أحدث المواضيع
U3F1ZWV6ZTQ4NjU0ODU1Mjc4NzIwX0ZyZWUzMDY5NTY4OTkzNzEzNA==
أحدث المواضيع
أحدث المواضيع

تاريخ البطاركة | 83 - البابا بطرس الخامس - Peter V | بطاركة القرن الرابع عشر الميلادي


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/02/blog-post_22.html

 [ بطاركة القرن الثالث عشر الميلادي ]

83 - البابا بطرس الخامس  - Peter V
( بطرس إبن داود )

1340م - 1348م
                                                                                                    


مقدمة
لقد كان البابا " بطرس الخامس " ، أحد رهبان دير القديس الأنبا مقار الكبير ببرية شيهيت ، وكان يُدعى بطرس إبن داود في الرهبنة .


الجلوس على الكاتدراء المرقسي
كان جلوس البابا " بطرس الخامس " على السدة المرقسية ، في يوم 6 طوبه من عام 1056 للشهداء والموافق : 2 يناير 1340 للميلاد 1349م .وكانت أيام رئاسته كلها أمن وسلام ، تخللتها بعض فترات قليلة من الضيق . أقام على الكرسي المرقسي ثماني سنوات وستة أشهر وستة أيام.
ولقد كان مقر الباباوية في عهد البابا " بطرس الخامس " في كنيسة السيدة العذراء مريم بحارة زويلة .

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/02/blog-post_22.html
كنيسة السيدة العذراء - حارة زويلة



أهم الأحداث المعاصرة 

فترات ضيق للأقباط في عهد الملك الناصر
في أيام الملك الناصر في آخر مدة حكمه أبطل الإحتفال الذي كان يقيمه النصارى سنويًا في يوم 8 بشنس في ناحية شبرا من ضواحي النيل ، يسمونه إحتفال عيد الشهيد ، وقد حدثت بعض الإضطهادات للأقباط في الريف بسبب أحد القضاة ، فقام المسئولون بعزل هذا القاضي.



أعماله خلال الخدمة

إعداد الميرون المقدس

في أثناء فترة السكون وعدم الإضطراب ، جمع البابا بطرس الخامس الأساقفة ، وقام في أواخر الصوم الكبير بإعداد معدات الميرون المقدس وسافروا بعد الحصول على جميع المواد اللازمة لهذا الزيت المقدس إلى البرية حتى وصلوا إلى دير القديس مقاريوس ، وقاموا بعمل الميرون المقدس في يوم الخميس الكبير في شهر برمهات سنة 1058 ش. 
وقد حضر من الأساقفة اثنا عشر أسقفًا ، واشترك معهم القس الأسعد فرج الله ابن القس الأكرم قسيس المعلقة - الشيخ المعلم يوحنا بن أخ البابا يوأنس ابن القديس البطريرك (80) ، وقد تم عمل الميرون مرة أخرى سنة 1062 ش. (1346 م.).



الملوك المعاصرون للخدمة
الملك الناصر محمد بن قلاوون
( فترة الحكم الثالثة )
1309 م - 1341 م
[ إقرأ المزيد عن تاريخ الملك الناصر على موقعنا ]


الملك المنصور سيف الدين  
1341 م - 1341م


مقدمة
كان سيف الدين أبو بكر ابنا للسلطان الناصر محمد وحفيدا للسلطان المنصور قلاوون. أوصى أبوه الناصر محمد قبل وفاته بتوليته السلطنة  فنصبه الأمراء في عام 1341 بقلعة الجبل  ولقبوه بالملك المنصور على لقب جده , بعد أن سمح له أكبر إخوته الأمير شهاب الدين أحمد الذي كان يقيم بالكرك بتولى السلطنة ، وكان في العشرين من عمره , ومعه زوج أمه طقزدمر الحموي نائبا للسلطنة والأمير قوصون الناصري  مدبرا للدولة وأتابكا للعسكر ورأس المشورة ويشارك قوصون في الرأي الأمير بشتاك الناصرى . كانت أولى أعمال السلطان أبو بكر قيامه بجمع الأمراء والقضاة إلى القلعة واعادة الخليفة العباسي الحاكم بأمر الله أحمد سليمان إلى منصب الخلافة . وألبسه خلعته السوداء بيده وقلده سيفا عربيا . ثم أسعد العامة بقرار إعادة التعامل بالفضة إلى جانب التعامل بالذهب بسعر الله . وعبارة " بسعر الله " كانت تعنى ترك الدولة تسعير الذهب والفضة حرا . وكان والده الناصر محمد قد منع التعامل بالفضة لأسباب مالية.

تحديات وصراعات خارجية معاصرة
على الرغم من أن مصر لم تواجه تحديات خارجية ذات أهمية في فترة حكم السلطان سيف الدين أبو بكر إلا أن فترة حكمه القصيرة كانت مشوبة بالمشكلات والصراعات الداخلية والتي أدت في نهاية المطاف إلى سقوطه.
لقد بدأت الصراعات بطلب الأمير بشتاك تعيينه نائبا للسلطان بالشام بناء على ما ذكره بشتاك بأن الملك الناصر المتوفى كان يرغب في ذلك ، قوبل طلب بشتاك برفض قاطع من الأمير قوصون مما جعل بشتاك يحاول نيل تأييد الأمراء والمماليك عن طريق الإغداق عليهم بالأموال والهبات فقام قوصون بإقناع السلطان أبو بكر بأن بشتاك يحاول جذب المماليك والأمراء إلى جانبه كى يسطو على عرش السلطنة وأن من اللازم القبض عليه قبل فوات الأوان فتم القبض على بشتاك و مماليكه وسجنوا بالأسكندرية واستولى السلطان على ممتلكاتهم واقطاعاتهم ومنحها لنفسه وقوصون وبعض الأمراء . وبتخلص قوصون من بشتاك تضخم نفوذه وصار أهم أمير في مصر وراح يتدخل في شؤون السلطان ويظهر سخطه على سلوكه حيث كان قد اعتاد على شرب الخمر مع خاصيته ودعوة المغانى إلى القلعة في ساعات الليل. تحدث قوصون في الأمر إلى الأمير طقزدمر حما السلطان طالبا منه إقناع السلطان بالإقلاع عن لهوه الذي صارت تتداوله ألسنة الأمراء والعامة ، إلا أن السلطان لم يبال وبقى على سلوكه. ثم قام الأميران طاجار والشهابى شاد العمائر بنقل كلام قوصون إلى السلطان أبو بكر مع بعض التحريف وراح جلساؤه من الأمراء ينسجون خيوط الوقيعة بينه وبين قوصون ويشيرون إليه بضرورة القبض عليه وعلى حماه طقزدمر نائب السلطنة وغيرهما من الأمراء. وعرف قوصون أن السلطان قد نوى القبض عليه ، فزعم ان برجله وجعا ولم يذهب لصلاة الجمعة إنما بعث للأمراء ومماليك السلطان وجمعهم قبل الفجر عند قبة النصر. 
هذا والسلطان وندماؤه داخل القلعة في غفلة لهوهم وغيبة سكرهم غير مدركين بما هو جارى في الخارج ، وعندما أخبر موظفى القلعة السلطان بالتطورات الجارية ، ووعى بخطورة الموقف كانت مماليكه قد إنضمت إلى قوصون وأعوانه ، وراح طقزمرد يحاول إعادة المماليك التي تمردت على السلطان وإنضمت إلى قوصون قائلاً لهم : " السلطان إبن أستاذكم جالس على الكرسى وأنتم تطلبون غيره ؟ " فردوا عليه : " مالنا أستاذ إلا قوصون ، إبن أستاذنا مشغول عنا لا يعرفنا " .

قوصون وولاية مصر
إستدعى قوصون الأمير طقزمرد وغيره من أمراء القلعة إلى قبة النصر واتفق معهم على خلع الملك المنصور أبو بكر وإخراجه هو وإخوته الستة من القلعة ، وتم نقل السلطان المخلوع وإخوته مقيدين - باستثناء كجك الذي بقى في القلعة - إلى حراقة أخذتهم إلى قوص بصعيد مصر حيث سجنوا ، وكان يوماً حزيناً بالقاهرة من تألم العامة على ما جرى لأبناء السلطان الناصر محمد.
خلع السلطان الملك المنصور سيف الدين أبو بكر بعد أن بقى على عرش السلطنة نحو شهرين واتفق الأمراء على تنصيب أخيه علاء الدين كجك سلطاناً على البلاد وكان عمره نحو سبع سنوات مع قوصون نائباً للسلطنة . بعد ذلك بقليل قتل سيف الدين أبو بكر في سجنه بقوص وأتهم قوصون بتدبير قتله .
كان سيف الدين أبو بكر شابا وسيما فيه سمرة وهيف قوام في نحو العشرين من عمره.
هذا - ومن الأمور التي عرفت عن السلطان المنصور سيف الدين لدى العامة ، أنه كان يتصف بالكرم والمودة وشدة الطموح ، وقد أحزن خلعه ثم موته الناس حزنا شديداً.


الملك الأشرف علاء الدين كجك
1341 م - 1341 م

مقدمة
هو ا لملك الأشرف علاء الدين كجك بن الناصر محمد بن قلاوون .
ولد بالقاهرة 1334 م .
وإسم " كجك " هو لفظ تركي ، ومعناه : صغير .
وهو يُعد ثاني من تربع على عرش السلطنة من أبناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون ورابع عشر سلاطين الدولة المملوكية . 
نصبه الأمراء في عام 1341 م بزعامة الأمير قوصون الناصرى ،  بعد أن خلعوا أخيه سيف الدين أبو بكر ، وكان عمره ما بين الخمس والسبع سنين ، وبقى على تخت السلطنة نحو خمسة شهور. 
وكان إبناً للسلطان الناصر محمد ، وحفيداً للسلطان المنصور قلاوون. أمه مغولية الجنس كان إسمها "أردو" . 

وقائع خلع قوصون من الحكم
لقد أصبح الأمير قوصون الحاكم الفعلى للبلاد ، أما كجك - السلطان الصغير - بما كان سوى مجرد دمية يمسك قوصون بيدها فيسيرها أثناء التوقيع على المراسيم . 
وقد قام قوصون بالقبض على الأمراء ورجال الدولة المواليين للسلطان المخلوع أبو بكر وأحل محلهم المماليك المواليين له بعد أن أغدق عليهم بالعطاء وجعلهم أمراءً .. العامة التي كانت تمقت قوصون تعست بما هو جارى في البلاد حتى أن بعض الشعراء قال: " سلطاننا اليوم طفل والأكابر في خلف " . إلا أن الأمير أحمد، الأخ الأكبر للسلطان المخلوع أبو بكر والسلطان الحالى كجك، والذي كان يقيم بالكرك ، كان هو مصدر التهديد الرئيسى لقوصون مما جعله يسعى لإحضاره إلى مصر ليتمكن من القبض عليه ، وإيداعه في السجن مع إخوته الستة المسجونين ، أرسل قوصون الأمير طوغان إلى الكرك ليطلب من الأمير أحمد الحضور إلى القاهرة. 
إلا أن الأمير أحمد الذي ظن أن قوصون أراده في مصر لتنصيبه سلطاناً أجاب بأنه لن يحضر إلى مصر الا إذا أطلق سراح إخوته المسجونين وأرسل الأمراء الكبار إلى الكرك للحلف له. فكتب له قوصون يُعلمه أنه لم يطلب منه الحضور إلى القاهرة لتنصيبه سلطانا بل للنظر في أمر شكوى أمراء الكرك منه وحاول إغرائه بالحضور بإخباره أنه ينتظره لتقديم بعض الهدايا إليه ، وقام البعض بتحذير الأمير أحمد ونُصح بعدم الذهاب إلى مصر. فلما علم قوصون وأمراءه بامتناعه عن الحضور قاموا بإرسال قوة إلى الكرك للقبض عليه.
فجاءة ومن حيث لم يدر قوصون نشب خلاف حاد تطور إلى أزمة كبرى بينه وبين مماليك السلطان المتوفى الناصر محمد (المماليك الناصرية) حين حاول إقناعهم الراحل الناصر محمد فأبى المماليك ، وبدأت علاقتهم بقوصون تتدهور إلى أن أعلنوا جهراً أنهم ليسوا مماليكه بل مماليك السلطان فحسب . وأحس قوصون أن المماليك السلطانية. قد خططوا لقتله ، فهرع إلى كبار الأمراء يشكوا لهم حاله ويظهر لهم ندمه على قبوله منصب نيابة السلطنة ، وبينما كان الأمراء يطمئنون قوصون ويؤكدون له على تأييدهم الكامل وحمايتهم له ، كان المماليك قد ارتدوا زى القتال وتجمعوا بأسلحتهم داخل القلعة. أما خارج القلعة فقد احتشدت أعداد غفيرة من عامة الناس في ميدان القلعة وراحت تهتف " يا ناصرية " تأييداً للماليك الناصرية داخل القلعة ، ولما رأى قوصون والأمراء أن العامة الثائرة قد بدأت تهاجم إصطبله ، قاموا بالإلتحام بهم وقتلوا منهم العديدين بينما وقف المماليك والأمراء الناصرية فوق سطح القلعة يرمون قوصون وأمراءه بالنشاب وهم يردون عليهم إلى أن سقط من الجانبين عدد كبير من القتلى وانتهت المعركة بهزيمة المماليك الناصرية والعامة. وقام قوصون بمعاقبة العديد من المماليك الناصرية عقاباً شديداً وأغدق على العديد من مماليك الطباق. بالإقطاعات ورفعهم إلى درجة أمير.
بعد أن خلع الأمير قوصون أخيه أبو بكر وقبض عليه وعلى إخوته الستة وسجنهم في قوص إتفق مع الأمراء على تنصيب كجك سلطاناً للبلاد بلقب " الملك الأشرف ". 
وأراد الأمراء منح الأمير أيدغمش منصب نائب السلطنة إلا أنه رفض، فلما عرضوا المنصب على الأمير قوصون قبله ولكن بشرط أن تكون إقامته في قلعة الجبل  وليس في دار النيابة خارج القلعة ، فوافقوا ، وصار نائباً للسلطان الصغير وأتابكاً للعسكر .


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/02/blog-post_22.html
الدولة المملوكية في أوج إزدهارها
1341م - 1400م


بعد أيام قليلة ، وصلت الأنباء إلى القاهرة من دمشق ، تفيد بأن الأمير أحمد المقيم بالكرك قد تحالف مع أمير حلب طشتمر حمص أخضر وبعض نواب السلطان في سوريا وأنه قد نوى السير إلى مصر لتنصيب نفسه سلطاناً للبلاد. فقام قوصون، على غير رغبة الأمراء في مصر، بإرسال الأمير قطلوبغا الفخرى على رأس قوة إلى الكرك للقبض على الأمير أحمد.إلا أن قطلوبغا والأمراء الذين صحبوه إلى الكرك، بدلا من القبض على الأمير أحمد قاموا بتأدية يمين الولاء له ولقبوه باللقب السلطانى " الملك الناصر ". غضب قوصون فقام بالاستيلاء على ممتلكات قطلوغبا والأمراء المصاحبين له وطلب من الأمير الطنلبوغا الصالحى أمير سوريا بمهاجمة طشتمر حمص أخضر أمير حلب ففر طشتمر إلى قيصرية البيزنطية وأستولى قطلوغبا على حلب وممتلكات طشتمر بها. في ذات الأثناء قام الأمير قطلوغبا بالهجوم على دمشق ، وإستولى عليها وعلى ممتلكات قوصون بها وكتب إليه يعنفه على قتله السلطان أبو بكر الذي قال قوصون أنه بأنه مرض ومات في قوص ، وعلى قبضه على إخوته أبناء الناصر محمد وأعلمه أنه والأمراء قد إتفقوا على تنصيب الأمير أحمد شهاب الدين سلطاناً على البلاد.


سقوط قوصون ومقتل كجك
جن جنون قوصون ، فراح يغدق على الأمراء والمماليك السلطانية بالهدايا والأموال والألقاب لأجل إغرائهم بتأييده والإنضمام إلى صفه - إلا أن الأمراء - وكان من ضمنهم أيدغمش، كانوا غاضبين عليه بسبب أفعاله وتدبيره لقتل خشداشه الأمير بشتك الناصرى ثم الملك المنصور أبو بكر. ولما وصلتهم أخبار انتصارات قطلوغبا في سوريا واستيلائه على دمشق تشجعوا على مناوءة قوصون والخروج عليه. إتفق كبار الأمراء على عدم الانتظار وبضرورة التحرك قبل أن يفوت الأوان ويقوم قوصون بتنصيب نفسه سلطاناً على البلاد، فقاموا تحت زعامة أيدغمش، ومعهم العديد من المماليك وأعداد غفيرة من عامة الناس، بمحاصرة القلعة ، في أعقاب ذلك ، نشب قتالاً عنيفاً في الشوارع المحيطة بالقلعة بعد أن نادى أيدغمش العامة بمهاجمة إصطبل صائحاً : " يا كسابة ! عليكم بإصطبل قوصون " . 
في خلال بضعة ساعات كانت العامة قد نهبت خيول قوصون وذهبه الذي كان مُخزناً في الإصطبل، وراح قوصون يضرب يداً على يد ويقول: " يا أمراء ! هذا تصرف جند ! ينهب هذا المال جمعه " . لم يتمكن قوصون وأمرائه من الصمود ، فإستسلموا ، وقبض عليهم ورُحلوا أثناء الليل إلى الإسكندرية -لحمايتهم من الجماهير الثائرة- وهم مقيدون بالأغلال ، ونهب الناس ممتلكات قوصون والأمراء والنبلاء وكانوا إذا أرادوا نهب أحد ينعتونه بأنه قوصونى وينهبوا ماله.
وقالت الشعراء في طوسون: " قوصون قد كانت له رتبة تسمو على بدر السما الزاهر..فحطه في القيد أيدغمش من شاهق عال على الطائر "  وصنعت الحلاونية دمى من الحلوى على شكله .
خُلع السلطان الصغير كجك بحجة صغر سنة بعد أن جلس على تخت السلطنة نحو خمسة أشهر  بلا حول ولا قوة أو كما قال ابن إياس : " كالعصفور في يدي النسور ". واُفرج عن أبناء الناصر محمد الذين سجنهم قوصون في قوص. 
في أعقاب ذلك - قام الأمير أيدغمش بأمر الدولة وأرسل بيبرس الأحمدى مع بعض الأمراء إلى الكرك لإحضار السلطان الجديد الملك الناصر شهاب الدين أحمد . 
بقى كجك بعد خلعه في القلعة تحت كنف والدته ، ثم قتل على فراشه وهو في سرياقوس في عام 1345 م ، وكان لم يزل وقتها في الثانية عشرة من عمره .


الملك شهاب الدين أحمد بن قلاوون
1343 م - 1344 م

الملك شهاب الدين أحمد بن قلاوون


مقدمة 
هو الناصر شهاب الدين أحمد بن الناصر محمد بن قلاوون الصالحي .(ولد بالقاهرة - توفى بالكرك 1344). خامس عشر سلاطين الدولة المملوكية ، وثالث من تربع على عرش السلطنة من أبناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون. نصب سلطانا وهو في الكرك في عام 1342م . وبقي على تخت السلطنة نحو ثلاثة شهور.
كان شهاب الدين أحمد ابنا للسلطان الناصر محمد وحفيداً للسلطان المنصور قلاوون. كانت أمه مغنية ومحظية عند الناصر محمد اسمها بياض . شهاب الدين أحمد ولد في القاهرة وأرسله أباه إلى الكرك لتعلم الفروسية فبقى هناك إلى أن مات الملك الناصر فسمح لأخيه سيف الدين أبو بكر الذي كان يصغرة بتولى السلطنة بدلا منه. في عام 1341 قام الأمير قوصون بخلع السلطان أبو بكر ونصب أخيه كجك سلطانا وكان في نحو السابعة من عمره فأصبح قوصون الحاكم الفعلى للبلاد حتى قبض عليه كبار الأمراء بزعامة الأمير أيدغمش في عام 1342 وأودع في السجن وخلع كجك وأصبحت البلاد بلا سلطان وخرج الناس إلى الشوارع يحرقون وينهبون ممتلكات قوصون ومماليكه وأمرائه.


الجلوس على العرش
إتفق الأمراء على تولية شهاب الدين أحمد السلطنة ومنحه ممتلكات وأموال قوصون فدعى له على المنابر بلقب السلطان الملك الناصر أحمد على لقب أبيه ، وبعثوا ببعض الأمراء من ضمنهم بيبرس الأحمدى وجنكلى ابن البابا إلى الكرك لاحضاره إلى مصر وتبعهم بعض العامة برايات صفراء بعد أن طلبوا من الأمير أيدغمش بأن " يزودهم ليروحوا إلى أستاذهم الملك الناصر ويجيئون بصحبته " . إلا أن الناصر أحمد بدلا من مقابلة الأمراء بعث اليهم من يأمرهم على لسانه بالذهاب إلى غزة والانتظار هناك. تلك الفعلة أدهشت الأمراء وأقلقت الأمير أيدغمش الذي كان يستعجل وصول السلطان بسبب خوفه من تطور هياج العامة في شوارع القاهرة والأحداث الدائرة إلى مالا يحمد عقباه فأخفى ما فعله الناصر أحمد وأشاع أنه قادم . ثم تسلم أيدغمش رسالة من شهاب الدين أحمد يشكره فيها ويطلب منه حكم البلاد حتى يصل إلى مصر. في تلك الأثناء أفرج عن أخوة السلطان المخلوع أبو بكر الستة والذين كان قوصون قد أودعهم في السجن بقوص وفرحت العامة وهرعت اليهم وأحتفلت بوصولهم إلى القاهرة. وعاد بعض الأمراء الذين انتظروا شهاب الدين في غزة إلى الكرك مرة آخرى وطلبوا مقابلته إلا أن شهاب الدين رفض مقابلتهم للمرة الثانية وأعادهم إلى غزة ومعهم رسالة منه لبقية الأمراء في غزة لما فتحوها وجدوه يثنى عليهم فيها ويأمرهم بالعودة إلى مصر فبهت الأمراء وغضبوا من سلوك شهاب الدين وأرسلوا إلى أيدغمش في القاهرة يخبرونه بما جرى. إلا أن رسل شهاب الدين وصلوا إلى القاهرة وأخبروا أيدغمش بأن السلطان شهاب الدين قد ركب الهجن وأنه في طريقه إلى مصر فخرجت العامة لاستقباله إلا أن رسول أخر وصل إلى القاهرة وأخبر أيدغمش أن السلطان سيدخل القاهرة في الليل من باب القرافة ، ثم سيدخل القلعة من باب السر .


وقائع الوصول إلى القاهرة
وصل شهاب الدين أحمد إلى القاهرة في الليل في أواخر شهر رمضان  ودخل القلعة بالطريقة التي وعد بها وكان ملثما ويرتدى ثياباُ مفرجة وفي صحبته عشرة من أعراب الكرك ، مما جعل أيدغمش وبقية الامراء يتعجبون من أمره.
في الصباح دقت البشائر بالقلعة وزينت القاهرة ، وأستدعى السلطان أيدغمش وقال له: " أنا ما كنت أتطلع إلى الملك ، وكنت قانعاً بذلك المكان (يقصد الكرك), فلما سيرتم في طلبى ما أمكننى إلا أن أحضر كما رسمتم " . 
ثم كتب أيدغمش عن السلطان إلى أمراء الشام يعلمهم بوصوله إلى مصر ووضع على المكتوب العلامة السلطانية للملك الناصر أحمد والتي كانت : " المملوك أحمد بن محمد " . لم يعجب أمراء الشام سلوك السلطان فكتبوا إلى أيدغمش طالبين منه أن يقابلهم هو والأمراء في سرياقوس لمناقشة الأمر.


مخالفة العادات السلطانية
في يوم عيد الفطر خالف السلطان الناصر أحمد العادات والتقاليد المملوكية التي تبعها أسلافه من السلاطين فلم يصل صلاة العيد ومنع سماط العيدالسلطانى آمرا أن يعمل كل أمير سماطه في بيته وخلا بنفسه في القلعة مع خاصيته الذين قدموا معه من الكرك. وجلس على تخت الملك لأول مرة في العاشر من شهر شوال .


بداية الإنقسام الداخلي للدولة المملوكية
إستقبل الأمير أيدغمش أمراء الشام وقضاتها ووزرائها ونواب قلاعها تحت القلعة وراح الأمير قطلوبغا الفخرى يحدثه عن غرابة سلوك السلطان وارتدائه لثياب الأعراب واختصاصه بأصحابه الذين قدموا معه من الكرك واقامة أحدهم وهو أبو بكر البذدار حاجبا له. فطلب أيدغمش من الأمراء الموافقة على خلعه وإعادته إلى الكرك ، فرفض الأمير طشتمر حمص أخضر وتبعه الأمراء.
ثُم أمر السلطان بتنصيب الأمير طشتمر حمص أخضر نائباً للسلطنة ، وجعل صاحبيه من الكرك يوسف وأبو بكر البزدار مقدمان للدولة ، وخلع عليهما ، فإزداد نفوذهما وإنهمكا في اللهو مع رفاقهما الكركيين ونهبا الأموال حتى أصبح يطلق عليهما أرباب الأموال ، وراح السلطان يهب أصحابه من الكرك ويغدق عليهم بالكثير ، ثم قبض على نائبه طشتمر حمص أخضر لكثرة معارضته له وترفعه على الأمراء وأمر بالقبض على الأمير قطلوبغا الفخرى الذي كان قد عينه نائباً على الشام.


العودة إلى الكرك والإستمرار في مخالفة تقاليد السلطنة
اخبر الناصر أحمد الامراء أنه ذاهب إلى الكرك للاقامة بها لمدة شهر ثم يعود إلى مصر وطلب من الخليفة العباسي الحاكم بأمر الله الذهاب معه ، وبعد أن ودع الأمراء عند قبة النصر خارج القاهرة بدل ثيابة وأرتدى ثياب الأعراب وتلثم ، وبعد أن وصل إلى الكرك منع الذين اصطحبوه في سفره من دخول الكرك بإستثناء كاتب سره وناظر الجيش وأمر الخليفة العباسي بالمضى إلى القدس.
أحضرا الأميران قطلوبغا وطشتمر حمص أخضر إلى الكرك حيث سجنا بقلعتها ، وأهين قطلوبغا ونكل به وأمر السلطان بإحضار حريمه إلى الكرك حيث أسيء اليهن وسلبن من كل شيء حتى ثيابهن ، ونُهبت ممتلكات طشتمر وقطلوبغا بمصر ونقلت إلى الكرك. وراح السلطان يحصن الكرك ويشحنها بالغلال والأقوات.


بداية الصراع الداخلي والإنقلاب على الملك شهاب الدين
غاب الناصر أحمد ولم يعد إلى القاهرة كما وعد فقلقت العامة وتسائلت وأصاب الأمراء غم شديد بسبب ما حدث لقطلوبغا الفخرى في الكرك وخافوا من نشؤ أضطرابات في البلاد خاصة بعد أن بلغهم أن مماليك الأمراء المقبوض عليهم قد باطنوا بعض الأمراء وأوشكوا على التمرد. فاتفق الأمراء على إرسال مكتوب إلى السلطان ليعلموه بفساد الأحوال في مصر ويستعجلوه العودة ، إلا أن السلطان رد عليهم برسالة تقول : " أنى قاعد في موضع أشتهى ، وأى وقت أردت أحضر اليكم ". ثم وردت الأنباء إلى القاهرة بأن السلطان قد قتل قطلوبغا وطشتمر ، فغضبوا ، وقرروا خلعه وتنصيب اخيه عماد الدين إسماعيل.


واقعة خلع السلطان شهاب من الحكم
خلع الأمراء السلطان الناصر أحمد بعد سلطنة سيئة الذكر دامت نحو ثلاثة شهور, قضى منها نحو خمسين يوما في الكرك , قام خلالها بتقديم خاصكيته من الكرك على الأمراء وولاهم المناصب وأغدق عليهم فنهبوا وعاثوا في البلاد فسادا. وقتل وسجن بعض الأمراء المرموقين كما قام بنقل أغنام أبيه وذهبه وجواهره وأغنام الأمير قوصون وأفضل الخيول والهجن إلى الكرك ، وسلب مجوهرات جوارى أبيه والذهب الذي كان يزين أجزاء من القلعة وبعض قبابها و" ما ترك بالقلعة مالا حتى أخذه " . وارسلت التجريدات إلى الكرك ، وحوصرت ونصب عليها المنجنيق . وطلب منه إعادة ما نهبه من مصر وإلا هدمت الكرك حجراً حجراً . وقُبض على الناصر أحمد ، وقُتل في عام 1344 وأرسلت رأسه إلى القاهرة .



الملك عماد الدين إسماعيل 
1344 م - 1345 م

الملك عماد الدين إسماعيل 
( أبو الفداء )


مقدمة
هو الملك الصالح عماد الدين إسماعيل بن الملك الناصر محمد بن قلاوون الألفي الصالحي لقب بـ أبو إسماعيل وأبو الفدا .
(ولد بالقاهرة حوالي 726 هـ/ 1325م- توفى بالقاهرة في 14 ربيع الآخر 746 هـ / 1345م). 
وهو يعد سادس عشر سلاطين الدولة المملوكية البحرية ، ورابع من ولى السلطنة من أبناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون. 
بويع سلطاناً على مصر والشام بعد خلع أخيه الملك الناصر شهاب الدين أحمد أول سنة 743هـ / 1342م ، ومدة سلطنته نحو ثلاث سنوات ، إتسمت بالقلاقل الداخلية وصراعه المستمر مع أخيه المعزول.


الجلوس على العرش
كان عماد الدين إسماعيل ابناً للسلطان الناصر محمد، وحفيداً للسلطان المنصور قلاوون، وأخاً غير شقيق للسلطان شهاب الدين أحمد، أنجبه السلطان الناصر هو وشقيقه سيف الدين شعبان من إحدى جواريه . 
وقد كان من بين أبناءه الذين قبض عليهم الأمير قوصون الناصري مع أخيهم السلطان سيف الدين أبو بكر وسجنهم في قوص في سنة 1341م. وعرف عماد الدين خلال فترة سجنه بقوص بالعفة والتدين والصلاة الدائمة وقرأة القرآن وصيام الإثنين والخميس. فلما خلع الأمراء أخيه شهاب الدين أحمد الذي رحل إلى الكرك ورفض العودة إلى مصر لحكم البلاد من القاهرة ، قرروا ، لحسن خلق عماد الدين وصيته، تنصيبه سلطاناً على البلاد بلقب الملك الصالح عوضاً عن أخيه ، فبايعوه وأجلسوه على العرش في 12 محرم 743هـ / 1342م، ودقوا له البشائر بقلعة الجبل وزينت له القاهرة بعد أن حلف لهم أنه لن يؤذي أو يسجن أحداً بغير ذنب يجمع على صحته .
أقيم الأمير آقسنقر السلاري نائباً للسلطنة عوضاً عن الأمير طشتمر حمص أخضر الذي قتله السلطان المخلوع شهاب الدين أحمد في الكرك ، وصار الأمير أرغون العلائي، زوج أم السلطان عماد الدين ، رأساً للمشورة ومدبراً للدولة ، وأمر عماد الدين بالإفراج عن المساجين في أنحاء مصر عدا من عليهم أحكام بالإعدام. وقبض على الأمير ألطنبغا المارديني وقُيُدَ ، ثم أرسل إلى سجن الأسكندرية .


الصراع مع شقيقه المخلوع شهاب الدين
كتب عماد الدين إلى أخيه السلطان المخلوع المقيم بالكرك يعلمه بأن الأمراء قد نصبوه سلطاناً على البلاد عوضاً عنه بعد أن علموا أنه لا يرغب في حكم مصر وأنه يفضل البقاء في الكرك والشوبك، وطلب منه إعادة القبة والطير والغاشية والنمجاة إلى مصر. وخرج الأمير بيغرا في عدة من الأمراء إلى الكرك لإستعادة الخيول السلطانية التي أخذها معه السلطان المخلوع. وبعد بضعة أيام عاد إلى القاهرة الخليفة العباسي الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد والمماليك السلطانية وبعض الأمراء بعد أن اقاموا لبعض الوقت في غزة تنفيذاً لأمر السلطان المخلوع شهاب الدين. كما فر كاتب السر علاء الدين علي بن فضل الله وبعض أرباب الدولة من الكرك إلى مصر خوفاً من أن يقتلهم السلطان المخلوع. وأصدر عماد الدين أمراً يمنع المماليك السلطانية ومماليك الأمراء وأجناد الحلقة من ركوب الخيل بعد العشاء أو التلاقي في جماعات . وبعد أن أجرى عماد الدين التغيرات اللازمة ، وأنعم على بعض الأمراء وقبض على بعض الأمراء لتثبيت حكمه، واستقرت الأمور في البلاد بعض الشيء، تزوج من ابنة الأمير أحمد ابن الأمير بكتمر الساقي .
وصلت الأنباء إلى القاهرة بأن السلطان المخلوع الناصر أحمد قد إتفق مع بعض الكركيين على دخول مصر وقتل عماد الدين فتقرر إرسال تجريدة إلى الكرك لقتاله، وجهزت التجريدة وخرجت إلى الكرك تحت قيادة الأمير بيغرا. وفي أثناء ذلك مرض السلطان عماد الدين ، فإتهمت أمه أم السلطان السابق علاء الدين كجك " أردو " المغولية الأصل بأنها قد سحرته فذهبت إليها ، وإعتدت عليها ، وضربت جواريها للإعتراف عليها ، ولما شفي السلطان اقيمت الزينات بالقاهرة وذهبت أمه إلى مشهد السيدة نفيسة ووهبته قنديلاً من ذهب زنته نحو رطلين . وكتب عماد الدين إلى الناصر أحمد يعدد له مساوئه ويهدده بتدمير الكرك حجراً حجراً، وأمر بمسير عسكر غزة وصفد والعربان إلى الكرك لمعاونة الأمير بيغرا في حصارها. وتمكنت التجريدة من هزيمة الناصر أحمد والكركيين وتحصن أحمد بالقلعة وطلب منحه بعض الوقت حتى يكاتب أخيه السلطان في القاهرة في أمر من يتسلم منه القلعة، ولكن كانت في نيته كسب بعض الوقت لتنظيم عساكره ومعاودة القتال وهو ما فعله، فعادت تجريدة الأمير بيغرا بالجرحى إلى القاهرة بناءً على طلب عماد الدين . وفي 10 شوال أرسلت إلى الكرك تجريدة ثانية عدتها ألفي فارس بقيادة الأميران " بيبرس الأحمدي " و" كوكاي "، وأرسل المنجنيق ونصب على الكرك، وأرسلت تعزيزات في مستهل سنة 744هـ تحت قيادة الأميران " أصلم " و" بيبغا " .
ظلت تجريدات السلطان عماد الدين إلى الكرك تروح وتجيء واستمر الحصار، ثم أرسل السلطان المخلوع أحمد إلى أخيه عماد الدين والأمراء يعتذر عن قتله الأميرين " قطلوبغا الفخري " و" طشتمر حمص أخضر "، وأكد لهم أنه سيحضر إلى القاهرة أو سيبقى في الكرك بناءً على مايطلبونه منه ، فتوجه إليه الأمير طشتمر برد يتضمن أنه إن أراد ان يعيش هانئاً مطمئناً بالكرك فإن عليه أولاً إعادة ما أخذه من مصر من مال وخيل وغير ذلك، وإلا هدمت عليه الكرك حجراً حجراً . ولكن الأمير طشتمر عاد إلى مصر بدون رد حاسم من الناصر أحمد وبدون حتى أن يتمكن من مقابلته. ولكنه عاد ببعض الكركيين الذين وافقوا على مخامرة الناصر أحمد والتعاون في القبض عليه مقابل منحهم إقطاعات وإنعامات ، وإشتد الحصار على الكرك وقلت الاقوات ونفدت أموال الناصر أحمد، حتى صار يسبك ما عنده من السروج الذهب وغيرها، بعد خلطها بشيء من النحاس ليجعل منها ما يماثل الدنانير لينفق منها على أجناده ، فبدأ أهل الكرك يتخلون عنه ويخامرونه لدى أمراء التجريدات مقابل المال. وأنفق عماد الدين هو الآخر أموالاً طائلة على التجريدات المتوالية التي لم يبق بمصر أمير من الأمراء إلا وشارك فيها ، حتى شح المال في الخزانة وبيت المال وبدأ يقترض من التجار وبيوت الأمراء .
في هذه الأثناء ، ظهر كاتب كركي يدعى " بالغ الأمراء  " ، وكان من أهل ثقات الملك الناصر أحمد ومن المقربين إليه ، كان قد وعدهم بتسليم الكرك إليهم على أن يمنحوه الأمان، فلما منحوه الأمان ذهب إلى القاهرة ومعه بعض مشايخ الكرك ، فأكرمهم السلطان عماد الدين وأنعم عليهم ومنحهم إقطاعات. وعلم الملك الناصر أحمد بخيانة الكركيين له فتحصن بالقلعة ورفع جسرها ، ودخل العسكر الكرك ونشب قتال بينهم وبين الملك الناصر وأعوانه المتحصنين معه داخل القلعة وراح المتحصنون يتسربون من القلعة واحداً تلو الآخر حتى لم يعد مع الملك الناصر سوى عشرة رجال ، وأضرم العسكر النار تحت البرج ثم أقتحموا القلعة في 12 صفر ، بعد أن إستبسل الملك الناصر في الدفاع عنها ، وجُرِحَ في بضعة مواضع من جسده ، ولم يبق أمامه سوى الإستسلام، فأستسلم للأميرين " أرقطاي " و" قماري " وهو يحمل سيفه وقوسه ، والدماء تسيل من كتفه ، فقبضوا عليه وقيداه، وانطلق ابن الأمير " بيبغا " إلى القاهرة حاملاً نبأ سقوط قلعة الكرك في أيدي الأمراء، ووقوع الملك الناصر أحمد في الأسر، فدقت البشائر في قلعة الجبل سبعة أيام. 
وكانت مدة حصارالكرك سنتين وشهراً وثمانية أيام.
أرسل الأمير منجك السلاح دار إلى الكرك بدون علم الأمراء أو مشاورتهم لقتل الملك الناصر أحمد، فوصل إلى الكرك ودخل عليه سراً وخنقه في ليلة 4 ربيع الأول وقطع رأسه وعاد بها إلى القاهرة ليقدمها للسلطان عماد الدين إسماعيل ، ولما رأى عماد الدين رأس أخيه أصابه رعب شديد ومرض وبات ليلته يراه في نومه.

ميول الملك الصالح إسماعيل الشخصية للجواري السُود
لقد إشتهر عماد الدين بحب الجواري السود وكان يشجع الشعراء على مدح السواد وذوى البشرة السوداء في قصائدهم . وأثناء فترة حكمه صار للجواري والخدم مكانة مرموقة في البلاط السلطانى حتى أصبح الأمراء يلوذون بهم ويستعينون بهم لقضاء حاجاتهم، ولدرجة أن النائب آل ملك كان يقول لمن يسأله إقطاعاً أو مالاً : " يا ولدي رح إلى باب الستارة أبصر طواشي ، أو توصل لبعض المغاني تقضى حاجتك " .

أعمال وإنجازات الملك الصالح إسماعيل
لقد أكمل الملك الصالح إسماعيل عمارة الدهيشة بقلعة القاهرة التي كان والده الناصر محمد قد توفى قبل إتمامها. وكانت له مزرعة كبيرة بالشرقية جعلها وقفاً مرصوداً لكسوة الكعبة الشريفة بوصفه خادم الحرمين الشريفين .


واقعة القبض على الأمير أقسنقر السلاري نائب السلطان
بعد إرسال التعزيزات إلى الكرك بثلاثة أيام قبض عماد الدين على نائب السلطنة آقسنقر السلاري وعدة من الأمراء وسجنهم في سجن الإسكندرية. وكان آقسنقر لا يرد طلباً لأحد ، وكان يتساهل ، بدون مراجعة وتمحيص، في منح الناس إقطاعات وأراض يطلبوها منه بالحق أو بالباطل، وكان إذا قام أحدهم بنصحه بضرورة التحري عن صحة حق الطالب فيما يطلبه يقول : " ليش تقطع رزق الناس ؟ ". وعلى هذا النحو فسدت الأحوال خاصة في الشام ، ولما حدثه عماد الدين في هذا الموضوع رد عليه قائلاً : " أنا من طلب مني شيئاً أعطيته ، وما أرد قلمي عن أحد "، ورفض الإمتثال لأمر السلطان بضرورة التحري عن شرعية وصحة طلبات الناس، مما أغضب الأمير آقسنقر الناصري آمير خور، فوشى به عند عماد الدين والأمراء أنه يباطن ويكاتب السلطان المعزول أحمد في الكرك، فعزلوه وقبضوا عليه كما تقدم.



تعيين الأمير الحاج آل ملك نائباً للسلطان في مصر 
بعد عزل أقسنقر من منصبه ، قام السلطان عماد الدين بتعيين الأمير الحاج آل ملك نائباً على السلطنة عوضاً عنه بعد أن اشترط على عماد الدين ألا يفعل شيئاً يخص آمور الدولة دون مشورته وأن لا يعارض رأيه ، وأن يمنع بيع الخمر في البلاد ، وأن يقيم الشرع .


شروط وأحكام الحاج آل ملك في مصر وفساده 
إستقر الأمير الحاج آل ملك في منصب نيابة السلطنة ، ويقول إبن إياس عنه أنه " كانت له بمصر حرمة وافرة ، وكلمة نافذة ، وعظمة زائدة " حتى قال فيه بعض الشعراء : " آل ملك الحاج غدا سعده يملأ ظهر الأرض مما سلك " . وأول ما فعله الأمير الحاج بعد توليه النيابة هو أنه أمر والي القاهرة بالنزول إلى " خزانة البنود " بالقاهرة وإراقة الخمور المخزنة فيها ، وإخراج البغايا وأسرى الأرمن والصليبيين منها. و" خزانة البنود " كانت في الأصل سجناً يسجن فيه الأمراء والمماليك والجنود، وكان به قسماً يسجن فيه اللصوص وقطاعي الطرق. وفي عهد السلطان الناصر محمد، الذي كان شغوفاً بالبناء والعمران، أسكن فيه أسرى الأرمن والصليبيين الذين كان يستخدمهم في تشييد المنشئات، فتحول السجن إلى منطقة سكنية يعيش ويتوالد فيها أولاء الأسرى. وبعد حين راح الأسرى يعصرون الخمور ويربون الخنازير ويبيعونها، وتحولت المنطقة إلى بؤرة فساد ، تنتشر فيها الرذيلة بأنواعها ، وصارت موضعاً يفر إليه ويختفي فيه بعض المماليك والشبان والنسوة والجواري. 
وكان الأمير الحاج قد اشتكى للسلطان الناصر محمد من تلك المنطقة الفاسدة ولكن الناصر ، غضب منه وقال له : " ياحاج ! كم تشتكي من هؤلاء ، إن كان ما يعجبك مجاورتهم انتقل عنهم ". فانتقل الأمير الحاج إلى ظاهر حي الحسينية وسكن هناك وبنى جامعاً وحماماً وحوانيتاً جوار داره، وبقي هناك حتى عينه السلطان عماد الدين نائباً للسلطنة فسنحت له الفرصة لتدمير المنطقة. ونزل والي القاهرة في عدة من أصحاب الأمير الحاج وهاجموا " خزانة البنود " وطردوا سكانها، وكسروا جرار الخمر المخزنة فيها، وهدموها وباعوا أرضها للأمير قماري الذي دفع من بيت المال، وقدم الناس فبنوا فيها الدور والطواحين وغير ذلك. ويذكر المقريزي أن يوم تدمير " خزانة البنود " كان يوماً مشهوداً ، وأن تدميرها كان يعادل فتح عكا .
بعد أن إنتهى الأمير الحاج آل الملك من تدمير " خزانة البنود " أمر والي القلعة بفعل نفس الشيء في بيوت الأسرى المقيمين بالقلعة ، فأنزل الوالي الأسرى من القلعة وكسر جرار الخمر ، وكان الأسرى المقيمون بالقلعة من خواص الأسرى ، وعليهم كان يعتمد الملك الناصر في تشييد عمائره ، وكانوا في فساد كبير مع المماليك وحريم القلعة. وتم نقل أسرى " خزانة البنود " والقلعة للسكنى في موضع يدعى " الكوم "، كان يقع فيما بين جامع ابن طولون ومصر (المدينة) .
وبعد الانتهاء من أمر الأسرى ، أصدر الأمير الحاج أمراً بمنع ضرب الخيام على شاطئ النيل بالجزيرة وغيرها من أماكن النزهة وذلك لمنع اختلاط الرجال بالنساء وفعل المنكرات. كما اصدر عدة قرارات من بينها منع الملعوب في الشوارع (مثل مناطحة الكباش، ومناقرة الديوك، والقرادة والدبابة)، وإبطال مقايضات التنازل عن الإقطاعات التي كانت شائعة بين الأجناد، كما ألغى المراسيم التي اصدرها سلفه آقسنقر السلاري لأهل الشام. وتعقب الأمير الحاج شاربي الخمر ونودى بالقاهرة أن من أحضر إليه سكراناً أو حاملاً لجرة خمر ستتم مكافئته، فقعد الناس لشاربي الخمر بكل طريق طمعاً في المكافأة. 
كما نودى بأنه إذا أذن للصلاة فعلى أهل الأسواق القيام بالصلاة أمام حوانيتهم بإمام يصلي بهم، ففرشت الأبسطة الطويلة في الأسواق .


فترة المرض الأخيرة والوفاة 
تعلل الصالح إسماعيل من رؤية رأس أخيه أحمد وبقى يعانى من الأرق والكوابيس واشتد عليه المرض. ولما ذهب إليه بعض الأمراء وهو في نزعه الأخير يطلبون منه أن يعهد بالسلطنه من بعده إلى أحد، بكى وأبكى الأمراء وقال لهم : " سلموا على النائب والأمراء، وعرفوهم أنى إن مت يولوا أخى شعبان ".
وقد توفى السلطان الملك عماد الدين إسماعيل في 4 ربيع الآخر سنة 764هـ / 1345م، ومنع أخيه شعبان إشاعة نبأ وفاته إلى أن إستقرت له الأمور ونصب سلطاناً.


الملك شعبان الكامل
( سيف الدنيا والدين )

1345 م - 1341 م



مقدمة
هو الملك الكامل سيف الدين شعبان بن الناصر محمد بن قلاوون .
وشهرته " سيف الدنيا والدين " .
وهو سلطان مملوكي تولى عرش مصر في الفترة (1345 - 1346)م في عهد الدولة المملوكية ولد عام 1328 ميلادية وتوفي عام 1346 ميلادية والموافق 747 هجرية وهو من ملوك الدولة المملوكية بمصر والشام. 

قطعة أثرية يرجع تاريخها إلى عهد الملك الكامل 


الجلوس على العرش ومساوئ الحكم 
ولي السلطنة بالقاهرة ، بعد وفاة أخيه الصالح إسماعيل ، وبعهد منه سنة 746 هـ - وكان طائشاً متهوراً ، حيث إستدعى أخويه (حاجي وحسينا) ، فتأخرا عن الحضور ، فأمر بقتلهما ! وأقبل على اللهو واللعب بالحمام ، وصادر أموال الموظفين ، فثار أمراء الجيش ، فقاتلهم ، فكسروه وخلعوه ، وأنقذوا أخويه ، فولوا أحدهما السلطنة وهو حاجي بن محمد وسجنوا شعبان ، حيث كان أخواه ، فأرسل إليه حاجي من خنقه في سجنه. مدة سلطنته سنة وشهران ونصف. 
وقد قال المؤرخ إبن تغري بردي عنه - مامضمونه - أنه كان من أشد الملوك ظلماً وعسفا ًوفسقاً.

الملك المظفر زين الدين حجي
1345 م - 1347 م



مقدمة
هو الملك المظفر زين الدين حاجى بن الناصر محمد بن قلاوون الألفي الصالحي .
ولد في عام 1331 م .
تولى الحكم في الفترة من : (  1346م - 1347م ).
وهو السلطان الثامن عشر للدولة المملوكية ، وسادس السلاطين من أبناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون.
ويقال أنه لما بشر والده السلطان الناصر محمد بن قلاوون بمقدمه سماه " سيدى حاجي " (نسبه لـ حاج) .
بويع سلطاناً على مصر والشام وهو في سن التاسعة عشر من عمره، بعد أن عُزل اخوه الكامل شعبان. وحكم مصر والشام حوالي سنة وثلاثة أشهر من 1346 إلى 1347. ووصف بالهوج والدموية .

صراع الزعامة وبداية الحكم 
بعد أن قبض عليه أخاه شعبان هو واخوه حسين بنية قتلهما تمرد الأمراء بزعامة الأمير أرغون شاه، فخرج لهم شعبان من قلعة الجبل بنصيحة زوج والدته أرغون العلائى لمحاربتهم، فاسروا أرغون العلائى، وإنفض عنه فرسانه ومماليكه، فهرب لداخل القلعة واختبأ عند أمه بقي كذلك حتى تمكن الأمراء من اخراج حاجى وحسين من الحجز وقبضوا عليه وهو مختبئ في قاعة الزيره وسجنوه في قاعة الدهيشه التي كانت سجناً لأخويه حاجى وحسين من قبل (أنظر : سيف الدين شعبان). يحكى أن الأمير أرغون عندما أطلق سراحهم قبل الأرض لحاجى وقال له : " بإسم الله اخرج أنت سلطاناً " وأخدهم وأقعدهم على باب الستاره ، وبعدما قبض على شعبان طلب الخليفة والقضاة أن ياتوا وركب حاجى على حصان وذهب به على الإيوان ومعهم أمير حسين وحمله المماليك على أكتافهم. وجلس حاجى على عرش مصر وهو في سن الخامسة عشر من عمره، وبعد ما حلفه الأمراء على ألا يؤذي أحد منهم، بايعوه ولقبوه بلقب " الملك المظفر "، وسافر الأمير بيغرا إلى الشام لإبلاغ الأمير يلبغا اليحياوى نائب السلطنة في الشام الذي كان في ما مضى متمرداً على السلطان سيف الدين شعبان ، فلما بلغ بالذي حصل في مصر فرح وبايع زين الدين حاجى هو وباقي النواب في الشام وخطبوا له على المنابر وكتبوا إليه التهاني .
وكانت المكافأة التي حصل عليها أرغون شاه قائد التمرد على الكامل شعبان ، تعيينه نائب على صفد وكان هذا لإبعاده عن مركز السلطنة. وذلك لأن أرغون كان قد أصابه الغرور بعد نجاحه في إسقاط الكامل شعبان، وبدأ يتدخل في شؤون السلطان الحكم، وأدى هذا لنقمة السلطان حاجي عليه وكاد أن يعتقله لولا ثنيه من قبل نائب السلطنة أرقطاى، فاكتفى بإبعاده إلى صفد.

أعماله وإنجازاته في الحكم
لقد بدأ حاجى حكمه بالقبض على أكثر من خادم من خدام الكامل شعبان وحاشيته، وطلب منهم إرجاع الرشاوي التي أخذوها من الناس ليقضوا لهم مصالحهم ، وصادر أموالهم وممتلكاتهم ، وطرد الأمراء أم الكامل شعبان ونساءه من قلعة الجبل وجمعوا جوارى قصره وأحصوهم ، فناهزوا الـ 500 جارية ، فأخذوهم وفرقوهم على بعض. وصودرت ممتلكات المغنية إتفاق ، وأخرجوها هي أيضاً من القلعة ، ورحل الأمير أرغون العلائى زوج أم شعبان على سجن الإسكندرية.
وصدر السلطان حاجى مرسوماً بإسترجاع كل الأملاك التي أخذتها نساء الكامل شعبان لأصحابها ، ونودي في القاهرة ومصر برفع المظالم التي حصلت في عهد شعبان ، ومنع كل الملاعيب في الشوارع. وعثر على صندوق مفتاحه كان مع أحد المقبوض عليهم اسمه الشيخ على الدوادار لما فتحوه لقوا جواه قوارير فيها مواد لما كشف عليها العلماء إتضح أنها سموم مميته وقر الشيخ على أن رجل مزين قد قابل شعبان فيما مضى حينما كان مسجوناً في قوص مع إخواته ، ولما سمع انه تولى السلطنة ذهب له وعرض عليه أن يصنع له سموم كان يصنعها مع رجل رومي إسمه أقسنقر الرومى وكانوا يجلبون هذه الأعشاب والمواد الضارة من الشام .
وكجاري العادة بعد تنصيب سلطان جديد على العرش ، حدثت تغييرات وتبديلات، فناس رفعت وناس وطئت، وناس أخرجت من السجن وأناس أدخلوا إلى السجن ، كما عين الأمير أرقطاى على كره منه نائباً للسلطان..


العلاقة بين الملك حاجي والمغنية إتفاق 
لقد بدأ سيف الدين حاجى في السير على خطى اخوه شعبان ، فإتجوز أرملته بنت الأمير تنكز وعمل فرح كبير دام سبع تيام جاب فيه الرقاصين والمغنيين من كل مكان ، ودفع لهم مبالغ كبيره ، ورش الدهب على عروسته وجهزها بجهاز غالى ، ورجع المغنيه إتفاق وخدامينها وجواريها القلعة ، وبعد ما تزوجها سراً ، فرش تحت رجليها الحراير ورش عليها الدهب ، فغنت له على العود ، فإزداد إفتتان بها ، فأغدق عليها بثمين العطايا ، والهدايا ، والتي منها حليٌ مرصعة بالألماظ ، وست لؤلؤات من أثمن اللآلئ في هذا الزمان ، وأصدر مرسوم بترجيع مرتبات اتفاق وخدامينها وجواريها، وجاب عبد على العواد مدرس إتفاق القلعة ، وبعد ما غنى له هو كمان وهبه إقطاع وهدايا. انهمك المظفر حاجى في متعه الشخصية ، وفوق اتفاق بقى غاوى كمان جاريه اسمها سلمى وجاريه اسمها الكركيه ، وإنشغل بالثلاثه عن شئون الأمرا والدوله وبقى يصرف عليهم ببذخ ، فبدأ الأمراء والمماليك يتكلموا في الموضوع ، ولما عرف حاجى بكلام الأمرا قرر انه يقبض على كام واحد منهم ن لكن الأمير أرقطاى نايب السلطنة، وكان راجل عنده حكمه ، قعد ينصح فبه انه ما يقدمش ع الخطوه دى لغاية ما غير قراره . لكن الأحوال كانت قد بدأت في التدهور من جديد وإزدادت الديون بسبب الاسراف وكثرة مرتبات الخدامين والعبيد والقهرمانات والعجايز الذين كانوا يحصلون إعانات من الدولة ، لدرجة أن أصبحت أكثر من المصاريف التي كانت ايام الكامل شعبان. 
كما بدأ حاجى في جمع خاصكيته من حوله ، وإنضم ليهم الأمير غرلو الذي بقى ينصح حاجى وحاجى يأخد بنصائحه طوالى ، وإنشغل حاجى بلعب الكوره " كرة القدم " مع خاصكيته في الميدان تحت القلعة ، وبعمل الولايم في منتجع سرياقوس. 
ومما يذكر في ذات الصدد ، أنه ذات مرة كان قد أقام وليمه عظيمة كان قد دعى إليها الأمير ملكتمر الحجازي ، قام فيها بتقديم  خمسمائة خروف ، وجاب أهل الرقص والمغنى ، وقام بدعوة الأمراء بسبب خسارته رهان على مباراة كره قام بلعبها ضد السلطان . 

الملك حاجي ومحبته المفرطة للنساء  
لقد نصح الأمراء زين الدين حاجى بان يخرج من القلعة النساء الثلاثة ، إتفاق وسلمى والكركية ، وينتبه لشئون المملكة ، وقاموا بترهيبه من عاقبة إهماله شئون الدولة فوافق على مضض ، وراح يبحث على شيء يشغله عن فراق النساء ، فقرر أنه يربى الحمام ، ووصنع حظيرة فوق سطح الدهيشه وملائها بالحمام.
لكنه بقي بدل أن يكون مشغولاً بالنساء أصبح مشغولاً بالحمام ، فإنتهز بعض الناس هذه الفرصة لإستغلاله ، وإجتمعوا حولة وأقنعوه بالإهتمام بممارسة رياضة كرة القدم وإعطائها الاولوية عن أي شئ آخر - حتى وإن كانت مسئوليات الحكم - كما كانوا يقيمون أيضاً مباريات في التحطيب ، ومن ذلك ، أن كان هناك رجل إسمه الشيخ على بن الكسيح ، كان يأتي مع الحظايا ، وينقل إليه ما يقال عنه ، فشق ذلك على ألامراء وحدثوا الأمراء ألجيبغا وطنيرق، وهؤلاء كانوا من كبار خاصكيته ومقربينه ، فلما ذهبوا إليه غضب وأطلق لسانه عليهما وذهب وأحضر الحمام وذبحهم أمامهما ووقال: " والله لأذبحنكم كما ذبحت هذه الطيور " .


الأمير غرلو ومؤامرة قتل الأمراء 
كان الأمير غرلو الذي كان مسيطراً عليه ، قد أمر الأمراء ونصحه أنه يفتك بهم ، وإتفقوا على انهم يقتلوا الأمراء آقسنقر الناصرى، وملكتمر الحجازي ووعدة أمراء اخرين ، ولما أتي الأمراء القلعة قتل اقسنقر وملكتمر ، وقبض على أكثر من أمير ، وتمت مصادرة ممتلكاتهم جميعاً . 
ولما علم الأمير يلبغا اليحياوى نايب الشام بما حدث ، غضب وكتب للنواب عن ما حدث وبدأ يستعد للخروج عن طاعة المظفر حاجى ، مثلما خرج من قبل عن طاعة أخوه الكامل شعبان .
كما قام الملك حاجي أيضاً بإكثار البدو في مصر ، والذين إزدادت مع وجودهم حوادث قطع الطرق ، وترهيب السكان وكثرت أعمال النهب منهم وزادت جرائمهم وقتلهم للناس وخطف محاصيل الفلاحين.
ويذكر تقي الدين المقريزي مانصه : " كثر عبث العربان بأرض مصر ، وكثر سفكهم للدماء، ونهب الغلال من الأجران " .
وقد وصلت للسلطان أخبار من الصعيد ومنطقة الفيوم عن حشود البدو في الصعيد وقطعهم الطريق إلى الحد الذي أصبحت معه الناس عاجزة عن السفر والتنقل من بلد لبلد ، إلا ان زين الدين حاجى لم يبد إهتماماً وفضل قضاء حياته كلها في اللهو ، واللهث خلف ملذاته وهواياته .

إهمال الملك حاجي لشئون الحكم
إندمج حاجى مع عامة الناس ، والصعاليك ، حيث أصبح يقوم بخلع ملابسه ، ويدخل  في مباريات مصارعه ورمى رمح وباليل يجيب على العواد ويسهروا يغنوا ، وفوق ذلك كله ، أنه وقع في حب جاريه تانيه اسمها " كيدا " اشترى لها أملاك وصرف عليها فلوس كثيرة قام بإنفاقها على حظاياه والخدم والعبيد واصحابه الأوباش والحمام ، وكان بينثر الدهب واللولؤ على الخدامين والجوارى ، وبيحكى ابن إياس انه كان بيعمل للحمام خلاخل وسلاسل دهب وكان مطعم عششه بالعاج والأبنوس ، وبدد عليه مبالغ ضخمه .


نهاية الملك حاجي ومقتله
أصبح الأمراء ناقمين من تصرفات حاجى ولعبه بالحمام ومصاحبة الأوباش. وعلى الرغم أن اللعب ومصاحبة الأوباش في حد ذاتهم ما كانوا مشكله بالنسبة للأمراء إنما المشكلة انه كان بيبدد من خزانة الدولة وهذا سبب غلاءً في مصر والشام .
كما قام الأمراء ألجيبغا وطنبرق كلموه تانى وحذروه من مغبة تصرفاته، فغضب ودبح الحمام وقالهم تانى : " والله لأكون دابحكم كلكم ذى ما دبحت الحمام ده ". 
وفي اليوم الثاني ، قام بإرسال خشداشية أليبغا وطنبرق إلى الشام وراح ليشتكي لمحظياته ، وكان معاهم الشيخ على الكسيح وقالهم انها ما بقتش عيشه بهذا الشكل ، وانه سوف يقوم بذبح أليبغا وطنبرق الذين يحارباه دوماً ، لكن على الكسيح نقل الكلام للأمير ألجيبغا وقاله يحرص هو والأمير طنبرق لإن حاجى مش حايسيبهم - وبالفعل - بدأ حاجى يهدد ألجيبغا ويعامله معامله سيئة. 
وإبتدأ الأمراء يحضروا نفسهم للتخلص من حاجى واتفقوا مع بعض وضموا الأمير أرقطاى نايب السلطنة لصفهم. وبعت الأمير ألجيبغا للسلطان حاجى يعرفه أنه والأمرا إنشقوا عليه ، وطلب منه يروح لهم تانى يوم عند قبة النصر. وراح الأمراء واجتمعوا بسلاحهم وعساكرهم عند قبة النصر وبعث حاجى لنائبه أرقطاى يعاتبه على خروجه عليه وإنضمامه للأمراء المتمردين ، فرد عليه أرقطاى : " مملوكك الذي قمت بتربيته ، تمرد عليك ، وقالنا إنك سئ النية ، لقد قتلت مماليك أبيك ، وقمت بالإستيلاء على أموالهم ، وهتكت حريمهم من غير وجه حق ، وفي نيتك أيضاً التخلص على البقية المتبقية منهم " ، فسأله حاجى : بما مضمونه - ماهي مطالبهم ؟ ، فرد عليه الأمراء انهم يريدون سلطان غيره للجلوس على العرش ، فقال لهم : " انا لم أمت إلا على ظهر حصانى " ، وراح عليهم بمماليكه ، إلا إن الأمراء الذين كانوا معه هربوا منه واحد تلو الأخر ولم يتبقى معه إلا حوالي عشرين فارس ، وإلتم عليه الأمراء وقبضوا عليه واخذوه على حصان على تربة آقسنقر الرومى تحت الجبل وأنزلوه من الحصان لكي يقتلوه، فتوسل لهم : " بالله لا تستعجلوا على قتلي وخلوني ساعة " فردوا عليه : " فكيف استعجلت على قتل الناس، ولو صبرت عليهم صبرنا عليك " .

قتل السلطان زين الدين حاجى في يوم الأحد 16 ديسمبر 1347 وهو في سن العشرين من عمره، بعد حكم دام حوالي سنة وثلاثة أشهر. وصفه المقريزى بإنه كان شجاع وجرئ على الدنيا ومنهمك في الفساد وتضييع الأموال .


الملك بدر الدين الحسن 
1309 م - 1341 م

مقدمة
هو الملك الناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن بن الناصر محمد بن قلاوون تولى عرش مصر في الفترة (1347 : 1351 م) كسلطان للدولة المملوكية بمصر والشام والحجاز واليمن والعراق وأفريقية. 
وبحسب المؤرخ فريد أنجستروم قام الناصر بدر الدين حسن بإضطهاد الأقباط ، حيث جعل المسيحيين "كبش فداء لكل شيء".
هو الابن الثامن من أبناء الناصر محمد بن قلاوون، تولى الحكم بعد أخيه المظفر زين الدين حاجي بن الناصر محمد، وتولى بعده الحكم أخيه الناصر بدر الدين للمرة الثانية.
 ولد السلطان حسن سنة (735هـ =1335م) ونشأ في بيت ملك وسلطان ؛ فأبوه السلطان الناصر محمد بن قلاوون صاحب أزهى فترات الدولة المملوكية بلغت فيها الدولة ذروة قوتها ومجدها، وشاء الله أن يشهد الوليد الصغير ست سنوات من سني حكم أبيه الزاهر، فقد توفي سنة (741هـ = 1340م)، وخلفه ستة من أبنائه لا يكاد يستقر أحدهم على الملك حتى يعزل أو يقتل ويتولى آخر حتى جاء الدور على الناصر حسن فتولى السلطنة في (14 من رمضان 748 هـ= 18 من ديسمبر 1347م) صبيا غض الإهاب لا يملك من الأمر شيئا، قليل الخبرة والتجارب ، فقيرًا في القدرة على مواجهة الأمراء والكبار وتصريف الأمور.


الجلوس على العرش ( الولاية الأولى )
وكان يدبر الأمر الأميران منجك وأخوه "بيبغاأرس"، وأصبح السلطان حسن كالمحجور عليه.. عاجزا عن التصرف، وشاءت الأقدار أن تشهد السنة الثانية من حكمه ظهور الوباء الذي اشتد بمصر وفتك بمئات الألوف، ويذكر المؤرخون أنه كان يموت بمصر ما بين عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألفا في اليوم الواحد ، وحفرت الحفائر وألقيت فيها الموتى؛ فكانت الحفرة يدفن فيها ثلاثون أو أربعون شخصاً ، وعانى الناس من الضرائب والإتاوات التي فرضها عليهم الأميران الغاشمان ؛ فاجتمع على الناس شدتان: شدة الموت، وشدة الجباية.
وفي سنة (751 هـ= 1350م) أعلن القضاة أن السلطان قد بلغ سن الرشد ، وأصبح أهلا لممارسة شئون الحكم دون وصاية من أحد أو تدخل من أمير ، وما كاد يمسك بيده مقاليد الأمور حتى قبض على الأميرين وصادر أملاكهما ، وكان هذا نذيرا لباقي الأمراء، فخشوا من إزدياد سلطانه واشتداد قبضته على الحكم ، فسارعوا إلى التخلص منه قبل أن يتخلص هو منهم ، وكانوا أسرع منه حركة ، فخلعوه عن العرش في (17 من جمادى الآخرة 752 هـ = 11 من أغسطس 1351م)، وبايعوا أخاه الملك صلاح الدين بن محمد بن قلاوون ، وكان فتى لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.


الولاية الثانية للملك الحسن
لم يكن حظ السلطان الجديد أسعد حالاً من أخيه السلطان حسن ، فكان مقيد التصرف لا يبرم أمرا أو يصدر حكما، وتجمعت السلطة في يد الأميرين صرغتمش وشيخون، وحين حاول أحد الأمراء الاستعانة بالسلطان لخلعهما والقبض عليهما سارعا إلى القبض على السلطان وإعادة أخيه الناصر حسن إلى الحكم مرة أخرى في سنة (755هـ= 1354م).
ولما تولى الحكم ظل على حاله مغلوبا على أمره، لا يملك من السلطنة إلا إسمها ، لا يباشر الحكم ولا يقدر على ممارسته في ظل طغيان الأميرين صرغتمش وشيخون ؛ فلما قتل ثانيهما سنة (758هـ = 1357م) ، إنفرد الآخر بالحكم وعظم أمره واستطال في الدولة، وازدادت ثروته وكثر مماليكه ، وغرّه حاله فتطلع إلى السلطنة ، وعزم على انتزاعها من السلطان المغلوب على أمره ، فلما ترامت هذه الأنباء إلى السلطان ، وكان قد صهرته التجارب وقوت عريكته المحن ، فكان أسبق من غريمه ، ونجح في القبض عليه وسجنه ، وأصبح سلطاناً بلا منازع ، وصفا له الجو لأول مرة ، وتحررت قراراته من القيد والمراقبة، وباشر شئون الدولة بنفسه دون تدخل من أحد.

مقتله
ولكن ذلك لم يدم طويلة ؛ إذ نازعه الأمر مملوكه الأمير يلبغا العمري ، ثم نجح في القبض على السلطان وقتله في (9 من جمادى الأولى 762 هـ = 17 من مارس 1361) ، وكان عمره يوم قتل نيفا وثلاثين سنة ، وكانت مدة ملكه في سلطنته الثانية ست سنين وسبعة أشهر.


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/02/blog-post_22.html
مسجد السلطان حسن بالقاهرة



النياحة
بعد عودة البابا بطرس الخامس إلى كرسيه الباباوي بفترة وجيزة ، إندلعت نيران الإضطهاد مرة أخرى في القاهرة ، وبعد إنتهائها بفترة وجيزة تنيَّح البابا.
وكانت نياحته ، بعد أن جلس على الكرسي المرقسي ثماني سنوات وستة أشهر وستة أيام -  وذلك في يوم الرابع عشر من شهر أبيب سنة 1064 ش.
وورد في مصدر آخر مايلي :
تاريخ نياحة البابا بطرس الخامس كان في يوم : 14 أبيب 1064 للشهداء - 8 يوليو 1348 للميلاد .
محل الدفن : دير الحبش بمصر القديمة .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة

التصنيفات
تاريخ البطاركة201 مقالات تاريخية67 تاريخ الحضارة المصرية القديمة46 مقالات متنوعة27 مقالات في التاريخ24 تاريخ الكتاب المقدس23 أبحاث تاريخية21 مصر في العصر اليوناني21 تاريخ مصر القديم16 تاريخ مصر في العصر الروماني16 تاريخ الإمبراطورية الرومانية15 الاباطرة الرومان14 تاريخ مصر في عصر الإسلام14 تاريخ مصر في عصور الإسلام13 قسم المخطوطات13 تاريخ الحروب الصليبية | موسوعة شاملة في تاريخ الحملات الصليبية12 موسوعة الحروب الصليبية12 تاريخ البدع والهرطقات11 مقالات متنوعة في التاريخ11 موسوعة آباء الكنيسة11 أبحاث تاريخية | تاريخ المتاحف الكبرى في مصر والعالم10 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية10 موسوعة الكنائس والأديرة10 تاريخ الرهبنة المصرية9 تاريخ الكنيسة9 تاريخ الحروب الصليبية8 دراسات في تاريخ الكنيسة القبطية8 تاريخ الكون6 موسوعة الآباء الرهبان6 بطاركة الإسكندرية5 أبحاث تاريخية | تاريخ الجامعات المصرية4 تاريخ البطالمة4 تاريخ الحملات الصليبية | مشاهير قادة الجيوش الصليبية4 دراسات في التاريخ العربي الإسلامي4 مكتبة المرئيات4 أبحاث تاريخية | تاريخ الأسكندرية عبر العصور3 أبحاث تاريخية | حريق القاهرة في يناير عام 1952م3 تاريخ الجامعات المصرية3 تاريخ الحضارات الإنسانية الأولى3 تاريخ روما القديم3 تاريخ مصر في عصور الإسلام | العصر العثماني | الأسرة العلوية3 مصر في العصر الجمهوري3 مصر في العصر اليوناني | مقدمة3 أبحاث تاريخية | الإسكندر الأكبر2 أبحاث تاريخية | التاريخ المصري القديم2 أبحاث تاريخية | الحروب الصليبية في تاريخ مصر2 أبحاث تاريخية | المتحف المصري2 أبحاث تاريخية | تاريخ الكنيسة2 أبحاث دينية ولاهوت2 التاريخ الطبيعي للأرض2 تاريخ الانسان الاول2 تاريخ البطاركة | مقدمة عن تاريخ الكنيسة القبطية2 تاريخ الثورات في مصر2 تاريخ مصر في العصر الجمهوري2 تاريخ مصر في العصر الروماني | فصل خاص عن تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ما بعد الإسلام2 تاريخ مصر في العصر اليوناني2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأيوبية2 تاريخ مصر في عصر الاسلام | جرائم العرب المسلمين في مصر2 حياة الديناصورات2 مصر في عصر الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مصر في عصور الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مقالات في الدين2 أبحاث الكتاب المقدس1 أبحاث تاريخية | أكتشاف الصليب المقدس1 أبحاث تاريخية | تاريخ أقدم القصور في مصر والعالم1 أبحاث تاريخية | تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية | حياة الأسد المرقسي1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر21 أبحاث تاريخية | مقدمة عن تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية حصرية | الحملة الفرنسية على مصر1 أبحاث تاريخية حصرية | محمد على باشا الكبير | تاريخ الأسرة العلوية1 أبحاث في اللاهوت والعقيدة1 إنسان العصر الحجري ومراحل التطور | تاريخ الإنسان عبر العصور1 التاريخ الطبيعي وأوائل الكائنات1 العصر العثماني | إكتشاف حجر رشيد1 العصر العثماني | الحملة الفرنسية على مصر1 تاريخ الأرض الطبيعي1 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الغربية1 تاريخ العالم | القرن الرابع الميلادي1 تاريخ الكون وبداية نشأة الحياة على كوكب الأرض1 تاريخ الكون وبداية نشأة كوكب الأرض | فيديو أحدث الإكتشافات العلمية في مجال علم الفضاء1 تاريخ المسيحية في مصر1 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأموية1 تاريخ مصر في عصور الاحتلال | عصر الجمهورية1 جرائم العرب المسلمون في مصر | الكاتب / أشرف صالح1 حضارات ما قبل التاريخ | حضارات ما قبل الطوفان العظيم1 دراسات في الكتاب المقدس1 دراسات في تاريخ الإسلام1 دراسات في تاريخ العالم القديم1 قاموس القديسين والشهداء1 مصر عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية | الدولة العباسية الثانية1 مصر في العصر الإسلامي | مقدمة الكاتب أشرف صالح عن تاريخ العرب القديم ما قبل الإسلام1 مصر في عصر الإسلام1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الإخشيدية1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الطولونية | مقدمة عن الدولة الطولونية1 مصر في عصر الإسلام | العصر الأموي1 مصر في عصر الإسلام | العصر العباسي | الدولة العباسية الأولى1 مصر في عصر الإسلام | جرائم عمرو بن العاص | حرق مكتبة الأسكندرية1 مصر في عصر الإسلام | دراسات في تاريخ الإسلام وحكم مصر1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية الرابعة1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية1 مصر في عصر الإسلام | عصر المماليك البرجية الشركسية1 مصر في عصر الإسلام | مصر في عصر الخلفاء الراشدين1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة الأيوبية1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة العباسية الثالثة1 مصر في عصور الإحتلال |عصر المماليك1 مصر في عصور الإسلام | العصر الجمهوري1 مصر في عصور الإسلام | عصر الدولة العباسية1 مقتطفات من حياة البطاركة1 موسوعة أقباط مصر1 موسوعة أنبياء العهد القديم1 موسوعة المؤرخون الأوائل1 موسوعة مصر التاريخية الشاملة1 موسوعة مملكة الأرض الجغرافية1