ولد البابا " شنودة الثاني " في قرية
بلبانه عدى ، إحدى قرى مركز منيا القمح
.
وقد بدأ حياته الرهبانية
، في دير القديس الأنبا مقار الكبير ببرية شيهيت.
ومما عُرف عنه من سلوكيات وصفات شخصية ـ أنه كان حاد الطباع ، ويسيء معاملة الناس.
ومن جملة ما ورد عن البابا " شنودة الثاني " من صفات غير حسنة ، فقد ذكر عنه تاريخ البطاركة - أنه ميالاً لمحبة المال ، فجمع منه الكثير ، ووهبه لأهله ، كما أنه كان محبًا لمجد هذا العالم ، ولم يكن يرسم أسقفًا إلا بعد أخذ مبلغ من المال من المتقدم للأسقفية.
مقدمة الجلوس على الكاتدراء المرقسي
لما خلا الكرسي المرقسي ،
تردد الأساقفة في إختيار من يصلح ، وأخيرًا إستقروا على الراهب شنوده المقاري ، ورقوه
إلى رتبة القمصية ، ثم ساروا به إلى الإسكندرية لرسامته.
وقد بدأ الأساقفة في التشاور فيما بينهم فيمن سيختارون ، ووقع اختيارهم على إنسان كان قد تَرَهَّب في دير أبو مقار ، وكان يبلغ من العمر وقتئذٍ 41 سنة ، وكان إسمه شنودة ، عارفًا بالكتب المقدسة.
عاصر الخليفين الظاهر والمستنصر، كما عاصر بقيرة الرشيدي أحد المقربين لبيت الحكم ، فذهب بقيرة ، ومعه بعض أكابر الأقباط ليستصدروا أمراُ من الخليفة بالموافقة على تنصيب بطريرك ، وكان الله معهم ، فسمح لهم بذلك ، مع تنازل بيت المال عن المبلغ الذي كان يُدفَع عادة في مثل هذه المناسبة وقدره ثلاثة آلاف دينار.
وقيل أن أحدهم قال إنه رأى في رؤية في الليل من يقول له : " إن مَنْ يدخل من باب البيعة ويقبل الأجساد المقدسة في الدير يكون هو البطريرك " ، وكان هذا الداخل هو شنودة.
ولكن كان شنودة من الذين يشتهون هذا المنصب ، حيث قال انه رأى هو أيضا رؤية فيها الرسولان بطرس ويوحنا ، وكأنما يسلمان مفاتيحًا ، وهذا بالطبع ليس أسلوباً لتولى مثل هذا المنصب ، فمن يدرينا بصحة هذه الرؤى ، لاسيما أنه كان مشهورًا عنه ، شهوته للمنصب ، ولذلك سنرى النتيجة.
واجه الراهب شنودة مشكلة الراهب يؤانس مرة أخرى ، إذ طلب رسامته أسقفاً ، حيث لم يكن الأنبا زكريا قد رسمه ، فوعده برسمه على كرسي الفرما ، فقبل يؤانس هذا مقابل صرف ثلاثين دينارًا ، حيث أن الكرسي فقير ، وكان هذا وعد من الراهب شنودة قبل الرسامة.
إجتمع أراخنة الإسكندرية بالراهب شنودة ، وقبل رسامته طلبوا منه أن يسدد كل عام مبلغ 500 دينارًا تصرف في شئون البطريركية ، وبألا يستعمل السيمونية في الرسامة.
مساوئ البابا شنودة الثاني وآثرها على الكنيسة
البابا شنودة الثاني
يمارس السيمونية
بعد رسامة الراهب " شنودة " - كبابا للكنيسة القبطية ، في الإسكندرية ، وإستكمالها في القاهرة ، وتحديداً في كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بجزيرة الروضة ، بدأ بعدها يتنكر لمبادئه وعهوده ، وإستعمل القوة في التعامل معهم ، وإستعمل السيمونية بشكل كبير لرسامة أسقف ببا وأسقف أسيوط ، فلما علم أهل أسيوط ، أنه رسم لهم أسقف بالسيمونية (قبض المال) ، وقفوا ضده ومنعوه من دخول مدينتهم ثلاث سنوات ، وعاد إلى البطريرك ليطالبه بالمبلغ الذي دفعه له ، فأعاده إليه ولكن أهل أسيوط لم يمكنوه أيضاً نظراً لأعماله الشائنة التي كان يقترفها .
البابا شنودة الثاني يتوقف عن سداد ديون الكنيسة
كما توقف البابا شنودة الثاني عن دفع مبلغ الخمسمائة دينار التي وعد بدفعها سنوياً ، وكان قد دفعها سنتين ، ثم توقف ، وخيَّرهم بين السيمونية أو تخفيض المبلغ ، وإستمر على السيمونية تحت دعوى الصرف على وجوه البر وعلى البطريركية والعاملين فيها، وكان يتحدى في هذا رأى الإكليروس والأراخنة الذين كثيرا ما نصحوه بالتخلي عنها.
فعقد هؤلاء اجتماعا برئاسة بقيرة الشهيد وطالبوا البطريرك بالتزامات ، فطلب منهم البطريرك الصك الذي وقَّع عليه ليراجعه ، وما أن حصل عليه إلا ومزقه ، فغضب الأساقفة والشعب المجتمعون ، وتوتر الموقف على إثر إصرار كل من الطرفين على موقفه، بل وقام جماعة من أتباع البطريرك بضرب بقيرة الرشيدى ومَنْ معه ، وإنفض الإجتماع على لا شيء.
إنخفاض منسوب مياه النيل وحدوث مجاعات وقحط
زيادة من
مظاهر غضب الله على الشعب بسببه أن إنخفض فيضان النيل ، وعمَّ البلاء وإنتشر الفقر ،
مما أزاد غضب الشعب عليه.
الخليفة القائم بأمر الله
(1031م - 1075م )
دينار القادر
بالله أبو العباس
مختصر
تاريخ الحكم
هو أبو جعفر عبد الله القائم
بأمر الله أبن أحمد القادر بالله ، من خلفاء الدولة العباسية. ولي الخلافة بعد موت
أبيه وكانت بيعته في ذي الحجة سنة 422هـ، وبقي خليفة إلى 3 شعبان سنة 467هـ/4
أبريل سنة 1075، فكانت مدته 44 سنة و25 يوماً وبزمنه قام الفاطميون بهدم كنيسة
القيامة عام 1009 ميلادي والذي يعتبر هذا الحدث أحد أبرز الأحداث التاريخية التي
مرت على مدينة القدس عامةً ومسيحية الشرق خاصةً.
شهد عهده العديد من الأحداث
التي أثرت على خريطة العالم الإسلامي والخارجي على حد السواء، أولى هذه الأحداث هي
سقوط الدولة البويهية التي ظلت تتحكم في مقاليد الخلافة قرابة المئة سنة، وأضعفت
شأن الخلافة العباسية ، وأضاعت هيبة الخلفاء، وكان هذا السقوط سنة 435هـ، ثم تلى
هذا الحدث ظهور قوة السلاجقة وهم الأتراك الغز الذين دخلوا في الإسلام، وصاروا قوة
إسلامية سنية فتية، نصرت الإسلام، وأعادت للخلافة العباسية السنية مكانتها
وهيبتها، ومثلت هذه القوة تهديداً قوياً وخطيراً للدولة الفاطمية خاصة بعد أن نجح
السلاجقة في ضم الشام، وطرد الفاطميين منها.
ومن أخطر الأحداث التي وقعت
في عهده هي محاولة الفاطميين القضاء على الخلافة العباسية السنية وذلك سنة 450هـ
عندما نجح داعية الفاطميين «البساسيري» في احتلال بغداد، والقبض على القائم بأمر
الله ونقله إلى مدينة «حدثية» حيث ظل منفياً بها طيلة عام كامل، حتى نجح طغرل بك
السلجوقي في قتل «البساسيري»، وإعادة الخليفة لمنصبه.
ولعل من الحوادث الخطيرة التي
وقعت في عهده أيضاً المجاعة العامة التي ضربت مصر أيام الخليفة الفاطمي المستنصر
لمدة 7 سنوات، والتي عرفت باسم الشدة المستنصرية، والتي كانت من أولى وأهم أسباب
زوال الدولة الفاطمية بعد ذلك، أما أخطر الحوادث التاريخية على الإطلاق في عهد
القائم بأمر الله فهي معركة ملازكرد الكبرى سنة 463هـ ، والتي وقعت بين السلاجقة
بقيادة السلطان «ألب أرسلان» وبين البيزنطيين بقيادة رومانوس الرابع ، والتي أدت
إلى تحطم معظم قوة الدولة البيزنطية، وخروجها من حلبة الصراع مع المسلمين ، وقد أدت
لنتائج خطيرة أخرى منها انسياح المسلمين السلاجقة في قلب الأناضول، ومنها إلى شرق
أوروبا ، وأدت فيما بعد ذلك بقليل لبدء الحملات الصليبية على الشام.
النياحة
وكانت هذه هي نهاية البابا شنودة الثاني - الذي لم يُحسن التصرف في خلال فترة تحمله للمسئولية الرعوية كبابا للكنيسة القبطية بالصورة اللائقة ، وذلك ، بعد أن ظلت الكنيسة القبطية تعانى من مساوئ أعماله ، و تصرفاته ، حيث كانت إرادة الله ، أن يُصاب بصداع شديد في رأسه مع سعال شديد ، وأحسَّ وكأن
نارًا تأكل رأسه ، وظل مريضاً هكذا لمدة ثلاث سنين حتى إختاره الرب ليستر الكنيسة في
29 أكتوبر 1046 م.
إرسال تعليق