( خاتم الشُهــداء )
في الفصل السابق والخاص بتاريخ البابا ثاؤنا
إضطهاد الإمبراطور دقلديانوس
في الفصل السابق والخاص بتاريخ البابا ثاؤنا
ولمّا أطلق الأمبراطور حملة ضد المسيحيين أقام نيانيس على رأس مُفرزة من العسكر أوفده إلى الإسكندرية ليتخلّص من المسيحيّين هناك.
فقبل الفجر ، حدث أن إهتزّت الأرض بعنف وظهر له الربّ يسوع - قال له :" إلى أين أنت ذاهب وعلامَ أنت ثائر ؟" فارتجّ نيانيس وأجاب:"مَن أنت يا سيد؟ لا يمكنني أن أتبيّنك ".
ثمّ إنّ صليباً برّاقاً ، كمن البلّور ، ظهر له في السماء وخرج من الصليب صوتٌ يقول: " أنا يسوع، ابن الله المصلوب" ، وتابع السيد قائلاً : " بهذه العلامة التي رأيت سوف تقوى على أعدائك وعليك سلامي ".
وبدل أن يتحرك على المسيحيّين كما شاءه دقلديانوس وجّه جنده ضّد القبائل الذين إعتادوا أن يهاجموا أورشليم ليغزوا ويسبوا النساء.
وفي ذلك الحين ، كانت أمّه بعد وثنيّةً شرسة ، فوشت به. جيء به للمحاكمة ،
بعد سلسلة من العذابات التي تعرّض لها بروكوبيوس جرى قطع رأسه في قيصرية فلسطين.
مار جرجس الملطيّ :
وذلك نسبة إلى مدينة ملطية موطن آباء القديس وأجداده وهى تقع في إقليم كبادوكيه بآسيا الصغرى (تركيا حالياً) ، ولذلك يطلق عليه أحياناً إسم مار جرجس الكبادوكي ، وقد أصبح التعبير السرياني مار جرجس هو الأكثر سائداً بين الشعب القبطى في الاستعمال الكنسي ، وخاصة في الكنائس العربية والشرقية.
جيئورجيوس :
وهي من الأصل اليوناني، وترجمته عربياً: فلاح أو عامل في الأرض، وهي كناية كنسية لقّب بها، وتعبر عن أن القديس كان قد فقد فلح في حقل الملكوت وإشتغل في كرم الرب.
مارجرجس الفلسطيني :
وذلك لأن والدته كانت من مدينة اللد بفلسطين.
مارجرجس الكبير : تميزاً له عن القديسين الآخرين الذين لهم نفس الاسم. مارجرجس الرومانى : لأنه كان يتمتع بحقوق المواطن الرومانى كاملة وقد منح هذه الجنسية طبقاً لقانون (كاراكلا) الصادر في عام 212م ، ويقضى بمنح الجنسية الرومانية لجميع سكان الامبراطورية الرومانية والأمراء الأصليين. سان جورج:وهو الاسم الذي يعرف به القديس في الكنيسة الغربية.
أمير الشهداء:
وهو أشهر لقب للقديس وتقول الرواية ان السيد المسيح أعطاه هذا الاسم.
سريع الندهة :
وهو اللقب الشعبي المعروف به القديس بين أقباط مصر.
وكان السكان المحليين يحاولون إخراج التنين من عشه لكي يستقوا من مياه النبع ، حيث كان المصدر الرئيس للماء في المدينة.
ولكي يخرجو التنين كانوا يومياً يضعون له خروف كغذاء ، وعندما نفذت الخراف ، كانوا يضحون بشخص يتم إختياره بالقُرعة.
ولكي يظهر السكان إمتنانهم أعتنقوا المسيحية. وهناك قصص وروايات أخرى تعود للعصور الوسطى والتي أساسها أساطير اغريقية ويونانية قديمة.
ثم رأى أحد الوقوف حوله قد أخذه ، وعَمٌده في معمودية نار ، وغطٌسه ثلاث مرات فصار كله نارًا مثله مثل كل الواقفين حول الرب.
ثم رأى كأن هذين الرجلين لاونديوس وبانيقورس قد اُختطفا وعُمدا مثله وسُلما له.
عندئذٍ - قام الأمير تادرس من نومه فرحًا ، وروى ما رآه لصديقه لاونديوس الذي شاركه فرحته.
أخيرًا نال إكليل الشهادة في 12 طوبه سنة 306 م.
لقد ولد جرجس المصري " القديس جرجس الاسكندري " في أسرة وثنية على جانب كبير من الثراء ، وفي طفولته ، سافر والده التاجر بالإسكندرية إلى اللد بفلسطين ، وحضر عيد تكريس كنيسة الشهيد مارجرجس (جاورجيوس الكبادوكي) ، فتأثر بالاحتفال المهيب لهذا الشهيد والألحان الكنسية، وإذ سمع عن سيرة الشهيد أحب الحياة المسيحية. نال سرّ العماد، وتهللت نفسه جدًا.
لقد عرف أرمانيوس أن جاورجيوس هو السبب في إيمان إبنته، فقبض عليه وعذٌبه عذابًا شديدًا، ثم أرسله إلى أريانوس والي أنصنا، الذي قام بدوره بتعذيبه، وأخيرًا قطع رأسه المقدس ، ونال إكليل الشهادة في يوم السابع من شهر هاتور.
ولما علمت امرأة خاله ذلك أرسلت فأخذت الجسد ووضعته مع جسد ابنتها الشهيدة بالإسكندرية. هذا - ويُقال أن جسده موجود حاليًا في كنيسة مار مرقس برشيد.
وقد عاشرت المسيحيّين فإلتهب قلبها بالإيمان الحقيقي. فلمّا بلغت الخامسة عشرة ملكتها محبّة المسيح لدرجة أنّها لم تعد ترغب ولا تفكّر في شئ إلاّ في مساهمة تضحية الشهداء القدّيسين حبّاً بإلههم ببذل الدم. فقامت بالمجاهرة بمسيحيّتها وذمّ الأصنام، ما أثار أباها فحرمها الميراث.
"بل أذبح ذبيحة التّسبيح لإلهي لا لأصنامكم الخرساء التي لا حياة فيها".
وقد حاول أوليبريوس إقناعها بالحسنى صوناً لفتوّتها وجمالها ، ولكنّها أجابت " كلّ جمال جسديّ يذوي فيما تجمّل العذابات ، من أجل اسم المسيح، النفس وتعدّها للعرس الأبديّ ".
بنتيجة ذلك سال دمالقدّيسة وصبغ الأرض. لكنْ لم تخرج من فمها صرخة ألم ولا اضطربت نفسه ، وكأنّ آخر يكابد عنها. طال تعذيبها ، على هذاالنّحو ساعات، أعيدت بعده إلى السجن.
كلّ هذا دفعها للصلاة إلى ربّها سُؤْلاً لعونه في المحنة والاعتراف بالإيمان.
"إفرحي يا مارينا، يا حمامة روحيّة لله لأنّك غلبت الخبيث ، وأخزيته ، إفرحي يا خادمة أمينة للرّبّ الذي أحببته من كلّقلبك ومن أجله هجرت كلّ متع الأرض العابرة. إفرحي وسُرّي لأنّ الوقت حان لتتلقّي إكليل الغلبة وتدخلي باللباس اللائق، مع العذارى الحكيمات، خدر ختنك وملكك".
وقد عرض الوالد الأمر عليها، فأجابته : " لماذا تريد زواجي ، وأنا أود أن أعيش معك؟ ، هل تريدني أن أتركك " ؟ ، فتعجب والدها لإجابتها هذه ، فأرجأ الحديث عن الزواج. لاحظ على ابنته أنها أحبت الكتاب المقدس وارتوت به، وكانت تلجأ إلى حجرتها الخاصة تسكب الدموع الغزيرة أمام الله ، كما لاحظ تعلقها الشديد بالكنيسة مع كثرة أصوامها وصلواتها، وحضور كثير من الفتيات صديقاتها إليها يقضين وقتهن معها في حياة نسكية تتسم بكثرة الصلوات مع التسابيح المستمرة.
وقد طلبت دميانة من صديقاتها العذارى أن يصمن ويُصلين لأجل خلاص والدها حتى يرجع عن ضلاله.
كما قالت له: " إعلم يا والدي أنك إذا تماديت في هذا الطغيان لست أعرفك ، وسأكون بريئة منك هنا وأمام عرش الديان ، حيث لا يكون لك نصيب في الميراث الأبدي الذي أعده الله لمحبيه وحافظي عهده".
وقد صارت تبكته بمرارة عن جحده لمسيحه مهما كانت الظروف ، وسألته ألا يخاف الموت، بل يخاف من يُهلك النفس والجسد معًا، وألا يجامل الإمبراطور على حساب إيمانه وأبديته.
ومع حزمها وصراحتها الكاملة ، كانت دموعها تنهار بلا توقف، وهي تقول له: "إن أصررت على جحدك للإله الحقيقي ، فأنت لست بأبي ولا أنا إبنتك !"
بعد أيام علم دقلديانوس أن ابنته دميانة هي السبب في رجوع مرقس إلى الإيمان المسيحي، فأرسل إليها بعض الجنود، ومعهم آلات التعذيب، للانتقام منها ومنالعذارى اللواتي يعشن معها. شاهدت القديسة الجند قد عسكروا حول القصر وأعدوا آلات التعذيب ، فجمعت العذارى وأعلنت أن الإمبراطور قد أعد كل شيء ليُرعبهم، لكن وقت الإكليل قد حضر، فمن أرادت التمتع به فلِتنتظر، وأما الخائفة فلتهرب من الباب الخلفي. فلم يوجد بينهن عذراء واحدة تخشى الموت. بفرحٍ قُلن أنهم متمسكات بمسيحهن ولن يهربن.
إلتقى القائد بالقديسة وأخبرها بأن الإمبراطور يدعوها للسجود للآلهة ، ويقدم لها كنوزًا ويُقيمها أميرة . أما هي فأجابته: "أما تستحي أن تدعو الأصنام آلهة، فليس إله سوى رب السماء والأرض. وأنا ومن معي مستعدات أن نموت من أجل اسمه". اغتاظ القائد وأمر أربعة جنود بوضعها داخل الهنبازين لكي تُعصر. وكانت العذارى يبكين وهنّ ينظرن إليها تُعصر. أُلقيت في السجن وهي أشبه بميتة، فحضر رئيس الملائكة ميخائيل في منتصف الليل ومسح كل جراحاتها. في الصباح دخل الجند السجن لينقلوا خبر موتها للقائد، فكانت دهشتهم أنهم لم يجدوا أثرًا للجراحات في جسمها. أعلنوا ذلك للقائد، فثار جدًا وهو يقول: "دميانة ساحرة! لابد من إبطال سحرها!" إذ رأتها الجماهير صرخوا قائلين: "إننا نؤمن بإله دميانة"، وأمر القائد بقتلهم. ازداد القائد حنقًا ووضع في قلبه أن ينتقم منها بمضاعفة العذابات، حاسبًا أنها قد ضلَّلت الكثيرين. أمر بتمشيط جسمها بأمشاط حديدية، وتدليكه بالخل والجير، أما هي فكانت متهللة. إذ حسبت نفسها غير أهلٍ لمشاركة المسيح آلامه. أُلقيت في السجن، وفي اليوم الثاني ذهب القائد بنفسه إلى السجن حاسبًا أنه سيجدها جثة هامدة ، لكنه إنهار حين وجدها سليمة تمامًا ، فقد ظهر لها رئيس الملائكة ميخائيل ، وشفاها.
وكلما حاول القائد تعذيبها ، كان الرب يتمجد فيها ، وقبل أن يهوي السيف على رقبتها قالت : " إني أعترف بالسيد المسيح، وعلى إسمه أموت ، وبه أحيا إلى الأبد " - وأخيرًا - أمر بضربها بالسيف هي ومن معها من العذارى [ وكان عددهن 40 فتاة عذراء ] ، فنلن جميعًا أكاليل الشهادة ، وكان ذلك في 13 طوبة.
وقد قام البابا ألكسندروس بتدشينها في اليوم الثاني عشر من شهر بشنس ، ملحق بالكنيسة دير القديسة دميانة، كما بنيت كنائس كثيرة بإسمها في كل القطر المصري.
وفي الكنائس الأورثوذكسية الشرقية المشرقية يوم 17 ديسمبر.
هذا- و يُطلق على بربارة في الثقافة المسيحية الشرقية إسم " العظيمة في الشهداء القديسة بربارة " .
هذا - وتشير بعض المصادر أنها ولدت في نيقوميديافي تركيا الحالية - أو في بعلبك الفينيقية في لبنان.
إرسال تعليق