سلسلة أبحاث ودراسات في الكتاب
المقدس
" تاريخ الكفن المقدس عبر
العصور "
مقدمـــة
لقد جاءت النتائج التي أوردتها فرق البحث العلمي ، والتي قامت بإجراء فحوصها العلمية الشاملة على "الكفن المقدس" ، الذي دُفِنَ به السيد المسيح في القبر لمدة ثلاثة أيام قبل القيامة الإنتصارية من بين الأموات في اليوم الثالث ، بأقوى الأدلة والبراهين التي تؤكد صحة ومصداقية ما ورد في الكتاب المقدس عن آلام السيد المسيح منذ البداية ، وحتي الصلب والموت ، ووصولاً إلى القيامة.
هذا - ولقد بدأت قصة تلك السلسلة من الأبحاث والدراسات العلمية المُستفيضة ، على "الكفن المقدس" ، منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي ، وذلك من أجل الوقوف على صحة أحداث الآلام والصلب والموت من عدمها ، وكان من بين المشاركين في هذا الفريق الكبير من العلماء في شتى مجالات البحث العلمي المختلفة ، ملاحدة ، لايؤمنون بوجود الخالق من الأساس ، وذلك من أجل تأكيد عقيدتهم الرافضة لوجود إلهاً أو خالق ، إذ أنهم كانوا يظنون أنهم بمشاركتهم في أعمال البحث والدراسة والفحص لكفن السيد المسيح ، سوف تكون لهم القدرة على فرض نظريتهم على العالم المسيحي أجمع ، ولكن جاءت النتائج مخيبة لآمالهم ، لأنها جاءت نتائج بالإجمال ، مؤيدة لصحة أحداث الآلام والصلب والموت التي لربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.
وفي هذا الصدد ، فقد طُرِحَت عدة مقالات علمية تساؤلات حول تأريخ سنة 1988م ، وبخاصةً ، حول الطريقة التي تم من خلالها إختيار العينات ومعالجتها ، فالعينة التي تم فحصها سنة 1988م ، ليست مأخوذة من صورة الجسم على الكفن ، بل من قطعة أخرى من القماش لربما تكون قد أضيفت في القرون الوسطى ، كما حدث في سنة 1534م ، عندما حاكت الراهبات الكلاريسات قطعاً من الكتان على القماش الأصلي.
كفن تورينو [ الكفن المقدس ] عبر العصور
يُعرف " كفن تورينو " - أو " الكفن المقدس" ، بأنه عبارة عن قطعة من الكِتان النقي ، عرفت بأنها كانت الكساء الذي كفن به السيد المسيح أثناء دفنه.
هذا - وقد تم الإحتفاظ بهذه القطعة منذ عام 1578م ، في المُصلى الملكي بكاتدرائية سان جيوفاني باتيستا في مدينة تورينو الإيطالية.
وفيما يخص المقاسات الخاصة بالقطعة ، فهي : 4.42 م × 1.13 م ، وتُظهر القطعة ، من الأمام والخلف ، ما يشبه وجه رجل نحيف غائر العينين.
هذا - وقد إحتوت الصور أيضاً ، على علامات لندبات ولطخات ، يعتقد بأنها دم.
وقد ظهرت القطعة لأول مرة في عام 1354م.
صورة ذات قسمين :
· القسم الأيمن : ملامح السيد المسيح من الكفن المقدس بعد إجراء المسح بالآشعة وتحديد الملامح بشكل أكثر دقة ووضوحاً.
· القسم الأيسر : الصورة
الأصلية للملامح أجراء المسح بالآشعة.
وفي عام 1988 أقيمت بعض الإختبارات المُستقلة بإستخدام الكربون الإشعاعي أثبتت بأن القطعة قد تعود للفترة بين 1260 و1390م ـ مما أشار إلى عدم صحة ذلك الإعتقاد ، ولكن التحليلات الكيميائية التالية ، والإختبارات الأخرى اللاحقة ، كانت قد إقترحت بأن القطعة قد تعود للقرن الميلادي الأول.
في ديسمبر من عام 2009م - قال باحثون من جامعة القدس العبرية إنهم وجدوا، وللمرة الأولى ما يعتقد بأنه قطعة من كفن من الحقبة التي عاش فيها المسيح ، قائلين إنها "مهمة جداً" ، لأن الفحوصات أثبتت أن الكفن الذي جاءت منه القطعة يعود لرجل مصاب بمرض الجذام.
في ذات الصدد ، ذكر العلماء إن نسيج قطعة الكفن تلك التي عثر عليها مقبرة على أطراف مدينة القدس القديمة ، أثار شكوكًا وتساؤلات حول "كفن تورينو" ، الذي يعتقد كثير من الناس أنه إستخدم لتكفين جسد المسيح ، علمًا أن الكنيسة الكاثوليكية ، لم تدعي رسمَيا أن جسد المسيح قد دفن بهذا الكفن ، مفضلة التركيز على المعاني التي يستلهمها اولئك الذين يطلعون عليه.
هذا - وقد آثارت قصة دراسة " الكفن المقدس " ، جدلاً واسعاً بين الباحثين والمؤرخين ، فوفقاً إلى دراسة قام بها خبراء إيطاليين من جامعة البوليتكنيك في تورينو سنة 2014 وجدوا أن كفن تورينو إلى ان أي الكفن الذي دُفن فيه يسوع بعد صلبه بحسب المعتقد المسيحي ، ويحمل آثار الصلب وملامح المسيح ، كما يُطلق عليه ، يعود بالفعل إلى يسوع المسيح.
يشار إلى أن العلماء ، كانوا قد إستبعدوا إحتمال أن يكون الكفن مزيفاً ، أو أنه يعود لشخص آخر وفقاً لما تثيره بعض وسائل الإعلام بين الحين والآخر.
"الكفن المقدس في داخل دولاب من الزجاج"
وتركز عمل الخبراء على تحديد العمليات الفيزيائية والكيمياوية القادرة على إنتاج لون مماثل للون الصورة المطبوعة على الكفن ، وتوصلوا إلى أن بلوغ الدرجة نفسها من اللون والنسيج وعمق الآثار الموجودة على القماشة لا يمكن إنتاجها إلا بمساعدة أشعة ليزر فوق بنفسجية وهي تكنولوجيا بالطبع لم تكن معروفة في القرون الوسطى.
بالمقابل ووفقاً لعددٍ من الباحثين الذين شاركوا في الحفريات التي تمت في القدس ، والاختبارات التي تبعتها ، يعطي إكتشاف قطعة الكفن دليلاً أكثر مصداقية على أن "كفن تورينو" ، لا يعود للحقبة الرومانية ، حيث عاش المسيح ، بل إلى حقبة لاحقة.
وقال الدكتور شمعون غيبسون مدير بعثة الحفريات إن "بقايا الرجل الذي تم لفه بالكفن المكتشف ، تم تكفين جسده ورأسه بطرق تتفق مع شعائر الدفن التي كانت متبعة في تلك الحقبة" ، لافتاً إلى أن نسيج قطعة الكفن كان بدائياً ، ومختلف تماماً عن نسيج كفن تورينو".
الأبحاث والدراسات الموثقة لحقيقة نَسب الكفن للسيد المسيح
كان الأستاذ جيروم لوجون قد أعلن صحة نسب " كفن تورينو " ، إلى عصر السيد المسيح ، حيث أكد بنفسه من خلال دراسة قام بإجرائها على مخطوطة Codex Pray - والتي عُرفت بأنها هي الوثيقة التي كُتبت بين عامي 1192 و1195م - والمحفوظة حتي الآن في مكتبة بودابست الوطنية ، مايفيد ورود ذكراً للكفن المقدس في هذه الوثيقة ، حيث ورد فيها أنه كان كفناً مُكرماً في القسطنطينية ، والتفاصيل المفاجئة هي أن صور هذا الكفن تظهر أربعة ثقوب في القماش بشكل حرف L ، تماماً كما هو ظاهر على الكفن المقدس الحالي.
" كفن تورينو في صورة أكثر تفصيلاً "
وبما أن هذه المخطوطة كتبت قبل التاريخ الذي عينه تأريخ في سنة 1988م ـ بإستخدام الكربون 14 ، فإن كفن تورينو هو أقدم مما يظن العلماء.
وقد أكدت جميع نتائج التحاليل التي أجراها فريق الأستاذ فانتي أن كتان الكفن يرقى إلى الزمن الذي صلب فيه يسوع المسيح في القدس.
بالتالي ، فإن معدل التواريخ الثلاثة هو 33 قبل الميلاد (250 سنة تقريباً).
لا يتوافق هذا التاريخ بالتالي مع التاريخ الذي قدمه المؤرخون بأكثريتهم (سنة 30 من زماننا) عن موت يسوع الناصري.
بالفيديو : قصة الكفن المقدس
من البداية للنهاية
إرسال تعليق