يوحنا النقيوسي
{ مؤرخ الفتح العربي الإسلامي لمصر }
وفي عهد البابا سيمون الأول (692 - 700) م البطريرك الـ 42 ، رقي يوحنا النقيوسي رئيساً لأساقفة الوجه البحري ، ثم عينه البابا رئيساً علي أديرة القديس مكاريوس ، ونحن لا نعرف علي وجه الدقة تاريخ وفاة يوحنا النقيوسي ؛ علي أنه من المؤكد أنها لم تتجاوز نهاية القرن السابع الميلادي بـأي حال من الأحوال .
وعودة إلي كتاب يوحنا النقيوسي ؛ فهو ينقسم إلي 122 بابا ؛ واللغة الأولي للمخطوط هي اللغة القبطية ؛ ثم ترجم بعدها إلي اللغات اليونانية والعربية والحبشية القديمة المعروفة بإسم لغة (الجعز) ، غير أنه لم تصل إلينا الا الترجمة الحبشية المحفوظة في الكنيسة الأثيوبية ؛ ويرجع تاريخها إلي عام 1602م ؛ ويذكر المترجم الحبشي أنه إستعان في الترجمة الحبشية عن العربية بالشماس غبريال المصري .
يوحنا النقيوسي على اليمين
وعلى اليسار رسومات قبطية ترجع إلى القرن السابع الميلادي وهي الفترة التي عاصرها يوحنا النقيوسي
ولقد ختم الترجمة بقوله في آخر الكتاب " لقد عنيت أنا الصغير بين الناس مع الشماس غبريال القبطي بترجمة هذا الكتاب من العربية إلي الحبشية القديمة بمنتهي الدقة ، وقد أدينا هذه الترجمة نزولا علي إرادة الملكة مريم سنا ؛ وأثناسيوس قائد الجيش الأثيوبي " .
أما القائد أثناسيوس - فهو حاكم أحدي الأمارات الأثيوبية - وزوج أحدي بنات الإمبراطور سجدا الأول . ولقد قام المستشرق الفرنسي زونتبرج بترجمة الكتاب إلي اللغة الفرنسية عام 1883 . ثم جاء من بعده العالم الإنجليزي تشارلز وترجم النص الأثيوبي الي اللغة الانجليزية عام 1916 ؛ كما ترجم المؤرخ القبطي المعروف كامل صالح نخلة شذرات قليلة من تاريخ يوحنا النقيوسي عن الترجمة الفرنسية التي بها قام بها زونتبرج ، ونشرها في مجلة صهيون عامي 1948 و1949 م.
وأخيراً - قام الأستاذ الدكتور عمرو صابر عبد الجليل بعمل ترجمة كاملة للمخطوط عن اللغة الأثيوبية ونشرها في كتاب صدر تحت عنوان : "تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي رؤية قبطية للفتح الإسلامي" في عام 2000 ؛ كما قام الؤرخ عبد العزيز جمال الدين بعمل تحقيق لهذه المخطوطة ، ونشر نتيجة التحقيق في كتاب صدر عام 2011 .
وأقدم المخطوطات المعروضة حاليا لهذا الكتاب موجودة في المكتبة الوطنية بباريس ضمن كتالوج زونتبرج للمخطوطات الأثيوبية ؛ وترجع للقرن السابع عشر .
ومخطوطة أخري في المتحف البريطاني ضمن مجموعة من المخطوطات الأثيوبية وترجع للقرن الثامن عشر .
والجدير بالذكر أن المسشترق الفرنسي زونتبرج ، قد ذكر رأياً أن اللغة الأصلية للمخطوط هي اللغة اليونانية وليست القبطية ؛ غير أن العالم المصري الدكتور مراد كامل ( 1907- 1975 ) قد تصدي للرد علي هذا الرأي بالأدلة التالية :-
1- من المًستبعد علي كاتب قبطي متمسك بقوميته المصرية ، أن يكتب لمواطنيه تاريخ العالم بلغة مضطهديهم من الروم .
2- اللغة اليونانية قد أخذت في الإنقراض من مصر منذ القرن الخامس الميلادي علي يد الانبا شنودة رئيس المتوحدين
3- صيغة أسماء الأعلام في النص الحبشي تدل علي أنها أخذت عن أصل قبطي .
وفي الفصل العاشر كتب عن المصريون أنهم أول من صنعوا أسلحة الحرب والقتال ؛ وعمل الأحجار التي أستخدموها في الحرب ؛ وفي الفصل الـ 12 كتب عن تأسيس مدينة هليوبوليس ، وصارت فيها مقابر الملوك ؛ كما بنيت فيها معابد لأعظم الآلهة . وفي الفصل الـ 13 كتب عن تأسيس مدينة أبو صير في مصر العليا ؛ وفي الفصل الـ 14 كتب عن تأسيس مدينة سمنود ؛ وفي الفصل الـ 16 كتب يقول " هناك مدينة تُعتبر هي الأولي في معرفة زراعة الأرض ؛ وبذر القمح ؛وكل أنواع الحبوب الأخري .
وسر إرتفاع رقعة أرض هذه المدينة بسبب كثرة الهائلة المنحدرة من نهر جيجون.
وفي الفصل الـ 19 كتب عن الملك خوفو ؛ وقال عنه أنه شيد في مدينة ممفيس أهرامات ؛ وكلفه هذا العمل علي دفع 1600 هبة من النقود للعمال . وفي الفصل الـ ( 59 ) ، كتب عن بناء مدينة الاسكندرية .
والفصل الـ 72 كتب عن تأسيس حصن بابليون - أما الفصول الأحدي عشر الأخيرة ( من الفصل 111 حتي الفصل 122 ) ، فلقد خصها بالكامل عن الفتح العربي لمصر ؛ وأفاض فيها كشاهد عيان .
إرسال تعليق