سلسلة مختصرات التاريخ
تاريخ الكنيسة المسيحية في
إثيوبيا
مقدمة عامة
تعتبر المسيحية هي الديانة الشبه رسمية في إثيوبيا ، حيث أنها تُشكل أكثر الديانات إنتشاراً بين سكانها.
هذا - وتُعد إثيوبيا واحدة من أقدم الدول المسيحية في العالم، ففي القرن الرابع اعتمدت مملكة أكسوم المسيحية رسمياً كدين للدولة.
ونتيجة لقرارات مجمع خلقيدونية في عام 451م ، تبنت إثيوبيا المذهب الميافيزي، وتمكنت الإمبراطورية الإثيوبية تحت حكم السلالة السليمانية من الحفاظ على المسيحية وتطوير ثقافة مسيحية متميزة. وعلى الرغم من أن كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية لم تعد دين الدولة منذ عام 1974، إلا أنها لا تزال تُعد الكنيسة الوطنيَّة وأكبر طائفة مسيحية في إثيوبيا (حوالي 50% من سكان إثيوبيا هم أعضاء في الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية) وإنفصلت هذه الكنيسة الأرثوذكسية المشرقية عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عام 1959م حين منح البابا كيرلس السادس رأسها لقب بطريرك، وبحسب مصادر الكنيسة فإن عدد أتباعها يبلغ 40 مليون شخص، وهي بذلك ثاني أكبر كنيسة شرقيّة ومقرها مدينة أكسوم بإثيوبيا.
وفقًا
لتعداد الحكومة لعام 1994 كان 61.6% من سكان إثيوبيا مسيحيين: تتضمن 50.6% أنباع
الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، 10.1% الطوائف البروتستانتية المختلفة، 0.9%
الكنيسة الأثيوبية الكاثوليكية من السكان). أحدث تعداد حكومي كان في عام 2007، حيث
شكّل المسيحيون 62.8% من مجموع السكان، تصدرت الطوائف المسيحية كنيسة التوحيد
الأرثوذكسية الإثيوبية بنسبة 43.5% من سكان البلاد، تليها البروتستانت 18.6%
والكاثوليك في 0.7%. وبحسب دراسة تعود إلى عام 2015 حوالي 400,000 مواطن مُسلم
إثيوبي تحول إلى المسيحية.
تاريخ الكنيسة الإثيوبية المبكرة
يرجع تاريخ الكنيسة الأثيوبية بوادر دخول الديانة المسيحية إلى البلاد إلى القرن الأول الميلادي، حيث دخلت المسيحية وفقًا للتقاليد إلى المنطقة مباشرةً بعد العنصرة. يتحدث يوحنا ذهبي الفم عن "الإثيوبيين الموجودين في القدس" وعلى قادرتهم على فهم وعظ بطرس في سفر أعمال الرسل. وتشير التقاليد عن البعثات المحتملة لبعض تلاميذ المسيح في الأراضي التي تسمى الآن إثيوبيا في وقت مبكر من القرن الرابع. وضم سقراط من القسطنطينية إثيوبيا في قائمته كواحدة من المناطق التي بشَّر بها متى، وتقول تقاليد الكنيسة الإثيوبية أن برثولماوس رافق متى في مهمة استمرت لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. كما ويروي الكتاب المقدس في سفر أعمال الرسل الفصل الثامن قصة تبشير وعماد أحد الموظفين الكبار في مملكة الحبشة على يد الشماس فيليبس.
هذا - وتشير
التقاليد المسيحية أنَّ فرومينتيوس قد نجا مع شقيقه ايديسيوس من حادث غرق سفينة
قبالة السواحل الإريتيرية، وبعد أن عثر عليهم السكان المحليون بيعوا كعبيد للقصر
الملكي وكان يعتلي العرش آنذاك الملك أكسوم، وبعد مدة حظا الشقيقان بنعمة من الملك
برفعهما إلى منزلة الثقة حيث قاما بتبشيره بالمسيحية، على إثر ذلك أرسل فرومينتيوس
لفرومينتيوس إلى الإسكندرية من قبل الملك أكسوم للقاء البطريرك أثناسيوس حاملاً
إليه طلب الملك بتنصيب أسقف للمملكة، قبل أثناسيوس طلب الملك وقام برسامة
فرومينتيوس لفرومينتيوس نفسه كأول أسقف على أثيوبيا، ومنذ ذلك الوقت وحتى عام 1959
كان بطريرك الأسكندرية للأقباط الأرثوذكس يلقب برئيس أساقفة الكنيسة الأثيوبيا.
ثم حدث أن إنعقد مجمع مسكوني في أفسس سنة 431 م ، وإصدر قرار حرم نسطور الذي آمن بالثالوث الأقدس لكنه اعتقد أن الابن الموجود منذ الأزل هو غير يسوع، وأن هذا الابن الأزلي قد حلّ في شخص يسوع عند عماده وبالتالي فقد علّم نسطور وجود شخصين في المسيح ودعا العذراء والدة المسيح وليس والدة الله، وقد تعرض أتباعه لاضطهادات شديدة؛ وبعد ثمان سنوات فقط في سنة 439 انعقد مجمع آخر في أفسس يدعوه الأرثوذكس المشرقيون مجمع أفسس الثاني في حين يرفض الكاثوليك والروم الأرثوذكس الاعتراف به، انعقد هذا المجمع بشكل رئيسي لتحديد صيغة إيمان نهائية لطريقة اتحاد طبيعتي المسيح البشرية والإلهية في شخصه، وأقر نظرية البطريرك كيرلس الأول الإسكندري، التي وجدت أن النتيجة الطبيعية لاتحاد طبيعتين هي طبيعة واحدة دون الخلط بخصائص الطبيعتين. ولكن هذه العقيدة تمت معارضتها في روما والقسطنطينية، اللتين دعتا إلى مجمع آخر سنة 451 هو مجمع خلقيدونية الذي أعاد تنظيم علاقة البطريركيات ببعضها البعض وأقر صيغة البابا ليون الأول القائلة بأن طبيعتي المسيح رغم اتحداهما قد لبثتا طبيعتين بشكل يفوق الوصف كاتحاد النور والنار، وألغى المجمع المذكور مقررات المجمع السابق وسحب شرعية الاعتراف به، فحصل الانقسام الثاني في الكنيسة وتشكلت عائلة الكنائس الأرثوذكسية المشرقية مع رفض أعضائها قبول مقررات المجمع الخلقيدوني، ورغم هذا فإن الانقسام النهائي الإدراي لم يتم حتى العام 518 عندما عزل بطريرك أنطاكية ساويريوس لكونه من أصحاب الطبيعة الواحدة، في مجمع محلي عقد في القسطنطينية، أعقبه رفض البطريرك لهذا القرار وانتقاله إلى مصر حيث أدار جزءًا من الكنيسة في حين أدار بطريرك خليقدوني القسم الآخر منها، وما حصل في أنطاكية حصل أيضًا في الإسكندرية. شكّل أصحاب الطبيعة الواحدة أو المونوفيزيون قاعدة شعبية كبيرة في مصر، الحبشة، أرمينيا وبدرجة أقل في سوريا والهند.
هذا - وقد إستمر إتحاد الكنيسة الأثيوبية مع كنيسة الأقباط الأرثوذكس حتى بعد سيطرة العرب المسلمين على أراضي مصر، واستمرت المراسلات ما بين بطاركة الإسكندرية وملوك الحبشة والنوبة. كذلك شارك مملثون عن كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية في انتخاب بطريرك الكنيسة القبطية أربع وعشرون ممثلاً معينين من قبلها. أما بالنسبة للعملية ذاتها فهي تقسم إلى مرحلتين، المرحلة الأولى هي اجتماع المولجين الانتخاب في دار البطريركية بالقاهرة للإدلاء بأصواتهم، وبعد فرز الأصوات ينتقل من حصل على أعلى ثلاث أصوات إلى المرحلة التالية التي تقام في الأحد الأول للحدث، وهي القرعة بين الأسماء الثلاث المرشحة لاختيار أحدها، بعد أداء صلوات مخصوصة بالمناسبة في حال لم يحصل أي مرشح على توافق عام الناخبين. ازدهرت الحياة الرهبانية في إثيوبيا خلال العصور الوسطى حيث انقطع الرهبان والراهبات إلى الممارسات الروحية الخاصة، فالصلوات الخاصة جزء مهم جدًا من الحياة الرهبانية في الكنيسة الإثيوبية، في حين يفضل البعض الاخر قضاء وقتهم في الدراسة. وأدى أدى وجود زواج رجال الدين في الكنيسة الإثيوبية إلى نشوء طبقة وراثية وكانت على رأس الطبقات الاجتماعية في البلاد، وكانت طبقة إكليروس الكنيسة الإثيوبية أشبه بطبقة النبلاء وتمتعت بمستوى ثقافي عال. وقام مكسيم رودنسون قام بتفسير شدّة تعلّق الثقافة الأثيوبية ككل، بأسفار العهد القديم من الكتاب المقدّس، على أنها نتيجة محاكاة نصيّة لهذه الأسفار، أكثر منها نتيجة لتأثيرات يهودية مباشرة وحيّة. فالملحمة الأثيوبية "مجد النجاشية" تنطلق من زواج الملك سليمان من ملكة سبأ (الحبشية هنا)، التي عادت من بيت المقدس بابن آخر في بطنها من سليمان، هو منليك الأوّل، وإلى منليك هذا أعادت السلالة السليمانية أصلها، هي التي تنسّب إليها كل الأباطرة من القرن الثالث عشر.
مع
نهاية القرن الخامس عشر الميلادي ، فتحت البعثات الاستكشافية القادمة من البرتغال على وجه
الخصوص الباب أمام المبشرين الكاثوليك للنشاط في منطقة القرن الأفريقي، وبما أن
الكنيسة المسيحية في البلاد كانت قائمة بالفعل، فإن معظم المحاولات التبشيرية لم
تكن معنية بتحويل غير المسيحيين، بل ضم الكنيسة القائمة إلى سلطة الكرسي الرسولي.
ولكن هذه المهمات فشلت في نهاية المطاف بسبب التعلق القومي الديني للإثيوبيين،
والإيمان بمعتقد الميافيزية والعلاقة الصارمة بين الصراعات الدينية والسياسية. لكن
لاحقاً استطاع هؤلاء المبشرون اللاتين في عهد البابا أوربان الثامن من اجتذاب عدد
من المسيحيين المحليين وتأسيس الكنيسة الأثيوبية الكاثوليكية، من خلال رسامة أول
بطريرك لهم سنة 1622، لكن هذه الحركات اصطدمت بمعارضة سكان البلاد خصوصًا مع إحلال
الطقوس اللاتينية بدلاً من الطقوس المحلية، وانتهت بطرد البطريرك المحلي من البلاد
سنة 1636. خلال العصور الوسطى ارتبطت أثيوبيا مع أسطورة الكاهن يوحنا في الوعي
الأوروبي المسيحي، حيث اكتشف المستكشفون حضارة مسيحية واسعة الانتشار في إثيوبيا.
وعوَّل المبشرين اليسوعيين على كثلكة البلاد بسبب كونّ الكنيسة الحبشية أقرب كنائس
الشرق إليهم، نظراً لتقيّدها بالإطار التوراتيّ، وعزلتها النسبية.
البعثات التبشيرية إلى إثيوبيا في العصر الحديث
في عام 1862، قامت محاولات حثيثة لتنصير يهود الحبشة، ليس مباشرة من قبل الإمبراطور تيودروس الثاني، بل من قبل بعثات تبشيرية بروتستانتية سمح لها تيودروس الثاني بالعمل موقّتاً، شرط الالتزام بعمادة المهتدين في كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية، وهو نوع من "تلزيم" فريد من نوعه في تاريخ الأديان، انسجم مع قناعة لدى المستشرقين البروتستانت بأنّ الكنيسة الحبشية أقرب كنائس الشرق إليهم، نظراً لتقيّدها بالإطار التوراتيّ، وعزلتها النسبية. وفي منتصف القرن التاسع عشر أطلقت الجماعة اللندنية حركة للتبشير بالمسيحية بين يهود بيتا إسرائيل وباعتماد من الحكومة الأثيوبية لكي يمكنهم دعوة غير امسيحيين. لم يُسمح لهذه الحركة إقامة كنيسة منفصلة واضطرت لجمع معتنقي المسيحية الجدد داخل الكنيسة الأثيوبية، إلا أن المبشرين أطلقوا على الذين تنصروا أسم "الإنجليز البروتستانت" بعدها ابعدوهم عن جماعتهم. وأطلق على يهود بيتا إسرائيل، والسلالة التي تركت اليهودية وتحولت إلى المسيحية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر سواء كان ذلك طوعاً أو إكراهاً بإسم الفلاشا مورا. وشهدت الكنيسة الإثيوبيًّة في القرن التاسع عشر سلسة من التطورات، من بينها ترجمة الكتاب المقدس باللغة الأمهرية.
في نحو القرن التاسع عشر الميلادي - أخذت البعثات اللاتينية بالتوجه مجددًا نحو أثيوبيا، وفي العام
1839 أعلن جوستين دي جاكوب أن إعلان الاتحاد مع روما والإقرار بسلطة البابا لا
يعني مطلقًا التخلي عن الطقوس الأثيوبية واستبدالها بطقوس لاتينية، لقيت هذه
الحركة قبولاً واسع النطاق في أثيوبيا ما هيأ الجو لوجود ذاتية أثيوبية مستقلة
فنشأت هذه الكنيسة بشكل رسمي تحت اسم الكنيسة الأثيوبية الكاثوليكية من جديد سنة
1930؛ وما ساعد في انتشار هذه الكنيسة احتلال إيطاليا لأريتيريا ومناطق من شمال
أثيوبيا سنة 1936 وقد حاولت إعادة احلال الطقس اللاتيني مجددًا لكن طرد المبشرين
اللاتين في أعقاب الحرب العالمية الثانية، أدى إلى إيقاف عملية التحوّل هذه، وتم
الاعتراف النهائي بالطقوس المحلية المتعارف عليها سنة 1951، وفي 9 أبريل 1961
استحدثت أبرشيتين جديدتين إلى جانب أبرشية أديس أبابا، ثم استحدثت أبرشيتين أيضًا
سنة 1995، أما في إرتيريا فقد انتشرت هذه الكنيسة بشكل أوسع، وعند التنظيمات
الأولية سنة 1961 كانت تضم أبرشيتين ثم استحدثت أبرشية جديدة سنة 2003، وبهذا
أصبحت هذه الكنيسة مؤلفة من ستة أبرشيات، ثلاثة منهم في أثيوبيا وثلاث في إرتيريا.
وفي عام 1439 م في عهد الملك زارا يعقوب قاد حوار ديني ما بين الأنبا جيورجيس
وزائر فرنسي إلى إرسال سفارة من إثيوبيا إلى الفاتيكان. إن فترة التأثير اليسوعي
والتي كسرت في أثناءها قنوات الاتصال مع الكنيسة القبطية كانت بداية لفصل جديد من
تاريخ كنيسة أثيوبيا، حيث بدأ عمل الإرساليات الكاثوليكية في البلاد بدعم من
البرتغاليين، وجاء ذلك الدعم كجزء من كفاح البرتغاليين ضد الدولة العثمانية
المسلمة وضد سلطنة عدل الإسلامية الواقعة شرق إثيوبيا للسيطرة على طرق التجارة إلى
الهند عبر البحر الأحمر.
العلاقة بين الكنيستين الإثيوبية والأرمنية
كانت هناك علاقة قديمة بين إثيوبيا والأرمن من خلال مذهب اللاخلقيدونية، لكن تطورت تلك العلاقة إلى أكثر من ذلك لتشمل الدبلوماسيين والتجار. وتحت قيادة هيلا سيلاسي بدأت إثيوبيا في التحديث والازدهار بسرعة، ولعب رجال الدين الأرمن ورجال الأعمال والتجار دوراً مهماً في تلك المرحلة. في عام 1924 زار هيلا سيلاسي كاتدرائية القديس يعقوب للأرمن في القدس، والتقى بأربعين طفلاً كانوا قد تيتموا بسبب الإبادة الجماعية للأرمن على يد الأتراك العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى. تم تعليم اليتامى الأربعين الموسيقى الأمهرية وشكلوا فيما بينهم فرقة الآلات النحاسية الإمبراطورية لأثيوبيا. ورغم عددهم الصغير، فقد كان لهم دور حاسم في دفع إثيوبيا للسير في طريق التحديث، من خلال المساعدة في تطوير أسلوب الجاز الإثيوبي المميز إلى العمل كخياطين وأطباء ورجال أعمال والعمل في البلاط الإمبراطوري. لعب الإمبراطور هيلا سيلاسي دوراً بارزاً في إجراء المزيد من الإصلاحات للكنيسة الإثيوبية، بما في ذلك تشجيع توزيع ترجمة الكتاب المقدس أبو رومي في جميع أنحاء إثيوبيا، بالإضافة إلى خطواته لتحسين تعليم رجال الدين، والتي أدّت لاحقاً إلى تأسيس الكلية اللاهوتية لكنيسة الثالوث المقدس في ديسمبر من عام 1944. في تاريخ 13 يوليو 1948 م توصلت كل من الكنيستين القبطية والإثيوبية إلى اتفاق مهد لانفصال واستقلال الكنيسة الأثيوبية، حيث قام بطريرك الإسكندرية للأقباط في ذلك العام برسامة خمسة أساقفة لهذه الكنيسة وفوضهم بانتخاب بطريرك جديد لهم يكون له السلطان لاحقا لرسامة أساقفة جدد لكنيسته. وقد اكتملت فصول تلك الاتفاقية عندما قام بطريرك الأقباط البابا يوساب الثاني بإقامة باسيليوس رئيس أساقفة على الكنيسة الأثيوبية وهو من أصل أثيوبي في تاريخ 14 يناير 1951، وبعد ذلك عام 1959 قام بطريرك الكنيسة القبطية البابا كيرلس السادس بتتويج باسيليوس كأول بطريرك على كنيسة أثيوبيا الأرثوذكسية.
توفي
البطريرك باسيليوس عام 1971 وخلفه في ذلك العام ثيوفيلوس، ومع سقوط الإمبراطور هيلا
سيلاسي عام 1974 فصلت الكنيسة في إثيوبيا عن الدولة، وبدأت حكومة إثيوبيا الجديدة
- الماركسية - بتأميم الأراضي بما في ذلك أراضي الكنيسة، وفي عام 1976 اُعتقل
البطريرك ثيوفيلوس من قبل السلطات العسكرية وتم إعدامه بسرية في وقت لاحق من ذلك
العام، فقامت الحكومة بأمر الكنيسة بانتخاب بطريركا جديدا لها فتم تتويج تيكلا
هيمانوت على هذا المنصب، رفضت الكنيسة القبطية انتخاب ذلك البطريرك على اعتبار أن
المجمع المقدس للكنيسة الأثيوبية لم يقر بعزل البطريرك السابق ثيوفيلوس، لآنه لم
يكن يُعرف بعد للعلن بأنه تم إعدامه من قبل الحكومة فكان لايزال يُعتبر البطريرك
الشرعي لإثيوبيا، وعلى إثر ذلك انقطعت وسائل الاتصال - على الصعيد الرسمي - بين
الكنيستين. لم يتعامل البطريرك الجديد تيكلا هيمانوت مع الحكومة الإثيوبية
بالسلاسة التي كانت تتوقعها منه، لذلك عندما توفي هذا البطريرك عام 1988 تم انتخاب
ميركوريوس عضو البرلمان الإثيوبي الموالي للحاكم لهذا المنصب.
اعتباراً
من عام 2005 أُنشأت العديد من الكنائس الإثيوبية الأرثوذكسية في جميع أنحاء
الولايات المتحدة والدول الأخرى التي هاجر إليها الإثيوبيين. توفي البطريرك أبونا
بولوس في 16 أغسطس من عام 2012، تلاه بعد أربعة أيام موت رئيس الوزراء ملس زيناوي.
وفي 28 فبراير من عام 2013، اجتمعت كلية من الناخبين في أديس أبابا وقاموا بانتخاب
أبونا ماتياس ليكون البطريرك السادس للكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسيَّة. وفي 25
يوليو من عام 2018 أعلن مندوبون من البطريركية في أديس أبابا بإثيوبيا وتلك
الموجودة في الولايات المتحدة، إعادة توحيدهم في واشنطن العاصمة بمساعدة رئيس
الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي. وفي عام 2017 حصل آبي أحمد علي على جائزة
"السلام والمصالحة" الخاصة من قبل الكنيسة الإثيوبية لعمله في التوفيق
بين الفصائل المتنافسة داخل الكنيسة.
أحد المشاركين في خدمة صلاة القداس بإثيوبيا
الطوائف المسيحية في إثيوبيا
تُعد كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية بالأمهريَّة: የኢትዮጵያ:ኦርቶዶክስ:ተዋሕዶ:ቤተ:ክርስቲያን
هي الكنيسة الوطنية وأكبر طائفة مسيحيَّة في إثيوبيا، وهي أيضًا أكبر كنيسة أرثوذكسية مشرقية في العالم. وهي من أقدم الكنائس المسيحيَّة في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث يعود تاريخ نشأتها إلى القرن الرابع. يقول مؤرخو الكنيسة أنه خلال أوائل الثلاثينيات من القرن الرابع، أخذ مسافر مسيحى من صور اسمه فرومينتيوس أسيرًا في مملكة أكسوم، الواقعة في شمال إثيوبيا وإريتريا. وبعد الإفراج عنه، ساعد على نشر المسيحية في المنطقة، وأصبح اسمه في وقت لاحق أول أسقف في أكسوم من بطريرك الإسكندرية. ومن ناحية العقائد، فإن الكنيسة الإثيوبية هي من الكنائس اللا خلقيدونية أي أنها تندرج ضمن عائلة وتقاليد الكنائس الأرثوذكسية المشرقية وتتقاسم المعتقدات ذاتها مع الأقباط الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس وكنيسة الأرمن الأرثوذكس وكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية بشكل رئيسي. ووجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2017 أن إثيوبيا تضم ثاني أكبر تجمع سكاني أرثوذكسي في العالم مع حوالي 35.7 مليون نسمة. ويشكل أتباع الأرثوذكسية الغالبية العظمى في كل من إقليم تيغراي (95.6%) وأمهرة (82.5%). كانت كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية مساهمًا رئيسيًا في التنمية الوطنية في مجالات الاستقلال، والتقدم الاجتماعي، والوحدة الوطنية والتمكين، والتطوير الأدبي، والفنون، والهندسة المعمارية، والموسيقى، والنشر، والإعلان عن اللغة والقيادة الوطنيَّة، وكان لها مساهمة روحيَّة وعسكريَّة في حياة البلاد.
التقاليد الطقسية المتبعة في الكنيسة الإثيوبية
تتبع الكنيسة القداس الإلهي على شكل ثلاث نصوص للقدّاس المتبع في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أقدمها هو قدّاس البابا كيرلس الأول؛ بحسب التقليد الكنسي فإن القديس مرقس مؤسس الكنيسة هو من وضع نصوص هذا القدّاس باليونانية وتم تناقله شفهيًا بين الأساقفة والقسس حتى تم تدوينه أول الأمر في القرن الرابع وإرساله إلى أثيوبيا ليتمكن مسيحيوها من أداءه. أحد العوامل المميزة للأرثوذكسية الإثيوبية هو استخدامها للممارسات المتجذرة في اليهودية. على سبيل المثال، يحافظ الإثيوبيين الأرثوذكس على السبت اليهودي، ويختنون ذكورهم في اليوم الثامن بعد الولادة، ويتبعون القوانين الغذائية التوراتيَّة. وبالإضافة إلى ذلك، ترتبط كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية بعلاقة تاريخية مع الملك سليمان، حيث يُعتقد أنَّ ابنه مينليك الأول، أصبح إمبراطورًا على إثيوبيا قبل حوالي 3000 سنة، ويقال إنه أخذ تابوت العهد من القدس إلى إثيوبيا.
إحصائيات
وجدت
دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2017 أنَّ حوالي 99% من الإثيوبيين الأرثوذكس
يؤمنون في الله، وحوالي 98% منهم يعتبرون للدين أهميَّة في حياتهم، وقد وجدت
الدراسة التي قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2017 أنَّ حوالي 78% من الإثيوبيين
الأرثوذكس يُداومون على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع، في حين أنَّ 65% من
الإثيوبيين الأرثوذكس يُداومون على الصلاة يوميًا. وقد وجدت الدراسة أيضًا أنَّ
حوالي 87% من الإثيوبيين الأرثوذكس يصوم خلال فترات الصوم. ويقدم حوالي 57% منهم
الصدقة أو العُشور، ويملك حوالي 73% من الإثيوبيين الأرثوذكس يملكون أيقونات مقدسة
في منازلهم، ويرتدي 93% الرموز المسيحيَّة. عمومًا يؤمن 97% من الإثيوبيين
الأرثوذكس بالجنة، في حين يؤمن 92% منهم بجهنم. ويعتبر حوالي 82% من الإثيوبيين
الأرثوذكس أن المثلية الجنسية، ويعتبر 93% أن الدعارة عمل غير أخلاقي، ويعتبر
حوالي 83% الإجهاض عمل غير أخلاقي، ويعتبر حوالي 55% أن شرب الكحول عمل غير
أخلاقي، في حين يعتبر حوالي 92% العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج ممارسة غير
أخلاقية، ويعتبر حوالي 70% الطلاق عمل غير أخلاقي.
إرسال تعليق