عثرت بعثة الآثار البولندية ، علي 3 كتب من ورق البردي عليها كتابات قبطية أمام إحدي مقابر الدولة الوسطي بمنطقة القرنة غرب الأقصر ، حيث يوجد بقايا دير مبني من الطوب اللبن يرجع إلي القرن السادس الميلادي ، يُعد ثاني أكبر كشف أثري قبطي ، بعد العثور علي نصوص نجع حمادي داخل أناء فخاري بجبل الطارق شمال شرق نجع حمادي.
جزء من مخطوطات نجع حمادي التي تم إكتشافها في مرحلة البحث الثانية
كما صرح فاروق حسني وزير الثقافة وقتئذٍ بأن سبب وجود مثل هذه الآثار القبطية داخل منشآت فرعونية خاصة في الوجه القبلي يرجع إلي الإضطهاد الذي واجهه المسيحيون الأوائل علي يد أباطرة الرومان.
في السياق ذاته - أوضح د. زاهي حواس أمين المجلس الأعلي للآثار أن الكتب الثلاثة المكتشفة ستوضح كيف مارس المسيحيون الأوائل طقوسهم الدينية كما أوضحت نصوص نجع حمادي أسماء الأناجيل الأربعة : لوقا . متي . مرقص . ويوحنا ، مشيراً إلي أنه تم العثور علي الكتب الثلاثة مدفونة في الرمال.
أشار توماس جوريك رئيس البعثة البولندية إلي أن الكتاب الأول له غلاف خشبي مربع الشكل بطول 5.22 سم وعرض 17سم وسمك 3 سم وزين الغلاف من الداخل بكتابات باللغة اليونانية - أما الجزء الخارجي له - فليس عليه أية نقوش والكتاب الثاني مكون من 50 صفحة غلاف من الجلد من جهة واحدة وطبقة الجلد الخارجي عليها بعض الزخارف ، وهي عبارة عن دوائر صغيرة ذات أشكال مختلفة والكتاب الثالث من حوالي 50 صفحة أيضاً وغلافه مصنوع من الجلد وفي حالة غير جيدة وعليه قطعة صغيرة من الخشب مزخرفة يرجح أنها قفل الكتاب.
كما أوضح عبدالله العطار مستشار الآثار الإسلامية والقبطية أنه للحفاظ علي الكتب قامت البعثة بترميم الكتب ، ووضعها في أغلفة بلاستيكية لحمايتها لحين حضور خبراء ترميم المحفوظات من بولندا لإجراء الترميم اللازم ، حتي يتسني للبعثة فتح الكتب لقراءة ، ودراسة ما بها من خطوط لتفسير بعض الطقوس الدينية التي مارسها المسيحيون الأوائل في هذه المنطق .
في السياق ذاته - ذكر الدكتور هنرى رياض ، أنه وجد على إحدى البرديات ، وهي البردية المعروفة بإسم : " تشيستر بيتي Beatty Chester " جزءاً من سفر أشعياء النبى ، وله ترجمة باللغة القبطية ( كما هى معروفة الآن ) ، وهذا دليل على أن مصرياً مسيحياً فى منتصف القرن الثالث الميلادي ، كان قد حاول ترجمة النص اليونانى للغة الأصلية ، وبذلك ظهر الإنجيل باللغة القبطية إبتداء من النصف الأول من القرن الثالث الميلادي ، وكان بدء ظهوره فى الوجه القبلى ، حيث كانت اللغة اليونانية أقل إنتشاراً والعنصر المصرى هو الغالب.
وقد حافظ اهالى الفيوم على لهجتهم الخاصة ( اللهجة الفيومية ) من اللغة القبطية حيث أن الفيوم يعتبر أقليم منفصل وله خاصيته الفريدة عن باقى أقاليم مصر واستمر هذا الوضع حتى زمن البابا يوساب البطريرك الـ52 ، وكان هذا واضحاً بين الرهبان، وفي ذلك يذكر الأستاذ نبية كامل عن راهب عاش بدير القلمون جنوبى الفيوم كان يترجم إلى اللغة القبطية الفيومية.
فيقول " أن أن ووجد فى زمن البابا يوساب الـ52 من يستطيع أن يقرأ القبطية الأولى (الديموطيقى أوالهيراطيقى) ، فى شخص راهب عاش بدير القلمون جنوبى الفيوم ، وقام فى أول توت عام 225عربية هجرية – 30 أغسطس 840 م ، بترجمة كتابة بها إلى العربية.
هذا - ويذكر المؤرخ المقريزى هذا عن القاضى أبى عبد الله محمد بن سلامة القضاعى (الذى عاش فى منتصف القرن 11م) عن بعض الرواة له : حدثنى رجل من عجم مصر من قرية من قراها تدعى قفط ، وكان عالماً بأحوالها وطالباً لكتبها القديمة ومعادنه - قال : " وجدنا فى كتبنا القديمة إن قوماً إحتفروا قبراً فى دير أبى هرميس ، فوجدوا فيه ميتاً فى أكفانه وعلى صدره قرطاس ملفوف فى خرق ، فإستخرجوه من الخرق ، فرأوا كتاباً لا يعرفونه ، وكان الكتاب بالقبطية الأولى ، فطلبوا من يقرأه لهم ، فقيل إن بدير القلمون من أرض الفيوم راهباً يقرأه ، فخرجوا إليه فقرأه لهم ، وكان فيه : [ كتب هذا الكتاب فى أول سنة من ملك دقلديانوس الملك (فى عام 284م) ، وإنّا إستنسخناه من كتاب نسخ فى أول سنة من مُلك فيلبس الملك (القرن 4 ق.م) ، وأن هذا الكتاب مترجم من القبطى إلى العربى ، فى أول يوم من توت وهو يوم الأحد سنة 225 من سُنى العرب ]".
إرسال تعليق