
زلزال 12 أكتوبر 1992
أيام قليلة ، وتحل ذكرى " فاجعة مصر الكبرى " ، في فترة التسعينيات ، ألا وهي ذكرى زلزال 12 أكتوبر 1992 المروع. ثمانية وعشرون عاماً تفصلنا عن ذكرى أليمة لاتنسي من تاريخ مصر ، ولا تمحى من ذاكرة المصريين ممن عاصروا هذا الحدث الكارثي بكل المقاييس .
فلقد وقع هذا الزلزال في يوم الإثنين الموافق : 12 أكتوبر لعام 1992 ، في تمام الساعة الثالثة وتسع دقائق عصراً بتوقيت القاهرة. كان مركز الزلزال وفقاً لمعلومات مرصد حلوان هو " دهشور " ، وتقع على بعد 35 كيلومتراً إلى الجنوب العربي من القاهرة. ولقد إٍستمر الزلزال لمدة نصف دقيقة تقريباً ، مما أصاب معظم بيوت شمال مصر - القديمة منها - بتصدعات خطيرة ، كما تهدم الجانب الأكبر منها .
جانب من آثار الدمار التي تسبب فيها زلزال 12 أكتوبر عام 1992
هذا – وقد بلغت قوة الزلزال نحو 5,8 درجة بمقياس ريختر ، ولكنه لم يكن مدمراً بشكل غير عادي ، شأنه في ذلك شأن الزلازال التي تعرضت لها بعض الدول على مدار التاريخ ، وخاصةً – دول الشرق الأوسط ، مثل زلزال أغادير في الجزائر.
واقعة زلزال 12 أكتوبر1992 تتصدر عناوين الجرائد الرسمية في مصر
ولقد تسبب زلزال 12 أكتوبر 1992 في وفاة 545 شخصاً وإصابة 6512 آخرين وشرد حوالي 50000 شخص إذ أصبحوا بلا مأوى. ولم يتوقف هذا المشهد المأسوي عند توقيت وقوع الزلزال الأول في الساعة الثالثة وتسع دقائق من اليوم السالف الذكر ، بل لحقت به عدة توابع ، كان أشدها زلزالاً آخر إهتزت معه كل مصر في تمام الساعة السادسة والربع مساءاً في ذات اليوم ، إستمرت على مدار الأربعة أيام التالية. كان هذا الحدث هو الأكثر تدميرا من حيث الزلازل التي أثرت في القاهرة منذ عام 1847.
يذكر أن الرئيس محمد حسني مبارك كان في زيارة رسمية لدولة الصين في وقت حدوث الزلزال ، مما دعاه لقطع الزيارة والعودة إلى مصر فوراً.
صورتات تعرضان جانباً من آثار الدمار التي تسبب فيها زلزال 12 أكتوبر 1992
كما كان لهذا الزلزال تأثيره البالغ في الإضرار ببعض من المعالم الأثرية والقديمة في مصر ، لعل من أبرزها - بعض الأضرار للهرم الأكبر ، ومباني أخرى تاريخية هامة في مصر - من أهمهما : المتحف المصري بميدان التحرير ، والمتحف القبطي بمصر القديمة ، وعدد من دور العبادة الأثرية المسيحية والإسلامية واليهودية ، من أهمها - الكنيسة المعلقة بمصر القديمة ، وكنائس مصر القديمة الأثرية الأخرى ، وعدد من الكنائس القديمة في القاهرة ، ومنطقة شبرا.
جانب من آثار الدمار التي تسبب فيها زلزال 12 أكتوبر 1992 للكنيسة المعلقة بمصر القديمة
أما بالنسبة لدور العبادة الإسلامية ، نذكر الأضرار التي تعرض لها جامع عمرو بن العاص الأثري بمصر القديمة ، وجامع أحمد بن طولون ، ومسجد السيدة زينب الذي سقطت مأذنته بالكامل .
مأذنة أحد المساجد الأثرية وقد سقطت بالكامل بسبب زلزال 12 أكتوبر 1992
كما تأثر عدد كبير من المساجد القديمة بالقاهرة ، نذكر منها الجامع الأزهر ، ومسجد الكخية بشارع الجمهورية ، وعدد من الأبنية القديمة ذات الطابع التراثي والحضاري ، من أهمها - قصر عابدين ، وقصر سراي القبة .
إرسال تعليق