أحدث المواضيع
U3F1ZWV6ZTQ4NjU0ODU1Mjc4NzIwX0ZyZWUzMDY5NTY4OTkzNzEzNA==
أحدث المواضيع
أحدث المواضيع

تاريخ الاحتلال الفرنسي لمصر 2023 | قراءة تاريخ الإحتلال الفرنسي لمصر | الإحتلال الفرنسي لمصر من البداية وحتي النهاية

 

https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/12/1798-1802.html

الحملة الفرنسية وآثارها في مصر



أولاً – الدوافع التي أدت إلى قيام الحملة الفرنسية على مصر

من الدوافع والأسباب الرئيسية للحملة الفرنسية على مصر ما يلي :-
[١] - رغبة نابليون بونابرت في القتال في الشرق الأوسط وآسيا ، حيث صاغ نابليون خطة للرد على بريطانيا من خلال ضرب مصر ، حيث من شأن الغزو على مصر أن يؤمن السيطرة الفرنسية على شرق البحر الأبيض المتوسط ، وبالتالي فتح سبيل لمهاجمة بريطانيا في الهند. 
[2] - رغبة حكومة فرنسا في تجريب نابليون لحظه في السيطرة على مصر أولاً، بالإضافة إلى رغبتها في إبعاد قوة نابليون قليلاً لخارج فرنسا ، ونتيجةً لذلك أبحر نابليون مع أسطوله للإستيلاء على مصر، وبعد الإستيلاء على مالطا ، هبط ما يقارب 40.000 فرنسي في مصر في الأول من تموز ، واستولوا على الإسكندرية ، وساروا في القاهرة ، كما كانت مصر في تلك الأثناء جزءاً من الإمبراطورية العثمانية ، ولكنها كانت تحت السيطرة العملية للجيش المملوكي. 
هذا - ويرى بعض العلماء أن الحملة الفرنسية على مصر ، كانت مجرد طموح من قبل نابليون لرغبته في توطيد وضعه وشخصيته السياسية في فرنسا.


ثانياً – قيام الحملة الفرنسية على مصر

لقد حدثت الحملة الفرنسية على مصر في الفترة الواقعة بين 1798- 1801م - وفي ظل سعي الإحتلال الإستعماري ، لإحياء عصر التنوير في الشرق ، حيث حددت الحملة الفرنسية مُخططات لكل المشاريع الإستيطانية اللاحقة في القرنين التاسع عشر ، وأوائل العشرين من الميلاد ، وتقوم فكرة هذه الحملة على تخليص الشعوب الدنيا من يد الطُغاة الإستبداديين من خلال جعله يصل إلى المعايير الغربية للحضارة والصناعة ، وبهذا إعتبر المحتلون الفرنسيون أنفسهم محررين ومخلصين مصر من المصريين الأصليين.

إنطلاق الحملة الفرنسية على مصر
نابليون بونابرت يصل إلى مصر 

ثالثاً – نتائج الحملة الفرنسية على مصر

لقد تسببت الحملة الفرنسية على مصر ، والتي بدأت في عام 1798م ، بوصول نابليون بونابرت على متن سفينة نصف الدنيا إلى الأسكندرية ، في حدوث سلسلة من المعارك في الشرق .

السفينة نصف الدنيا
نموذج للسفينة المعروفة بإسم نصف الدنيا التي وصل على متنها نابليون بونابرت إلى مصر

وقد أدت الحملة الفرنسية على مصر ، إلى دخول الجيش المصري في أكثر من مواجهة حربية في الداخل والخارج ، فبينما كانت الأوضاع الداخلية غير مستقرة بسبب سوء إدارة حكم المماليك للبلاد ، كان  الفرنسيون في طريقهم إلى مصر لإحتلالها ، فإلتقت جيوش المماليك بالجيوش الفرنسية ، وتصادموا في معركة الأهرامات في 21 تموز ، كما ، وكانت معركة النيل قد حدثت ، وقد أرسل قائد البحرية البريطانية نيلسون لإيقاف هبوط نابليون ، وقد تمكن من مهاجمة الأسطول الفرنسي وهروب سفينتين وغرقهما في وقت لاحق - وبهذا - فقط أصبح خط إمدادات نابليون غير موجوداً ، ثم دمر نيلسون أحد عشر سفينة أخرى من أسطول نابليون مما ساهم في خسائر كبيرة له وانقلاب الثوار ضده ، وإنتهاء جيشه الذي لم يستطع إعادته حتى إلى فرنسا ، ومع تشكيل قوات العدو سار نابليون إلى سوريا مع جيش صغير وحاول الاستيلاء على يافا وعكا ، ثم انتشر الطاعون في الجيش ، وإضطر للعودة إلى مصر، وبهذا عاني نابليون من إنتكاسة كبيرة أدرك من خلالها تغير الوضع السياسي في فرنسا ، وغادر نابليون مصر إلى فرنسا بعد أن تخلى عن طموحه.
هذا من ناحية النتائج السياسية التي خلفتها الحملة الفرنسية على مصر
أما فيما يخص النتائج العلمية والثقافية ، وما يتعلق بهاذين المجالين من إنجازات أضافت الكثير لمصر في المجالين العلمي والثقافي ، فقد كان للحملة الفرنسية على مصر ـ آثارها الإيجابية التي أضافت إلى مصر الكثير ، ودفعت بها نحو التقدم علمياً وثقافياً في أكثر من مجال من مجالات العلوم والثقافات المختلفة ، ويمكننا تلخيص هذه الآثار الإيجابية على على النحو التالي :


النهضة العلمية في مصر ما بعد الحملة الفرنسية

-1  إكتشاف حجر رشيد والتوصل إلى مفتاح اللغة المصرية القديمة


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/12/1798-1802.html
حجر رشيد


مقدمة
إن << حجر رشيد >> - هو في واقع الأصل - عبارة عن نُصُب من حجر الجرانودايوريت ، لمرسوم كان قد صدر في ممفيس بمصر ، في عام 196 قبل الميلاد ، نيابة عن الملك بطليموس الخامس
هذا - ويظهر المرسوم في ثلاثة نصوص : النص العلوي - هو اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية المصرية ، والجزء الأوسط نص الهيراطيقية ، والجزء الأدنى اليونانية القديمة ، لأنه يقدم أساساً نفس النص في جميع النصوص الثلاثة (مع بعض الاختلافات الطفيفة بينهم) ، الحجر يعطي مفتاح الفهم الحديث للهيروغليفية المصرية.
ويُعتقد أن الحجر قد تم عرضه أصلا ضمن معبد مصري ، وربما بالقرب من صا الحجر. ربما كان قد نقل خلال المسيحيين الأوائل في العصور الوسطى ، وكان يستخدم في نهاية المطاف كمادة بناء في بناء طابية رشيد بالقرب من مدينة رشيد في دلتا النيل. 
تم إكتشافه هناك في عام 1799 م - على يد جندي يدعى بيير فرانسوا بوشار من حملة نابليون على مصر. 
وكان هذا أول نص بلغتين مصري قديم تعافى في العصر الحديث ، وأنه قد أثار اهتمام الجمهور على نِطَاق واسع مع قدرته على فك هذه اللغة القديمة غير مترجمة سابقاً
.

تاريخ حجر رشيد
لقد نُقِشَ حجر رشيد في عام 196 ق.م ، وهذا الحجر - هو في واقع الأصل - كان مرسوم ملكي صدر في مدينة منف عام في عام 196 ق.م ، وقد أصدره الكُهَان كرسالة شكر للملك بطليموس الخامس ، لأنه رفع الضرائب عنهم، وعليه ثلاث لغات الهيروغليفية والديموطقية والإغريقية.

إكتشاف حجر رشيد
تم إكتشاف حجر رشيد في عام 1799 م - على يد جندي فرنسي يُدعى بيير فرانسوا بوشار ، أحد جنود الحملة الفرنسية التي قام بها نابليون على مصر.

شامبليون أول من توصل إلى فك رموز حجر رشيد
لقد كان حجر رشيد في وقت إكتشافه ، يُمثل لُغزاً لغوياً مُحيراً ، لايُفَسٌر منذ مئات السنين ، لأن اللغات الثلاثة المكتوب بها ، كانت وقتها من اللغات الميتة ، حتى جاء العالم الفرنسي جيان فرانسوا شامبليون ، وفسر هذه اللغات بعد مُضاهاتها بالنص اليوناني وببعض نصوص هيروغليفية أخرى ، وهذا يدل على أن هذه اللغات ، كانت سائدة إبان حكم البطالمة لمصر لأكثر من 150 عاماًً ، وكانت اللغة الهيروغليفية ، تُمثل اللغة الدينية المقدسة التي كانت متداولة في المعابد وقتئذٍ ، واللغة الديموطيقية ، كانت لغة الكتابة الشعبية ( العَامية المصرية ) ، واليونانية القديمة كانت لغة الحكام الإغريق ، وكان قد ترجم إلى اللغة اليونانية لكي يفهموه. 
وكان محتوى الكتابة تمجيدا لفرعون مصر وإنجازاته الطيبة للكهنة ، وشعب مصر ، وقد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين ، والطبقة الحاكمة. 


https://kingdomoftheearth.blogspot.com/2019/12/1798-1802.html
العالم الفرنسي فرانسوا شامبليون
أول من توصل إلى فك رموز اللغات الثلاث المكتوب بها 
حجر رشيد

محاولات بريطانية من أجل فك طلاسم حجر رشيد
وكان العالم البريطاني توماس يانج قد إكتشف أن الكتابة الهيروغليفية تتكون من دلالات صوتية ، وأن الأسماء الملكية مكتوبة داخل أشكال بيضاوية (خراطيش) ، وهذا الإكتشاف أدى إلى أن فك العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون رموز الهيروغليفية، وقد إستطاع شامبليون فك شفرة الهيروغليفية عام 1822م ، لأن النص اليوناني عبارة عن 54 سطرا وسهل القراءة مما جعله يميز أسماء الحكام البطالمة المكتوبة باللغة العامية المصرية. 
وبهذا الكشف ، فتح شامبليون آفاق التعرف على حضارة قدماء المصريين وفك ألغازها ، وترجمة علومها بعد إحياء لغتهم بعد موتها عبر القرون. 
وقد أصبحت الهيروغليفية ، وأبجديتها تُدرس لكل من يريد دراسة علوم المصريات .
ولقد تمت ( ترجمة نصوص حجر رشيد الثلاثة عن الإنجليزية عن اللغة الإغريقية ) ، وقد جاء نص الترجمة على النحو التالي : 
{ خلال حُكم الملك الصغير ، والذي خلف والده كجلالة الملك صاحب التيجان العظيم الذي أنشأ مصر ومخلص للآلهة المنتصر على أعدائه ، والذي أعاد الحياة الكريمة للناس المشرف على إحتفال الثلاثين عام العادل مثل هيفايستوس الأكبر ملك مثل الشمس. ملك القطرين الشمالي والجنوبي العظيم نجل الإله فيلوباتوريس ، المُعترف به من قبل هيفايستوس الذي أيـّدته الشمس بالنصر الصورة الحية لزويس إبن الشمس بطليموس ، فليعيش محبوب بتاح. في السنة التاسعة (أنا) أيتوس ابن أيتوس كاهن الإسكندرية ، في اليوم الرابع عشر من شهر كسانديكوس الموافق يوم 18 من شهر أمشير المصري - [ مرسوم ] : إجتمع كبار الكهنة والمنبئين وهؤلاء المسموح لهم دخول الهيكل المقدس لخدمة الآلهة وحاملوا المراوح وكتـاب القديسين وكهنة المعابد الآخرين الآتين من جميع أنحاء البلد الذين أتوا إلى منف لمقابلة الملك بمناسبة عيد تتويجه. من بطليموس ، فليعيش محبوب بتاح والإله أبيفانيس أوخاريستوس الذي خلف والده. إجتمعوا في هذا اليوم في معبد منف ، وشهدوا أن الملك بطليموس ، فليعيش محبوب بــــتاح الإله ابيفانيس أوخاريستوس إبن الملك بطليمـــوس ، والملكة أرسينوي الألهــة
فيلوباتوريس ، أنه محسن للمعبد وللعاملين فيه وكذلك لجميع الشعب وأنه إله ابن إله (مثل حوروس ابن إيزيس وأوزوريس المنتقم لأبيه) ، وأنه يقدس الآلهة. قدّم للمعبد دخل من الثروة والحبوب وصرف الكثير من أجل رخاء مصر وزوّد المعابد بالإمدادات. وهو سخي بثروته الخاصة وقام بإلغاء العوائد والضرائب التي كانت واجبة في مصر كما خفـّض أخرى حتى يتمكن الشعب من العيش في رفاهية أثناء حكمه وألغي الديون المستحقة للقصر وهي كثيرة المستحقة في مصر وباقي المملكة ، وكذلك حرر هؤلاء النازلين في السجن وأخرىن الواقعين في قضايا منذ زمن طويل حررهم من التهم الواقعة عليهم وأمر أن يستمر نصيب الآلهة من عائدات المعبد ومن دخل المعبد السنوي لهم سواء من الحبوب أو من الثروات وكذلك من الغيطان والحدائق والأراضي الأخرى الممنوحة لهم التي كانت مخصصة للآلهة في عهد والده ، وقرر بشأن الكهنة أن هؤلاء لا تزيد رسوم تعميدهم لوظيفة الكهنوت عن ما كانت مقررة في عهد والده وفي السنة الأولى من حكمه وأعفى أعضاء سلك الكهنوت من واجب حضورهم كل سنة إلى الإسكندرية وأمر أن لا يُرغم أحد على العمل في الأسطول ، كما أخفض الضرائب التي يقوم المعبد بدفعها للقصر عن منسوجات بيسوس بمقدار الثلثين وقام بإصلاح ما تعطل من الأمور خلال السنوات الماضية حيث يهتم بتنفيذ كل الواجبات المتوارثة منذ القديم نحو الآلهة وضمن لجميع الأفراد مساواة في العدالة مثل هيرمس الكبير العظيم وأمر بأن يـُسمح للهاربين من صفوف الجيش وآخرين الذين كانت لهم نوايا سيئة خلال أيام التمرد أن يسترجعوا ممتلكاتهم عند عودتهم كما اتخذ إجراءات لتوجيه الفرسان والمشاة والأسطول لصد هؤلاء الذين كانوا يهجمون على مصر من البحر والبر ، ورصد أموالاً طائلة وكميات كبيرة من الحبوب لكي تعيش المعابد والناس في البلد في أمان } .


حجر رشيد
حجر رشيد - المتحف البريطاني

نقل حجر رشيد إلى بريطانيا
بعد أن تمكنت القوات البريطانية من هزيمة الفرنسيين في مصر عام 1801 م ، أصبح حجر رشيد الأصلي ، في حوزة البريطانيين بعد إستسلام الحملة الفرنسية ، وعلى إثر ذلك ، نُقِلَ إلى لندن ، وهو الآن يُعرض على الملأ في المتحف البريطاني بشكل مستمر تقريبا منذ عام 1802م ، وكان الأثر الأكثر زيارة في المتحف البريطاني.


تابع : النهضة العلمية في مصر ما بعد الحملة الفرنسية

-1  إنشاء المجمع العلمي للبحوث


المجمع العلمي
المجمع العلمي 


تاريخ التأسيس والمقر القديم للمجمع العلمي
يُعد المجمع العلمي المصري من أعرق المؤسسات العلمية ؛ مر على إنشائه أكثر من مائتي عام، ضمت مكتبته 200 ألف كتاب، أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة، وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752 ، وأطلس ألماني عن مصر وأثيوبيا يعود للعام 1842، وأطلس ليسوس ليس له نظير في العالم وكان يمتلكه الأمير محمد علي ولي العهد الأسبق، وأدخل مركز معلومات مجلس الوزراء، هذه المكتبة النادرة على الحاسب الآلي.
وقد أنشئ المجمع في القاهرة 20 أغسطس 1798م - بقرار من نابليون بونابارت، كان مقره في دار أحد بكوات المماليك في القاهرة ثم نقل إلى الإسكندرية عام 1859م ـ وأطلق عليه إسم المجمع العلمي المصري ، ثم عاد إلى للقاهرة عام 1880م ، وكانت أهداف المجمع العمل على التقدم العلمي ، ونشر العلم والمعرفة.
وقد أورد المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي في مؤلفه الشهير عجائب الآثار في التراجم والأخبار ؛ واصفاً إنشاء المجمع العلمي وقتها قائلاً : «... وهدموا عدة دور من دور الأمراء ، وأخذوا أنقاضها ورخامها لأبنيتهم ، وأفردوا للمدبرين والفلكيين وأهل المعرفة والعلوم الرياضية كالهندسة والهيئة والنقوشات والرسومات والمصورين والكتبة والحساب والمنشئين حارة الناصرية حيث الدرب الجديد ، وما به من البيوت مثل بيت قاسم بك ، وأمير الحاج المعروف بأبي يوسف ، وبيت حسن كاشف جركس القديم والجديد... وأفردوا لجماعة منهم بيت إبراهيم كتخدا السناري، وهم المصورون لكل شيء ، ومنهم أريجو المصور ،... صور صورة المشايخ كل واحد على حدته في دائرة ، وكذلك غيرهم من الأعيان ، وعلقوا ذلك في بعض المجالس ساري عسكر...، وآخر في مكان آخر يصور الحيوانات والحشرات ، وآخر يصور الأسماك والحيتان بأنواعها وأسمائها ".
وقد ضم المجمع أربع شعب هي : الرياضيات، والفيزياء، والاقتصاد السياسي، والأدب والفنون الجميلة.
وفي عام 1918م أجريت تعديلات على الشعب لتحوي الآداب والفنون الجميلة وعلم الآثار ، والعلوم الفلسفية ، والسياسة ، والرياضيات ، والفيزياء ، والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي ويحتوى المجمع على مكتبة تضم 200 ألف كتاب ، ومجلة سنوية. 


تاريخ المجمع العلمي وعمليات تطويره عبر العصور
وقد أورد المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي في مؤلفه الشهير عجائب الآثار في التراجم والأخبار؛ واصفاً إنشاء المجمع العلمي وقتها قائلاً : «... وهدموا عدة دور من دور الأمراء، وأخذوا أنقاضها ورخامها لأبنيتهم ، وأفردوا للمدبرين والفلكيين وأهل المعرفة والعلوم الرياضية كالهندسة والهيئة والنقوشات والرسومات والمصورين والكتبة والحساب والمنشئين حارة الناصرية حيث الدرب الجديد، وما به من البيوت مثل بيت قاسم بك ، وأمير الحاج المعروف بأبي يوسف ، وبيت حسن كاشف جركس القديم والجديد... وأفردوا لجماعة منهم بيت إبراهيم كتخدا السناري ، وهم المصورون لكل شيء، ومنهم أريجو المصور ،... صور صورة المشايخ كل واحد على حدته في دائرة، وكذلك غيرهم من الأعيان ، وعلقوا ذلك في بعض المجالس ساري عسكر... ، وآخر في مكان آخر يصور الحيوانات والحشرات، وآخر يصور الأسماك والحيتان بأنواعها وأسمائها ".


الأقسام التي يشتمل عليها المجمع العلمي
يضم المجمع أربع شعب هي : الرياضيات، والفيزياء، والاقتصاد السياسي، والأدب والفنون الجميلة ، وفي عام 1918م - أجريت تعديلات على الشعب لتحوي الآداب والفنون الجميلة ، وعلم الآثار ، والعلوم الفلسفية ، والسياسة ، والرياضيات ، والفيزياء ، والطب ، والزراعة ، والتاريخ الطبيعي ، ويحتوى المجمع على مكتبة تضم 200 ألف كتاب ، ومجلة سنوية. 
هذا - وقد تبنى الدكتور سليمان حزين رئيس المجمع خطة لتطويره تعتمد على تسجيل مبناه الحالي مقتنياته النادرة، في عداد الآثار ، وترميم المبنى ، وتحديث مكتبته ، وشارك برنار موريه الخبير الفرنسي المختص بترميم الآثار ، في ترميم مقر المعهد القديم، ومنزل السناري الأثري ، وانتهى من المشروعين مؤخرًا.

أهداف إنشاء المجمع العلمي
وكان الباعث على إقامته سببين ؛ السبب الظاهر للعيان العمل على تقدم العلوم في مصر ، وبحث ودراسة الأحداث التاريخية ومرافقها الصناعية ، وعواملها الطبيعية ، فضلاً عن إبداء الرأي حول إستشارات قادة الحملة الفرنسية ، ولكن الهدف الحقيقي هو دراسة تفصيلية لمصر وبحث كيفية استغلالها لصالح المحتل الفرنسي ، ونتج عن هذه الدراسة كتاب " وصف مصر " .

وصف المجمع العلمي 
بمغادرة الفرنسيين مصر عام 1801م توقف نشاط المعهد لانتهاء سبب إنشائه وتبقى جانب من مقر المعهد القديم، وهو منزل إبراهيم كتخدا الملقب بالسناري ، نسبة إلى مدينة سنار التي قدم منها قبل أن ينتقل إلى القاهرة ، ليصبح واحدًا من أعيانها بفضل قربه من الأمير مراد بك ، وفرغ من بناء المنزل قبل وصول الفرنسيين بسنوات قليلة، يتوسط المنزل فناء مكشوف عبارة عن مساحة مستطيلة يتوسطها فسقية، وفي الضلع الشرقي منه عدد من الحواصل وغرف الخدم والمنافع. 
وفي الضلع الجنوبي من الفناء التختبوش ، عبارة عن مساحة مستطيلة مغطاة بسقف خشبي ذي زخارف ملونة ، يرتكز على عمود رخامي.
وفي الضلع الغربي لدهليز المدخل باب معقود يؤدي إلى ديوان عبارة عن حجرة ذات رواقين غطى كل منهما بقبوين متقاطعين. وفي الركن الجنوبي الغربي من الفناء سلم صاعد ينتهي بمسطبة عن يمينها باب يؤدي إلى حجرة مستطيلة في ضلعها الجنوبي الغربي شباكان، بالإضافة إلى باب يوصل للقاعات، وإلى يسار البسطة مقعد مغطى بسقف خشبي.

مراحل تطوير المجمع العلمي 
لقد مر مبني المجمع العلمي بعدة مراحل لتطويره ، بدأت بمشروع لخفض منسوب المياه الجوفية ، إرتبط بالشبكة الرئيسية للصرف الصحي ، تبعه إختيار حرفيين ممن لديهم خبرة للعمل في ترميمه المعماري؛ حيث تم خفض مستوى الشارع المجاور للمنزل ؛ وإعادته إلى نفس المستوى الذي كان عليه في القرن الماضي ، وهو ما أتاح ظهور المدخل الرئيسي كاملاً لأول مرة ، وتم ترميم قاعات المنزل والمشربيات والدواليب الحائطية، وتمت هذه الأعمال بواسطة فريق عمل مصري فرنسي ، ويؤكد وجدي عباس المشرف على مشروع الترميم أنه حدث تبادل خبرات بين الجانبين فضلاً عن تأهيل ما يقرب من مائة حرفي للعمل في ترميم الآثار ، إضافة إلى إعادة المنزل إلى حالته الأصلية وفقًا لوثيقة وقفة التي تصفه وقت إنشائه وكذلك رسومات الحملة الفرنسية له.

نقل المجمع العلمي إلى المقر الجديد ( الحالي )
تسجل هذه البناية قصة عودة الحياة إلى المجمع العلمي مرة أخرى، حيث ظل منذ خروج الفرنسيين مهملاً ، إلى أن نجح دكتور والن قنصل بريطانيا في مصر، في تأسيس الجمعية المصرية العلمية لتقوم بدوره ، وأنشأ الدكتور هنري إليوت وهو إنجليزي ، وبريس دافين العالم الفرنسي في عام 1842م الجمعية الأدبية المصرية لتقوم بنفس الهدف.
وفي 6 مايو 1856م - أعلن محمد سعيد باشا والي مصر، إعادة تأسيس المجمع مرة أخرى بالإسكندرية وأدمجت الجمعيتان السابقتان فيه، وضم المجمع العديد من أعضاء المجمع القديم، أبرزهم جومار الذي كان عضوا في لجنة الفنون وماربيت وكوليج وغيرهم ، وبرز عدد كبير آخر من أعضاء المجمع على مدى تاريخه في مختلف المجالات ، ومنهم جورج شواينفورت الرحالة المشهور المتخصص في العلوم الطبيعية، ومحمود الفلكي الإخصائي في علم الفلك، وجاستون ماسبيرو المتخصص في التاريخ الفرعوني، وعلى مشرفة عالم الرياضيات، والدكتور علي باشا إبراهيم وأحمد زكي باشا.
ولقد نتقل المجمع عام 1880 إلى القاهرة ، وبدأت أنشطته تنتظم، فهو يعقد جلسة شهرية بدءًا من نوفمبر إلى مايو ، ويلقي فيه علماء مصريون وأجانب ، محاضرات من شأنها توطيد العلوم ونشر ألويتها ، وأدخل تعديل على أقسام المجمع ، فأصبحت كالآتي : قسم الآداب والفنون الجملية ، وعلم الآثار، وقسم العلوم الفلسفية والسياسية ، وقسم العلوم الطبيعية والرياضيات ، وقسم الطب والزراعة والتاريخ الطبيعي. وينتظم في هذه الأقسام مائة وخمسون عضوا ، منهم خمسون عضوا عاملاً وخمسون مراسلاً بعضهم من مصر وخمسون منتسباً في الخارج.

واقعة حرق المجمع العلمي

حريق المجمع العلمي
الهجوم على المجمع العلمي وإحراقة في عام 2011م

في ديسمبر من عام 2011م ، إحترق مبنى المجمع بشارع قصر العينى في خضم الاضطرابات السياسية التي شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير 2011م ، وقد أتت النيران على 70% من إجمالي الكتب والمخطوطات التي كان يحويها المجمع.

( فصل ختامي )

نابليون برئ من تهمة تحطيم أنف  تمثال أبي الهول


نابليون أمام تمثال أبو الهول


من غير المعقول - أن قائد جيش الحملة الفرنسية التي أتت بالنهضة العلمية والثقافية للدولة المصرية ـ أن يكون هو نفسه من يقوم بتحطيم انف أبو الهول ، و الإعتداء علي التراث الحضاري ، هذا - ليس دفاعا عن نابليون - فقد إرتكبت حملته المذابح بحق المصريين ، ولكن الواقع وفقا لكتاب «الخطط المقريزية» لتقي الدين المقريزي ، فان من حطم أنف ابو الهول هو المتصوف محمد صائم الدهر ، وكان هذا في القرن الخامس عشر الميلادي والسبب انه رأي النسوة يزورونه ويتبركون به إعتقاداً في قدرته علي نفعهم و قضاء حوائجهم الدنيوية ، فقرر تحطيم هذا الصنم من وجهة نظره ، فأخذ معوله وإتجه الي ابي الهول ، و كان غارقاً في الرمال الي منتصف جسده ، فتسلقه بطريقة ما و اخذ يحطم أنفه اولاً ، ولأنه لم يأخذ وضعا متوازنا أثناء عمله في التحطيم ، فإنزلقت قدماه و سقط علي الرمال وأصيب ببعض الكسور لتفشل خطته , فيشيع الخبر بين النساء ، فيتم تفسيره علي أن أبو الهول ، إنتقم من صائم الدهر ، وتزداد زيارتهن له أكثر من ذي قبل .
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة

التصنيفات
تاريخ البطاركة201 مقالات تاريخية67 تاريخ الحضارة المصرية القديمة46 مقالات متنوعة27 مقالات في التاريخ24 تاريخ الكتاب المقدس23 أبحاث تاريخية21 مصر في العصر اليوناني21 تاريخ مصر القديم16 تاريخ مصر في العصر الروماني16 تاريخ الإمبراطورية الرومانية15 الاباطرة الرومان14 تاريخ مصر في عصر الإسلام14 تاريخ مصر في عصور الإسلام13 قسم المخطوطات13 تاريخ الحروب الصليبية | موسوعة شاملة في تاريخ الحملات الصليبية12 موسوعة الحروب الصليبية12 تاريخ البدع والهرطقات11 مقالات متنوعة في التاريخ11 موسوعة آباء الكنيسة11 أبحاث تاريخية | تاريخ المتاحف الكبرى في مصر والعالم10 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية10 موسوعة الكنائس والأديرة10 تاريخ الرهبنة المصرية9 تاريخ الكنيسة9 تاريخ الحروب الصليبية8 دراسات في تاريخ الكنيسة القبطية8 تاريخ الكون6 موسوعة الآباء الرهبان6 بطاركة الإسكندرية5 أبحاث تاريخية | تاريخ الجامعات المصرية4 تاريخ البطالمة4 تاريخ الحملات الصليبية | مشاهير قادة الجيوش الصليبية4 دراسات في التاريخ العربي الإسلامي4 مكتبة المرئيات4 أبحاث تاريخية | تاريخ الأسكندرية عبر العصور3 أبحاث تاريخية | حريق القاهرة في يناير عام 1952م3 تاريخ الجامعات المصرية3 تاريخ الحضارات الإنسانية الأولى3 تاريخ روما القديم3 تاريخ مصر في عصور الإسلام | العصر العثماني | الأسرة العلوية3 مصر في العصر الجمهوري3 مصر في العصر اليوناني | مقدمة3 أبحاث تاريخية | الإسكندر الأكبر2 أبحاث تاريخية | التاريخ المصري القديم2 أبحاث تاريخية | الحروب الصليبية في تاريخ مصر2 أبحاث تاريخية | المتحف المصري2 أبحاث تاريخية | تاريخ الكنيسة2 أبحاث دينية ولاهوت2 التاريخ الطبيعي للأرض2 تاريخ الانسان الاول2 تاريخ البطاركة | مقدمة عن تاريخ الكنيسة القبطية2 تاريخ الثورات في مصر2 تاريخ مصر في العصر الجمهوري2 تاريخ مصر في العصر الروماني | فصل خاص عن تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ما بعد الإسلام2 تاريخ مصر في العصر اليوناني2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأيوبية2 تاريخ مصر في عصر الاسلام | جرائم العرب المسلمين في مصر2 حياة الديناصورات2 مصر في عصر الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مصر في عصور الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مقالات في الدين2 أبحاث الكتاب المقدس1 أبحاث تاريخية | أكتشاف الصليب المقدس1 أبحاث تاريخية | تاريخ أقدم القصور في مصر والعالم1 أبحاث تاريخية | تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية | حياة الأسد المرقسي1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر21 أبحاث تاريخية | مقدمة عن تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية حصرية | الحملة الفرنسية على مصر1 أبحاث تاريخية حصرية | محمد على باشا الكبير | تاريخ الأسرة العلوية1 أبحاث في اللاهوت والعقيدة1 إنسان العصر الحجري ومراحل التطور | تاريخ الإنسان عبر العصور1 التاريخ الطبيعي وأوائل الكائنات1 العصر العثماني | إكتشاف حجر رشيد1 العصر العثماني | الحملة الفرنسية على مصر1 تاريخ الأرض الطبيعي1 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الغربية1 تاريخ العالم | القرن الرابع الميلادي1 تاريخ الكون وبداية نشأة الحياة على كوكب الأرض1 تاريخ الكون وبداية نشأة كوكب الأرض | فيديو أحدث الإكتشافات العلمية في مجال علم الفضاء1 تاريخ المسيحية في مصر1 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأموية1 تاريخ مصر في عصور الاحتلال | عصر الجمهورية1 جرائم العرب المسلمون في مصر | الكاتب / أشرف صالح1 حضارات ما قبل التاريخ | حضارات ما قبل الطوفان العظيم1 دراسات في الكتاب المقدس1 دراسات في تاريخ الإسلام1 دراسات في تاريخ العالم القديم1 قاموس القديسين والشهداء1 مصر عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية | الدولة العباسية الثانية1 مصر في العصر الإسلامي | مقدمة الكاتب أشرف صالح عن تاريخ العرب القديم ما قبل الإسلام1 مصر في عصر الإسلام1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الإخشيدية1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الطولونية | مقدمة عن الدولة الطولونية1 مصر في عصر الإسلام | العصر الأموي1 مصر في عصر الإسلام | العصر العباسي | الدولة العباسية الأولى1 مصر في عصر الإسلام | جرائم عمرو بن العاص | حرق مكتبة الأسكندرية1 مصر في عصر الإسلام | دراسات في تاريخ الإسلام وحكم مصر1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية الرابعة1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية1 مصر في عصر الإسلام | عصر المماليك البرجية الشركسية1 مصر في عصر الإسلام | مصر في عصر الخلفاء الراشدين1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة الأيوبية1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة العباسية الثالثة1 مصر في عصور الإحتلال |عصر المماليك1 مصر في عصور الإسلام | العصر الجمهوري1 مصر في عصور الإسلام | عصر الدولة العباسية1 مقتطفات من حياة البطاركة1 موسوعة أقباط مصر1 موسوعة أنبياء العهد القديم1 موسوعة المؤرخون الأوائل1 موسوعة مصر التاريخية الشاملة1 موسوعة مملكة الأرض الجغرافية1