《 الاخوان المسلمين 》
صفحة سوداء في تاريخ مصر
يعد الملك فاروق هو أعظم ملك حكم مصر في تاريخ الاسرة العلوية كلها . فهو الذي حقق النهضة الحقيقية لمصر في عصرها الحديث. كان يسير علي خطا جده الاكبر محمد علي باشا . مؤسس مصر الحديثة. ولكنه تميز عنه بعدم الميل الي الصراعات التي تؤدي بالشعوب الي هلاك. وتدمير هلاك في الأرواح وخسارة في العتاد والممتلكات. سواء عامة أو خاصة ، فلم تتعرض مصر لأي حروب داخلية ، أو على حدود البلاد علي إمتداد عهد حكمه لمصر ، والذي إستمر من عام ١٩٣٦ وحتي قيام إنقلاب 23 يوليو 1952م ، ثم وفاته (مسموماً) في إيطاليا في عام ١٩٦٥م ، بعد تناوله وجبة غذاء مسمومة. فمات شهيد السلام.
وهو الذي غادر مصر بسلام ولم يتصدي لعصابة الضباط الأحرار. وكانت آخر وصية قالها قبل أن يغادر مصر علي متن يخت المحروسه : ( اوصيكم بشعب مصر خيرا فهو شعب طيب ) . وغادر مصر دون ادني مقاومة ، تاركاً وراءه كنوز معمارية عظيمة لاتقدر بثمن . من اهمها قصر عابدين وقصر القبة وقصر الزعفران الذي ما أن الت حقوق التصرف فيه الي قيادة الثورة. إلا وتم نهبه وسرقه محتوياته ونفاءسه.
وإمعاناً فى تشويه صورة الملك فاروق من جانب
مجلس قيادة الثورة . قاموا بوضع ميزان للمخدرات وصورة أمرأة عاريه فوق سريره ثم
قاموا بوضع المصحف اسفل الصورة . فكان كل من يدخل حجرة نوم الملك من كبار الضيوف
من ملوك وامراء. يقومون بسب الملك بأبشع الالفاظ . وهو بريء. تلك هي قصة الملك فاروق بكل إيجاز. هذا هو آخر ملوك الفراعنة بحق.
اما
مقاومته للإخوان فحدث ولا خرج. فقد نجح في
إدخالهم الحجر بعد أن كانوا قد بدأوا في الخروج منه ، منذ إغتيالهم لمؤسس جماعتهم الشيخ " حسن ندا " في عام 1928م ، وبدأت أيديهم تلوح بالخطر . الأمر الذي دفعهم
الي ارتكاب جرائم كبري منها إغتيالات
لكبار باشوات مصر . النقراشي باشا ، وأحمد باشا ماهر. وهذا بالإضافة إلى محاولاتهم قتل فؤاد سراج الدين باشا وزير داخلية مصر حينئذٍ ، ومصطفى النحاس باشا رئيس وزراء مصر والتي باءت بالفشل. ، فلم يجدوا أمامهم سوى أن يضربوا ضربتهم القاسمة لظهر الإقتصاد المصري ، فأضرموا النيران في
جميع دور العرض السينمائي الشهيرة في منطقة وسط القاهرة ، وسرعان ما إمتدت ألسنة اللهب لتطال عدد ليس بالقليل من أكبر وأشهر المحال التجارية والمطاعم والفنادق ومحلات الاسلحة الموجودة في منطقة وسط البلد والمملوك معظمها لليهود والشوام والجريج . ذلك بما عرف باسم حريق القاهرة في عام ١٩٥٢م ، وكانت مأساة كبري بكل ماتعنيه الكلمة من معاني.
الاخوان
صفحة سوداء في تاريخ مصر . نرجو ان تقطع تماماً من سجلها الخالد المليء بالإنجازات
والبطولات. منذ عصر بناة الأهرامات. وحتي
عصرنا الراهن.
إرسال تعليق