تابع : تاريخ عصر الأسرات
تابع : عصر الدولة المصرية الوسطى
ملوك الأسرة الثالثة عشر
( الأصول مصرية )
مقدمة
يبدو أن الأسرة الثالثة عشرة قد إمتدت إلى حدٍ ما بعد ذلك التاريخ (1539 ق.م) ، قبل أن تزيحها تماماً الأسرة السابعة عشرة في طيبة. وفي نفس الوقت ، كان يُمسك بزمام الحكم في الشمالي الشرقي للبلاد ، ملوك من أصول غير مصرية - هم " الهكسوس " - في مدينة " أڤاريس " ، (مكونين الأسرة الخامسة عشرة) ، في حين تجزأت بقية مصر بين المقاطعات الآسيوية والإمارات التي يهيمن عليها بعض المتعاونين مع المستعمر. كما أُجليت الحصون والقلاع التي كانت تعمل على حراسة ومراقبة وادي النيل في منطقة النوبة السفلى تحت ضغط العشائر النوبية التي تمكنت من الإستيلاء على "بوهن" (بجوار وادي حلفا) ، وكوٌنت إمارة مستقلة ، مُستعينة بموظفين ومستخدمين مصريين.
وعلى الرغم من أنه لم يصلنا نص حربي غير ذلك الخاص بحروب كامس Kames - ، فإن الألقاب والأوصاف الخاصة بالصفوة المختارة والفراعنة ، وكذلك الإكتشافات الأثرية مثل " الملك أنتف الخامس" الذي دفن ومعه سهامه وأقواسه ، كل ذلك يشير بشكل واضح إلى أن مناخ الحروب كان يسود تلك الحقبة.
هذا - وقد تطورت الأساليب العسكرية ، خاصة أن الهكسوس قد كسبوا كل حروبهم بفضل تفوقهم في ذلك المجال.
وتطورت الأسلحة ، وعمل المصريون على تجنيد بعض المحاربين النابغين من داخل إحدى العشائر النوبية المعروفة بإسم : المجاي - Medjay ، وقد ساعدت عملية صبغ المجتمع بالصبغة العسكرية التي فرضتها إصلاحات أجهزة البلاد في الدولة الوسطى على إحياء الميول الإقطاعية مع إنهيار الوحدة.
وبفضل حماية التحصينات والكتائب العسكرية القائمة في مدنهم كان الحكام وخاصة في مدينتي إدفوا والكاب ، يتصرفون كحُكام طُغاه مُتسلطين داخل مقاطعاتهم.
ومع ذلك وبفضل وسائل الإرتباط بالمًصاهرة ، والتي كانت تتجدد دورياً ، إستطاع ملوك طيبة أن يستبقوهم في قبضتهم وتحت تبعيتهم ، ورغما عن ذلك فقد لوحظ من خلال السير الذاتية ذبول وإنحسار التعبيرات الخاصة بالولاء ، بينما ازدهرت في نفس الوقت تلك المعبرة عن الفردية ، وتمجيد التفوق الشخصي من خلال الأساليب المقتبسة عن الأعمال الخاصة التي ترجع إلى عصر الإنتقال الأول ، عندئذٍ عادت الجماعات إلى الظهور من جديد ، وعادت معها الحلو المحلية البحتة لعلاجها.
ولوحظ أخيراً أن إندثار وضياع المراكز الحضارية مثل منف واللشت قد جر في أعقابه ذبولاً وإنهيارًا في الثقافة.
وفي الحقيقة ، فإن المعرفة الكهنوتية ، والعلوم الإدارية ، قد ظلت قائمة كما هي ، أما الكتابة الهيروغليفية ، وفن التشييد والبناء المعماري ، فقد إنحط كل منهما ، وتدهور تدهوراً تاماً ، لتوقف تدريسهما على المستوى القومي.
وقد ظهرت بعض المحاولات غير المتقنة لنقل وتدوين بعض التصميمات والأصول السرعية التي اختلطت فيها بعض العلامات ، وتحرفت بسبب تخطيطها الغريب الخارجع عن المألوف.
وبإختفاء القواعد التقليدية أصبحت النقوش تنفذ بمستويين ، وصارت هي والتماثيل الصغيرة فجة غير جذابة مما حملته بداية الأسرة الثامنة عشرة من ملامح هذا الإنحدار والتدهور.
تلك إذن كان حقبة تسودها القلاقل والإضطرابات ، بل يغشاها شيء من البربرية التي عاشتها البلاد خلال عصر الإنتقال الثاني ! ، ويُمكن أن نحدد نهايتها بتاريخ تتويج الملك "أحمس" وبداية الأسرة الثامنة عشرة (عام 1539 ق.م) ، بالرغم من أن إستئصال جذور إحتلال الهكسوس لم يتم نهائياً إلا خلال حكم هذا الفرعون.
جانب من آثار ملوك الأسرة المصرية الثالثة عشر
إكتشاف مقبرة ملكية يرجع تاريخها إلى عصر الأسرة المصرية الثالثة عشر
تمثال لملك من ملوك الأسرة المصرية الثالثة عشر
مقبرة أخرى من المقابر الملكية تم إكتشافها حديثاً يرجع تاريخها إلى عصر الأسرة المصرية الثالثة عشر
آثار الأسرة المصرية الثالثة عشر المكتشفة حديثاً
أعلن الدكتور محمد إبراهيم ، وزير الدولة لشئون الآُثار في عام 2013م ، الكشف عن مقبرة الملك "سوبك حتب الأول" 1786- 1763 ق.م"، والذي من المرجح أن يكون أول من تولى حكم مصر ببداية الأسرة 13، من عصر الانتقال الثاني، وذلك أثناء عمل بعثة جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة بالتعاون مع وزارة الآثار بالجنوب من مدينة أبيدوس بمحافظة سوهاج.
في السياق ذاته ، أوضح وزير الآثار حينئذٍ ، في تصريح صحفي ، أن الخيوط الأولى لهذا الكشف ، بدأت تتضح حينما تم العثور على تابوت ضخم من الكوارتزيت يزن 60 طنًا في عام 2013م ، إلى أن تم العثور علي كسرات للوحة منقوشة تحمل إسم الملك ، وتصوره جالسًا علي العرش.
{ ملوك الأسرة المصرية الثالثة عشر }
أمنمحات الأول ( سحتب إيبرع )1991 – 1962ق.م
الملك أمنمحات الأول
مقدمة
هو الملك سنوسرت الأول ، وإسمه الملكي " خبر كارع " ، كما أنه حمل إسم : أمنمحات ، والذي يعنى : (آمون في الأمام) ، ومن الملاحظ - أن أُسرته كانت تنتمى لعبادة الاله آمون ، وكان ملوك الأسرة الحادية عشر يقدسون الأله منتو إله الحرب ويمزجون إسمه في اسمائهم مثل منتو حتب.
الوصول إلى الحكم
لم يعتمد أمنمحات الأول في إستيلائه على الحكم على القوة فقط بل اذاع أسطورة بين القوم نبوءة لحكيم قديم بظهور مخلص منتظر للبلاد وصاغها الكاهن المرتل نفر روهو.
وتقول النبوءة سياتى ملك من الجنوب اسمه امين وهو أبن نوبية الأصل سيوحد البلاد وينشر السلام في الأرضين يعنى مصر والفرعون الجديد ليس من سلالة المَالك القديم وأشار المتنبئ إن العدالة ستعود الى مكانتها والظلم سينبذ بعيداً.
إعتلاء عرش مصر
عندما إعتلى أمنمحات الأول العرش ، وسطر بوضوح معالم عهد جديد ، جعل العاصمة في اللشت Licht ، وإسمها بالمصرية القديمة "إثت تاوي Itchtaouy أي : " القابضة على الأرضين " ، في جنوب السهل المنفي (نسبة إلى منف) .
كما عمل جاهدا على إعادة استتباب الأمن والنظام اللذين تدهوروا بسبب الحرب الأهلية ، وعمد إلى اتباع أسلوب تقسيم الأراضي الزراعية التقليدية ، كما ساعد على زيادة أعداد الموظفين الإداريين ، لذلك أوصى بكتابة النص المعنون " بالمُجمل " ، ويعني باللغة المصرية القديمة كميت Kemyt ، وهو تجميع لعدد من الإرشادات.
وقد أوصى أمنمحات الأول كذلك بكتابة "نصائح خيتي" ، وهي نقد لاذع قاتم اللون إلى أبعد درجة يصف الأحوال الخاصة للمهن المختلفة باستثناء مهنة الكاتب . ولقد حرص "أمنمحات الأول" على تحصين الحدود عن طريق شن العديد من الحملات على النوبة ، وليبيا ، وفلسطين ، وقيامه بصفة خاصة ببناء "حائط الأمير" ، وهو نوع من الحصون المنيعة التي تحمي شرق الدلتا من تسرب الآسيويين.
ومن الواضح أن هذا المجهود الضخم لتصفية الآثارالسيئة بفترة الإنتقال الأول لم يصل إلى هدفه المنشود ، فقد لوحظ مثلاً تمسك حكام مصر الوسطى بالتقاليد الأرستقراطية والنزعة الإقليمية التي كانت سبباً في انهيار الدولة القديمة.
كما أن شرعية تلك الأسرة الجديدة كانت شرعية واهية ، فقد بذل الفرعون بكل تأكيد قصارى جهده لتقوية دعائمها موحياً ببعض الأعمال الدعائية مثل النص المعنون به : " نبوءة نفرتي " ، التي تدور فكرته حول أنه في العصر الذهبي لحكم الملك الطيب الخير " سنفرو " - تنبأ أحد المنجمين بأن مصر سوف تنجو من فترة يسودها الضياع والتخبط بفضل منقذ يأتي من الجنوب ، ويدعى " أمني -Ameny " ، كإشارة ذكية وماكرة إلى تطابق هذا الإسم مع " أمنمحات ".
إتخذ الملك عاصمة جديدة هى اث تاوى اللشت الحالية ومعناها مراقبة الأرضين وأمكنه بفضل كفاءته في إدارة البلاد بعد طول الفوضى أن يكون المصلح المنتظر حتى أصبح عصره ، ومن بعده أزهى العصور ويعرف بالعصر الذهبى في تاريخ الديار المصرية وبخاصة في الإدارة والأدب والفن.
إشراكه لإبنه في الحكم
لقد حاول هذا الملك تدعيم أسس الخلافة أيضاً ، فإتخذ من إبنه "سنوسرت الأول" شريكا له منذ العام العشرين من حكمه ، عندئذٍ - أوصى إبنه سنوسرت الأول بكتابة نص ملفق تحت عنوان : " تعاليم أمنمحات الأول " ، وهو عبارة عن وصية سياسية تمجد ما أنجزه من أعمال ، وتمتد متابعتها من خلال خليفته.
إغتياله
لقد إنتهت حياة الملك إمنمحات الأول بالقتل ، حيث إغتيل في العالم الثلاثين من حكمه على إثر إحدى المؤامرات التي دبرت في جنبات الحريم ، ودفن في هرم كان قد شيده في اللشت Licht .
هـــــرم اللشــــت
حيث توجد مقبرة الملك إمنمحات الأول
سنوسرت الأول ( خبر كارع ) 1956 - 1911ق.م
الملك سنوسرت الأول
مقدمة
هو سنوسرت الأول - Senusret I ، هو الملك الفرعوني الثاني في الأسرة الثانية عشر ، وقد حكم مصر في الفترة (1971 ق.م. - 1926 ق.م.) ، وكان واحد من الملوك الأقوياء في هذه الأسرة. هو إبن أمنمحات الأول ووالدته هي الملكة نفرتيتانين. زوجته هي نفرو الثالثة. وكذلك هي والدة الملك أمنمحات الثاني إبنه وولي عهده.
أهم وأشهر أعماله
علم هذا الملك عند عودته من إحدى غزواته ضد الليبيين بمصرع أبيه الملك أمنمحات الأول والذي أشركه معه في الحكم منذ عشر سنوات ، فأصبح على عاتقه التصدي لأزمة سياسية خطيرة نتيجة لهذا الحادث. فتمكن بجدارة من توطيد دعائم شرعية الأسرة الثانية عشرة التي كانت تلقى معارضة من قبل.
الجلوس على العرش ومنظومة إدارة الحكم
ومما يذكر عن الملك سنوسرت الأول ، أنه كان قد أوعز إلى بعض أدباء عصره الذين منحهم بعض الإقطاعيات بالكتابة في عدة موضوعات تخفي في طيات لونها الأدبي، وبأسلوبٍ ماكر ، مضموناً كله تقريظ له، ودفاع عنه: مثل "تعاليم الملك أمنمحات الأول" ، وهي عبارة عن وصية سياسية على لسان الملك المقتول. أما عن قصة "سنوهي" فهي رائعة من روائع الأدب المصري القديم، وهي تبرز رأفة وحلم الملك سنوسرت الأول ، وكذلك "تعاليم عن الولاء" التي هي في مضمونها عبارة عن دفاع يدعو إلى الولاء للحاكم في هيئة نصائح تقليدية.
وقد تم تدعيم هذه الدعاية السياسية التي كانت موجهة بالطبع إلى نخبة المثقفين وتقويتها بوسائل ملموسة من بينها مواصلة أسلوب المشاركة في الحكم مع من يستحق الخلافة من بعده ، أي أمنمحات الثاني ابن سنوسرت الأول. وبذلك استتب الإستقرار داخل البلاد ، وساد الأمن خارجها بفضل بعض الحملات التي شنها على بلاد النوبة. واستطاع سنوسرت الأول أن يواصل العمل الذي كان قد بدأه أبوه دون أن يكمله ، إحلال نظام مطابق للنظام القديم، ولا يختلف عن ذلك الذي وضعه الإله الخالق في البداية ، مع مراعاة الواقع المعاصر بالطبع. واستلزم الأمر إحياء ذكرى الفراعنة العظام الذين حكموا البلاد أيام الدولة القديمة أمثال : سنفرو، وساحو رع، وكذلك الأمير أنتف، الجد الأكبر للأسر الطيبية. ومع استلهام سنوسرت الأول لروح الدولة القديمة فقد أظهر في ذات الوقت ارتباطه بالمدينة التي كانت مقرا أصليا للدولة الوسطى، وبذلك أخذ يمهد الطريق لما سيعرف فيما بعد بإسم "طيبة المنتصرة".
كانت الأسرة الثانية عشرة لا تزال تحتفظ بتقاليد إقطاعية قوية خاصة في مصر الوسطى، حيث كان الحكام يتوارثون وظائفهم في النطاق العائلي، حتى لو كان الحصول على موافقة الفرعون عند انتقال المنصف من شخص لآخر ما يزال لازما. كما يلاحظ أن تنظيم الأجهزة الإدارية والمؤسسات كان يتطابق مع النمط القديم.
أهم وأشهر أعماله
لقد كان النظام الأصلي في إدارة تخطيط المشاريع الداخلية في مصر خلال فترة حكم الملك سنوسرت الأول ، تتمثل الإهتمام بتنظيم سير العمل بالمعابد " من الناحية العمرانية " ، والتي عانى أكثرها من الإضطرابات والحروب الأهلية ، وعلى ذلك ، فقد قام سنوسرت الأول بوضع برنامجاً منهجيا للتشييد والإصلاح والترميم ، فبداية من تل بسطة Bubastis شمالاً حتى إلفنتين جنوباً لم تترك أية مدينة دون أن تنال معابدها قسطاً وافراً من إهتمام الملك وعنايته بشكل أو بآخر ، وذلك بإنشاء معابد جدية وعمل إضافات في بعضها ، ونصب المسلات والتماثيل ، وزيادة القرابين والنذور..إلخ.
وكان من المتيسر الحصول على المواد اللازمة باستغلال المناجم والمحاجر إستغلالاً مُكثفاً.
الحملات العسكرية في عهده
قام الملك سنوسرت الأول بإرسال حملة في العام الثامن والثلاثين من حكمه إلى وادي الحمامات، وأحضر مالا يقل عن ستين تمثالا على هيئة أبو الهول ومائة وخمسين تمثالاً عادياً ، وكانت هذه الحملة تتكون من 17000 رجلاً.
في إطار تلك حملة الإصلاح التي قادها الملك سنوسرت الأول في مجال البناء والتشييد ، فقد قام ببناء مجموعته الهرمية بمدينة اللشت حيث ظلت طقوسه الجنائزية تمارس لفترة طويلة ولا شك أن الأعمال العظيمة التي أنجزها خلال حكمه هو وغيره من الفراعنة هي أصل ومنبع الأسطورة الإغريقية عن "سيزوستريس ".
المعبد الأبيض لسنوسرت الأول
محاولة الإعتداء على تمثاله في عام 2011 م
في 20 اكتوبر 2011 م ، فوجئ المارة من أهالي مدينة المنصورة ، بتمثال سونسرت الأول الذي كان منتصباً في ميدان الموافي ، وهو أحد ميادين الكبيرة في المنصورة - ملقى على الأرض وقد أحاط برأسه وخاصره حبل غسيل أخضر اللون دليلاً على محاولة شده لإيقاعه على الأرض وهدمه ، الغريب في الأمر أن التمثال يقع بجوار كل من مديرية أمن الدقهلية ومتحف المنصورة القومي ، وقد أثار اسقاط التمثال غضب القوى الشعبية والسياسية.
في السياق ذاته ، نفى اللواء صلاح المعداوي وجود أى شبهة جنائية حول إسقاط التمثال، وذلك على الرغم من وجود حبل حول خصر ورقبة التمثال ، الأمر الذى يؤكد تعمد إسقاطه وشده.
وأضاف اللواء صلاح المعداوي يقول : «التمثال مصنوع من الفايبر ، وليس أثرياً إنما هو مصنع من حوالى 15 سنة، وتم إهداؤه من أحد أبناء المحافظة ووقع بفعل العوامل الطبيعية ، ولا يوجد أى إتهامات أو شبهة جنائية حول وقوعه».
كما أضاف أيضاً «أنه سوف يتم ترميم التمثال الأيام القادمة ، وإعادة رفعه إلى ميدان الموافي مرة أخرى».
أمنمحات الثاني ( نوب كاورع )
1911 - 1877ق.م
سنوسرت الثاني ( خاع خبررع )
1877 - 1870ق.م
سنوسرت الثالث ( خاع كاورع )
1836 - 1817ق.م
أمنمحات الثالث ( ني ماعت رع )
1817 - 1772ق.م
أمنمحات الرابع ( ماعت خرورع )
1772- 1763ق.م
سوبك نِفِرو ( سبك كارع )
حاملوا القرابين
وهو من آثار الأسرة الثالثة عشر
حوالي سنة 1800 قبل الميلاد
إرسال تعليق