مصر في عصور الإحتلال
أولاً - مصر في العصر
اليوناني
مقدمة عامة عن تاريخ
مصر في العصر اليوناني
توضيح هام للقراء
نود أن ننوه للجميع ، إلى أننا سوف نقوم بتناول مادة التاريخ اليوناني القديم - على قسمين رئيسيين - ألا وهما :
- القسـم الأول : ويشتمل على تاريخ اليونان منذ فجر قيام حضارتها الأولى .
- القسم الثاني : ويشتمل على تاريخ اليونان ما بعد عصر الفتوحات الكُبرى ، والتي تمت وقائعها بظهور الإسكندر الأكبر ـ وقيادته لجيش مكدونيا ، وسوف يتضمن هذا القسم أيضاً ، أهم التفاصيل التي ترتبط بعصر الفتوحات اليونانية الكبرى التي قادها الإسكندر الأكبر ، ووصولاً إلى تكوين الإمبراطورية التي عُرفت بإسم " إمبراطورية الإسكندر الأكبر " ، وختاماً ببداية عصر البطالمة [ أو البطالسة ] في مصر ، والذي إنتقلت مصر بموجبه من حقبة العصر الفرعوني ، إلى حقبة العصر اليوناني .
القسم الأول : تاريخ اليونان القديم
تُعتبر الفترة التاريخية في اليونان القديمة ، بمثابة فترة فريدة من نوعها في تاريخ العالم القديم ، حيث كانت الفترة الأولى الموثقة مُباشرةً في علم التأريخ ، في حين أن بدايات التاريخ القديم أو" فجر التاريخ " - معروف بأدلة أكثر ظرفية ، مثل الحوليات ، أوالبرديات ، أو قوائم الملوك ، والأبيغرافيا.
في هذا الصدد - فجميعنا يُعرف المؤرخ الإغريقي : " هيرودوت " على نطاق واسع بأنه : " أب التاريخ البشري " ، وهو من أقدم المؤرخين الذين ظهروا في تاريخ الإنسانية ، وتاريخه معروف على للكافة ، وقد كُتب تاريخه في الفترة ما بين 450 و 420 ق.م ، وقد عمل " هيرودوت " في مجال التأريخ الجزء الأكبر من حياته ، وكان يتميز بأنه كان يقوم بمناقشة الشخصيات التاريخية في القرن السادس قبل الميلاد - مثل " دارا الأول " من بلاد فارس ، وقمبيز الثاني وبسماتيك الثالث ، وكان يُلمح إلى بعض الحكام من القرن الثامن مثل كانداوليس.
ولقد كان معظم هؤلاء المؤلفين - إما من الأثينيين أو المؤيدين لأثينا ، وهذا هو السبب في أنه يُعرف أكثر بكثير عن تاريخ وسياسة أثينا من العديد من المدن الأخرى.
هذا - ويقتصر نِطاقها ، على مزيد من التركيز على التاريخ السياسي ، التاريخ العسكري والدبلوماسي ، مُتجاهلاً التاريخ الإقتصادي والإجتماعي .
في القرن الثامن قبل الميلاد ، بدأت اليونان في الخروج من العصور المظلمة التي أعقبت سقوط الحضارة الموكيانية ، فقد فقدت القراءة والكتابة ونسيت الكتابة الموكيانية ، لكن اليونانيين تَبَنُوا الأبجدية الفينيقية ، وتم تعديلها لإنشاء الأبجدية اليونانية.
خريطة توضح حدود مملكة اليونان ما قبل فتوحات الإسكندر الأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد
ومن الممكن أن تكون الأشياء المكتوبة بالفينيقية متوفرة في اليونان منذ القرن التاسع قبل الميلاد، لكن أول دليل على الكتابة اليونانية يأتي من الكتابة على الجدران وعلى الفخار اليوناني جاء من منتصف القرن الثامن.
وقد تم تقسيم اليونان إلى العديد من مجتمعات الحكم الذاتي الصغيرة ، وهو نمط فرضته الجغرافيا اليونانية إلى حد كبير ، حيث يتم فصل كل جزيرة ووادي وسهل عن جيرانه عن طريق البحر أو السلاسل الجبلية.
وتُعد حرب ليلانتين في (حوالي 710 - 650 ق.م) ، هي أقدم حرب موثقة من العصر اليوناني القديم ، وقد وقعت بين البوليس الهامة (دولة مدينة) من خالكيذا ، وإريتريا على سهل ليلانتين الخصب في وابية.
ويبدو أن كلا المدينتين قد عانت من التدهور نتيجة للحرب الطويلة ، على الرغم من أن خالكيذا كانت المنتصر الأقوى.
وقد نشأت طبقة تجارية في النصف الأول من القرن السابع قبل الميلاد، والتي ظهرت بسبب ظهور العملات في حوالي 680 ق.م.
ظهر التوتر بسبب هذه الطبقة في العديد من دول المدن ، فالأنظمة الأرستقراطية التي تحكم عمومًا البوليس كانت مهددة بالثروة الجديدة من التجار الذين كانوا بدورهم يرغبون في السلطة السياسية ، منذ عام 650 ق.م ، كان على الأرستقراطيين أن يحاربوا كي لا تتم الإطاحة بهم ، وإستبدالهم بالطغاة الشعبويين.
وهذه الكلمة مستمدة من الطغيان اليوناني المُحقر الذي يعني "الحاكم غير الشرعي"، وكان هذا ينطبق على كل من القادة الجيدين والسيئين على حد سواء.
يبدو أن تزايد عدد السكان والنقص في الأراضي أدى إلى نشوب صراع داخلي بين الفقراء والأغنياء في العديد من دول المدن.
في إسبرطة ، أدت الحروب الميسينية إلى غزو ميسينيا وإستعباد الميسينيين ، وذلك إبتداء من النصف الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد ، وهو عمل لم يسبق له مثيل في اليونان القديمة .
هذا - وقد سمحت هذه الممارسة بحدوث ثورة إجتماعية ، والسكان الذين تم إخضاعهم ، الذين عرفوا فيما بعد بإسم "هيلوتس" ، تم إستعبادهم وتشغيلهم من أجل أسبرطة ، في حين أصبح كل مواطن من مواطني أسبرطة جنديًا من الجيش الأسبرطي في دولة عسكرية بشكل دائم ، حتى النخبة كانت مضطرة للعيش والتدرب كجنود - هذه القواسم المشتركة بين المواطنين الأغنياء والفقراء - كانت قد عملت على نزع فتيل الصراع الإجتماعي. هذه الإصلاحات ، المنسوبة إلى ليكرجوس أسبرطة ، ربما كانت قد إكتملت في نحو العام 650 ق.م.
جانب من معالم اليونان القديمة ماقبل عصر الإسكندر الأكبر
هذا - وقد عانت أثينا من أزمة أراضي وزراعة في أواخر القرن السابع قبل الميلاد، مما أدى مرة أخرى إلى صراع أهلي ، وقد أقام الأركون المُسمى (رئيس القضاة) دراكو إصلاحات صارمة على القانون في 621 ق.م (ومنه تأتي الصفة "داركوني" والتي تعني شديد القسوة) ، ولكن فشلت هذه الإصلاحات في قمع الصراع. في نهاية المطاف، الإصلاحات المعتدلة لسولون (594 ق.م) ، التي حسّنت أحوال الكثير من الفقراء، ولكنها ترسخ الأرستقراطية في السلطة بقوة ، أعطت أثينا بعض الإستقرار.
بحلول القرن السادس قبل الميلاد ، ظهرت العديد من المدن كمهيمنة في الشؤون اليونانية : أثينا ، إسبرطة ، كورنث ، ثيفا.
وكان كل واحد منهم قد أخضع المناطق الريفية المحيطة والبلدات الأصغر تحت سيطرته ، وأصبحت أثينا وكورنث قوى بحرية وتجارية كبرى كذلك.
هذا - وقد أدت الزيادة السريعة في عدد السكان في القرنين الثامن والتاسع قبل الميلاد إلى هجرة العديد من الإغريق لتشكيل المستعمرات في العصور القديمة في ماجنا غراسيا (جنوب إيطاليا وصقلية) ، وآسيا الصغرى وأبعد من ذلك ، ولقد توقفت الهجرة في القرن السادس قبل الميلاد عندما أصبح العالم اليوناني ثقافياً ولغوياً أكبر بكثير من مساحة اليونان الحالية.
هذا - ولم تكن المستعمرات اليونانية خاضعة لسيطرة سياسية من قبل المدن المؤسسة لها، على الرغم من أنها احتفظت في كثير من الأحيان بروابط دينية وتجارية معها.
سببت عملية الهجرة أيضاً سلسلة طويلة من الصراعات بين المدن اليونانية في صقلية ، وخاصة سرقوسة ، وقرطاجية ، وقد إستمرت هذه الصراعات من 600 ق.م إلى 265 ق.م عندما دخلت الجمهورية الرومانية في تحالف مع ماميتينز لدرء الأعمال العدائية من قبل الطاغية الجديد هييرو الثاني من سرقوسة ، ومن ثم القرطاجيين.
بهذه الطريقة أصبحت روما القوة المهيمنة الجديدة ضد القوة المتلاشية للمدن اليونانية الصقلية ، والتفوق القرطاجي في المنطقة.
وبعد عام واحد إندلعت الحرب البونيقية الأولى.
في هذه الفترة ، كان هناك تنمية اقتصادية ضخمة في اليونان ، وكذلك في مستعمراتها في الخارج التي شهدت نمواً في التجارة والتصنيع.
وكان هناك تحسن كبير في مستويات المعيشة للسكان ، وتُقدر بعض الدراسات أن متوسط حجم الأسرة اليونانية ، في الفترة من 800 ق.م إلى 300 ق.م ، زاد خمس مرات، مما يشير إلى زيادة كبيرة في متوسط دخل السكان.
وفي نحو النصف الثاني من القرن السادس قبل الميلاد ، سقطت أثينا تحت طغيان بيسيستراتوس ، ثم من بعده أبنائه هيبياس الأثيني و هيبارخوس . ومع ذلك ، في سنة 510 ق.م ، وبتحريض من الأرستقراطي الأثيني كليسثنيس ، ساعد الملك الإسبرطي كليومينس الأول - الأثينيون - على إسقاط الطغاة - ثم حدث بعد ذلك - إنقلبت كل من أسبرطة وأثينا على بعضهما البعض ، وفي ذلك الوقت قام كليومينس الأول بتثبيت إيساغوراس كقائد أركون ، حريص على منع أثينا من أن تصبح دمية لإسبرطة ، رد كليسثنيس بتقديم إقتراح لزملائه المواطنين أن تقوم أثينا بثورة - حيث فيها - أن جميع المواطنين يشاركون في السلطة السياسية ، بغض النظر عن وضعهم : أن تصبح أثينا " ديمقراطية " ، بحماس شديد أخذ الثينيون هذه الفكرة ، بعد أن أطاحوا بإيساغوراس ونفذوا إصلاحات كليسثنيس ، كانوا قادرين بسهولة على صد غزو ثلاثي من قبل إسبرطة يهدف إلى إستعادة إيساغوراس ، لقد عالج ظهور الديمقراطية الكثير من أمراض أثينا ، وأدى إلى " العصر الذهبي للأثينيين " .
في عام 499 ق.م ، تمردت الدول الأيونية تحت الحكم الفارسي ضد الطغاة المدعومين من الفرس الذين حكمومهم ، بدعم من القوات المرسلة من أثينا وإريتريا ، تقدموا حتى سارد ، وأحرقوا المدينة ، قبل أن يتم إرجاعهم بفعل الهجوم المضاد للفرس ، إستمر التمرد حتى عام 494 ق.م ، عندما هزم الثوار الأيونين.
معبد البراثينون في أثينا
من أقدم آثار الحضارة اليونانية القديمة
معبد الأكروبوليس
من أقدم المعالم الأثرية في آثينا
لم ينس دارا أن الأثينين ساعدوا الثورة الأيونية ، وفي عام 490 ق.م - قام بتجميع أسطول حربي للسيطرة على أثينا.
وعلى الرغم من كثرة الجيش الفارسي ، الأثينيين - بدعم من حلفائهم من بلاتايا - هزموا القوات الفارسية في معركة ماراثون ، وإنسحب الأسطول الفارسي.
بعد عشر سنوات ، تم إطلاق حملة ثانية من قبل إبنه خشايارشا ، قُدمت دول المدن في شمال ووسط اليونان إلى القوات الفارسية دون مقاومة ، ولكن تحالفًا من 31 دولة مدينة يونانية ، بما في ذلك أثينا وأسبرطة ، عزمت على مقاومة الحملة الفارسية.
في الوقت نفسه ، تم غزو صقلية اليونانية من قبل قوة القرطاجيين.
وفي عام 480 ق.م، وقعت المعركة الكبرى الأولى للغزو في ثيرموبيلاي ، حيث قامت قوة صغيرة من اليونانيين ، يقودها ثلاثمائة جندي أسبرطي ، بالصد عن ممر مهم في قلب اليونان لعدة أيام.
وفي نفس الوقت ، هزم جيلو الطاغية في سرقوسة ، الغزو القرطاجي في معركة حميرا.
وقد إستمر التحالف ضد بلاد فارس ، في البداية بقيادة الإسبرطي بوسانياس ولكن من 477 بقيادة أثينا ، وبحلول عام 460 ق.م - طُردت بلاد فارس من بحر إيجة ، وخلال هذه الفترة من الحملات ، تحول الحلف الديلي تدريجياً من تحالف دفاعي من الولايات اليونانية إلى إمبراطورية أثينا ، حيث تمكنت القوة البحرية المتنامية في أثينا من إجبار دول التحالف الأخرى على الامتثال لسياساتها ، وقد أنهت أثينا حملاتها ضد فارس في عام 450 ق.م، بعد هزيمة كارثية في مصر في عام 454 ق.م ، ووفاة كيمون في مواجهة الفرس في قبرص في 450 ق.م في حين أن النشاط الأثيني ضد الإمبراطورية الفارسية قد إنتهى ، إلا أن الصراع بين إسبرطة وأثينا كان يتزايد. كانت إسبرطة مُتشككة من القوة الأثينية المتزايدة الذي مولها الحلف الديلي، وزادت التوترات ، عندما عرضت أسبرطة المساعدة لأعضاء الحلف الراغبين في التمرد على الهيمنة الأثينية ، وقد تفاقمت هذه التوترات في عام 462 ق.م ، عندما أرسلت أثينا قوة لمساعدة إسبرطة في التغلب على ثورة الهيلوتس ، لكن مساعداتهم رفضت من قبل الإسبرطيين.
وفي عام 450 م ، سيطرت أثينا على بيوتيا ، وحصدت إنتصارات على أجانيطس و كورنث ، ومع ذلك ، فشلت أثينا في تحقيق فوز حاسم ، وفي 447 ق.م - فقدت بيوتيا مرة أخرى.
ثم حدث أن وقعت أثينا وأسبرطة على سلام الثلاثين عام - في شتاء 446/5 ق.م ، منهياً الصراع.
على الرغم من السلام في 446/5 ق.م ، انخفضت العلاقات الأثينية مع أسبرطة مرة أخرى في 431، وفي 430 ق.م - إندلعت الحرب مرة أخرى ، يُنظر إلى المرحلة الأولى من الحرب تقليديًا على أنها سلسلة من الغزوات السنوية لاتيكا من قبل أسبرطة ، والتي لم تحرز تقدمًا يذكر ، في حين نجحت أثينا ضد الإمبراطورية الكورنثية في شمال غرب اليونان ، وفي الدفاع عن إمبراطوريتها الخاصة ، على الرغم من المعاناة من الطاعون والغزو الإسبرطي ، نقطة التحول في هذه المرحلة من الحرب عادة ما ينظر إليها على أنها الانتصارات الأثينية في بيلوس ، وسفاكتيريا ، دعت أسبرطة من أجل السلام ، لكن الأثينيين رفضوا الإقتراح.
وقد أدى الفشل الأثيني لإستعادة السيطرة في بيوتيا في دليوم ونجاحات براسيداس في شمال اليونان في 424 ق.م ، أدي إلي تحسين موقف أسبرطة في سفاكتيريا ، وبعد وفاة كليون وبراسيداس، أقوى المعترضين على السلام في الجانبين الأثيني و الإسبرطي على التوالي ، تم الاتفاق على معاهدة سلام في 421 ق.م .
القسم الثاني : عصر فتوحات الإسكندر الأكبر الكبرى الإسكندر الأكبر [ المقدوني ]
لقد ظهرت بعد ذلك مملكة قوية لتحل محل مملكة إسبرطة - مركزها مكدونية - تلك المملكة التي إزدهرت في عهد الملك " فيليب الثالث " - والمعروف بـ [ الأعور ] - بفضل فتوحاته التي قاد فيها جيوشه في أكثر من معركة ، بغرض التوسع بالمملكة ، وضم أكبر عدد ممكن من الممالك إليها ، ثم أكمل إبنه : الإسكندر الأكبر Μέγας ὁ Ἀλέξανδρος
والذي ولد في سنة 356 ق.م - مسيرة فتوحات مملكة مكدونية ـ فقاد جيوش أبيه في عدة معارك ، كان النصر حليفه فيها ، وإستطاع أن يُحقق أن يضم عدد من الممالك التي كانت تُشكل قوى عظمى وقتئذٍ - ولعل من أهمها : بابل ، وفارس ، والهند .
الملك فيليب الثالث [ الأعور ]
عُملة نقدية للملك فيليب الثالث [ الأعور ]
ولما مات أبيه الملك " فيليب الثالث " - ورث الإسكندر الأكبر عن أبيه مملكة متينة الأساس ، وجيشًا عرمرمًا قويًا ذا جنود مخضرمة ، وقد مُنح حق قيادة جيوش بلاد اليونان كلها، فاستغل ذلك ليُحقق أهداف أبيه التوسعيّة ، وانطلق في عام 334 ق.م في حملة على بلاد فارس، فتمكن من دحر الفرس وطردهم خارج آسيا الصغرى ، ثم شرع في انتزاع ممتلكاتهم الواحدة تلو الأخرى في سلسلة من الحملات العسكرية التي دامت عشر سنوات.
في جُملة إنتصاراته - تمكن الإسكندر خلالها من كسر الجيش الفارسي ، وتحطيم القوة العسكرية للإمبراطورية الفارسية الأخمينية في عدّة وقعات حاسمة ، أبرزها معركتيّ إسوس وگوگميلا ، وقد تمكن الإسكندر في نهاية المطاف من الإطاحة بالشاه الفارسي دارا الثالث ، وفتح كامل أراضي إمبراطوريته ، وعند هذه النقطة ، كانت الأراضي الخاضعة له ، قد إمتدت من البحر الأدرياتيكي غربًا ، إلى نهر السند شرقًا.
الإسكندر الأكبر [ المكدوني ]
كان الإسكندر الأكبر يسعى للوصول إلى « نهاية العالم والبحر الخارجي الكبير » ، فأقدم على غزو الهند في سنة 326 ق.م - في محاولة لإكتشاف الطريق إلى ذاك البحر ، لكنه اضطرّ إلى أن يعود أدراجه بناءً على إلحاح قادة الجند ، وبسبب تمرّد الجيش. وقد توفي الإسكندر في مدينة بابل سنة 323 ق.م ، قبل أن يشرع في مباشرة عدّة حملات عسكرية جديدة خطط لها ، وكان أولها فتح شبه الجزيرة العربية ، بعد بضعة سنوات من وفاته ، نشبت حروب أهلية طاحنة بين أتباعه كان من شأنها أن مزّقت أوصال إمبراطوريته ، وولّدت عدّة دول يحكم كل منها «خليفة» ، وقد عُرفت بملوك الطوائف
( باليونانية : Διάδοχοι ، وباللاتينية: Diadochi )
وكان كل ملك من هؤلاء الملوك مُستقل لا يدين بالولاء إلا لنفسه ، وكان هؤلاء هم من بقي حيًا من قادة جيش الإسكندر الأكبر ، وشاركه حملاته في الماضي.
تابع مُلحق القسم الثاني – تاريخ اليونان ما بعد فتوحات الإسكندر الأكبر.
الإسكندر الأكبر [ المكدوني ]
تقسيم إمبراطورية الإسكندر الأكبر بعد وفاته
بعد وفاة قائد الفتوحات المكدونية الكُبرى " الإسكندر الأكبر " في نحو العام 323 قبل الميلاد ، والتي إستطاع فيها ، تكوين أعظم إمبراطورية عُرفت في تاريخ الحضارات الإنسانية جمعاء ، تنافس قواده على تقسيم الإمبراطورية ؛ حيث ظل بطليموس الأول فى صراع مع سلوقس لمدة طويلة ، إلا إنه فى عام 305 قبل الميلاد - أعلن نفسه ملكاً على مصر ، وأسس الأسرة البطلمية.وتُعد مصر البطلمية ، هي أحدى القوى الكبرى فى العالم الإغريقي ، وفى فترات كثيرة كان نفوذها يمتد إلى أجزاء من سوريا وآسيا الصغرى وقبرص وليبيا وفينقيا وأراضي أخرى.
وفى عصر بطليموس السادس - أصبحت مصر مقاطعة تابعة لحاكم سورية فى نحو العام 169 قبل الميلاد ، وحاول الرومان إسترداد البلاد ، التى بعد ذلك تم تقسيمها بين بطليموس السادس وأخيه الاصغر بطليموس السابع ، والذى سيطر على البلاد بشكل تام بعد وفاة أخيه عام 145 قبل الميلاد.
الإسكندر الأكبر ماقبل تقسيمها إلى ممالك خريطة توضح
وقد كانت الملكة كليوباترا السابعة هى آخر ملوك البطالمة العظام ، والتى تحالفت مع يوليوس قيصر من أجل الحفاظ على قوة مصر ، ثم مع مارك أنطونيو من بعده ، ولكن ذلك أجَّل فقط نهاية الدولة البطلمية ؛ حيث هزمت أمام قوات أوكتافيوس ، والذى سُمّىَ بعد ذلك بالإمبراطور أغسطس ، وذلك فى معركة أكتيوم البحرية ، ثم إنتحرت كليوباترا عام 30 قبل الميلاد.
ولمدة تقارب السبعة قرون بعد موت كليوباترا ، إستولت الإمبراطورية الرومانية على مصر كمقاطعة رومانية ، بإستثناء فترة قصيرة فى القرن الثالث الميلادى ؛ حيث كانت مصر تحت حكم الملكة زنوبيا.
وقد كانت مصر تعتبر مصدراً هاماً للثراء بالنسبة للإمبراطورية الرومانية، وكانت روما تعتمد على مصر فى تزويدها بالحبوب ، ومصر تحت الحكم الرومانى عاشت فترة من السلام ، إلا أن الحيثيين كانوا يقومون فى أحوال نادرة بمهاجمة الحدود المصرية الجنوبية.
وكان عدد السكان فى مصر في هذه الفترة يحتوى على عدد كبير من الإغريق واليهود أيضاً وأعداد من آسيا الصغرى .
وفى هذه الفترة - بدأ ظهور اللغة القبطية فى مصر ، وهذا الخليط من الثقافات لم يؤد إلى تواجد مجتمع متجانس .
وقد ظلت مدينة الإسكندرية التى بناها " الأسكندر الأكبر " ، على الساحل على البحر المتوسط عاصمة للبلاد ، كما كانت زمن البطالمة .
إرسال تعليق