أحدث المواضيع
U3F1ZWV6ZTQ4NjU0ODU1Mjc4NzIwX0ZyZWUzMDY5NTY4OTkzNzEzNA==
أحدث المواضيع
أحدث المواضيع

تاريخ مصر القديم | الأسرة المصرية الخامسة والعشرون | الأسرة الخامس والعشرون | عصر الدولة الحديثة


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/10/blog-post_26.html


تابع : تاريخ عصر الأسرات
تابع : عصر الدولة المصرية الحديثة
تاريخ ملوك الأسرة الخامس والعشرون

الأصول كُوشيٌة - بلاد النوبة )


مقدمة تاريخ الأسرة المصرية الخامسة والعشرون


يُعد الملك " بيعنخي " - هو أول من أسس الأسرة الخامسة والعشرين ، ولقد كان في واقع الأصل - أول ملوك مملكة كوش - والتي كانت عاصمتها ( نِبتة ) ، وضع علي العرش بعده إنتخابه من الكهنة ، ووافق الشعب الكوشي علي تنصيبه ، وهذا كان متبعاً مع الملوك الكوشيين من بعده.
هذا - وقد حكم الملك بيعنخي " من 746 - 716 قبل الميلاد - مملكة كوش بدايةً - ثم قام في نحو العام العشرين من حكمه بالهجوم على جنوب مصر ، وواصل تقدمه حتى وصل إلى الدلتا ، وأسس الأسرة المصرية الخامسة والعشرين . 
وكانت عبادة آمون قد إنتشرت في النوبة خلال هذه الفترة ، فإعتنقها ملوك كوش.
كان أبوه الفرعون النوبي كاشتا ، وأمه كانت تسمى " بابتشما " . وكان متزوجاً من "بيكساتر" ، و" تابيري" ( إبنة ألارا ) ، وأبالي ، و كنسا ونفروكا - و كاشتا " وأخواته كانوا : شباكا و آمن ير- دس الأول ، والجنرال بيكارترور .
ومن أبنائه من أصبح بعد ذلك فرعونا شباتاكا ، وطهارقة ، و شبنوبت الثانية ، وأبنة آخرى " أرتي " (وهي زوجة شباتاكا) ، ونبرادجا ، و تاكاحات أماني ، و "تاباكن آمون " ، (وهي زوجة طهارقة).
يقول بيَّا في مراسم تتويجه : " الآلهة تصنع الملك ، والناس يصنعون الملك، إلا أن آمون قد جعلني ملكاً ".
وقال : " وهبني آمون النبتى حق حكم جميع البلدان ، فمن أقل له كن ملكاً يكن ملكاً، ومن أقل له لا تكن ملكاً لا يكون ، ووهبني آمون في طيبة حكم مصر ، فمن أقل له فلتصعد متوجاً يتوج ، ومن أقل له لا تصعد متوجاً لا يُتوج ، وكل من منحته حمايتي لا يخشى على مدينته ، ولن أقوم بحال بإحتلالها ". 
قال هذا بعدما أخضع الزعماء المحليين بمصر وكوش.
بعد السلام والإستقرار الذي حققه بيا (بعنخيفي مملكته تفرغ للنشاط المعماري ، وبدأ في تزيين العاصمة نبتة . 
ولقد قام الملك بيا بتشييد المعبد الرائع معبد آمون (كوش) في جبل البركل بديلاً عن المعبد القديم الأصغر حجماً ، كما إستكمل بناء المعبد ، الذي كان قد بدأ في تشييده كاشتا في حوالي عام 730 ق.م.

بداية إخضاع مصر لمملكة كوش 
في النصف الثاني من القرن 8 قبل الميلاد تنازع قصرين على حكم مصر : قصر الملك الليبي الموجود في سايس ، ويمثل أسرة مصرية رابعة وعشرون (740 - 712 قبل الميلاد) ، و الملك النوبي ، حاكم الأسرة المصرية الخامسة والعشرين (750 -655 قبل الميلاد) . 
وكان الملك كاشتا - أبو بعنخي - يحكم من عاصمته نبتة في كوش. 
وبعدما إستطاع الملك كاشتا الإستيلاء على طيبة من مصر ، قُبل حكمه ليحكم مصر . بذلك يصبح كوشتا مؤسساً للاسرة المصرية الخامسة والعشرين . وإعتلى ابنه بيجي العرش في عام 745 قبل الميلاد في مصر.
وقد نُقشت هذه الأحداث على لوحة إنتصاره ، والتي عُثر عليها 1862م - في معبد آمون على جبل البركل في نبتة عند الشلال الرابع للنيل ، وصف لما حدث ، وهذه اللوحة من أهم الآثار التي تصف الأحداث الاجتماعية و السياسية في مصر في النصف الثاني من القرن الثامن قبل الميلاد.
 وقد بدأت الأحداث ، بأن أمر قائداه "باروما" ، و " ليميرسكنى " ، وسائر ضباطه في مصر ، وقال لهم : { إتخذوا وضع الإستعداد ، وخوضوا المعركة ، والتفوا حول العدو وحاصروه ، وأأسروا رجاله ومواشيه وسفنه النهريَّة وامنعوا المزارعين من التوجه إلى الحقول ، والفلاحين من حرث الأرض. اضربوا الحصار حول إقليم الأرنب وقاتلوا العدو كل يوم بلا هوادة } ، وهذا ما فعلوه.
ثم أرسل جيشاً إلى مصر ، وأوصاهم مُشدداً قائلاً : " لا تنٌقَضُوا على العدو ليلاً وكأنكم تلعبون وتلهون ، ولاتحاربوا إلا وأنتم مبصرون ، وخوضوا ضده المعركة دون الإقتراب منه ، واذا قال لكم: انتظروا المشاة وسلاح المركبات القادمة من مناطق أخرى ، فتريثوا لحين وصول جيشه ، ولا تبدؤوا المعركة إلا عندما يطلب ذلك، واذا كان حلفاؤه في مدينة أخرى فأصدروا الأوامر بالانتظار حتى يصلوا ، وحاربوا في المقام الأول القادة العسكريين المصاحبين له كحلفاء، وحرسه الخاص من الليبيين ؛ وعند إستعراض الجيش لا ندرى لمن نوجه الحديث ، فنقول : " أيا أنت أسرج أفضل ما في إسطبلك من جياد وهئ نفسك للمعركة عندئذٍ سوف تعرف أننا رُُسل آمون ". 
وينصح بيَّا قواته قائلاً : " إذا بلغتم طيبة ، ووقفتم أمام " إبت سوت " ، إنغمروا في الماء ، وتطهروا في النهر ، وإرتدوا الكتان النقي ، وحطوا الأقواس ، وإلقوا السهام جانباً، لا تتباهوا بأنكم أصحاب سلطة في حضرة الذي بدون رضاه ليس للشجاع قدرة ، فيجعل الضعيف قوياً ، والجموع تتراجع أمام القلة وتعود أدراجها ، ويتغلب الفرد على ألفٍ ، وتبللوا بماء هياكله ، وقبلوا الأرض بين يديه وقولوا له : " أرشدنا إلى الطريق، فلنحارب في ظل قوتك ، ولتكن معارك المجندين الذين بعثت بهم مظفرة، وليستولى الرعب على الجموع عندما تواجههم ".
ويبدو أن القوات الكوشية ، كانت قد حاصرت القوات المصرية المتحالفة وأجبرتها على خوض المعركة ، فارضة عليها الإحتماء بمدينة هرموبولس التي تمَّ ضرب الحصار عليها ، فقط حينها توجه بيَّا بنفسه إلى مسرح العمليات متوقفاً في طريقه للاحتفال بالعام الجديد في الكرنك ، وكان غرض بيَّا من ذلك مزدوجاً ، فمن جانب أراد أن يعلن للملأ إعتراف امون به ملكاً ، ومن جانب ثانٍ ، إستهدف إِضعاف القوات المصرية المُحاصرة بإطالة أمد الحصار تدميراً لروحها المعنوي ، وأثناء ذلك إجتاحت قواته مصر الوسطى ، ووصل إلى هرموبولس ، فأخضع ملكهانمرود .
كما إستسلمت مدينة هيراكليوبولس أيضاً ، دون أن تنتظر بيَّا إستيلاء عليها وإعترف حاكمها بولاية بيَّا في خطاب مشحون بالعبارات الأدبية جاء فيه : " تحية لك أيَّا حورس ، أيها الملك القوى ، إنك الثور الذي يقاتل الثيران ! ، لقد استحوذت الدات (أى العالم السفلى) علىَّ وغمرتني الظلمات ، فهل لي أن أمنح وجهاً كوجهك المشرق! لم أجد من يناصرنى وقت الشدة ، ولكن بفضلك أنت وحدك أيها الملك القوى انقشعت الظلمات من حولي ! ، فأنا وجميع ممتلكاتي في خدمتك ، وتدفع مدينة ننى سوت الضرائب لجهازك الإداري ، فأنت بالتأكيد خوراختى، حور الأفقين الواقف على رأس الخالدين ، وبقدر بقائه تبقى أنتَّ ملكاً ، وكما أنه خالد لا يموت فأنت أيضاً خالد لا تموت ، أيا بيَّا يا ملك الوجهين القبلي والبحري ، لك الحياة إلى الأبد " .
ثم توجه بعدها إلى الشمال ، وإستولى دون مقاومة على القلعة التي شيدها اوسركون الأول لمراقبة مدخل الفيوم ، ثم زار مدينة هليوبولس لأداء الشعائر التقليدية التي تقام للإله آمون ، وقدم القرابين فوق تل الرمال ، ويسرد النص أن بيَّا إتجه إلى مقر رع في موكب رهيب ، فدخل المعبد وسط تهليل الحاضرين والكاهن المرتل يتعبد للإله لإبعاد أعداء الملك ، ثم اقيمت شعائر بردوات وربط العصابة الملكية، وتطهر جلالته بالبخور والماء ، ووقف الملك بمفرده ، وكسر ختم المزلاج ، وفتح مصراعى الباب وشاهد والده رع في قصر البن بن المقدس ، ومركب النهار المخصصة لرع ، ومركب المساء المخصصة لأتوم ، ثم أغلق مصراعي الباب ، ووضع الطين ، وختم الملك بخاتمه الخاص ، وأصدر تعليماته للكهنة قائلاً : " لقد قمت أنا شخصياً بوضع الختم ، لن يدخل المكان أحد سواى ممن يدعون أنهم ملوك ، وانبطحوا على بطونهم فوق الأرض قائلين : ثابت أنت ودائم ، فليحي حورس محبوب رع ، إلى الأبد! دخولاً إلى مسكن أتوم " .
أما تف نخت قائد المتمردين فقد أرسل إلى الملك المنتصر بيَّا رسولاً ليتفاوض نيابة عنه وحملَّه رسالة إلى بيَّا جاء فيها : " ألم يهدأ قلب جلالتك بعد كل ما ألمَّ بى بسببك؟ أجل انى بائس ، ولكن لا تعاقبنى بقدر الجرم الذي إرتكبته ، أنت تزن بالميزان وتحكم طبقاً للوزنات ! ، وفي إمكانك مضاعفة جرمي أضعافاً مضاعفة ، ولكن ابق على هذه الحبَّة ، وسوف تعطيك حصاداً وفيراً في الوقت المناسب ، لا تقتلع الشجرة من جذورها ! إن كاءك (روحك) ، تُثير الرعب في أحشائي ، وترتعد أوصالي من شدة الخوف ! ، ومنذ أن علمت باسمي لم أجلس في بيت الجعة ، ولم أستمع إلى عزف الجنك ، لقد أكلت ، وشربت ما يكفى فقط لرد جوعى وإطفاء ظمئى ، وصل الألم إلى عظامي ، وأسير عارى الرأس مرتدياً الأسمال حتى تعفو الآلهة نيت عنى ، لقد فرضت على السير مسيرات طويلة ، أنت تلاحقنى على الدوام ، فهل أسترد حريتى ذات يوم ؟ ، طهر خادمك من ذنوبه ، ولتنتقل ممتلكاتي إلى الخزينة العامة ، وكافة ما أملك أيضاً من ذهب وأحجار كريمة وأفضل جيادي ، وكافة تجهيزاتى ، أرسل رسولك ليطرد الخوف من قلبى وأذهب في صحبته إلى المعبد ليطهرني القسم الالهى " .
وأرسل له بيَّا بالفعل كبير الكهنة المرتلين يرافقه القائد العكسرى الكوشي باورما حيث أقسم تف نخت أمامها في المعبد القسم الالهى التالي : " لن أنتهك المرسوم الملكى ولن أتهاون في أوامر صاحب الجلالة ، ولن أسلك سلوكاً مذموماً في حق قائد عسكري في غيابه ، وسوف أتصرف في حدود الأوامر الصادرة من الملك دون أن اخرق ما أصدره من مراسيم ، عندئذٍ أعلن صاحب الجلالة موافقته " .
بعد تلك الإنتصارات ثبت بيَّا حكام الدلتا المصريين كل في إقليمه متجنباً إعطاء الكثير للذرية الليبية لفراعنة مصر القدماء مستثنياً واحداً منهم فقط ، هو نمرود ، بوصفه مُتحدثاً نيابة عنهم .
هذا - ويصف النص وصول أولئك الحكام لأداء فروض الطاعة والولاء : " لَّما أضاءَّ الأرض نهار جديد ، حضر عاهلاً الجنوب ، وعاهلاً الشمال ، والصل على جبينهم وقبلوا تراب الأرض ، أمام قوة صاحب الجلالة ". 
وهكذا جاء ملوك وقادة الشمال ليشاهدوا بهاءَ جلالته ، وكانت سيقانهم ترتعش وكأنها سيقان نسوة ، ولكنهم لم يدخلوا إلى مسكن الملك حتى لا يدنسوه بالنظر إلى أنهم لم يختنوا - ولأنهم يأكلون السمك - أما الملك نمرود ، فقد دخل مسكن الملك إذ كان طاهراً ولا يأكل السمك " .
ومن ثم قرر بيَّا العودة إلى نبتة ، وكان أن حُملت السفن بالفضة والذهب والأقمشة وسائر خيرات الشمال ، وكل ثمين ، وسائر كنوز سوريا ، وعطور بلاد العرب ، وأقلعت سفن صاحب الصوب الجنوب ، وكان جلالته مُنشرح القلب ، وعلى الجانبين كان الأهالي على شاطئ النهر يهللون من نشوة الفرح ، وأخذ الجميع - شرقاً وغرباً - كلما بلغهم النبأ ينشدون عند عبور صاحب الأنشودة فرح وإبتهاج ، تقول الأنشودة : " أيها الأمير القوى ، أيها الأمير القوى ، أيا بيَّا ، أيها الأمير القوى! ها أنت تتقدم بعد أن فرضت سيطرتك على الشمال ، إنك تحول الثيران إلى إناث! طوبى لقلب المرأة التي أنجبتك ! وطوبى لقلب الرجل الذي من صُلبك ! ، وأهل الوادي يحيونه ، فلتحي إلى الأبد ، فقوتك خالدة أيهُّا الأمير المحبوب من طيبة " ، وقد فضلَّ الملك الكوشي بيَّا ، ألا يحكم مصر شخصياً بصورة مُباشرة ، فلجأ إلى إتباع سياسة منح الحكم الذاتي للمصريين تاركاً السلطات الإدارية بأيدي الحكام المحليين الذين أدوا له قسم الطاعة والولاء ، مكتفياً بالإشراف الفعلي على منطقة طيبة والطرق الغربية حتى الواحة الداخلة.
هذا - ويربط كثير من المؤرخين بين وفاة بيا والزى الأسود الذي ترتديه النسوة في المناطق النوبية التي تقع شمال السودان وجنوب مصر حيث تذهب الرواية المتداولة إلى أن ذلك الزى الأسود ، تم إرتدائه حين وفاة بيا بعد أن حزن الناس لذلك الحدث حزناً شديداً ورفضن النسوة أن يغيرن أو يخلعن ذلك السواد مدى العمر حتى صار زياً قومياً في تلك المنطاق ، والأمر بلاشك له دلالة قوية على عظمة وقوة الملك بيا.


أسماء ملوك الأسرة " الكوشية " الخامسة والعشرون

1 - الملك " إلارا "
مجموعة تماثيل لملوك الأسرة الخامسة عشر الذين تولوا حكم مصر من   مملكة كوش


تاريخ الملك إلارا
يُعد الملك ألارا النوبي هو مؤسس مملكة نبتة النوبية ، والأسرة الخامسة والعشرين بمصر ، وأول ملك نوبى معروف حتى الآن ، وعرف أيضاً كموحد النوبة العليا من مروي إلى الشلال الثالث ، ويعتقد انه مؤسس نَبتة العاصمة الدينية للنوبيين.
ينسب له الأدب النوبي - عهداً طويلاً من الحكم - ذلك لأن ملوك النوبة الذين جاءوا من بعده كانوا ينشدون فترة طويلة من الحكم اسوة به. 
كما تحتل ذكراه مكاناً محورياً في أسطورة نشأة مملكة كوش وأصلها ، وهي الإسطورة التي تم تزيينها بمرور الزمن بعناصر جديدة ، وحظيت شخصية ألارا بإحترام عميق في الثقافة النوبية كما كان أول ملك نوبي وصل إسمه إلى العلماء.
وقد عُثر علي أول توثيق لاسمه باللغة الهيروغليفية في مصر في مسلة خاصة بإبنته الملكة تآبرى زوجة الملك بعانخي
كما عثر علي إسمه في نقوش بمدينة الكوة الأثرية في وسط السودان توضح أنه كان أخاً لجدة الملك طهارقا ، ومن الثابت أن الملك كاشتا هو خليفته علي العرش الكوشي.
كان لعالم الاثار الأمريكي تيموثي كاندال نظرية مفادها ان الملك ألارا هو الملك اري مري امون المذكور في المسلة المجزّأة في معبد آمون النبتي في مدينة الكوة؛ والذي ذكر انه تولي الحكم وهو في 23 من عمره. 
إلا ان عالم الاثار المجري لازلو توروك دحض هذه النظرية في كتابه : دليل مملكة كوش - الحضارة النبتية - المروية الصادر عام 1997 ، واثبت فيه ان الملك آري مري امون هو الملك آرياماني ، الذي حكم بعد فترة طويلة من ملوك الأسرة الخامسة والعشرون وأتخذ من مروي مقراً لحكمه ، مستدلاً علي ذلك من شكل المسلة ، ودلائل اخري ، مما جعل نظرية تيموثي كاندال غير مقبولة للعديد من العلماء.
دفن في المقبرة الملكية في الكرو شمال نبتة في الهرم رقم 9 الي اليمين من الهرم 23 الذي دفنت فيه زوجته الملكة كاساقا ، وقد أجمع علي ذلك العالمان تيموثي كاندال ولازلو توروك .

2- الملك " كاشــتا "
رسم للملك كاشتا


تاريخ الملك كاشتا
يُعد " كاشتا " - هو ثاني ملوك الأسرة الخامسة والعشرون من مملكة كـــوش ، وخليفة الملك ألارا النوبي مؤسس مملكة نبتة النوبية والأسرة المصرية الخامسة والعشـــــرون التي إنحدر منها الملوك المعروفين - مثل بعنخي وطهارقا ، ويُعتقد أنه شقيق الــفرعون ألارا ، ووالد الفرعون بعنخي أو بيا .
ومن المُعتقد أن الملكة بكساتر التي يعتقد انها توفيت أثناء حملة بعنخي علي مصر. ،فيما يعتقد بعض العلماء أن هذه الملكة هي إبنة الملكة باباتشما بالتبني.
الملكة أماني ري ناس الأولي ، عثر علي تمثال مسجل فيه أنها إبنة الملك كاشتا والملكة باباتشما.
ورغم بعد الملك كاشتا عن مصر وحكمه لها من نبتة التي تبعد حوالي 400 كيلو متر الي الشمال من موقع الخرطوم الحالي ، إلا انه كان قد أحكم سيطرته على مصر العليا عبر تنصيب إبنته الملكة أماني ريناس الأولي زوجة الإهية لأمون. 
وغير معلوم إلى الآن المدة التي قضاها الملك كاشتا في الحكم علي وجه الدقة ، ومن المرجح انه هو مؤسس الاسرة المصرية الخامسة والعشرون بعد ثبوت أن فترة حُكنه ، كانت قد إمتدت لتشمل مملكة النوبة ، وعموم مصر  ، إبان فترة سيطرة النفوذ الكوشي على المنطقة .

3 - الملك  بيعانخي "
الملك بيعنخي


تاريخ الملك بعنخي 
ويبدو أن القوات الكوشية حاصرت القوات المصرية المتحالفة وأجبرتها على خوض المعركة ، فارضة عليها الاحتماء بمدينة هرموبولس التي تمَّ ضرب الحصار عليها، فقط حينها توجه بيَّا بنفسه إلى مسرح العمليات متوقفاً في طريقه للإحتفال بالعام الجديد في الكرنك ،وكان غرض بيَّا من ذلك مزدوجاً ، فمن جانب أراد أن يعلن للملأ إعتراف امون به ملكاً ، ومن جانب ثانٍ ، إستهدف إضعاف القوات المصرية المُحاصرة بإطالة أمد الحصار تدميراً لروحها المعنوية. وأثناء ذلك اجتاحت قواته مصر الوسطى، ووصل إلى هرموبولس ، فأخضع ملكها نمرود .
كما إستسلمت مدينة هيراكليوبولس دون أن تنتظر إستيلاء بيَّا عليها واعترف حاكمها بولاية بيَّا في خطاب مشحون بالعبارات الأدبية جاء فيه: " تحية لك أيَّا حورس، أيها الملك القوى، إنك الثور الذي يقاتل الثيران! لقد إستحوذت الدات (أى العالم السفلى) علىَّ وغمرتني الظلمات ، فهل لي أن أمنح وجهاً كوجهك المشرق! لم أجد من يناصرنى وقت الشِدة ، ولكن بفضلك أنت وحدك أيها الملك القوى انقشعت الظلمات من حولي! ، فأنا وجميع ممتلكاتي في خدمتك ، وتدفع مدينة ننى سوت الضرائب لجهازك الإداري ، فأنت بالتأكيد خوراختى ، حور الأفقين الواقف على رأس الخالدين ، وبقدر بقائه تبقى أنتَّ ملكاً ، وكما أنه خالد لا يموت فأنت أيضاً خالد لا تموت ، أيا بيَّا يا ملك الوجهين القبلي والبحري، لك الحياة إلى الأبد ".
بعدها توجه بيَّا إلى الشمال ، وإستولى دون مقاومة على القلعة التي شيدها أوسركون الأول لمراقبة مدخل الفيوم ، ثم زار مدينة هليوبولس لأداء الشعائر التقليدية التي تقام للإله آمون وقدم القرابين فوق تل الرمال ، ويسرد النص أن بيَّا إتجه إلى مقر " رع " في موكب رهيب ، فدخل المعبد وسط تهليل الحاضرين والكاهن المرتل يتعبد للإله لإبعاد أعداء الملك ، ثم اقيمت شعائر بردوات وربط العصابة الملكية، وتطهر جلالته بالبخور والماء ، ووقف الملك بمفرده ، وكسر ختم المزلاج وفتح مصراعى الباب وشاهد والده رع في قصر البن بن المقدس ومركب النهار المخصصة لرع ومركب المساء المخصصة لأتوم، ثم أغلق مصراعي الباب ووضع الطين وختم الملك بخاتمه الخاص، وأصدر تعليماته للكهنة قائلاً : " لقد قمت أنا شخصياً بوضع الختم ، لن يدخل المكان أحد سواى ممن يدعون أنهم ملوك ، وانبطحوا على بطونهم فوق الأرض قائلين: ثابت أنت ودائم، فليحي حورس محبوب رع ، إلى الأبد! دخولاً إلى مسكن أتوم ".
أما تف نخت قائد المتمردين فقد أرسل إلى الملك المنتصر بيَّا رسولاً ليتفاوض نيابة عنه وحملَّه رسالة إلى بيَّا جاء فيها: "ألم يهدأ قلب جلالتك بعد كل ما ألمَّ بى بسببك؟ أجل انى بائس، ولكن لا تعاقبنى بقدر الجرم الذي إرتكبته ، أنت تزن بالميزان وتحكم طبقاً للوزنات! وفي إمكانك مضاعفة جرمي أضعافاً مضاعفة، ولكن ابق على هذه الحبَّة، وسوف تعطيك حصاداً وفيراً في الوقت المناسب، لا تقتلع الشجرة من جذورها! إن كاءك (روحك) تثير الرعب في أحشائي وترتعد أوصالي من شدة الخوف! ومنذ أن علمت باسمي لم أجلس في بيت الجعة ولم أستمع إلى عزف الجنك، لقد أكلت وشربت ما يكفى فقط لرد جوعى وإطفاء ظمئى ، وصل الألم إلى عظامي، وأسير عارى الرأس مرتدياً الأسمال حتى تعفو الآلهة نيت عنى. لقد فرضت على السير مسيرات طويلة، أنت تلاحقنى على الدوام، فهل أسترد حريتى ذات يوم؟ طهر خادمك من ذنوبه، ولتنتقل ممتلكاتي إلى الخزينة العامة ، وكافة ما أملك أيضاً من ذهب وأحجار كريمة وأفضل جيادي وكافة تجهيزاتى ، أرسل رسولك ليطرد الخوف من قلبى وأذهب في صحبته إلى المعبد ليطهرني القسم الالهي ".
وأرسل له بيَّا بالفعل كبير الكهنة المرتلين يرافقه القائد العكسرى الكوشي باورما حيث أقسم تف نخت أمامها في المعبد القسم الالهى التالي: "لن انتهك المرسوم الملكى ولن أتهاون في أوامر صاحب الجلالة، ولن أسلك سلوكاً مذموماً في حق قائد عسكري في غيابه وسوف أتصرف في حدود الأوامر الصادرة من الملك دون أن اخرق ما أصدره من مراسيم، عندئذ أعلن صاحب الجلالة موافقته.
بعد تلك الانتصارات ثبت بيَّا حكام الدلتا المصريين كل في إقليمه متجنباً إعطاء الكثير للذرية الليبية لفراعنة مصر القدماء مستثنياً واحداً منهم فقط هو نمرود بوصفه متحدثاً نيابة عنهم. ويصف النص وصول أولئك الحكام لأداء فروض الطاعة والولاء: "لَّما أضاءَ الأرض نهار جديد، حضر عاهلا الجنوب وعاهلا الشمال والصل على جبينهم وقبلوا تراب الأرض أمام قوة صاحب الجلالة. وهكذا جاء ملوك وقادة الشمال ليشاهدوا بهاءَ جلالته ، وكانت سيقانهم ترتعش وكأنها سيقان نسوة، ولكنهم لم يدخلوا إلى مسكن الملك حتى لا يدنسوه بالنظر إلى أنهم لم يختنوا ولأنهم يأكلون السمك. أما الملك نمرود فقد دخل مسكن الملك إذ كان طاهراً ولا يأكل السمك ". 
ومن ثم قرر بيَّا العودة إلى نبتة وكان أن: "حُملت السفن بالفضة والذهب والأقمشة وسائر خيرات الشمال وكل ثمين وسائر كنوز سوريا وعطور بلاد العرب، وأقلعت سفن صاحب الصوب الجنوب وكان جلالته منشرح القلب، وعلى الجانبين كان الأهالي على شاطئ النهر يهللون من نشوة الفرح، وأخذ الجميع -شرقاً وغرباً- كلما بلغهم النبأ ينشدون عند عبور صاحب الأنشودة فرح وابتهاج، تقول الأنشودة: أيها الأمير القوى، أيها الأمير القوى، أيا بيَّا، أيها الأمير القوى! ها أنت تتقدم بعد أن فرضت سيطرتك على الشمال، إنك تحول الثيران إلى إناث! طوبى لقلب المرأة التي أنجبتك! وطوبى لقلب الرجل الذي من صلبك! وأهل الوادي يحيونه فلتحي إلى الأبد، فقوتك خالدة أيهُّا الأمير المحبوب من طيبة". فضلَّ الملك الكوشي بيا ألا يحكم مصر شخصياً بصورة مباشرة، فلجأ إلى إتباع سياسة منح الحكم الذاتي للمصريين تاركاً السلطات الإدارية بأيدي الحكام المحليين الذين أدوا له قسم الطاعة والولاء، مكتفياً بالإشراف الفعلي على منطقة طيبة والطرق الغربية حتى [ الواحة الداخلة ].
ويربط كثير من المؤرخين بين وفاة بيا والزى الأسود الذي ترتديه النسوة في المناطق النوبية التي تقع شمال السودان وجنوب مصر حيث تذهب الرواية المتداولة إلى أن ذلك الزى الأسود تم ارتدائه حين وفاة بيا بعد أن حزن الناس لذلك الحدث حزناً شديداً ورفضن النسوة أن يُغيرن أو يخلعن ذلك السواد مدى العمر حتى صار زياً قومياً في تلك المنطاق، والأمر بلاشك له دلالة قوية على عظمة وقوة الملك بيا.

رسم يوضح إنتصارات الملك بيعنخي والذي يبدو ظاهراًٍ على اليسار ممسوحاً جزئياً - ويوضح هذا الرسم تحديداً - تلقي الملك بيعنخي الجزية من حُكام الدلتا الأربعة


 لوح الملك بيعنخي 

 هرم الملك بيعنخي - مدينة الكرو التاريخية


4 - الملك شباكـــا "

الملك شباكا


تاريخ الملك " شباكـــا "
هو الملك " شباكا او شاباتاكا او شباكا نفر - كا - رع " ، وتعني روح رع الجميل، كان فرعوناً كوشياً من ملوك الأسرة الخامسة والعشرين حكم مملكة كوش و مصر في الفترة مابين عام 721 إلى 707 / 706 قبل الميلاد وفقاً لأحدث الأبحاث الأكاديمية للتسلسل الزمني لتاريخ مصر القديمة والصادرة عام 2006 م.
هذا - وتدل آخر بحوث أجريت 2017/2016 لمخطوطات في الكرنك على أن شباكا تولى الحكم بعد شبيكتو .
ويُعتقد أن الملك شباكا هو ابن الملك كاشتا والملكة باباتشما ، رغم أن هنالك نص يرجع لزمن الملك طهارقة يمكن ترجمته علي نحو يوحي بأن الملك شباكا هو أخ لطهارقة ، مما يُعني إنه إبن بعنخي ، ووفقاً للسجلات الأشورية فإن الملكة كلهاتا شقيقة طهارقة  كانت المرافقة الملكية للملك شباكا ، والمعروف أن الملك شباكا والملكة كلهاتا هما أبوي الملك تنوت أماني ، ومن المرجح أنهما أبوي الملك شبتكو أيضاً، ويحتمل أن تكون الملكة تباكانيمون زوجة الملك شباكا ، رغم أن بعض العلماء يعتقدون أنها زوجة الملك طهارقة.
وقد تَقَلٌد الأمير هرماخت إبن شباكا منصب كبير كهنة آمون . وعرف ذلك من تمثال للأمير عثر عليه في الكرنك ، ومن شظية من تمثال آخر حملت جزءً من تفاصيل حياته . ومن التابوت الصخري الخاص بجثمانه الذي عثر على إسم إمرأة منقوش عليه تدعي ميسبات ، يحتمل ان تكون أمه. 
ويُعتقد أن الملك شباكا كان أبا لطفلين آخرين لم يتم تحديد أمهاتهم حتي الأن ، ويمكن أن تكون الملكة بيانكرتي احدهم ، وهي أخت غير شقيقة وزوجة للملك تنوت أماني و دفنت في أبيدوس بمصر.

جعران ضخم يعود تاريخه إلى عصر الملك " شباكا "

5 - الملك " شاباتاكو شبتكو 
الملك شبتكو 

( متحف النوبة للآثار )



تاريخ الملك شبتكو
هو الملك شبتكو  - أو شاباتكا - الملك النوبي الثالث في ترتيب فراعنة الأسرة الخامسة والعشرين الستة ، هو ابن الفرعون بعنخي ، وإبن أخت الفرعون شباكا وخليفته . حكم نحو 17 عاماً - في الفترة مابين العامين 706 او 707 قبل الميلاد ، وحتى 690  قبل الميلاد ، وذلك وفق ما أسفرت عنه أحدث الأبحاث الأكاديمية التي قام بها العالم دانيل خان حول نقوش تنق - اي فار ، في الموقع الآثري في شمال غرب إيران.
وقد كان إسمه الملكي " دجيد - كاو - رع " ، ومعناه : " روح رع الصبور (او المتصبر برع) ."
وفيما يخص نظامه في الحُكم ، قد إتبع نظام الملك شبتكو في بداياته سياسة المصالحة وحُسن النية مع الإمبراطورية الآشورية ، وأبرز مايدل علي ذلك - هو قيام النظام بتسليم الملك لامني ملك أسدود ، الذي فر الي مصر بعد فشل ثورته ضد الملك الآشوري سرجون الثاني (750 الي 722 ق.م)، ولكن بعد وفاة الملك سرجون الثاني وتولي إبنه الملك سنحاريب مقاليد الحكم الأشوري غير الملك شبتكو سياسته تجاه الأشوريين الي الإعتراض العسكري المباشر للتمدد الآشوري في أرض كنعان.
وتظهر مسلة عثر عليها في مدينة الكوة بدنقلا شمال السودان أن الملك النوبي شبتكو هب لنجدة أورشليم ، ومسلة اخري تظهر ان الملك شبتكو طلب من اخوته بما فيهم الملك طهارقة ( الذي كان قائداً عسكرياً في ذلك الوقت ) الحضور من بلاد النوبة بقواتهم لقتال الآشوريين . ودعم الملك القوات الكوشية بالقوات المصرية وارسلهم الي فلسطين بقيادة طهارقة فوقعت معركة التخ في عام 701 قبل الميلاد.
زكذلك عرف عن نظام الملك شبتكو قيامه بإنهاء زخارف وزينة معبد اوزوريس في طيبة الذي بدء إنشائه في عهد الملك " أوسكرون الثالث " آخر ملوك الأسرة الثالثة والعشرين.
وقد توفي الملك شبتكو عام 690 قبل الميلاد وخلفه علي العرش شقيقه الأصغر الملك طهارقة.
فيما يخص حقيقة وصاية الملك شباكا على الملك " شبتكو " في كل ما يتعلق بمهام الحكم وولاية العرش ، فجدير بالذكر ، أنه في نحو العام 1977 م ، قدم العالم وليام مورنين فرضية مفادها ان الملك شباكا كان وصياً ، علي الملك شبتكو ، مستنداً في ذلك علي مسلة عثر عليها في مدينة تيران ، وسميت مسلة تيران 1467 ، وتصور المسلة الملكين يجلسان معاً علي طاولة ترحيب (شباكا في الأمام وشبتكو في الخلف) يواجهان شخصين اخرين ، لكن في وقت لاحق من عام 2001 م ، أعلن متحف توران ان هذه المسلة مزيفة ، وقد أكد علي ذلك عالماء المصريات روبرت موركوت واستيفن كويرك ، وبهذا لا تصح فرضية الوصاية بهذا الدليل.
ثانياً - إفترض بعض العلماء أن هذه الوصاية قائمة بالإستناد علي النقش الخامس في نقوش تسجيل مستوي منسوب النيل جاء في النص رقم 33 الذي سجل في العام الثالث لتولي شبتكو مقاليد الحكم ، وبعد شهر من عيد شم النسيم أن : ( الملك شبتكو يذكر حضوره الملكي في معبد امون بالكرنك عندما قام امون بتتويجه بالتاج ذو الأفعي المزدوجة عند عرشه ، وكذلك فعل حورس ، وبالتالي فقد اكتسبت ملكيته الشرعية اللازمة).
وقد آثار عالم المصريات الألماني جيرقن فون بيكريث جدلاً بعد مناقشته للنقوش الخاصة بالتتويج الرسمي للملك شبتكو ومقارنتها مع نقوش تحديد منسوب النيل النص رقم : ( 30 ) ، والتي تعود لعامين من تولي شبتكو للحكم اثناء عهد الملك شباكا وهي تعتبر أول ظهور رسمي لشبتكو في مصر ، واذا صحت الفرضية فأن ذلك قد يثبت ان الملك شباكا كان وصياً علي نظام الملك شبتكو لمدة عامين.
وقد أبدي العالم الإنجليزي كينيث كيتشينز ملاحظات هامة حول مصطلح (ظهور) الذي ورد في النصوص السابقة ينطبق علي مصطلح عيد الظهور الرسمي او الظهور الأول للملك كملك متوج ، كما اكد ان الخمسة أيام الاولي التي تلي شهر شم النسيم تصادف عيد الإله آمون في الكرنك ، وان هذه المناسبة موثقة جيداً في حقبة الدولة الحديثة والأسرة الثانية والعشرين والعهد البلطمي، اي ان هذه الفترة تزامنت اعياد امون مع موسم فيضان النيل وزيارة الملك شبتكو لمعبد امون في الكرنك ، لكن لا يوجد دليل علي بقاء الملك شبتكو ملكاً معلناً لمدة عامين لكن بلا تتويج رسمي.وقد اكد العالم وليام مارون أن ترجمة نصوص زيارة معبد آمون لم يراد بها إثبات تتويج او تنصيب للملك شبتكو ، بل إنها تسرد ظهوراً عادياً للملك في المعبد إعترافاً بنفوذ الاه وتأميناً لملكه ولطرح البركة في الأجيال القادمة ، بمعني اخر ان الملك شبتكو كان ملكاً متوجاً عند زيارته للمعبد وكان الغرض من الزيارة توثيق اسمه في سجلات المعبد للمستقبل ولإكساب مزيداً من الشرعية لنظامه ، ولهذا تبدو فرضية الوصاية غير واردة في الوقت الحالي.
فيما يخص تطور الوقائع من واقع الإكتشافات الحديثة التي تخص تاريخ الملك شبتكو ففي عام 1999م ، تم إعادة تحليل ودراسة الإكتشاف الآثري الهام لنقوش الملك الآشوري سرجون الثاني (750 الي722 ق.م) في موقع تنقي- فار شمال غرب إيران ، والتي نقشت حوالي عام 706 او 707 ق.م .، وتظهر النقوش - أن الملك شبتكو ، كان قد قام بتسليم لامني ملك أسدود للملك سرجون الثاني بدلاً عن الملك شباكا الذي سبقه ، ويقرأ المقطع علي هذا النحو  :
الملك سرجون الثاني : " لامني الملك ، الذي نهب مدينة أسدود وفر الي أرض مليها وعاش فيها كاللصوص ، لكن شبتكو (شاباتاكا) ملك ميليها الذي سمع عن عظمة الألهة آشور ونابو ومردوخ التي أظهرتها في كل البلاد قام بإحضار لامني مقيداً في حضرتي."
وترجع نقوش تنقي - فار للعام الخامس عشر من تولي سرجون الثاني مقاليد الحكم الآشوري ، اي مابين نيسان 707 الي ازآر 706 ق.م وهذا ما يوضح ان الملك شبتكو كان حاكماً لمصر في أبريل 706 ق.م علي اقل تقدير ويحتمل قبل نوفمبر 707 لإتاحة الوقت لعملية تسليم الملك لامني ولنحت هذه النقوش نفسها. وفي نفس السياق أستبعدت فرضية موازية وهي ان يكون شبتكو نائباً للملك شباكا في ذلك الوقت وقام شخصياً بإتمام عملية التسليم بدلاً عن الملك " شباكا "،  لكن عالم المصريات كارل جنسن وينكلن ، أستبعد ذلك أيضاً في كتاب دليل دراسات الشرق : التسلسل الزمني لمصر القديمة ، الذي يعتبر اخر المنشورات الأكاديمية في هذا الشأن وقد كتب كارل الأتي :
لاتوجد أدني إشارة بإي صيغة تفيد بأن هناك اي نوع من الوصاية تم علي ملوك الأسرة الخامسة والعشرين ، فقد حكم شباكا مصر وكان شبتكو نائبه في النوبة ، وبالتالي فأن فتح العلاقات الدبلوماسية مع الأشوريين ، وإعتقال وترحيل الملك لامني ، كان يتوقع ان تكون من مهام الملك وليس نائبه ، كما لا يمكن ان تذكر النقوش نائب الملك البعيد نسبياً في النوبة بدلاً عن رأس النظام في مصر إلا اذا كان شبتكو هو الحاكم الفعلي في مصر في ذلك التوقيت وتضفي وقائع عملية تسليم لامني هذه بعداً منطقياً وتزيد التأكيد علي ذلك.
وكان من الثابت حتى اليوم ان الملك شباكا قام بتسليم لامني فور وصوله لمصر وتسلمه مقاليد الحكم ، لكن أتضح الآن ان هذا التسليم تم بعد عامين من تسلم شبتكو مقاليد الحكم.
ومن هنا - يُمكن الجَذم بأن نظام شبتكو قد إستمر في الفترة مابين سنة 707 أو سنة 706 ق.م - إلى سنة 690 ق.م.

6 - الملك " تهراقا "
تمثال ضخم للملك تهارقا

متحف النوبة للآثار )



تاريخ الملك تهراقا 
من المتفق عليه أن تتويج طهارقة ملكا قد تم في سنة 690 ق.م؟.
وقد كانت أول سنين حكم طهارقة تتمتع بالسلام، وقد تمتع الحكام المحليون بقدر كبير من الحكم الذاتي.
بسبب التنافس مع الآشوريين ، دعم طهارقة تمردات محلية في المدن الفينيقية والتي كانت تسعى للإستقلال ، إلا أنها أخمدت من قبل الملك الآشوري آسرحدون.
في 674 ق.م. حاول آسرحدون غزو مصر إلا أنه هُزم، فحاول مجددا بعد ثلاث سنوات، وتمكن من هَزم طهارقة ، الذي هرب من منف تاركا عائلته الملكية التي أُسرت وأُرسلت إلى آشور مع ثروة كبيرة من منف.
ومع ذلك ، فإن الأغلب لم يمدد الآشوريون سيطرتهم إلى مصر العليا جنوبي منف ، وقد تمكن طهارقة بعد سنة من إعادة السيطرة على الدلتا ، مما إستدعى عودة آسرحدون لمصر مجددا إلا أنه مات في الطريق. 
تولى بعد ذلك ابنه آشوربانيبال والذي غزا مصر مجددا وتمكن من هزم طهارقة للمرة الثانية ، وإلى تراجع إلى نبتة
بعد عودة آشوربانيبال إلى نينوى ، تآمر الحكام المحليون في مصر مع طهارقة لمشاركته الحكم ، حيث على الأغلب رأوا أنه أقل غرورا وتدخلا في الشؤون المحلية، إلا أن المؤامرة اكتشفت وتم إعدام المتآمرين.

تمثال الملك تهاركا على هيئة أسد


7 - الملك " تَنُوت أماني "
رأس الملك تنوت أماني 

متحف أشموليان )



تاريخ الملك تنوت أماني 
هو الملك : " تنوت أماني " بالأشورية - أو تنوت أمون بالمصرية - أو بالاغريقية -Tementhes  ، كلها أسماء للملك النوبي تنوت أماني ملك كوش وفرعون مصر واخر ملوك الأسرة الخامسة والعشرين. وكان اسمه الملكي هو (با-كا- رع) - ويعني " روح رع المجيد " ـ وقد حكم البلاد ما بين 664 حتى 657 ق.م.
هو إبن الملك شباكا وإبن أخت الملك طهارقة ، وخليفته علي العرش، في حين ذكرت بعض النصوص انه ابن الملك شبتكو ، وكذلك فسر بعض علماء المصريات النصوص علي هذا النحو ، إلا أن الأشوريون دونوا اسمه علي انه ابن الفرعون شباكا. والملكة كلهاتا اخت الفرعون طهارقة.
ومما يُذكر من أحداث في عهد الملك " تنوت أماني " - أنه في نحو العام  664 ق.م وبعد رحيل الأشوريين عن مصر وتنصيبهم للفرعون نخاو الأول أول ملوك الأسرة السادسة والعشرون سير الملك تنوت أمون جيوشه غازياً مصر كلها حتي منف منتقماً من الأشوريون ، وقتلت الحملة الفرعون نخاو الأول بتهمة التحالف مع الأشوريين . كرد فعل لذلك عادت جيوش الأشوريون الي مصر مرة أخري ، ونجحت في دفع الكوشيين الي الجنوب حتي طيبة. 
وقد إستمر حكم النوبيين علي طيبة ثمانية أعوام اخري ، حتي قامت القوات البحرية التابعة للفرعون إبسماتيك الأول بإسترداد طيبة من النوبيين ، فنتهت بذلك سيطرة كوش علي مصر .

ومنذ ذلك التاريخ وحتي وفاته في عام 653 ق.م حكم الملك تنوت أماني مملكة كوش فقط من كرمة ودفن في المقابر الملكية في مدينة الكرو التاريخية في الهرم رقم 16 وخلفه علي عرش مملكة كوش الملك اتلانيرسا ابن الملك طهارقة. وقد اكتشف العالم تشارلز بونيه تمثال الملك تنوت أماني في كرمة عام 2003 م.

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/10/blog-post_26.html
معابد قديمة في النوبة 


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/10/blog-post_26.html
أهرامات حضارة كوش - جنوب السودان

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة

التصنيفات
تاريخ البطاركة201 مقالات تاريخية67 تاريخ الحضارة المصرية القديمة46 مقالات متنوعة27 مقالات في التاريخ24 تاريخ الكتاب المقدس23 أبحاث تاريخية21 مصر في العصر اليوناني21 تاريخ مصر القديم16 تاريخ مصر في العصر الروماني16 تاريخ الإمبراطورية الرومانية15 الاباطرة الرومان14 تاريخ مصر في عصر الإسلام14 تاريخ مصر في عصور الإسلام13 قسم المخطوطات13 تاريخ الحروب الصليبية | موسوعة شاملة في تاريخ الحملات الصليبية12 موسوعة الحروب الصليبية12 تاريخ البدع والهرطقات11 مقالات متنوعة في التاريخ11 موسوعة آباء الكنيسة11 أبحاث تاريخية | تاريخ المتاحف الكبرى في مصر والعالم10 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية10 موسوعة الكنائس والأديرة10 تاريخ الرهبنة المصرية9 تاريخ الكنيسة9 تاريخ الحروب الصليبية8 دراسات في تاريخ الكنيسة القبطية8 تاريخ الكون6 موسوعة الآباء الرهبان6 بطاركة الإسكندرية5 أبحاث تاريخية | تاريخ الجامعات المصرية4 تاريخ البطالمة4 تاريخ الحملات الصليبية | مشاهير قادة الجيوش الصليبية4 دراسات في التاريخ العربي الإسلامي4 مكتبة المرئيات4 أبحاث تاريخية | تاريخ الأسكندرية عبر العصور3 أبحاث تاريخية | حريق القاهرة في يناير عام 1952م3 تاريخ الجامعات المصرية3 تاريخ الحضارات الإنسانية الأولى3 تاريخ روما القديم3 تاريخ مصر في عصور الإسلام | العصر العثماني | الأسرة العلوية3 مصر في العصر الجمهوري3 مصر في العصر اليوناني | مقدمة3 أبحاث تاريخية | الإسكندر الأكبر2 أبحاث تاريخية | التاريخ المصري القديم2 أبحاث تاريخية | الحروب الصليبية في تاريخ مصر2 أبحاث تاريخية | المتحف المصري2 أبحاث تاريخية | تاريخ الكنيسة2 أبحاث دينية ولاهوت2 التاريخ الطبيعي للأرض2 تاريخ الانسان الاول2 تاريخ البطاركة | مقدمة عن تاريخ الكنيسة القبطية2 تاريخ الثورات في مصر2 تاريخ مصر في العصر الجمهوري2 تاريخ مصر في العصر الروماني | فصل خاص عن تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ما بعد الإسلام2 تاريخ مصر في العصر اليوناني2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأيوبية2 تاريخ مصر في عصر الاسلام | جرائم العرب المسلمين في مصر2 حياة الديناصورات2 مصر في عصر الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مصر في عصور الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مقالات في الدين2 أبحاث الكتاب المقدس1 أبحاث تاريخية | أكتشاف الصليب المقدس1 أبحاث تاريخية | تاريخ أقدم القصور في مصر والعالم1 أبحاث تاريخية | تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية | حياة الأسد المرقسي1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر21 أبحاث تاريخية | مقدمة عن تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية حصرية | الحملة الفرنسية على مصر1 أبحاث تاريخية حصرية | محمد على باشا الكبير | تاريخ الأسرة العلوية1 أبحاث في اللاهوت والعقيدة1 إنسان العصر الحجري ومراحل التطور | تاريخ الإنسان عبر العصور1 التاريخ الطبيعي وأوائل الكائنات1 العصر العثماني | إكتشاف حجر رشيد1 العصر العثماني | الحملة الفرنسية على مصر1 تاريخ الأرض الطبيعي1 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الغربية1 تاريخ العالم | القرن الرابع الميلادي1 تاريخ الكون وبداية نشأة الحياة على كوكب الأرض1 تاريخ الكون وبداية نشأة كوكب الأرض | فيديو أحدث الإكتشافات العلمية في مجال علم الفضاء1 تاريخ المسيحية في مصر1 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأموية1 تاريخ مصر في عصور الاحتلال | عصر الجمهورية1 جرائم العرب المسلمون في مصر | الكاتب / أشرف صالح1 حضارات ما قبل التاريخ | حضارات ما قبل الطوفان العظيم1 دراسات في الكتاب المقدس1 دراسات في تاريخ الإسلام1 دراسات في تاريخ العالم القديم1 قاموس القديسين والشهداء1 مصر عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية | الدولة العباسية الثانية1 مصر في العصر الإسلامي | مقدمة الكاتب أشرف صالح عن تاريخ العرب القديم ما قبل الإسلام1 مصر في عصر الإسلام1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الإخشيدية1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الطولونية | مقدمة عن الدولة الطولونية1 مصر في عصر الإسلام | العصر الأموي1 مصر في عصر الإسلام | العصر العباسي | الدولة العباسية الأولى1 مصر في عصر الإسلام | جرائم عمرو بن العاص | حرق مكتبة الأسكندرية1 مصر في عصر الإسلام | دراسات في تاريخ الإسلام وحكم مصر1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية الرابعة1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية1 مصر في عصر الإسلام | عصر المماليك البرجية الشركسية1 مصر في عصر الإسلام | مصر في عصر الخلفاء الراشدين1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة الأيوبية1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة العباسية الثالثة1 مصر في عصور الإحتلال |عصر المماليك1 مصر في عصور الإسلام | العصر الجمهوري1 مصر في عصور الإسلام | عصر الدولة العباسية1 مقتطفات من حياة البطاركة1 موسوعة أقباط مصر1 موسوعة أنبياء العهد القديم1 موسوعة المؤرخون الأوائل1 موسوعة مصر التاريخية الشاملة1 موسوعة مملكة الأرض الجغرافية1