مصر في عصور الإحتلال
سلسلة أبحاث تاريخية
الحملة الفرنسية وآثارها في مصر
وقائع الحملة الفرنسية على مصر
أولاً- الدوافع التي أدت إلى قيام الحملة الفرنسية على مصر
من الدوافع والأسباب الرئيسية التى أدت إلى قيام الحملة الفرنسية على مصر ما يلي :-
[١]- رغبة نابليون بونابرت في القتال في الشرق الأوسط وآسيا ، حيث صاغ نابليون بونابرت خطة للرد على بريطانيا من خلال ضرب مصر ، حيث من شأن الغزو على مصر أن يؤمن السيطرة الفرنسية على شرق البحر الأبيض المتوسط ، وبالتالي - فتح سبيل لمهاجمة بريطانيا في الهند. [2]- رغبة حكومة فرنسا في تجريب نابليون لحظه في السيطرة على مصر أولاً ، بالإضافة إلى رغبتها في إبعاد قوة نابليون قليلاً لخارج فرنسا ، ونتيجةً لذلك أبحر نابليون مع أسطوله للإستيلاء على مصر، وبعد الإستيلاء على مَالطا ، هبط ما يقارب 40.000 فرنسي في مصر في الأول من تموز ، وإستولوا على الإسكندرية ، وساروا في القاهرة ، كما كانت مصر في تلك الأثناء جزءاً من الإمبراطورية العثمانية ، ولكنها كانت تحت السيطرة العملية للجيش المملوكي.
هذا - ويرى بعض العلماء ، أن الحملة على مصر ، كانت
مجرد طموح من قِبَل نابليون لرغبته في توطيد وضعه وشخصيته السياسية في فرنسا.
ثانياً - قيام الحملة الفرنسية على مصر
لقد حدثت الحملة الفرنسية على مصر في الفترة الواقعة بين 1798- 1801م - وفي ظل سعي الإحتلال الإستعماري ، لإحياء عصر التنوير في الشرق ، حيث حددت الحملة الفرنسية مُخططات لكل المشاريع الإستيطانية اللاحقة في القرنين التاسع عشر ، وأوائل العشرين من الميلاد ، وتقوم فكرة هذه الحملة على تخليص الشعوب الدنيا من يد الطُغاة الإستبداديين من خلال جعله يصل إلى المعايير الغربية للحضارة والصناعة ، وبهذا إعتبر المحتلون الفرنسيون أنفسهم محررين ومخلصين مصر من المصريين الأصليين.
ثالثاً - نتائج الحملة الفرنسية على مصر
لقد تسببت الحملة الفرنسية على مصر ، والتي بدأت في عام 1798م ، بوصول نابليون بونابرت على متن سفينة نصف الدنيا إلى الأسكندرية ، في حدوث سلسلة من المعارك في الشرق .
نموذج للسفينة المعروفة بإسم نصف الدنيا التي وصل على متنها نابليون بونابرت إلى مصر
ولقد أدت الحملة الفرنسية على مصر ، إلى دخول الجيش المصري في أكثر من مواجهة حربية في الداخل والخارج ، فبينما كانت الأوضاع الداخلية غير مُستقرة بسبب سوء إدارة حكم المماليك للبلاد ، كان الفرنسيون في طريقهم إلى مصر لإحتلالها ، فإلتقت جيوش المماليك بالجيوش الفرنسية ، وتصادموا في معركة الأهرامات في 21 تموز ، كما ، وكانت معركة النيل قد حدثت ، وقد أرسل قائد البحرية البريطانية نيلسون لإيقاف هبوط نابليون ، وقد تمكن من مُهاجمة الأسطول الفرنسي ، وهروب سفينتين وغرقهما في وقت لاحق - وبهذا - فقط أصبح خط إمدادات نابليون غير موجوداً ، ثم دَمَرَ القائد الإنجليزي " نيلسون " إحدى عشر سفينةً أخرى من أسطول نابليون مما ساهم في خسائر كبيرة له وإنقلاب الثوار ضده ، وإنتهاء جيشه الذي لم يَستطع إعادته حتى إلى فرنسا ، ومع تشكيل قوات العدو سار نابليون إلى سوريا مع جيش صغير وحاول الإستيلاء على يافا وعكا ، ثم إنتشر الطاعون في الجيش ، وإضطر للعودة إلى مصر - وبهذا - فقد عاني نابليون من إنتكاسة كبيرة أدرك من خلالها تغير الوضع السياسي في فرنسا ، وغادر نابليون مصر إلى فرنسا بعد أن تخلى عن طموحه.
هذا من ناحية النتائج السياسية التي خلُفتها الحملة الفرنسية على مصر - أما فيما يخص النتائج العلمية والثقافية ، وما يتعلق بهاذين المجالين من إنجازات أضافت الكثير لمصر في المجالين العلمي والثقافي - فقد كان للحملة الفرنسية على مصر ـ آثارها الإيجابية التي أضافت إلى مصر الكثير ، ودفعت بها نحو التقدم علمياً وثقافياً في أكثر من مجال من مجالات العلوم والثقافات المختلفة ، ويمكننا تلخيص هذه الآثار الإيجابية على على النحو التالي :
النهضة العلمية في مصر ما بعد الحملة الفرنسية
1 - إكتشاف حجر رشيد والتوصل إلى مفتاح اللغة المصرية القديمة
حجــــــــــــــــر رشـيـــــــــــــــد
( المتحف البريطاني )
مقدمة
إن "حجــر رشيــد" - هو في واقع الأصل - عبارة عن نُصُب من حجر الجرانودايوريت ، لمرسوم كان قد صدر في ممفيس بمصر ، في عام 196 قبل الميلاد ، نيابة عن الملك بطليموس الخامس. هذا - ويظهر المرسوم في ثلاثة نصوص : النص العلوي - هو اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية المصرية ، والجزء الأوسط نص الهيراطيقية ، والجزء الأدنى اليونانية القديمة ، لأنه يقدم أساساً نفس النص في جميع النصوص الثلاثة (مع بعض الاختلافات الطفيفة بينهم) ، الحجر يعطي مفتاح الفهم الحديث للهيروغليفية المصرية.
ويُعتقد أن الحجر قد تم عرضه أصلاً ضمن معبد مصري ، وربما بالقرب من صا الحجر.
ربما كان قد نقل خلال المسيحيين الأوائل في العصور الوسطى ، وكان يستخدم في نهاية المطاف كمادة بناء في بناء طابية رشيد بالقرب من مدينة رشيد (رشيد) في دلتا النيل.
وقد تم إكتشاف حجر رشيد في عام 1799م ، على يد جندي يدعى بيير فرانسوا بوشار من حملة نابليون على مصر.
وكان هذا أول نص بلغتين مصري قديم تعافى في العصر الحديث ، وأنه قد أثار اهتمام الجمهور على نِطَاق واسع مع قدرته على فك هذه اللغة القديمة غير مترجمة سابقا.
تاريخ حجر رشيد
لقد نُقِشَ حجر رشيد في عام 196 ق.م ، وهذا الحجر - هو في واقع الأصل - كان مرسوم ملكي صدر في مدينة منف عام في عام 196 ق.م ، وقد أصدره الكُهَان كرسالة شكر للملك بطليموس الخامس ، لأنه رفع الضرائب عنهم، وعليه ثلاث لغات الهيروغليفية والديموطقية والإغريقية.
إكتشاف حجر رشيد
تم إكتشاف حجر رشيد في عام 1799 م - على يد جندي فرنسي يُدعى بيير فرانسوا بوشار ، أحد جنود الحملة الفرنسية التي قام بها نابليون على مصر.
شامبليون أول من توصل إلى فك رموز حجر رشيد
لقد كان حجر رشيد في وقت إكتشافه ، يُمثل لُغزاً لغوياً مُحيراً ، لايُفَسٌر منذ مئات السنين ، لأن اللغات الثلاثة المكتوب بها ، كانت وقتها من اللغات الميتة ، حتى جاء العالم الفرنسي جيان فرانسوا شامبليون ، وفسر هذه اللغات بعد مُضاهاتها بالنص اليوناني وببعض نصوص هيروغليفية أخرى ، وهذا يدل على أن هذه اللغات ، كانت سائدة إبان حكم البطالمة لمصر لأكثر من 150 عاماًً ، وكانت اللغة الهيروغليفية ، تُمثل اللغة الدينية المقدسة التي كانت متداولة في المعابد وقتئذٍ ، واللغة الديموطيقية ، كانت لغة الكتابة الشعبية (العامية المصرية) ، واليونانية القديمة كانت لغة الحكام الإغريق ، وكان قد ترجم إلى اللغة اليونانية لكي يفهموه. وكان محتوى الكتابة تمجيدا لفرعون مصر وإنجازاته الطيبة للكهنة ، وشعب مصر ، وقد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين ، والطبقة الحاكمة.
العالم الفرنسي فرانسوا شامبليون
أول من توصل إلى فك رموز اللغات الثلاث المكتوب بها
حجـــــــر رشيــــــــد
محاولات بريطانية من أجل فك طلاسم حجر رشيد
وكان العالم البريطاني توماس يانج قد إكتشف أن الكتابة الهيروغليفية تتكون من دلالات صوتية ، وأن الأسماء الملكية مكتوبة داخل أشكال بيضاوية (خراطيش) ، وهذا الإكتشاف أدى إلى أن فك العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون رموز الهيروغليفية، وقد إستطاع شامبليون فك شفرة الهيروغليفية عام 1822م ، لأن النص اليوناني عبارة عن 54 سطراً ، وسهل القراءة مما جعله يميز أسماء الحكام البطالمة المكتوبة باللغة العامية المصرية. وبهذا الكشف ، فتح شامبليون آفاق التعرف على حضارة قدماء المصريين وفك ألغازها ، وترجمة علومها بعد إحياء لغتهم بعد موتها عبر القرون. وقد أصبحت الهيروغليفية ، وأبجديتها تُدرس لكل من يريد دراسة علوم المصريات .
ولقد تمت ( ترجمة نصوص حجر رشيد الثلاثة عن الإنجليزية عن اللغة الإغريقية ) ، وقد جاء نص الترجمة على النحو التالي : { خلال حكم الملك الصغير والذي خَلَفَ والده ، كجلالة الملك صاحب التيجان العظيم الذي أنشأ مصر ، وُمخلص للآلهة المنتصر على أعدائه ، والذي أعاد الحياة الكريمة للناس ، المُشرف على إحتفال الثلاثين عام ، العادل مثل هيفايستوس ، خلال حكم الملك الصغير والذي خلف إبنه الأكبر ملك مثل الشمس. ملك القطرين الشمالي والجنوبي العظيم نجل الإله فيلوباتوريس ، المُعترف به من قبل هيفايستوس الذي أيـّدته الشمس بالنصر الصورة الحية لزويس إبن الشمس بطليموس ، فليعيش محبوب بتاح. في السنة التاسعة (أنا) أيتوس ابن أيتوس كاهن الإسكندرية ، في اليوم الرابع عشر من شهر كسانديكوس الموافق يوم 18 من شهر أمشير المصري - [ مرسوم ] : إجتمع كبار الكهنة والمنبئين وهؤلاء المسموح لهم دخول الهيكل المقدس لخدمة الآلهة وحاملوا المراوح وكتـاب القديسين وكهنة المعابد الآخرين الآتين من جميع أنحاء البلد الذين أتوا إلى منف لمقابلة الملك بمناسبة عيد تتويجه ، من بطليموس ، فليعيش محبوب بتاح والإله أبيفانيس أوخاريستوس الذي خلف والده. إجتمعوا في هذا اليوم في معبد منف ، وشهدوا أن الملك بطليموس ، فليعيش محبوب بـتاح الإله ابيفانيس أوخاريستوس إبن الملك بطليمـوس ، والملكة أرسينوي الألهــة ، فيلوباتوريس ، أنه محسن للمعبد وللعاملين فيه وكذلك لجميع الشعب وأنه إله ابن إله (مثل حوروس ابن إيزيس وأوزوريس المنتقم لأبيه) ، وأنه يقدس الآلهة. قدّم للمعبد دخل من الثروة والحبوب وصرف الكثير من أجل رخاء مصر وزوّد المعابد بالإمدادات ، وهو سخي بثروته الخاصة وقام بإلغاء العوائد والضرائب التي كانت واجبة في مصر كما خفـّض أخرى حتى يتمكن الشعب من العيش في رفاهية أثناء حكمه وألغي الديون المستحقة للقصر وهي كثيرة المستحقة في مصر وباقي المملكة، وكذلك حرر هؤلاء النازلين في السجن وأخرىن الواقعين في قضايا منذ زمن طويل حررهم من التهم الواقعة عليهم وأمر أن يستمر نصيب الآلهة من عائدات المعبد ومن دخل المعبد السنوي لهم سواء من الحبوب أو من الثروات وكذلك من الغيطان والحدائق والأراضي الأخرى الممنوحة لهم التي كانت مخصصة للآلهة في عهد والده ، وقرر بشأن الكهنة أن هؤلاء لا تزيد رسوم تعميدهم لوظيفة الكهنوت عن ما كانت مقررة في عهد والده وفي السنة الأولى من حكمه وأعفى أعضاء سلك الكهنوت من واجب حضورهم كل سنة إلى الإسكندرية وأمر أن لا يُرغم أحد على العمل في الأسطول ، كما أخفض الضرائب التي يقوم المعبد بدفعها للقصر عن منسوجات بيسوس بمقدار الثلثين ، وقام بإصلاح ما تعطل من الأمور خلال السنوات الماضية حيث يهتم بتنفيذ كل الواجبات المتوارثة منذ القديم نحو الآلهة وضمن لجميع الأفراد مساواة في العدالة مثل هيرمس الكبير العظيم ، وأَمَرَ بأن يـُسمح للهاربين من صفوف الجيش وآخرين الذين كانت لهم نوايا سيئة خلال أيام التمرد أن يسترجعوا ممتلكاتهم عند عودتهم كما اتخذ إجراءات لتوجيه الفرسان والمشاة والأسطول لصد هؤلاء الذين كانوا يهجمون على مصر من البحر والبر ، ورَصَدَ أموالاً طائلة وكميات كبيرة من الحبوب لكي تعيش المعابد والناس في البلد في أمان }.
على اليمين نقوش حجر رشيد بصورة أكثر وضوحاً وعلى اليسار نموذج لحجر رشيد
نقل حجر رشيد إلى بريطانيا
بعد أن تمكنت القوات البريطانية من هزيمة الفرنسيين في مصر عام 1801 م ، أصبح حجر رشيد الأصلي ، في حوزة البريطانيين بعد إستسلام الحملة الفرنسية ، وعلى إثر ذلك ، نُقِلَ إلى لندن ، وهو الآن يُعرض على الملأ في المتحف البريطاني بشكل مستمر تقريبا منذ عام 1802م ، وكان الأثر الأكثر زيارة في المتحف البريطاني.
2 - وضع كتاب وصف مصر
مما يحسب للحملة الفرنسية على مصر من فؤائد ، عادت بالنفع على مصر من الجانب الثقافي والعلمي ، هو كتاب وصف مصر ، هذا الكتاب الفريد من نوعه ، الذي يؤرخ لمصر ويوثق لتاريخها عبر العصور . وكتاب وصف مصر هو في مجمله ، عبارة عن عشرين مجلدًا ، يتناول تاريخ مصر منذ العصر الفرعوني ، وذلك من منظور علماء البحث التاريخي الفرنسيين ، وهو يضم أهم الملاحظات والبحوث التي تمت في مصر خلال الحملة الفرنسية " ، تمت كتابتها ، وتجميعها إبان الحملة الفرنسية على مصر ، حيث إصطحب نابليون بونابرت معه فريقا من العلماء من كافة التخصصات ليسجلوا ملاحظاته .
وقد بدأت قصة وضع كتاب وصف مصر بعد عودة الفريق إلى فرنسا قام وزير الداخلية الفرنسية آنذاك جان انطوان شبتال وبالتحديد في 18 فبراير 1802بتنظيم تشكيل لجنة بين أعضاء فريق العلماء والملاحظين ، فتشكلت لجنة من ثمان أعضاء قامت بجمع ونشر كافة المواد العلمية الخاصة بالحملة والتي كانت عبارة عن 10 مجلدات للوحات ، منها 74 لوحة بالألوان ، وأطلس خرائط ، وأخيرًا ، 9 مجلدات للدراسات. وتسجل تلك المجلدات ، سواء لجودة طباعتها ، أو لجمال رسومها (حيث تصل أكبرها إلى 1 م × 0.81 م) ، كأحد الأعمال التاريخية، في الفترة من عام 1801م ، وحتى عام 1828م ، من الطبعة الأولى عادة ما تتألف من تسعة مجلدات من النص ، ومجلد واحد مع وصف لوحات وإحجام عشر لوحات مجلدين إضافيين في حجم الماموث (وتسمى أيضا لوحات الفيل) ، وأخيراً مجلداً واحداً للوحات خرائط (أطلس) ، مما يجعل ال23 مجلداً في كل شيء المتغيرات في عدد من وحدات التخزين غير موجود.
الغلاف الأصلي لكتاب وصف مصر
جانب من الصور النادرة لبعض المعالم الأثرية في مصر والتي وردت في كتاب وصف مصر
3 - إنشاء المجمع العلمي
تاريخ التأسيس والمقر القديم للمجمع العلمي
يُعد المجمع العلمي المصري من أعرق المؤسسات العلمية ؛ حيث تضم مكتبته 200 ألف كتاب ، أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة ، وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752 م ، وأطلس ألماني عن مصر وأثيوبيا يعود للعام 1842 م ، وأطلس ليسوس ليس له نظير في العالم وكان يمتلكه الأمير محمد علي ولي العهد الأسبق، وأدخل مركز معلومات مجلس الوزراء ، هذه المكتبة النادرة على الحاسب الآلي. وقد أنشئ المجمع في القاهرة 20 أغسطس 1798م - بقرار من نابليون بونابارت، كان مقره في دار أحد بكوات المماليك في القاهرة ثم نقل إلى الإسكندرية عام 1859م ـ وأطلق عليه إسم المجمع العلمي المصري ، ثم عاد إلى للقاهرة عام 1880م ، وكانت أهداف المجمع العمل على التقدم العلمي ، ونشر العلم والمعرفة.
وقد أورد المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي في مؤلفه الشهير عجائب الآثار في التراجم والأخبار ؛ واصفاً إنشاء المجمع العلمي وقتها قائلاً : «... وهدموا عدة دور من دور الأمراء ، وأخذوا أنقاضها ورخامها لأبنيتهم ، وأفردوا للمدبرين والفلكيين وأهل المعرفة والعلوم الرياضية كالهندسة والهيئة والنقوشات والرسومات والمصورين والكتبة والحساب والمنشئين حارة الناصرية حيث الدرب الجديد ، وما به من البيوت مثل بيت قاسم بك ، وأمير الحاج المعروف بأبي يوسف ، وبيت حسن كاشف جركس القديم والجديد... وأفردوا لجماعة منهم بيت إبراهيم كتخدا السناري، وهم المصورون لكل شيء ، ومنهم أريجو المصور ،... صور صورة المشايخ كل واحد على حدته في دائرة ، وكذلك غيرهم من الأعيان ، وعلقوا ذلك في بعض المجالس ساري عسكر...، وآخر في مكان آخر يصور الحيوانات والحشرات ، وآخر يصور الأسماك والحيتان بأنواعها وأسمائها ".
وقد ضم المجمع أربع شعب هي : الرياضيات، والفيزياء، والاقتصاد السياسي، والأدب والفنون الجميلة.
وفي عام 1918م أجريت تعديلات على الشعب لتحوي الآداب والفنون الجميلة وعلم الآثار ، والعلوم الفلسفية ، والسياسة ، والرياضيات ، والفيزياء ، والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي ، ويحتوى المجمع على مكتبة تضم 200 ألف كتاب ، ومجلة سنوية.
تاريخ المجمع العلمي وعمليات تطويره عبر العصور
لقد أورد المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي في مؤلفه الشهير عجائب الآثار في التراجم والأخبار؛ واصفاً إنشاء المجمع العلمي وقتها قائلاً : «... وهدموا عدة دور من دور الأمراء، وأخذوا أنقاضها ورخامها لأبنيتهم ، وأفردوا للمدبرين والفلكيين وأهل المعرفة والعلوم الرياضية كالهندسة والهيئة والنقوشات والرسومات والمصورين والكتبة والحساب والمنشئين حارة الناصرية حيث الدرب الجديد ، وما به من البيوت مثل بيت قاسم بك ، وأمير الحاج المعروف بأبي يوسف ، وبيت حسن كاشف جركس القديم والجديد... وأفردوا لجماعة منهم بيت إبراهيم كتخدا السناري ، وهم المصورون لكل شيء، ومنهم أريجو المصور،... صور صورة المشايخ كل واحد على حدته في دائرة، وكذلك غيرهم من الأعيان، وعلقوا ذلك في بعض المجالس ساري عسكر...، وآخر في مكان آخر يصور الحيوانات والحشرات ، وآخر يصور الأسماك والحيتان بأنواعها وأسمائها ".الأقسام التي يشتمل عليها المجمع العلمي
لقد ضم المجمع أربع شعب هي : الرياضيات ، والفيزياء ، والاقتصاد السياسي، والأدب والفنون الجميلة ، وفي عام 1918م - أجريت تعديلات على الشعب لتحوي الآداب والفنون الجميلة ، وعلم الآثار ، والعلوم الفلسفية ، والسياسة ، والرياضيات ، والفيزياء ، والطب ، والزراعة ، والتاريخ الطبيعي ، ويحتوى المجمع على مكتبة تضم 200 ألف كتاب ، ومجلة سنوية.
هذا - وقد تبنى الدكتور سليمان حزين رئيس المجمع خطة لتطويره تعتمد على تسجيل مبناه الحالي مقتنياته النادرة ، في عداد الآثار ، وترميم المبنى ، وتحديث مكتبته ، وشارك برنار موريه الخبير الفرنسي المختص بترميم الآثار ، في ترميم مقر المعهد القديم، ومنزل السناري الأثري ، وانتهى من المشروعين مؤخرًا.
أهداف إنشاء المجمع العلمي
لقد كان الباعث على إقامته سببين ؛ السبب الظاهر للعيان العمل على تقدم العلوم في مصر ، وبحث ودراسة الأحداث التاريخية ومرافقها الصناعية ، وعواملها الطبيعية ، فضلاً عن إبداء الرأي حول إستشارات قادة الحملة الفرنسية ، ولكن الهدف الحقيقي هو دراسة تفصيلية لمصر وبحث كيفية استغلالها لصالح المحتل الفرنسي ، ونتج عن هذه الدراسة كتاب " وصف مصر " .
وصف المجمع العلمي
بمغادرة الفرنسيين مصر عام 1801م توقف نشاط المعهد لانتهاء سبب إنشائه وتبقى جانب من مقر المعهد القديم، وهو منزل إبراهيم كتخدا الملقب بالسناري ، نسبة إلى مدينة سنار التي قدم منها قبل أن ينتقل إلى القاهرة ، ليصبح واحدًا من أعيانها بفضل قربه من الأمير مراد بك ، وفرغ من بناء المنزل قبل وصول الفرنسيين بسنوات قليلة، يتوسط المنزل فناء مكشوف عبارة عن مساحة مستطيلة يتوسطها فسقية، وفي الضلع الشرقي منه عدد من الحواصل وغرف الخدم والمنافع.
وفي الضلع الجنوبي من الفناء التختبوش ، عبارة عن مساحة مستطيلة مغطاة بسقف خشبي ذي زخارف ملونة ، يرتكز على عمود رخامي.
وفي الضلع الغربي لدهليز المدخل باب معقود يؤدي إلى ديوان عبارة عن حجرة ذات رواقين غطى كل منهما بقبوين متقاطعين.
وفي الركن الجنوبي الغربي من الفناء سلم صاعد ينتهي بمسطبة عن يمينها باب يؤدي إلى حجرة مستطيلة في ضلعها الجنوبي الغربي شباكان، بالإضافة إلى باب يوصل للقاعات، وإلى يسار البسطة مقعد مغطى بسقف خشبي.
مراحل تطوير المجمع العلمي
مر المنزل حين تم ترميمه بعدة مراحل بدأت بمشروع لخفض منسوب المياه الجوفية، إرتبط بالشبكة الرئيسية للصرف الصحي ، تبعه إختيار حرفيين ممن لديهم خبرة للعمل في ترميمه المعماري ؛ حيث تم خفض مستوى الشارع المجاور للمنزل ؛ وإعادته إلى نفس المستوى الذي كان عليه في القرن الماضي ، وهو ما أتاح ظهور المدخل الرئيسي كاملاً لأول مرة ، وتم ترميم قاعات المنزل والمشربيات والدواليب الحائطية ، وتمت هذه الأعمال بواسطة فريق عمل مصري فرنسي ، ويؤكد وجدي عباس المشرف على مشروع الترميم أنه حدث تبادل خبرات بين الجانبين فضلاً عن تأهيل ما يقرب من مائة حرفي للعمل في ترميم الآثار ، إضافة إلى إعادة المنزل إلى حالته الأصلية وفقًا لوثيقة وقفة التي تصفه وقت إنشائه وكذلك رسومات الحملة الفرنسية له.
نقل المجمع العلمي إلى المقر الجديد ( الحالي )
تسجل هذه البناية قصة عودة الحياة إلى المجمع العلمي مرة أخرى، حيث ظل منذ خروج الفرنسيين مهملاً ، إلى أن نجح دكتور والن قنصل بريطانيا في مصر، في تأسيس الجمعية المصرية العلمية لتقوم بدوره ، وأنشأ الدكتور هنري إليوت وهو إنجليزي ، وبريس دافين العالم الفرنسي في عام 1842م الجمعية الأدبية المصرية لتقوم بنفس الهدف.
وفي 6 مايو 1856م - أعلن محمد سعيد باشا والي مصر، إعادة تأسيس المجمع مرة أخرى بالإسكندرية وأدمجت الجمعيتان السابقتان فيه ، وضم المجمع العديد من أعضاء المجمع القديم ، أبرزهم : جومار الذي كان عضواً في لجنة الفنون ، ومارييت باشا ، وكوليج وغيرهم ، وبرز عدد كبير آخر من أعضاء المجمع على مدى تاريخه في مختلف المجالات ، ومنهم جورج شواينفورت الرحالة المشهور المتخصص في العلوم الطبيعية، ومحمود الفلكي الإخصائي في علم الفلك ، وجاستون ماسبيرو المتخصص في التاريخ الفرعوني، وعلى مشرفة عالم الرياضيات ، والدكتور علي باشا إبراهيم وأحمد زكي باشا.
ولقد نتقل المجمع عام 1880 إلى القاهرة ، وبدأت أنشطته تنتظم، فهو يعقد جلسة شهرية بدءًا من نوفمبر إلى مايو ، ويلقي فيه علماء مصريون وأجانب ، محاضرات من شأنها توطيد العلوم ونشر ألويتها ، وأدخل تعديل على أقسام المجمع ، فأصبحت كالآتي : قسم الآداب والفنون الجملية ، وعلم الآثار، وقسم العلوم الفلسفية والسياسية ، وقسم العلوم الطبيعية والرياضيات ، وقسم الطب والزراعة والتاريخ الطبيعي. وينتظم في هذه الأقسام مائة وخمسون عضوا ، منهم خمسون عضوا عاملاً وخمسون مراسلاً بعضهم من مصر وخمسون منتسباً في الخارج.
واقعة حرق المجمع العلمي
الهجوم على المجمع العلمي وإحراقة في عام 2011م
في ديسمبر من عام 2011م ، إحترق مبنى المجمع بشارع قصر العينى في خضم الإضطرابات السياسية التي شهدتها مصر ، عَقِب ثورة 25 يناير 2011م ، وقد أتت النيران على 70% من إجمالي الكتب والمخطوطات التي كان يحويها المجمع.
فصل ختامي
ـــــــــــــــــــــــــــ
نابليون برئ من تهمة تحطيم أنف تمثال أبي الهول
صورة توضح نابليون واقفاً أمام
تمثال أبي الهول
من غير المعقول - أن قائد جيش الحملة الفرنسية التي أتت بالنهضة العلمية والثقافية للدولة المصرية ـ أن يكون هو نفسه من يقوم بتحطيم انف أبو الهول ، و الإعتداء علي التراث الحضاري ، هذا - ليس دفاعا عن نابليون - فقد إرتكبت حملته المذابح بحق المصريين ، ولكن الواقع وفقا لكتاب «الخطط المقريزية» لتقي الدين المقريزي ، فان من حطم أنف ابو الهول هو المتصوف محمد صائم الدهر و كان هذا في القرن الخامس عشر الميلادي و السبب انه رأي النسوة يزورونه و يتبركون به اعتقادا في قدرته علي نفعهم و قضاء حوائجهم الدنيوية ، فقرر تحطيم هذا الصنم من وجهة نظره ، فأخذ معوله وإتجه الي ابي الهول ، وكان غارقاً في الرمال إلي منتصف جسده ، فتسلقه بطريقة ما و اخذ يحطم أنفه اولاً ، و لأنه لم يأخذ وضعا متوازناً أثناء عمله في التحطيم ، فإنزلقت قدماه و سقط علي الرمال وأصيب ببعض الكسور لتفشل خطته ، فيشيع الخبر بين النساء ، فيتم تفسيره علي أن أبو الهول ، إنتقم من صائم الدهر ، وتزداد زيارتهن له أكثر من ذي قبل .
إرسال تعليق