قائمة أباطرة روما | قائمة الأباطرة الرومان بالترتيب | ترتيب الأباطرة الرومان من البداية للنهاية

الحضارة الثانية

( سلسلة حضارات وادي النيل – ماقبل الأسرات )

مقــــدمـة

لقد كان لفيضان النيل على طول ضفتيه أكبر الأثر على إجتذاب السكان نظراً لأنه ترك أرضاً خصبة وتربة غنية ، وأصبح مصدراً أساسياً للماء والطعام ، كما ووجدت آثار تدل على إستقرار السكان في مناطق صحراوية في مصر العليا ، كما وجد أيضاً عدد من الأوانى الفخارية في بعض المقابر في صعيد مصر تعود لعصر ما قبل الأسرات .

هذا - ويُطلق تعبير عصر ما قبل الأسرات على الفترة التي سبقت عصر نشأة الأسرات الموحدة ، وهي الفترة الأولي من الحضارة المصرية ، حيث إستمرت حوالي 3000 عام ، يسبق معرفة الإنسان الأول للكتابة ، حيث بدأ استقرار المصري الأول في وادى النيل حين عرف الزراعة ، وإستأنس الحيوان ، وإستقر في مجتمعات صغيرة متعاونة فلقد بدء المصريون بناء نواة المدنية قبل أربعين قرناً تقريباً ، وبدأ تكوين الدولة أثناء تلك الحقبة ، فكانت الكثير من المدن على جانبي نهر النيل مثل : طيبة ، ممفيس ، بوتو ، هيراكونوبليس ، أليفاتانين ، بوباستيس ، تانيس ، أبيدوس ، سايس ، أكسويس هليوبوليس .

ولكنها تَقَلٌَصَت على مر القرون إلي ثلاث مدن كبيرة في صعيد مصر هم : ثينيس - نخن - نقادة الأولى والثانية والثالثة - إن علاقة مدينة نخن بمدينة ثينيس غير مؤكدة، ولكن يظل هناك إحتمالاً بأن مدينة نخن ، كانت قد دخلت بشكل سلمي تحت حكم أسرة ثينيس الملكية التي حكمت كامل مصر .

وقد قام ملوك أسرة ثينيس بدفن موتاهم في أبيدوس في مقابر أم الكعاب.

ولقد إستمر الحال كذلك حتى القرن الحادي والثلاثين 3200 قبل الميلاد حيث جاء مينا أو " نارمر " - موحد القطرين الشمال والجنوبي ( الدلتا والصعيد ) .

وقد حكم في هذه الفترة العديد من الحاكم منهم (إري حور - كا - الملك عقرب) ، ويُعتقد الكثير من علماء المصريات بأن الملك " نارمـــر "  هو أخر ملوك هذا العهد ، ويطلق عليه أيضاً إسم الملك العقرب ، والبعض الآخر يضعه في الأسرة الأولي .

المراحل التاريخية لحضارات وادي النيل

( القسم الأول )

[ تاريخ مصر البدائي - " عصر ما قبل الأسرات " ]

جانب من آثار عصر ماقبل الأسرات - مصر

لقد تم العثور على العديد من الآثار لحضارات ما قبل التاريخ " ما قبل عصر الأسرات المصرية " ، كانت قد قامت في الصحراء المصرية - منذ قديم الأزل ، حيث أكدت أحدث الإكتشافات الأثرية في هذا النحو - أن أول تلك الحضارات قامت في العصر الحجري القديم ، هي تلك الحضارات التي قام العلماء بتقسيمها إلي ثلاث مراحل حضارية :

أولاً - العصر الحجري القديم الأول

لقد بدأ " العصر الحجرى القديم " في مصر في حوالى سنة 100 الف قبل الميلاد .

حيث قامت الحياة الإنسانية في مصر في أولى أشكالها وصورها البدائية ، على الجبال والهِضاب ، حيث كانت الظروف الطبيعية القاسية تتحكم في الإنسان ، وكانت وسائل حياته محدودة وبدائية ، حيث عاش الإنسان المصري حياة غير مستقرة ، وتنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن الغذاء ، وسكن الكهوف ، وإحترف صيد الحيوانات والطيور ، كما إعتمد أيضاً على جمع البذور والثمار من النباتات والأشجار .

هذا - وقد صنع إنسان هذا العصر أدواته من الحجر ، مثل السكين والمنشار والبلطة ، وكانت كبيرة الحجم خِشنة ، وكان الفأس أهم الآلات الحجرية .

وفي أواخر هذا العصر - عرف الإنسان طريقة إستخدام النار عن طريق إحتكاك الأحجار الصلبة ببعضها بقوة ، حيث يتولد الشرر من خلال هذا الإحتكاك ، كما ساعد إكتشاف الإنسان للنار أيضاً على تطوير حياة المصري القديم ، فإستخدمها في الطهو والإضاءة ، وإبعاد الحيوانات المفترسة وصيد الحيوانات.

هذا - ويُعتبر تسخير الإنسان للنار كان من العوامل التي ساعدت على النمو الإنساني وترقيه ووصوله إلى المدنية الحديثة ، ولا يوجد من المخلوقات ما يستطيع إشعال النار إلا الإنسان وحده .

وأما فيما يخص الجنس الإنساني بصفة عامة في هذا العصر ، فهو تحكم الإنسان في النار ، فقد رأى أن لحوم الحيوانات التي كان يقوم بإصطيادها ، يَسٌهُل أكلها بالطبخ وتعريضها للنار أولاً - وبذلك - فقد تعددت مصادر غذاء الإنسان من أكل النباتات ولحوم الحيوانات ، فتحسنت مصادر غذائه وسهل أكل اللحوم بعد طهيها إستفادة جسم الإنسان منها ، فكَبُرَت دماغ الإنسان بالنسبة إلى الجسم ، وإكتسب الإنسان امكانات جديدة في التفكير والاختراع والتحكم في العالم الذي يعيش فيه.

ثانياً - العصر الحجري القديم الثاني :

يُعد " العصر الحجرى القديم الثاني " - من أهم المراحل التاريخية التي عَبَرَ بها الإنسان على مر تاريخه البدائي ، حيث ظهرت لأول مرة صناعات حجرية كما إنتشرت صناعة الآلات ، وتطورت ، وخلال ذلك العصر أيضاً - إزداد الجفاف ، وقلت الأمطار وإنتشرت الأحوال الصحراوية ، ولقد إنتهت فترة حضارات العصر الحجري القديم في حوالي عام 10.000 قبل الميلاد .

ثالثاً - العصر الحجري الحديث : 

يبدأ " العصر الحجري الحديث  " - بدايةً من حوالي الفترة من سنة 6000 أو5500 قبل الميلاد بعد أن قلت الأمطار وساد الجفاف ، وإختفت النباتات في أواخر العصر الحجري القديم ، إضطر الإنسان إلى ترك الهضبة ، واللجوء إلى وادى النيل ( الدلتا والفيوم ومصر الوسطى ) ، بحثاً عن الماء ، وفي هذه البيئة الجديدة ، إهتدى الإنسان للمرة الأولى في تاريخه ، إلى الزراعة ، وأنتج الحبوب مثل القمح والشعير ، وإستأنس الحيوان ، وإعتنى بتربية الماشية والماعز والأغنام ، وعاش حياة الإستقرار والنظام والإنشاء بدلاً من حياة التنقل.

وقد تعلم الإنسان في هذا العصر - بصفة عامة - جميع أساليب الزراعة المختلفة ، وكانت حضارة سابقة لحضارات ذلك الوقت ، وأقام المساكن من الطين والخشب، فظهرت التجمعات السكانية على شكل قرى صغيرة ، واعتنى الإنسان بدفن موتاه في قبور ، كما تطورت في هذا العصر صناعة الآلات والأدوات حيث تميزت بالدقة وصغر الحجم ، أيضاً صنع الأوانى الفخارية .

هذا - ويتميز العصر الحجري الحديث بالتحول إلى الزراعة ، والإستقرار ، وإستئناس الحيوان ، وإرتقاء صناعة الأدوات والأسلحة ، وبناء المساكن والقبور ، وأخيراً صناعة الفخار .

وبنهاية هذا العصر - إنتهت حضارات العصر الحجري القديم التي بدأت في مصر منذ نحو حوالي عام 10.000 قبل الميلاد .

رابعاً - عصر المعادن :

لقد عُرف عصر المعادن ، بأنه أول عصر إستخدم فيه الإنسان المعادن ، وهو العصر الذي يلى العصر الحجري الحديث، وينتهى ببداية عصر الأسرات في مصر القديمة .

وفي هذا العصر أيضاً - عرف المصريون القدماء المعادن ، مثل النحاس و البرونز و الذهب ، ومن هذه المعادن صنعوا أدواتهم وآلاتهم وحليّهم .

ولقد كان النحاس أوسع المعادن إنتشاراً ، إذ إستخدموه في صنع الأزاميل لتكسير الأحجار ، ثم إكتشفوا البرونز ، وهو خليط من النحاس والقصدير ، ويتميز البرونز بصلابة أكبر من صلابة النحاس ، وأهم مناجم النحاس كانت في شبه جزيرة سيناء.

أيضاً في هذا العصر تطورت صناعة نسيج الأقمشة ، والأخشاب ، والأوانى الفخارية ، وبنيت المساكن من اللّبن بدلاً من الطين والبوص ، وفرشت البيوت بالحصير المصنوع من نبات البردى ، وصنعت الوسائد .

ولعل من أهم ما يميز هذا العصر ظهور بعض العبادات ، مثل تقديس الإنسان لبعض الحيوانات.

خامساً - عصر حضارة دير تاسا: 

تتمثل دير تاسا في قرية صغيرة كانت تقع على الشاطئ الشرقي للنيل بمركز البداري بمحافظة أسيوط. 
وقد قامت حضارتها حوالي 4.800 ق.م ، وكان الموتى يكفنون في جلود الحيوانات والحصيرة ؛ وكانوا يدفنون ناظرين تجاه الغرب ، ومن مميزات تلك الحضارة صناعة الفخار الأسود ، ويعتقد أن هذه الحضارة طور من أطوار .

سادساً - عصر حضارة البداري ( حضارة مرمدة بني سلامة )

لقد بدأت حضارة البداري تحديداً في الفترة منذ عام 4500 قبل الميلاد وحتى عام 4400 ق.م .

وقد ظهرت هذه الحضارة تحديداً على الحافة الغربية للدلتا شمال غرب القاهرة بنحو 50. كم ومن مميزات حضارتها أن موتاهم كانوا يدفنون ووجوههم متجهة نحو الشرق  وهذه الحضارة ليست معروفة كباقي الحضارات .

ومما يُذكر من سمات هذا العصر ، أن أهل تلك الحضارة كانوا يقومون بدفن موتاهم ، ومعهم الكثير من الأواني التي كانوا يستخدمونها إبان فترة حياتهم ، وظهر إستخدام النحاس ، وإستخدمت أَسِرٌة من الخشب للنوم  .

جانب من آثار حضارة مرمدة بني سلامة 

جانب من آثار حضارة مرمدة بني سلامة 

سابعاً - عصر حضارات نقادة :

لقد ظهرت حضارات نقادة في جنوب مصر ، وتحديداً في إحدى مدن محافظة قنا .

ويعتبر عصر حضارات نقادة من العصور التاريخية ذات الأهمية الخاصة بمقارنته ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ التي مرت بها مصر خلال تلك الفترة المبكرة من تاريخها ، ﺑﻞ ويمكننا أن نقول - أنه ﻫﻮ أﺻﻞ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ كلها - ﻭ ﻟﻮﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍلأﺳﺮات ، ﻟﻤﺎ ﻭُﺟِﺪَﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﻬﺎ ، ﻭﻟﻤﺎ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻧاﺮﻣﺮ ﻣﻮﺣﺪ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ

ﻣﻦ ﺍﻫﻢ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻫﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩﻩ :

وﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻳُﻘﺴﻢ ﻋﻬﺪ ﻧﻘﺎﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ :

ﻧﻘﺎﺩة الأولى : 3800 - 3500 ق.م

ﻧﻘﺎﺩة الثانية : 3500 - 3200 ق.م

ﻧﻘﺎﺩة الثالثة : 3300 - 3000 ق.م

وقد تميزت هذه الحضارات بتقدمها على الصعيدين الإقتصادي والفني أيضاً.

هذا - وقد قسم العلماء حضارات نقادة إلى الحضارات الآتية  :

1 - فترة حضارة نقادة الأولى : 

لقد ظهر في هذه الحقبة التاريخية ﻓﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩﻩ "الخزفيات" ، والذي سُميت هذه الحضارة نسبة له ، وكان موطن هذه الحضارة في ﻤﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﺪﺕ ﺑﻴﻦ 3800 ﻭ 3000 ﻕ. ﻡ. إﺷﺘﻬﺮ ﻓﻦ حضارة ﻨﻘﺎﺩﻩ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺄﺗﻤﻴﺔ . ﻭ ﻧﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﺍلإﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻬﻤﺎ : ﻓﺮﻏﻢ ﺃﻥ ﻣﻮﺗﺎﻫﻢ ﻻ ﺗُﺤﻨﻂ ، ﻭﺗﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﻗﺒﻮﺭ ، ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﺧﺎﺋﺮ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ.

ولقد كانت ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﻫﻲ - ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺷﻚ - أﺑﺮﺯ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻪ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩﻩ ﺍﻷﻭﻝ  ، ﻓﻘﺪ ﺻﻨﻌﻮﺍ ﻣﺰﻫﺮﻳﺎﺕ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺫﻭ ﻗﺎﻉ أﺣﻤﺮ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻣﺰﻳﻨﺔ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻣﻠﻮﻧﺔ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻘﺸﻄﺔ ، وﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ " ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎﺕ ، ﺧﺪﻭﺵ ، ﺗﻌﺮﺟﺎﺕ " ، على الرغم من ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺠﺴﻢ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ. 

ﻭﻗﺪ إﺷﺘﻬﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻤﺰﻫﺮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺃﺑﻮﺍﻕ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﺳﻮﺩﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻓﺎﺕ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻬﻰ ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ﻭ ﺣﺎﻓﺘﻬﺎ ﻣﻐﻤﻮﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺴﻮﺩ .

كما إتسمت تلك الحضارة أيضاً ، بأنها إستخدمت ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ في تشييد المباني ، حيث كانت تمثل ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ، كما كانوا يستخدمونها أيضاً في صناعة الدبابيس المُسطحة للرأس ، ﻭﺃﻳﻀﺎً صنعوا منها المزهريات ( أواني الزهور " ﻭ ﻣﻀﺎﺭﺏ هرس ﻣﺴﺎﺣﻴﻖ التجميل ( والتي كانت النساء تستخدمها ). 
هذا - وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻤﺰﻫﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ﺗﺰﻳﻦ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻨﻊ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﻚ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺮﻣﻞ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺷﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻣﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭﺏ ﻓﻬﻲ ﺫﺍﺕ ﺷﻜﻞ ﻣﺴﻄﺢ ﺑﺴﻴﻂ ﺟﺪﺍً ، وﺗُﻤﺜﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭ ﻣﺴﺎﺣﻴﻖ ﺗﺠﻤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ .

ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻛﺄﻱ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ [ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ، ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ] ، ﺷﻬﺪﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﻻﺩﺓ ﺃﻭﻝ ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺝ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻦ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﻋﺎﺩﺓً ﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻧﺴﺎﺋﻴﺔ ﻟﺘﻤﺜﻞ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺰﺍﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺨﺼﺒﺔ .
ﻭﻳﻮﺟﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ ﺑﺒﺮﻭﻛﻠﻴﻦ . ﺑﺴﺎﻗﻴﻦ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﻣﻔﺘﻮﺣﺘﻴﻦ ﻭ ﻭﺭﻙ ﻭ ﺧﺼﺮ ﺭﺷﻴﻖ ﻋﺮﻓﺖ ﺭﺍﻗﺼﺔ ﺑﺮﻭﻛﻠﻴﻦ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻠﻂ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺰﺧﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ. 
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓكانوا ﻴﻌﺘﺒﺮﻭﻧﻬﺎ ﺭﻣﺰﺍً ﻟﻠﺨﺼﻮﺑﺔ .

ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩﻩ 2 ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﻄﻨﻌﺔ ﻭ ﺑﻨﺎﺀ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻟﻠﻌﻴﺶ . ﻭ ﻓﻀﻼ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻲ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻭﺗﻨﻮﻋﺖ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ . ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺰﻫﺮﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ ، ﻗﻄﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ، ﻭﺃﺑﻮﺍﻕ ﺫﺍﺕ ﺣﺎﻓﺎﺕ ﺳﻮﺩﺍﺀ ،ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺑﺮﺯ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺨﺰﻑ " صناعة المضارب والتماثيل ".

ومن أهم ما يميز تلك الحقبة التاريخية أيضاً ، التوحل الكبير في صناعة الخزف ، حيث طرأت سلسلة من التغيرات ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺟﻠﺒﺎً للإنتباه ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﻓﻦ ﺍﻟﺨﺰﻑ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻌﻬﺪ ﺍﻟﻨﺠﺪﺍﺕ ﻫﻮ إﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ، ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻳﻠﻮﻧﻮﻥ ﺑﺎﻟﺒﻨﻲ ﺍﻟﺪﺍﻛﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺰﻑ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﻲ - ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺰﺧﺎﺭﻑ - ﻓﻘﺪ إﺧﺘﻠﻔﺖ ﻭﺗﻨﻮﻋﺖ ، ﻓﺤﺘﻰ ﻟﻮ ﺧﻠﺪﺕ ﺍﻟﺘﺤﻒ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪﻳﺔ ﺧﻠﻘﺖ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ، ﻭﻧﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻗﺎﺭﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﺫﻑ ، ﺣﺠﺮﺗﻴﻦ ، ﺭﺍﻳﺔ ﻭ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺮ ، ﻭ ﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻃﺔ ﺑﺤﻮﺍﺟﺰ.

تمثال صغير لسيدة تحمل رضيعها من العاج

( عصر نقادة الأولى )

آنية صغيرة من الخزف

(عصر نقادة الأولى  )

2 - فترة حضارة نقادة الثانية : 

تأتي حضارة نقادة الثانية في الترتيب الثاني تاريخياً بعد حضارة البداري.

تمثال صغير لرجل مصنوع من العاج

( عصر نقادة الثانية ) 

 

هذا - وتُعد حضارة نقادة الثانية هي الحضارة الًأكثر تقدماً من حضارة نقادة الأولى .

ومن أهم مميزاتها أن المصريين القدماء إستخدموا بعض الخامات الغير محلية مثل اللازورد ، وهذا يدل على وجود صلات تجارية مع آسيا في هذه الحقبة السحيقة.

كما وجدت حضارة سُميت بإسم ( حضارة العمرة ) ، ولكن اتضح أنها نفسها حضارة نقادة الأولى ، كما ظهرت حضارة الجرزة التي إتضح أنها امتداد لحضارة نقادة الثانية.

3- فترة حضارة نقادة الثالثة :

[ في الفترة من سنة 3300 - وحتي سنة 3100 قبل الميلاد ]

تُمثل هذه فترة " حضارة نقادة الثالثة " ، المرحلة الأخيرة من ثقافة نقادة في عصور ما قبل التاريخ المصري القديم ، والتي يرجع تاريخها إلى ما يقرب من 3200 إلى 3000 قبل الميلاد .

وهي الفترة التي تمت خلالها عملية تشكيل الدولة ، والتي كانت قد بدأت في عهد نقادة الثاني وأصبحت بادية للعيان ، من خلال أسماء الملوك التي تترأس حكومات قوية.

وعادةً ما يُشار بمُصطلح عصر نقادة الثالثة التاريخي ، إلى بداية فترة حكم أسرة " 0 " ، أو فترة ما قبل الأسرات ، لتعكس وجود الملوك على رأس الدول ذات النفوذ ، على الرغم من أن الملوك في الواقع لم تكن جزءًا من أي أسرة ، وأنهم في الغالب قد لا يكون لهم علاقة تماما بذلك ، وربما دخلوا في منافسة مع بعضهم البعض. وقد أدرجت أسماء الملوك في شكل سرخ على مجموعة متنوعة من الأسطح بما في ذلك صناعة الفخار والمقابر ولعل من بين الأمور التي إتسمت بها فترة ما قبل الأسرات في تاريخ مصر ، أنها كانت تتميز بعملية مُستمرة للتوحيد السياسي ، التي توجت بتشكيل دولة واحدة للبدء في أوائل فترة الأسر الحاكمة.

وعلاوة على ذلك ، فقد بدأ في هذا العصر ، ظهور أول شكل من أشكال الكتابة في تاريخ حضارة وادي النيل ، حيث تم تسجيل اللغة المصرية لأول مرة في بعض النقوش ، وهي التي عُرفت فيما بعد بإسم : ( اللغة الهيروغليفية ) .

هذا - وهناك أيضًا أدلة أثرية قوية على أن المستوطنات المصرية في جنوب كنعان خلال فترة ما قبل عصر الأسرات ، التي تعتبر مستعمرات أو التجارة في: entrepôts 

هذا - ولقد بدأ تكوين الدولة في هذه الحقبة وربما حتى في وقت سابق ، حيث نشأت مختلف الدول والمدن الصغيرة على طول حوض النيل ، ثم أدت قرون الفتح إلى تقليل مصر العليا إلى ثلاث دول رئيسية هي : ثنيس -Thinis  ، ونقادة ، ونخن -Nekhen  ، تقع نقادة بين ثينيس ونخن ، وكانت هي أول ما سقط ، ثم هزمت ثينيس  مصر العليا ، وعلاقة نخن مع ثينيس غير مؤكدة ، ولكن تم الإندماج بين هاتين الدولتين سلمياً ، من خلال العائلة المالكة تينيت التي كانت تحكم كل مصر ، وكان ملوك ثينيس يدفنون في أبيدوس في مقبرة ( أُمَ الكِعَــاب ) .

ويعتبر معظم المصريات أن نارمر هو الملك الأخير لهذه الفترة ، و أول عضو في الأسرة الأولى ، وقد سبقه ما سُمي بإسم : " الملك العقرب  " ، وقد يشير اسمه إلى إلهة سيركيت أو مُستمد منها ، وهي أول من حمى الآلهة الأخرى والحكام.

آثار للملك عقرب الأول

أحد ملوك مصر ما قبل عصر الأسرات

وتُسرد أسماء الملوك الأوائل كملاك غير معروفين لمقبرة أبيدوس B1/2 التي فسرها البعض بأنها إري. هور - Iry Hor ، والملك أ ( مجهول ) ، والملك ب ( عقرب  الأول ) ، والملك ج ( التمساح ) .

الإله سوبك التمساح

أحد الآلهة مصر القديمة ما قبل عصر الأسرات