تاريخ أصوام الكنيسة القبطية
صوم السيدة العذراء مريم
يعتبر صوم السيدة العذراء مريم ، من الأصوام المُحببة لدى قطاع عريض من الأقباط ، وأحياناً ما يأخذ هذا الصوم صورة الصوم الإنقطاعي الكامل عن الطعام والشراب حتى الغروب.
كما يحرص الرهبان والآتقياء على أن يصوموا هذا الصوم بالماء والملح " دون زيت " وبدون سمك ، وذلك على الرغم من انه من اصوام الدرجة الثالثة او الرابعة ويؤكل فيه السمك ، ومدة هذا الصوم خمسة عشر يوما فقط ، ويبدأ من أول شهر مسرى القبطي ، والموافق السابع من شهر أغسطس ، و حتى السادس عشر من مسرى ، وهو يوم صعود جسد السيدة العذراء.
هذا - وقد ذكرت أسباب مختلفة لهذا الصوم كالاتى :
(1) - قيل انه دعى بإسم " صيام العذراء " لا لآنها صامته او فرضته , وانما لآنه يوافق يوم صعود جسدها المبارك .
(2) - وقيل ان الكنيسة فرضته إكراماً للسيدة العذراء مريم ، المطوبة من جميع الآجيال " لو 2 : 48".
(3) - وقيل ان الرسل هم الذين رتبوه اكراما لنياحة العذراء .
(4) - قيل ان القديس توما الرسول بينما كان يخدم فى الهند ، رأى الملائكة تحمل جسد أم النور إلى السماء ... فلما عاد الى فلسطين , واخبر التلاميذ بما رأه ، إشتهوا ان يروا مارأى توما ، فصاموا هذا الصوم ، فأظهر لهم الله فى نهايته جسد البتول ، ولذلك دعى ب " عيد صعود جسد ام النور" .
(5) - وقيل ان العذراء نفسها هى التى صامته ، وأخذه عنها المسيحيون الآوائل ، ثم وصل الينا بالتقليد.
(6) - وقيل انه كان سائداً قديماً ، فأقره آباء المجمع المسكونى الثالث بالقسطنطينية سنة 381م , وطلبوا من الشعب ضرورة صومه .
(7) - وقد ذكر "إبن العسال" - ما يفيد بأن صوم السيدة العذراء مريم ، هو صوماً قديماً ، إهتمت به العذارى والمُتنسكات ، ثم أصبح صوماً عاماً إعتمدته الكنيسة " راجع المجموع الصفوي لإبن العسال / باب 15".
(8) - وهذا هو نفس رأى العلامة القبطى "أبي المكارم سعد الله" ، وزاد انه كان
يبدأ فى أيامه " القرن 13م " .. من اول مسرى الى الحادى والعشرين منه ..
(8) - وهذا أيضاً هو نفس رأى العلامة "إبن كِبر" فى القرن الرابع عشر الميلادي ، بأنه صوم قديم إهتمت به العذارى والمتنسكات ثم اصبح صوماً عاماً إعتمدته الكنيسة .
وأيا كان السبب فى إعتماد هذا الصوم , فهو صوم عام له قدسيته الخاصة لإقترانه بإسم السيدة العذراء كاملة الطهر - ووفقاً لما ذكره أحد الآباء :
" إن كان مُناسباً أن تصير صيامات لأعياد ربنا يسوع المسيح ، فهكذا يليق بأعياد أمه الطاهرة ، أن نصوم صومها إستعداداً لاخذ بركتها مثل كل الأعياد ".
إرسال تعليق