[ بطاركة القرن السابع عشر عشر الميلادي ]
98 – البابا
مرقس الخامس - Mark V
1603 م - 1619 م
معاقبة المطران صاحب البدعة
لقد حدث إتفق المطران الذي كان قد أصدر قرار يبيح بتعدد الزوجات بين الأقباط ، مع بعض الأقباط الذين كانوا يشتغلون مناصب كبيرة في الحكم في سلطنة محمد بن مراد ، وإشتكوا البطريرك للوالي جعفر باشا ، فوجدها هذا الأخير فرصة لإذلال النصارى في رئيسهم ، فأحضر البابا ، وأمر بضربة حتى أشرف على الموت ، وعزله من منصبه وحبسه في برج الإسكندرية! .
محاولة سيامة بطريرك آخر بالمخالفة للكنيسة
في عهد البابا " مرقس الخامس " أيضًا ، إستأنف بابا الكنيسة في روما محادثاته معه ، في شأن إنضمام الكنيسة القبطية ، ولكنه رفض ، وإستغلت الإرساليات الكاثوليكية فترة الصراع بينه وبين مطران دمياط وما تلاها من أحداث ، وزادت نشاطها في مصر وفي الحبشة ، وهناك بعض الآراء تسند ما حدث للبطريرك مرقس أنها دسيسة من هؤلاء المرسلين الكاثوليك ، إلا أن كنيسة الإسكندرية قاومتهم في مصر وفي الحبشة ، حتى حبس الأحباش المرسل اليسوعي هناك ، ورغم هذا استمر اليسوعيون هناك يدعون للكاثوليكية بزعامة (بيدوفيز) الذي ظل يحاول التأثير على الإمبراطور حتى سمح له بالوعظ في بعض الكنائس ، فوعظ باللغة الحبشية ، التي أتقنها.
وفي النهاية تأثر به الإمبراطور نفسه ، وأعطاه هامشاً أكبر من الحرية في التحرك هناك ، فثار على الأحباش بزعامة المطران القبطي هناك ، واحتكم الأمر في النهاية إلى القتال! ، فقامت الحرب التي قتل فيها الإمبراطور وعين مكانه إمبراطور آخر ، فوقع هذا الأخير تحت تأثير المبشر اليسوعي ، وأرسل من يتعلمون في روما المذهب الكاثوليكي ، وهنا أعلن المطران القبطي هناك جرم كل من يتبع هذا المذهب ، واشتد هياج الشعب هناك ضد الإمبراطور مرة أخرى ، ولكن هذه المرة ، إنتصر الإمبراطور وأعلن المذهب الكاثوليكي ، ولكن الله عجل بموت بيدوفيز ، فهدأت الأحوال.
السلطان أحمد الأول
فترة
الحكم الأولى
1593م – 1618 م
وقائع الحرب مع الصفويين
الوفاة
وقد توفي أحمد الأول سنة 1618م وهو في 27 من عمره ، بعد أن أصابه ألم شديد في بطنه مصحوبة بنزيف فيما يعتقد أنه مرض " التيفوس " ، وكان عند وفاته ما يزال في السابعة والعشرين من عمره ، وورثه أخوه مصطفي الأول .
وقد تسببت وفاته في هذه السن الصغيرة في جلوس أبناؤه عثمان الثاني ، ومراد الرابع على العرش في سن صغيرة ، وكان هذا مما عرض الدولة لإضطرابات عديدة .السلطان مصطفى الأول
فترة
الحكم الأولى
1617م – 1618 م
السلطان عثمان الثاني
1618م – 1622 م
هذا - ولم يلبث السلطان مصطفى كثيراً إذ تبين أنه غير قادر على تحمل أعباء الحكم. أصدر شيخ الإسلام فتوى بعزل السلطان مصطفى وتولية السلطان عثمان بدلاً منه.
السلطان مصطفى الأول
فترة
الحكم الأولى
1622م – 1623 م
بعد عزل السلطان عثمان وإعدامه من قبل الإنكشارية في سنة 1622م ، جرى إعادة تعيين مصطفى سلطاناً مرة أخرى ، كانت الإنكشارية تقف وراء ذلك لسببين : الأول أن تطمئن أن الدولة بيد سلطان ضعيف ، مما يتيح لها تحقيق مآربها والسيطرة على الدولة ، والثاني أنها تعلم بجنونه ، فما يلبث أن يعزله العلماء ويعينوا سلطاناً أخر ، وبذلك - يتحقق لهم الحصول على إكراميتيٌ جلوس التى يعطيها كل سلطان عند تولي الحكم للجيش.
الغزوات التي تمت في عهده
ورغم أن الشروط موائمة للعثمانية ، لكن الهدف الأساسي للسلطان بضم بولونيا لم يتحقق.
ألقى السلطان بكامل اللوم على قوات الإنكشارية ، وإتهمهم بالتقاعس في واجباتهم ، ووصل الأمر أن وبخ السلطان قادتهم علانية ، وعلى إثر ذلك ، عاد الطرفان للعاصمة وكل منهما ناقم على الأخر ، السلطان ناقم من قوات لا تطيع أوامر قادتها وتجبره على الصلح مع عدوه ، والإنكشارية ناقمة من سلطان يتبرم منها علناً.
نتيجة الفشل في حملة بولونيا ، فكر السلطان في تطبيق إصلاحات جدية في الدولة. كان وراء فكرة الإصلاحات معلم السلطان ومربيه آماسيالي لالا عٌمر أفندى ، وكان أخطر هذه الإصلاحات هى ما يتعلق بالجيش ، فنتيجة لتقاعس الإنكشارية فكر السلطان في إنشاء قوات جديدة مدربة ومجهزة تجهيزاً جيداً من أبناء الأتراك والتركمان في الأناضول ، ليستبدل بهم قوات القابوقولو (الحاميات المركزية في الجيش العثماني) وبضمنهم الإنكشارية ، فكر السلطان أيضاً في نقل عاصمته إلى بورصة ، إلى حين الإنتهاء من تدريب القوات الجديدة ليعود بهم إلى إسطامبول ، لكي يقضي على الإنكشارية ، ورغم أن قراراته كانت سرية ، إلا أن الإنكشارية فطنوا إلى الموضوع ، وتسبب قرار السلطان في غلق المقاهي ( التي كانت أماكن تجمعهم الرئيسية خارج الثكنات والمداولة في الشئون السياسية ) ، إلى الغليان في صفوف الجيش الإنكشاري ، ولقد كان الشارع في إسطنبول متبرماً ، تسبب قرار السلطان عثمان في إعدام أخيه الشهرذاة محمد قبل حملة بولونيا في بث الكراهية ضده ، وزاد الأوضاع سوءاً الشتاء القاسي الذي تعرضت له إسطنبول ، حيث تجمد مضيق القرن الذهبي بشكل لم يسبق له مثيل وشحت المواد الغذائية وإرتفعت أسعارها وتفشت السرقة ، وتسامع الناس أيضاً بقرارات السلطان الجديدة حول القوات المزمع إنشاؤها مما زاد في قلقهم ، وكانت طائفة العلماء أيضاً في ضيق نتيجة تحجيم السلطان لصلاحيات المفتى ، وبداية الأحداث كانت مع إعلان السلطان نيته في الخروج للحج ، لم يسبق لأي من سلاطين آل عثمان ، نظراً لأن السلاطين الأوائل ، كانوا قد تحصّلوا على فتاوى تفيد بأن البقاء في العاصمة ورعاية شئون الناس عبادة تفوق الحج ، شعر الإنكشارية بأن السلطان يماطل وأن هدفه الحقيقي هو الذهاب إلى بورصة ، لقيادة القوات الجديدة ، وقد ذهب الإنكشارية إلى قصر الباب العالي ، حاملين فتاوى العلماء التي تفيد بجواز عدم حج السلاطين ، إلا أن السلطان مزق الفتاوى ، وأصر على الخروج ، فإنقلبت الأوضاع إلى ثورة عارمة ويعتقد أن عالمة سلطان ، والدة السلطان مصطفي ، والسلطانة كوسم ، والدة الأمراء مراد وقاسم وإبراهيم كانا يقفان وراء الثورة - في أعقاب ذلك - أعلن السلطان عثمان أنه تراجع عن الحج أملاً في تهدئة الأوضاع، إلا أن الإنكشارية قدمت طلبات جديدة أهمها إعدام ستة أشخاص منهم عٌمر أفندى والصدر الأعظم ديلاور باشا . رفض السلطان مطالبهم وأخذ في تهديدهم علناً الإنكشارية التي شعرت أن السلطان سيبطش بهم في أول فرصة إقتحموا القصر (الذي تركت بوابته مفتوحة أمامهم نتيجة الخيانة) ، قتلوا بأيديهم الصدر الأعظم ديلاور باشا ، ثم حملوا السلطان السابق مصطفى وأجلسوه على العرش بالقوة ، وطالبوا العلماء بمبايعته تحت ظل السيوف ، هرب السلطان عثمان في البداية ، وكان يستهدف الوصول إلى بورصة ، لكنه لما شاهد قطع العصاة للطرق قرر اللجوء إلى "باب الآغا" مقر قائد القوات الإنكشارية.
لقد خطب السلطان عثمان في الإنكشارية ، لكن قطع خطابه بين الحين والأخر بالهتافات المعادية ولم يصل إلى نتيجة.
وقد إختلف الثوار حول مصير السلطان ، كان قادة الإنكشارية يرون الاكتفاء بعزله والإبقاء على حياته ، إلا أنهم لم ينجحوا في إملاء رغبتهم تلك على تابعيهم من صغار الإنكشارية ، أخذ الثوار السلطان عثمان من "جامع أورطة" ونقلوه إلى هناك ، حيث حمل عليه عشرة جلادين ، ورغم أنه كان أعزل إلا أنه قتل ثلاث منهم قبل أن يتمكن الباقون من الإجهاز عليه ، وإعدامه خنقاً بوتر قوس ، وهي طريقة تركية قديمة للإعدام بحق النبلاء الأتراك.
النياحة
إرسال تعليق