تابع
: مصر في عصور الإحتلال
ثالثاً
- الإحتلال الإسلامي لمصر
تابع
: عصر الدولة العباسية
[ الدولة العباسية الثانية ]
لقد بدأ العصر العياسي الثاني - في الفترة التي أصبحت فيها الدَّولة العبّاسية في حالة تُعاني من الفوضى ، وقد تمكَّن القادة العسكريّون من السيطرة على مُؤسَّسة الحُكم من الداخل ، كما برزت العديد من الدُّول في هذا العصر في مدينة بغداد، كالسلاجقة، والبويهيّين ، بالإضافة إلى دُوَل أُخرى في المغرب العربيّ ، وقد كان انتقال السُّلطة من خليفة إلى آخر بشكلٍ عام يتمّ إمَّا بالخلع ، أو القتل ، ومن الجدير بالذكر أنّ الحُكم في هذا العصر أصبح بالسيف دون الرأي ، والتنفيذ بالسَّوط دون الحِكمة، وكان على الناس الخضوع سواء كان الحُكم باطلاً، أم حقّاً، ومن هنا ظهرت أسباب ضعف الدَّولة، والتي أدَّت في النهاية إلى إنهيارها.
أما فيما يخص الفتوحات في العهد العبّاسي ، فهي تبدأ بعد أن واصل المسلمون في العهد العبّاسي فتوحاتهم حتى وصلوا إلى البوسفور ، و إستطاعوا فتح كشمير ، وقندهار ، وكذلك الملتان ، ولم يكتفوا بذلك ، فقد واصلوا زحفهم حتى وصلوا صقليّة ، وفتحوها، وفتحوا من بعدها إيطاليا ، أمَّا في أفريقيا ، فعلى الرّغم من أنَّ السودان ، والنوبة قد فُتِحتا من قِبل المسلمين ، إلّا أنَّ النوبيّين لم يستمرُّوا في صُلحهم مع المسلمين ؛ إذ خرقوا الصُّلح معهم ، وهذا ما جعل الولاة يُجبرونهم على دَفْع الجِزية من خلال حملات عسكريّة سُيِّرت إليهم ، وإستطاع العبّاسيّون كذلك فَتْح غانا الوثنيّة ، والتي كانت تُعتبَر جزءاً من السودان الغربيّ ، وقد واصل المسلمون في العهد العبّاسي فتوحاتهم ، وإنتقلوا إلى شمال آسيا ، وكذلك شرقيّ أوروبا ، حتى إستطاعوا إدخال تركستان في الإسلام .
وفيما يخص العُلوم في العهد العبّاسي ، قلقد فرَّق المسلمون بين العُلوم بحسب مصادرها ؛ فالعلوم التي أُخِذت عن القرآن الكريم تُسمَّى ( العُلوم الشرعيّة، أو النقليّة)، كعِلم القراءات ، والتفسير ، والنحو ، والبيان ، والفِقه ، والحديث ، وقد انشغل الناس بهذه العُلوم في العصر العبّاسي الأوَّل، وكانوا يتحدَّثون بأخلاق القرآن، وظهرت مَذاهِب في الفقه ، والتي إشتُهِر منها : المذهب المالكيّ، والشافعيّ، والحنبليّ، والحنفيّ، أمَّا العُلوم التي أُخِذت عن الأُمَم الأُخرى ، فقد أطلقوا عليها اسم (العُلوم الحُكميّة، والعقليّة)، ومن الجدير بالذكر أنَّ الترجمة ، قد إنتشرت في عهد هارون الرشيد، بالإضافة إلى ازدهار العُلوم الأُخرى في العهد العبّاسي ، كالجُغرافيا، والرياضيّات، والفلك، وكذلك عِلم الطبِّ الذي اشتُهِر فيه الطبيب ( إبن بختيشوع ) في عهد هارون الرشيد.
أما فيما يتعلق بأسباب ضعف الدَّولة العبّاسية ، فقد جاءت نتيجة تدخل الجيش التركي الخاضع لسلطان الخلافة العباسية في شئون الحكم ، كما ساهم سوء إدارة مقاليد الحكم من جانب البعض من الخُلفاء العباسيّين ، في التعجيل من تداعي الدولة العباسية ، وتعرضها للسقوط ، والإنهيار .
هذا - بالإضافة قيام البعض من قادة الجيوش العباسية في إنتهاك حقوق الشعب في بغداد ، وقتل أهلها ؛ حيث كانت هنالك أسباب أُخرى سَاهمت في هذا الضعف، والإنهيار ، ومن هذه الأسباب.
1 - إنغماس المُجتمع العبّاسي في الترف ؛ فقد أصبحت المادَّة طاغية فيه ، وانزلاق الناس نحو اللهو ، والفساد ، وإزدهار الغِناء عِوضاً عن الجِهاد ، وأصبح حُبُّ الدنيا ظاهراً ، وطاغياً في قلوب الناس.
2 - إنتشار الشعوبيّة ، وإزدهارها ؛ وهي حركة مُتعصِّبة تُفضِّل العجم على العرب. ظهور الحركات الإنفصاليّة ، ونُشوء دُوَل داخل الدَّولة الإسلاميّة ، وإزدياد الدُّول المُستقلَّة عن الدَّولة الإسلاميّة .
قائمة خلفاء الدولة العباسية
[ العصر العباسي الثالث ]
العصر العباسي الثاني :
يطلق عليه أيضاً " عصر الحرس التركي " .
( 847م - 1055م) / ( 232 هـ - 446 هـ )
يشمل هذا العصر 16 خليفة أولهم جعفر المتوكل وآخرهم أحمد القادر بالله
من عام 847م حتى عام 1055م.
وهذا العصر هو عصر الضعف والانحطاط - وأبرز أوجه عصور الإنحطاط
سوى إستقلال الولاة والسلاطين في شؤون ولايتهم بل وتأسيسهم دول مستقلة تمامًا في بعضها، كان تدخل الجيش في تعيين الخلفاء.
المتوكل على الله، أبو الفضل. جعفر بن محمد المعتصم
232هـ 247هـ
847م 862م
إبن محمد بن هارون الرشيد وأم ولد تدعى شجاع
قتله الترك بعد التواطؤ مع ابنه المنتصر ليخلفه في الحكم.
المنتصر بالله، أبو جعفر. محمد بن جعفر
247هـ
248هـ
862م
862م
إبن المتوكل على الله وأم ولد تدعى حبشية.
حكم حتّى مماته.
المستعين بالله، أبو العباس. أحمد المستعين بالله
248هـ 252هـ
862م 866م
خلع نفسه في 4 محرم 252 هـ
المعتز بالله، أبو عبد الله. المعتز بالله
252هـ 255هـ
866م 869م
ابن المتوكل على الله وقبيحة.
خلعه الأتراك وأجبروه على التنازل عن الخلافة
أبو إسحاق،المهتدي بالله. محمد بن هارون الواثق
255هـ 256هـ
869م 870م
إبن هارون الواثق ووردة
قُتل في منتصف رجب عام 256هـ
أبو العباس، المعتمد على الله. أحمد بن جعفر المتوكل
256هـ 279هـ
870م 892م
إبن جعفر المتوكل وفتيان
حكم حتى مماته.
المعتضد بالله، السفاح الثاني، أبو العباس. أحمد بن طلحة بن جعفر المتوكل
279هـ
289هـ
892م 902م
ابن طلحة الموفق و ضَرار
حكم حتى مماته.
أبو أحمد، المكتفي بالله. علي بن أحمد المعتضد
289هـ 295هـ
902م 908م
ابن أحمد المعتضد وجيجك
حكم حتى مماته.
المقتدر بالله، أبو الفضل. جعفر بن أحمد المعتضد
295هـ 317هـ
908م 932م
ابن أحمد المعتضد و شغب
قُتل عام 320هـ.
خلفه عبد الله بن المعتز بالله الذي ولي الخلافة يوماً واحداً فقط.
المرتضى، أبو العباس. عبد الله بن المعتز بالله
296هـ 296هـ
909م 909م
ولي الخلافة يوماً واحداً فقط.
أبو منصور، القاهر بالله. محمد بن أحمد المعتضد
320هـ 322هـ
932م 934م
ابن أحمد المعتضد بالله وفتنة.
حبسه الجند من 322 حتى 333 بعد ان امتنع عن خلع نفسه،
مات عام 339هـ
المقتدر بالله، أبو الفضل. جعفر بن أحمد المعتضد
317هـ 320هـ
908م 932م
أعيد للخلافة ثم خُلع.
أبو منصور، القاهر بالله. محمد بن أحمد المعتضد
320هـ 322هـ
932م 934م
إبن أحمد المعتضد بالله وفتنة.
حبسه الجند من 322 حتى 333 للهجرة بعد ان امتنع عن خلع نفسه، مات عام 339.
الراضي بالله ، أبو العباس . محمد بن جعفر المقتدر
322هـ 329هـ
934م 940م
إبن جعفر المقتدر وظلوم.
حكم حتى مماته
المتقي لله، أبو إسحاق. إبراهيم بن جعفر المقتدر
329هـ 333هـ
940م 944م
إبن جعفر المقتدر وخلوب.
خُلع بعد أن سملت عيناه، ثم سجن 25 سنة حتى وفاته عام 357هـ.
المستكفي بالله، أبو القاسم . عبد الله بن علي المكتفي
333هـ 334هـ
944م 946م
ابن علي المكتفي وأم ولد تدعى أملح الناس.
خلعه أحمد بن بويه «معز الدولة»، بعد ان سملت عيناه، ثم سجن إلى أن مات سنة 338هـ.
المطيع لله، أبو القاسم. الفضل بن جعفر المقتدر
363هـ
946م 974م
ابن جعفر المقتدر وشغلة.
أصيب بفالج بلسانه عام 363 فخلع نفسه ثم توفي عام 364هـ.
الطائع لله، أبو بكر. عبد الكريم بن الفضل المطيع
363هـ 381هـ
974م 991م
إبن الفضل المطيع لله وأمه أم ولد تدعى هزار أو عتب.
كتب بهاء الدولة البويهي على الخليفة كتابًا يخلع فيه نفسه عام 381هـ، وبقي عند الخليفة الجديد حتى توفي ليلة عيد الفطر عام 393هـ.
القادر بالله، أبو العباس. أحمد بن إسحاق بن المقتدر
381هـ 422هـ
991م 1031م
إبن إسحق بن المقتدر بالله وأمه أم ولد اسمها تمني.
حكم حتى مماته.
أهم الأحداث المعاصرة في فترة قيام الدولة العباسية الأولى
[ أحداث الفتنة الكبري ]
يُطلق عليها أيضاً " الحرب الأهلية الكبرى " ـ وكان سبب إندلاعها ، هو تفاقم الصراع بين الشقيقين الأمين والمأمون على خلافة العرش العباسي.
حيث والدهما الخليفة هارون الرشيد ، كان قد إختار الأمين كأول خليفة له ، لكنه أيضاً اختار المأمون كخليفة ثاني ومنحه خراسان كإقطاعية ، بينما إبنه الثالث ، القاسم، خليفة ثالث. بعد وفاة هارون الرشيد عام 809 م ، خلفه الأمين في بغداد. بتشجيع من بلاط الخلافة في بغداد، بدأ الأمين يحاول أن يعلن الحكم الذاتي في خراسان؛ وسرعان ما غاب القاسم عن المشهد. رداً على ذلك، طلب المأمون الدعم من سادة المقاطعات في خراسان، وقام بتحركات للتأكيد على الحكم الذاتي لخراسان. بزيادة الفجوة بين الشقيقين، أعلن الأمين ابنه موسى ولياً للعهد، وحشد جيش كبير. تحركت قوات الأمين نحو خراسان، لكنه طاهر بن الحسين قائد قوات المأمون تمكن من هزيمتهم في معركة الري، ثم غزا العراق وحاصر بغداد نفسها. سقطت المدينة بعد عام، وأُعدم الأمين، وأصبح المأمون خليفة، لكنه ظل يحكم من خراسان وليس من بغداد.
أدى هذا بتنامي فراغ السلطة، والذي أدى إلى نشوب حرب أهلية في المقاطعات، وأصبح هنا الكثير من الحكام المحليين في الجزيرة، سوريا، ومصر. بالإضافة إلى ذلك، فقد أدت سياسات محاباة الخراسانيين والتي اتبعها كبير وزراء المأمون الفضل بن سهل، ومناصرة المأمون للخلافة العلوية، ونفور سادة بغداد التقليديون، الذين رأوا أنهم يهمشون تدريجياً. بناء على ذلك، أعلن ابراهيم خال المأمون نفسه خليفة في بغداد عام 817م - مما دعا بالمأمون أن يتدخل شخصياً.
ثم حدث أن غتيل فضل بن سهل وتترك المأمون خراسان وذهب لبغداد ، ودخلها عام 819. في السنوات التالية توطد نفوذ المأمون وأعاد سيطرته على المقاطعات الجنوبية، في عملية لم تكتمل إلا عام 827م.
في أعقاب ذلك ، ظهرت بعض التمردات المحلية، أشهرها الخرمية، والتي استمرت لفترة طويلة.
وقد أدى تولي الأمين الخلافة إلى إثارة الفتنة بينه وبين أخيه المأمون، ومما زكّى نار هذه الفتنة وقوع التنافس بين رجلين قويين كان أحدهما الوزير الفضل بين الربيع، الذي يسيطر على الأمين، والآخر هو "الفضل بن سهل"، الذي يسيطر على المأمون، بالإضافة إلى إتخاذ العنصر العربي والفارسي من ابني الرشيد رمزًا للصراع بين العرب والعجم، والتفاف كل فريق حول صاحبه.
وإستطاع الفضل بن الربيع إقناع الأمين بعزل أخيه المأمون من ولاية العهد، وأن يجعلها في ابنه موسى بن الأمين، ثم ما لبث أن خلع أخاه المؤتمن من ولاية العهد.
ومن ناحية أخرى عمل الفضل بن سهل على توسيع هوة الخلاف بين الأخوين، وحرص المأمون على الاستقلال بخراسان.
وأعلن الأمين البيعة بولاية العهد لابنه موسى وسماه "الناطق بالحق"، وأمر بالدعاء له على المنابر بعده، وقطع ذكر المأمون والمؤتمن. وبذلك يكون قد نكث عما أخذه عليه أبوه الرشيد من عهود ومواثيق.
أثار موقف الأمين من أخيه غضب أهل خرسان؛ فانحازوا إلى المأمون ضد أخيه، وكان على رأس المؤيدين هرثمة بن أعين قائد الجند، وطاهر بن الحسين الذي خرج على رأس جيش كبير معظمه من الفرس من خراسان. وفي المقابل جهز الأمين جيشًا مكونا من ثمانين ألف مقاتل معظمهم من عرب البادية، وجعل عليه علي بن عيسى، وكان يكره أهل خراسان؛ لأنهم دسوا عليه عند الرشيد، فعزله من ولاية خراسان وحبسه، حتى أطلقه الأمين واتخذه قائدًا لجيشه.
والتقى الجيشان على مشارف الري، ودارت بينهما معركة عنيفة، كان النصر فيها حليفًا لجيش المأمون بقيادة طاهر بن الحسين، وقُتل علي بن عيسى قائد جيش الأمين.
وأعلن طاهر بن الحسين خلع الأمين، ونادى بالبيعة للمأمون بالخلافة؛ فأرسل الأمين جيشًا آخر قوامه عشرون ألف مقاتل، وجعل على رأسه عبد الرحمن بن جبلة الأبنادي، لكنه لقي هزيمة منكرة وقُتل الكثير من جنوده، وما لبث أن قُتل.
وأرسل الأمين جيشًا ثالثًا بقيادة أحمد بن مزيد على رأس أربعين ألف مقاتل من عرب العراق ، ولكن طاهر بن الحسين ، إستطاع أن يبث جواسيسه داخل ذلك الجيش فأشاعوا الفرقة بين قواده وجنوده حتى اقتتلوا وانسحبوا عائدين قبل أن يلقوا خصومهم.
ولم يستطع الأمين أن يجهز جيشًا آخر لملاقاة أهل خراسان ، بعد أن رفض الشاميون السير معه، وانضم عدد كبير من جنوده وأعوانه إلى خصومه، وفر كثير منهم إلى المدائن.
وفي خلال فترة حكم هيمنة فضل بن سهل وردود الفعل [ 813 – 819 م ] ، سادت الفوضى والإضطراب بغداد عاصمة الخلافة؛ حتى قام الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان بإنقلاب ضد الأمين ، وأعلن خلعه من الخلافة، وحبسه هو وأمه زبيدة في قصر المنصور في مارس 812م ، وأعطى بيعته للمأمون، لكن فريقًا من أنصار الأمين إستطاعوا تخليصه من الأسر، وأعادوه إلى قصر الخلافة.
وتقدم جيش المأمون نحو بغداد فحاصرها خمسة عشر شهرًا، وضربها بالمجانيق حتى أصيبت بأضرار بالغة، وتهدمت أسوارها، وأصابها الخراب والدمار، وسادت فيها الفوضى، وعمت المجاعات حتى اضطر الأمين إلى بيع ما في خزائنه للإنفاق على جنوده وأتباعه.
وبدأت المدينة تتهاوى حتى سقطت أمام جنود المأمون، وتم القبض على الأمين ووضعه في السجن. وفي ليلة 25 سبتمبر 813م ، دخل عليه جماعة من الفرس في محبسه ، فقتلوه ومثّلوا بجثته.
تابع : أهم الأحداث المعاصرة في فترة قيام الدولة العباسية الأولى
توحيد الخلافة ووأد الفتنة [ 820 – 827 م ]
في ذلك الوقت دخل المأمون بغداد، وقد تراجعت المقاطعات الغربية من الخلافة بعيدا عن السيطرة العباسية الفعلية، وقد تزعم بعض الحكام المحليين بحكم ذاتي مستقل عن الحكومة المركزية. وأنقسمت مصر بين جماعتين معاديتين، جزء تحت سيطرة عبيد الله بن السري الذي جاء للسيطرة على الفسطاط والجنوب، بينما علي بن عبد العزيز الجراوي سيطر على شمال البلاد حول دلتا النيل. بالإضافة، إلى أن الإسكندرية كانت في أيدي المنفيين الأندلسيين. وسيطرت قبائل قيس على شمال الجزيرة وسورية بقيادة عبد الله بن بهيس ونصر بن شبث العقيلي. سقط إفريقية تحت سيطرة الأغالبة، في حين اضطرب اليمن بسبب الثورات المؤيدة للعلوية. والتمرد الأكثر تهديدا كانت الحركة المعادية للمسلمين من قبل الجماعة الخرمية التي تسيطر على أجزاء كبيرة من أذربيجان وأرمينيا.
واجه المأمون هذا التمرد بتعيين عبد الله بن طاهر عل جيشه.
وقد إستهدف في البداية نصر بن شبث في شمال سورية والجزيرة ، وكان نصر مُستعداً للإعتراف بسلطة المأمون ، لكنه طلب تنازلات من أجل أتباعه وبقية المعادين للعباسيين من فارس ، وكان قد خضع بعد أن شاهد الجيش مقبل على عاصمته كيسوم بين عامي 824 - 825 م ، سار بن طاهر عبر سوريا إلى مصر بعد تأمين الجناح الشمالي له حيث يتواجد المعارضين للمأمون كخليفة ، وقد صدوا غزو خالد بن يزيد الشيباني.
ولكن عبد الله بن طاهر تمكن من الإلتفاف حولهما، وبسرعة قابله الجراوي، وترك عبيد الله يواجه الترحيل إلى بغداد ، ورحل بن طاهر الأندلسيين من الإسكندرية، حيث غادروا إلى جزيرة كريت البيزنطية ، التي غزوها وتحولت إلى إمارة إسلامية. تلقى عبد الله بن طاهر حفل إستقبال حين عودة إلى بغداد في عام 827م ، وتم تعيينه أميرا على خراسان في 828، ليحل محل طلحة ، وعين مكانه في الغرب الأخ الأصغر للمأمون أبو إسحاق المعتصم.
وفي عام 822م ، إندلعت ثورة أخرى علوية في اليمن ، تحت إمرة عبد الرحمن بن أحمد ، ولكن تمكن المأمون من تسهيل إستسلامه عن طريق المفاوضات.
إرسال تعليق