكندرية . وجدد خان الخليلى فأنشأه من جديد وأصلح قبة الإمام الشافعى وأنشأ منارة للجامع الأزهر. وله مجموعة أثرية مهمة في حلب مكونة من أبنية وجامع ومدرسة.

بداية فترة الحكم

بعد خلع العادل طومان باي إتفق زعماء المماليك على سلطنة الغوري بدلا منه ، ولم يكن اختيارهم له الا لكبر سنه (60 عاما حينها) وأن ليس له طموح سياسي، مما يجعل مسألة خلعه لصالح أحدهم يسيرة ، فحملوه وأجلسوه رغْماً عنه على العرش وهو يبكي ولا يريد المُلك واشترط عليهم ألا يقتلوه وأن يبقوه حياً إذا أرادوا خلعه فوافقوا على ذلك وبايعوه جميعاً.
خالف الغوري سريعاً توقعات خصومه من الأمراء إذ نجح في إبعاد كثيرين منهم وفرض ضرائب باهظة على آخرين واستأثر بالملك، وأظهر حنكة في إدارة شئون الدولة التي انخفضت إيراداتها بشدة بعد اكتشاف البرتغاليين لرأس الرجاء الصالح، إلا أن الإجراءات التي قام بها جلبت غضب الناس والمماليك عليه حيث فرض ضرائب باهظة وخفض الأجور مما أدى لحالة تذمر بين المماليك ولم يمنعهم من عزله إلا خوفهم من انعدام أجورهم بعد ذلك إذا عين أي سلطان اخر.

أحداث الصراع البرتغال

كان البرتغاليون في ذلك الوقت قد اكتشفوا طريق رأس الرجاء الصالح وسيطروا عليه وكانوا يتطلعون إلى البحر الأحمر من أجل تحقيق حلم السيطرة على كل طرق التجارة فاستولوا على الحبشة ثم هاجمت سفنهم سواحل مصر والحجاز في عهد السلطان الغوري وحاولوا كسب تعاطف باقي أوروبا معهم بإكساب حملتهم على دولة المماليك بعداً صليبياً وأعلنوا أن هدفهم الرئيسي هو الأراضي المقدسة في مكة و المدينة، أمر السلطان ببناء الشون وأرسل الحاميات البرية إلى السواحل لمنع تقدم البرتغاليين على الأرض، ثم بعد اكتمال جاهزية السفن بدأت معارك بحرية عنيفة وصفها إبن زنبل الرمّال في تأريخه نجحت فيها البحرية المملوكية في طرد السفن البرتغالية من البحر الأحمر والاحتفاظ به كبحيرة مملوكية مغلقة، ثم تقدمت سفن المماليك في المحيط الهندي وهاجمت القلاع البرتغالية على سواحل اليمن و عُمان وإيران وشرق أفريقيا ثم طورت هجومها بإتجاه المستعمرات البرتغالية في الهند لمساندة حاكم كوجرات الهندية الموالية للمماليك ، وهزموا البرتغاليين بالفعل عام 1508 في معركة شاول إلا أن البرتغاليين تمكنوا من إعادة تجميع أسطولهم وهاجموا اسطول المماليك في معركة ديو 1509 فهزموهم هزيمة قاسية ، فإنسحب المماليك واكتفوا بالسيطرة على البحر الأحمر.

أحداث الصراع مع العثمانيين

بدأ العثمانيون في الظهور كقوة صاعدة في المنطقة منذ النصف الأول من القرن الرابع عشر وعند قيام دولة بني عثمان أتخذ العثمانيون من مدينة "بورصة" في آسيا الصغرى عاصمة لهم وبمرور الوقت بدأت الدولة الفتية في التوسع حتى أستولت على منطقة آسيا الصغرى بأكملها وتوجت انتصارات العثمانيين بنجاح السلطان محمد الفاتح في فتح القسطنطينية عام 1453 ميلادية. و قد أتسمت العلاقات المصرية العثمانية في بادئ الأمر بسياسة المودة والتحالف حيث تحالفت الدولة المملوكية والدولة العثمانية ضد الخطر البرتغالي المهدد للسيادة المملوكية في البحر الأحمر وكذلك تحالفت الدولة المملوكية مع نظيرتها العثمانية ضد غارات المغول بقيادة تيمورلنك وبقايا الصليبيين. إلا انه سرعان ما تصاعدت حدة التوتر بين الدولتيين خاصة مع اقتراب حدود الدولة العثمانية مع أملاك المماليك .



بداية ظهور الدولة الصفوية
لقد ظهرت الدولة الصفوية الشيعية في الشرق في إيران والعراق في عام 1501 م ـ وبرزت تطلعاتهم نحو الشام مبكراً، ففي عام 1507 قامت قوة صفوية بمهاجمة حامية ملطية التابعة للمماليك ، ورد الغوري بقوة إذ أمر بحشد 1500 من قواته وإستعدوا لحرب الصفويين وقبل أن تخرج القوة من القاهرة وصل رسل من الشاه إسماعيل الصفوي تقدم اعتذاراً عما حدث وزعموا أنه لخطأ ما ، وبدا الرسل ريفيين أجلافاً وهم بداخل قصر القاهرة الأنيق مما حدا بقانصوه لإهمال الصفويين، وبرغم تكرارهم للهجمات لاحقاً إلا أنه اكتفى بإرسال أمير عشرة لمعسكر الصفويين لأمرهم بالإنسحاب. غير السلطان من نظرته للصفويين تماما عام 1511 إذ وقعت في يده رسائل من الشاه إسماعيل لملوك أوروبا يستحثهم على حرب المماليك والعثمانيين من الغرب بينما يهاجمهم هو من الشرق، أخذ السلطان التهديد الصفوي على محمل الجد وارتاب من تحركات الشاه إسماعيل. 
ثم تطورت الأحداث بعد ذلك بين الشاه إسماعيل والسلطان سليم الأول سلطان العثمانيين وبدت الحرب على مقربة بينهم وبحث كل من الطرفين على مساعدة السلطان الغوري ضد الأخر فآثر التزام الحياد، وهُزم الصفويون هزيمة شنيعة في معركة جالديران على يد السلطان سليم في 1514 م الذي قام بعد المعركة بالهجوم على إمارة ذو القدر التابعة للمماليك وإبادتها ، مما أدى لزوال كافة الدول العازلة للمماليك عن العثمانيين.


وقائع معركة مرج دابق

مع تطور الأحداث لم يجد السلطان الغوري بدا من ملاقاة العثمانيين لصد خطرهم على الدولة المملوكية والتى كانت مركزا للخلافة الإسلامية العباسية، ومن ثم تقابلت الجيوش المصرية بقيادة السلطان قانصوه الغوري مع الجيوش العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول وذلك في منطقة مرج دابق بالشام في أغسطس 1516 ميلادية ونتيجة لخيانة بعض القادة للغوري (خاير بك - القاضي يونس - جان برد الغزالي) هُزم الجيش المصري بقيادة الغوري ولقى الغوري حتفه تحت سنابك الخيل العثمانية.


آثار السلطان الغوري في مصر

منشآت الغوري

تقع منشآت الغوري بحي الأزهر - وتحديداً - في نهاية شارع الغورية عند تقاطعه مع شارع الأزهر ومجموعة المنشآت التي شيدها ، وتتكون من وكالة وقبة وخانقاه ومدرسة وقد إنتهى من تشييد تلك المجموعة في عام 1505 ميلادية.

وكالة الغوري 

تتمثل وكالة الغوري في مبنى لإقامة التجار الوافدين للقاهرة ومكان لتخزين بضائعهم حتى يتم بيعها. 
وتعتبر وكالة الغوري من أكمل وأروع الوكالات في مصر وتتكون من فناء مكشوف مستطيل الشكل محاط من جميع الجوانب بقاعات على خمس طوابق. حيث كان يتم تخزين البضائع في الطابق الأرضي والطابق الأول بينما خصص باقي الطوابق لسكن التجار.

مسجد السلطان الغوري


مجموعة السلطان الغوري


بوابة الغورية بالجمالية
من آثار السلطان قانصوة الغوري في القاهرة



24 - الأشرف طومان باي
1516  1517م 



السلطان الأشرف طومانباي


فترة الفوضي وبوادر إنهيار دولة المماليك البرجية
بعدما توسعت الإمبراطورية المملوكية وأصبحت قوة تُهاب من الشرق والغرب بدأت في التدهور ، ففترة حكم الناصر محمد بن قايتباي إتسمت بالضعف والإضطراب وفترة حكم الظاهر قانصوه الأشرفي الذي خلفه زادت التمردات والنزاعات بين الأمراء حتى وصل لدرجة أن الظاهر قانصوه الأشرفي تآمر مع الأمراء على قتل ابن أخته " الناصر محمد بن قايتباي " ، وحكم بعده ثم تآمر عليه الأمراء حتى عزلوه هو الآخر ونصبوا الأتابك الأشرف جان بلاط ثم العادل طومان باي وقانصوه الغوري ، وكان هذا أثناء بروز الدولة العثمانية في آسيا الصغرى ، فهاجموا الشام التي كانت تابعة لمصر وإستطاعوا فتحها بسبب قدراتهم العسكرية من جهة ، والخيانات والمؤامرات التي كانت تحدث هناك من جهة أخرى ، وكانت الشام في فترة الدولة البرجية تمثل عبئاً على مصر بسبب مشاكلها وتمرداتها ومؤامراتها وضعفها في مواجهة القوى الخارجية .

سقوط السلطنة البرجية ونهاية دولة المماليك 

حدث أن غزا العثمانيون الشام وكالعادة خرج الجيش المصري لحماية الشام كما كان يحميها من المغول والصليبيين على مر العصور الوسطى ، لكن في هذه المرة فشل قانصوه الغوري في منع قوات العثمانيين ، وإستنزف الجيش المصري في معركة مرج دابق دفاعاً عن الشام ومات من الصدمة وقت المعركة وتولى طومان باي الحكم وفعل كل ما يستطيع كي يحافظ على مصر التي تبدد جيشها في الشام وجمع ما يستطيع من بقايا الجيش وحارب بجيش صغير للغاية ليمنع دخول الجيوش العثمانية مصر ، لكنه تعرض للخيانة ، بعدما غدر به شيخ من العربان ودل العثمانيين على مكانه ، فقبضوا عليه وأعدموه ، وبذلك إنتهت الدولة البرجية والدولة المملوكية بصفة عامة .

ختام هذا الجزء

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة

التصنيفات
تاريخ البطاركة201 مقالات تاريخية67 تاريخ الحضارة المصرية القديمة46 مقالات متنوعة27 مقالات في التاريخ24 تاريخ الكتاب المقدس23 أبحاث تاريخية21 مصر في العصر اليوناني21 تاريخ مصر القديم16 تاريخ مصر في العصر الروماني16 تاريخ الإمبراطورية الرومانية15 الاباطرة الرومان14 تاريخ مصر في عصر الإسلام14 تاريخ مصر في عصور الإسلام13 قسم المخطوطات13 تاريخ الحروب الصليبية | موسوعة شاملة في تاريخ الحملات الصليبية12 موسوعة الحروب الصليبية12 تاريخ البدع والهرطقات11 مقالات متنوعة في التاريخ11 موسوعة آباء الكنيسة11 أبحاث تاريخية | تاريخ المتاحف الكبرى في مصر والعالم10 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية10 موسوعة الكنائس والأديرة10 تاريخ الرهبنة المصرية9 تاريخ الكنيسة9 تاريخ الحروب الصليبية8 دراسات في تاريخ الكنيسة القبطية8 تاريخ الكون6 موسوعة الآباء الرهبان6 بطاركة الإسكندرية5 أبحاث تاريخية | تاريخ الجامعات المصرية4 تاريخ البطالمة4 تاريخ الحملات الصليبية | مشاهير قادة الجيوش الصليبية4 دراسات في التاريخ العربي الإسلامي4 مكتبة المرئيات4 أبحاث تاريخية | تاريخ الأسكندرية عبر العصور3 أبحاث تاريخية | حريق القاهرة في يناير عام 1952م3 تاريخ الجامعات المصرية3 تاريخ الحضارات الإنسانية الأولى3 تاريخ روما القديم3 تاريخ مصر في عصور الإسلام | العصر العثماني | الأسرة العلوية3 مصر في العصر الجمهوري3 مصر في العصر اليوناني | مقدمة3 أبحاث تاريخية | الإسكندر الأكبر2 أبحاث تاريخية | التاريخ المصري القديم2 أبحاث تاريخية | الحروب الصليبية في تاريخ مصر2 أبحاث تاريخية | المتحف المصري2 أبحاث تاريخية | تاريخ الكنيسة2 أبحاث دينية ولاهوت2 التاريخ الطبيعي للأرض2 تاريخ الانسان الاول2 تاريخ البطاركة | مقدمة عن تاريخ الكنيسة القبطية2 تاريخ الثورات في مصر2 تاريخ مصر في العصر الجمهوري2 تاريخ مصر في العصر الروماني | فصل خاص عن تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ما بعد الإسلام2 تاريخ مصر في العصر اليوناني2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأيوبية2 تاريخ مصر في عصر الاسلام | جرائم العرب المسلمين في مصر2 حياة الديناصورات2 مصر في عصر الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مصر في عصور الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مقالات في الدين2 أبحاث الكتاب المقدس1 أبحاث تاريخية | أكتشاف الصليب المقدس1 أبحاث تاريخية | تاريخ أقدم القصور في مصر والعالم1 أبحاث تاريخية | تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية | حياة الأسد المرقسي1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر21 أبحاث تاريخية | مقدمة عن تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية حصرية | الحملة الفرنسية على مصر1 أبحاث تاريخية حصرية | محمد على باشا الكبير | تاريخ الأسرة العلوية1 أبحاث في اللاهوت والعقيدة1 إنسان العصر الحجري ومراحل التطور | تاريخ الإنسان عبر العصور1 التاريخ الطبيعي وأوائل الكائنات1 العصر العثماني | إكتشاف حجر رشيد1 العصر العثماني | الحملة الفرنسية على مصر1 تاريخ الأرض الطبيعي1 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الغربية1 تاريخ العالم | القرن الرابع الميلادي1 تاريخ الكون وبداية نشأة الحياة على كوكب الأرض1 تاريخ الكون وبداية نشأة كوكب الأرض | فيديو أحدث الإكتشافات العلمية في مجال علم الفضاء1 تاريخ المسيحية في مصر1 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأموية1 تاريخ مصر في عصور الاحتلال | عصر الجمهورية1 جرائم العرب المسلمون في مصر | الكاتب / أشرف صالح1 حضارات ما قبل التاريخ | حضارات ما قبل الطوفان العظيم1 دراسات في الكتاب المقدس1 دراسات في تاريخ الإسلام1 دراسات في تاريخ العالم القديم1 قاموس القديسين والشهداء1 مصر عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية | الدولة العباسية الثانية1 مصر في العصر الإسلامي | مقدمة الكاتب أشرف صالح عن تاريخ العرب القديم ما قبل الإسلام1 مصر في عصر الإسلام1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الإخشيدية1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الطولونية | مقدمة عن الدولة الطولونية1 مصر في عصر الإسلام | العصر الأموي1 مصر في عصر الإسلام | العصر العباسي | الدولة العباسية الأولى1 مصر في عصر الإسلام | جرائم عمرو بن العاص | حرق مكتبة الأسكندرية1 مصر في عصر الإسلام | دراسات في تاريخ الإسلام وحكم مصر1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية الرابعة1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية1 مصر في عصر الإسلام | عصر المماليك البرجية الشركسية1 مصر في عصر الإسلام | مصر في عصر الخلفاء الراشدين1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة الأيوبية1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة العباسية الثالثة1 مصر في عصور الإحتلال |عصر المماليك1 مصر في عصور الإسلام | العصر الجمهوري1 مصر في عصور الإسلام | عصر الدولة العباسية1 مقتطفات من حياة البطاركة1 موسوعة أقباط مصر1 موسوعة أنبياء العهد القديم1 موسوعة المؤرخون الأوائل1 موسوعة مصر التاريخية الشاملة1 موسوعة مملكة الأرض الجغرافية1