سلسلة مصادر التاريخ المصري القديم
للكاتب والباحث / أشرف صالح
الحلقة الأولى – حجر رشيد
حجر رشيد " خلفية تاريخية "عودةً إلى أصل التاريخ الذي من خلاله تعرفنا على " حجر رشيد " ، فنقول أولاً - أنه سُمّي حجر رشيد نسبةً إلى مدينة رشيد في مصر ، وقد تم العثور عليه إبان فترة وجود الحملة الفرنسية على مصر [ 1799م - 1801م ] ، على يد أحد جنود الحملة وكان يُدعى : " بيير فرانسوا بوشار " ، والذي كان أحد جنود القائد الفرنسي " نابليون بونابرت " ، ويعود تاريخ نقش هذا الحجر إلى 196 عام ق.م ، وقد إكتشف العالم الإنكليزي توماس يانغ الرموز الصوتيّة الخاصة باللغة الهيروغليفية لهذا الحجر، وتوصل العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون لترجمة الكتابات الموجودة عليه، وهو عبارة عن وثيقة مؤرشفة.
جان فرانسوا شامبليون
أول من إستطاع الوصول إلى فك طلاسم اللغة الهيروغليفية من خلال دراساته لحجر رشيد
صفات حجر رشيد
صفات حجر رشيد هو حجر من الجرانودايوريت ، من مدينة ممفيس منف المصرية ، وقام بنقشه مجموعة من الكُهّان كذكرى لتولي الملك بطليموس الخامس عرش مصر، ويقسم الحجر لثلاثة أقسام عرضية - وهي : - القسم الأول : وقد تم النقش عليه باللّغة الهيروغليفة - وهي اللغة الأصلية للمصريين القدماء ( الفراعنة ) .
- القسم الأوسط : تم النقش عليه باللّغة الديموطيقية - وهي لغة الأقباط الأصلية .
- القسم الثالث : تم النقش عليه باللّغة الإغريقية - وتعرف باللغة اليونانية القديمة. يتكون النص من أربعة وخمسين سطراً ، وتتشابه النصوص الثلاثة في ترجمتها.
تتحدث الترجمة التي عكف على إتمامها عالم المصريات الفرنسي " شامبليون " عن معلومات عن حجر رشيد : في الجزء الأول تتحدث الترجمة عن مدح وتمجيد الملك بطليموس ، وعلى مرور ثلاثين عاماً على حكمه من إله الشمس.
وتتحدث عن إنجازاته وإحترامه للآلهة ، ومن ثمّ كُتب عنوان (مرسوم) ، ويبدأ تحتها بتحديد اليوم ، هو 14 من شهر كسانديكوس.
يُوافق يوم 18 من الشهر المصري القديم أمشير ، ويعلن عن اجتماعٍ للمتنبّئين وكبار الكهنة. لا يُسمح بالدخول إلى الهيكل المقدّس إلا لهم وذلك من أجل خدمة الآلهة، وأيضاً حاملي المراوح ، وكُتّاب القدّيسين ، ومجموعة كهنة من مَعابدٍ أُخرى. يجتمعوا من كافة أرجاء البلاد في مدينة منف ، لمقابلة الملك وبعدها حضور احتفالات عيد تتويج الملك على العرش.
وقد جاء في المَرسوم أيضاً بأنّه لدى إجتماع كلّ من الملك بطليموس ، وإبنه الذي خلفه إبيفنس أوخاريستوس ، والملكة (أرسينوي الآلهة فيلوباتوريس) ، تبين أنّ الابن هو إله ابن إله ، مثل الملك حورس الذي خلف والديه ، فهو المحسن للمعبد وللشعب، وهو الحامي البلاد والمحصّن لها.
المكان الموجود فيه حجر رشيد حالياً
تُوجد النّسخة الأصليّة من حجر الرشيد - في المتحف البريطاني - بعد أن تم الاستيلاء عليه من قبل الإنجليز من الفرنسيين وتم نقله إلى بلادهم تطبيقاً لمعاهدة استسلام الإسكندرية و قد وقّعت بينهما عام 1801م.
هذا - ويعتبر ججر رشيد من أهم القطع الأثرية النادرة الموجودة في المتحف البريطاني .هذا - وقد سعت الدولة المصريّة لاستعادة حجر رشيد ، ولكن كلّ المحاولات باءت بالفشل.
صورة مُقربة لحجر رشيد تظهر لنا من خلالها الرموز التي تمت ترجمتها على يد العالم الفرنسي فرانسوا شامبليون
النُسخة الأصلية من حجر رشيد - المتحف البريطاني
إرسال تعليق