تابع : تاريخ عصر الأسرات
تابع : عصر الدولة المصرية الوسطى
تاريخ ملوك الأسرة السابعة عشر
⊱≼ الفترة الإنتقالية الثانية ≽⊰
مقدمة
ولقد أعقبت الأسرة المصرية السابعة عشرة مباشرةً ، الأسرة المصرية الثالثة عشرة في فترة عصيبة من تاريخ الدولة المصرية ، سادت خلالها الفوضى والإضطرابات ، ولم تزل الأسباب التي أدت إلى إنحراف الدولة المصرية عن مسارها الذي سلكته منذ عهد مجدها الأول ، والذي تحقق بالمواكبة مع عصر توحيد قطريها الشمالي والجنوبي على يد الملك " مينا - نارمر " ، الذي كان أول من قام بإرساء قواعد الحكم المركزي للدولة المصرية ، وأول من وَضَعَ نظام حكم قائم على السيادة المركزية المُنظٌِمة لجميع دوائر الدولة في كافة أشكال نُظُم الإدارة ، وتطورها مع تأسيس حكم الأسرات ، إلى هذه السلسلة من التقلبات والإضطرابات المجهولة الأسباب ـ والغامضة بالنسبة لنا حتى يومنا هذا ، وتشير بعض الدلائل الأثرية ، إلى معاناة الشعب المصري في هذه الحقبة القديمة من تاريخ الدولة المصرية من فوضى عارمة سادت البلاد ، وإضطرابات داخلية ، عصفت بأمنها وسلامها ، وقضت على وحدة الصف المصري ، وظلت هذه الحالة من الإضطراب والفوضى على مدى أكثر من مائة عام ، وقد أدت هذه الإضطرابات بدورها إلى سقوط هيبة الدولة المصرية ، وبالتالي ضعفها ، وسقوطها في قبضة الهكسوس الغُزاة ، ولم تعرف الدولة المصرية معنى الإستقرار ، إلا بمجئ عصر حكم الأسرة السابعة عشر ، والتي أدت إلى طرد الهكسوس الغزاة من دون رجعة .
ولقد كان إستقرار سيادة الهكسوس في حكمهم لمصر - منذ ( عام 1650 ق.م ) بفترة قصيرة ، ولم تكن هذه الأسرة تهمين إلا على مصر العليا ، وجزء من مصر الوسطى حتى منقطة القوصية - أما باقي القطر - فكان يخضع للمقاطعات الآسيوية التابعة للهكسوس ، والمصريين المتعاونين معهم ، أو الهكسوس أنفسهم ، وكان على فراعنة الأسرة السابعة عشرة أن يقدموا بعض الضرائب لهؤلاء الهكسوس ، وأن يتقبلوا وجود حامياتهم القائمة في مواقع إستراتيجية (مثل الجبلين) ، فضلاً عن إخلاء حصون النوبة السُفلى ، حتى إنكمشت الحدود إلى " الفنتين " - ولذلك - فقد كان الوضع عسيرا بالنسبة لفراعنة الأسرة الطيبية حينئذٍ ، والذين إعتمدوا على دعم مجموعة من الأقاليم مثل إدفو ، والكاب الذين كانا حاكميهما يرتبطا بالأسرة الملكية ، وكذلك إقليم قفط الذي ترتبط أملاك معبده إرتباطاً وثيقاً بأملاك الإله آمون ، و لا ريب في أن روح الكفاح الحربي ، كانت تجيش في أجواء الأسرة السابعة عشرة ، ولكن يكبح جماحها عدم توافق ميزان القوى نظراُ لتفوق الهكسوس في الأساليب العسكرية ، وبدأت تظهر سلسلة من مظاهر الضغينة والحقد التي أحرزت القليل من النجاح ، والكثير من الإخفاق - وفي ذات الوقت - بعض فترات التعايش السلمي .
أما حرب التحرير الفعلية التي قامت متضمنة كتائب ضخمة من الجنود المرتزقة ، والقادمين في الأصل من بلاد النوبة ، والمعروفين بإسم : [ المجاي - Madjay ] ، فلم تبدأ إلا مع كامس - Kames ، ولم تنته إلا خلال حكم خليفته الملك " أحمس ".
هذا - ولم يتأكد لنا حتى الآن ، التسلسل السليم لملوك فراعنة الأسرة السابعة عشرة وفقاً لأسبقية حُكم كل منهم للآخر - أو حتى كل أسمائهم بالكامل ، وترتيب جلوسهم على عرش حكم مصر ترتيباً تاريخياً دقيقاً ، ولكن كل ما لدينا من معلومات عن هذه الأسرة ، أنه كان لهم مقر للحكم في بلدة كانت تُسمى قديماً بإسم : ( البلاص ) - وهي الآن ( أمبوس بالقرب من قفط ) ، ولكنهم كانوا يحكمون - بالطبع - من طيبة والتي دفنوا بها في مقابر تعلوها أهرام من الطوب - ويبدو أن هذه المقابر التي تقع في منطقة دراع أبو النجا ، بجوار جبانة الأسرة الحادية عشرة - والتي كانت رمزا لهذه الأسرة - كانت قد تعرضت للنهب خلال حكم الرعامسة.
ملوك الأسرة المصرية السابعة عشر
1 - الملك إنتف الخامس
IntefNebujeperura
1571 - 1566ق.م.
2 - الملك رع حوتب
Sejemrauahjau Rahote
1580 - 1576ق.م
3 - الملك سوبك [ إم ساف الأول ]
Sobekemsaf Sejemrashe dtauy
1566 - 1559ق.م
4 - الملك دجيحوتي
Sejemrasementaui -Dyehuti
1648 - 1645 ق.م
5 – الملك منتوحوتپ السابع
Sejemra - Mentuhotep
1628 - 1627ق.م
6 - الملك نيبريارا - Nebirau I
Suadyenra - Nebiraura
1627 - 1601ق.م.
7 - الملك نفر كا رع
- Nebiraura Nebirau II
1601ق.م.
8 - الملك سمنن رع
1601 - 1600ق.م.
9 - الملك سيسريانا - Seuserenra
1600 - 1576ق.م.
10 - الملك إنتف السادس
Sejemraupmaat - Intef
1576 - 1573ق.م.
11 - الملك إنتف السابع
Sejemrahorhormaat - Intef
1573 - 1571ق.م.
12 - سوبك إم ساف الثاني
Sejemrauadyjau - Sobekemsaf
1568ق.م.
13 - الملك تاعا الأول ( سناج تن رع تاعا )
1559-1558 ق.م.
إسم الملك تاعا الأول منقوش باللغة الهيروغليفية
على جدران أحد المعابد بالأقصر
14 - الملك تاعا الثاني ( سقنن رع تاعا )
1558-1554ق.م
يُعد الملك " سقنن رع تاعا الأول " – والذي يُطلق عليه أيضاً إسم " سانخت ان رع تاعا الأول " والذي معناه : [ المُخلٌد مقل رع ]، والذي يُلقب أيضاً بلقب : تاعا الأكبر ، هو أحد ملوك الأسرة السابعة عشر.
وقد ولد سقنن رع تاعا الأول عام 1656 ق.م وتوفى في عام 1580 ق.م أو 1570 ق.م ، ولا توجد معلومات مؤكدة حول إذا ما كان والده هو الملك إنتف السابع ، وقد أنجب الملك تاعا الأكبر من زوجته الملكة تتي شري - إبنه سقنن رع تاعا الثاني الذي خلفه في الحكم ، وإبنة هي إياح حتب ، وهما اللذان تزوجا وأنجبا حفيديه كامس وأحمس الأول ، صاحب ملحمة النصر التاريخي على الهكسوس ، والوحيد الذي نجح في إلحاق الهزيمة بهم وطردهم من غير رجعة من أرض مصر ، ومؤسس الأسرة الثامنة عشر.
أول صورة إلتقطت لمومياء الملك العظيم سقنن رع تاعا الثاني لحظة إخراجها من مقبرتها
يُعد الملك " سِقنن رع تاعا الثاني " من أعظم ملوك مصر - حيث انه أول من بدأ القتال الفعلى لطرد الهكسوس من مصر ، والتي أنها إبنة أحمس الأول.
والملك سقنن رع تاعا - هو في الأصل - إبن الملك سانخت ان رع تاعا الأول ، ويسمى أيضاً سقنن رع تاعا الأول والملكة تتي شري ، وتواريخ حكمه غير مؤكده ، ولكن يُعتقد أنه تولى الحكم في 1560 ق.م أو 1558 ق.م .
وكان الملك سقنن رع - مُعتدل القامة ، حيث كان طوله يبلغ 170 سم ، عظيم الرأس ، وكان مفتول العضلات ، وشعره أسود وكثيفاً ومجعدا ، ولم يكن تجاوز الثلاثين من عمره عند وفاته إلا بقليل
بداية شن حملات ضد الهكسوس لطردهم من مصر
يُعتبر الملك " سقنن رع تاعا " هو أول ملك بدأ القتال مع الهكسوس ، وتوجد وثيقة هي ورقة سالييه جاءت في شكل قصة منسوبة إلى عصر سقنن رع ، تُخبرنا كيف بدأ الخلاف بين ملك الهكسوس عاقنن رع أبوفيس ، والملك سقنن رع ، حيث أرسل أبوفيس من أواريس الواقعة في شمال الدلتا رسالة إلى سقنن رع ، يخبره في بحيرة طيبة تزعجه وتقض مضجعه ، بالرغم من أنه بينه وبين طيبة مسافة تقدر بنحو خمسمائة ميلاً ، ويأمره بأن يجد أى وسيلة للقضاء عليها ، فكانت هذه الرسالة بمثابة إعلان للحرب .
وفيما يخص عائلته ، فقد تزوج سقنن رع تاعا الثاني من الملكة إياح حتب ، وأنجب منها كامس أخر ملوك الأسرة السابعة عشر ، وأحمس الأول - أول ملوك الأسرة الثامنة عشر.
تفسير غموض وفاة الملك < سقنن رع >
فيما يخص وفاة الملك " سقنن رع تاعا " - فهناك عدة نظريات لكيفية وفاة سقنن رع أكثرها شيوعاً انه قتل في معركته مع الهكسوس وبعض النظريات ترى أنه قُتل بينما كان نائماً ، حيث انه كان راقداً على جنبه الأيمن ، حين تعرض للهجوم ، إما لأنه كان نائما أو لأنه كان قد أصيب بالفعل ، وسقط على جنبه الأيمن قبل أن تأتيه الضربة المًميتة للبيلبي .
وقد تم تحنيط جثته بتعجل وبإختصار ، ويعتقد ان السبب انه تم تحنيطه في مكان المعركة للحفاظ عليه من التعفن حتى ينقل إلى طيبة ، حيث تمت هناك محاولة ثانية لتحنيطه ، وتوجد مومياؤه الآن في المتحف المصري بالقاهرة.
صورتان لمومياء الملك سقنن رع تاعا الثاني
( المتحف المصري بالقاهرة )
وقد تم العثور على مقبرته في خبيئة دراع أبو النجا في عام 1881م ، وقد كشفت المومياء لاحقاً في 9 يونيه عام 1886م بواسطة جاستون ماسبيرو - عالم المصريات الفرنسي .
ولكن - تشير جميع الدلائل والمصادر التاريخية ، وما تمخضت عنه دراسات وأبحاث هذه المصادر ، أن الملك سقنن رع تاعا ، كان قد مات الملك سقنن رع وهو يحارب الهكسوس ، كما توجد آثار مِيٌتتة البشعة على جمجمته المليئة بالجروح والكسور نتيجة الضرب بالحراب والبلاطي ، كما وجدت أسنانه في وضع ضاغط بشدة على اللسان نتيجة الألم الشديد في اللحظات الأخيرة من عُمر الملك.
وتملأ رأس الملك الكثير من الجروح الشديدة فيوجد طعنة خنجر خلف الأذن اليسرى للمك وصلت إلى عُنقه ، وتحطم صدره وأنفه بضربات بالمقامع ، ويوجد أيضاً قطع نتج عن بلطة حرب ، مُخترقاً العظم أعلى جبهة الملك.
15 - الملك كاموس Uadyjeperra - Kamose
1555 - 1550ق.م
تمثال الملك كامس – المتحف المصري للآثار بالقاهرة
تاريخ الملك كامس
يُعد الملك " كامـــس " – آخر ملوك الأسرة الفرعونية السابعة عشر .
وهي الأسرة التي إتخذت من طيبة – مركزاً لحكمها .
ومن المُمكن أن يكون إبن الفرعون سقنن رع والملكة إياح حتب وشقيق أحمس الأول، مؤسس الأسرة الثامنة عشر ، وقد سقط حُكمه في نهاية الفترة الانتقالية الثانية ، وتُعزي فترة حُكم كامس بثلاث سنوات ، لكن يفضل العلماء إعطائه فترة حكم أطول وصلت إلى خمس سنوات.
هذا – ويتوافر لدينا من المعلومات الكافية عن تاريخ هذا الملك ، بما يؤكد أهمية دوره الذي قام به من أجل مقاومة الهكسوس الغُزاة ، وجهوده التي قام بها من أجل تحقيق التحرر من قبضتهم ، حيث أنه قام بأكثر من مبادرة عسكرية ضد الهكسوس ، الذين وصلوا ليحكموا مصر القديمة.
وكان والده سقنن رع قد بدأ بهذه المبادرات، لكن سرعان ما فقد حياته بأحد المعارك معهم. يُعتقد بأن والدته (كوصية) أكملت المعارك بعد وفاة كامس، وأكمل شقيقه أحمس الأول الغزو حتى استطاع طرد الهكسوس ووحد مصر.
ولعل من أهم إنجازات الملك كامس ، والتي قام بها في العام الثالث لحكمه ، قيامه بالإبحار شمالا ً من طيبة في النيل ، من أجل طرد تجمعات الهكسوس الصغيرة ويهدم تحصيناتهم في طريقه إلى الشمال اما مدن الهكسوس الكبرى التي كانت تقابله بمواجهة قوية كان يقوم بحصارها وقطعها عن باقى مملكة الهكسوس حتى وصل إلى أواريس وقد عثر في عام 1954م ، على لوحتبن أقيمتا في الكرنك لتمجيد إنتصارات الملك كامس على أبوفيس ملك الهكسوس ، وتتحدث إحدى هاتين الوحتين عن إنتصار كامس في أواريس عاصمة الهكسوس في الدلتا وتفاصيل الإستراتيجية التي أتبعها وعودته منتصراً إلى طيبة.
وقد توفى الملك كامس في أثناء حربه مع الهكسوس عام 1540 ق.م على مشارف مدينة ( أمبوس ) ، بعد أن كان داخلها منتصراً مظفراً ، جاءته ضربة الغدر من أحد جرحى الهكسوس فوافته المنية وآخر ما نطق به أن وصى أخوه احمس أن يبلغ الجده العظيمة توتيشيري انه لحق أباه ومات ميتة سقنن رع.
وقد ورد في بردية أبوت ، والتي عًثِرَ عليها في داخل مقبرة الملك كامس ، أنه قد تم نقل تابوت كامس من مقبرته ، ودفن في ذراع أبو النجا خوفاً عليه من اللصوص في عصر حكم الملك رمسيس الرابع حيث اكتشفه مريت في ديسمبر عام 1857 م تحت كومة من التراب ، وذكر عالم الآثار الفرنسي مريت - ما يفيد أن المومياء كانت في حالة سيئة جداً ، وقد وجد مع المومياء خنجر من الذهب والفضة، ومرآه من البرونز ، وبردية مجدولة على أعلى ذراع كامس ، كما وجد أيضا جعران وبعض التعاويذ ، وقد ظل الكفن في مصر بينما يوجد الخنجر في متحف بروكسل ببلجيكا، والمرآه في متحف اللوفر.
إرسال تعليق