أحدث المواضيع
U3F1ZWV6ZTQ4NjU0ODU1Mjc4NzIwX0ZyZWUzMDY5NTY4OTkzNzEzNA==
أحدث المواضيع
أحدث المواضيع

تاريخ البطاركة | 99 - البابا يؤانس الخامس عشر - John XV | بطاركة القرن السابع عشر الميلادي


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/john-xv.html

[ بطاركة القرن السابع عشر الميلادي ]
99 – البابا يؤانس الخامس عشر - John XV

( يؤانس الملواني )


1616م - 1629م


مقدمة 
ولد البابا " يؤانس الخامس عشر " في ملوي " محافظة المنيا " ، ولذلك فقد عرف بإسم : " يوأنس الملواني " .
ولما صار شاباً ، نذر نفسه لحياة البتولية ، وإشناق إلى حياة الرهبنة ، فقصد للرهبنة في دير القديس الأنبا أنطونيوس بالصحراء الشرقية .
مما عرف عن البابا " يؤانس الخامس عشر " ، كثرة فضائلة ، فكان أبًا عفيفًا عادلًا عالمًا بسيطًا ، لا يحابى أحدًا ولا يبغى إلا الحق.
كما أنه بالإضافة إلى ذلك ، شديد الغيرة على الكنيسة ، حنونًا على الكهنة ، محبًا للفقراء ، آويًا للغرباء.
ولكل تلك السمات والصفات الحسنة ، تمت رسامته كبابا للكنيسة القبطية في يوم 7 توت 1336 للشهداء - 15 سبتمبر 1619 للميلاد .


الجلوس على الكاتدراء المرقسي 
كان إرتقاءه للكرسي الباباوي المرقسي كبطريركًا في يوم 7 توت سنة 1336 ش ، الموافق لعام 1616م.
وكان مقر الكرسي الباباوي في عهده ، لم يزل كائناً في كنيسة السيدة العذراء مريم بحارة زويلة .

أهم الأحداث المعاصرة للخدمة

وباء عظيم يضرب صعيد مصر  
حدث في خلال فترة جلوس البابا " يؤانس الخامس عشر " على الكرسي الباباوي المرقسي - وتحديداً في عام 1340 ش. (1624 م. ، وباءاً عظيماً  في أرض الصعيد ، إستمر من طوبه إلى برموده حتى فني الناس ، وخربت البيوت ، وكان هذا البابا بالصعيد.
ولما عاد إلى مصر في عام 1341 ش - والموافق لعام 1342 م ، ظهر وباء آخر شديد في كل الأرض ، ولكنه كان أخف وطأة من الأول ثم عاد هذا البابا إلى الصعيد ثانياً ، في السنة الثانية من الوباء ، فعاد إلى مصر لمصر بعد ذلك .


عودة محاولات ضم كنيسة الحبشة إلى المذهب الكاثوليكي
وفي عهده مات ملك الحبشة الذي أعلن المذهب الكاثوليكي في بلده ، وتولى بعده ابنه الملك باسيليوس ، فإضطهد الكاثوليك وتابعيهم ، وشل حركة المبشرين وتركهم في الحبشة بشرط عدم الدعوة للكاثوليكية ، ولما شعر بأنهم يسعون لإستدعاء حبش من البرتغاليين لمساعدتهم ، أمرهم بمبارحة الحبشة ، ولكنهم إتفقوا مع أحد الأمراء المناوئين له ، إلا أن هذا الأمير باعهم في النهاية عبيدًا للأتراك ، وقتل الأحباش من بقى منهم ، وهكذا ظلت الحبشة في صراع وقتال حوالي ست سنين.


الملوك المعاصرون للخدمة
[ تابع عصر حكم الدولة العثمانية ]
السلطان عثمان الثاني 
1618 م - 1622 م
https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/john-xv.html
عثمان الثاني

مقدمة  
هو السلطان عثمان الثاني هو السلطان السادس عشر من سلاطين آل عثمان و الابن الأول للسلطان أحمد الأول .
بعد وفاة والده السلطان أحمد الأول ،  كان من المفترض أن يتولى عثمان الحكم بإعتباره أكبر أولاده ، إقترح قائم مقام الوزارة الوزير صوفو محمد باشا (بتحريض من عالمة سلطان ، أم الأمير مصطفى ، وكوسيم سلطان زوجة السلطان أحمد على شيخ الإسلام أسعد أفندي ، تولية مصطفى عم عثمان ، وافق شيخ الإسلام ، بإعتبار مصطفى الأكبر سناً .
هذا - ولم يلبث السلطان مصطفى كثيراً إذ تبين أنه غير قادر على تحمل أعباء الحكم. أصدر شيخ الإسلام فتوى بعزل السلطان مصطفى وتولية السلطان عثمان بدلاً منه.
كانت ردة فعل السلطان عثمان قاسية على من حرموه حقه في السلطنة ، وكان مما أصدره تقليل صلاحيات المفتي ، وإعطاء معظم صلاحياته لمعلمه لا لعمر أفندي.


السلطان مصطفى الأول 

فترة الحكم الثانية
1622م - 1623 م
https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/john-xv.html
مصطفى الأول

فترة الحكم الثانية والوفاة

بعد عزل السلطان عثمان وإعدامه من قبل الإنكشارية في سنة 1622م ، جرى إعادة تعيين مصطفى سلطاناً مرة أخرى ، كانت الإنكشارية تقف وراء ذلك لسببين : الأول أن تطمئن أن الدولة بيد سلطان ضعيف مما يتيح لها تحقيق مآربها والسيطرة على الدولة ، والثاني أنها تعلم بجنونه ، فما يلبث أن يعزله العلماء ويعينوا سلطاناً أخر وبذلك يتحقق لهم الحصول على إكراميتي جلوس التى يعطيها كل سلطان عند تولي الحكم للجيش. 

الغزوات التي تمت في عهده 

الحرب البولندية وهزيمة العثمانيين 
تدخلت دولة بولونيا (بولندا حاليا) في شؤون إمارة البغدان " مولودوفا حالياً " ، وقدمت الدعم للقوزاق ، في هجماتهم على الأراضي العثمانية ، مما دفع بالسلطان عثمان إلى تجهيز حملة لقهر تلك الدولة ، وضمها لأملاكه ، وكان مما عزز توجهه ذلك رغبته في الوصول لبحر البلطيق ، وتطويق عدوته النمسا من الشرق والجنوب ، وقرر السلطان أن يقود الحملة بنفسه ، ويٌذكر أن هذه الحملة هي الأولى لسلطان عثماني منذ عام 1596م ،  والثانية منذ وفاة السلطان سليمان القانوني.
تقدمت الجيوش العثمانية حتى وصلت حصن خوتين ، في عمق الأراضي البولونية. هاجمت القوات العثمانية الحصن عدة مرات لكنها لم تنجح في إقتحامه. وفي النهاية جنحت الدولة العثمانية إلى المفاوضات ، وأسفرت عن موافقة بولونيا على وقف دعمها لهجمات القوزاق ووقف تدخلها في شئون البغدان والسماح للقوات العثمانية بالمرور في الأراضي البولونية في حالة الحرب مع أى دولة أوروبية ، و لكن دون حدوث أي تخريبات منها. 
ورغم أن الشروط موائمة للعثمانية لكن الهدف الأساسي للسلطان بضم بولونيا لم يتحقق. 
ألقى السلطان بكامل اللوم على قوات الإنكشارية ، وإتهمهم بالتقاعس في واجباتهم ، ووصل الأمر أن وبخ السلطان قادتهم علانية ، وعلى إثر ذلك ، عاد الطرفان للعاصمة وكل منهما ناقم على الأخر، السلطان ناقم من قوات لا تطيع أوامر قادتها وتجبره على الصلح مع عدوه ، والإنكشارية ناقمة من سلطان يتبرم منها علناً.

تدهور أحوال الدولة العثمانية  

نتيجة الفشل في حملة بولونيا ، فكر السلطان في تطبيق إصلاحات جدية في الدولة. كان وراء فكرة الإصلاحات معلم السلطان ومربيه آماسيالي لالا عٌمر أفندى ، وكان أخطر هذه الإصلاحات هى ما يتعلق بالجيش ، فنتيجة لتقاعس الإنكشارية فكر السلطان في إنشاء قوات جديدة مدربة ومجهزة تجهيزاً جيداً من أبناء الأتراك والتركمان في الأناضول ، ليستبدل بهم قوات القابوقولو (الحاميات المركزية في الجيش العثماني) وبضمنهم الإنكشارية ، فكر السلطان أيضاً في نقل عاصمته إلى بورصة ، إلى حين الإنتهاء من تدريب القوات الجديدة ليعود بهم إلى إسطامبول ، لكي يقضي على الإنكشارية ، ورغم أن قراراته كانت سرية ، إلا أن الإنكشارية فطنوا إلى الموضوع ، وتسبب قرار السلطان في غلق المقاهي (التي كانت أماكن تجمعهم الرئيسية خارج الثكنات والمداولة في الشئون السياسية) إلى الغليان في صفوف الجيش الإنكشاري ، ولقد كان الشارع في إسطنبول متبرماً ، تسبب قرار السلطان عثمان في إعدام أخيه الشهرذاة محمد قبل حملة بولونيا في بث الكراهية ضده ، وزاد الأوضاع سوءاً الشتاء القاسي الذي تعرضت له إسطنبول ، حيث تجمد مضيق القرن الذهبي بشكل لم يسبق له مثيل وشحت المواد الغذائية وإرتفعت أسعارها وتفشت السرقة ، وتسامع الناس أيضاً بقرارات السلطان الجديدة حول القوات المزمع إنشاؤها مما زاد في قلقهم ، وكانت طائفة العلماء أيضاً في ضيق نتيجة تحجيم السلطان لصلاحيات المفتى ، وبداية الأحداث كانت مع إعلان السلطان نيته في الخروج للحج ، لم يسبق لأي من سلاطين آل عثمان ، نظراً لأن السلاطين الأوائل ، كانوا قد تحصّلوا على فتاوى تفيد بأن البقاء في العاصمة ورعاية شئون الناس عبادة تفوق الحج ، شعر الإنكشارية بأن السلطان يماطل وأن هدفه الحقيقي هو الذهاب إلى بورصة ،  لقيادة القوات الجديدة ، وقد ذهب الإنكشارية إلى قصر الباب العالي ، حاملين فتاوى العلماء التي تفيد بجواز عدم حج السلاطين ، إلا أن السلطان مزق الفتاوى ، وأصر على الخروج ، فإنقلبت الأوضاع إلى ثورة عارمة ويعتقد أن عالمة سلطان ، والدة السلطان مصطفي ، والسلطانة كوسم ، والدة الأمراء مراد وقاسم وإبراهيم كانا يقفان وراء الثورة - في أعقاب ذلك - أعلن السلطان عثمان أنه تراجع عن الحج أملاً في تهدئة الأوضاع ، إلا أن الإنكشارية قدمت طلبات جديدة أهمها إعدام ستة أشخاص منهم عٌمر أفندى والصدر الأعظم ديلاور باشا . رفض السلطان مطالبهم وأخذ في تهديدهم علناً الإنكشارية التي شعرت أن السلطان سيبطش بهم في أول فرصة إقتحموا القصر (الذي تركت بوابته مفتوحة أمامهم نتيجة الخيانة) ، قتلوا بأيديهم الصدر الأعظم ديلاور باشا ، ثم حملوا السلطان السابق مصطفى وأجلسوه على العرش بالقوة ، وطالبوا العلماء بمبايعته تحت ظل السيوف ، هرب السلطان عثمان في البداية وكان يستهدف الوصول إلى بورصة ، لكنه لما شاهد قطع العصاة للطرق قرر اللجوء إلى "باب الآغا" مقر قائد القوات الإنكشارية.


واقعة إعدام السلطان عثمان الثاني

لقد خطب السلطان عثمان في الإنكشارية ، لكن قطع خطابه بين الحين والأخر بالهتافات المعادية ولم يصل إلى نتيجة.

وقد إختلف الثوار حول مصير السلطان ، كان قادة الإنكشارية يرون الاكتفاء بعزله والإبقاء على حياته ، إلا أنهم لم ينجحوا في إملاء رغبتهم تلك على تابعيهم من صغار الإنكشارية ، أخذ الثوار السلطان عثمان من "جامع أورطة" ، ونقلوه إلى هناك ، حيث حمل عليه عشرة جلادين ، ورغم أنه كان أعزل إلا أنه قتل ثلاث منهم قبل أن يتمكن الباقون من الإجهاز عليه ، وإعدامه خنقاً بوتر قوس ، وهي طريقة تركية قديمة للإعدام بحق النبلاء الأتراك.


السلطان مراد الرابع

1623م - 1640 م
https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/03/john-xv.html
مراد الرابع


مقدمة 
هو السلطان مراد الرابع بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل.
وهو السلطان العثماني السابع عشر ، عاش بين عامي (1021 - 1049 هـ) / (26 يوليو 1612 - 9 فبراير 1640 م). 
حكم 17 عاماً منذ عام 1032 هـ / 1623 م ، وكان عمره آنذاك 11 عاماً. 
وقد ضمت بغداد للدولة العثمانية في عهده عام 1639 م. كان يجيد العربية و الفارسية بالاضافة إلى التركية ، وكان يكتب القصائد تحت إسم مرادي ، كما كان موسيقيًا مميزًا.

الجلوس على العرش وسياسته في الحكم
تولى أمر الخلافة بعد عزل عمه السلطان مصطفى الأول عام 1032 هـ ، وتولى الخلافة وهو صغير (11 عاماً) ، ويعد وقتها أصغر أمير يتولى العرش ، حيث تولت أمه السلطانة كوسم مقاليد الحكم لتسع سنوات كاملة (1623-1632) دبٌ الفساد فيها وسيطر على البلاد الإنكشارية في بداية الأمر. 
في تلك الأثناء ، حدث تمرد في بغداد ، فأرسل الخليفة جيشًا إليها ولكن الصفويون دخلوا بغداد ، وإستولوا عليها ، وبعد وفاة الشاه عباس وتولى ابنه الصغير مكانه إستغل العثمانيون الفرصة وحاصروا بغداد ، ولكنهم لم يتمكنوا من إقتحامها ، وهو شقيق كلأ من السلطان عثمان الثاني والسلطان إبراهيم الأول.
عانت الدولة في الفترة الأولى من ولايته من عدم الإستقرار ، وإستمرار الفوضى والمنازعات داخل الدولة وخارجها ، وكانت الأمور كلها في يد السلطانة كوسم وظل الأمر على هذا النحو من الفتن والقلاقل وثورات الإنكشارية حتى انتهت فترة نيابة السلطانة كوسم التي دامت نحو تسع سنوات، وأصبح مراد الرابع طليق اليد في إدارة شئون الدولة ؛ فنجح في إعادة الأمن إلى الدولة التي كادت تمزقها الفتن والخلافات، وضرب بيد من حديد على الخارجين عليه والثائرين ، وأنعش خزانة الدولة التي أرهقت في فترة الإضطرابات ، ومد في عمر الدولة نصف قرن من الزمان قبل أن تتناوشها أوروبا في حروب متصلة ، وإستعان في تحقيق ذلك بكل وسائل الترهيب.

ثورة الإنكشارية والفوضى الكبرى 
كان خسرو باشا ظلومًا باطشًا ، يستند في سلطانه على جماعة الانكشارية في القسطنطينية التي يوجهها كما يشاء لأنه كان أغا الإنكشارية سابقاً ، فلما عزله السلطان أراد أن يكيد له ، فأوعز إلى رؤساء الإنكشارية أن السلطان لم يعزله إلا لوقوفه إلى جانبهم وتعاطفه معهم ، فثارت الإنكشارية في العاصمة ، وطالبت السلطان بإعادة خسرو باشا إلى منصبه ، لكن السلطان رفض مطلبهم ، فإشتعلت ثورتهم في (19 رجب 1041 هـ - 10 من فبراير 1632) ، وقتلوا حافظ باشا أمام السلطان الذي لم يستطع أن يبسط حمايته عليه ، ويدفع عنه أذاهم ، وأجبر الإنكشارية السلطان أن يعين طوبال رجب باشا صدراً أعظماً ، وكان السلطان يسميه "رئيس الأشقياء" لأنه كان الساعد الأيمن لخسرو باشا.
كان السلطان يعلم أن خسرو باشا وراء هذه الثورة ؛ فأمر بالقبض عليه، لكنه لم يذعن للأمر ورفض التسليم ، وكانت هذه أول مرة في التاريخ العثماني يعترض وزير على أمر سلطاني، لكن القوات المكلّفة بالقبض عليه حاصرته في قصره ، وقتلته في (19 من شعبان 1041 هـ - 11 من مارس 1632م) وفي اليوم الثاني أشعل الإنكشاريون ثورة هائلة أمام باب سراي السلطان ؛ في محاولة لإرهاب السلطان وإفزاعه ، لكنه واجه التمرد بالحزم ، ورفض مطالبهم ، وإجتمع بالديوان والعلماء وأعلن أن الفوضى تغلغلت في كيان الدولة ، وأن الجيش أصبح لا يحارب ، وصار الجندي لا يؤدي واجبه لتدخله في سياسة الدولة ، وهدد بأنه لن يتردد في البطش بمن لا يطيعه مهما كان ذلك الشخص. وكان أن أمر بإعدام رجب باشا بعد ثبوت وقوفه وراء الثورة ، وأسند الصدارة طاباني ياصي محمد باشا ، أحد الوزراء المخلصين له.
إنتهت فترة نيابة السلطانة كوسم التي دامت نحو تسع سنوات ، وأصبح مراد الرابع طليق اليد في إدارة شئون الدولة ، بعد أن ضرب بيد من حديد على الثائرين ، وقتل كل من ثبت أن له علاقة بالفتنة ، فسكنت الثورة وإستقرت الأوضاع ، وبدأ السلطان في اتخاذ الإجراءات التي تعيد النظام إلى الدولة؛ حتى يفرغ لاستعادة ما فقدته الدولة من أراضيها.

التحديات الداخلية والخارجية للدولة العثمانية
لقد تولى السلطان مراد الرابع عرش الدولة العثمانية ، في فترة كانت الأخطار فيها تحدق بالدولة العثمانية من الداخل و الخارج ؛ فقد بويع بالسلطنة بعد عزل عمه السلطان مصطفى الأول في (15 من ذي القعدة 1032 هـ - 11 من سبتمبر 1623م)، و كانت فرق الإنكشارية تعبث بمصالح البلاد العليا ، و تعيث في الأرض فسادًا ، حتى إنهم قتلوا السلطان "عثمان الثاني" (1027 ـ 1031 هـ - 1618 - 1622م) و كان سلطانًا - على الرغم من صغر سنه - يحاول أن ينهض بالدولة ، و يبث فيها روح الإصلاح ، و يبعث الحياة في مؤسسات الدولة التي شاخت وهرمت ، لكن الإنكشارية لم تمكنه من ذلك ، وإعترضت طريقه ، و تدخلت فيما لا يعنيها ، ولم يجد السلطان مفرًا من تقليص نفوذهم ، و قمع تمردهم ، و لو كان ذلك بتصفية وجودهم العسكري ، لكنهم كانوا أسبق منه ، فأشعلوا ثورة في عاصمة الخلافة في (رجب 1031 هـ - مايو 1622م) عرفت في التاريخ بـ "الهائلة العثمانية" راح ضحيتها السلطان الشاب الذي لم يجاوز عمره الثامنة عشرة .
بعد مقتل السلطان وتولى السلطان مصطفى الأول ، وكان لا يملك من أمره شيئاً ، و صارت مقاليد البلاد في يد الإنكشارية ، و عمّت أرجاء الدولة الفوضى و الإضطرابات ، و ظلت ثمانية عشر شهرًا دون أن تجد يدًا حازمة تعيد للدولة أمنها و سلامتها .
وإستمرارًا لهذا العبث ، قام الإنكشارية بعزل السلطان مصطفى الأول وولوا مكانه ابن أخيه السلطان "مراد الرابع بن أحمد الأول" ، وكان حدثًا لا يتجاوز الثانية عشرة، فصارت أمه السلطانة كوسم نائبة السلطنة ، تقوم بالأمر دونه ، لكن مقاليد الأمور كانت بيد الإنكشارية التي علا شأنها وازداد نفوذها ، واطمأنت إلى أن السلطنة في يد ضعيفة.
تم عزل السلطان مصطفى الأول بعد وعد لأمه عالمة سلطان بابقائه حياً، و استلم العرش الأمير مراد إبن السلطان أحمد الأول.

عودة الهجمات الصفوانيين ضد الدولة العثمانية
إنتهزت الدولة الصفوية هذه الفوضى التي عمّت الدولة العثمانية ، فإستولت على بغداد ، وحاولت الدولة أن تستردها ، فبعثت جيشًا يقوده الصدر الأعظم "حافظ باشا" فحاصر المدينة في (1033 هـ - 1624 م) ، وضيق عليها الخناق ، ولكن دون جدوى فتذمّر الانكشارية، وأجبروا الصدر الأعظم على رفع الحصار والعودة إلى الموصل ، ومنها إلى ديار بكر، وهناك ثارت عليه الانكشارية ، فعزله السلطان حتى تهدأ الأوضاع ، وعين مكانه "خليل باشا" الذي سبق أن تولى هذا المنصب قبل ذلك ، لكنه لم يستمر طويلا، وخلفه "خسرو باشا" في سنة (1035 هـ - 1627 م).
وبعد تولّيه الصدارة اتجه إلى أرضروم ، ونجح في إجبار أباظة باشا على التسليم ، والدخول في طاعة الدولة، وذلك في سنة (1037 هـ - 1629 م) ، وتقدم في الأراضي الإيرانية واحتل همدان لكنه لم يفلح في استرداد بغداد ، وإضطر إلى رفع الحصار عنها في سنة (1039 هـ - 1631 م) وفي طريق العودة عزله السلطان مراد الرابع وأعاد حافظ باشا إلى منصب الصدارة مرة أخرى.
خرج السلطان بنفسه على رأس حملة كبيرة إلى بلاد فارس في سنة (1045 هـ - 1635 م) و كان النظامُ يسود فرق الجيوش البالغة نحو 200 ألف جندي ، فأعاد الإنضباط و ما كانت عليه الجيوش العثمانية في أيام سليمان القانوني من ضبط و نظام . و إستهل الجيش إنتصاراته بفتح مدينة "أريوان" في الشمال الغربي من إيران في (25 من صفر 1045 هـ - 10 من أغسطس 1635م) ، ثم قصد مدينة "تبريز" ففتحها في (28 من ربيع الأول 1045هـ - 10 من سبتمبر 1635م ) ، و لم يواصل الجيش فتوحاته في إيران؛ إذ عاد السلطان إلى بلاده طلبًا للراحة .
و ما كاد السلطان يستقر في إسطنبول حتى عاود الصفويون القتال ، فاستردوا "أريوان" بقيادة الشاه "صافي" بعد حصار لها دام ثلاثة أشهر ، و استعادوا مدينة "تبريز" مع أجزاء كبيرة من أذربيجان .

إعلان إستقلال الدروز عن السيادة العثمانية 
كان فخر الدين المعني الثاني أمير الدروز وأحد الولاة في الشام قد أعلن إستقلاله عن الخلافة العثمانية ، وقد كانت تجربته فريدة من نوعها حيث استفاد من قضائه لـ 5 سنوات منفيا في فلورانسا ليتأثر بالنهضة الإيطالية ويعقد اتفاقات سياسية وعسكرية سرية مع البابا وأمير فلورانسا. عاد الأمير فخر الدين إلى الأراضي الشامية العثمانية بعد صدور عفو عنه، وتمكن من بسط سيطرته على معظم أراضي لبنان الحديث واتخذ من صيدا مقرا لملكه.
كما عمل السلطان مراد الثالث على بناء جيش حديث مسلح بالأسلحة الإيطالية كما استقدم خبراء أوروبيين ، وجعل لبنة عساكره من الطائفة الدرزية ، وفي إحدى مكاتباته لحلفائه الإيطاليين عرض تسليم القدس وقبرص للإيطاليين ، وحمايتهما في سبيل حصوله على دعم البحرية الإيطالية ومزيد من الدعم العسكري.
إنكشفت المكاتبات للسلطان مراد وأراد أن يستأصل شأفته قبل أن يستفحل أمره ، ويوقع البلاد والعباد في ما لا تحمد عقباه ، فأوعز إلى والي دمشق ، فتقدم ذلك الأخير مع جيش فاق جيش الأمير فخر الدين عددا وعدة وخبرة ، فوقع في الأسر مع أبنيه ، وعند وصوله إلى إسطنبول حاول مراد الرابع ، الإبقاء على حياة أمير الدروز للمنجزات الحضارية التي كان قد خلفها في ولايته والخدمات السياسية التي أداها للأستانة إلا أن قيام ثورة حفيد فخر الدين جعلت الخليفة العثماني يأمر بقتله مع ولديه.
الوفاة
كانت وفاة السلطان مراد الثالث في يوم : (26 يوليو 1612 - 9 فبراير 1640 م). 

[ ختام تاريخ الملوك المعاصرون للخدمة ]



النياحة
فيما يخص ظروف وملابسات واقعة وفاة البابا " يؤانس الخامس عشر " ، فقد ورد في بعض المصادر التاريخية ، ما يفيد أنه مات مسموماً على أرجح تقدير ، حيث تأتي تفاصيل وفاته ، أن البابا " يؤانس "  كان في صعيد مصر ، حيث مر بأنوب ، وأثناء قضاءه الليل فيها ، شعر بآلام في بطنه ، فقيل أن سبب هذا الألم ، أنه سقي سماً ببيت أحد الأغنياء الأقباط الذين كان معروفاً عنهم إغتنامهم للمحظيات ، فأخذ البابا ينصحه حتي يرجع عن طريقه المظلم الذي سلك فيه ، ولما شعر البابا بالمرض ، طلب مركبًا نزل فيها ، وتنيَّح في الطريق ، ودفن في دير القديس أنبا بيشيه بالبياضية ، وقد أقام علي الكرسي 9 سنوات و11 شهرا و22 يومًا.
كانت الكنيسة في أيام البابا " يؤانس الخامس عشر " ، تمر بضيقات من كل ناحية في الداخل والخارج ، فجعل همه الافتقاد لكل أبنائه، وفي أثناء مروره على أبنوب وجد أحد أغنيائها لديه محظية ، فنصحه وأرشده ، ثم هدده بالحرمان ، فدس له السم فمات مسموماً في عام 1623 م .
وكانت نياحته بعد أن أقام على الكرسي المرقسي 9 سنوات و11 شهرًا و22 يومًا.
محل الدفن : البياضية في دير برشه.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة

التصنيفات
تاريخ البطاركة201 مقالات تاريخية67 تاريخ الحضارة المصرية القديمة46 مقالات متنوعة27 مقالات في التاريخ24 تاريخ الكتاب المقدس23 أبحاث تاريخية21 مصر في العصر اليوناني21 تاريخ مصر القديم16 تاريخ مصر في العصر الروماني16 تاريخ الإمبراطورية الرومانية15 الاباطرة الرومان14 تاريخ مصر في عصر الإسلام14 تاريخ مصر في عصور الإسلام13 قسم المخطوطات13 تاريخ الحروب الصليبية | موسوعة شاملة في تاريخ الحملات الصليبية12 موسوعة الحروب الصليبية12 تاريخ البدع والهرطقات11 مقالات متنوعة في التاريخ11 موسوعة آباء الكنيسة11 أبحاث تاريخية | تاريخ المتاحف الكبرى في مصر والعالم10 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية10 موسوعة الكنائس والأديرة10 تاريخ الرهبنة المصرية9 تاريخ الكنيسة9 تاريخ الحروب الصليبية8 دراسات في تاريخ الكنيسة القبطية8 تاريخ الكون6 موسوعة الآباء الرهبان6 بطاركة الإسكندرية5 أبحاث تاريخية | تاريخ الجامعات المصرية4 تاريخ البطالمة4 تاريخ الحملات الصليبية | مشاهير قادة الجيوش الصليبية4 دراسات في التاريخ العربي الإسلامي4 مكتبة المرئيات4 أبحاث تاريخية | تاريخ الأسكندرية عبر العصور3 أبحاث تاريخية | حريق القاهرة في يناير عام 1952م3 تاريخ الجامعات المصرية3 تاريخ الحضارات الإنسانية الأولى3 تاريخ روما القديم3 تاريخ مصر في عصور الإسلام | العصر العثماني | الأسرة العلوية3 مصر في العصر الجمهوري3 مصر في العصر اليوناني | مقدمة3 أبحاث تاريخية | الإسكندر الأكبر2 أبحاث تاريخية | التاريخ المصري القديم2 أبحاث تاريخية | الحروب الصليبية في تاريخ مصر2 أبحاث تاريخية | المتحف المصري2 أبحاث تاريخية | تاريخ الكنيسة2 أبحاث دينية ولاهوت2 التاريخ الطبيعي للأرض2 تاريخ الانسان الاول2 تاريخ البطاركة | مقدمة عن تاريخ الكنيسة القبطية2 تاريخ الثورات في مصر2 تاريخ مصر في العصر الجمهوري2 تاريخ مصر في العصر الروماني | فصل خاص عن تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ما بعد الإسلام2 تاريخ مصر في العصر اليوناني2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأيوبية2 تاريخ مصر في عصر الاسلام | جرائم العرب المسلمين في مصر2 حياة الديناصورات2 مصر في عصر الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مصر في عصور الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مقالات في الدين2 أبحاث الكتاب المقدس1 أبحاث تاريخية | أكتشاف الصليب المقدس1 أبحاث تاريخية | تاريخ أقدم القصور في مصر والعالم1 أبحاث تاريخية | تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية | حياة الأسد المرقسي1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر21 أبحاث تاريخية | مقدمة عن تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية حصرية | الحملة الفرنسية على مصر1 أبحاث تاريخية حصرية | محمد على باشا الكبير | تاريخ الأسرة العلوية1 أبحاث في اللاهوت والعقيدة1 إنسان العصر الحجري ومراحل التطور | تاريخ الإنسان عبر العصور1 التاريخ الطبيعي وأوائل الكائنات1 العصر العثماني | إكتشاف حجر رشيد1 العصر العثماني | الحملة الفرنسية على مصر1 تاريخ الأرض الطبيعي1 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الغربية1 تاريخ العالم | القرن الرابع الميلادي1 تاريخ الكون وبداية نشأة الحياة على كوكب الأرض1 تاريخ الكون وبداية نشأة كوكب الأرض | فيديو أحدث الإكتشافات العلمية في مجال علم الفضاء1 تاريخ المسيحية في مصر1 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأموية1 تاريخ مصر في عصور الاحتلال | عصر الجمهورية1 جرائم العرب المسلمون في مصر | الكاتب / أشرف صالح1 حضارات ما قبل التاريخ | حضارات ما قبل الطوفان العظيم1 دراسات في الكتاب المقدس1 دراسات في تاريخ الإسلام1 دراسات في تاريخ العالم القديم1 قاموس القديسين والشهداء1 مصر عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية | الدولة العباسية الثانية1 مصر في العصر الإسلامي | مقدمة الكاتب أشرف صالح عن تاريخ العرب القديم ما قبل الإسلام1 مصر في عصر الإسلام1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الإخشيدية1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الطولونية | مقدمة عن الدولة الطولونية1 مصر في عصر الإسلام | العصر الأموي1 مصر في عصر الإسلام | العصر العباسي | الدولة العباسية الأولى1 مصر في عصر الإسلام | جرائم عمرو بن العاص | حرق مكتبة الأسكندرية1 مصر في عصر الإسلام | دراسات في تاريخ الإسلام وحكم مصر1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية الرابعة1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية1 مصر في عصر الإسلام | عصر المماليك البرجية الشركسية1 مصر في عصر الإسلام | مصر في عصر الخلفاء الراشدين1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة الأيوبية1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة العباسية الثالثة1 مصر في عصور الإحتلال |عصر المماليك1 مصر في عصور الإسلام | العصر الجمهوري1 مصر في عصور الإسلام | عصر الدولة العباسية1 مقتطفات من حياة البطاركة1 موسوعة أقباط مصر1 موسوعة أنبياء العهد القديم1 موسوعة المؤرخون الأوائل1 موسوعة مصر التاريخية الشاملة1 موسوعة مملكة الأرض الجغرافية1