( يؤانس الملواني )
أهم الأحداث المعاصرة للخدمة
وباء عظيم يضرب صعيد مصر
وفي عهده مات ملك الحبشة الذي أعلن المذهب الكاثوليكي في بلده ، وتولى بعده ابنه الملك باسيليوس ، فإضطهد الكاثوليك وتابعيهم ، وشل حركة المبشرين وتركهم في الحبشة بشرط عدم الدعوة للكاثوليكية ، ولما شعر بأنهم يسعون لإستدعاء حبش من البرتغاليين لمساعدتهم ، أمرهم بمبارحة الحبشة ، ولكنهم إتفقوا مع أحد الأمراء المناوئين له ، إلا أن هذا الأمير باعهم في النهاية عبيدًا للأتراك ، وقتل الأحباش من بقى منهم ، وهكذا ظلت الحبشة في صراع وقتال حوالي ست سنين.
بعد عزل السلطان عثمان وإعدامه من قبل الإنكشارية في سنة 1622م ، جرى إعادة تعيين مصطفى سلطاناً مرة أخرى ، كانت الإنكشارية تقف وراء ذلك لسببين : الأول أن تطمئن أن الدولة بيد سلطان ضعيف مما يتيح لها تحقيق مآربها والسيطرة على الدولة ، والثاني أنها تعلم بجنونه ، فما يلبث أن يعزله العلماء ويعينوا سلطاناً أخر وبذلك يتحقق لهم الحصول على إكراميتي جلوس التى يعطيها كل سلطان عند تولي الحكم للجيش.
الغزوات التي تمت في عهده
نتيجة الفشل في حملة بولونيا ، فكر السلطان في تطبيق إصلاحات جدية في الدولة. كان وراء فكرة الإصلاحات معلم السلطان ومربيه آماسيالي لالا عٌمر أفندى ، وكان أخطر هذه الإصلاحات هى ما يتعلق بالجيش ، فنتيجة لتقاعس الإنكشارية فكر السلطان في إنشاء قوات جديدة مدربة ومجهزة تجهيزاً جيداً من أبناء الأتراك والتركمان في الأناضول ، ليستبدل بهم قوات القابوقولو (الحاميات المركزية في الجيش العثماني) وبضمنهم الإنكشارية ، فكر السلطان أيضاً في نقل عاصمته إلى بورصة ، إلى حين الإنتهاء من تدريب القوات الجديدة ليعود بهم إلى إسطامبول ، لكي يقضي على الإنكشارية ، ورغم أن قراراته كانت سرية ، إلا أن الإنكشارية فطنوا إلى الموضوع ، وتسبب قرار السلطان في غلق المقاهي (التي كانت أماكن تجمعهم الرئيسية خارج الثكنات والمداولة في الشئون السياسية) إلى الغليان في صفوف الجيش الإنكشاري ، ولقد كان الشارع في إسطنبول متبرماً ، تسبب قرار السلطان عثمان في إعدام أخيه الشهرذاة محمد قبل حملة بولونيا في بث الكراهية ضده ، وزاد الأوضاع سوءاً الشتاء القاسي الذي تعرضت له إسطنبول ، حيث تجمد مضيق القرن الذهبي بشكل لم يسبق له مثيل وشحت المواد الغذائية وإرتفعت أسعارها وتفشت السرقة ، وتسامع الناس أيضاً بقرارات السلطان الجديدة حول القوات المزمع إنشاؤها مما زاد في قلقهم ، وكانت طائفة العلماء أيضاً في ضيق نتيجة تحجيم السلطان لصلاحيات المفتى ، وبداية الأحداث كانت مع إعلان السلطان نيته في الخروج للحج ، لم يسبق لأي من سلاطين آل عثمان ، نظراً لأن السلاطين الأوائل ، كانوا قد تحصّلوا على فتاوى تفيد بأن البقاء في العاصمة ورعاية شئون الناس عبادة تفوق الحج ، شعر الإنكشارية بأن السلطان يماطل وأن هدفه الحقيقي هو الذهاب إلى بورصة ، لقيادة القوات الجديدة ، وقد ذهب الإنكشارية إلى قصر الباب العالي ، حاملين فتاوى العلماء التي تفيد بجواز عدم حج السلاطين ، إلا أن السلطان مزق الفتاوى ، وأصر على الخروج ، فإنقلبت الأوضاع إلى ثورة عارمة ويعتقد أن عالمة سلطان ، والدة السلطان مصطفي ، والسلطانة كوسم ، والدة الأمراء مراد وقاسم وإبراهيم كانا يقفان وراء الثورة - في أعقاب ذلك - أعلن السلطان عثمان أنه تراجع عن الحج أملاً في تهدئة الأوضاع ، إلا أن الإنكشارية قدمت طلبات جديدة أهمها إعدام ستة أشخاص منهم عٌمر أفندى والصدر الأعظم ديلاور باشا . رفض السلطان مطالبهم وأخذ في تهديدهم علناً الإنكشارية التي شعرت أن السلطان سيبطش بهم في أول فرصة إقتحموا القصر (الذي تركت بوابته مفتوحة أمامهم نتيجة الخيانة) ، قتلوا بأيديهم الصدر الأعظم ديلاور باشا ، ثم حملوا السلطان السابق مصطفى وأجلسوه على العرش بالقوة ، وطالبوا العلماء بمبايعته تحت ظل السيوف ، هرب السلطان عثمان في البداية وكان يستهدف الوصول إلى بورصة ، لكنه لما شاهد قطع العصاة للطرق قرر اللجوء إلى "باب الآغا" مقر قائد القوات الإنكشارية.
لقد خطب السلطان عثمان في الإنكشارية ، لكن قطع خطابه بين الحين والأخر بالهتافات المعادية ولم يصل إلى نتيجة.
وقد إختلف الثوار حول مصير السلطان ، كان قادة الإنكشارية يرون الاكتفاء بعزله والإبقاء على حياته ، إلا أنهم لم ينجحوا في إملاء رغبتهم تلك على تابعيهم من صغار الإنكشارية ، أخذ الثوار السلطان عثمان من "جامع أورطة" ، ونقلوه إلى هناك ، حيث حمل عليه عشرة جلادين ، ورغم أنه كان أعزل إلا أنه قتل ثلاث منهم قبل أن يتمكن الباقون من الإجهاز عليه ، وإعدامه خنقاً بوتر قوس ، وهي طريقة تركية قديمة للإعدام بحق النبلاء الأتراك.
مقدمة
هو السلطان مراد الرابع بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل.
وهو السلطان العثماني السابع عشر ، عاش بين عامي (1021 - 1049 هـ) / (26 يوليو 1612 - 9 فبراير 1640 م).
حكم 17 عاماً منذ عام 1032 هـ / 1623 م ، وكان عمره آنذاك 11 عاماً.
وقد ضمت بغداد للدولة العثمانية في عهده عام 1639 م. كان يجيد العربية و الفارسية بالاضافة إلى التركية ، وكان يكتب القصائد تحت إسم مرادي ، كما كان موسيقيًا مميزًا.
في تلك الأثناء ، حدث تمرد في بغداد ، فأرسل الخليفة جيشًا إليها ولكن الصفويون دخلوا بغداد ، وإستولوا عليها ، وبعد وفاة الشاه عباس وتولى ابنه الصغير مكانه إستغل العثمانيون الفرصة وحاصروا بغداد ، ولكنهم لم يتمكنوا من إقتحامها ، وهو شقيق كلأ من السلطان عثمان الثاني والسلطان إبراهيم الأول.
كما عمل السلطان مراد الثالث على بناء جيش حديث مسلح بالأسلحة الإيطالية كما استقدم خبراء أوروبيين ، وجعل لبنة عساكره من الطائفة الدرزية ، وفي إحدى مكاتباته لحلفائه الإيطاليين عرض تسليم القدس وقبرص للإيطاليين ، وحمايتهما في سبيل حصوله على دعم البحرية الإيطالية ومزيد من الدعم العسكري.
[ ختام تاريخ الملوك المعاصرون للخدمة ]
فيما يخص ظروف وملابسات واقعة وفاة البابا " يؤانس الخامس عشر " ، فقد ورد في بعض المصادر التاريخية ، ما يفيد أنه مات مسموماً على أرجح تقدير ، حيث تأتي تفاصيل وفاته ، أن البابا " يؤانس " كان في صعيد مصر ، حيث مر بأنوب ، وأثناء قضاءه الليل فيها ، شعر بآلام في بطنه ، فقيل أن سبب هذا الألم ، أنه سقي سماً ببيت أحد الأغنياء الأقباط الذين كان معروفاً عنهم إغتنامهم للمحظيات ، فأخذ البابا ينصحه حتي يرجع عن طريقه المظلم الذي سلك فيه ، ولما شعر البابا بالمرض ، طلب مركبًا نزل فيها ، وتنيَّح في الطريق ، ودفن في دير القديس أنبا بيشيه بالبياضية ، وقد أقام علي الكرسي 9 سنوات و11 شهرا و22 يومًا.
إرسال تعليق