[ بطاركة القرن السادس عشر الميلادي ]
John XIV - البابا يؤانس الرابع عشر - 96
مقدمة
ولد البابا " يؤانس الرابع عشر " في أسيوط - وتحديداً في منفلوط ، ثم إتجه إلى برية شيهيت للرهبنة ، فقصد إلى دير البراموس ، وأصبح يعرف بإسم القس : " يوحنا المنفلوطي " .
ولما خلى الكرسي الباباوي المرقسي بنياحة البابا " غبريال السابع " ، تم إختياره لإرتقاء الكرسي الباباوي المرقسي خلفاً له ، نظراً لما كان يتسم به من إستقامة الإيمان ، والبر ، والتقوي ، والسلوك في الفضائل.
الجلوس على الكرسي الباباوي المرقسي
كان جلوس البابا " يؤانس الرابع عشر " على الكاتدراء المرقسي في يوم 22 برموده 1287 للشهداء - 17 أبريل 1571 للميلاد .
وكان جلوس البابا " يؤانس الرابع عشر " على الكرسي الباباوي قد جاء بالتزامن مع فترة حكم السلطان العثماني مراد الثالث .
أهم أعماله خلال الخدمة
جمع الجزية المفروضة من السلطان على الكنيسة
في خلال فترة جلوس البابا " يؤانس الرابع عشر " على الكاتدراء المرقسي ، طلب السلطان سليم الثاني جمع الجزية من المسيحيين ، فلم يتخلف أحد منهم عن الدفع ثم توجه بعدها البابا : " يؤانس الرابع عشر " إلى الإسكندرية .
رفض طلب ضم الكنيسة المصرية إلى الكرسي الباباوي في روما
عاود بابا روما محاولات ضم كنيسة الإسكندرية إليه من جديد ، مستغلاً من أجل تحقيق غايته ظروف القاسية التي كان يمر بها للأقباط مع بداية الحكم العثماني ، وإتباع سلاطين الدولة العثمانية لأساليب عديدة للضغط على الكنيسة ، وإرهاقها مادياً بما يثقل كاهلها من الجزاءات المالية ، في الوقت التي كانت فيه سلاطين الدولة العثمانية ، تفضل كاثوليك روما عن بطاركة مصر ، فأرسل بابا روما بعض رجاله إلى مصر ، وإجتمعوا بالبابا يؤانس الرابع عشر ، وكان البابا يؤانس الرابع عشر ـ شيخاً متواضعًا محبًا للسلام ، وعرضوا عليه حمايتهم له وللأقباط من العثمانيين مقابل أن يخضع لسلطان كنيسة روما ، ويبقى هو بطريركًا على الأمة كما هو.
فجمع الأساقفة وأخبرهم بأمر بابا روما ، وببساطة أبدوا إرتياحهم إلى الإتحاد بين الطوائف ، ولكن لما انعقد المجمع وسمع الأساقفة آراء نواب أسقف روما ، هاجموا وعارضوا ذلك معارضة شديدة وصرخوا في وجه وفد روما شاهدين بإيمان آبائهم. ونظرا لشيخوخة البطريرك يؤانس الرابع عشر ، وبساطته ، كان يميل إلى حماية الكاثوليك ، إلا أن الأساقفة وقفوا ضد هذه الرغبة .
أهم الأحداث المعاصرة للخدمة
إشتداد وطأة الإضطهاد للكنيسة في عهد السلطان سليم الثاني
إزدادت حدة الإضطهاد للكنيسة في عهد حكم السلطان العثماني " سليم الثاني " ، حيث أمر بأن يلبس المسيحيون العمائم السوداء تمييزاً لهم عن أهالي مصر من المسلمون ، وقد وردت إليه رسالة من بابا رومية في هذا الصدد (جرجوار 13) ورد عليه الجواب.
السلاطين المعاصرون للخدمة
[
تابع عصر الدولة العثمانية ]
السلطان سليم الثاني
1524م – 1533م
مقدمة
هو السلطان : " سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأولبن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل" ـ وهو السلطان العثماني الحادي عشر والإبن الثاني للسلطان سليمان القانوني من جاريته خرم بعد الأمير محمد ، وقد حكم السلطان سليم الثاني الفترة ما بين 1566م - 1574م ، ويعتقد أن النشاط المبكر لوالدته خُرَّم سلطان ، الزوجة الثانية والأثيرة للقانوني ، كان وراء وصول سليم إلى عرش السلطنة ؛ حيث تُتهم بالتورط في إسقاط الصدر الأعظم إبراهيم باشا الموالي لولي العهد الشرعي مصطفى ، وحياكة المؤامرات التي أدت إلى إعدام الأخير ، فيما خلت الساحة العثمانية لسليم إثر وفاة شقيقه الأكبر محمد والأصغر جهانكير ، وإعدام شقيقه الذي تمرد على تعيينه وليًا للعهد بايزيد.
الجلوس على عرش مصر
قام الصدر الأعظم محمد على باشا الصقلي ، بإخفاء نبأ موت الخليفة القانوني خوفاً من ثورة الإنكشارية ، حتى تسلم سليم الثاني الحُكم ، كان
ضعيفًا غير متصف بما يؤهله للحفاظ على فتوحات أبيه وضبط الداخلية ، فبدأ سليم
الثاني سلطنته، بالتوجه فورا إلي إسطامبول ، حيث جلس على العرش العثماني ، بعدها
توجه إلى الجبهة النمساوية، فقابل الجيش العثماني العائد من إنتصاره على
النمساويين يتقدمه نعش العاهل العظيم السلطان سليمان القانوني ، وسلم الصدر الأعظم
محمد باشا الصقلي على سليم الثاني بسلام السلطنة ، وفي صحراء سيرم خارج بلغراد، بايع الجيش العثماني وريث العرش ،
بعدها أدى السلطان الجديد وخلفه الجيش صلاة الميت للقانوني ثم نادى خواجه سلطاني
"عطاء الله أفندي" ـ مُربي سليم الثاني في الجيش قائلا: «الصلاة للميت» ،
وأقام الصلاة ، ومما يذكر أن سليمان الأول المدعو بـ " القانوني " ، والذي توفي بعد حصار مدينة "سيكتوار بالمجر ، في اليوم السابع من سبتمبر عام 1566م ، قد
أوصى بدفن جثمانه في "إسطنبول" ، ولتحقيق وصيته ، تم إستخراج أعضائه
الداخلية بما فيها القلب ودفنها في "سيكتوار"، وتحنيط جثمانه
ليتحمل الطريق إلى "إسطنبول" ، حيث دفن هناك، ثم قام السلطان "سليم
الثاني" ببناء ضريح ومجمع للتعليم الديني في المكان الذي دفنت فيه أعضاء
والده ، وقد إنطلق الجيش في موكب جنائزي تحيطه ذكرى سليمان القانوني بالهيبة والوقار،
وفي مدينة إسطنبول أقيمت مراسم جنائزية ضخمة تليق بالقانوني، وكان لافتا اشتراك
الآلاف من أهالي مدينة إسطنبول في حمل جثمان السلطان الراحل إلى مدفنه بمسجد
السليمانية عرفانا بالعدل الذي أسبغه على رعيته طوال عهده الطويل. قام ابنه السلطان
"سليم الثاني" ببناء ضريح ومجمع للتعليم الديني في المكان الذي دفنت فيه
أعضاء والده، وظلت مباني الضريح والمجمع قائمة لمدة 150 عاماً ، إلى أن خرجت
المنطقة عن سيطرة العثمانيين ، ومن ثم تعرضت للتخريب. يذكر أن سليم الثاني أعطى
العديد من سلطاته لوزرائه ، وعندما امتنع عن إعطاء العطايا للجنود أظهروا العصيان
وعدم إطاعتهم لأوامر قادتهم فاضطر إلى العطاء، ويرى البعض أنه لولا هيبة الدولة في
السابق وقوة وزيره محمد باشا الصقلي الذي غدا يدير البلاد من خلف
الكواليس لسقطت الدولة ، وكان مما أقدم عليه أن عقد صلحًا مع النمسا ، يعترف فيه بأملاكها في المجر مقابل دفع جزية سنوية للسلطنة.
معاهدات السلام التي أبرمت في عهده
تم تجديد المعاهدات مع بولونيا وفرنسا ، وإتفقت فرنسا مع الدولة
العثمانية على تعيين هنري دي فالوا ، شقيق ملك فرنسا شارلز التاسع ملكا على بولونيا
(مملكة بولندا) فأصبحت تلك البلاد تحت الوصاية الفعلية للدولة العثمانية حتى عهد السلطان مراد الثالث ، الذي جعلها وصاية رسمية تحت حكم والي البغدان ، وتسيدت فرنسا
التجارة في البحر الأبيض المتوسط ، وبدأت ترسل إرساليات مسيحية كاثوليكية إلى
رعاياها في الدولة العثمانية ، لاسيما في الشام ، وبذلك بدأ العمل
ضد العثمانيين من الداخل وتربية النصارى على الإرتباط بفرنسا ، ومما يجدر ذكره أن الفرنسيين
بدؤوا يظهرون مطامعهم في الشمال الإفريقي مستغلين نتيجة معركة ليبانتو ، حيث قاموا
بتقديم طلب لدى السلطنة العثمانية للسماح لفرنسا ببسط نفوذها على الجزائر بحجة
حماية الإسلام والمسلمين مقابل مبلغ مالي تدفعه ، فرفض الخليفة ذلك ، ووافق بعد إلحاح
على إعطائهم إمتيازات تجارية.
وثيقة إعتماد الإمتيازات العثمانية لفرنسا
الغزوات العسكرية التوسعية
قام الصدر
الأعظم محمد باشا الصقلي بقيادة حملة عسكرية لفتح أستراخان التي وقعت تحت سيطرة
الروس بقيادة إيفان الرهيب وأخذوا يقطعون طرق
التجارة والحج على أهل خوارزم وسمرقند وبخارى وما حولهم من المناطق ،
وكانت خطة العثمانيين تقضي بجعل أستراخان قاعدة عسكرية عثمانية ،
من أجل الحماية من الروس وإيقاف طموحاتهم التوسعية وحفر قنا تربط بين نهري الدون
والفولجا مما يسمح للبحرية العثمانية بالنفاذ إلى بحر قزوين، كما أن احتلال أستراخان سيوفر طريقا مفتوحا لغزو
شاه الفرس من الشمال بدلا من الخوض من جهة جبال أذربيجان الوعرة. تمكن الجيش من
حفر ثلث القناة المخطط لها حتى جاء فصل الشتاء مما جعل العمل يتوقف. إستعمل
العثمانيون سفنا صغيرة محملة بالمدافع للهجوم على أستراخان لكن دون نجاح حقيقي،
وبشكل عام تمكنت الحملة من وضع حد لتقدم الروس مؤقتا. لكنها لم تنجح في حسم الصراع
الذي سيصبح فيما بعد أحد أسباب ضعف وسقوط الدولة .
غزو إسبانيا " بلاد الأندلس " :
قام
بكلربيك "سيد أسياد" الجزائر أولوج علي باشا بإرسال العتاد
والسلاح والمؤونة لمسلمي الأندلس ، وكان يتصل بهم سراً على الرغم من كل التضييق
الذي لحق بهم، كما رتب معهم للقيام بثورة عارمة في البلاد مستغلاً إنشغال قوات
الإسبان بالحرب المستعرة في الأراضي المنخفضة (هولندا) ، وفي وقت محدد من تلك
السنة تجمع 40 مركبا جزائرياً مقابل السواحل الإسبانية لإمداد أهل الأندلس بالجند
والسلاح والمؤن، لكن إنكشاف أحد رجال الثورة الأندلسيين جعل الإسبان متيقظين لنقاط
الإنزال التي ستعمد إليها السفن العثمانية ، فصد الإسبان معظم محاولات أولوج
علي باشا، ومما زاد من مشاكلات هذا النزاع العواصف والأعاصير التي حدثت في البحر
المتوسط في ذلك الوقت من السنة مغرقة 32 سفينة جزائرية ، وعلى الرغم مما سلف
ذكره من الأهوال فقد تمكن قلج علي من إنزال 4000 جندي وكمية كبيرة من السلاح
بالإضافة إلى عدد من الخبراء العسكريين العثمانيين لتولي مهمة القيادة البرية على
الجبهة الأندلسية ، وكاتب دار الخلافة قلج علي يأمره أن يستمر في دعم مسلمي
الأندلس بكل همة ، وإستمر قلج علي يرسل كل ما يستطيع من من مساعدات إلى الأندلس
وعزم على الذهاب بنفسه إليها ولكن دنو موعد معركة ليبانتو الشهيرة جعل القيادة
العثمانية تأمره بالإمتناع عن ذلك للمشاركة في المعركة.
غزو قبرص والبندقية :
تم في
عهده غزو قبرص التابعة للبنادقة آنذاك ، كما غزت البحرية العثمانية جزر
كريت وظنته ، وغيرها بدون أن تحتلها وإحتلت مدينتين على ساحل البحر الأدرياتيكي ،
فتوجس أهل البندقية الخوف على أراض إيطاليا ونفوذ البندقية فعقد البابا حلفا بين
إسبانيا والبندقية وجنوى ورهبان جزيرة مالطة ، فشكلوا أسطولا من
231 سفينة هاجمت العثمانيين الذين قابلوا هذا الحلف ب300 سفينة، وعلى الرغم من
مشورة القادة العثمانيين بالتحصن في خليج إحدى الجزر إلا أن القائد
الأعلى مؤذن زاده علي باشا ، صمم على ملاقاة عدوه في مياه
البحر بقرب الساحل ، وانتصر الحلفاء ، فقتل مؤذنزاده علي باشا في صراع
بين سفينته وسفينة دون جون قائد القوى المتحالفة ، وغنمت رايته
العثمانية المطرزة بالذهب ، وقتل وأسر العديد من نخبة البحارة المسلمين ، بالإضافة
إلى إستيلائهم على 300 مدفع عثماني ، وخطب بابا الفاتيكان بهذه المناسبة
وشكر دون جون على نصره ، وكان هذا النصر نقطة تحول وتفاؤل لدى
الأوروبيين حيث حظيت البحرية العثمانية بصيت أنها لا تهزم
معركة ليبانتو:
أما في
الجانب العثماني - فقد تمكن قائد الميسرة أولوج علي باشا بكلربيك
الجزائر) من الإستيلاء على راية سفن رهبان مالطا والحفاظ على عدد كبير من السفن
التي كانت معه ، وعند عودته إلى إسطنبول لقبه السلطان بالسيف ، ورقاه إلى منصب قائد
القوات البحرية ( قبودان باشا ) ، أما محمد باشا الصقلي ، فدأب يعيد بناء
الأسطول البحري بكل ما أوتي من قوة وهمة مستغلاً صعوبة الإبحار في فصل الشتاء ،
وتبرع سليم الثاني بجزء من قصره لتحويله إلى مكان تبنى فيه السفن وأنفق بسخاء من
ماله الخاص ولم يقم بجمع أية أموال إضافية من مواطني الدولة التي كانت تنعم برخاء
عجيب في تلك الفترة ، وفي أقل من سنة تم تشييد 250 سفينة جديدة ، فإرتعدت البندقية
من الخبر مما جعلها توافق على دفع غرامة حربية للخلافة العثمانية قدرها 300 ألف
دوكا بالإضافة إلى التنازل عن جزيرة قبرص لاسيما بسبب الخلافات التي دبت بين قادة
الحلفاء بعد نصرهم مما أدى تفرقهم ، ولم تتجرأ أية أمة غربية على منازلة البحرية
العثمانية في تلك السنة ، وقد كان من نتائج معركة ليبانتو تخلي
العثمانيين عن مشروع إستعادة الأندلس.
موقعة
ليبانتو
كما يجدر بالذكر أن تأثير هذه الموقعة
البحرية الهامة في التاريخ كان بخسارة العثمانيين لعدد كبير من خبرائهم البحريين
مما صعب عليهم تعويضه فيما بعد ، وظهر ذلك جليا على البحرية العثمانية لاحقاً.
الحملة
على تونس واليمن :
صدرت
أوامر الخليفة بتخليص تونس من الإسبان الذين احتلوا تونس عام (980هـ) ، فإنطلق
وزير الحربية سنان باشا بجيشه الذي قدم بحرا من إسطنبول مع عدد كبير من
القطع البحرية العثمانية لنجدة أهل تونس واستمر حصار المسلمين للإسبان حتى انسحبت
القوات الإسبانية وتراجعت إلى جصن منيع جدا عرف بإسم البستيون ، فحوصر الحصن حصاراً شديداً حتى إفتتحه ، وكان سنان باشا يشارك جنده مبادرا حيث راح يشارك في
أبسط الأعمال كحمل الأتربة والحجارة، حتى إذا تعرف عليه أحد ضباط الجند قال له :
ما هذا أيها الوزير ؟ ، نحن إلى رأيك أحوج منا إلى جسمك ، فقال له سنان : لاتحرمني
من الثواب - في أعقاب ذلك - أرسل الصدر الأعظم محمد باشا الصقلي ، جيشاً
كبير وأمر عليه عثمان باشا لردع ثورة
في اليمن بإمرة المطهر بن شرف الدين، فدعمه سنان
باشا وزير الحرب ووالي مصر بكل ما إستطاع جمعه من الأفراد
والمواطنين المسلمين في مصر ، فقضى على الثورة عام 976 للهجرة ، وكانت
اليمن من الأهمية لدى الخلافة أنها درع أمام تقدم البرتغاليين إلى الحجاز وقاعدة
لضرب نفوذ البرتغاليين في البحر الأحمر والمحيط الهندي.
الوفاة
يشير المؤرخون الغربيون إلى
أن السبب الأساسي الذي أدى إلى وفاة السلطان سليم الثاني تعود إلى إفراطه في تناول الخمر لم يذكر لدي المؤرخين المسلمين والأتراك هذا الأمر ، وإنما يذكر
المؤرخون المسلمون أنه قضى نحبه بعد إنزلاق قدمه أثناء إستحمامه في قصر طوب قابي ، إذ توفي بعد ذلك بأيام يوم 15
ديسمبر 1574 م متأثرًا بنزيف دماغي.
هذا - ويُعد سليم الثاني أول سلطان عثماني
يولد في إسطنبول ، وكذلك أول من يموت فيها منهم ، كما أنه أول سلطان قعد عن قيادة
الحملات ، إذ رغم تلقيه تعليمًا رفيعًا إلا أنه ترك أمور الدولة إلى صهره ووزيره
الأول الصدر الأعظم سوكولو محمد باشا ، ومع هذا وقف سليم بذكاء ضد الكثير من قرارات
وزيره الأول ، كما عارض بعضها.
السلطان مراد الثالث
1574م – 1595م
مقدمة
هو
السلطان مراد بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم
الأول بن بايزيــد الثاني بن محمد
الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول
جلبي بن بايزيد الأول بن مراد
الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل السلطان
الثاني عشر في سلاطين الدولة العثمانية ، وقد ولد السلطان مراد الثالث في عام 4 يوليو من عام 1546 م ، وتوفى يناير من
عام 1595 م .
الجلوس على عرش مصر
تولى السلطان مراد الثالث الخلافة في عام 1574م ، وذلك بعد وفاة
أبيه ، وظل جالساً على عرش سلطنة مصر حتى وفاته في عام 1595م ، وبعد أن
تولى السلطة أمر بمنع شرب الخمر ، ولكن ثورة الإنكشارية ، أجبرته على ترك هذا
القرار ، كما قام بقتل إخوته ليأمن على نفسه من النزاع على الملك ، وكان ذلك قد أصبح
عادة تقريباً وخلفه ابنه السلطان محمد الثالث ، ويعتقد
أنه أول حفيد ذكر لجده سليمان القانوني ، وسماه سليمان بنفسه ، وعندما وصل لسن البلوغ .
وقد تم ختانه في حفل كبير ، ثم عين والياً على آقشيهر طبقاً للعادة
العثمانية في إرسال الأمراء لإدارة سناجق لتعلم أمور الدولة ، ثم نقل لاحقاً لسنجق مانيسا ، وظل بها طوال المتبقي من عهد جده وعهد أبيه .
وقد تزوج سليم الثاني في مانيسا من جارية جميلة من البندقية تدعي صفية ، وكان يحبها كثيراً ، ففضلها على كل قريناته ، وأنجبت
له أول أبنائه وأول إبن حفيد للقانوني وسماه الأخير "محمد" ليصبح لاحقاً
السلطان محمد الثالث .
وبعد
توليه السلطنة ، إصطدم بوزيره الصدر الأعظم محمد باشا الصقلي ، الذي كان يدير كافة
الأمور ، ويتحكم بالدولة.
ولم يكن السلطان قادراً على عزله بسبب إستناد محمد باشا
على قوات الإنكشارية وتحكمه فيهم وخشية السلطان من أن يؤدي عزله لتمرد القوات
الإنكشارية.
وقد ظل
السلطان مراد الثالث قائماً على حكم مصر ، حتي تنيح البابا " يؤانس الرابع
عشر " ، وخلفة على السدة المرقسية البابا " غبريال الثامن "
البابا السابع والتسعون من باباوات الكنيسة القبطية
.
النياحة
لما عاد البابا : " يؤانس الرابع عشر " إلى الأسكندرية ، وتحديداً - بعد أن كلفه السلطان سليم الثاني بجمع مبلغ الجزية المفروض على الكنيسة ، شعر بضعف ثم تنيَّح بها ودفن في بيعة مار جرجس ببرما ، ونقل جسده إلى دير السريان العامر لكي يدفن هناك.
بعد أن قضى على الكرسي الباباوي المرقسي مدة تبلغ 15 سنة و4 أشهر و19 يومًا ، تنيح البابا " يؤانس الرابع عشر " في يوم : 3 النسئ 1302 للشهداء - 6 سبتمبر 1586 للميلاد .
إرسال تعليق