الموقع الرسمي لمملكة الأرض الموقع الرسمي لمملكة الأرض
أحدث الأخبار
Loading...

آخر المقالات

أحدث الأخبار
Loading...
جاري التحميل ...

سمي خطأ انجيل برنابا | انجيل برنابا الكاذب | أكذوبة أنجيل برنابا

     

أنجيل برنابا

الحق والباطل في دراسة الكتاب المقدس

إنجيل برنابا الكاذب




مقدمة
إن المتواتر أو الشائع عن كتاب برنابا لدي عموم المسلمين ، أنه كتاباً سماوياً ، كُتب بالوحي المقدس ، وأنه يتناول قصة حياة يسوع ، ولكنه في الواقع ، كتاب وضعي ، أي أنه من وضع الإنسان ، وتأليفه ، ومادة هذا الكتاب ماهي إلا عصارة إجتهاد بشري خالص ، لا دخل للوحي فيه ، ولا صِلة .
ومن الأمور الأخرى التي يشوبها الخلط والخطأ في صدد حديثنا عن هذا الكتاب ، أن البعض من المؤمنين به ، يعتقدون أن كاتبه هو برنابا الرسول ، والذي شارك في أكثر من رحلة تبشيرية في آسيا الصغري وأوروبا مع القديس بولس الرسول ، والقديس مرقس الرسول ، وعدد من التلاميذ المبشرين بالكلمة الإلهية ، والذين حل عليهم الروح القدس في يوم الخمسين المقدس في عليٌة صهيون ، في الثلث الأول من القرن الأول للميلادي [ يقدره بعض العلماء بأنه في حوالي عام 36 م ] ، ولكن هذا المعتقد ، خاطئاً بكل معني الكلمة ، فبرنابا المعني به وضع هذا الكتاب ، هو في واقع الأصل رجلاً من القرن السابع الميلادي ، أي بعد ظهور القديس برنابا الرسول بأكثر من سبعمائة عاماً .

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/02/blog-post_80.html
أقدم نسخة من إنجيل برنابا

هذا - وهناك مخطوطان فقط لهذا الإنجيل ، يرجع تاريخهما إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي ، أحدهما مكتوب بالإيطالية والآخر بالإسبانية. 
حجم إنجيل برنابا يعادل حجم الأناجيل القانونية الأربعة مجتمعين تقريبًا. 
معظم نص هذا الإنجيل يتناول فترة كهنوت يسوع ، ومعظم أحداثه تتجانس مع الأناجيل القانونية ، إلآ أنه يتفق في بعض الأمور الأساسية مع التفسير الإسلامي لأصل المسيحية مخالفًا تفسيرات العهد الجديد للمسيحية.


كاتب الإنجيل والهدف من كتابته
إن إنجيل برنابا ليس هو «رسالة برنابا» الباقية للآن ، والتي يُعتقد أنها كتبت في الإسكندرية في القرن الثاني الميلادي ، كما أن الاثنين يختلفان في الأسلوب والمحتوى والتاريخ رغم نسبتهما إلى برنابا. 

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2020/02/blog-post_80.html
برنابا المنسوب إليه كتابة الإنجيل 

ففيما يخص مسألة ( الخـِـــتان ) ، يختلف السِفران بوضوح حول تلك المسألة ، فالرسالة ترفض الممارسات اليهودية ، وفي المقابل يؤيد الإنجيل تلك الممارسات. 
كما أن إنجيل برنابا يختلف عن سفر أعمال برنابا الموجود للآن ، والذي يروي أسفار برنابا وإستشهاده وتعذيبه ، والذي يُعتقد أنه كُتب في قبرص ربما بعد سنة 431م.
في سنة 478م، خلال عهد الإمبراطور الروماني الشرقي زينون، أعلن أنثيميوس كبير أساقفة قبرص أنه رأى موضع دفن برنابا في حُلُمه ، إدعى بأن جثمان القديس وُجد في كهف ومعه نسخة من إنجيل متى القانوني على صدره ؛ وتقول رواية معاصرة للأحداث كتبها ثيودوروس ليكتور  أن أنثيميوس قدّم العظام والإنجيل للإمبراطور. 
هذا - ويزعم بعض العلماء الذين يؤيدون قِدم إنجيل برنابا أنه من المفترض إستبدال عبارة "ومعه نسخة من إنجيل متى على صدره" بعبارة "ومعه نسخة من إنجيله على صدره" ؛ إلا أن هذا الافتراض يختلف مع رواية ساويرس الأنطاكي حول الإنجيل الذي وجده أنثيميوس ، والذي قال بأنه فحصه ح. 500م ليرى إن كان يؤيد طعن يسوع المصلوب بالحربة كما في إنجيل متى 27:49 (ولم يجد). 
هذا - وفي إطار السياق ذاته ، فقد زعم المؤرخ البيزنطي غيورغيوس كيدرينوس ، و  الذي عاش في القرن الحادي عشر الميلادي ، أن نسخة إنجيل متى التي عثر عليها أنثيميوس كانت لا زالت باقية في عهده ، ومحفوظة في كنيسة القديس إسطفانوس في القصر الإمبراطوري في القسطنطينية.


أقدم المخطوطات المكتشفة لإنجيل برنابا الكاذب
يعتبر هذا الإنجيل عملًا ملفقًا وكتابًا منحولاً كتب في وقت متأخر. 
ومع ذلك ، يعتقد بعض الأكاديميين أنه ربما إحتوى على بقايا عمل غير قانوني قديم (من المحتمل غنوصيًا أو إبيونيًا أو من الإنجيل الرباعي) ، نُقحت لتتوافق أكثر مع العقيدة الإسلامية.
هذا - وتعد أقدم وثيقة ذكرت إنجيل برنابا ، تلك التي تحدثت عن إحدى المخطوطتين المعروفتين للإنجيل ، هي مخطوطة مورسكية برقم «BNM MS 9653» محفوظة في مدريد يرجع إلى ح. 1634م كتبها رجل يدعى «إبراهيم الطيبيلى» في تونس. 
وقد تناولت هذه المخطوطة ، ذكراً لنبؤة ورد في الإنجيل ، تُبشر بقدوم النبى محمد، ووصفه الكاتب بقوله : "إنجيل القديس برنابا حيث يمكن للمرء أن يجد النور". كما نُشرت أول إشارة لنص هذا الإنجيل سنة 1717م ، عندما عندما أشار إدريان ريلند بإيجاز حول المخطوطة الإسبانية لهذا الإنجيل في كتابه «الديانة المحمدية»؛ وفي سنة 1718م، قدّم اللاهوتي الأيرلندي جون تولاند  وصف أكثر تفصيلاً حول المخطوطة الإيطالية لهذا الإنجيل. ثم أشار جورج سيل إلى كلا النصين الإيطالي والإسباني سنة 1734م في كتابه «محاضرة أولية حول القرآن» ، فقال :
«ولدى المسلمين أيضًا إنجيلًا بالعربية، منسوب للقديس برنابا ، والذي فيه يرتبط تاريخ يسوع المسيح بطريقة مختلفة جدًا عن ما نجده في الأناجيل الحقيقية ، ومتوافق مع تلك الروايات التي إتخذها محمد في كتابه القرآن. 
وقد ترجم المورسكيون في إفريقيا هذا الإنجيل للإسبانية؛ كما تحتوي مكتبة الأمير يوجين السافويي ، على مخطوطة قديمة بها ترجمة إيطالية لنفس الإنجيل، تٌرجمت، من المفترض ، ليستخدمها المرتدون. 
هذا - ويبدو هذا السفر كما لو كان لم يتم تزويره على يد المحمديين ، على الرغم من أنهم بلا شك حرّفوه وغيّروه من أجل خدمة أهدافهم ؛ وخاصة إستبدالهم كل «بيركليت» أو «المُخلّص» الموجودة في هذا الإنجيل الملفق بكلمة «فارقليط» والتي تعني «الشهير» أو «المُنير»، والتي من خلالها يتظاهرون بأن الإنجيل تنبّأ بنبيهم بالإسم ، وأن هذه إشارة إلى إسم محمد بالعربية ؛ وهم يقولون ذلك لتبرير المقطع الذي أدخلوه في القرآن لينُصّ على أن يسوع المسيح تنبأ بمجي نبي من بعده إسمه أحمد ، وهو إسم آخر مشتق من الجذر نفسه الذى جاءت منه كلمة محمد وبنفس الأصل ».
منذ ذلك الحين ، أصبحت ترجمة جورج سيل ، هي بمثابة نص موثق للقرآن ، وهي النسخة الإنجليزية القياسية المعتمدة للقرآن وقتئذٍ ؛ ومن خلال نشرها في كتابه «محاضرة أولية حول القرآن»، أصبحت الأوساط العلمية على وعي بوجود إنجيل برنابا؛ مما دفع العديد إلى بذل محاولات غير مثمرة للعثور على النص العربي الأصلي الذي أشار إليه جورج سيل. ورغم وصف سيل لهذا الإنجيل في كتابه ، إلا أن إعتمد كليًا روايات ثانوية للحصول على معلوماته. فعلى سبيل المثال، تناقضاً مع ملاحظات سيل ، لا وجود لكلمتي «بيركليت» أو «فارقليط» صراحةً أي من النصين الإسباني أو الإيطالي؛ وإن كان اللفظ اليوناني «periclyte» كُتب بأحرف عربية في أحد هوامش النسخة الإيطالية في الفصل 44. وبعد كتابه «محاضرة أولية حول القرآن» ، إستعار سيل المخطوطة الإسبانية نفسها، ونسخ نسخة طبق الأصل منها.

نموذج لأقدم مخطوط من إنجيل برنابا الكاذب

جدير بالذكر ، أن عبارة "الإنجيل وفقًا لبرنابا" ، كانت قد وردت في قائمتين مسيحيتين قديمتين للأعمال "الملفقة": في النص اللاتيني للمرسوم الغاليليوسي (من القرن السادس الميلادي)، وفي قائمة الستين كتابًا اليونانية (من القرن السابع الميلادي). 
كلتا القائمتين كُتبتا باستقلالية عن بعضهما البعض. وفي سنة 1698م ، وجد جون إرنست غراب  مقولة غير معروفة ليسوع، منسوبة لبرنابا الرسول، ضمن المخطوطات اليونانية في مجموعة باروتشيان في مكتبة بودلي؛ والتي افترض أنها ربما مقتبسة من إنجيله المفقود. 
وقد ترجم جون تولاند الإقتباس كالتالي: "يقول برنابا الرسول، يحدث أسوأ من ذلك للذي يتجاهل التحزبات الشيطانية ؛ لأنه بذلك يحصل على المزيد من الخطيئة" ؛ وزعم بأنها تشبه عبارة وجدها في نسخة إنجيل برنابا الإيطالية التي فحصها في أمستردام قبل سنة 1709م. إلا أنه لم يستطع العلماء الذين فحصوا النسختين الإسبانية والإيطالية بعد ذلك من تحديد العبارة التي أشار إليها تولاند.
في الإطار ذاته ، قدّم جون فريدريك كرامر المخطوطة الإيطالية إلى الأمير يوجين سنة 1713م؛ ثم نُقلت إلى المكتبة الوطنية النمساوية في فيينا سنة 1738م مع بقية مكتبته. أعار كرامر المخطوطة في أمستردام في وقت ما قبل سنة 1709م لتولاند، الذي كتب؛ "حصل (السيد كرامر) على هذه المخطوطة من مكتبة شخص مرموق ذي سلطة في تلك المدينة؛ أعطى ذاك الشخص في حياته تلك القطعة اهتمامًا كبيرًا. ربما لندرتها، أو لأنها تمثّل نموذجًا للدين، لا أعلم". 
في ذات الصدد قال ميشيل فريمو أنه فشل في تتبع هوية المالك السابق للمخطوطة ، أو العثور على قائمة في أمستردام أدرجت تلك المخطوطة في محتوياتها. ومع ذلك ، توحي إشارة تولاند ، حول المالك السابق للمخطوطة إلى أنه كان شخصًا بارزًا من معارضي التثليث أو الموحدين ؛ خمّن فريمو أن المخطوطة وصلت أمستردام مع كريستوف سانديوس  ربما مما جمعه من مقتنيات في بولندا ؛ أو مما إقتناه من أوراق جيوفاني ميشيل بروتو ، والذي جمع مجموعة ضخمة من المخطوطات الدينية في المجر وترانسيلفانيا. 
وقد نشر كرامر نسخة من كتابات بروتو الدينية سنة 1698م ، كما خمّن فرميو أن كرامر ربما اطلع على إنجيل برنابا خلال بحثه في مكتبة سانديوس في أمستردام. وبخلاف ذلك، افترض سلومب أن غريغوريو ليتي  الذي بيعت مكتبته في أمستردام في المزاد بعد وفاته هو المالك السابق للمخطوط الإيطالي. كان ليتي رغم عدائه للباباوية (وخاصة البابا سيكتوس الخامس) كالفيني أرثوذكسي الديانة.
تحتوي المخطوطة الإيطالية على 506 صفحة ، يشغل إنجيل برنابا الصفحات من 43-500، كُتبت ضمن أطر حمراء في طراز إسلامي. 
الصفحات السابقة 5-42 هي أيضًا ضمن أطر حمراء؛ ولكنها فارغة (عدا تقديم من كرامر للأمير يوجين)، يمكن الاستدلال من ذلك أنه كانت هناك نية لإضافة نوعًا ما من التمهيد أو نص أوليّ، وإن كانت الصفحات الفارغة أكبر بكثير من حجم المقدمة التي أضيفت إلى مقدمة نظيرتها الإسبانية. 
ولقد كانت هناك عناوين للفصول وملاحظات على الهوامش مكتوبة بلغة عربية لا تراعي القواعد النحوية؛ مع وجود لبعض كلمات بالتركية، والعديد من الخصائص النحوية المميزة للغة التركية. كما أن غلاف المخطوطة على النمط التركي ، وبدا كما لو كان أصليًا؛ غير أن أوراقها بها علامة مائية إيطالية ، يُعتقد أن تاريخها بين سنتي 1563-1620م. ناسخ المخطوطة هو من كتب كلاً من النص الإيطالي والملاحظات العربية ، ومن الواضح أنه إعتاد الكتابة من اليسار لليمين. 
في أسفل كل صفحة هناك كلمة بادئة للصفحة التالية ، وهو أسلوب شائع في المخطوطات المُعدّة للطباعة. ويبدو أن المخطوطة غير مكتملة ، حيث تحتوي على مقدمة و222 فصل تحُدّها أُطُر فارغة لعناوين الأسماء ، لم يُملأ منها سوى 28 إطار. 

الأصول المشهورة لإنجيل برنابا الكاذب وأقدم ترجماته
تُعد المخطوطة الإيطالية الأصل الذي اعتمدت عليه النسخة الإنجليزية الأكثر تداولًا، والتي تمّ ترجمتها على يد لونسدال ولورا راج ونُشرت سنة 1907م. 
وفي السنة التالية ، تُرجمت للعربية من النسخة الإنجليزية على يد محمد رشيد رضا في طبعة نُشرت في مصر.
تتميز التهجئة الإيطالية ببعض الخصائص الإملائية في مضاعفة أحرف العلة، مع إضافة حرف "h" أولية للكلمات البادئة بحروف العلة (على سبيل المثال "hanno" أصلها "anno"). 
مما يُظهر أن الكاتب لم يكن محترفًا. 
ومع ذلك ، ورغم أن قواعد الإملاء وعلامات الترقيم تشير إلى أنها مكتوبة في النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي، وبها بعض الخصائص الرئيسية التي تُميّز كتابات أهل مدينة البندقية. إلا أن لهجة الكتابة تشير إلى أسلوب أهل منطقة توسكانا؛ كما تُظهر بعض الخصائص المميزة لكتابات أواخر عصر القرون الوسطى (القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين). 
ويرجّح الخبراء اللغويون الذين استشارهم المترجمين راج أن مخطوطة فيينا على الأرجح من نسخ كاتب بندقي قديم، قام بنسخ نص توسكاني الأصلي في النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي.
ثم تأتي بعدها - النسخة الأسبانية لإنجيل برنابا الكاذب - وهي موجودة في كنيسة القديس برنابا في مارينو، إيطاليا. من المفترض أن المخطوط الإسباني أُخذ من 'Fra Marino' وهو اسم مستعار لشخصية يُعتقد أنها كانت تشغل منصبًا كُنسيًّا رفيعًا.
يقول سيل عن المخطوطة الإسبانية المفقودة : «الكتاب ذو حجم مربّع معتدل .. مكتوب بيد خبيرة جدًا ، ولكنه تضرر قليلاً قرب نهايته ، وهو يحتوي على 222 فصل غير متساوية الطول ، في 420 صفحة». 
وقد إستعار سيل المخطوط من الدكتور جورج هولم الذي شغل منصب عميد كلية هيدلي في هامشاير من سنة 1718م وحتى وفاته سنة 1765م. حصل سيل على نسخة مخصوصة له من المخطوط ، ثم أعاد الأصل للدكتور هولم؛ وأوصى الدكتور هولم بأن تنتقل ملكية المخطوط لكلية الملكة في أوكسفورد ، عندئذٍ ، إنتقل المخطوط مع ترجمة إنجليزية له إلى الدكتور توماس مونكهاوس في كلية الملكة ، الذي أعار بدوره المخطوط مع الترجمة للدكتور جوزيف وايت الذي إستخدمهما لتقديم سلسلة محاضرات بامبتون سنة 1784م. اعتقد سيل أن المخطوط الإسباني ذو أصل إفريقي، لكنه لم يشرح كيف حصل الدكتور هولم عليه؛ إلا أنه من المعروف أن الدكتور هولم كان كاهنًا للمصنع الإنجليزي في الجزائر بين سنتي 1707-1709م، ربما كان ذلك سبب اعتقاد سيل أن منشأ المخطوط إفريقي. ومن غير المعروف لمن إنتقل المخطوط الإسباني بعد وفاة الدكتور مونكهاوس سنة 1792م.


نموذج لأقدم مخطوط من إنجيل برنابا الكاذب

ومع ذلك ، هناك إشارة لوجود نسخة مكتوبة في القرن الثامن عشر الميلادي ذُكرت في فهرس كُتب سنة 1760م لمجموعة المخطوطات التي يملكها المؤلف جوزيف أميس ، وجاءت معنونة «إنجيل برنابا الرسول ، المنسوخ من النسخة المملوكة للسيد إدموند كالامي الذي اشتراها من ممتلكات السيد جورج سيل». 
ثم ، ذكر ويليام هون المخطوط في نهاية كتابه «وصف الأمور الغامضة القديمة» المنشور سنة 1823م ، حيث شرح هون سبب عدم إضافة إنجيل برنابا في كتابه «العهد الجديد المنحول»، فقال:
«يقال أنه يجب أن أضع إنجيل برنابا في الكتب المنحولة. حول هذا الإنجيل، افترض إرميا جونز أنه لم يبق منه قطع. إلا أنه أشار إلى المخطوط الإيطالي الموجود في مكتبة الأمير يوجين ، ونقل عن تولاند ولا مونوي رأيهما أنه من تلفيق المحمديين. وفيما يخص المخطوط الآخر الذي يملكه الدكتور مونكهاوس، الذي ذكره القس جوزيف وايت في محاضرات بامبتون، كما ذكر سيل في ترجمته للقرآن هذا الإنجيل، وقال بأن لديه نسخة من هذا المخطوط. اشترى القس إدموند كالامي هذه النسخة بعد وفاته، وسمح للسيد جون نيكولاس جامع الصور بنسخه، وانتقلت ملكية النسخة للسيد جوزيف أميس مؤلف كتاب «تاريخ الطباعة»، ومنه انتقلت ملكيتها لي.»
في سبعينيات القرن العشرين الميلادي، اكتشفت النسخة مجددًا في مكتبة فيشر في جامعة سيدني ضمن الكتب التي تخص تشارلز نيكلسون، وعليها عنوان بالإنجليزية «منسوخة من المخطوط الذي يملكه القس إدموند كالامي الذي اشتراه من ممتلكات السيد جورج سيل... والآن هي بحوزتي من ممتلكات السيد جون نيكلسون، 1745؛ (توقيع) ن. هون». بالتالي فمخطوط سيدني منسوخ من مخطوط سيل؛ غير انه من 130 صفحة، ولا يحتوي على كامل النص، فناك ملحوظة في نهاية الصفحة 116 تقول "الصفحات 121-200 مطلوبة"، ومن الصفحة 117 إستكمل النص بدءً بالفصل 200 (وفق الترقيم في المخطوط الإسباني). 
وبمقارنة مخطوط سيدني بمخطوط سيل الإسباني، لا تظهر هناك فوارق جوهرية ، ولكن يبدو أنه في الفترة من وفاة سيل سنة 1736م وحتى سنة 1745م، فُقد نحو 80 فصلاً من نص مخطوطه الإسباني ؛ وبالتالي فهي مفقودة في مخطوط سيدني.
يسبق النص الإسباني ملحوظة تدّعي أن النص مترجم من الإيطالية على يد مصطفى دي أراندا ، وهو مسلم أراغونى مقيم في إسطنبول. 
وهناك خطاب مورسكي كُتب ح. 1630م محفوظ الآن في مدريد ، يؤكد أن دي أراندا كان معاونًا لإبراهيم الطيبيلي ، ال وُجد بإسمه أقدم نسخ الإنجيل الإسبانية. 
كما ذكر مترجم النسخة الإسبانية ملاحظة في بدايته تشير إلى شخص بالإسم المستعار 'Fra Marino' ، يزعم أنه سرق نسخة من الأصل الإيطالي من مكتبة البابا الكاثوليكي سيكتوس الخامس. 
في ذات الصدد - كتب فرا مارينو - والذي من الواضح أنه كان يشغل منصبًا كُنسيًّا في محاكم التفتيش - أنه آلت إليه ملكية العديد من الأعمال دعته للإيمان بأن النصوص الكنسية فسدت ، وأن الأعمال الرسولية الحقيقة إستبعدت بالخطأ. 
كما زعم فرا مارينو أيضًا أنه تنبّه لوجود إنجيل برنابا ، من إشارة في أحد أعمال إيرينيئوس المناهضة لبولس؛ قدّمت له امرأة من أسرة كولونا. 
كانت مارينو الإيطالية خارج روما دولة تحكمها أسرة كولونا، حيث بنى الكاردينال أسكانيو كولونا المقرّب من البابا سيكتوس الخامس ومن فيليب الثاني ملك إسبانيا قصرًا هناك في نهاية القصر السادس عشر الميلاد.

عن الكاتب

أشرف صالح

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

أرشيف المدونة الإلكترونية

التواصل الإجتماعي

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Powered By Blogger

المتابعون

جميع الحقوق محفوظة

الموقع الرسمي لمملكة الأرض