دراسات في أسرار
الكنيسة المقدسة
[ 💠 سر الكهنوت 💠 ]
مقدمة
يعتبر سر الكهنوت Priesthood هو تاج جميع الأسرار المقدسة ، لأن بدونه لا يمكن للكنيسة أن تستمر ولا يمكن لأحد أن
ينال مواهب الروح القدس بدونه وهذا السر قد تأسس منذ البدء كباقي الأسرار المقدسة .
سر الكهنوت في العهد القديم :
إن معني كلمة كاهن خادم وأمر الرب بتقديم الذبيحة عن طريق الكاهن وكلمة كاهن مشتقه من الكلمة العبرية "كوهين" أي المنبئ بأمر الرب والكاهن له منزله النبي وله امتيازات أكثر من الأنبياء إذ أن الكاهن مؤتمن علي الشريعة ومسموح له بتقديم الذبائح إلى الله للتكفير وحمل خطايا الشعب كما ورد في سفر اللاويين وفي تعاليم الرسل في العهد الجديد.
عهد الرب الإله لإبراهيم في أن يكون أبا لجمهور من الأمم "أما أنا فهوذا عهدي معك وتكون أبًا لجمهور من الأمم فلا يدعى اسمك بعد إبرام بل يكون اسمك إبراهيم لأني أجعلك أبًا لجمهور من الأمم" (تك17:4) وهكذا كان الوعد مع اسحق ابنه (تك26: 2-5) "وظهر له الرب وقال لا تنزل إلى مصر اسكن في الأرض التي أقول لك تغرب في هذه الأرض فأكون معك وأباركك لأني لك ولنسلك أعطي جميع هذه البلاد وافي بالقسم الذي أقسمت لإبراهيم أبيك وأكثر نسلك كنجوم السماء وأعطي نسلك جميع هذه البلاد وتتبارك في نسلك جميع أمم الأرض من أجل أن إبراهيم سمع لقولي وحفظ ما يحفظ لي أوامري وفرائضي وشرائعي "وأيضًا مع يعقوب وباركه وقال له (تك 32: 28) " فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت "ودعا الرب موسي لكي يقود شعبه من ارض مصر" وقال الله أيضًا لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل يهوه اله آبائكم إله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب أرسلني إليكم هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلى دور فدور" ( خر 3: 15) وأقام هارون أخيه لأعانته "فحمي غضب الرب على موسى وقال أليس هرون اللاوي أخاك أنا اعلم انه هو يتكلم وأيضًا ها هو خارج لاستقبالك فحينما يراك يفرح بقلبه فتكلمه وتضع الكلمات في فمه وأنا أكون مع فمك ومع فمه وأعلمكما ماذا تصنعان" ( خر 4: 14) وافرزه هارون وبنيه لوظيفة الكهنوت وأمر موسي بصناعه ثياب الكهنوت المقدسة له ولأبنائه والإصحاح (28) من سفر الخروج يتكلم بكل تفاصيل ملابس الكهنوت "واصنع ثيابا مقدسة لهرون أخيك للمجد والبهاء وتكلم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لي وهذه هي الثياب التي يصنعونها صدرة ورداء وجبة وقميص مخرم وعمامة ومنطقة فيصنعون ثيابا مقدسة لهرون أخيك ولبنيه ليكهن لي وهم يأخذون الذهب والاسمانجوني والأرجوان والقرمز والبوص فيصنعون الرداء من ذهب واسمانجوني وارجوان وقرمز وبوص مبروم صنعة حائك حاذق يكون له كتفان موصولان في طرفيه ليتصل وزنار شده الذي عليه يكون منه كصنعته من ذهب وإسمانجوني وقرمز وبوص مبروم" ونلاحظ أن كل شيء من ملابس الكهنوت يشير إلى مغزى روحي.
إن من اهتمام الرب بالكهنوت انه أوصي موسي أن يصنع لأخيه هارون ثيابا مقدسه للمجد والبهاء، وتصنع من الكتان النقي الأبيض رمز للنقاوة والطهارة التي لرئيس الكهنة، وتصنع واسعة جدا لاتساعه صدره وطول ألاناه علي الخطاة وهو الحامل خطايا شعبه بداخله. ويلبس أيضًا الجبة التي مثل العباءة التي تصنع من الاسمانجوني الحرير رمز للسماء.. هكذا أيضا كان رب المجد يسوع المسيح طويل الأناة علي الخطاة ومحب للكل وكان يجول يصنع خيرا، العمامة التي علي رأسه هي كتاج وعليه صفيحه من ذهب مكتوب عليها قدس للرب "لان الرب قدسه" أو انه كرس حياته للخدمة. أما المنطقة التي من الجلد التي علي وسطه ترمز للاستعداد للعمل وهكذا الرب الذي قال "من أجلهم أقدس أنا ذاتي لكي يكونوا هم مقدسين في الحق "لذا يتنبأ عنه إشعياء (أش 11:5) "يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالأنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ويكون البر منطقة متنيه والأمانة منطقة حقويه".
أول رئيس كهنة هو ملشيصادق كاهن الله العلي (تك 14) الذي كانت ذبيحته من الخبز والخمر ومذبحة في الأرض كلها وهو بلا أب وبلا أم وبلا نسب وهو مشبه بابن الله، وهو الذي بارك إبراهيم مع أنة كان اصغر منه (عب 7).
وطقس سيامة الكاهن قد ذكر في الكتاب المقدس حيث يمسح بالمسحة المقدسة وتصنع هذه المسحة من افخر الأطياب من المر والسليخة والقرفة العطرة وقصب الزريرة ومن زيت الزيتون "وهذا ما تصنعه لهم لتقديسهم ليكهنوا لي خذ ثورا واحدا ابن بقر وكبشين صحيحين وخبز فطير وأقراص فطير ملتوتة بزيت ورقاق فطير مدهونة بزيت من دقيق حنطة تصنعها وتجعلها في سلة واحدة وتقدمها في السلة مع الثور والكبشين وتقدم هرون وبنيه إلى باب خيمة الاجتماع وتغسلهم بماء وتأخذ الثياب وتلبس هرون القميص وجبة الرداء والرداء والصدرة وتشده بزنار الرداء وتضع العمامة على رأسه وتجعل الإكليل المقدس على العمامة وتأخذ دهن المسحة وتسكبه على رأسه وتمسحه وتقدم بنيه وتلبسهم أقمصة" (خر29) وبعد سيامة الكاهن يقدم قربان لله من أبناء الكاهن من أجل سيامة والدهم في يوم مسحته ( لا6: 19-23 ) ويبدأ الكاهن خدمته من بعد الثلاثون سنه من عمره (عدد4:3) "من ابن ثلاثين سنة فصاعدا إلى ابن خمسين سنة كل داخل في الجند ليعمل عملا في خيمة الاجتماع" وهناك وصايا وشروط علي سلوك الكاهن بان "وقال الرب لموسى كلم الكهنة بني هرون وقل لهم لا يتنجس احد منكم لميت في قومه إلا لأقربائه الأقرب إليه أمه وأبيه وابنه وابنته وأخيه.... والكاهن الأعظم بين أخوته الذي صب على رأسه دهن المسحة وملئت يده ليلبس الثياب لا يكشف رأسه ولا يشق ثيابه ولا يأتي إلى نفس ميتة ولا يتنجس لأبيه أو أمه ولا يخرج من المقدس لئلا يدنس مقدس إلهه لان إكليل دهن مسحة إلهه عليه أنا الرب هذا يأخذ امرأة عذراء ... إذا كان رجل من نسلك في أجيالهم فيه عيب فلا يتقدم ليقرب خبز إلهه " وهناك الكثير من الوصايا للكهنة ويمكن الاطلاع عليها في (عدد 6: 22) وأيضًا (عدد16: 1-31) وأيضًا (لا21) و(لا22).
كل من سيم كاهن للرب يجب أن يدهن بزيت المسحة المقدسة لحلول روح الحكمة والفهم روح الله القدوس وهكذا كان عالي الكاهن وصموئيل وداود وشاول وعزرا وزربابل و ابياثار الكاهن ( 1صم 23: 9) وأخيمالك بن أخيطوب ويهوياداع (2مل11: 9) وحلقيا الكاهن (2مل22: 4) ويهوصادق (حجي1: 1) وفينحاس (يش 22: 30) وأليعازر (يش22: 31) وأوريا الكاهن ( 2مل 16: 10) وصادوق (2صم 15: 27 ).
ومن مسئوليات ووظائف الكاهن في العهد القديم هي :
1 - حراسة المقدس المقدس الذي لخيمة الاجتماع (عدد3: 38).
2 - إسراج المنارة في خيمة الإجتماع بزيت زيتون علي الدوام (خر 27:20).
3 - تقديم الذبيحة أمام الرب لصنع السلام بين الله والناس "والنار على المذبح تتقد عليه لا تطفأ ويشعل عليها الكاهن حطبا كل صباح ويرتب عليها المحرقة ويوقد عليها شحم ذبائح السلامة نار دائمة تتقد على المذبح لا تطفأ" (لا 6: 12و13. (
4 - تغطية القدس وجمع أمتعته عند ارتحال المحلة (عدد4:2-20 ).
5 - إحراق البخور أمام مذبح البخور (خر30:7-10 ).
6 - مباركة الشعب " كلم هرون وبنيه قائلًا هكذا تباركون بني إسرائيل قائلين لهم يباركك الرب ويحرسك يضيء الرب بوجهه عليك ويرحمك يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلاما فيجعلون اسمي على بني إسرائيل وأنا أباركهم" (عدد6: 24).
7 - تعليم الشريعة للشعب (لا10: 11) "وللتمييز بين المقدس والمحلل وبين النجس والطاهر ولتعليم بني إسرائيل جميع الفرائض التي كلمهم الرب بها بيد موسى" ولأنه من فم الكاهن تخرج الشريعة.
8 - تطهير النجس من خطاياه (لا15: 14و15 ).
9 - يحكم علي نجاسة الإنسان الذي به البرص ويطهر من لم يكن مصاب به (لا13: 1-8).
10 - حمل تابوت العهد ( يش3: 6-17 ).
11 - ضرب
أبواق الفضة لمناداة الجماعة ولارتحال المحلة (عد10: 1-10).
الكهنوت في العهد الجديد
1- في بداية خدمة الرب يسوع أختار الرب التلاميذ ودعاهم للخدمة "ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم أيضًا رسلا" (لو6:13) "وبعد ذلك عين سبعين آخرين أيضًا وأرسلهم اثنين اثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا أن يأتي" (لو10: 1) وقال لهم "فقال لهم أن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده اذهبوا ها أنا أرسلكم مثل حملان بين ذئاب" وأيضًا في (يو15: 16) "ليس انتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي".
1- أعطاهم الرب سلطان غفران الخطايا "الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء" (مت18: 18) وكرر الرب الوعد أيضًا بعد قيامته" ، ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20: 21-23) كان كل الذين يؤمنون بالكلمة كانوا يعترفون بخطاياهم للرسل وليوحنا المعمدان "واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم" (مت3: 6) وأيضًا "وكان كثيرون من الذين امنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها أمام الجميع وحسبوا أثمانها فوجدوها خمسين ألفًا من الفضة هكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة" (اع19:18) وصيه يعقوب الرسول بالاعتراف بالزلات وقال "اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها" (يعقوب 5: 16) ويوحنا الإنجيلي قال"أن اعترفنا بخطايانا فهو آمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (يوحنا الأولى 1: 9) تسليم السر ليس فقط للحل بل أيضًا للربط في الخطية إلى الأبد وهكذا ربط القديس بطرس الرسول سيمون الساحر وأيضاَ حله من خطيته عندما اعترف بذنبه إليه " فقال له بطرس لتكن فضتك معك للهلاك لأنك ظننت إن تقتني موهبة الله بدراهم ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الأمر لان قلبك ليس مستقيما أمام الله فتب من شرك هذا واطلب إلى الله عسى إن يغفر لك فكر قلبك لأني أراك في مرارة المر ورباط الظلم فأجاب سيمون وقال اطلبا أنتما إلى الرب من اجلي لكي لا يأتي علي شيء مما ذكرتما" (أع 8:21-23).
2- أعطاهم
الرب سلطان الشفاء وإخراج الشياطين المرضي "ثم دعا تلاميذه الاثني عشر
وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف" (لو9: 1) ، و"يضعون أيديهم
على المرضى فيبرأون" (مر16: 18) "وأقام اثني عشر ليكونوا معه وليرسلهم
ليكرزوا ويكون لهم سلطان على شفاء الإمراض وإخراج الشياطين" (مر3: 15).
3- أعطاهم الرب سلطان سيامة الكهنة و الأساقفة وتسليم ووضع الأيادي والفرز للخدمة وهناك مجموعه من الآيات التي تثبت ذلك :
"وهو أعطى البعض إن يكونوا رسلاً والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح" (أفس 4: 11).
· "ألعل الجميع رسل ألعل الجميع أنبياء ألعل الجميع معلمون ألعل الجميع أصحاب قوات" (1كو12: (29 .
"وكيف يكرزون أن لم يرسلوا كما هو مكتوب ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات" (رؤ10).
"وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أع 13).
"فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما فهذان إذ أرسلا من الروح القدس انحدرا إلى سلوكية" (أع 13).
"ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا أنبوة فبالنسبة إلى الإيمان أم خدمة ففي الخدمة أم المعلم ففي التعليم أم الواعظ ففي الوعظ المعطي فبسخاء المدبر فباجتهاد الراحم فبسرور" (رو 12)، وهكذا الروح القدس يعمل إلى الآن.
(1تي 5: 19-22) "لا تقبل شكاية على شيخ (قس) إلا على شاهدين أو ثلاثة شهود... لا تضع يدا على احد بالعجلة" وقال أيضًا لطيطس تلميذة "من اجل هذا تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة وتقيم في كل مدينة شيوخا كما أوصيتك" (تي 1: 5).
( 1تي 5: 17) "أما الشيوخ المدبرون حسنا فليحسبوا أهلًا لكرامة مضاعفة ولا سيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم" هكذا يوصي الرسول بولس إلى كل القسوس أو الكهنة الذين يتعبون في الكلمة والتعليم.
4 - أرسلهم الرب للكرازة وقال لهم "دفع إلى كل سلطان في السماء وعلى الأرض فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر آمين" ( مت 28: 19) وفي الإصحاح العاشر من إنجيل معلمنا لوقا قال لهم الرب أيضًا "أية مدينة دخلتموها وقبلوكم فكلوا مما يقدم لكم واشفوا المرضى الذين فيها وقولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت الله وأية مدينة دخلتموها ولم يقبلوكم فاخرجوا إلى شوارعها وقولوا حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم ولكن اعلموا هذا انه قد اقترب منكم ملكوت الله .... الذي يسمع منكم يسمع مني والذي يرذلكم يرذلني والذي يرذلني يرذل الذي أرسلني…. ولكن لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السماوات ".
5- أعطى الرب يسوع تلاميذه الأطهار سلطان أعطاء الروح القدس للفرز للكهنوت وأقام الرسل سبعة شمامسة بعد أن اختارهم الشعب ووضعوا عليهم الأيادي "فاختاروا استفانوس رجلًا مملوًّا من الإيمان والروح القدس وفيلبس وبروخورس ونيكانور وتيمون وبرميناس ونيقولاوس دخيلا إنطاكيا الذين أقاموهم أمام الرسل فصلوا ووضعوا عليهم الأيادي وكانت كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جدا في أورشليم وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان" (أع 6: 2-6) وأقاموا كهنه وأساقفة في كل كنيسة "بولس وتيموثاوس عبدا يسوع المسيح إلى جميع القديسين في المسيح يسوع الذين في فيلبي مع أساقفة وشمامسة" ( في1:1 .(
6- في وصايا الرسل والتلاميذ نجد مدي احترام الكهنوت "احترزوا إذا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه" (أع20: 28) وفي وصايا الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس نجد مدي عظمة مسؤولية الأسقف "صادقة هي الكلمة أن ابتغى احد الأسقفية فيشتهي عملًا صالحًا فيجب أن يكون الأسقف بلا لوم بعل امرأة واحدة صاحيًا عاقلًا محتشمًا مضيفًا للغرباء صالحًا للتعليم غير مدمن الخمر ولإضراب ولا طامع بالربح القبيح بل حليما غير مخاصم ولا محب للمال يدبر بيته حسنا له أولاد في الخضوع بكل وقار وإنما إن كان احد لا يعرف إن يدبر بيته فكيف يعتني بكنيسة الله غير حديث الإيمان لئلا يتصلف فيسقط في دينونة إبليس ويجب أيضًا أن تكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج لئلا يسقط في تعيير وفخ إبليس" (1تي3) ، وعن شروط الشموسية يقول "يجب أن يكون الشمامسة ذوي وقار لا ذوي لسانين غير مولعين بالخمر الكثير ولا طامعين بالربح القبيح ولهم سر الإيمان بضمير طاهر وإنما هؤلاء أيضًا ليختبروا أولًا ثم يتشمسوا أن كانوا بلا لوم.... ليكن الشمامسة كل بعل امرأة واحدة مدبرين أولادهم وبيوتهم حسنا لان الذين تشمسوا حسنا يقتنون لأنفسهم درجة حسنة وثقة كثيرة في الإيمان" (1تي 3) ويوصي الرسول بولس تلميذه تيموثاوس قائلًا "أوص بهذا وعلم لا يستهن احد بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الإيمان في الطهارة إلى أن أجيء أعكف على القراءة والوعظ والتعليم لا تهمل الموهبة التي فيك المعطاة لك بالنبوة مع وضع أيدي المشيخة اهتم بهذا كن فيه لكي يكون تقدمك ظاهرا في كل شيء لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك لأنك إذا فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا" (1تي4: 11-17) وعن احتمال الألم في الخدمة ينصحه في الرسالة الثانية قائلا "أكرز بالكلمة أعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب وبخ انتهر عظ بكل أناة وتعليم لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم فيصرفون مسامعهم عن الحق وينحرفون إلى الخرافات وأما أنت فاصح في كل شيء إحتمل المشقات اعمل عمل المبشر تمم خدمتك" (2تي4:2-5) وفي رسالته إلى تيطس يقول الرسول بولس عن الأسقفية "لأنه يجب أن يكون الأسقف بلا لوم كوكيل الله غير معجب بنفسه ولا غضوب ولا مدمن الخمر ولا ضراب ولا طامع في الربح القبيح" (تيطس 1: 7).
7 - لذا نجد في الخلاصة أن الرسل اختاروا أساقفة و قسوس وشمامسة للخدمة والرعاية الروحية والرسل نفذوا وصية الرب وهذا تطبيق عن كلام الرب لهم عن ملكوت الله وعن كيفيه تأسيس كنيسته "وإنتخبا لهم قسوسًا في كل كنيسة ثم صليا بأصوام وإستودعاهم للرب الذي كانوا قد امنوا به (أع14: 23).
ومن
ميليتس أرسل إلى أفسس واستدعى قسوس الكنيسة (أع20: 17).
بقلم :
الكاتب والباحث / أشرف صالح
إرسال تعليق