112م - 124م
مقدمة
لقد عَبَرَ البطريرك " كردونو" – بالكنيسة القبطية – من القرن الأول ، إلى القرن الثاني الميلادي ، وقد تنيح في نحو العام 108 م ، ونظراً لظروف الإضطهاد القاسية ، والتي كانت تُعاني منه مُعظم كنائس الإمبراطورية الرومانية في الشرق والغرب ، في عهد الإمبراطور " تراجان " [ 98م – 117م ] ، ظل الكرسي الباباوي خالياً ممن يشغله على مدى أربعة أعوام متواصلة.
أما عن حديثنا الراهن عن البطريرك البابا " إبريموس " ، الخامس في بطاركة كنيسة الأسكندرية القبطية ، فقد ورد عنه في مُعظم المدونات والترجمات ، أنه كان قد عُين من قِبَل الشعب القبطي والإكليروس كرئيساً لأساقفة الكنيسة القبطية بالأسكندرية في عام 122 م .
الجلوس على الكاتدراء المرقسي
لقد كان جلوس البابا " إبريموس " على الكاتدراء المرقسي ، في نحو العام 122 م .
أهم الأحداث المعاصرة
إضطهاد الإمبراطور تراجان للكنيسة
لقد كان البابا : " إبريموس " من المُعاصرين لفترة إضطهاد الإمبراطور الروماني : " تراجان " ، والذي كان أول إضطهاد رسمي عام للمسيحية ، يشمل جميع الكنائس في كافة أنحاء الإمبراطورية الرومانية .
الأباطرة الرومان المعاصرون للخدمة
الإمبراطور الروماني تراجان [ 98م - 117م ]
مشاهير الشخصيات المعاصرة
1 - القديس أغناطيوس الأنطاكي ( أسقف أنطاكية )
( شهيد إضطهاد تراجان )
يُعد القديس " أغناطيوس الأنطاكي " - أوالقديس " إغناطيوس النوراني " - أو ثيوفوروس | باليونانية - Θεοφόρος، ومعناها : [ الحامل الإله ] - هو أحد القديسين المُعاصرين لفترة خدمة البابا : " إبريموس " ، وهو قديس وأحد آباء الكنيسة في العصر الرسولي المبكر لإنتشار المسيحية ، حيث أنه كان على الارجح ، أحد تلامذة الرسولين يوحنا وبطرس الرسولين ، كما أنه كان ثالث أساقفة أو بطاركة أنطاكية بعد بطرسوإفوديوس الذي توفي حوالي سنة 68 م.
وقد ذكر أبو التاريخ الكنسي يوسابيوس القيصري أن إغناطيوس خلف أفوديوس على كرسي أسقفية كنيسة إنطاكية سوريا .
ويُصنف القديس إغناطيوس الإنطاكي بشكلٍ عام ، كأحد آباء الكنيسة الرسوليين (أي المجموعة الرسمية الأولى من آباء الكنيسة)
هذا - وتعترف جميع الكنائس الرسولية بقداسته، فالكنيسة الكاثوليكية الغربية ، تُعيد له في 17 تشرين الأول [ الموافق أكتوبر ].
والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية ، بالإضافة للكنائس الكاثوليكية الشرقية تُعيد له في 20 كانون الأول - ديسمبر.
وقد مات القديس أغناطيوس الأنطاكي - كشهيد في عاصمة الإمبراطورية - حيث ألقي في أحد المسارح الرومانية لتلتهمه الأسود في عهد الإمبراطور : " تراجان " ، وكانت غاية السلطات من ذلك هو ان يجعلوه عبرة لغيره من المسيحيين لكي يخافوا ويتوقفوا عن نشر معتقداتهم.
2 - القديس سَمعان ( أسقف أورشليم )
( شهيد إضطهاد تراجان )
ورد في التراث المُسلم من الإنجيل المُقدس ، أنه كان للرب يسوع إخوة ، على أن الإخوة في النظام العائلي والقديم ، لم تكن مقتصرة على من ينتمون إلى أب واحد وأمّ واحدة ، ولقد كان سمعان - أخاً للرب يسوع لأنه كان نسيبا له ، والرواية التي تناقلتها الكنيسة ، هي أنه بعد إستشهاد يعقوب وغزو أورشليم ، أجمع الكل على أن سمعان بن كلاوبا هو الخليق بأن تسند إليه "أسقفية تلك الابرشية".
فبعد إستشهاد يعقوب الرسول ، إنتقل جماعة من المسيحيين بزعامة سمعان عبر الأردن، بعد أن دخل القائد الروماني فاسباسيان عنوة إلى أورشليم ، فقتل وأحرق وخرّب المدينة ، على أن سمعان والمسيحيّين عادوا وإستقروا وسط الخراب في أورشليم ، إلى أن مسحها الإمبراطور " هادريان " ، مسحاً في مطلع القرن الثاني الميلادي، إثر تمرّد جديد لليهود.
وقد إزدهرت أورشليم في تلك الفترة ازدهارا كبيراً ، وإن عدداً من اليهود ، كانوا قد إهتدوا إلى المسيح لا سيما للآيات التي جرت على يدي سمعان وسواه من تلاميذ الرب.
وفي خلال تلك الفترة ، ظهرت هرطقتان بارزتان ، عُرِفَتَا في زمان القدّيس سمعان وكانا يُمثلان خطراً يُهدد الكنيسة الفتيٌة في تلك الأصقاع : الناصرية والأبيونية ، وكانت هيبة القدّيس سمعان ، قد حدّت من نشاط الهراطقة ، طالما بقي على قيد الحياة.
القديس سمعان الأورشليمي الشهيد
أسقف أورشليم
شهادة أفسافيوس القيصري تفيد بأن سمعان ، كان قد إستُشهد في أيام الأمبراطور الروماني تراجانوس ، الذي أصدر أمرا بتصفية كلّ من كان من نسل داود الملك.
وقد حدث أن قام بعضاً من الهراطقة ، بتقديم شكوى في حق سمعان إلى الإمبراطور تراجانوس ، إعتبار أنه من نسل داود وهو مسيحي ، ولذلك ، قُبِضَ عليه وعُذِبَ أياماً كثيرة ، وقد تعجب الجميع جداً ، من طاقته على الإحتمال ، وذلك على الرغم من أنه كان في سن المائة والعشرين ، وكان موته على الصليب نظير معلّمه ، وقد خلفه يهودي مهتد إسمه يوستوس.
البدع والهرطقات المُعاصرة
من البدع التي ظهرت في هذا الزمان نذكر ما يلي :
1- بِدعة كاربوكراتس :
وهي بدعة أطلقها رجلاً يدعى : " كاربوكراتس " ، وعقيدته المعلنة من خلالها ، هي أن النفوس تظل سجينة الأجساد إلى الأبد.
2 - البدعة الفالينتانية :
وهي بدعة أطلقها رجلاً يدعى " فالنتينوس " ، ومضمونها - هو أن الله والسيد المسيح والروح القدس ويسوع ارواح خالدة .
3 - بدعة نويتوس :
وهي بدعة أطلقها رجلاً يدعى " نويتوس " ، ومضمونها هو أن الذى إتحد بالإنسان يسوع وحل على الرسل جزء ، إنفرز من الآب .
النياحة
بعد فترة قضاها في خدمة كنيسة الأسكندرية وشعبها ، تنيح القديس البابا "أبريموس" في سنة 124 م .
إرسال تعليق