أحدث المواضيع
U3F1ZWV6ZTQ4NjU0ODU1Mjc4NzIwX0ZyZWUzMDY5NTY4OTkzNzEzNA==
أحدث المواضيع
أحدث المواضيع

مؤسس قانون الايمان | القديس أثناسيوس الرسولي | البابا أثناسيوس حامى الإيمان الأرثوذكسي

 


تابع بطاركة القرن الرابع الميلادي  
20 – البابا أثناسيوس الأول - 1 Athanasius
أثناسيوس الرسولي ]
326م - 372م

مقدمة

في خلال الفترة من بداية خدمة البابا " أرشلاوس " ، ومروراً بفترة خدمة البابا "  ألكسندروس الأول " ، ووصولاً لفترة خدمة القديس البابا " أثناسيوس الرسولي " - ظهرت بدعة آريوس في مدينة الأسكندرية - والتي لولا تكاتف الشعب القبطي ، وأساقفة كنيسة الأسكندرية مع البطريرك القائم على أمور الخدمة فيها ، لتعرضت الكنيسة القبطية إلى الإنقسام ، كما هو الحال في الكنائس الشرقية والغربية التي تأثرت بتلك البدعة ، وإنقسم البعض منها على الآخر ، وإنشق منهم البعض الآخر عن تعاليم الكنيسة التي تسلمتها منذ العصر الرسولي.

 

الجلوس على الكاتدراء المرقسي

لقد بدأت فترة خدمة البابا " أثناسيوس الأول " – البابا العشرون في ترتيب باباوات الكنيسة القبطية – في عام  326 م ، وكان إختياره للكرسي الباباوي ، بإجماع أساقفة الكنيسة بالاسكندرية ، بالتضامن مع الأكليروس والغالبية العُظمى من الشعب القبطي.

وقد كان جلوس البابا " أثناسيوس الأول " على الكُرسي الباباوي في عام 326 م .

 

أعمال البابا أثناسيوس خلال الخدمة الباباوية

1 - مقاومة بدعة آريوس والحد من إنتشارها

من الحقائق العظيمة التي لاتخفى على أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، الدور البارز الذي قام به قداسة البابا أثناسيوس الأول في سبيل الدفاع عن إيمان الكنيسة الأرثوذكسية وعقيدتها ، على الرغم من إشتداد الحرب عليها من أريوس وأتباعه ، حيث ظل يقاوم هذه البدعة ، ومن يؤيدها ، حتى إستطاع التخلص منها تماماً بموجب إقرار قانون الإيمان في مجمع نيقية المسكوني ، والذي بمقتضاه ، تم الإعتراف بجوهرية الإيمان بلاهوت السيد المسيح في كنيستنا القبطية ، وأيضاً إتخذت بعض من الكنائس من هذا القانون – عقيدة جوهرية لإيمانها ، ويبدأ قانون الإيمان ، والمعمول به حتى الآن في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بجملة { بالحقيقة نؤمن بإله واحد . الله الكُل ، ضابط السماء والأرض ، ما يُرى وما لا يُرى ، نؤمن بربٍ واحد يسوع المسيح إبن الله الوحيد ، المولود من الآب قبل كل الدهور } .


تابع : أعمال البابا أثناسيوس خلال الخدمة الباباوية ]

2 - إقرار قانون الإيمان المسيحي الأرثوذكسي

لقد جاء إقرار [ قانون الإيمان المسيحي الأرثوذكسي ] ، بعد فترة طويلة من الجهاد والكفاح من قِبل القديس البابا " أثناسيوس " ، في سبيل مقاومة تلك البدعة التي كادت تحدث إنقساماً وشرخاً وتصدعاً عميقاً في وحدة الكنيسة المسيحية في مصر .

ذلك - في الوقت الذي إِتخذت فيه بعض كنائس الغرب – وعلى رأسها – كنيسة روما – من هذه البدعة – منهاجاً لها ، تسير على نمط تعاليمه ، كما تأثر بها بعض من أباطرة الكرسي الملكي الروماني ، بدايةَ من الإمبراطور " قسطنطين الكبير " ( 306م – 337م ) ، ووصولاً إلى الإمبراطور : " قُسطنطس  "  [ 337م – 240 م ]   .

القديس البابا أثناسيوس الرسولي



الأباطرة الرومان المعاصرون للخدمة

 الإمبراطور : قسطنطين الكبير Constantius I -   

 306م – 337م 

الإمبراطور قسطنطين الكبير



هو إبن الإمبراطور " قسطنطين جلوروس " – حاكم القسم الغربي من الإمبراطورية الرومانية في أيام عهد الإمبراطور " دقلديانوس " ، وكان يضم القسم الغربي كلِ من ( فرنسا ، بريطانيا ، إسبانيا ) ، ولما مات الإمبراطور قسطنطين جلوروس ، طمع الإمبراطور : " جاليريوس " – عدو الكنيسة الأول في التاريخ المسيحي في تلك الفترة ، في إعتلاء العرش الغربي للإمبراطورية ، ولكنه لم يستطع الصمود أمام الإمبراطور ” قسطنطين الكبير ” ، الذي تمكن من ردعه ، والإنتصار عليه في عدة مواقع حربية ، منها الموقعة الشهيرة ، التي ظهر فيها الصليب للإمبراطور " قسطنطين " في السماء ، وكانت الغَلبَة والنُصرة له في تلك الموقعة الحاسمة ، وبدأ عهد حكم الإمبراطور قسطنطين في عام 306م .

وكان الإمبراطور قسطنطين الكبير ، مُحباً للمسيح ، فإعتمد عن إيمان ، وصار مسيحياً ، وكانت أمه الملكة ” هيلانة ” ، هي صاحبة الفضل في العثور على الصليب المقدس وأدوات التعذيب التي قام اليهود بتعذيب السيد المسيح بها ، من مسامير وإكليل الشوك وكرابيج الجلد ، وقد قامت الملكة هيلانة بتشييد كنيسة القيامة في موضع " قبر السيد المسيح " ، وكنيسة المهد في موضع ” الميلاد ” في بيت لحم ، كما قامت بتأسيس مجموعة أخرى من الكنائس .

إقرأ تاريخه كامل في موقعنا ]


الإمبراطور : مكسنتيوس - MAXENTIVS     

306 م –  312م

الإمبراطور مكسنتيوس 



الإمبراطور :  ليسنيوس - Licinius

 306م – 337م

الإمبراطور ليسنيوس


لقد عُين ليسنيوس ، الذي كان صهراً لقسطنطينوس جلوروس أغسطساً في الغرب من قبل غاليريوس في عام 308 م ، معارضًا لمكسنتيوس.

وقد أصبح أغسطس في الشرق عام 311 م بعد وفاة غاليريوس (مع ماكسيمينوس الثاني). هزم ماكسيمينوس في الحرب الأهلية ليصبح أغسطس المنطقة الشرقية الأوحد في 313 م . قام بتعيين فاليريوس فالنس أغسطس (الغرب) في 317 م.




MARTININANVS الإمبراطور مارتينيانوس -
324 م   324م

في عام 324 م ، عُين مارتینیانوس أغسطس (الغرب) ، وذلك في معارضة صارخة للملك قسطنطين الكبير ، إلا أن كلاهما أُعِدمَا في غضون أسابيع.




MAXIMINVS IIالإمبراطور مكسيمينوس الثاني - 
311 م   313م
الإمبراطور مكسيمينوس الثاني




 الإمبراطور قسطنطين الثاني - Constantine II 
337م  340م
الإمبراطور قسطنطين الثاني




Constans Iالإمبراطور قسطنس - 
337م  350م
الإمبراطور قسطنس




 CONSTANTIVS-11 الإمبراطور قنسطنطينوس الثاني 
337م   350م

الإمبراطور قنسطنطينوس الثاني



VETRANIO الإمبراطور فتريانو
350 م   356م
الإمبراطور فتريانو

كان الإمبراطور فتريانو في واقع الأصل ، جنرالاً في جيش قنسطنس ، ثم أعلن كقيصر ضد ماجننتيوس ، وقُبِلَ مؤقتاً كأغسطس في الغرب من قبل الإمبراطور قنسطانطيوس الثاني.



الإمبراطور يوليانوس  Julian
363 م   364م
الإمبراطور يوليانوس




Jovianالإمبراطور جوفيان - 
363 م   364م
الإمبراطور جوفيان



Valentinian I الإمبراطور فالينتينيان الأول -
364 م   375م
الإمبراطور فالينتينيان




الإمبراطور: فالينس - VALENS  

317م –  325م

الإمبراطور فالينس


لما هُزم ماكسيمينوس في الحرب الأهلية ليصبح أغسطس المنطقة الشرقية الأوحد في 313 م . قام بتعيين فاليريوس فالنس أغسطس (الغرب) في 317 م. 

[ إقرأ تاريخه كامل في موقعنا ]



واقعة إتهام البابا أثناسيوس بقتل " أرسانيوس "

ومن جملة الإفتراءات التي تقدم بها أعداء القديس البابا " أثناسيوس " من الآريوسيين ، أن قام أحدهم بإتهامه ظُلماً بـأنه قتل رجلاً يُدعى " أرسانيوس " ، من صعيد مصر ، وكانوا قد قدموا دليلاً على إتهامهم هذا ، ذراعاً آدمية ، ثم نسبها للقتيل " أرسانيوس " ، في المجمع ، وبعد إنتهاء المجمع ، إجتمع الإمبراطور " قسطنطين الكبير " بعدد من الأساقفة ، وكان من بين الحضور : " تيموثاوس " الحاضر عن البابا " أثناسيوس " ـ كانت المُحصلة ، هي الحكم ببراءة البابا " أثناسيوس" من جميع التُهم المسندة إليه إرتكابها ، وقد إستطاع رجال الكنيسة ، وعلى رأسهم " الاب تيموثاوس " الموفد كنائب عن البابا : " أثناسيوس " ، من إحضار الشخص الذي تم إتهام البابا بقتله ، والمدعو " أرسانيوس " ، فمثل بشخصه أمام المجمع ، فسقطت التُهمة عن البابا : " أثناسيوس " ، وأضحت باطلة .


واقعة نفي البابا أثناسيوس الرسولي

بسبب محاربة  القديس أثناسيوس الرسولي : " البابا أثناسيوس  "  ، لبدعة آريوس ، والعمل على الحد من إنتشارها ، قام " آريوس" بتقديم شكوى في حقه إلى الإمبراطور " قسطنطين الأول " ، الذي ما إن تلقى الشكوى ، حتى أمر بنفى البابا " أثناسيوس " ، وبالتالي - عزله عن كرسيه الباباوي

 

إغتصاب آريوس للكرسي الباباوي

في خلال فترة عزل البابا : " أثناسيوس " عن كرسيه الباباوي ،ونفيه ، جلس " آريوس " على الكرسي الباباوي للكنيسة القبطية ، رغماً عن إرادة الشعب القبطي ورغبته ، ومما يُحكى من روايات ، أوردها بعض المؤرخون عن آريوس ، أنه كان يذهب إلى الكنيسة في صُحبة حُراسة المُدججون بالأسلحة ، وكان ذات مرة قد قصد الذهاب إلى كنيسة الأسكندرية ، فرفضت جماعة من المؤمنون دخوله في ظل هذه الحراسة الُمشددة ، والتي لاتليق برجل من المفترض أنه بطريركاً ، فما كان عليه إلا أن اصدر أوامره إلى الحرس ، بإتخاذ اللازم معهم ، وجرت مذبحة داخل الكنيسة ، سقط على أثرها من الجرحي الكثيرون .

 

أهم الأحداث المعاصرة للخدمة

إكتشاف الصليب المقدس والزخائر المقدسة

في عام 326م ، تلقت الملكة هيلانة - والدة الإمبراطور : " قسطنطين الكبير " ، الأمر الإلهي ، بالذهاب إلى أورشليم ، والبحث عن الصليب المقدس [ صليب السيد المسيح ] ، و[ الزخائر المُقدسة ] ، وبالفعل ـ قصدت الملكة هيلانة للذهاب إلى أورشليم ، وكان لقاءها بالبطريرك الأورشليمي القائم على أمر الكنيسة وقتئذٍ.

وكانت القديسة والملكة هيلانة تسير في وسط حراسة كثيرة العدد ، أثناء عملية بحثها عن صليب السيد المسيح المقدس ، ولكن ، لم يُعلمها أحد عن مكانه ، فأخذت شيخاً من اليهود ، وضيقت عليه بالجوع والعطش ، حتى إضطر إلى إرشادها عن المكان الذي يحتمل وجود الصليب فيه بكيمان الجلجثة ، فأشارت بتنظيف هذا المكان الذى كان يحتوى على أكوام من "الزبالة" فعثرت على ثلاثة صلبان ، ولما لم يعرفوا الصليب الذي صلب عليه السيد المسيح وكان بالصدفة هناك جنازة ميت فوضعوا عليه أحد الصلبان فلم يقم ، وكذا عملوا فى الآخر، ولكنهم لما وضعوا عليه الثالث قام لوقته ، تحققوا بذلك أنه صليب السيد المسيح ، أرسلت جزءاً منه إلى إبنها قسطنطين مع المسامير، وأسرعت فى تشييد كنائس في جميع المواضع التي حدثت على أرضها جميع أحداث رحلة الخلاص ، بدايةً بموضع الميلاد - حيث أسست كنيسة المهد ، ثم موضع الصلاة الربانية ، فأسست الكنيسة الجثمانية ، ثم موضع الصعود ، فأسست كنيسة الصعود ، ثم موضع القيامة ، فأسست كنيسة القيامة.

القديسة هيلانة مُمسكة خشبة الصليب المقدس وإلى جوارها

 إبنها الإمبراطور قسطنطين الكبير 


كنيسة المهٌد - القدس


كنيسة الجثمانية - القدس


كنيسة الصعود - القدس

( تحولت إلى مسجد إبان العصر الإسلامي )


كنيسة القيامة - القدس


تابع - أهم الأحداث المعاصرة للخدمة ]

إزدهار الحركة الرهبانية في مصر

في مُستهل حديثنا ـ الذي نُقدم به لسلسلة " تاريخ الرهبنة المصرية " ، في فترة القرن الرابع الميلادي - وتحديداً - في خلال فترة عهد حكم الإمبراطور " قسطنطين الأول " - في الفترة من سنة 313 م ، وحتي سنة 343 م ، وإستكمالاً لما بدأناه من حديث عن تاريخ الرهبنة في الجزء الأول من المقدمة التمهيدية لهذا الموضوع ، نقول - أن الرهبنة كانت قد نشأت بدايةً في أرض مصر ، ثم إنتشرت من مصر إلى سائر أرجاء العالم ، حيث أنها عرفت في القرن الثالث الميلادي ، أي قبل ظهور الآباء القديسين [ الأنبا بولا ] ، و [ الأنبا أنطونيوس ] ، الذين تعتبرهم الكنيسة القبطية - أوائل الرهبان في التاريخ ، وباكورة من إستوطنوا المغائر ، والكهوف ، وعاشوا في البراري والصحارى القاحلة ، في ما يُعرف بإسم [ الرهبنة الأولى ] ، والتي ظهرت في البرية الشرقية بالبحر الأحمر في منتصف القرن الرابع الميلادي .

حيث أنه توجد في بعض المصادر التاريخية القديمة ، التي تؤرخ للرهبنة الأولى في مصر ، أن الرهبنة كانت قد بدأت أولاً في صعيد مصر ، وأن أول رهبان البرية في تاريخ الرهبنة المصرية ، كان القديس " فرومنتينوس " .

وفلسفة الرهبنة هى «الموت عن العالم» ، ولذا تم تسميتها بـ«رهبنة الكفن»، وهى رغبة الإنسان باختياره ومحض إرادته للجوء للدير، وبعد اختباره وإرشاده لسنوات يُقبَل فى شركة الدير الذى يصلى عليه صلاة جنائزية بعد أن يغطى بستر يُعتبر بمثابة «كفن» ، ويعيش بعد ذلك بالنذور الرهبانية التى تشمل الإنعزال عن العالم والفقر الاختيارى وحياة الطاعة والتبتل الطوعى ، لكى تكون حياته نقية.

والرهبنة تُعتبر الزاد الحقيقى لخدمة الكنيسة وعملها فى كل مكان .

ولقد كانت البداية الفعلية لظهور الرهبنة فى مصر - في أوائل القرن الرابع الميلادي ، وكان مركزها الأول ، في البرية الشرقية [ الصحراء الشرقية بالبحر الاحمر ] ، ثم إنتشرت فى كل أنحاء العالم ، والرهبان ، وكان مؤسسها الفعلي - هو القديس الأنبا انطونيوس ، على الرغم من أنه لم يكن الأول فيمن سلكوا حياة النسك والتوحد في البرية ، بل سبقه إليه القديس الأنبا " بولا " ، إلا أن القديس الأنبا أنطونيوس - كان هو أول من قام بوضع الأسس والمبادئ التي تقوم عليها الحياة الرهبانية .


دير الأنبا بولا – البرية الشرقية

والرهبان - من حيث التعريف العام - هم مجموعة من النُساك الذين بحثوا عن «الخلاص» بالمفهوم المسيحى ، فى دروب الصحراء وأطراف المدن ، إنعزلوا عن الناس بمحض إرادتهم ، مُكرّسين حياتهم للصلاة ، مستمدين فكرهم ، بحسب القمص أثناسيوس فهمى جورج ، فى كتاب « التربية عند آباء البرية » ، من أقوال السيد المسيح وتلاميذه ، فلم تكن الرهبنة نوعاً جديداً من المسيحية ، بل نبعت من حياة الكنيسة.

ولقد كان الأنبا أنطونيوس هو أوّل شخصية مؤثرة وهامة فى الرهبنة الأولى ، ويُعتبر « أبوالرهبنة » ، رغم أنه لم يكن الأوّل فى ذلك المجال ، فقد سبقه آخرون فى حياة الرهبنة ، وعاشوا على حدود قرى مصر ، ومنهم أخذ القديس أنطونيوس إرشاده ، ولكن هؤلاء الرهبان لم يعرفوا البرية البعيدة ، أما الأنبا أنطونيوس ،  فقد دخل إلى « البرية » ، وعاش عشرين عاماً من حياة الوحدة ، ليخرج بعد ذلك ، ويقوم بإرشاد الرهبان الذين عاشوا متتلمذين له ملتفّين حوله ، فنشأت الأديرة حتى فى الجبال، وصارت البرية مدينة مليئة بالرهبان الذين تركوا مدنهم.


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_14.html
القديس الأنبا أنطونيوس
مؤسس الرهبنة المصرية 


وقد ولد الأنبا " أنطونيوس " - فى بلدة قمن العروس ، التابعة لبنى سويف، نحو عام 251، من والدين غنيين ، وبعد موت والده باع أملاكه ووزعها على الفقراء وتفرغ للعبادة بزهد عام 269 م ، حينما ظهر له ملاك يدعوه إلى ذلك - بحسب المراجع الكنسية - قبل أن يذهب إلى الصحراء متوحداً عام 285 م ، حينما نهرته فتيات وطالبنه بالذهاب إلى الصحراء - حسب المراجع الكنسية - وكسر خلوته في عام 305م لتعليم تلاميذه الرهبنة.

 

دير الأنبا أنطونيوس – البرية الشرقية 


أما الخطوة التالية نحو تنظيم أفضل للرهبنة ، فقد قام بها القديس باخوميوس ، المعروف بـ«أبوالشركة» (292-346) م ، الذى أنشأ أول أديرته فى عام 323 م ، وعند وفاته كان أسس تسعة أديرة للرهبان ، وديرين للراهبات ، وكان إجمالى عدد هؤلاء الرهبان والراهبات نحو عشرة آلاف ، كما يُعد الأنبا باخوميوس هو أول مشرّع رهبانى.


دير الأنبا باخوميوس – الأقصر

 

وكانت الفكرة لديه هى أن يضع قانون جهاد روحى مشترك يستطيع جميع الرهبان ، أن يُتمموه ويُبلّغوه ، ثم يُشجعهم بعد ذلك أن يرتقوا فى جهاداتهم لمقامات أعلى ، كل بحسب إشتياقاته وقدراته ، ثم جاء الأنبا شنودة رئيس المتوحدين (348-466) م ، الذى يُعد أهم شخصية فى الرهبنة القبطية ، وكان مُشرِّعاً شهيراً ، وكاتباً معروفاً باللغة القبطية.

وفى قانونه اختلف عن باخوميوس ، وتحدّث عن نذر رهبانى مكتوب يوقّعه الرهبان ، وبعده ظهر باسيليوس الكبير (330 - 379) م ، و المعروف بـ « أبو الرهبنة الشرقية » ، وقدّم فكرة الأديرة الصغيرة التى يضم كل منها ما بين ثلاثين إلى أربعين راهباً ، وأكد على الإهتمام بالتعليم والثقافة ، لتنتشر بعد ذلك الحركة الرهبانية فى الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط ، ولتصبح الرهبنة قوّة فعّالة تستخدمها الكنيسة فى مواجهة الهراطقة والوثنيين ، بحسب القمص أثناسيوس.

أما الأنبا مكاريوس ، الأسقف العام للمنيا وأبوقرقاص ، فيقول فى كتابه : « لماذا يُقبل شباب الأقباط على الرهبنة » ، إن الرهبنة جاءت بديلاً عن شهوة الإستشهاد التى كانت تتملّك كل إنسان تقى يعرف المسيح ، مشيراً إلى أن الرهبنة : " هى إستشهاد يومى بدون سفك دم ، وهذا ما كان آباء الرهبنة يريدون أن يقدموه فى بداية خوضهم فى هذا الطريق " .

وقد أضاف الأنبا مكاريوس قائلاً : ما مضمونه - أن عدد رهبان وراهبات الكنيسة القبطية ، وصل فى تسعينات القرن الماضى إلى ما يقارب 1500 راهباً وراهبة ، بمن فى ذلك الرهبان والراهبات الذين يعيشون فى أديرة خارج مصر ، مشيراً إلى تناقص عدد الرهبان على مدى القرون الماضية بسبب العوامل التى تعرضت لها البلاد ، لافتاً إلى أنه - بحسب بعض الكتابات - كان يعيش فى مصر ، وقت الفتح العربى ، نحو 70 ألف راهب ، قائلاً : ( بدأ عدد الرهبان فى الهبوط منذ غزو الفرس وهدم الأديرة وسوء الأحوال فى البلاد ، بسبب الإضطرابات السياسية ، حتى تخرّب أكثر الأديرة وهجرها سكانها، باستثناء ما يقارب عدد الأصابع ، ثم تحسنت الأحوال قليلاً خلال القرنين الحادى عشر والثانى عشر ، ثم ما لبثت أن مُنيت الرهبنة بنكسة ، حتى وصل عدد الرهبان فى العصور المظلمة ، ما بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر ، إلى عدة عشرات فى كل الكنيسة ، ثم عادت الحياة لتدب من جديد منذ أيام البابا كيرلس الرابع أبى الإصلاح ، حتى وصل عددهم فى بداية القرن العشرين نحو مائة وخمسين راهباً فى منطقة وادى النطرون ، ثم شهدت الرهبنة القبطية أخيراً نهضة كبيرة فى أيام قداسة البابا كيرلس السادس ، وإزدهرت فى أيام  قداسة البابا شنودة ) .

 

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/11/blog-post_14.html

مصابيح برية مصر وثلاثي الرهبنة القبطية الأولى

الآباء القديسين : الأنبا أنطونيوس - الأنبا مقار الكبير - الأنبا باخوميوس


نذكر في هذا الصدد أيضاً - " يوحنا الأول " - أول « ابن من أبناء البرية » يصبح بطريركاً عام 496 ميلادية ، وأديرة « المُتبتلات » تسمى « بيوت العذارى » ، والبابا السابق قصرها على خريجى المؤهلات العليا .

ويبلغ عدد رهبان وراهبات الكنيسة القبطية حالياً ما يزيد على 3 آلاف ، واللافت فى التاريخ الكنسى أن فكرة الرهبنة تقوم على العزلة والموت عن العالم ، إلا أنه بمرور الوقت أصبحت الأديرة ، والرهبان هم المسئولين عن إدارة الكنيسة ليتولوا مناصب الأساقفة والمطارنة وصولاً إلى البابا البطريرك.

وكان أول راهب يصير بطريركاً هو البابا يوحنا الأول ، البطريرك 29 فى تاريخ الكنيسة ، وذلك عام 496 ميلادياً ، قبل أن يصبح من المستقر منذ البابا إسحق، البطريرك 41 للكنيسة ، فى عام 690 ميلادياً ، أن يكون الرهبان هم بابوات الكنيسة، بإستثناء حالات قليلة.


مزيد من المعلومات عن تاريخ الرهبنة من هنا

 

مشاهير الشخصيات القبطية المعاصرة

ظهور الجيل الأول من رهبان البرية المصرية

القديس الأنبا بولا " أول السواح " [ 292 م - 343م ]


إقرأ تاريخه بالتفصيل في موقعنا ] 

 

القديس الأنبا باخوميوس [ 292 م - 348م ]

إقرأ تاريخه بالتفصيل في موقعنا ]

  

القديس الأنبا أنطونيوس [ 251 م - 356م ]

 


القديس الأنبا مقار الكبير [ 300 م - 392م ]

 

[ إقرأ تاريخه بالتفصيل في موقعنا ]

 

نياحة البابا أثناسيوس الرسولي

بعد فترة قضاها القديس أثناسيوس الرسولي : " البابا أثناسيوس "  في النفي بأمر من الإمبراطور ” قسطنطين الأول ” ، على خلفية تداعيات دفاع الأخير عن بدعة آريوس ، وبعد فترة مزدهرة بالخدمة المباركة خلال فترة جلوس البابا أثناسيوس على الكرسي الباباوي ، تنيح البابا أثناسيوس في يوم السابع من بشنس من سنة 89 ش. والموافق لعام (373) م ، وذلك بعد أن قضى على السدة المرقسية فترة 45 عاماً ، وجاءت نياحته في شيخوخة صالحة ناهز فيها الثانية والسبعين من العمر.



نياحة البابا أثناسيوس الأول [ الرسولي ]

تنيح البابا العظيم الأنبا أثناسيوس الرسولي في يوم السابع من بشنس من سنة 89 ش. والموافق لعام (373) م ، وذلك بعد أن قضى على السدة المرقسية فترة 45 عاماً ، وجاءت نياحته في شيخوخة صالحة ناهز فيها الثانية والسبعين من العمر.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة

التصنيفات
تاريخ البطاركة201 مقالات تاريخية67 تاريخ الحضارة المصرية القديمة46 مقالات متنوعة27 مقالات في التاريخ24 تاريخ الكتاب المقدس23 أبحاث تاريخية21 مصر في العصر اليوناني21 تاريخ مصر القديم16 تاريخ مصر في العصر الروماني16 تاريخ الإمبراطورية الرومانية15 الاباطرة الرومان14 تاريخ مصر في عصر الإسلام14 تاريخ مصر في عصور الإسلام13 قسم المخطوطات13 تاريخ الحروب الصليبية | موسوعة شاملة في تاريخ الحملات الصليبية12 موسوعة الحروب الصليبية12 تاريخ البدع والهرطقات11 مقالات متنوعة في التاريخ11 موسوعة آباء الكنيسة11 أبحاث تاريخية | تاريخ المتاحف الكبرى في مصر والعالم10 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية10 موسوعة الكنائس والأديرة10 تاريخ الرهبنة المصرية9 تاريخ الكنيسة9 تاريخ الحروب الصليبية8 دراسات في تاريخ الكنيسة القبطية8 تاريخ الكون6 موسوعة الآباء الرهبان6 بطاركة الإسكندرية5 أبحاث تاريخية | تاريخ الجامعات المصرية4 تاريخ البطالمة4 تاريخ الحملات الصليبية | مشاهير قادة الجيوش الصليبية4 دراسات في التاريخ العربي الإسلامي4 مكتبة المرئيات4 أبحاث تاريخية | تاريخ الأسكندرية عبر العصور3 أبحاث تاريخية | حريق القاهرة في يناير عام 1952م3 تاريخ الجامعات المصرية3 تاريخ الحضارات الإنسانية الأولى3 تاريخ روما القديم3 تاريخ مصر في عصور الإسلام | العصر العثماني | الأسرة العلوية3 مصر في العصر الجمهوري3 مصر في العصر اليوناني | مقدمة3 أبحاث تاريخية | الإسكندر الأكبر2 أبحاث تاريخية | التاريخ المصري القديم2 أبحاث تاريخية | الحروب الصليبية في تاريخ مصر2 أبحاث تاريخية | المتحف المصري2 أبحاث تاريخية | تاريخ الكنيسة2 أبحاث دينية ولاهوت2 التاريخ الطبيعي للأرض2 تاريخ الانسان الاول2 تاريخ البطاركة | مقدمة عن تاريخ الكنيسة القبطية2 تاريخ الثورات في مصر2 تاريخ مصر في العصر الجمهوري2 تاريخ مصر في العصر الروماني | فصل خاص عن تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ما بعد الإسلام2 تاريخ مصر في العصر اليوناني2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأيوبية2 تاريخ مصر في عصر الاسلام | جرائم العرب المسلمين في مصر2 حياة الديناصورات2 مصر في عصر الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مصر في عصور الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مقالات في الدين2 أبحاث الكتاب المقدس1 أبحاث تاريخية | أكتشاف الصليب المقدس1 أبحاث تاريخية | تاريخ أقدم القصور في مصر والعالم1 أبحاث تاريخية | تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية | حياة الأسد المرقسي1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر21 أبحاث تاريخية | مقدمة عن تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية حصرية | الحملة الفرنسية على مصر1 أبحاث تاريخية حصرية | محمد على باشا الكبير | تاريخ الأسرة العلوية1 أبحاث في اللاهوت والعقيدة1 إنسان العصر الحجري ومراحل التطور | تاريخ الإنسان عبر العصور1 التاريخ الطبيعي وأوائل الكائنات1 العصر العثماني | إكتشاف حجر رشيد1 العصر العثماني | الحملة الفرنسية على مصر1 تاريخ الأرض الطبيعي1 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الغربية1 تاريخ العالم | القرن الرابع الميلادي1 تاريخ الكون وبداية نشأة الحياة على كوكب الأرض1 تاريخ الكون وبداية نشأة كوكب الأرض | فيديو أحدث الإكتشافات العلمية في مجال علم الفضاء1 تاريخ المسيحية في مصر1 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأموية1 تاريخ مصر في عصور الاحتلال | عصر الجمهورية1 جرائم العرب المسلمون في مصر | الكاتب / أشرف صالح1 حضارات ما قبل التاريخ | حضارات ما قبل الطوفان العظيم1 دراسات في الكتاب المقدس1 دراسات في تاريخ الإسلام1 دراسات في تاريخ العالم القديم1 قاموس القديسين والشهداء1 مصر عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية | الدولة العباسية الثانية1 مصر في العصر الإسلامي | مقدمة الكاتب أشرف صالح عن تاريخ العرب القديم ما قبل الإسلام1 مصر في عصر الإسلام1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الإخشيدية1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الطولونية | مقدمة عن الدولة الطولونية1 مصر في عصر الإسلام | العصر الأموي1 مصر في عصر الإسلام | العصر العباسي | الدولة العباسية الأولى1 مصر في عصر الإسلام | جرائم عمرو بن العاص | حرق مكتبة الأسكندرية1 مصر في عصر الإسلام | دراسات في تاريخ الإسلام وحكم مصر1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية الرابعة1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية1 مصر في عصر الإسلام | عصر المماليك البرجية الشركسية1 مصر في عصر الإسلام | مصر في عصر الخلفاء الراشدين1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة الأيوبية1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة العباسية الثالثة1 مصر في عصور الإحتلال |عصر المماليك1 مصر في عصور الإسلام | العصر الجمهوري1 مصر في عصور الإسلام | عصر الدولة العباسية1 مقتطفات من حياة البطاركة1 موسوعة أقباط مصر1 موسوعة أنبياء العهد القديم1 موسوعة المؤرخون الأوائل1 موسوعة مصر التاريخية الشاملة1 موسوعة مملكة الأرض الجغرافية1